٢. الاشتقاق، بتحقيق وشرح : عبد السلام محمد هارون. ط. مكتبة المثنى بغداد - العراق، الطبعة الثانية، سنة ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م.
٣. الملاحن، بتصحيح وتعليق إبراهيم اطفيّش الجزائري. ط. دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، سنة ١٤٠٧ هـ.
٤. وصف المطر والسحاب، بتحقيق عز الدين التنوخي. ط. دار صادر، بيروت لبنان، سنة ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م.
٥. شرح المقصور والممدود، بتحقيق ماجد حسن الذهبي و صلاح محمد الخيمي. ط. دار الفكر، سنة ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م.
أهداف الرسالة :
تهدف الدراسة إلى تحقيق أمور، أهمها :
١. جمع أقوال ابن دريد التفسيرية في كتاب مستقل ؛ يحمل رأيه، و يكشف عن تفسيره للآيات ؛ و لعله يكون عوضاً عمّا شرع فيه و لم يتمه ؛ أعني كتاب :(( غريب القرآن )).
٢. دراسة أقوال ابن دريد في التفسير دراسة تحليلية مقارِنة.
٣. إبراز منهج ابن دريد في التفسير.
الدراسات السابقة للموضوع :
في إطار البحث عن الدراسات السابقة حول هذا الموضوع، قمت بالاتصال بمراكز البحوث والدراسات الإسلامية، ومراجعة الجامعات، والدخول على المواقع المتخصصة في شبكة المعلومات ؛ فوقفت على الدراسات التالية :
١. دراسة بعنوان :( أبو بكر بن دريد الأديب، وتحقيق تعليق من أماليه )، رسالة ماجستير أعدها : السيد مصطفى السنوسي، كلية دار العلوم، سنة ١٩٨١م.
٢. دراسة بعنوان :( ابن دريد : شاعراً )، رسالة ماجستير أعدها : عبد الغني إبراهيم عبد الغني مهدي، جامعة الأزهر، سنة ١٩٨٤ م.
٣. دراسة بعنوان :( ابن دريد : حياته، وتراثه اللغوي والأدبي )، للسيد مصطفى السنوسي، كتاب يقع في ٢٨٦ صفحة، قام بنشر الكتاب مطبعة الحكومة الكويت، ١٩٨٤ م.
٤. دراسة بعنوان :( محمد بن دريد وكتابه الجمهرة )، لشرف الدين علي الراجحي يقع الكتاب في ٣٤٣ صفحة، قام بنشر الكتاب دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية ١٩٨٥ م.
في مقابل هذه الحالة المتردّية – التي عاشها مَن لا رابطة له بالسلطان – عاش الخلفاء والأمراء ومن اتصل بهم حياة الترف والبذخ، والعبثِ بالأموال حتى ركبوا بها ظَهر المعاصي (١).
ورغم مظاهر الحالة الاجتماعية المظلمة في هذه الفترة ؛ إلا أنَّ ثَمّ ما يُحمَد الناس عليه فيها لاسيما الولاة، ذلك هو استمرارُ حركة الفتوح لإعلاء كلمة الله ونجدةُ المسلمين بعضِهم بعضاً ؛ ومما يذكر فلا ينسى في هذا المقام، نجدة المعتصم المرأةَ التي أهينت في عمّوريّة من أحد علوج النصارى (٢).
- - - - -
المبحث الثالث : الحالة العِلْميّة
الاضطرابات السياسية، والانقسامات في السلطة، والحروب والفواجع زمانَ ابن دريد لم يكن لها تأثير على الحركة العلمية في البلاد الإسلامية.
فقد بلغت الحركة العلمية في عصر ابن دريد أَوجها، حيث نبغ العلماء في مختلف الفنون بسبب التنافس بين حكام الأقاليم ؛ الذين كانوا يشجعون العلماء والدارسين، ويجتذبونهم للعلم والمعرفة اجتذاباً.
ففي عصر ابن دريد تُرجمت العلوم الأجنبية إلى اللسان العربي، ودُرّست، حتى امتزجت مع علوم العرب والمسلمين.
وصار هناك مدرستان : إحداهما اعتمدت اعتماداً كلياً على الثقافة الوافدة، وأصحابُها هم أهل الكلام والفلسفة، والفِرق ؛ والمدرسة الأخرى أصحابها اعتمدوا اللغة العربية، وما يتصل بها من قواعد النحو والتصريف، وأشعار العرب، وحِكَمهم، وأمثالهم، كما لم يهملوا تفسير آيات القرآن، فانتفعوا بما فيها من دقائق العلوم على تنوّعها.
(٢) ٢ ) انظر : فتوح البلدان، للبلاذرّي ١٩٦ ؛ وتاريخ الإسلام، للذهبي ١٦ / ١٤.
٥. اطّلع على كثير من الثقافة الفارسية : لغةً، وآداباً ؛ حتى كان لهذه الثقافة حظ في مؤلفاته، وأشعاره، وأخباره ؛ ففي الجمهرة – مثلاً – باب : ما تكلمت به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغة، في هذا الباب كثير من الألفاظ الفارسية المعرّبة.
آخر المراحل : تبدأ بوُروده بغداد بعد أن أسنّ، سنة ٣٠٨ هـ، فأقام بها إلى آخر عمره.
ولم تكن الشيخوخة مانعة ابن دريد من العطاء في هذه الفترة، بل استمر عطاؤه فأملى الجمهرة في البصرة وهو في طريقه إلى بغداد، وأملاها ثالثة بعد أن وصل بغداد (١).
وفي هذه الفترة اجتمع على ابن دريد تلاميذ نابهون أخذوا عنه فنون العلم والأدب، من هؤلاء : القالي، والسيرافي.
- - - - -
المبحث الثالث : شيوخه
تلقى ابن دريد العلم عن جماعة لا يحصون من العلماء، أذكر بعضهم ممن صرح أصحاب التراجم بأخذه عنهم، وأترك آخرين كثيرين تتلمذ عليهم، وردت أسماؤهم في ثنايا الأسانيد، فممن صرح أصحاب التراجم بأخذ ابن دريد عنه :
١. عمه الحسين بن دريد.
