من ذلك على سبيل المثال قوله تعالى :﴿ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ (١) قال :( وبلغ الشيء إناه - مقصور - أي : منتهاه. وكذلك فُسِّر في التنزيل :﴿ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ أي : منتهاه وإدراكه، والله أعلم ) (٢).
٣. وقريب من الإشكال السابق، إشكال آخر، هو : أنه يُفسِّر ألفاظاً قرآنية دون ذكر الآيات، وذلك كثير جداً (٣) ؛ ولأجل هذا اعتبرت بما أشار إليه أنه في التنزيل أو ذَكَر آية ورد اللفظ المُفَسَّر فيها.
٤. أنه حين يورِد اختلاف القراء في حرف من حروف القرآن، يذكر القراءات الشاذة من دون أن يُسَمِّي مَن قرأ بها في الغالب ؛ قُلْ مثل ذلك في الشعر الذي يسوقه شاهداً على معنىً من المعاني، لا يُسَمِّي قائله في أغلب الأحيان.
المراد بأقوال ابن دريد في التفسير :
يدخل في حدود هذا العنوان الفقرات التالية :
١. تفسيرُ ابنِ دريد الصريحُ لآية أَوْرَدَها في أَحَدِ كُتُبِه.
٢. ما يذكره من قراءات، أو توجيهٍ لها، أو إعرابٍ، أو سببِ نزول، أو غيرِ ذلك مما يكون له أثر في المعنى.
٣. ما يسوقه من خلاف، يرجِّح أحد الأقوال فيه، أو الأقوالُ التي ينقلها عن غيره ثم يتعقبها بتأييد، أو اعتراض.
وعليه ؛ فلن يتضمن الموضوع ما حكاه عن غيره، مما لم يتعقبه بتأييد أو اعتراض.
مواضع تفسير ابن دريد :
جمعت تفسير ابن دريد من كتبه التالية :
١. جمهرة اللغة، بتحقيق الدكتور : رمزي منير البعلبكي. ط. دار العلم للملايين بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، سنة ١٩٨٧ م.

(١) ١ ) الأحزاب : ٥٣.
(٢) ٢ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٢٤٩ - ٢٥٠.
(٣) ٣ ) انظر على سبيل المثال في الجمهرة : معنى هيت لك ١ / ٢١٥ ؛ و معنى لجّّة ١ / ٤٩٤.
وفي كتاب وصف المطر والسحاب : معنى العارض ١٥ ؛ و معنى الوابل ١٧ ؛ ومعنى الانبجاس ٢٠ ؛ ومعنى صفصف ٣٥.
وفي كتاب شرح المقصور والمدود : معنى الثرى ٢٢ ؛ و معنى السَّنَا ٢٥.

فمَنْ أرادَ معرفةَ ما في كتابِ اللهِ - عز وجل -، وما في سُنَّة رسول الله - ﷺ - مِن كل كلمة غريبة أو نَظْمٍ عجيب، لم يَجِدْ من العلم باللغة بُدّاً )) (١).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : الصاحبي في فقه اللغة ٥٠.

٤. نتيجةَ قتْل ابنِ المتوكل أباه، والتولي من بعده بإيعاز من الأتراك ؛ ازداد تفكك الدولة بالانقسامات، وتصدَّع بناؤها ؛ فثارت حمص سنة ٢٤٠ هـ، و أسس الصفارون دولة لهم سنة ٢٥٤ إلى ٢٩٠ هـ، واستولت السلمانية على فارس وما وراء النهر سنة ٢٤١ إلى ٣٨٩ هـ، ثم حصلت ثورة الزنج الذين خرجوا في ولاية المعتمد على الله، فاحتلوا ميناء الأبلّة التجاري المزدهر، وسيطروا على بقاع واسعة جنوب العراق، وجنوب غربي فارس، واشتد ضغطهم على البصرة حتى دخلوها فخربوا وأَحرَقوا، وبذلوا السيف فقتلوا الكثير من العلماء منهم أستاذا ابن دريد : أبو الفضل الرياشي، وأبو عثمان الأشنانداني ؛ مما حمل ابن دريد على اللجوء إلى عُمان والإقامة بها اثنتي عشرة سنة.
- - - - -
المبحث الثاني : الحالة الاجتماعيّة
غير خفيّ أن الحالة الاجتماعية تسير مع الحالة السياسية حيث سارت، فحيث استقرت الحالة السياسية ؛ تستقر الحالة الاجتماعية، وحيث اضطربت تلك ؛ تضطرب هذه.
وقد رأينا كيف كانت الحالة السياسية بعد المتوكل، وانتهاءَ الأمور إلى أيدي الأتراك الذين كانوا ينصّبون ويعزلون على وفق ما يرتضون ؛ وكان لهذا تأثير في الحالة الاجتماعية، فعدم استقرار السلطة ؛ أدى إلى فقدان الأمن، وانتشار الخوف والقلق، ناهيك بما كان يصنعه الأتراك من استهانة بحياة الناس، وأرواحهم، وأموالهم حتى كانوا يتولون مُصادرتها، وصار من المصائب عند الرجل أن يكون غنياً !
ومن ناحية أخرى وقع الغلاء في المجتمع، واشتدت حاجة الناس وفقرهم وعوزهم مما حمل كثيراً من العلماء والعامة – ممن لا صلة لهم بالسُّلطة – على الرحيل عن بلده إلى غيرها طلباً للرزق، كما باع بعضهم كتبه ؛ للحصول على ما يقتات به !
ثانيتها : تبدأ بعد دخول الزنج البصرة سنة ٢٥٧هـ، حيث هاجر مع عشيرته إلى موطنهم وبقوا هناك اثنتي عشرة سنة.
في هذه المدة استكمل ابن دريد دراسته التي بدأها في البصرة، وذلك بمخالطة البوادي والأعراب المقيمين في عُمَان، وأكسبته هذه الخلطة معرفة بلغات العرب ؛ كما أنه تأثر بالوقائع الداخلية التي حصلت في عُمَان، فظهر هذا الأثر في شعره : رثاءً لقتلى بني قومه وتحريضاً على الأخذ بثأرهم.
ثالثتها : تبدأ بعد القضاء على ثورة الزنج في البصرة سنة ٢٧٠هـ، حيث عاد إليها وبقي فيها ما بين سنة ٢٩٥ هـ و سنة ٢٩٧ هـ، ولم أقف على شيء من نشاطه هذه الفترة.
بَيْد أنه يبدو أن عامة تراثه العلمي كانت صناعته في هذه الفترة، ما خلا (( الجمهرة )) و (( المقصورة )) فقد ألّفهما في أثناء مقامه بفارس.
رابعتها : الفترة التي قضاها في فارس بعد رحيله إليها بدعوة من أميرها ابن ميكال (١) الذي تولى العَمَالة على فارس من قِبَل المقتدر بالله.
وكان قدومه فارس ما بين سنة ٢٩٥ هـ و سنة ٢٩٧ هـ، حتى سنة ٣٠٨ هـ.
وأبرز سمات حياته هذه الفترة يتمثل في الآتي :
١. صحب الأميرين الميكاليين.
٢. تقلّد النظر في ديوان الإنشاء للإمارة، بحيث لا يصدر عن الديوان أمر إلا بعد أن يوقع هو عليه.
٣. أفاد أموالاً عظيمة كانت عوناً له على إنجاز أعظم مؤلفاته ؛ وهي : الجمهرة، وأتى برائعة من الروائع وهي : المقصورة.
٤. صنف الجمهرة للأمير الميكالي سنة ٢٩٧ هـ.
(١) ١ ) هو : إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، أبو العباس الميكالي، كان شيخ خراسان، ووجهها وعينها في عصره. مات ٣٦٢ هـ بنيسابور. انظر : معجم الأدباء ٣ / ٥.

" وقوله :( وعشيرة الرجل : بنو أبيه الأدنَون الذي يعاشرونه ؛ وهكذا ذكر أصحاب المغازي أن النبي - ﷺ - لما أنزل عليه :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ (١) قام فنادى : يا بني عبد مَناف ) (٢).
" وقوله في معنى عسعس :( من قولهم : عسعس الليل، إذا رقّت ظلمته. وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم ) (٣).
" وقوله في معنى العَوْل :( الجَوْر. وفي التنزيل :﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ (٤) أي : تجوروا، والله أعلم. قال الشاعر :- وعالوا في الموازين -
أي : جاروا فيها ) (٥).
وهناك أمثلة أخرى، للمزيد منها انظر في الجزء الأول من الجمهرة، الصفحات التالية :
[٨٠ ] و [ ٣٢٧ ] و [ ٣٦٥ ] و [ ٤٩٥ ] و [ ٤٩٧ ] و [ ٥٢٦ ] و [٦١٥].
و انظر في الجزء الثاني من الجمهرة، صفحة :[ ٦٨٧ ].
وإغفال ابن دريد التصريحَ كثيراً بمصادره ليس ضناً منه بها، ولا انتحالاً لما جاء فيها...................
لكنّه قَصَد سبيل الاختصار ؛ مراعاة لمن كان العجز والتثاقل في الطلب حظَّه ؛ قال في مقدمة الجمهرة :( وأملينا هذا الكتاب والنقص في الناس فاشٍ، والعجز لهم شامل إلا خصائصَ كدراري النجوم في الأفق، فسهّلنا وَعْرَه، ووَطّأنا شَأْزَه ) (٦).
واقرُن بما مضى سبباً آخر، وهو : أنه كان يملي كتبه من حفظه.
ثم إن إغفال ابن دريد التصريح بالمصادر، منهج بعض العلماء ؛ فلا ضير عليه إن سلك مسلكهم.
- - - - -
المبحث الثاني : مصادره التي صرح بها
أفاد ابنُ دريد من كتب وشخصيات علمية، ترددت أسماؤها في ثنايا تواليفه.
(١) ٣ ) الحجر : ٢١٤.
(٢) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٧٢٨.
(٣) ٥ ) انظر : الاشتقاق ٢٤٨.
(٤) ٦ ) النساء : ٣.
(٥) ٧ ) انظر : الاشتقاق ٢٨٦.
(٦) ١ ) انظر : ١ / ٤٠. والشأز : الموضع الغليظ كثير الحجارة. انظر : لسان العرب ٥ / ٣٦٠.

" ومنها أيضاً قوله :( واختلق فلان كلاماً، إذا زَوّرَه، وكذلك اخترقه، وفي التنزيل :﴿ وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ﴾ (١) وفيه :﴿ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ ﴾ (٢) ) (٣).
" ومنها أيضاً قوله :( والنَّهَر - بفتح الهاء - اللغة الفصيحة العالية، وأصل النَّهر : السَّعَة والفُسحة، وفُسِّر قوله عز وجلّ :﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ (٤) في ضوء وفُسحة، وهو كلام المفسرين، واللغة توجب أن يكون نَهَر في معنى أنهار كما قال جلّ ثناؤه :﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ (٥) أي : أطفالاً، والله أعلم ) (٦).
ولمزيد من هذه التطبيقات انظر في جمهرة اللغة الصفحات التالية من الجزء الأول :[ ٥٦ - ٥٧ ] و [ ٢٤٣ ] و [ ٣٨٨ ] و [ ٥١٤ ] و [ ٦٠٥ ].
والصفحات التالية من الجزء الثاني :[ ٧١٢ ] و [ ٩٧٨ ] و [ ١٠٩٢ ].
وصفحة :[ ١٢٦٣ ] من الجزء الثالث.
- - - - -
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة
(١) ٤ ) العنكبوت : ١٧.
(٢) ٥ ) الأنعام : ١٠٠.
(٣) ٦ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٦١٩.
(٤) ٧ ) القمر : ٥٤.
(٥) ٨ ) الحج : ٥
(٦) ٩ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٨٠٧.

اختلف في تسميتها بهذا الاسم على قولين (١) :
الأول : الكراهة ؛ لأن أم الكتاب الحلال والحرام، أو اللوح المحفوظ، وهذا قول أنس - رضي الله عنه - (٢)
.....................................................................................
- - - - - - -
والحسن(٣) وابن سيرين(٤)، ووافقهما بقيّ (٥).
(١) ٥ ) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي ١ / ١٢٨ ؛ و الدر المنثور، للسيوطي ١ / ٨.
(٢) ٦ ) هو : أنس بن مالك بن النضر، الأنصاري، النجاري، أبو حمزة، صاحب رسول الله - ﷺ -، خدم النبي - ﷺ - عشر سنين، دعا له النبي - ﷺ - بكثرة المال والولد ودخول الجنة، كان آخر من مات بالبصرة من الصحابة، سنة ٩٢، وقيل : ٩٣ هـ. انظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد ٧ / ١٢ ؛و تهذيب الكمال، للمزي ٣ / ٣٥٣.
(٣) ١ ) هو : الحسن بن أبي الحسن - واسم أبيه : يسار - البصري، ولد في عهد عمر، قال ابن سعد :( وكان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كبير العلم فصيحاً ) توفي سنة ١١٠ هـ. انظر : الطبقات الكبرى ٧ / ١١٤ ؛ وتذكرة الحفاظ، للذهبي ١ / ١١١.
(٤) ٢ ) هو : محمد بن سيرين، أبو بكر، مولى أنس بن مالك، قال مورّق العجلي :( ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه و لا أورع في فقهه من محمد بن سيرين ) توفي سنة ١١٠ هـ. انظر: التاريخ الكبير ١ / ٩٠ و تاريخ بغداد ٥ / ٤١٥.
(٥) ٣ ) هو : بقي بن مخلد، أبو عبدالرحمن، الأندلسي الحافظ، رحل إلى الإمام أحمد فسمع منه، وسمع من ابن أبي شيبة وغيرهما، ثم رجع إلى الأندلس فملأها علماً جماً، توفي سنة ٢٧٦ هـ، وقيل : غيرها. انظر: طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى ١ / ١١٢ ؛ و سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٥.

وأبو العالية (١)، والربيع بن أنس (٢)، وقتادة، ومقاتل بن حيان (٣)، والسدي (٤) وإسماعيل ابن أبي خالد (٥) ) (٦).
(١) ١ ) هو : رُفَيع بن مهران الرياحي التميمي، بصري، أدرك الجاهلية، لزم ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأخذ عنه العلم ثقة كثير الإرسال. توفي سنة ٩٠ هـ. انظر: الجرح والتعديل ٣ / ٤٦١ ؛ و سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٠٧.
(٢) ٢ ) هو : ابن زياد البكري، الخراساني، المروزي، الحنفي، بصري، عالم مرو في زمانه. مات سنة ١٣٩ هـ انظر : الجرح والتعديل ٣ / ٤١٩ ؛ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٦٩.
(٣) ٣ ) هو : أبو بسطام الخزاز، صدوق فاضل، له تفسير. هرب إلى كابل أيام أبي مسلم الخراساني، ودعا خلقاً فأسلموا. توفي قبيل ١٥٠ هـ. انظر: ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٣ ؛ وطبقات المفسرين، للداودي ٢ / ٣٢٩.
(٤) ٤ ) هو : إسماعيل بن عبد الرحمن ابن أبي كريمة، الكبير، أبو محمد الكوفي الأعور. صاحب التفسير. قال إسماعيل بن أبي خالد :( السدي أعلم بالقرآن من الشَّعبي ) توفي سنة ١٢٧ هـ. انظر : الأنساب، للسمعاني ٣ / ٢٣٩ ؛ وطبقات المفسرين، للداودي ١ / ١٠٩.
(٥) ٥ ) اختلف في اسم أبيه فقيل : هرمز، وقيل: غيره، البجلي، أبو عبد الله الكوفي. سمع خمسة من أصحاب النبي - ﷺ -، ثقة ثبت مات سنة ١٤٦ هـ. انظر : تهذيب الكمال ٣ / ٦٩ ؛ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٧٦.
(٦) ٦ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١ / ٣٤.