٢. أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون التوزي، ت سنة ٢٣٣ هـ.
٣. أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي، ت سنة ٢٤٩ هـ.
٤. أبو عثمان سعيد بن هارون الأشنانداني، قتله الزنج سنة ٢٥٧هـ.
٥. أبو حاتم السجستاني، سهل بن محمد بن عثمان، ت سنة ٢٥٥ هـ.
٦. أبو الفضل الرياشي، العباس بن الفرج، قتله الزنج سنة ٢٥٧ هـ.
٧. عبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي.
٨. قاضي البصرة، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، القرشي التيمي المعمري.
٩. محمد بن أحمد البغدادي، المعروف بابن الخشن (٢).
(٢) ١ ) انظر هؤلاء في : الفهرست، لابن النديم ٩١ ؛ و تاريخ بغداد ١ / ٣٩٧ و ٢ / ١٩١ ؛ و وفيات الأعيان ٤ / ٣٢٣ ؛ وتهذيب الكمال، للمزي ٢ / ١٧٦ و ١٢ / ٢٠٣ و ١٤ / ٢٣٤ ؛ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٩٧.
لكنّ الذي يُهِم هنا ما اعتمد عليه من تلك المصادر، وورد ذكره في أثناء تفسير الآيات نقلاً عنها، أو عمّن نقل عنها.
وفي هذه المساحة من البحث، أنثر أسماء هذه المصادر ؛ دالاً على بعضٍ من مواضع ذِكرها :
١. شيخُه أبو حاتم السجستاني، ت سنة ٢٥٥ هـ : وقد ورد ذكره في مواطن كثيرة، كان فيها أبو حاتم مرة : ناقلاً عن غيره ؛ كأبي عبيدة، أو الأصمعي ومرة أخرى : مفسراً ارتجالاً، وثالثة : مناقشاً القراءات.
من أمثلة ذلك :
" قوله :( قال أبو حاتم التنور ليس بعربي صحيح، ولم تعرف له العرب اسماً غير التنور، فلذلك جاء في التنزيل :﴿ وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾ (١) لأنهم خوطبوا بما عرفوا ) (٢).
" وقوله :( وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال : قرأت على أبي عمرو ابن العلاء :﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ (٣)، فقال لي : مَرْض يا غلام ) (٤).
واطلب نظائره في الجزء الأول من الجمهرة الصفحات التالية :[ ٣١٠ ] و [ ٤٨٧ ].
ومن الجزء الثاني، الصفحات التالية :[ ٦٨٤ ] و [ ٦٨٨ ] و [ ٧٥٢ ] و [ ٨١٣ ] و [ ٨٥٦ ] و [ ٩٥٦ ] و [ ٩٦١ ] و [ ١٠٥٠ ] و [ ١٢٢٢ ].
ومن الجزء الثالث، الصفحات التالية :[ ١٢٦٤ ] و [ ١٢٨٣ ] و [ ١٢٨٧ ].
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أبا حاتم له في هذا الفن كتب : أحدها : إعراب القرآن ثانيها : اختلاف المصاحف، آخرها : القراءات الكبير (٥)، ناهيك بكتب اللغة الصِّرفة.
وتلك الكتب الثلاثة خاصة، وباقي كتبه عامة، ينكشف لنا بها سبب كثرة رواية ابن دريد عنه، وأنه في هذا اتكأ على ركن شديد.
(٢) ٢ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٣٩٥.
(٣) ٣ ) البقرة : ١٠.
(٤) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٧٥٢.
(٥) ١ ) انظر : الفهرست ٨٢ و ٨٦ ؛ وأسماء الكتب، لعبدالطيف زاده ٣٠٦.
تُعَدّ السّنّة مُبتغى المفسرين الذي يطلبون ؛ إذا لم يجدوا في كلام الله ما يفسر كلامه، ذلك بأن الله أنزل فيما أوحى على رسوله - ﷺ - ما يرشدهم إلى ذلك، قال - عز وجل - :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (١). وفي سنة النبي - ﷺ - ما يدعو طالب الحق إلى هذا المسلك، قال رسول الله - ﷺ - :(( ألا وإني قد أوتيت القرآن ومثله معه..)) (٢) وقيل في معنى هذا الحديث :( يحتمل وجهين : أحدهما : أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلوّ مثل ما أوتي من الظاهر المتلوّ، والثاني : أن معناه : أنه أوتي الكتاب وحياً يتلى وأوتي مثله من البيان أي : أُذن له أن يُبيّن ما في الكتاب ) (٣).
قال الشافعي :( كل ما حَكَمَ به رسول الله - ﷺ - فهو مما فهمه من القرآن ) (٤).
(٢) ٢ ) أخرجه أحمد في مسنده [ ٤ / ١٣١ ] ؛ وأبو داود في سننه ؛ كتاب : السنة، باب في لزوم السنة [ ٥ / ١٠ ] [ ح : ٤٦٠٤ ]. وصححه العجلوني في كشف الخفاء ٢ / ٥٦٩.
(٣) ٣ ) نسب هذا القرطبي في الجامع ١ / ٥٤ إلى الخطابي ت ٣٣٦ هـ ؛ ونسبه العظيم آبادي في عون المعبود ١٢ / ٢٣١ إلى البيهقي ت ٤٥٨ هـ.
(٤) ٤ ) انظر : مجموع الفتاوى ١٣ / ٣٦٣ ؛ ومرقاة المفاتيح، للقاري ١ / ٣٧٠.
الآخر : الجواز ؛ و عليه الجمهور، وهو الصحيح ؛ لأن الدليل يعضده (١).
الرابعة : وجه تسميتها بأم القرآن وفاتحة الكتاب :
أما تسميتها بأم القرآن : فقد تنوعت آراء العلماء في وجه تسمية السورة به، فذكروا أشياء منها : ما ذكره ابن دريد، ومنها : أنها تقدمت على جميع سور القرآن غيرها وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة (٢).
ومنها : أنها أصل القرآن، منها بدئ القرآن، وأم الشيء أصله (٣).
ومنها : أنها اشتملت على المعاني التي في القرآن : من الثناء على الله - سبحانه وتعالى - بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي، ومن الوعد والوعيد (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
ولكل سبب من تلك الأسباب حظه من النظر، والله تعالى أعلم.
وأما وجه تسميتها بفاتحة الكتاب ؛ فلأن قراءة القرآن تفتتح بها لفظاً، وتفتتح بها الكتابة في المصحف خطاً، وتُفْتَتَح بها القراءةُ في الصلاة (٥).
- - - - -
( ٢ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾
مالك : فاعل من المُلك، وقد قرئ :﴿ إ٧خ=B يَوْمِ الدِّينِ ﴾ و ﴿ مَالِك ﴾.
( الاشتقاق ٢٦ )
وقوله :﴿ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، أي : الجزاء، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ د ن ي ] ٢ / ٦٨٨ - ٦٨٩ )
(٢) ٥ ) انظر: جامع البيان، لابن جرير الطبري ١ / ٤٧ ؛ و معالم التنزيل، للبغوي ١ / ٧٠ ؛ و تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ١ / ٨.
(٣) ٦ ) انظر : تفسير القرآن، للسمعاني ١ / ٣١ ؛ و معالم التنزيل ١ / ٧٠ ؛ و إرشاد العقل السليم لأبي السعود ١ / ١٤.
(٤) ٧ ) انظر: الكشاف، للزمخشري ١ / ٩٩ ؛ و تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ١ / ٨ ؛ و روح المعاني للألوسي ١ / ٣٦.
(٥) ١ ) انظر : جامع البيان ١ / ٤٧ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١ / ١٢٨.
و ممن روي عنه هذا التفسير أيضاً : ابن مسعود، وأبو الدرداء (١) - رضي الله عنهم -، ومجاهد (٢) ؛ وبه قال غيرهم (٣).
وأهل اللغة في هذا على اتفاق مع المفسرين (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
فعن ابن عباس - رضي الله عنهم - في قوله تعالى :﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ z ﴾ قال :( لا شك فيه ) (٥).
وقال أبو عبيدة (٦) :( لا شك فيه ) (٧).
(٢) ٨ ) انظر : جامع البيان ١ / ٩٧ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ٣٧.
(٣) ٩ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ١ / ٦٨ ؛ ومكي في تفسير المشكل من غريب القرآن ٢٤ ؛ والماوردي في النكت والعيون ١ / ٦٧ ؛ والسمعاني في تفسير القرآن ١ / ٤٢ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ١ / ٨١ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١ / ٩٨ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ٥١ ؛ والبيضاوي في تفسيره ١ / ١٥٣ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١ / ٢٢٢.
(٤) ١٠ ) انظر: تهذيب اللغة ١٥ / ١٨٢ ؛ والصحاح ١ / ١٢٧ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٦٣ ؛ و لسان العرب ١ / ٤٤٢ ؛ وتاج العروس ١ / ٢٨٢- ٢٨٣.
(٥) ١ ) انظر : جامع البيان ١ / ٩٧.
(٦) ٢ ) هو : مَعْمَر بن المثنى التَّيْميّ، البصري اللغوي الإخباريّ، صاحب التصانيف ؛ روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء، وكان أحد أوعية العلم. توفي سنة ٢١٠ هـ. انظر : معجم الأدباء ٧ / ١١٤ ؛ والعِبَر للذهبي ١ / ٢٨٢.
(٧) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٢٩.
قال الراغب :( وأبْشَرْتُ الرجل، وبَشَّرْتُه، وبَشَرْتُه، أَخْبَرْتُه بِسَارٍّ بَسَطَ بَشَرَةَ وجهه وذلك أن النفس إذا سُرَّتْ انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر ) (١).
الثانية : القراءات في قوله تعالى :﴿ يُبَشِّرُكَ ﴾ :
أشار ابن دريد إلى قراءتين من القراءات الواردة في هذا الحرف :
" الأولى :﴿ يَبْشُرك ﴾ ؛ قرأ بها حمزة، والكسائي.
" الأخرى :﴿ يُبَشِّرُكَ ﴾ ؛ قرأ بها الباقون (٢).
وهناك مَن فَرَّق في المعنى بين القراءتين فقال :( مَن قرأ يُبَشِّرهم مثقّلة، فإنه مِن البشارة ومَن قرأ يَبشرهم مخففة بنصب الياء، فإنه مِن السرور يسرهم ) (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
ولكن هذا خلاف ما عليه عامة المفسرين من أن المعنى هنا واحد (٤).
أما التفريق بينهما في المعنى ففي حال تعدية الفعل بالباء ؛ لا من حيث اختلاف صيغة الفعل في القراءتين (٥).
الثالثة : القراءات في قوله تعالى :﴿ ذَلِكَ ژإe³u; مƒ الَّذِي اللَّهُ عِبَادَهُ ﴾ (٦) :
(٢) ٤ ) انظر القراءتين في : السبعة ٢٠٥ ؛ والمبسوط ١٦٣ ؛ والنشر ٢ / ٢٣٩ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٢٢٣ والبحر المحيط ٣ / ١٣٠. ( والقراءتان سبعيتان ).
(٣) ٥ ) ساقه ابن جرير بإسناده عن معاذ الكوفي، انظر : جامع البيان ٣ / ٢٥١.
(٤) ١ ) انظر: مجاز القرآن ١ / ٩١ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٠٥ ؛ وذكره الشوكاني عن الأخفش ١ / ٥٠٢ ؛ ولم يرد هذا في معاني القرآن للأخفش ؛ وهذا ما أشار إليه ابن دريد نقلاً عن شيخه أبي حاتم.
(٥) ٢ ) سَيَرِد برهانُ ذلك في ذِكر حُجَّة قراءة أبي عمرو لحرف الشورى بالتخفيف في المسألة التالية إن شاء الله.
(٦) ٣ ) الشورى : ٢٣.