وقد قرئ :﴿ أن الله يُبَشِّرك ﴾ و يَبْشرك، مثقّل ومخفّف. قال أبوبكر (١) : قال أبو حاتم (٢) : بَشَرْتُ الرجل وأبْشَرْتُه وبشّرته في معنى. وقرأ أبو عمرو، ومجاهد :﴿ ذَلِكَ الَّذِي يَبْشُرُ اللَّهُ عِبَادَهُ ﴾ (٣). وأنشد لخُفَاف (٤) :
وقد غَدوتُ إلى الحانات أَبْشُره بالرَّحْل تحتي على العَِيرانة الأُجُدِ (٥)
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر ش ] ١ /٣١٠ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد ثلاث مسائل :
.....................................................................................
- - - - - - -
الأولى : معنى البشارة :
ذَكَر ابن دريد أنها تكون : بما يُسَرُّ به.
وعلى هذا المفسرون قاطبة ؛ لم يخالف منهم أحد في تأويل هذا الحرف (٦).
وأهل اللسان - أ يضاً - على ذلك، يحملون اللفظ أصلاً على البشارة بالخير ؛ وذلك لظهور أثر الخبر على البشرة : حُسناً وجمالاً، وابتهاجاً (٧).
(١) ١ ) هو : ابن دريد.
(٢) ٢ ) لم أقف عليه في المطبوع من كتب أبي حاتم.
(٣) ٣ ) الشورى : ٢٣.
(٤) ٤ ) هو : ابن ندبة، وهي أمه، وأبوه عمير. يكنى بأبي خرشة، وهو ابن عم صخر، وخنساء، ومعاوية أولاد عمرو بن الحارث بن الشريد. وخفاف شاعر مشهور بالشعر. وممن ثبت على إسلامه في الردة. شهد بعض المشاهد مع رسول الله - ﷺ -. وبقي إلى أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. انظر: أسد الغابة ٢ / ١٣٨ ؛ والوافي بالوفيات ١٣ / ٢١٨.
(٥) ٥ ) الذي في ديوان خفاف ص ٨٦ بيت شبيه بهذا البيت :
وقد أغادي الحانوت أنشره بالرحل فوق العَيرانة الأُجُد
(٦) ١ ) انظر : جامع البيان ٣ / ٢٥١ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٠٥ ؛ و تفسير السمعاني ١ / ٣١٥ ومفردات الراغب ٤٥ ؛ وزاد المسير ١ / ٣٨٢ ؛ وعمدة الحفاظ ٥٠.
(٧) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ٢٤٥ ؛ والصحاح ٢ / ٥١٤ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٢٥١ ؛ ولسان العرب ٤ / ٦١ - ٦٢.

" الثاني : أو أنها مجرورة بباء مقدرة حُذفت للدلالة عليها (١).
" الآخِر : أو أن الجر ليس بالعطف ؛ بل بواو القسم، وجواب القسم :﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (٢).
- - - - -
( ٣٤ ) [ ٢ ] قول الله عز وجل :﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (٢) ﴾
قال : والحُوب والحَوب : الإثم. وقد قرئ :﴿ إِنَّهُ كَانَ حَوباً كَبِيرًا ﴾ وحُوباً.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ح و ] ١ / ٢٨٦ )
- - - - - - -
اشتمل كلام ابن دريد على مسألتين :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ حُوبًا ﴾ :
(١) ١ ) يَرِد على هذا الحديثُ الواردُ في النهي عن الحلف بغير الله، لكن يمكن أن يُدفَع هذا الإيراد بأن يقال : إن هذا مجرد خبر عن واقعهم الذي هم عليه من التساؤل بالأرحام. ثم - أيضاً - هذا التعليل جيء به للدلالة على أنه يجوز عطف الظاهر على المضمر المخفوض إذا دل عليه دليل.
(٢) ٢ ) انظر الردود في : الخصائص ١ / ٢٨٥ ؛ والإنصاف في مسائل الخلاف، لابن الأنباري ٢ / ٤٦٣ واللباب، للعكبري ١ / ٤٣٣ ؛ وهمع الهوامع، للسيوطي ٣ / ٢٢١.

قال : والبَحِيْرَةُ المذكورة في التنزيل : كانت الشاة إذا نُتِجَت عشرة أبطنٍ أو الناقة شقّوا أذنها، وتركوها لا تُمنَع من ماء ولا مرعىً (١)، فإذا ماتت أَكَلَها الرِّجال وكانت حراماً على النساء.. والسائبة التي ذُكِرت في التنزيل : وذلك أن الرجل كان إذا سافر على راحلة فسَلِم، نذر أن يجعلها سائبة، فكان يتركها راغدة لا تُهَاجُ، ولا تُمْنَع من ماء ولا مرعى، ويحرم عليه وعلى غيره ركوبها (٢). ومنه : قول الذي أُغِير على إبله فركب سائبة فاتبعها، فقيل له : تركب الحرام ؟ فقال (٣) :(( يركب الحرام من لا حلال له لِلَّهِ )) فأرسلها مثلاً.
والوصيلة التي في التنزيل من الغَنَم : كانت إذا نتجت خمسة أبطنٍ فكان الخامس ذكراً وأنثى حرموا الذكر وقالوا : وصلت أخاها فلا يذبح.
( الاشتقاق ٨٧، ٩٣، ١٢٣، ٣٥٩ )
- - - - - - -
اختلف أهل التفسير في : البَحيرة، والسائبة، والوَصيلة، وذكروا في معناها أقوالاً :
.....................................................................................
- - - - - - -
" أما البحيرة ففيها أربعة أقوال :
(١) ١ ) وجه تسميتها بحيرة : أنها تترك تتسع، وتنبسط في المرعى، لا تُمنع من ذلك ؛ أو أنه من الشَّق. انظر : مقاييس اللغة ١ / ٢٠٢.
(٢) ٢ ) وجه تسميتها سائبة : أنها تُترك تذهب حيث تشاء. انظر : مقاييس اللغة ٣ / ١١٩.
(٣) ٣ ) قائله : جُرَيّة بن أوس بن عامر من بني الهُجَيم. والمثل هو :( حَرَاماً يَرْكَبُ مَنْ لا حَلالَ له ). انظر قصة ورود المثل في : جمهرة الأمثال، لأبي هلال العسكري ١ / ٣١٩. وفي مَجْمَع الأمثال، للميداني ١ / ٣٥٣ :( حَرَامُه يَرْكَبُ مَنْ لا حَلالَ له ).

أشار ابن دريد إلى القراءتين الواردتين في قوله :﴿ يُكَذِّبُونَكَ ﴾، والمعنى على كل قراءة، وهذا بيانهما :
" الأولى :﴿ فَإِنَّهُمْ لا يُكْذِبونك ﴾ بالتخفيف ؛ قرأ بها نافع، والكسائي.
" الأخرى :﴿ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ ﴾ بالتشديد ؛ بها قرأ الباقون.
وقد قيل : إنهما بمعنى واحد ؛ وهناك من فَرَّق بينهما في المعنى - منهم ابن دريد - إذ قالوا : المعنى على قراءة التخفيف : لا يجدونك ويصادفونك كاذباً، أو لا يقدرون أن يقولوا : إنك كذبت فيما أنبأت به مما في كتبهم.
والمعنى على قراءة التشديد : لا تحزن فإنهم لا يكذّبونك تكذيباً يَضُرّ بك ؛ إذ لست بكاذب في الحقيقة. ويحتمل أن يريد : فإنهم لا يكذّبونك على جهة الإخبار عنهم أنهم لا يكذّبون وأنهم يعلمون صدقه ونبوته، ولكن يجحدون عناداً وظلماً (١).
- - - - -
( ٤٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ.... الآية ِازجب ﴾
(١) ١ ) انظر القراءتين وتوجيههما في : المبسوط ١٩٣؛ وإعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه ١ / ١٥٥ ؛ ومعاني القراءات ١٥٢ ؛ والحجة للقراء السبعة، لأبي علي ٢ / ١٥٨ ؛ والمحرر الوجيز ٦ / ٤٠ والبحر المحيط ٤ / ٤٨٨ ؛ والنشر ٢ / ٢٥٧ - ٢٥٨. ( والقراءتان سبعيتان ).

- - - - - - -
o خامساً : ما ظهر من اللباس، وممن قاله أبوعبيدة (١).
وقدّمتُ أن الأقوال المسرودة متداخلة، يجمعها ما قال ابن دريد ؛ قال الزجاج :( الرِّياش : اللباس، وكل ما ستر الرجل في جسمه ومعيشته ) (٢).
وتلك المعاني مقررة عند أهل اللسان (٣)، قال ابن فارس :( الراء، والياء، والشين أصل واحد يدل على حُسن الحال، وما يكتسب الإنسان من خير. فالرِّيش : الخير. والرِّياش : المال. ورِشتُ فلاناً أَرِيْشه رَيْشاً، إذا قمت بمصلحة حاله..) (٤).
الأخرى : القراءات الواردة في قوله :﴿ وَرِيشًا ﴾ :
وقد ذكر قراءتين :
" أُولاهما :﴿ $W±"ح' ﴾ قراءة عامة أهل الأمصار وعليها رسم المصحف، وهي سبعية.
" أُخراهما :﴿ رِيَاشاً ﴾ وممن قرأ بها الحسن، وزر بن حُبيش (٥)، ومجاهد وأبو رجاء، وقتادة، وعاصم وأبو عمرو في رواية عنهما (٦).
واختلف في معناهما على أقوال :
" أولها : أن الرِّيش ما بَطَن، والرِّياش ما ظهر.
.....................................................................................
- - - - - - -
(١) ١ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٢١٣.
(٢) ٢ ) معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٣٢٨. وانظر أيضاً : المحرر الوجيز ٧ / ٣٨.
(٣) ٣ ) انظر: تهذيب اللغة ١١ / ٢٨٠ ؛ والصحاح ٣ / ٨٤٧ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٦٦ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٤٠٣ ؛ و لسان العرب ٦ / ٣٠٩.
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٢ / ٤٦٦.
(٥) ٥ ) هو : ابن حُباشة، أبو مريم الأسدي الكوفي، أحد الأعلام. قال عاصم :( ما رأيت أقرأ من زر ) وكان ابن مسعود يسأله عن اللغة. توفي سنة ٨٢ هـ. انظر تاريخ خليفة ٢٨٨ ؛ وغاية النهاية ١ / ٢٩٤.
(٦) ٦ ) انظر : معاني القرآن، للأخفش ٢ / ٥١٦ ؛ والمحرر الوجيز ٧ / ٨٣ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٣٠.

قال : والفرقان : النصر، ومنه :﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ أي : يوم النصر، يعني يوم بدر (١).
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ف ق ] ٢ / ٧٨٥ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد قوله :﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ بيوم النصر : يوم بدر ؛ والمفسرون قاطبة على ذلك، وممن حُفظ عنه تأويله : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وعروة بن الزبير (٢)، ومجاهد، وقتادة والضحاك، ومقاتل بن حيان، وابن إسحاق (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال :( يعني : يوم بدر، فرّق الله فيه بين الحق والباطل ) (٤).
(١) ١ ) كانت في السنة الثانية من الهجرة، في السابع وقيل : التاسع عشر من رمضان. انظر : الكامل في التاريخ ٢ / ١٤ ؛ والبداية والنهاية ٣ / ٢٥٦. أما المعركة فنسبت إلى المكان الذي وقعت فيه وهو : بدر : ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين ساحل البحر ليلة. انظر : معجم البلدان ١ / ٣٥٧.
(٢) ٢ ) هو : أبو عبد الله، عروة بن الزبير بن العوام. مولده سنة ست وعشرين. قال عمر بن عبد العزيز :( ما أحد أعلم من عروة ) وقال الزهري :( عروة بحر لا تكدره الدلاء ). توفي سنة ٩٤ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٧ / ٣١ ؛ وتهذيب الكمال ٢٠ / ١١.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٢٥٤ ؛ وتفسير الصنعاني ١ / ٢٣٧ ؛ وجامع البيان ١٠ / ٨ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٥ / ١٧٠٦ ؛ والوسيط ٢ / ٤٦٢.
(٤) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٢٥٤.

o الآخِر : اسم لجنّة في السماء العليا لا يدخلها إلا نبي أو صدّيق أو شهيد أو إمام عدل، قاله أبو الدرداء - رضي الله عنه -، والحسن، ومقاتل، والكلبي (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
والأقرب أن المراد هو القول الأول :( جنات إقامة وخلود ) ؛ وهو القول المشهور واللغة تؤيده (٢).
قال الأزهري :( المَعْدِن : وهو المكان الذي يثبت فيه الناس، ولا يتحوّلون عنه شتاءً ولا صيفاً ) (٣).
- - - - -
( ٧٤ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (٩٢) ﴾
(١) ٢ ) انظر الأوجه : في جامع البيان ١٠ / ١٨٠ - ١٨١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٦ / ١٨٤٠ ؛ والنكت والعيون ٢ / ٣٨٢ ؛ والوسيط ٢ / ٥١٠ ؛ ومعالم التنزيل ٢ / ٣٦٩ ؛ وزاد المسير ٣ / ٤٦٩.
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٢٩ ؛ والصحاح ٥ / ١٧٣٤ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٢٤٨.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٢٩.

وعلى هذا يجاب، فيقال :( كان جائزاً أن ينجيه بهيئته حياً كما دخل البحر، فلما كان جائزاً ذلك، قيل :﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾ ؛ ليُعْلم أنه ينجيه بالبدن بغير روح ولكنْ ميتاً ) (١).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ١١ / ١٦٦.

قال ابن فارس :( الزاء، والواو، والجيم أصل يدل على مقارنة شيء لشيء، من ذلك الزوج : زوج المرأة، والمرأة زوج بعلها وهو الفصيح.. ويقال : لفلان زوجان من الحَمَام يعني : ذكراً وأنثى. فأما قوله - عز وجل - في ذكر النبات :﴿ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ (١) فيقال : أراد به اللون كأنه قال : من كل لون بهيج ؛ وهذا لا يبعد أن يكون من الذي ذكرناه لأنه يزوّج غيره مما يقاربه ) (٢).
- - - - -
( ٧٧ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣) ﴾
قال : أي : لا معصوم، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر ل ] ١ / ٤٧٣ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في قوله تعالى :﴿ لَا عَاصِمَ ﴾ هل تبقى على ظاهرها، أو تكون كما قال ابن دريد عاصم بمعنى معصوم، ومَرْجع هذا الاختلاف الموقع الإعرابي لـ( مَن ) مِن قوله :﴿ مَنْ رَحِمَ ﴾، وإليك الاحتمالات فيها :
o الأول : إبقاء ﴿ لَا عَاصِمَ ﴾ على حقيقته، وأنه نفيُ كلِّ عاصمٍ مِن أمر الله في ذلك الوقت.
فتكون ﴿ مَنْ ﴾ في قوله :﴿ مَنْ رَحِمَ ﴾ واقعة على المعصوم، والضمير الفاعل يعود على الله، وضمير الموصول محذوف، ويكون الاستثناء منقطعاً، ويكون المعنى : لا عاصم اليوم البتة من أمر الله، لكنْ من رحمه الله فهو معصوم (٣).
o الثاني : جوّزوا أن يكون المراد بـ ﴿ مَنْ ﴾ الله، فيكون المعنى : لا عاصم إلا الراحم ؛ و ﴿ عَاصِمَ ﴾ يبقى على حقيقته، ويكون الاستثناء متصلاً (٤).
.....................................................................................
(١) ٤ ) الحج : ٥.
(٢) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٣٥.
(٣) ١ ) ممن رأى هذا الزجاجُ، انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٥٤.
(٤) ٢ ) ممن رأى هذا ابنُ جرير، انظر : جامع البيان ١٢ / ٤٥.