ذَكَرَ ابن دريد أن المراد بالحُوب : الإثم ؛ وبهذا - أيضاً - قال جمهور المفسرين ؛ حيث جاء تفسير الحرف عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وعكرمة، وابن جبير، والحسن، وقتادة والسدي، وابن سيرين، ومقاتل بن حيان، والضحاك، والربيع (١)، في آخرين (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
وهو ما حكاه أهل اللغة في معنى الحرف (٣).
ومما جاء عن أهل العلم في ذلك :
قول ابن عباس - رضي الله عنهم - :( إثماً كبيراً ) (٤).
وقول قتادة :( ظلماً كبيراً ) (٥).
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ١ / ١٧٨ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ١١٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ١ / ٣٣١ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ١٤٤ ؛ والماوردي في النكت والعيون ١ / ٤٤٨ والواحدي في الوسيط ٢ / ٧ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ١ / ٥٦٢ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٣ / ٢٥١ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ١٤١ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٢ / ٢٠٨ وأبو السعود في تفسيره ٢ / ٩٥ والألوسي في روح المعاني ٢ / ٣٩٩ ؛ والشنقيطي في أضواء البيان ١ / ٢٣٧.
(٣) ١ ) انظر: تهذيب اللغة ٥/ ١٧٣ - ١٧٤ ؛ والصحاح ١ / ١٠٥ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ١١٣ ؛ و لسان العرب ١ / ٣٤٠.
(٤) ٢ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٣ / ٨٥٦.
(٥) ٣ ) انظر : جامع البيان ٤ / ٢٣١.
o أحدها : أنها الناقة إذا نُتِجَت خمسة أبطن نظروا إلى الخامس، فإن كان ذَكَراً نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان أنثى شقوا أذنها، وكانت حراماً على النساء لا ينتفعن بها، ولا يذقن من لبنها، ومنافعُها للرجال خاصة. فإذا ماتت اشترك فيها الرجال والنساء، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، واختاره ابن قتيبة (١).
o الثاني : أنها الناقة تلد خمس إناث ليس فيهن ذَكَر، فيعمِدون إلى الخامسة فيَبْتِكون أُذنها قاله عطاء.
o الثالث : أنها ابنة السائبة، قاله ابن إسحاق، والفراء. قال ابن إسحاق : كانت الناقة إذا تابعت بين عشر إناث، ليس فيهن ذَكَر، سُيِّبَتْ فإذا نُتِجَت بعد ذلك أنثى شُقَّتْ أُذنها وسميت بحيرة، وخُلّيَتْ مع أمها.
o الرابع : أنها الناقة كانت إذا نُتِجَتْ خمسة أبطن وكان آخرها ذَكَراً بحروا أُذنها أي : شقُّوها، وامتنعوا من ركوبها وذبحها، ولا تطرد عن ماء، ولا تمنع عن مرعى وإذا لقيها لم يركبها، قاله الزجاج.
" وأما السائبة، ففي معناها خمسة أقوال :
o أحدها : أنها التي تُسَيَّب من الأنعام للآلهة، لا يركبون لها ظهراً، ولا يحلبون لها لبناً ولا يَجُزُّون منها وبَراً، ولا يحملون عليها شيئاً، روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهم -.
o الثاني : أن الرَّجل كان يُسَيّب مِن مالِه ما شاء، فيأتي به خَزنةَ الآلهة فيطعمون ابن السبيل من ألبانه ولحومه، إلا النساء فلا يطعمونهنّ شيئاً منه، إلا أن يموت فيشترك فيه الرجال والنساء، روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهم - أيضاً.
قال : ومنهم (١) عبد الله بن سعد بن أبي سرح (٢) منافق وكان من المهاجرين، وكتب للنبي - ﷺ -. وكان إذا أملى النبي - ﷺ - :﴿ وكان الله غفوراً رحيماً ﴾ كتب ﴿ عزيزاً حكيماً ﴾. ثم قال : إن كان محمد يوحى إليه فإنه يوحى إليّ لِلَّهِ فنزلت فيه :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴾. وأهدر النبي - ﷺ - دمه يوم فتح مكة فأجاره عثمان (٣).
( الاشتقاق ١١٣ )
- - - - - - -
..................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) هو : ابن الحارث بن حبيب بن جُذَيمة القُرشي العامري، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان بن عفان - رضي الله عنهم - من الرضاعة ؛ أرضعت أمه عثمان. افتتن فارتد، وأمر النبي - ﷺ - بقتله في آخرين، ففر إلى عثمان، واستأمن له عثمان فآمنه النبي - ﷺ -، وأسلم فحسُن إسلامه. ولاه عثمان مصر ففتح الله على يديه إفريقية. دعا الله أن يجعل خاتمة عمله الصلاة فكان ما دعا به. سنة ٣٦ هـ. انظر : الطبقات الكبرى ٧ / ٣٤٤ ؛ وأسد الغابة ٣ / ٢٥٩.
(٣) ٣ ) هو : ابن عفان بن أبي العاص بن أمية، القرشي الأموي. ذو النورين، وأمير المؤمنين. أسلم في أول الإسلام على يد أبي بكر - رضي الله عنهم - هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، من مناقبه : استحياء الملائكة منه وتجهيزه جيش العسرة، وجمعه القرآن. توفي سنة ٣٥ هـ انظر : أسد الغابة ٣ / ٥٨٤ ؛ والإصابة ٢ / ٤٦٢.
" ثانيها : أن الرِّيش الأكل والشرب، والرِّياش المال المستفاد (١).
" آخرها : أنهما بمعنى واحد (٢)، على المعاني التي سبق ذكرها في المسألة الأولى.
- - - - -
( ٥٨ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠) ﴾
قال : والجُمَّل : حبل من القِنَّب (٣) غليظ تُشَد به السُّفُن. وقد قرئ : س®Lym ﴿ يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾. وقال أيضاً : وقد قرئ ﴿ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾ و ﴿ فِي ةdسُمِّ الْخِيَاطِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ س م م ] ١ / ١٣٥؛ و مادة [ ج ل م ] ١ / ٤٩١ ؛ و ٢ / ١١٦٦ باب ما جاء على فُعَّل لفظه الثلاثي وهو رباعي ؛ و الاشتقاق ٥١١ ).