أي : من اشترى. وقال الشاعر (١) :
وشَريتُ بُرداً ليتني...... من بَعْد بُردٍ كنتُ هَامَه
أي : بِعْتُه.
( الاشتقاق ٥٠٣ - ٥٠٤ )
﴿ بَخْسٍ ﴾ قال : أي ناقص، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب خ س ] ١ / ٢٨٩ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد على هذه الآية مسألتان :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ وَشَرَوْهُ ﴾ :
بيّن ابن دريد أن المراد بقوله :﴿ وَشَرَوْهُ ﴾ : باعوه ؛وهذا التأويل الذي ذهب له ابن دريد، هو الذي قال به عبد الله بن عباس - رضي الله عنهم -، وإبراهيم. النخعي، ومجاهد، وقتادة..........
.....................................................................................
- - - - - - -
والحسن، والضحاك (٢)، في آخرين (٣).
عن الضحاك في قوله :﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ z ﴾ قال :( باعوه ) (٤).
وقال ابن عاشور :( معنى ﴿ وَشَرَوْهُ ﴾ باعوه. يقال : شرى كما يقال : باع، ويقال : اشترى كما يقال : ابتاع.. ) (٥).
وهذا متعارف عليه عند أهل اللغة (٦).
(١) ٢ ) البيت منسوب ليزيد بن مفرغ الحميري. انظر : الأضداد، للأنباري ٧٣ ؛ ولسان العرب ٣ / ٨٧.
(٢) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ١٧٨ ؛ وجامع البيان ١٢ / ١٧٠- ١٧١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١١٥ - ٢١١٦ ؛ والدر المنثور ٤ / ٤٥٩ - ٤٦٠.
(٣) ٢ ) منهم : السجستاني في نزهة القلوب ٢٨٤ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ١٥٥ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٣٨١ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ٢٦١ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٢٠ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٣ / ٣٧٤ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١٢ / ٢٤٣.
(٤) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ١٧١.
(٥) ٤ ) انظر : التحرير والتنوير ١٢ / ٢٤٣.
(٦) ٥ ) انظر : الأضداد، للأنباري ٧٣ ؛ وتهذيب اللغة ١١ / ٢٧٦ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٠٦ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٢٦٦ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٤٢٧ - ٤٢٨.

o أولها : الأخذ بالعقوبة، وممن قال به علي - رضي الله عنه -، وقتادة، والحسن.
o ثانيها : المكر والحيلة، وممن قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي.
o آخرها : القوة، وممن قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد (١).
و هذه المعاني المذكورة ترجع إلى أصل الكلمة اللغوي (٢) ؛ فإنه لما ذُكرت المعاني التي............
.....................................................................................
- - - - - - -
انطوى عليها أصلها اللغوي، ذُكِر منها : الوشاية والسعاية، وهذا هو المكر، وحقيقته : إيصال المكروه إلى مَن يستحقه من حيث لا يشعر.
ولذا كانت العقوبة الحاصلة به شديدة، وصار من مظاهر الحول و القوة (٣)، بحيث يوصل المكروه لمن يريد من دون أن يشعر به.
- - - - -
( ٩٧ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (١٧) ﴾
(١) ٢ ) انظر هذه الأقوال متفرقة في : تفسير الصنعاني ١ / ٢٨٩ ؛ وجامع البيان ١٣ / ١٢٧ ؛ والوسيط ٣ / ١٠ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٨٨.
(٢) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٥ / ٦٢ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ١٩٦ ؛ ولسان العرب ١١ / ٦١٨ - ٦١٩.
(٣) ١ ) هذا الكلام مستوحىً من المعاني المذكورة لهذا اللفظ. انظر : المحكم والمحيط الأعظم ٣ / ٣٧٥ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ٣٠٢ ؛ ولسان العرب ١١ / ٦١٩.

تفسير ابن دريد قوله تعالى :﴿ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ بأن المراد : لا أغيثكم ولا تغيثونني، واقع موقعه. وهذا بنحو ما قال جمهور أهل التأويل : مجاهد، وقتادة، و الشعبي، والربيع بن أنس، والحسن، ومحمد بن كعب القرظي (١)..........
.....................................................................................
- - - - - - -
في غيرهم (٢).
فعن قتادة في قوله تعالى :﴿ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ قال :( ما أنا بمغيثكم، وما أنتم بمغيثيّ ) (٣).
وقال السمعاني :( معناه : ما أنا بمعينكم، وما أنتم بمعينيّ ؛ وقيل معناه : ما أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجيّ ) (٤).
وأصل مصرخ من صرخ، و الصراخ لغة (٥) : الصوت رفيع. يقال : صرخ يصرُخ إذا صوّت ؛ ولذا سمي طالب الغوث والمغيث بذلك ؛ مراعاة لهذا المعنى.
(١) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٩٥ ؛ وجامع البيان ١٣ / ٢٠١ - ٢٠٢ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٢٤١ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ٥١٠ - ٥١١.
(٢) ١ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٣ / ٣٣٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ١٥٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٢٠٥ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٤١٠ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٢٩ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ٢٧٩ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ٤٣١ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٢٩١ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٢ / ٢٥٣ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٦ / ٣١٢.
(٣) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٣ / ٢٠٢.
(٤) ٣ ) انظر : تفسيره ٣ / ١١٢.
(٥) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٦٣ ؛ ومعجم مقاييس اللغة ٣ / ٣٤٨ ؛ ولسان العرب ٣ / ٣٣.

والأقوال لا اختلاف بينها فإنها من معنى ( وَصَبَ ) في اللغة (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن فارس :( الواو، والصاد، والباء كلمة تدل على دوام شيء.
ووَصَبَ الشيء وُصُوباً، دَامَ. وَوَصَبَ الدين، وَجَبَ، ومفازة واصبة، بعيدة لا غاية لها.. ) (٢).
وبهذا يتبين أن المعاني التي سيقت عن المفسرين محتملة جميعها، ويكون المعنى حينئذٍ : وله الدين واجباً على الدوام ؛ وإن كان ذا كلفة وتعب، والله أعلم.
- - - - -
( ١٠٤ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٥٩) ﴾
قال : والهُون، بضم الهاء : الهوان، من قوله جل ثناؤه :﴿ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ ﴾. والهوان : ضد الكرامة ؛ رجل هَيّن وأهون، ورجلٌ مَهين.
( جمهرة اللغة، مادة [ ن هـ و ] ٢ / ٩٩٦ ؛ الاشتقاق ١٧٨ )
- - - - - - -
جعل ابن دريد قوله تعالى :﴿ هُونٍ ﴾ من الهوان، وهو ضد الكرامة.
ولأهل التأويل في هذا الحرف ثلاثة أوجه :
o أولها : الهَوان، في لغة قريش، قاله الفراء (٣)، وبه فسره اليزيدي (٤).
o ثانيها : القليل، وهو الشيء الهيّن ؛ في لغة تميم. حكاه الفراء، وابن جرير عن الكسائي (٥).
o آخرها : البلاء والمشقة (٦).
(١) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ١٧٨ ؛ والصحاح ١ / ٢٠٦ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ١١٧ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٣٣٧ ؛ ولسان العرب ١ / ٧٩٧.
(٢) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٦ / ١١٧.
(٣) ١ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٣٧.
(٤) ٢ ) انظر : غريب القرآن وتفسيره ٢٠٧.
(٥) ٣ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٣٧ ؛ وجامع البيان ١٤ / ١٢٤.
(٦) ٤ ) نسبه الماوردي في النكت والعيون ٣ / ١٩٤ إلى الكسائي واستشهد ببيت للخنساء :
" ثانيها : قراءة الجمهور ﴿ أَمَرْنَا ﴾ بالتخفيف وقصر الهمز، وهي قراءة سبعية.
وفي معناها وجهان :
١. قيل : من الأمر الذي هو خلاف النهي، أي : أمرناهم بالطاعة فعصوا وفسقوا.
٢. وقيل : كثّرنا، يقال : آمرهم الله، وأمرهم أي : كثّرهم.
" آخرها :﴿ أمِرْنا ﴾ بالتخفيف، وقصر الهمز، وكسر الميم، وهي قراءة الحسن ويحيى بن يعمر، وعكرمة.
وهذه القراءة في المعنى كالقراءة بفتح الميم (١).
- - - - -
( ١١٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ * وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) ﴾
قال : أفّ يئفّ أفّا، وقالوا : يؤفّ أيضاً، إذا تأفّف من كَرْبٍ أو ضَجَر. ويقال : رجل أفّاف : كثير التأفُّف. وفي التنزيل :﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾. ويقال : أتانا على أُفِّ ذلك وأَفَفِهِ وإفّانه، أي : إبّانه. وتقول : أُفٍّ لك يا رجل، إذا تضجرت منه.
( جمهرة اللغة، مادة [ أ ف ف ]، ١ / ٥٨ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : اللغات في ( أُفّ ) :
ذكر ابن دريد أن هذا الحرف له صيغتان في المضارع، لا تختلفان من حيث المعنى وهاتان الصيغتان هما :
١. يئف.
٢. يؤف.
(١) ١ ) انظر القراءتين وتوجيههما في : المبسوط ٢٦٨ ؛ والنشر ٢ / ٣٠٦ ؛ ومعاني القراءات ٢٥٤ ؛ والمحتسب ٢ / ١٦ - ١٧ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٢٧ ؛ والدر المصون ٧ / ٣٢٥ - ٣٣٠.

وقولهم :( مرامي ) شبه سهام صغيرة : نار أو برد أو نحوها، وممن قال بهذا أبو عبيدة (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
والحسبان في اللغة، والحساب ينزع بعضهما إلى بعض من حيث المعنى واحد (٢). فكأن المعذب أُحْصي عليه ذنبه ثم عوقب به.
قال النحاس :( والمعروف في اللغة أن الحسبان والحساب واحد، قال الله - عز وجل - :﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ (٣) ؛ وقول قتادة، والضحاك صحيح المعنى، كأنه قال : أو يرسل عليها عَذَابَ حِسَابِ مَا كَسَبَتْ يداه ) (٤).
- - - - -
( ١٢٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤) ﴾
قال : قَصَص : استُعْمِل من معكوسه قَصّ الشيء بالمقصين يقُصُّه قصاً، وقصّ الحديث يقُصُّه قصصاً. وكذلك اقتفاء الأثر قصص أيضاً، قال الله عز وجل :﴿ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ق ص ص ] ١ / ١٤٢ و ٢ / ١٠١٠ )
- - - - - - -
(١) ٥ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٤٠٣.
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ١٩٢ - ١٩٥ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٦٠ ؛ ولسان العرب ١ / ٣١٣.
(٣) ٢ ) الرحمن : ٥.
(٤) ٣ ) انظر : معاني القرآن له ٤ / ٢٤٥.

-------
وهذا الحرف في كلام الناس يأتي بمعانٍ، منها : عند (١).
إلا أن بين لدن وعند معنىً دقيقاً يَفْرُق بينهما، قال ابن منظور :( لَدُن : ظرف مكان بمعنى : عند، إلا أنه أقرب مكاناً مِن (( عند ))، وأَخَصُّ منه، فإنّ (( عند )) تقع على المكان وغيره ؛ تقول : لي عند فلانٍ مال، أي : في ذمته، ولا يقال ذلك في لدن ) (٢).
- - - - -
( ١٣٢ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (٢٢) ﴾
قال : وقالوا : مكان قَصيّ، أي : بعيد. وفي التنزيل :﴿ مَكَانًا قَصِيًّا ﴾ فكأنه فَعِيل مشتق من فاعل (٣).
( الاشتقاق ٢٠ )
- - - - - - -
أبان ابن دريد المراد من قوله تعالى :﴿ قَصِيًّا ﴾، فقال : بعيداً وهو من قاصي. و هذا المعنى بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة (٤)، في آخرين (٥).
عن قتادة في قوله :﴿ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴾، قال :( مُتَنَحِّياً ) (٦).
وقال مجاهد :( أي : قاصياً ) (٧).
(١) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٤٣ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٨٣.
(٢) ٢ ) انظر : لسان العرب ١٣ / ٣٨٤.
(٣) ١ ) يريد أن ( قصيّ ) على زنة فعيل، مشتق من ( قاصي ) على زنة فاعل.
(٤) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٨ ؛ وجامع البيان ١٦ / ٦٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٤٠٤.
(٥) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٨٣ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣ ؛ والزجاج في معاني القرآن ٣ / ٣٢٣ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٦٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٣٢١ ؛ والثعلبي في الكشف ٦ / ٢١٠ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ١٨٠ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٢٢٩ ؛ والزمخشري في الكشاف ٤ / ١٣ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٥٣٨ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٥٨.
(٦) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٨.
(٧) ٥ ) انظر : معاني القرآن ٤ / ٣٢١.

والذي ذكر عن سعيد بن جبير من قراءة ذلك بفتح الألف قراءة لا أستجيز القراءة بها لخلافها قراءة الحجة التي لا يجوز خلافها فيما جاءت به نقلاً مستفيضاً.. وإنما وجهنا معنى أخفيها بضم الألف إلى معنى : أسترها من نفسي لأن المعروف من معنى الإخفاء في كلام العرب الستر يقال قد أخفيت الشيء إذا سترته.. وأما وجه صحة القول في ذلك، فهو أن الله تعالى ذكره خاطب بالقرآن العرب على ما يعرفونه من كلامهم وجرى به خطابهم بينهم فلما كان معروفاً في كلامهم أن يقول أحدهم إذا أراد المبالغة في الخبر عن إخفائه شيئاً هو له مسر : قد كدت أن أخفي هذا الأمر عن نفسي من شدة استسراري به، ولو قدرت أخفيه عن نفسي أخفيته، خاطبهم على حسب ما قد جرى به استعمالهم في ذلك من الكلام بينهم، وما قد عرفوه في منطقهم. وقد قيل في ذلك أقوال غير ما قلنا وإنما اخترنا هذا القول على غيره من الأقوال لموافقة أقوال أهل العلم من الصحابة والتابعين إذ كنا لا نستجيز الخلاف عليهم فيما استفاض القول به منهم وجاء عنهم مجيئاً يقطع العذر ) (١).
- - - - -
( ١٣٧ ) [ ٢ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) ﴾
قال : والوَنَى من قولهم : وَنَى يَني وَنْياً ووُنِيّاً، وهو التقصير في العمل من التعب، وهو من قوله جلّ وعزّ :﴿ وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ن و ي ] ٢ / ١٠٥٥ )
- - - - - - -
لا خلاف بين جمهور المفسرين في معنى قوله تعالى :﴿ وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾.
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ١٦ / ١٥٠ - ١٥١.

-------
هنا مسألتان :
الأولى : قراءة الجمهور في حرف :﴿ حَصَبُ z ﴾ :
أشار ابن دريد إلى إحدى القراءات في هذا الحرف، وهي قراءة الجمهور المتواترة :﴿ حَصَبُ z ﴾ بفتح الحاء، والصاد ؛ وما عدا هذه من القراءات فشاذ (١).
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ حَصَبُ z ﴾ على قراءة الجمهور :
ذكر ابن دريد أن كل شيء ألقي في النار لتشتعل فهو حصب لها، وبهذا المعنى قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك (٢) وغيرهم (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وبه قال أهل اللغة (٤).
عن قتادة في قوله :﴿ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ قال :( حطب جهنم يقذفون فيها ) (٥).
وقال السجستاني :( حطب جهنم، كل شيء ألقيته في النار فقد حَصَبْتها به ) (٦).
وقال الكفوي :( الحَصَب : كلُّ ما هيَّجْتَ به النار، إذا أوقدتَها، فهو حصب، ولا يكون الحطب حصباً حتى يسجر به، أي : يُحْمَى به التنور ) (٧).
- - - - -
(١) ١ ) قرئ : حَصْب، وحَضَب، وحَضْب، وحطَب. انظر القراءات في : المحتسب ٦٦ - ٦٧ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٣٩٤ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٤٦٩.
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٣٥٥ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٧ ؛ وجامع البيان ١٧ / ٩٤.
(٣) ٣ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ١٢٢ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٤٢ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٤٠٦ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٠٧ ؛ و السمرقندي في تفسيره ٢ / ٣٧٩ والواحدي في الوسيط ٣ / ٢٥٢ ؛ والزمخشري في الكشاف ٤ / ١٦٧ ؛ وأبو حيان في البحر المحيط ٧ / ٤٦٩.
(٤) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ١٥٢ - ١٥٣ ؛ ولسان العرب ١ / ٣٢٠ ؛ والكليات ٣٦٠.
(٥) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٧.
(٦) ٣ ) انظر : نزهة القلوب ٢٠٧.
(٧) ٤ ) انظر : الكليات ٣٦٠.

وقد رجّح هذا ابن جرير (١)، والنحاس (٢).
فَفَرّقا بين مَشِيْد ومُشيَّد، فالأولى من : شاد يَشيد إذا جصص، والأخرى من : أشاد يُشيد إذا رفع وطَوَّل.
.....................................................................................
- - - - - - -
والمعاني الأخرى محتملة - كذلك -، لا سيما أن بعض من يُحتَجّ بقوله يرى ذلك (٣).
قال ابن كثير :( وكل هذه الأقوال متقاربة : ولا منافاة بينها، فإنه لم يَحْمِ أهله شدة بنائه و لا ارتفاعه و لا إحكامه و لا حصانته عن حلول بأس الله بهم..) (٤).
- - - - -
( ١٤٩ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ * ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِن اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠) ﴾
قال : العَفْو : ضدّ العقوبة ؛ عفا يعفو عَفْواً : فهو عَفُوّ عنه، في وزن فَعول بمعنى فاعل. وفي التنزيل :﴿ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ف و ] ٢ / ٩٣٨ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد ( العفو ) بأنه ضد العقوبة، وقد قال هذا غير واحد من المفسرين (٥).
وهو المعنى المعروف عند أهل اللغة (٦).
(١) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٧ / ١٨١.
(٢) ٤ ) انظر : معاني القرآن ٤ / ٤٢١.
(٣) ١ ) فإنّ هذا ظاهر كلام ابن فارس في مقاييس اللغة ٥ / ٢٣٤، و قد حكى ابن منظور في لسان العرب ٣ / ٢٤٤ عن بعض أهل اللغة : عدم التفريق بينهما.
(٤) ٢ ) انظر : تفسيره ٣ / ٢٢٠.
(٥) ١ ) انظر : جامع البيان ١٧ / ١٩٥ ؛ ونزهة القلوب ٣٢٢ ؛ وتفسير السمعاني ٣ / ٤٥٢ ؛ ومفردات الراغب ٣٥١ ؛ والكشاف ٤ / ٢٠٨ ؛ وتفسير البيضاوي ٦ / ١٣٠ ؛ والتسهيل ٢ / ٥٠ ؛ وعمدة الحفاظ ٣٧١ ؛ وتفسير أبي السعود ٤ / ٣٩٤.
(٦) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٥٦ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٧٢ ؛ وتاج العروس ١٠ / ٢٤٧.

ثانيها : دمشق (١)، حكاه ابن المسيب (٢).
ثالثها : بيت المقدس (٣)، قاله قتادة، وكعب (٤).
آخرها : مصر (٥)، قاله ابن المسيب.
والصواب أن يقال : مكان مرتفع، ذو استواء وماء ظاهر (٦).
(١) ١ ) مدينة قديمة ذات مجد عريق، وتاريخ حافل، فتحها المسلمون سنة ١٤ هـ. اتخذها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم - عاصمة المُلك فكانت عروس المدائن وسيدة العواصم. منها خرجت أعداد لا تحصى من العلماء والأدباء والشعراء. وهي اليوم عاصمة الجمهورية العربية السورية. انظر : معجم البلدان ٢ / ٤٦٣ ؛ وتعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير ١ / ٤٩٥.
(٢) ٢ ) هو : سعيد بن المسيب، الإمام، شيخ الإسلام، فقيه المدينة، أبو محمد المخزومي، أجلّ التابعين.
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر. كان واسع العلم، متين الديانة، قوالاً بالحق. قال ابن عمر فيه :( سعيد ابن المسيب هو والله أحد المفتين ). توفي سنة ٩٣ هـ. انظر التاريخ الكبير ٣ / ٥١٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢١٧.
(٣) ٣ ) هي : مدينة الحرم القدسي، وثالث المسجدين. كانت تدعى ( إيليا ) وهي المدينة التي بناها الرومان بعد هدم ( أورشليم ) سنة ٧٠ م. انظر : تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير ١ / ٣٥١.
(٤) ٤ ) هو : كعب بن مالك بن أبي كعب عمرو بن القَيْن، الأنصاري، الخزرجي العَقَبيّ الأُحُديّ، شاعر رسول الله - ﷺ - وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم. مات سنة ٥٠ هـ. انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ١٩٤ ؛ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٣.
(٥) ٥ ) مِصْرُ : إقليم من أَقَاليم الإِسلام الواسعة، فتحها العرب في عهد عمر، وهي اليوم غنية عن التعريف. انظر : المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ٤٢٠.
(٦) ٦ ) انظر: جامع البيان ١٧ / ٢٧ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٤ / ٤٦٣.

وقال السمرقندي :( يعني : لا تكرهوا الإماء على الزنى ) (١).
وهو معنىً معروف في هذا الحرف، عند أهل اللغة (٢).
قال ابن منظور :( والبِغَاءُ : مصدر بَاغَتْ بِغَاءً، إذا زَنَتْ.. وخَرَجَتْ المرأةُ تُبَاغِي، أي : تُزَاني، وبَاغَتْ المرأةُ تباغي بِغَاء، إذا فَجَرَتْ ) (٣).
- - - - -
( ١٥٦ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ ¥>#uژy£x. ٧ pyè‹ة)خ/ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩) ﴾
قال : والقِيعة والقاع واحد، وهي الأرض المستوية الملساء يخفق فيها السّراب. من قوله جلّ وعزّ :﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ق ي ] ٢ / ٩٤٦ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد القِيعة من قوله تعالى :﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ بأنها الأرض المستوية، وأنها والقاع شيء واحد، وهذا صواب، قد قال به أهل التأويل : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد وقتادة (٤)، وغيرهم (٥).
(١) ٢ ) انظر : تفسيره ٢ / ٤٣٩.
(٢) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ١٨٠ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٧٧ ؛ وتاج العروس ١٠ / ٣٩.
(٣) ٤ ) انظر : لسان العرب ١٤ / ٧٧.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ١٨ / ١٤٩ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٨ / ٢٦١١ ؛ والدر المنثور ٦ / ١٩٣.
(٥) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ١٥٥ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٦٦ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٤٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٤٢ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٦١ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٧ / ١١٠ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٦٩ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٣٢٢ والزمخشري في الكشاف ٤ / ٣٠٩ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٧١.

o آخرها : أهلكنا ؛ قاله الحسن (١).
والحق أن هذه الأقوال ليس بينها تناقض ؛ إذ معنى الحرف : أدناهم وقربهم، فجمع بعضهم إلى بعض ؛ ليهلكهم، والله تعالى أعلم (٢).
وأصل الزُّلْفَى في كلام العرب : القُربى (٣).
- - - - -
( ١٦١ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ﴾
قال : والفُلْك : السُّفْن، الواحدة والجمع سواء. وفي التنزيل :﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ف ك ل ] ٢ / ٩٦٩ )
وقال أيضاً : وشحنت السفينة، إذا ملأتها. وفي التنزيل :﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾.
...... ( جمهرة اللغة، مادة [ ح ش ن ] ١ / ٥٣٩ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد ﴿ الْفُلْكِ ﴾ بأنه السفن، واحِدُه وجَمْعُه ؛ و ﴿ الْمَشْحُونِ ﴾ بأنه المملوء، وعلى هذا التفسيرِ أهلُ التأويل كلهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة والضحاك، وأبو مالك، ومقاتل (٤)، في آخرين (٥).
.....................................................................................
(١) ٣ ) انظر : معاني القرآن، للنحاس ٤ / ٨٥ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٤٧٥.
(٢) ٤ ) قال بتقارب المعنى : الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٩٣ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٥ / ٨٥.
(٣) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٤٦ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٣٨.
(٤) ١ ) انظر : سؤالات نافع بن الأزرق ٩٥ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٦٢ ؛ وجامع البيان ١٩ / ٩٢ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٨ / ٢٧٩١ - ٢٧٩٢؛ والوسيط ٣ / ٣٥٨.
(٥) ٢ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٨٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٩٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٤٧٨ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٤٧٤ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٢ / ٧١ وابن الجوزي في زاد المسير ٦ / ١٣٤ - ١٣٥ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣ / ١٢٩ ؛ والسمين في الدر المصون ٨ / ٥٣٨ ؛ وابن كثير في تفسيره ٣ / ٣٣٠ ؛ والشوكاني في فتح القدير ٤ / ١٥٥.

قال ابن عباس - رضي الله عنهم - في معنى :﴿ أَوْزِعْنِي û ﴾ :( اجعلني ) (١).
وقال ابن زيد :( ألهمني وحرضني على أن أشكر نعمتك.. ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال أبو عبيدة :( مجازه شدّدني إليه، ومنه قولهم : وَزَعَني الحِلم عن السَّفاه، أي : منعني ) (٣).
وأصل الوَزْع في اللغة : الكَفُّ والرَّدْع (٤).
فكأن معناه : كُفَّني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك، أي : كُفَّني عما يباعد عنك ؛ من المعاصي ونحوها.
- - - - -
( ١٦٩ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) ﴾
قال : وسَبَأ : أبو حي من العرب عظيم (٥). وقد صُرف في التنزيل، ولم يُصرف (٦) فمن صرفه جعله اسم الرجل، ومن لم يصرفه جعله اسم قبيلة. وقد قُرئ :﴿ ٌڑ`دB سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾.
... ( جمهرة اللغة، مادة [ ب س - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٢٢ )
- - - - - - -
(١) ٣ ) انظر : تفسيره ٣٨٩.
(٢) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١٤٣.
(٣) ١ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٩٢ - ٩٣.
(٤) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ٦٤ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ١٠٦ ؛ ولسان العرب ٨ / ٣٩.
(٥) ١ ) سبأ : اسم للقبيلة، ومساكنهم اليمن في حضرموت ثم تفرقوا، وهو أبو القبيلة، واسمه : عبد شمس ابن يعرب بن يشجب بن قحطان. وسمى سبأ ؛ لأنه أول من سبى فى العرب. انظر : البدء والتاريخ ٣ / ١٣١ ونزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للحسني ١ / ١٥٦.
(٦) ٢ ) الصَّرْف : هو التنوين الدال على معنى يكون الاسم به أمكن، وذلك المعنى هو عدم مشابهته للحرف والفعل. وغير المنصرف : هو الفاقد لهذا التنوين. انظر : أوضح المسالك، لابن هشام ٤ / ١١٥.

الأولى : معنى عورة في قوله تعالى :﴿ bخ)َّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن عورة القوم حيث يخافون أن ينزل العدو بهم منها، وهذا الذي................................
.....................................................................................
- - - - - - -
قاله في معنى الحرف صوابٌ، وهو بنحو قول قتادة، ومجاهد، ومقاتل، والحسن (١) في آخرين (٢).
فعن قتادة في قوله :﴿ bخ)َّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ قال :( كان المنافقون يقولون : إن بيوتنا تلي العدو، ولا نأمن على أهالينا، فيبعث النبي - ﷺ - فلا يجد فيها أحداً ) (٣).
وقال مكي :( أي : خالية، وقد أَمكن منها من أراد دخولها ) (٤).
والحرف في كلام الناس محتمل لهذا المعنى.
قال ابن فارس :( العين، والواو، والراء أصلان : أحدهما : يدل على تداول الشيء والآخر : يدل على مرض في إحدى عيني الإنسان وكل ذي عينين.. ثم يحمل عليه ويشتق منه.
فالأول : قولهم تَعَاوَرَ القوم فلاناً واعتوروه ضرباً، إذا تعاونوا فكلما كف واحد ضرب آخر.
(١) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٩٤ ؛ وجامع البيان ٢١ / ١٣٦ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٩ / ٣١٢٠ والوسيط ٣ / ٤٦٢.
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٢٨ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ١٦٠ ؛ والسمرقندي في بحر العلوم ٣ / ٤٢ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ١٩ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٩٣ ؛ والراغب في المفردات ٣٦٥ وابن الجوزي في زاد المسير ٦ / ٣٦١ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ١٦٦ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٣٨٩.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٩٤.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير المشكل ١٩٣.

فسّره بالتناول على قراءة مَن قرأ بغير همز، وهذا المعنى بنحو قول (١) ابن عباس - رضي الله عنهم - ومجاهد، و ابن جبير، وعبد الرحمن بن زيد، والضحاك (٢)، في آخرين (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
ولم يخرج قول المفسرين هنا عما تقرر في اللغة، قال ابن فارس :( النون، والواو والشين أصل صحيح يدل على تناول الشيء. ونشته نوشاً، وتناوشت : تناولت ) (٤).
الأخرى : الإشارة إلى إحدى القراءتين في حرف :﴿ التَّنَاوُشُ ﴾ :
والقراء مختلفون في هذا الحرف على قراءتين :
" إحداهما :﴿ التَّنَاوُشُ ﴾ بغير همز ؛ قرأ بها نافع، وابن كثير، وابن عامر وحفص عن عاصم، وأبو جعفر، ويعقوب.
" أخراهما :﴿ التَّنَاؤشُ ﴾ بالهمز ؛ قرأ بها أبو عمرو، وشعبة عن عاصم، وحمزة والكسائي، وخلف.
وتوجيه القراءتين على ما يأتي :
" أما القراءة الأولى فقد ذكر ابن دريد معناها، وعليه الاتفاق كما مضى.
" وأما الأخرى فقيل في توجيهها :
(١) ٢ ) قيل : الرد، و قيل : الرجوع.
(٢) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٠٨ ؛ وجامع البيان ٢٢ / ١١٠ - ١١١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣١٦٩.
(٣) ٤ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٥٠ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٥٠ - ١٥١ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٠٨ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٥ / ٤٢٨ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٩٧ والراغب في مفردات القرآن ٥٣١ ؛ والزمخشري في الكشاف ٥ / ١٣٣ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٩٤ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٦ / ٧١٦ ؛ والشوكاني في فتح القدير ٤ / ٤٧١.
(٤) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٣٦٩. وبنحوه قال الأزهري في تهذيب اللغة ١١ / ٢٨٦ ؛ والجوهري في الصحاح ٣ / ٨٥٩ ؛ وابن منظور في لسان العرب ٣ / ٣٦١.