- - - - - - -
في كلام ابن دريد هذا مسألتان :
الأولى : معنى الجمّل على قراءة ﴿ س®Lym يَلِجَ الجُمَّلُ ﴾ :
في حرف ﴿ الْجَمَلُ ﴾ قراءتان، ذكر ابن دريد واحدة منهما مشيراً إلى معناها والقراءتان هما :
" الأولى :﴿ الْجَمَلُ ﴾ وهي قراءة الجمهور. ومعناها : الحيوان المعروف. وهي سبعية.
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ١ / ٢٥٢ ؛ ومعاني القراءات ١٧٧ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٣٠.
(٣) ١ ) القِنَّب : الكتان. انظر : العين ٥ / ١٧٨.
وقد أشار ابن عباس - رضي الله عنهم - إلى وجه تسمية يوم بدر بيوم الفرقان ؛ فذكر أن الله فرّق فيه بين الحق والباطل بنصره للمؤمنين، وإليه أشار - أيضاً - غير واحد (١).
وهذا له وجهه في اللغة (٢).
قال ابن فارس :( الفاء، والراء، والقاف أُصيل صحيح، يدل على تمييز وتزييل بين شيئين.. ) (٣).
- - - - -
( ٧٠ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٥٧) ﴾
قال : وثقفت الرجل، إذا ظفرت به. وفي التنزيل :﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ ﴾. قال الشاعر (٤) :
فإمَّا تَثْقَفُوني فاقتُلوني فإنْ أَثْقَفْ فسوف ترون بالي
( جمهرة اللغة، مادة [ ث ف ق ] ١ / ٤٢٩ )
- - - - - - -
(٢) ٣ ) انظر: تهذيب اللغة ٩ / ٩٨ ؛ والصحاح ٤ / ١٢٦٨ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٤٩٣ ؛ و لسان العرب ١٠ / ٣٠٢ ؛ وتاج العروس ٧ / ٤٦.
(٣) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٤٩٣.
(٤) ١ ) البيت في : الصحاح ٣ / ١١٠٢ ؛ و معجم مقاييس اللغة ١ / ٣٨٢ ؛ و لسان العرب ٩ / ١٩ بلا نسبة وفي تاج العروس ٦ / ٥٢ منسوب إلى عمرو ذي الكلب.
قال في حديثه عن الأنصار : ومنهم عُلبة بن زيد (١) أحد البكائين الذين كانوا لا يجدون ما ينفقون (٢)، وهم : علبة بن زيد، ومرارة بن ربعي (٣)، ومحمد بن مسلمة (٤) شهد بدراً و ولاه عمر بن الخطاب صدقات جهينة (٥).
ومنهم : عبدالرحمن بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول (٦)، من الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع.
( الاشتقاق ٤٤٥، ٤٥٨ )
- - - - - - -
...........................................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) في غزوة تبوك.
(٣) ٣ ) هو : ابن عدي بن زيد بن عمرو الأنصاري الأوسي. ذكر ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ١٣٤أنه : أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله - ﷺ - في غزوة تبوك فنزل القرآن في قبول توبتهم ؛ بينما ابن حجر في الإصابة ٣ / ٣٩٦ ذكر أن الذي تخلف عن رسول الله - ﷺ - في غزوة تبوك ليس مرارة بن ربعي بل مرارة بن الربيع ؛ أما ابن ربعي فالمشهور عنه فقط أنه من البكائين. والله أعلم.
(٤) ٤ ) هو : ابن سلمة بن خالد بن عدي الأنصاري الأوسي. اعتزل الفتنة بعد قتل عثمان - رضي الله عنه -. توفي سنة ٤٦ هـ. انظر : أسد الغابة ٥ / ١١٢ - ١١٣ ؛ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦٩.
(٥) ٥ ) جهينة : قبيلة من قضاعة، والنسبة إليها : جُهَنيّ. انظر: الأنساب ٢ / ١٣٤.
(٦) ٦ ) هو : أبو ليلى المازني. شهد بدراً. انظر : أسد الغابة ٣ / ٤٩٠ ؛ والإصابة ٢ / ٤٢٠.
- - - - - - -
و ﴿ عَاصِمَ ﴾ على المعنيين السابقين يكون مستعملاً على حقيقته.
o الثالث : أن يكون ﴿ عَاصِمَ ﴾ بمعنى : ذي عصمة، كما قالوا : لابن، أي : ذو لبن ؛ و ذو عصمة : يُطْلَق على عاصم، وعلى معصوم، والمراد به هنا : المعصوم أو فاعل بمعنى مفعول، فيكون ﴿ عَاصِمَ ﴾ بمعنى معصوم ؛ كماء دافق بمعنى مدفوق ؛ و ﴿ مَنْ ﴾ للمعصوم، أي : لا ذا عصمة، أولا معصوم إلا المرحوم (١).
ولعل أقرب هذه الاحتمالات إلى الصواب الاحتمال الأول ؛ إذ كلام الله يوجّه إلى الأغلب الأشهر من معانيه، إلا أن تنهض حجة على شيء بخلاف ذلك فحينئذ التسليم، وكفى.
قال ابن جرير - بعد أن ساق احتمالات نحويي الكوفة والبصرة - :( ولا وجه لهذه الأقوال التي حكيناها عن هؤلاء ؛ لأن كلام الله تعالى إنما يوجه إلى الأفصح الأشهر من كلام مَن نزل بلسانه، ما وُجِد إلى ذلك سبيل، ولم يضطرنا شيء إلى أن نجعل عاصماً في معنى معصوم، ولا أن نجعل (( إلا )) بمعنى لكن، إذ كنا نجد لذلك في معناه الذي هو معناه المشهور من كلام العرب مَخرجاً صحيحاً، وهو ما قلنا من أن معنى ذلك : قال نوح : لا عاصم اليوم من أمر الله إلا مَن رحمنا فأنجانا من عذابه، كما يقال : لا مُنجي اليوم من عذاب الله إلا الله، ولا مُطعم اليوم من طعام زيد إلا زيد، فهذا هو الكلام المعروف والمعنى الفهوم ) (٢) *.
- - - - -
..
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ٤٦.
* نوقشت هذه المسألة في كتب التفسير واللغة، من هذه الكتب غيرَ ما أحيل عليه : معاني القرآن، للنحاس ٣ / ٣٥٣ ؛ والمحرر الوجيز ٩ / ١٥٧ ؛ والدر المصون ٦ / ٣٣٢ ؛ والأضداد، للأنباري ١٢٨.
قال ابن منظور :( وللعرب في شَرَوا و اشتروا مذهبان، فالأكثر منهما أن يكون شَرَوا : باعوا، و اشتروا : ابتاعوا ؛ وربما جعلوهما بمعنى : باعوا ) (١).
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ بَخْسٍ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن معنى ( بخس ) : ناقص ؛ وهذا المعنى الذي اتفقت عليه معاجم اللغة (٢).
والمفسرون في معناه مختلفون على أقوال :
.....................................................................................
- - - - - - -
o أوّلها : أنه الحرام، وممن قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، والضحاك، ومقاتل والسدي (٣).
o ثانيها : أنه الظلم، وممن قال به قتادة (٤)، والزجاج (٥).
o ثالثها : أنه القليل، وممن قال به مجاهد، وعكرمة، والشعبي (٦).
o آخرها : أنه الناقص، وممن قال به أبو عبيدة (٧)، وابن جرير (٨).
وحين يدقق الناظر في هذه الأقوال، يخرج بأن ليس ثمّ مانع من حمل هذه الأقوال كلها على اللفظ، من دون اضطراب في المعنى.
(٢) ٧ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٨٨ ؛ والصحاح ٢ / ٧٦٩ - ٧٧٠ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ٢٠٥.
(٣) ١ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ١٧١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١١٥ ؛ والوسيط ٢ / ٦٠٤.
(٤) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٧٨ ؛ وجامع البيان ١٢ / ١٧٢ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١١٦.
(٥) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٩٨.
(٦) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ١٧٢ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ١٥٥ ؛ والنكت والعيون ٣ / ١٨.
والشعبي هو : عامر بن شراحيل، أبو عمرو، أحد الأعلام، وُلِد زمن عمر. قال :( أدركت خمسمائة من الصحابة ) وكان يقال :( الشعبي في زمانه كابن عباس في زمانه ) مات سنة ١٠٣ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٦ / ٤٥٠ ؛ والكاشف، للذهبي ١/ ٥٢٢.
(٧) ٥ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٣٠٤.
(٨) ٦ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ١٧١.
قال : وكان رؤبة (١) يقرأ ( فأما الزبد فيذهب جفالاً ) ويقول : تجفله الريح. قال أبو حاتم : وهذا من جهل رؤبة بالقرآن.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ف ل ] ١ / ٤٨٧ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى القراءة الشاذة التي قرأ بها رؤبة في قوله تعالى :﴿ جُفَاءً ﴾، وقد حكاها عنه غير واحد (٢).
ومعنى جُفاء و جُفالاً قريب، يقال : أجْفَلَت الريح السحاب، إذا فَرَّقَته (٣).
وذكر ابن دريد أن أبا حاتمٍ جهّل رؤبةَ بقراءته هذه، ونص كلام أبي حاتم كما نُقِل عنه..
.....................................................................................
- - - - - - -
( لا يُقرأ بقراءة رؤبة ؛ لأنه كان يأكل الفأر بمعنى : أنه كان أعرابياً جافياً ) (٤).
وليس معنى كلام أبي حاتم أن ( جُفالاً ) غير فصيحة، بل جاءت على لسان رؤبة الأعرابي ؛ ولا يخفى أن ما جاء على لسان الأعراب محتجّ به.
وعليه فإن تجهيل رؤبة محمول على كون القراءة لم توافق الرسم، الذي هو شرط من شروط القراءة الصحيحة، والله أعلم.
- - - - -
(٢) ٢ ) منهم : أبو زيد اللغوي، ذكر ذلك السمعاني في تفسير القرآن ٣ / ٨٨. ومنهم : أبو عبيدة ولم يذكره في المجاز، إنما ذكره عنه القرطبي في الجامع ٩ / ٣١٤.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير السمعاني ٣ / ٨٨ ؛ وتفسير أبي السعود ٣ / ٤٥٠.
(٤) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٠ / ٣٤ ؛ والبحر المحيط ٦ / ٣٧٥.
وعند أهل اللغة : أن الصريخ والصارخ من ألفاظ الأضداد، فكلاهما يطلق على المغيث والمستغيث ( فيقال للمغيث : صارخ، وصريخ ؛ كما يقال للمستغيث : صارخ وصريخ ) (١).
- - - - -
.....................................................................................
- - - - - - -
وهذا الحرف يمكن أن يَحمل هذه الأوجه كلها، فيكون المعنى على ذلك :
أن الرجل في الجاهلية عند مخاض امرأته يختفي حتى يَعلم ما يولد له، فإن كان ذَكَراً سُرَّ وابتهج، وإن كانت أنثى اكتأب وحزن، فمنهم من يئد بنته فيدفنها حية، ومنهم من يمسكها على كراهة ومشقة، وشعور بالنقص والحقارة، والله أعلم.
وهذه المعاني المحكية آنفاً ليست بخارجة عن إطار المراد من الحرف عند أهل اللغة، حيث قيل في معنى الهون : السكون، أو السكينة، أو الذل.
وقيل - كذلك - : الخزي أو نقيض العز (١).
- - - - -
( ١٠٥ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَن لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢) ﴾
قال : وأفرطتَّ القوم، إذا تركتَهم وراءك وتقدمتَهم. وفي التنزيل :﴿ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ﴾، أي : مؤخرون، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ط ف ] ٢ / ٧٥٥ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في معنى قوله تعالى :﴿ مُفْرَطُونَ ﴾ على أقوال، مردُّها اثنان :
o الأول : متروكون منسيون، نقل عن ابن جبير، ومجاهد، والضحاك، وقتادة والكلبي (٢)، وهو بنحو ما قال ابن دريد.
o الآخر : مقدَّمون معجَّلون، قاله قتادة، والحسن (٣)، واليزيدي (٤).