-------
قال ابن فارس :( القاف، والميم، والحاء أصيل يدل على صفة تكون عند شرب الماء من الشارب، وهو رَفْعُه رأسِه.
من ذلك القامح، وهو : الرافع رأسه من الإبل عند الشرب امتناعاً منه ) (١).
أما الإقماح فهو : رفع الرأس وغض البصر (٢).
ويقال : بعير مُقْمَح لا يكاد يرفع بصره (٣).
- - - - -
( ١٨٥ ) [ ٢ ] قول الله - عز وجل - :﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩) ﴾
قال : وكل صائحٍ زاقٍ، وقد قرئ :( إن كانت إلاّ زَقْيَةً واحدة ).
( جمهرة اللغة، مادة [ ز ق و ] ٢ / ٨٢٣ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى قراءة شاذة قرئ بها في حرف :﴿ صَيْحَةً ﴾، وهي :( زَقْيَة ).
وقد قرأ بها ابن مسعود، وعبد الرحمن بن الأسود (٤).
ومعنى القراءة كما قال ابن دريد : صاح.
يقال : زَقَا الطائر يَزْقُو ويَزْقِي زُقُوًّا وزُقِيًّا وزُقَاءً : إذا صاح، وهي الزَّقْوَة والزَّقْيَة (٥).
- - - - -
( ١٨٦ ) [ ٣ ] قول الله - عز وجل - :﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ tbqكgإ٣ù ﴾ و ﴿ فَاكِهُونَ ﴾، فمَن قرأ :﴿ فَاكِهُونَ ﴾ فمِن المزاح والمفاكهة، ومَن قرأ :﴿ tbqكgإ٣ù ﴾ فمِن اللهو.
( الاشتقاق ١٢٠ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد قراءتين واردتين في قوله :﴿ فَاكِهُونَ ﴾ :
" الأولى :﴿ tbqكgإ٣ù ﴾ بغير ألف، قرأ بها أبو جعفر وحده هنا.
(١) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٤.
(٢) ٢ ) انظر : الصحاح ١ / ٣٤٨.
(٣) ٣ ) انظر : لسان العرب ٢ / ٥٦٦.
(٤) ١ ) هو : ابن يزيد النخعي الكوفي، أبو حفص، الفقيه، الإمام ابن الإمام. قال الذهبي :( كان من المتهجدين العُبّاد ) توفي سنة ٩٨ هـ وقيل غيرها. انظر : تهذيب الكمال ١٦ / ٥٣٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١١.
(٥) ٢ ) انظر : المحتسب ٢ / ٢٠٦ ؛ وتهذيب اللغة ٩ / ١٨٨.

o أولها : ليس فيها صداع، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة.
o ثانيها : ليس فيها أذىً فتَشكّى منه بطونهم، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد وعبدالرحمن بن زيد، وقتادة.
o ثالثها : لا تغتال عقولهم، قاله السدي، وهو الذي فسر به ابن دريد الحرف.
o رابعها : ليس فيها إثم، قاله الكلبي.
o خامسها : ليس فيها أذىً ولا مكروه، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وسعيد بن جبير (١).
وليس بعض هذه الأقوال بأولى من بعض ؛ فلكل هذه الأقوال المذكورة حظ من النظر ووجه من الصواب.
قال ابن جرير :( وذلك أن الغَول في كلام العرب : هو ما غال الإنسان فذهب به، فكل مَن ناله أمر يكرهه ضربوا له بذلك المثل، فقالوا : غالت فلاناً غول، فالذاهب العقل مِن.................................................
....................................................................................
- - - - - - -
شرب الشراب، والمشتكي البطن منه، والمصدّع الرأس من ذلك، والذي ناله منه مكروه كلهم قد غالته غَوْل ) (٢).
وقال النحاس عن آخر الأقوال :( وهذا أجمعها وأَوْلاها، يقال : غَالَتْه غَوْل أي : ذَهَبَتْ به ذاهبة، وقد غَالَه الشراب واغتاله، أي : ذَهَبَ بعقله أو آذاه، ومنه :(( اغتال فلان فلاناً )) ومنه :(( قتَلَه قَتْلَ غِيْلَة )) انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ) (٣).
- - - - -
( ١٩١ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) ﴾
(١) ١ ) انظر هذه الأقوال في : جامع البيان ٢٣ / ٥٣ - ٥٤ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٢١١ ؛ والكشف والبيان ٨ / ١٤٤ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٤٧ ؛ وزاد المسير ٧ / ٥٦ - ٥٧ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٨.
(٢) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ٥٤.
(٣) ٢ ) انظر : معاني القرآن ٦ / ٢٥.

وقال : والمحراب : صَدْرُ البيت وأَشْرَفُ موضع فيه. والمحراب : الغُرْفة. ويدلُّك على ذلك قوله جل ثناؤه :﴿ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾، والتسوّر لا يكون إلا من سُفْل إلى عُلْو.
( الاشتقاق ٧٥ )
- - - - - - -
كلام ابن دريد السابق حوى جملة من المسائل :
الأولى : إطلاق ( الخصم ) على الذَّكَر والأنثى والواحد والجَمع :
ذكر ابن دريد أن ( الخصم ) يُطْلَق على الذكر والأنثى، والواحد والجمع، فهم فيه سواء ؛ وقد جاء في الآية للجمع.
.....................................................................................
- - - - - - -
وهذا الرأي مُجمَع عليه عند أهل اللغة (١)، وعند المفسرين (٢).
الثانية : المراد بـ :﴿ Nَءy‚ّ٩$# ﴾ في الآية :
ذكر أنهم : الملائكة ؛ والمفسرون في ذلك على اتفاق.
قال النحاس :( ولا اختلاف بين أهل التفسير أنه يراد به ههنا ملكان ) (٣).
وقال ابن جزي :( واتفق الناس على أن هؤلاء الخصم كانوا ملائكة ) (٤).
الثالثة : معنى :﴿ الْمِحْرَابَ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن للحرف معنيين :
o الأول : صدر البيت وأشرف موضع فيه.
o والآخر : الغرفة.
وهذان المعنيان مقرران في الحرف عند أهل اللسان (٥)، وبهما جاء التأويل (٦).
(١) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٧٥ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ١٨٧ ؛ ولسان العرب ١٢ / ١٨٠.
(٢) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٨٠ ؛ وجامع البيان ٢٣ / ١٤١ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٢٥.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن الكريم ٦ / ٩٤.
(٤) ٤ ) انظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٢ / ٢٣١.
(٥) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٥ / ١٧ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٤٨ ؛ ولسان العرب ١ / ٣٠٥.
(٦) ٦ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ١٤١ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٢٥ ؛ ومعني القرآن، للنحاس ٦ / ٩٤ وأحكام القرآن، للجصاص ٥ / ٢٥٤ ؛ وتفسير العز بن عبد السلام ٣ / ٧٦.

فإنهم يعلمون شدة خلقها، وأن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي خلقها، وأن خلقها أعظم، وإذا كان ذلك كذلك ؛ فعلام الجحود وإنكار البعث، واعتبارُه أمراً عجيباً، والله قادر على ما هو أعجب منه لِلَّهِ
ثم إن تلك المعاني التي قالها المفسرون، مذكورة في كتب أهل اللسان (١).
قال ابن فارس :( الكاف، والباء، والراء أصل صحيح يدل على خلاف الصِّغَر.. ومن الباب الكِبَر وهو : الهَرَم، والكِبْر : العظمة، وكذلك الكبرياء.
ويقال : ورثوا المجد كابراً عن كابر أي : كبيراً عن كبير في الشرف والعز.
وعَلَت فلاناً كِبْرة إذا كبر. ويقال : أكبرت الشيء استعظمته ) (٢).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ١١٩ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ١٥٣- ١٥٤ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٢٦.
(٢) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ١٥٣- ١٥٤.

أما معنى القراءتين ؛ فقد ذكر ابن دريد عن أبي عبيدة أن الحرف بضم الصاد معناه : يعرضون ؛ وبكسر الصاد معناه : يضجون ؛ وهما توجيهان صحيحان (١).
- - - - -
( ٢٠٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) ﴾
قال : ورجل خَصِم وخَصيم، إذا كان جَدِلاً. وفي التنزيل :﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ وأنشد (٢) :
يوفي على جِدْلِ الجُدُول كأنه خَصْمٌ أَبَرُّ على الخُصوم أَلَنْدَدُ
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ص م ] ١ / ٦٠٥ ) )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى أن خَصِم وخصيم بمعنى : جَدِل ؛ وهذا المعنى هو الذي عليه الآية ذاتها وسنة رسول الله - ﷺ -، وهما أولى ما يفسر به كلام الله تعالى.
ففي الآية قال سبحانه :﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾.
ومن السنّة : أنه عليه الصلاة والسلام قال :(( ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ :﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ )) (٣).
(١) ٢ ) انظر القراءتين ومعناهما في : السبعة ٥٨٧ ؛ والمبسوط ٣٩٩ ؛ ومعاني القراءات ٤٤٠ ؛ والحجة لأبي علي ٣ / ٣٧٩ ؛ وأضواء البيان ٧ / ١٢٢ - ١٢٣. ( والقراءتان سبعيتان ).
(٢) ١ ) البيت للطِّرِمَّاح بن حكيم الطائي يصف حربّاء. انظر : ديوانه ١٣٩ ؛ وسيرة ابن هشام ٣ / ١٠٤ وكتاب سيبويه ٣ / ٤٧٦ وفيها :[ يوفي على جَذْم الجُذول كأنه ] أي : يُشرف على أصل شجرة. انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٤١٩. و يقال رجل أَلندد، أي : كثير الخصومات. انظر : العين ٨ / ٩.
(٣) ٢ ) من حديث أبي أمامة، أخرجه الترمذي في سننه، كتاب : تفسير القرآن ؛ باب :(( ومن سورة الزخرف )) ٥ / ٣٧٨ ؛ وأحمد في مسنده ٥ / ٢٥٢. وقال الألباني : حسن. انظر : صحيح الجامع الصغير ٢ / ٩٨٤.

وقال أبو حيان :( والظاهر أنه مصدر كالهُلْك، ولذلك وصف به المفرد المذكر.. والمؤنث.. والمثنى والمجموع.. ) (١).
- - - - -
( ٢١٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٢٦) ﴾
قال : والحَمِيَّة مِن الغضَب معروف. وفي التنزيل :﴿ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾.
( الاشتقاق ٤١٢ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن ( الحميّة ) من الغضب.
وقد اتفق أهل التأويل على تفسير الحميّة من قوله تعالى :﴿ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾، بمثل تفسير ابن دريد (٢).
وكذلك هو عند أهل اللغة (٣).
قال السجستاني :( حميّة : أَنَفة وغضب ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الواحدي :( وهي الأنفة والإنكار يقال : فلان ذو حمية مُنكِرة، إذا كان ذا غضب وأَنَفَة ) (٥).
(١) ٥ ) انظر : البحر المحيط ٩ / ٤٨٨ - ٤٨٩.
(٢) ١ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢١٨ ؛ وجامع البيان ٢٦ / ١٠٣ ؛ ونزهة القلوب ٢٠٩ ؛ والوسيط ٤ / ١٤٣ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٢٠٥ ؛ ومفردات الراغب ١٣٢ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٢٤٣ ؛ والكشاف ٥ / ٥٤٨ ؛ وتفسير البيضاوي ٧ / ٦٢٤ ؛ وعمدة الحفاظ ١٤٠ ؛ والتسهيل لعلوم التنزيل ٢ / ٣٢٤ والتحرير والتنوير ٢٦ / ١٩٣.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٥ / ١٧٧ ؛ والصحاح ٥ / ١٨٥٢ ؛ ولسان العرب ١٤ / ١٩٩.
(٤) ٣ ) انظر : نزهة القلوب ٢٠٩.
(٥) ١ ) انظر : الوسيط ٤ / ١٤٣.

وقال ابن السكيت :( وأقسط : جار، وقسط : عدل. وأقسط بالألف : عدل لا غير. قال الله - عز وجل - :﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ وقال - عز وجل - :﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ (١) أي : الجائرون ) (٢).
- - - - -
( ٢١٩ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) ﴾
قال : نَبَزْتُ الرجُلَ نبْزاً إذا لقّبتُه أو عِبْتُه. وتنابزَ القومُ، إذا تعايروا ولقَّب بعضُهم بعضاً. وقد جاء فيه النهي في التنزيل، في قوله جل وعز :﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ز ن ] ١ / ٣٣٥ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد أن النَّبَز بالألقاب : العَيْب والتعاير، وأنه المنهي عنه في كلام الله ويشارك ابن دريد في ذلك غير واحد من المفسرين (٣).
والكلمة على ذلك عند أهل اللسان (٤).
ثم إن المفسرين اختلفوا في المراد بالألقاب التي نهي عن التنابز بها، وذكروا أشياء يظهر للمتأمل أنها ترجع إلى : كل لقب كره الإنسان أن يدعى به.
.....................................................................................
(١) ٢ ) الجن : ١٥.
(٢) ٣ ) انظر : الأضداد له ٧٩.
(٣) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٣٢ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٢٦٤ وتفسير المشكل ٢٣٥ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٣٣٢ ؛ والوسيط ٤ / ١٥٥ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٢٢٢ والجامع لأحكام القرآن ١٦ / ٣١٢ ؛ وعمدة الحفاظ ٥٦٠ ؛ والتحرير والتنوير ٢٦ / ٢٤٨.
(٤) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٥٦ - ١٥٧ ؛ والصحاح ٢ / ٧٦٠ ؛ و لسان العرب ٥ / ٤١٣.

وعلى هذه اللغة تكون الياء المشدّدة مفتوحة.
فلو كان [ نا ] ضميرَ نصبٍ، لاجتمعت العرب على الإدغام نحو : ردّنا زيد ) (١).
- - - - -
( ٢٢٣ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) ﴾
قال : واللَّغَب : التعب والإعياء ؛ يقال : لَغِب يلغَب لَغَباً ولَغَبَ لُغُوباً، وهي أفصح اللغتين (٢). وفي التنزيل :﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب غ ل ] ١ / ٣٧٠ )
- - - - - - -
رغم اختلاف عبارات المفسرين (٣) في معنى :﴿ مِنْ لُغُوبٍ ﴾، إلا أن قول ابن دريد وغيرِه من أهل اللغة (٤) جامعٌ لها، وهو : التعب والإعياء.
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( قال قوله :﴿ مِنْ لُغُوبٍ ﴾ : من إزحاف ) (٥).
وقال ابن زيد :( لم يمسنا في ذلك عناء، ذلك اللغوب ) (٦).
وقال ابن فارس :( اللام، والغين، والباء أصل صحيح واحد يدل على ضعف وتعب ) (٧).
- - - - -
( ٢٢٤ ) [ ٣ ] قوله تعالى :﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (٤٠) ﴾
(١) ١ ) انظر : البحر المحيط ٩ / ٥٣٣.
(٢) ١ ) يريد : أن ( اللُّغُوب ) في المصدر أفصح من ( لَغَباً ).
(٣) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ٢ / ٣٦٤ ؛ وغريب القرآن وتفسيره ٣٤٦ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٤٩ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٣٤٥ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٠٦ ؛ والوسيط ٤ / ١٧٠ ومفردات الراغب ٤٧١ ؛ والكشاف ٥ / ٦٠٥ ؛ وتذكرة الأريب ٢ / ١٧٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣٠.
(٤) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٥٦ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ١٧٢ ؛ ولسان العرب ١ / ٧٤٢.
(٥) ٤ ) انظر : تفسير ابن عباس ٤٦٣. والزحاف : هو الإعياء. انظر : لسان العرب ٩ / ١٣٠.
(٦) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٧٩.
(٧) ٦ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٥٦.