(٢) ١ ) انظر : جامع البيان ١٤ / ١٢٧ - ١٢٨ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٢٨٨ ؛ والوسيط ٣ / ٦٨.
(٣) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٣٠٨ ؛ وجامع البيان ١٤ / ١٢٩ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٢٨٨
(٤) ٣ ) انظر : غريب القرآن وتفسيره ٢٠٧.
قال الزَّبيدي (١) :( وهو القياس.. وقد نقله ابن دريد في الجمهرة كما عرفت، وناهيك به ثقة، ثبتاً ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : معنى ( أُفّ ) :
ما حكاه ابن دريد في معنى قوله :﴿ أُفٍّ ﴾ صواب من القول، إذ إن هذا الحرف عند أهل اللغة يراد به : تكرّه الشيء (٣).
وقال النحاس :( والناس يقولون لما يستثقلونه : أفٍّ له.
وأصل هذا أن الإنسان إذا وقع عليه الغبار، أو شيء يتأذى به نفخه فقال : أُف ) (٤).
ولهذا ؛ نرى من تناول هذا الحرف بالبيان من أهل التأويل، قال ما يدور حول هذا المعنى : إنه الكلام الغليظ المستقبح الذي يقال لما يُستثقل ويُضجر منه (٥).
- - - - -
( ١١٧ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : تاج العروس ٦ / ٤١.
(٣) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٤٢٢ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ١٦ ؛ ولسان العرب ٩ / ٦.
(٤) ٢ ) انظر : معاني القرآن ٤ / ١٤٠.
(٥) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٣٧٤ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٣٤ ؛ ونزهة القلوب ١١٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٢٦٤ ؛ والوسيط ٣ / ١٠٣ ؛ وتفسير السمعاني ٣ / ٢٣٢ ؛ ومفردات الراغب ١٥ والكشاف ٣ / ٥٠٧ ؛ وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٧١ ؛ وروح المعاني ٨ / ٥٥ ؛ والتحرير والتوير ١٥ / ٧٠.
أوضح ابن دريد أن اقتفاء الأثر من معاني القَصّ، كما في الآية هنا. وبنحو هذا المعنى قال مجاهد، وقتادة (١)، وغيرهم (٢).
عن مجاهد قال :( اتَّبَعَ موسى وفتاه أثرَ الحوت، فشقَّا البحر راجعَين ) (٣).
وقال الزجاج :( أي : رَجَعَا في الطريق الذي سلكاه يقصّان الأثر قَصَصاً، والقَصَص : اتّباع الأثر ) (٤).
وأصل الكلمة في اللغة كما قرره ابن دريد دال على : تَتَبُّع الشيء (٥).
- - - - -
( ١٢٧ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (٨٦) ﴾
قال : وقد قُرى :﴿ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ أي : ذات حَمْأة، واللّه أعلم.
( جمهرة اللغة، [ باب الحاء في الهمز ] ٢ / ١٠٩٦ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى إحدى القراءتين في قوله تعالى :﴿ حَمِئَةٍ ﴾، وإلى معنى الحرف على هذه القراءة.
فذكر أن الحرف قرئ :﴿ حَمِئَةٍ ﴾.
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٤٠٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٠٠ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٤ / ٢٦٦ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٣٠٦ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٤٩٠ والثعلبي في الكشف والبيان ٦ / ١٨٢ ؛ والراغب في مفردات القرآن ٤١٩ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ٤٩٩ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٥٨ ؛ وابن كثير في تفسيره ٣ / ٩١.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٥ / ٢٧٦.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٠٠
(٥) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٢١٣ ؛ والصحاح ٣ / ٨٢٢ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ١١.
وقال الزمخشري :( بعيداً من أهلها وراء الجبل، وقيل : أقصى الدار ) (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
وما قاله أهل التأويل مذكور في معنى الحرف عند أهل اللغة (٢).
قال ابن فارس :( القاف، والصاد، والحرف المعتل أصل صحيح يدل على بُعْد وإبعاد. من ذلك القَصَا : البُعْد، وهو بالمكان الأقصى، والناحية القُصوى، وذهبتُ قَصَا فلان أي : ناحيته.. ) (٣).
- - - - -
( ١٣٣ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) ﴾
قال : أَزَّ يَؤُزّ أَزّاً، والأََزُّ الحركة الشديدة، وأَزَّت القِدْر : إذا اشتد غليانها، وفي كتاب الله تعالى :﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ والمصدر الأَزّ، والأََزيز، والأَزاز.
قال رؤبة (٤) :
لا يأخُذُ التأفيكُ والتَحَزّي
فينا ولا طَيْخُ العدى ذو الأزِّ
( جمهرة اللغة، مادة [ أ ز ز ] ١ / ٥٦ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى ( الأزّ ) :
ذكر أن معنى ( الأَزّ ) في اللغة : الحركة الشديدة ؛ وجَعَل منه ( الأَزّ ) في الآية.
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ١٧٥ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٥٩ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ٩٤ ؛ ولسان العرب ١٥ / ١٨٣.
(٣) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٩٤.
(٤) ١ ) انظر : ديوانه ٦٤ ؛ وتهذيب اللغة ١٣ / ١٩٢ ؛ ولسان العرب ٥ / ٣٠٨.
و ( التأفيك ) : قال ابن دريد بعد الرجز : من قولهم : أفِك الرجل عن الطريق إذا ضل.
و ( التحزي ) التكهن. انظر : المحكم والمحيط الأعظم ٣ / ٤٢٥. ( وطيخ ) الطيخ من طاخ أي : تلطخ بقبيح القول والفعل. انظر : لسان العرب ٣ / ٣٩.
وقد جاء قول ابن دريد في هذا الحرف بنحو تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة والضحاك، وابن زيد، ومحمد بن كعب، والسدي (١)، في آخرين (٢).
ومما قالوا في معنى الحرف :
عن قتادة :( لا تَضْعُفَا ) (٣).