ورد هذا المعنى عن أئمة التفسير : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد (١)، في غيرهم (٢).
وأصل ( الأيد ) في اللغة دالّ على : القوة والحفظ (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن فارس :( الهمزة، والياء، والدال أصل واحد يدل على القوة ) (٤).
قال الأشعري (٥) :( وقد اعتلّ معتلٌّ بقول الله تعالى :﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ﴾ قالوا : الأَيْد : القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى :﴿ بِيَدَيَّ ﴾ (٦) : بقدرتيّ.
(١) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس ٤٦٦ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ٧ - ٨ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣١٣ والمحرر الوجيز ١٥ / ٢٢١.
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٣٧١ ؛ واليزيدي في غريب القرآن ٣٤٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن ٥ / ٥٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٢٨٠ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣٥٢ ؛ والثعلبي في الكشف ٩ / ١١٩ ؛ والماوردي في النكت والعيون ٥ / ٣٧٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ١٨٠ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٣٤٦ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٧ / ٢٨٥ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٧ / ١٦.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ١٦١ ؛ والصحاح ٢ / ٣٨٦ ؛ و مقاييس اللغه ١ / ١٦٣ ؛ ولسان العرب ٣ / ٧٦.
(٤) ١ ) انظر : مقاييس اللغه ١ / ١٦٣.
(٥) ٢ ) هو : علي بن إسماعيل بن أبي بشر، أبو الحسن الأشعري، المتكلّم، صاحب الكتب، والتصانيف في الرد على الملاحدة، وغيرهم من المعتزلة، والرافضة، والجهمية، والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة، وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي بها قريباً من سنة ٣٣٠ هـ. انظر : تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٦ ؛ والوافي بالوفيات ٢٠ / ١٣٧.
(٦) ٣ ) ص : ٧٥.

-------
قال السمعاني :( ويجوز أن يجمع بين هذه الأقاويل فيقال : إن البحار يدخل بعضها في بعض فتصير بحراً واحداً ؛ ثم يفيض وييبس ؛ ثم يملأ ناراً ) (١).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : تفسيره ٦ / ١٦٦.

أشار ابن دريد في كلامه إلى مسائل :
الأولى : المعنى اللغوي لـ ( لتّ ) :
حكى ابن دريد أنه من لتّ السَّوِيْق يعني : بسّه بالماء، أو بغيره (١).
الثانية : حقيقة ( اللات ) التي عبدت من دون الله، ورأي ابن دريد في ذلك :
نبّه ابن دريد إلى ما ذكره أهل اللغة من سبب تسمية اللات بهذا الاسم ؛ حيث ذكر أنها صخرة، كان عندها رجل يلت السَّوِيْق للحاج، فلما مات قُدِّست تلك الصخرة فعُبِدَت.
وممن قال بهذا السبب أيضاً : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد (٢).
...........................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
الثالثة : اسم الرجل الذي يلتّ السَّوِيْق :
أبهم ابن دريد اسم الرجل الذي كان يَلُتُّ السَّوِيْق، وقد اختُلِف فيه على أقوال :
" الأول : أنه عامر بن الظَّرِب العُدْواني.
" الثاني : أنه صَرِمة بن غَنْم.
" الثالث : أنه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر.
والصحيح أن اللاتّ غير عمرو بن لحي ؛ لأن اللاتّ لما مات قال لهم عمرو بن لحي : إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة، فعبدوها وبنوا عليها بيتاً.
وغير خافٍ أن عمرو بن لحي، هو الذي حمل العرب على عبادة الأصنام (٣).
آخر المسائل : اختلاف القراء في قراءة ﴿ M"¯=٩$#ّ ﴾، وتوجيهُ كل قراءة :
(١) ٢ ) بَسّ السَّويق والدقيق وغيرهما يبسه بساً : خلطه بسمن أو زيت. ومنه البسيسة : أن يلتّ السويق أو الدقيق، أو الأقط المطحون، بالسمن، أو بالزيت ثم يؤكل، ولا يطبخ. انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ٢٢١ ولسان العرب ٦ / ٢٦.
(٢) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٥٩ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٥٥ ؛ والدر المنثور ٧ / ٥٧٤.
(٣) ١ ) انظر : معالم التنزيل ٤ / ٢٤٩ ؛ وفتح الباري، لابن حجر ٨ / ٦١٢.

وهو وجه حسن ؛ تشهد له اللغة، ويحتمله اللفظ، دون معارضة للقول الآخر، والله تعالى أعلم.
آخرها : التأويل الراجح عند ابن دريد :
يرى ابن دريد أن حرف :[ نهر ] في معنى : أنهار ؛ كطفل - في آية الحج - بمعنى : أطفال.
وعلى ذلك جمع من المفسرين (١).
قال الفراء :( معناه : أنهار، وهو في مذهبه كقوله :﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ (٢) ) (٣).
وقال ابن جرير :( في بساتين يوم القيامة، وأنهار، ووحّد النهر في اللفظ، ومعناه الجمع كما وحد الدبر، ومعناه الأدبار في قوله :﴿ tbq-٩uqمƒ الدُّبُرَ ﴾ ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال السمعاني :( أي : بساتين وأنهار، واحد بمعنى الجمع.. والقول الثاني : أن معنى قوله ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ أي : ضياء وسَعَة ) (٥).
وذكرت ألا تعارض بين القولين : أنهار من جهة، وضوء وسعة من أخرى ؛ فاللفظان محتملان.
- - - - -
(١) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٩ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٤١ ؛ وابن جرير في جامع البيان ٢٧ / ١١٣ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٩٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٠٣ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣٧٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٢١٦ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٣٦٤ وأبي السعود في تفسيره ٦ / ١٧١ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٧ / ٢٢٥.
(٢) ٤ ) القمر : ٤٥.
(٣) ٥ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ١٩.
(٤) ٦ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١١٣.
(٥) ١ ) انظر : تفسير السمعاني ٥ / ٣٢٠.

٢٣٦ ) [ ٢ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٢٤) ﴾
قال : وتقول : والله ما لفلانٍ عندي جارية ولا اغتصبته عليها، يعني : سفينة. قال الله تعالى :﴿ وَلَهُ '#uqpgّ:$#ي الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ ﴾ يعني : السفن.
( الملاحن ٢٠ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : القراءة بإثبات الياء في ﴿ وَلَهُ '#uqpgّ:$#ي ﴾ :
أورد الحرف هنا بإثبات الياء فيه، على قراءة الحسن، وإبراهيم النخعي وصلاً ووقفاً وقراءتها بإثبات الياء في الدرج ليست بالمتواترة.
أما الجمهور فيحذفونها، وصلاً ووقفاً، إلا يعقوب يقف على الحرف بالياء (١).
الأخرى : معنى ﴿ وَلَهُ '#uqpgّ:$#ي ﴾ :
ذكر ابن دريد أن معنى الجواري : السفن وهذا المعنى لا اختلاف فيه بين المفسرين، حيث قال به مجاهد، وقتادة، وابن زيد (٢)، في آخرين (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وإذا نظرنا في معاجم اللغة، وجدنا المفسرين لم يأتوا بغير المعنى المعروف لغة (٤).
ومن أقوال المفسرين وأهل اللغة في الحرف :
(١) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٥ / ٣٣٣ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٥٢٧.
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٣٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٢٤ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٧٤.
(٣) ٣ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ٢٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٠ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٩٢ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٠٧ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣٧٦ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٩ / ١٨٢ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١٩٦ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٦٠ والبقاعي في نظم الدرر ٧ / ٣٨٤ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ١٠٥.
(٤) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٤٤٨ ؛ ولسان العرب ١٤ / ١٤١.

ومن قال : إن المراد بالفُرُش النساء، قال : إن المراد بـ ﴿ مَرْفُوعَةٍ ﴾ أي : على الأرائك للمضاجعة، أو رِفعة تشريف بالجمال والكمال، أو ارتفعن في قلوب أزواجهن لشدة الميل إليهن، أو مرفوعات من الفواحش والأدناس (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
والقول بأن المراد : النساء، مفهوم - أيضاً - من قول ابن دريد.
والظاهر - والله أعلم - أن المراد بالفرش هنا : الزوجات لسببين :
o الأول : دلالة ما بعدها عليها حيث قال :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا.$¹/مچمم أَتْرَابًا ﴾ (٢) وهذا - كما قرر المفسرون - في وصف الزوجات.
o الآخر : الاستعمال اللغوي، فإن الفراش في اللغة متعدد الاستعمال، حيث إن من معانيه الزوجة (٣).
قال ابن منظور :( وقد يُكْنى بالفُرُش عن المرأة ) (٤).
- - - - -
( ٢٤٥ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) ﴾
قال : العَروب : الجارية التي تحب زوجها، وفي التنزيل :﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾.
( الاشتقاق ٤٤٣ )
- - - - - - -
تنوعت أقوال المفسرين في التعبير عن معنى قوله تعالى :﴿ عُرُبًا ﴾، وما قالوه في معنى الحرف يوحي بأنهن : غَنِجات عاشقات، يتحببن إلى أزواجهن بحسن التَّبَعّل.
(١) ٢ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ٢٠٩ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٤٥٤ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٣٥٠ و مفردات الراغب ٢٠٥ ؛ والكشاف ٦ / ٢٧ ؛ والمحرر الوجيز ١٥ / ٣٦٩ ؛ والتفسير الكبير١٠ / ٤٠٧ وزاد المسير ٨ / ١٤١ ؛ ومحاسن التأويل ٩ / ١٢٣.
(٢) ١ ) الواقعة : ٣٥ - ٣٧.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ٢٣٨ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٤٨٦ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ١٧ ؛ ولسان العرب ٦ / ٣٢٧.
(٤) ٣ ) انظر : لسان العرب ٦ / ٣٢٧.

وقال ابن كثير :( ﴿ حُطَامًا ﴾، أي : يصير يبساً متحطماً، هكذا الحياة الدنيا تكون أولاً شابة، ثم تكتهل، ثم تكون عجوزاً شوهاء، والإنسان يكون كذلك في أول عمره وعنفوان شبابه غضاً طرياً لين الأعطاف، بهيّ المنظر ثم إنه يشرع في الكهولة فتتغير طباعه ويفقد بعض قواه، ثم يكبر فيصير شيخاً كبيراً ضعيف القوى، قليل الحركة يُعجزه الشيء اليسير ) (١).
- - - - -
(١) ٢ ) انظر : تفسير ابن كثير ٤ / ٣١٣.

o أولها : أنها النخل كله إلا العجوة ؛ قاله قتادة، والزُّهري (١)، ومالك (٢) و ابن جبير، وعكرمة.
.....................................................................................
- - - - - - -
o ثانيها : أنها النخل كله، ولم يستثنوا عجوة ولا غيرها ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - ومجاهد، والحسن.
o ثالثها : أنها لون من النخل ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - أيضاً.
o رابعها : أنها كرام النخل ؛ قاله الثوري (٣).
o خامسها : أنها جميع ألوان التمر سوى العجوة والبرني ؛ قاله غير واحد (٤).
o سادسها : أنها العجوة خاصة ؛ قاله جعفر بن محمد (٥).
(١) ٢ ) هو : محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، القرشي، أخذ القرآن في ثمانين ليلة قال أيوب :( ما رأيت أحداً أعلم من الزهري. فقال له صخر بن جويرية : ولا الحسن ؟ قال : ما رأيت أحداً أعلم من الزهري ) مات سنة ١٢٤ هـ انظر : التاريخ الكبير ١ / ٢٢٠ ؛ ومشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم ٦٦.
(٢) ٣ ) هو : ابن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة، من سادات أتباع التابعين، وجلة الفقهاء والصالحين، ممن كثرت عنايته بالسنن، وجَمْعه لها، وذبه عن حريمها، وقمعه من خالفها. مات سنة ١٧٩ هـ. انظر : مشاهير علماء الأمصار ١٤٠ ؛ وتهذيب الكمال ٢٧ / ٩١.
(٣) ١ ) للأقوال السابقة انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٢٨ ؛ وجامع البيان ٢٨ / ٣٢ - ٣٣ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٥٠٢ ؛ والكشف والبيان ٩ / ٢٧١ ؛ ومعالم التنزيل ٥ / ٥٤ ؛ وزاد المسير ٨ / ٢٠٨.
(٤) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٥٦ ؛ ونزهة القلوب ٣٩٣ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٤٤ ؛ والوسيط ٤ / ٢٧١ ؛ و حكاه الثعلبي عن الزهري. انظر : الكشف والبيان ٩ / ٢٧١.
(٥) ٣ ) انظر : النكت والعيون ٥ / ٥٠٢ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٢؛ والبحر المحيط ١٠ / ١٣٩.

-------
لم تجئ في القرآن إلا في الإخبار عن المذمومين، بأشياء مذمومة كانت منهم.
فمن ذلك : قوله تعالى :﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ﴾ ثم أتبع ذلك بقوله تعالى :﴿ ِ@è%. ٤'n؟t/ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ﴾...
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ (١) ثم أتبع ذلك بإخباره بعجزهم، أنْ دعَوهم بذلك بقوله :﴿ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴾.
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ (٢) ثم رد عليهم بقوله :﴿ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾ الآية.
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ﴾ (٣).
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ﴾ (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ (٥).
ومن ذلك قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ الآية (٦).
وكل هذه الأشياء إخبار من الله تعالى بها عن قوم مذمومين، في أحوال لهم مذمومة وبأقوال كانت منهم كانوا فيها كاذبين مفترين على الله تعالى.
(١) ١ ) الإسراء : ٥٦.
(٢) ٢ ) الأنعام : ٩٤.
(٣) ٣ ) الأنعام : ١٣٦.
(٤) ٤ ) الأنعام : ١٣٨.
(٥) ١ ) الأنعام : ٢٢.
(٦) ٢ ) النساء : ٦٠.

أحدها : أنها للإيجاب واللزوم، إلا في موضعين : الإسراء، والتحريم.
ثانيها : أنها كلها للإيجاب، واللزوم.
آخرها : أنها كلها للطمع والترجي، وهي تعليم من الله لعباده حتى يكونوا منه على رجاء.
ويظهر لي أن الأمر نسبي : فهي من الله ابتداءً : واجبة، ومن المخلوقين : رجاء وطمع ؛ ( لأن الخلق هم الذين تَعرض لهم الشكوك والظنون في الأمور الممكنة، ولا يقطعون على الكائن منها، والله تعالى منزه عن ذلك.
فورود هذه الألفاظ تارة بلفظ القطع ؛ بحسب ما هي عليه عند الله.. وتارة بلفظ الشك بحسب ما هي عليه عند الخلق.. فإن القرآن نزل بلغة العرب، وجاء على مذاهبهم في ذلك والعرب قد تُخْرِج الكلام المتيقن في صورة المشكوك لأغراض ) (١).
- - - - -
(١) ١ ) بتصرف يسير من الكليات ٦٣٥.

قال السمرقندي :( يعني : الملائكة على نواحيها وأطرافها، يعني : صفوف الملائكة حول الأرض ) (١).
وقال ابن جزي :( الملك هنا : اسم جنس ) (٢).
واسم الجنس يَعُمّ، فيشمل جميع أفراد جنسه.
- - - - -
( ٢٦٥ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩) ﴾ وقوله :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (٢٥) ﴾
قال : ونزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد (٣) رحمه الله (٤) :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾ الآية، إلى قوله :﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾. ونزلت في أخيه الأسود :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴾ إلى قوله :﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي ÷mu‹د٩$tB ٢ ﴾ إلى آخر الآية.
( الاشتقاق ١٠٢ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أخوين فيهما نزل قول الله تعالى :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾ وقوله :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴾.
.....................................................................................
(١) ١ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣٩٨.
(٢) ٢ ) انظر : التسهيل ٢ / ٤٥١.
(٣) ١ ) هو : عبد الله بن عبد الأسد، أبو سلمة المخزومي، ابن عمة النبي - ﷺ - بَرَّة، ورضيعه. بدريّ. توفي بعد وقعة بدر. انظر : التاريخ الكبير ٥ / ٦ ؛ وفتح الباب في الكنى والألقاب، لابن منده ٣٥٤.
(٤) ٢ ) قول : رضي الله عنه، بعد ذِكْر الصحابي، من الآداب التي قررها العلماء. انظر : أدب الإملاء والاستملاء، للسمعاني ٦٥ ؛ ومقدمة ابن الصلاح ٢٤٣. ولا يستنكر استبدال الترحّم بالترضّي عنهم ؛ فالعبرة في التزام الأدب معهم بالدعاء لهم بالخير، والله أعلم.

بيّن ابن دريد المراد بهذين الاسمين فذكر أنهما : صنمان.
و هذا بمثل ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والضحاك، وابن زيد (١)، في آخرين (٢).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( هذه أصنام كانت تُعبَد في زمن نوح ) (٣).
وقال السمرقندي :( فهذه أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها، يعني : لا تتركوا عبادة هذه الأصنام ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : اللغات في حرف ( ود ) :
أشار ابن دريد إلى اللغتين الواردتين في هذا الحرف : بفتح الواو، وكسرها.
وثَمّ لغة ثالثة، وهي الضم (٥).
وفي الحرف قراءتان لم يُقْرَأ بغيرهما :
" القراءة الأولى :﴿ وُدّاً ﴾ بضم الواو ؛ قراءة نافع، وأبي جعفر.
" القراءة الأخرى :﴿ وَدًّا ﴾ بفتح الواو ؛ قراءة الباقين (٦).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس ٥٠٢ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٥٥ - ٢٥٦ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ٩٩ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٢٧.
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ٨٥ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٧١ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٣٠ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٠٨ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٥٩ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٢١٨ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٤٥ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٣٤٩ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٤٠٦ ؛ والألوسي في روح المعاني ١٥ / ٨٥.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٥٠٢.
(٤) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ٤٠٨.
(٥) ١ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ١١٥.
(٦) ٢ ) انظر القراءتين في : المبسوط ٤٥٠ ؛ و التيسير ٢١٥ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٥٥٨ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٢٨٦.

-----
( ٢٧٢ ) [ ٣ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩) ﴾
قال : واللِّبَد : كل ما لَصِق وتراكَب بعضُه على بعض. ومنه قوله عز وجل :﴿ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾، أي : متراكب بعضهم على بعض من الازدحام والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب د ل ] ١ / ٣٠١ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في معنى :﴿ لِبَدًا ﴾، على قولين :
o أحدهما : كما قال ابن دريد : متراكب بعضهم على بعض، وهو بمثل ما قال الضحاك، وهو معنى قول مجاهد، ورواه عطية عن ابن عباس - رضي الله عنهم - (١).
o الآخر منهما : أن المراد : أعواناً، قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والحسن وابن زيد (٢).
وهما معنيان صحيحان، يحتملهما السياق، وإن كان القول الآخر :[ أعواناً ] أقرب وأظهر ؛ لاسيما إن اعتبرنا بالآية التي بعد هذه الآية وهي :﴿ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي
.....................................................................................
- - - - - - -
Iwur أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴾
(٣) فإن الله أَمَر رسوله - ﷺ - أن يقول لهم ذلك حين آذوه وخالفوه وكذبوه وتظاهروا عليه ؛ ليبطلوا ما جاء به من الحق، واجتمعوا على عداوته.
وممن رجح هذا القول من أهل التحقيق : ابن جرير (٤)، وابن كثير (٥).
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١١٨ ؛ والنكت والعيون ٦ / ١٢٠ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ٥٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٣٢.
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٠٣ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٥٨ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ١١٨- ١١٩ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٧٨ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ٥٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٣٢.
(٣) ١ ) الجن : ٢٠.
(٤) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١١٩.
(٥) ٣ ) انظر : تفسيره ٤ / ٤٣٢.

بيّن ابن دريد معنى ( العُبُوس ) من حيث اللغة أنه : ضد البِشر ؛ وربط معنى الحرف في الآية به.
ولا ريب أن هذا التفسير صحيح، جاء نحوه عن قتادة (١)، وغيره (٢).
ومعناه في اللغة بنحو ما قالوا (٣).
قال قتادة في معنى الآية :﴿ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴾ :( قبض ما بين عينيه، وكلح ) (٤).
وقال أبو عبيدة :( كَرّه وجهه ) (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن كثير في معنى قول الله تعالى :﴿ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴾ :( قَبَضَ ما بين عَيْنَيْه وكَلَحَ ) (٦).
قال الأزهري :( ويقال للرجل إذا قطَّب ما بين عينيه : عَبَس يَعْبِس عبُوساً فهو عابس وعبّس تعبيساً : إذا كرَّه وجهَهُ ) (٧).
- - - - -
( ٢٧٧ ) [ ٤ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) ﴾
(١) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٥٧.
(٢) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ٩٧ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٧٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٣٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٢٢ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٦٣ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٨٥ ؛ والماوردي في النكت والعيون ٦ / ١٤٢ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٨٣ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٩٣ ؛ والراغب في المفردات ٣٣٢ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٢٥٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٥٥ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٤٤٣ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٦ / ٣٢٩ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٩ / ٣٠٩.
(٣) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ٦٩ ؛ والصحاح ٢ / ٧٩٨ ؛ ولسان العرب ٦ / ١٢٨.
(٤) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٥٧.
(٥) ٦ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٧٥.
(٦) ١ ) انظر : تفسيره ٤ / ٤٤٣.
(٧) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ٦٩.

قال ابن جرير :( والقراءة التي لا أستجيز غيرها الفتح في الفاء من المَفَرّ ؛ لإجماع الحجة من القراء عليها، وأنها اللغة المعروفة في العرب إذا أريد بها الفرار، وهو في هذا الموضع الفرار.
وتأويل الكلام : يقول الإنسان يوم يعاين أهوال يوم القيامة : أين المفَر من هول هذا الذي قد نزل، ولا فرار ) (١).
- - - - -
( ٢٨٢ ) [ ٣ ] قول الله - عز وجل - :﴿ كَلَّا لَا وَزَرَ (١١) ﴾
قال : والوَزَر : الملجأ. وفي التنزيل :﴿ كَلَّا لَا وَزَرَ ﴾.
( الاشتقاق ٣٩٦ )
- - - - - - -
(١) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٨٠ - ١٨١.

قال ابن فارس :( الكاف والفاء، والتاء أصل صحيح، يدل على جمع، وضم. من ذلك قولهم : كَفَتَّ الشيء.................
إذا ضممتَه إليك ) (١).
الأخرى : المراد بقوله تعالى :﴿ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾ :
في معنى هذه الآية وجهان :
o الأول : أن قوله :﴿ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾ يراد به : أن الأرض تكفت الأحياء على ظهرها، وتكفت الأموات في بطنها. وهذا هو الذي عليه الجمهور، وهو المفهوم من كلام ابن دريد.
وعلى هذا التأويل يكون قوله :( أحياءً ) و ( أمواتاً ) معمولَين لقوله :( كفاتاً ).
o الآخر : أن قوله :﴿ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾ يراد به : أن الأرض فيها أقطار أحياء وأقطار أموات. أي: منها ما ينبت، ومنها ما لا ينبت. وهذا أحد قولي مجاهد (٢) وبه قال أبو عبيدة (٣).
و على هذا التأويل يكون قوله :( أحياءً ) و ( أمواتاً ) منصوبين على الحال من قوله :( الأرض ).
والأظهر هو القول الأول، أنهما معمولان لقوله :( كفاتاً ). قال ابن عطية بعد عرض القولين :( والتأويل الأول أقوى ) (٤).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ١٩٠.
(٢) ٢ ) انظر : النكت والعيون ٦ / ١٧٩ ؛ وزاد المسير ٨ / ٤٤٩.
(٣) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٨١.
(٤) ٤ ) انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٢٠٠.

وهناك مَن قال : إنهما سواء في المعنى ؛ بمنزلة الطامع والطَّمِع، والباخل والبَخِل (١).
والأكثرون على التفريق بين القراءتين من حيث المعنى.
- - - - -
(١) ١ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٢١ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٨٤ ؛ وأبي علي الفارسي في الحجة للقراء السبعة ٤ / ٩٥ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٣٠٦. وذكر ابن جرير هذا عن أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين. انظر : جامع البيان ٣٠ / ٣٥.

o الآخر : أن المراد به : الثمار الرَّطِبَة، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (١).
وقد توقف في تفسير هذا الحرف أبو بكر، وعمر - رضي الله عنهم - (٢) ؛ فالشأن عند القوم أخذ العبرة من كلام الله، والقيام بواجب شكر نعمة الله عليهم وعلى أنعامهم بما أنبت لهم..........................................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
والتجافي.. عن كل ما يشغلهم عن هذا الواجب.
قال عمر - رضي الله عنه - :(( هذا لعمر الله التكلف وما عليك يا ابن أمّ عمر أن لا تدري ما الأبّ اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه )).
وعن قول عمر هذا الكلام قال الزمخشري :( فإن قلتَ : فهذا يُشبِه النهي عن تتبع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته. قلتُ : لم يَذهب إلى ذلك، ولكنّ القوم كانت أكبرُ همتهم عاكفةً على العمل، وكان التشاغلُ بشيء من العلم لا يُعمَل به تكلفاً عندهم ؛ فأراد أنّ الآية مسوقة في الامتنان على الإنسان بمَطْعَمه واستدعاءِ شُكْره، وقد عُلِم من فحوى الآية أنّ الأب بعض ما أنبته الله للإنسان متاعاً له أو لإنعامه، فعليك بما هو أهم من النهوض بالشكر لله - على ما تبين لك ولم يشكل - مما عدّد من نعمه ولا تتشاغلْ عنه بطلب معنى الأبّ ومعرفة النبات الخاص الذي هو اسم له واكتفِ بالمعرفة الجميلة إلى أن يتبين لك في غير هذا الوقت، ثم وصّى الناس بأن يَجْرُوا على هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن ) (٣).
- - - - -
(١) ٣ ) انظر : تفسيره ٥١٨.
(٢) ٤ ) انظر : مصنف ابن أبي شيبة، كتاب : فضائل القرآن ؛ باب : مَن كره أن يفسر القرآن [ ١٠ / ٢٤٥ ] [ ح : ٣٠٦٠٩ ] ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٦١.
(٣) ١ ) انظر : الكشاف ٦ / ٣١٨.

وقال السمرقندي :( أي : ليس محمد - ﷺ - فيما يوحي الله تعالى إليه من القرآن ببخيل ) (١).
...............................................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
والعرب تقول : ضَنِنْتُ بالشيء - بكسر النون - أَضِنُّ به ضناً وضِنانة، فأنا به ضنين أي : بخيل (٢).
الأخرى : اختلاف القراء في قوله تعالى :﴿ بِضَنِينٍ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن الحرف قرئ بوجهين :
" الأول :﴿ بِضَنِينٍ ﴾ بالضاد ؛ قراءة نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة وأبي جعفر، وروح بخُلف عنه، وخَلَف.
" الآخر :﴿ بِظَنِيْنٍ ﴾ بالظاء ؛ قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي ورويس، وروح بخُلف.
أما توجيه القراءتين فقيل في معناهما بمثل ما قال ابن دريد :
" ﴿ بِضَنِينٍ ﴾ : ببخيل.
" ﴿ بِظَنِيْنٍ ﴾ : بمتّهم (٣).
- - - - -
(١) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ٤٥٣.
(٢) ١ ) انظر : الصحاح ٥ / ١٧٣٠ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٣٥٧ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٢٦١.
(٣) ٢ ) للقراءتين ومعناهما انظر : السبعة في القراءات ٦٧٣ ؛ والمبسوط ٤٦٤ ؛ والنشر ٢ / ٣٩٨ - ٣٩٩ والإتحاف ٥٧٣ - ٥٧٤ ؛ ومعاني القرآن، للفراء ٣ / ١٣١ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٨١ ؛ ومعاني القراءات ٥٣١ ؛ والكشف عن وجوه القراءات ٢ / ٣٦٤ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٤١٩. ( والقراءتان سبعيتان ).

o ثالثها : معنى ذلك : لتَركبَن يا محمد الآخرة بعد الأولى. قال ذلك ابن زيد (١).
o آخرها : إنما عني بذلك : السماء أنها تتغير ضروباً من التغيير، وتشقق بالغمام مَرَّة وتحمر أخرى ؛ فتصير وردة كالدهان، وتكون أخرى كالمهل. قاله ابن مسعود - رضي الله عنه - (٢).
" ﴿ لَتَرْكَبُنَّ ﴾ بفتح التاء، وضم الباء ؛ قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن عامر وعاصم، وأبي جعفر، ويعقوب (٣)، على وجه الخطاب للناس كافة أنهم يركبون أحوال الشدة حالاً بعد حال (٤).
والقراءتان متواترتان، فلا يمكن أن تُرجّح إحداهما على أختها، وكذلك الشأن في المعنى على كل قراءة.
- - - - -
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ١٢٤؛ والمحرر الوجيز ١٦ / ٢٦٥.
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٩٢ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ١٢٤ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤١١.
(٣) ٣ ) انظر : المبسوط ٤٦٦ ؛ والسبعة ٦٧٧.
(٤) ٤ ) انظر : غريب القرآن وتفسيره ٤٢٢ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٠٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣١٤.

قال : جَوَّاب : فَعّال من قولهم : جُبْت الشيء أجوبه جَوْباً، إذا قطعته. وقي التنزيل :﴿ y(#qç/%y` الصَّخْرَ دٹ#uqّ٩$$خ/ي ﴾ أي : قطعوه، والله أعلم.
( الاشتقاق ٣٩٦ )
- - - - - - -
حول كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى الجَوْب في قوله تعالى :﴿ y(#qç/%y` الصَّخْرَ ﴾ :
ذكر ابن دريد معنى ( الجَوْب ) في اللغة، أن المراد به : القَطْع ؛ وبه فَسّر الحرف في الآية. وما ذكر هو بنحو ما قال جمهور المفسرين : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد والضحاك، وابن زيد (١)، في آخرين (٢).
والمعاجم اللغوية تعطي ( الجَوْبُ ) معنى القطع (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
عن قتادة في قوله تعالى :﴿ y(#qç/%y` الصَّخْرَ ﴾ قال :( نقبوا الصخر ) (٤).
وقال الضحاك :( قَدّوا الحجارة ) (٥).
(١) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٣١ ؛ وسؤالات نافع بن الأزرق ٢٥١ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٣٠٠ وجامع البيان ٣٠ / ١٧٨ - ١٧٩ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٥٠٩.
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٥٠ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٩٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٢٢ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٩٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٧٦ ؛ وابن أبي زمنين ٢ / ٥١٣ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ١٩٧ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٢ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٢٢٠ ؛ والراغب في المفردات ١٠٠ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٥٩٢ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٥٣٠ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٤٦٩ ؛ والألوسي في روح المعاني ١٥ / ٣٣٩.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ١٤٩ ؛ والصحاح ١ / ٩٢ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٤٩١ ؛ ولسان العرب ١ / ٢٨٥.
(٤) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٣٠٠.
(٥) ٢ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ١٧٩.

بيّن ابن دريد معنى ( دسّى ) لغة أن المراد به : أغوى، ثم حمل عليه الحرف في قول الله - عز وجل - :﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾، و الذي ذكر ابن دريد هو بنحو قول ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد، وابن جبير، وابن زيد، وعكرمة، والحسن (١) في آخرين (٢).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( من دسى الله نفسه فأضله ) (٣).
وقال قتادة :( آثمها وأَفْجَرَها ) (٤).
وقال ابن أبي زمنين :( أي : مَن دسى الله نفسه ؛ أي : أشقاها ) (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
وأصل الدَّس في اللغة : إدخال الشيء، وإخفاؤه. وكلّ شيء أخفيته وقلّلته فقد دسسته (٦).
ولذا كان مَن وقع في الغواية بمعصية الله مُخْمِلاً نفسه، ومُخَسِّساً حظّها.
- - - - -
(١) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٣٤ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٣٠٦ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٢١٢ - ٢١٣ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٣٨ ؛ ومعالم التنزيل ٥ / ٢٦٠ ؛ والدر المنثور ٨ / ٤٨٥.
(٢) ٢ ) كالسجستاني في نزهة القلوب ٢٣٠ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٨٢ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٥٢٠ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٢١٣ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٣ ؛ والراغب في المفردات ١٧١ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٩٥ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٧٨ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٤٤١ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٦ / ٤٣٤ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ٤٨٢.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٥٣٤.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٣٠٦.
(٥) ٥ ) انظر : تفسيره ٢ / ٥٢٠.
(٦) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ٣١ ؛ والصحاح ٢ / ٧٨٦ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٢٥٦ ؛ ولسان العرب ٦ / ٨٢.

فسر ابن دريد ( الكَنَد ) من قوله تعالى :﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ بالكفر وهذا كما قال جمهور المفسرين ؛ ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، والربيع، وقتادة، وأبي العالية والحسن، وابن جبير، والضحاك (١)، في آخرين (٢).
و كذلك هو عند أهل اللغة (٣).
قال الحسن في معنى قوله تعالى :﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ :( هو الكفور الذي يَعُدّ المصائب، وينسى نِعَم ربه ) (٤).
وقال الواحدي :( لكفور، يعني : الكافر يجحد نعم الله تعالى ) (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن فارس :( الكاف، والنون، والدال أصل صحيح واحد، يدل على القطع. يقال : كَنَدَ الحبل يكنِده كَنْداً، والكَنُود : الكفور للنعمة، وهو من الأول ؛ لأنه يكند الشكر، أي : يقطعه، ومن الباب : الأرض الكنود، وهي التي لا تنبت ) (٦).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : سؤالات نافع ١١٩ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٣١٨ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٢٧٧ - ٢٧٨ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٥٨ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ٢٧١ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٥٤٥.
(٢) ٢ ) انظر : كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣٠٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٤ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٨٢ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٥٤٤ وتفسير السمعاني ٦ / ٢٧١ ؛ و الراغب في المفردات ٤٦٠ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٤١٩ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٦٦٦ ؛ والتسهيل لعلوم التنزيل ٢ / ٥٥٩ ؛ والتحرير والتنوير ٣٠ / ٥٠٢.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٧٢ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ١٤٠ ؛ ولسان العرب ٣ / ٣٨١.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ٢٧٨.
(٥) ٥ ) انظر : الوسيط ٤ / ٥٤٤.
(٦) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ١٤٠.

$tRِچtBr&.. } ( ١٦ ) متواترة وشاذة................................. ٣٥٣ - ٣٥٤
﴿.. خِلَافَكَ.. ﴾ ( ٧٦ ) متواترة........................................... ٣٦١
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة الكهف
﴿.. ٧pt¤دJym.. ﴾ ( ٨٩ ) متواترة.............................................. ٣٧٤
﴿.. سَدًّا.. ﴾ ( ٩٤ )...................................................... ٣٧٥
سورة مريم
﴿.. وُدًّا.. ﴾ ( ٩٦ ) متواترة وشاذة.......................................... ٣٨٨
سورة طه
﴿.. أُخْفِيهَا.. ﴾ ( ١٥ ) متواترة وشاذة...................................... ٣٩٠
﴿.. فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ.. ﴾ ( ٦١ ) متواترة............................... ٣٩٥
﴿.. فَقَبَضْتُ قَبْضَةً.. ﴾ ( ٩٦ ) متواترة وشاذة............................ ٣٩٨
﴿..¼çm¨Ys%جhچysمZ©٩.. ﴾ ( ٩٧ ) متواترة.................................. ٤٠٠ - ٤٠١
﴿..notچ÷dy-.. ﴾ ( ١٣١ ) متواترة.............................................. ٤٠٧
سورة الأنبياء
﴿..¨MدiB.. ﴾ ( ٣٤ ) متواترة................................................ ٤٠٩
﴿.. وَحَرَامٌ.. ﴾ ( ٩٥ ) متواترة.............................................. ٤١٠
﴿.. حَصَبُ.. ﴾ ( ٩٨ ) متواترة وشاذة.................................... ٤١٢...........
سورة الحج
﴿.. سُكَارَى.. ﴾ ( ٢ ) متواترة............................................. ٤١٥
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة المؤمنون
﴿.. رَبْوَةٍ.. ﴾ ( ٥٠ ) متواترة وشاذة............................... ٤٢٢ - ٤٢٣
﴿..%[`ِچyz.. ﴾ ( ٧٢ ) متواترة.............................................. ٤٢٥
سورة النور
﴿..¼çnuژِ٩د... ﴾ ( ١١ ) متواترة.............................................. ٤٢٧
بثي : همّي )) ( ابن عباس )................................................. ٣١٣ (( برق البصر : شخص البصر )) ( قتادة )....................................... ٦٧٠ (( بضنين : ببخيل )) ( إبراهيم النخعي )....................................... ٦٩١ (( بُعْثِرَت : بُحِثَت )) ( ابن عباس )............................................ ٦٩٣ (( بِقَاعٍ من الأرض )) ( مجاهد )................................................. ٤٣١ (( البُور الذي ليس فيه من الخير شيء )) ( ابن زيد ).............................. ٥٤١ (( تُزْعِجهم إزعاجاً )) ( ابن عباس )............................................. ٣٨٦ (( تغشاها ذلة )) ( ابن عباس )............................................... ٦٨٧ (( تغويهم إغواءً )) ( ابن عباس )................................................ ٤٠٠ (( تكفت أذاهم أحياءً : تواريه..)) ( مجاهد )................................ ٦٧٨ (( التنابز بالألقاب : أن يكون الرجل عمل السيئات.. )) ( ابن عباس )............ ٥٤٩ (( ثم نبتهل : نتضرع في الدعاء )) ( ابن عباس ).................................. ١٦٢ (( ثم نبتهل : نخلص في الدعاء )) ( مقاتل )...................................... ١٦٣ (( جِبِلاً : خَلقاً )) ( مجاهد )................................................... ٤٨٨ (( جعلها زكريا معه في محرابه )) ( ابن جبير ).................................... ١٥٥ (( الجواري : السُّفُن )) ( مجاهد )................................................ ٥٨٤ (( حتى يُخْرِج الكافر من المؤمن )) ( السدي ).................................... ١٧٥ (( حصحص الحق : تقول تبين الحق )) ( ابن عباس )............................ ٣٠٤ (( حطب جهنم يقذفون فيها )) ( قتادة ).........................................
ع )
الأصابعُ ( النابغة الذبياني )............................................... ٥٥ – ٢٩٦ تَقَطَّعُ ( أوس بن حُجْر )....................................................... ٣٠٩ بأجْدَعا ( سويد بن أبي كاهل اليشكري )...................................... ٣٩٦ والمَكْرَعُ ( ــ )........................................................... ٦٨٥................
قافية البيت القائل موضع وروده
( ف )
مُجَلَّفُ ( الفرزدق ).......................................................... ٣٩٤..........................
( ق )
يَبرَقُ ( ذو الرمة )........................................................... ٦٦٩ مرزوقِ ( ــ )........................................................... ٦٠٣.......................................................
( ك )
فَدَكُ ( زهير بن أبي سُلْمى )................................................... ٣٠٥ مالكِ ( طرفة بن العبد )..................................................... ٥٥٠..................................................
( ل )
ضَلالا ( الأخطل ).................................................... ١٢٤ أَوْقالِ ( أبو قيس بن الأسلت )................................................ ٣٩٦ الجِبْلِ ( أبو ذؤيب الهذلي )..................................................... ٤٨٧ أغوالِ ( امرؤ القيس )......................................................... ٤٩٥ المدجَّلِ ( أبو النَّجْم ).......................................................... ٣٥٨ الشّائلِ ( امرؤ القيس )....................................................... ٦٢٧...................................
( م )
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث................................................ ٤٩٥ أنس بن مالك بن النضر.......................................................... ٩٢ أيوب بن موسى الكَفَويّ.................................................... ١٠٥ البراء بن عازب................................................................ ١٢١ بريدة بن الحصيب........................................................... ٣٦٦ بقي بن مخلد الأندلسي........................................................... ٩٣ تميم بن أبي مقبل............................................................... ٤٩٧ تميم بن حذلم الضبي....................................................... ٦٠١ جابر بن زيد.................................................................. ١٨٤ جرير بن عطية الخَطْفي ( الشاعر ).............................................. ١٢٤ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ( الصادق )................................. ٢٩٧ جَنَاح بن حُبَيْش............................................................. ٣٨٨ الحجّاج بن يوسف............................................................ ٥١٣ حُجْر بن عنبس الحضرمي............................................. ٢٥٧ الحسن بن أبي الحسن البصري.................................................... ٩٣ الحسن بن عبد الله بن سهل ( أبو هلال العسكري )......................... ٢٢٣ الحسين بن محمد بن المفضل ( الراغب الأصفهاني )............................... ١٠٤ الحسين بن مسعود بن محمد ( البغوي ).......................................... ١٤٠ حفص بن سليمان بن المغيرة................................................. ٣٦١ حمزة بن حبيب الزيات...........................................................
٢٢- إصلاح المنطق، تأليف : أبي يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت، ت. أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون ط ٤. دار المعارف، القاهرة، مصر.
٢٣- الأصول في النحو، تأليف : أبي بكر محمد بن سهل بن السرّاج النحوي البغدادي ت. الدكتور عبد الحسين الفتلي، ط ٣. مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م.
٢٤- الأضداد، تأليف : محمد بن القاسم الأنباري، ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م.
٢٥- الأضداد، لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، ت. الدكتور محمد عبد القادر أحمد، ط. مكتبة النهضة المصرية، سنة ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م.
٢٦- الأضداد، لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت، ت. محمد عودة أبو جري ن. مكتبة الثقافة الدينية.
٢٧- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، تأليف : محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي، خدمه الشيخ محمد الخالدي. ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان سنة ١٤١٥هـ - ١٩٩٥م.
٢٨- إعراب القراءات السبع وعللها، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، ت. الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، ط ١. ن. مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر ١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م.
٢٩- إعراب القرآن، تأليف : أبي جعفر النحاس أحمد بن محمد بن إسماعيل، ت. الدكتور زهير غازي زاهد، ط ٣. دار عالم الكتب، بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٩هـ- ١٩٨٨ م.
٣٠- الأعلام، تأليف: خير الدين الزركلي، ط ١٥. دار العلم للملايين، سنة ٢٠٠٢ م.
٣١- إعلام الموقعين عن رب العالمين، لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ت. عصام الدين الصبابطي، ط١. دار الحديث، القاهرة، مصر، سنة ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م.
٣٢- الأغاني، تأليف : أبي الفرج الأصبهاني، ت. علي مهنا وسمير جابر، ط. دار الفكر للطباعة والنشر - لبنان.
سورة الأحزاب....................................................... ٤٦٨ – ٤٧٤
سورة سبأ............................................................ ٤٧٥ – ٤٧٨
سورة فاطر........................................................... ٤٧٩ – ٤٨٠
سورة يس............................................................ ٤٨١ – ٤٩٠
سورة الصافات....................................................... ٤٩١ – ٤٩٩
سورة ص............................................................ ٥٠٠ – ٥١٢
سورة الزمر.......................................................... ٥١٣ – ٥١٤
سورة غافر........................................................... ٥١٥ – ٥١٨
سورة الشورى........................................................ ٥١٩ – ٥٢٠
سورة الزخرف....................................................... ٥٢١ – ٥٢٨
سورة الدخان........................................................ ٥٢٩ – ٥٣٠
سورة الجاثية.......................................................... ٥٣١ - ٥٣٣
سورة الأحقاف....................................................... ٥٣٥ – ٥٣٦
سورة محمد........................................................... ٥٣٧ – ٥٣٨
سورة الفتح........................................................... ٥٣٩ – ٥٤٣
سورة الحجرات....................................................... ٥٤٤ – ٥٥٣
سورة ق............................................................. ٥٥٤ – ٥٥٨
سورة الذرايات....................................................... ٥٥٩ – ٥٦٣
سورة الطور.......................................................... ٥٦٤ – ٥٦٦
سورة النجم.......................................................... ٥٦٧ – ٥٧٤
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ.. } ( ٦١ )....................... ١٦٢
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً.. ﴾ ( ١١٨ )............ ١٦٤ - ١٦٥
﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ.. ﴾ ( ١٢١ )................................... ١٦٦
﴿ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ.. ﴾ ( ١٢٥ ).......................... ١٦٨
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ... ﴾ ( ١٣٤ )................................ ١٧٠
﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي... ﴾ ( ١٧٨ )..................... ١٧٢
﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ.. ﴾ ( ١٧٩ ).. ١٧٤ - ١٧٥
سورة النساء
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ.. ﴾ ( ١ )..................................... ١٧٧
﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا.. ﴾ ( ٢ )......................... ١٨٠
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى.. ﴾ ( ٣ ).......... ٤٧- ١٨٣ - ١٨٦
﴿.. وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.. ﴾ ( ٣٦ )..................................... ٨٥
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا.. ﴾ ( ٦٠ )................. ٦٣٢
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى.. ﴾ ( ٦٥ )............................. ١٨٨
الآية ورقمها موضع ورودها
﴿ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ.. ﴾ ( ٩٠ )................. ١٩٠ - ١٩١
﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ.. ﴾ ( ١٠١ )............. ١٩٢
﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ.. ﴾ ( ١١٩ )......................... ١٩٤


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
نُهين النفوس وهَون النفو سِ يوم الكريهة أبقى لها