وعن محمد بن كعب :( لا تُقَصِّرا ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
يقول الواحدي :( ﴿ وَلَا تَنِيَا ﴾ : لا تَفْتُرَا ) (٥).
وما قيل في الحرف هو من معناه المعروف عند أهل اللغة ؛ فالوَنْي عندهم هو : الضَّعْفُ والفُتورُ، والكَلالُ، والإعْياءُ (٦).
- - - - -
( ١٣٨ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (٦١) ﴾
(٢) ٢ ) منهم : الفر اء في معاني القرآن ٢ / ٩٧ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٢٤٦ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٥٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٣٤٤ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٥١٩ والواحدي في الوسيط ٣ / ٢٧١ ؛ والسمعاني في تفسير القرآن ٣ / ٣٣١ ؛ والزمخشري في الكشاف ٤ / ٨٣ والسمين في عمدة الحفاظ ٦٤٥ ؛ والشوكاني في فتح القدير ٣ / ٥١٨.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٦.
(٤) ٤ ) انظر : الكشف والبيان ٦ / ٢٤٥.
(٥) ١ ) انظر : الوسيط ٣ / ٢٧١.
(٦) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٣٩٨ ؛ والصحاح ٥ / ٢٠٠٦ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤١٥.
قال الراغب :( عفوت : قصدت إزالة الذنب.. فالعفو : هو التجافي عن الذنب ) (١). وقال ابن جزي :( إن قيل : ما مناسبة هذين الوصفين للمعاقبة ؟
فالجواب من وجهين:
" أحدهما : أن في ذكر هذين الوصفين إشعاراً بأن العفو أفضل من العقوبة، فكأنه حضٌّ على العفو.
" والثاني : أن في ذكرهما إعلاماً بعفو الله عن المعاقب حين عاقب ولم يأخذ بالعفو الذي هو أولى ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن فارس :( العين، والفاء، والحرف المعتل أصلان يدل أحدهما على : ترك الشيء والآخر على : طلبه. ثم يَرْجع إليه فروع كثيرة لا تتفاوت في المعنى. فالأول : العَفْو : عَفْو الله تعالى عن خلقه، وذلك تركه إياهم فلا يعاقبهم، فضلاً منه.. ) (٣).
- - - - -
(٢) ٤ ) انظر : التسهيل ٢ / ٥٠.
(٣) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٥٦.
الأخرى : القراءات في قوله تعالى :﴿ رَبْوَةٍ ﴾ :
ورد في هذا الحرف قراءات عديدة، ذكر ابن دريد منها ثلاثة أوجه :
" أولها :﴿ رَبْوَةٍ ﴾ : بفتح الراء ؛ قراءة عاصم، وابن عامر.
.....................................................................................
- - - - - - -
" ثانيها :﴿ رُبْوَةٍ ﴾ : بضم الراء ؛ قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، حمزة والكسائي، وأبي جعفر، ويعقوب، وخلف.
" آخرها :( رِبوة ) بكسر الراء ؛ قراءة أبي إسحاق السَّبِيْعِيّ (١).
وليس بين هذه الأوجه اختلاف في المعنى ؛ إذ هي من اللغات الواردة في هذا الحرف (٢).
- - - - -
( ١٥٢ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢) ﴾
قال : والخَرْج والخَرَاج : الإتاوة (٣) تؤخذ من أموال الناس. وقرىء :﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا ﴾ وخَرَاجاً ؛ والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج خ ر ] ١ / ٤٤٣ )
- - - - - - -
تناول ابن دريد مسألتين :
الأولى : معنى الخَرْج في قوله تعالى :﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا ﴾ :
(٢) ٢ ) انظر القراءات ومعناها في : السبعة ١٩٠ ؛ والمبسوط ١٥١؛ والنشر ٢ / ٢٣٢ ؛ وإعراب القراءات السبع وعللها ١ / ٩٨ - ٩٩ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٥٦٥. ( والقراءتان (( رَبوة )) و (( رُبوة )) سبعيتان، أما (( رِبوة )) فشاذة ).
(٣) ١ ) الإتاوة : كل ما أُخِذ بِكُره أو قُسِم على موضع، من الجباية وغيرها. انظر : لسان العرب ١٤ / ١٨.
عن مجاهد في قول الله :﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ قال :( بِقَاعٍ من الأرض ) (١).
وقال الزمخشري :( والقِيْعَة : بمعنى القاع، أو جمع قاع، وهو : المنبسط المستوي من الأرض، كجِيْرَة في جَار ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
والقيعة والقاع عند أهل اللغة، هما بنفس المعنى الذي ذكره ابن دريد، وفُسِّرَت الآية به (٣).
قال ابن منظور :( والقَاعُ، والقَاعَة، والقِيْع : أرض واسعة سهلة مطمئنة مستوية حَرَّة لا حُزُونة فيها، ولا ارتفاع، ولا انهباط، تنفرج عنها الجبال والآكام، ولا حصى فيها، ولا حجارة، ولا تنبت الشجر، وما حواليها أرفع منها، وهو مصب المياه وقيل : هو مَنْقَعُ الماء في حر الطين، وقيل : وهو ما استوى من الأرض وصَلُبَ، ولم يكن فيه نبات.. ) (٤).
- - - - -
(٢) ٤ ) انظر : الكشاف ٤ / ٣٠٩.
(٣) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ٢٣ ؛ والصحاح ٣ / ١٠٥٦ ؛ ولسان العرب ٨ / ٣٠٤.
(٤) ٢ ) انظر : لسان العرب ٨ / ٣٠٤.
- - - - - - -
فعن أبي مالك في قوله تعالى :﴿ الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾، قال :( سفينة حمُِل فيها من كل زوجين اثنين ) (١).
وقال ابن كثير :( والمشحون : هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيها من كل زوجين اثنين، أي : أنجينا نوحاً ومن اتبعه كلهم، وأغرقنا مَن كفر به، وخالف أمره كلهم أجمعين ) (٢).
وعند أهل اللغة أن ( الفُلك ) السُّفُن، الواحد والجمع سواء.
و ( الشَّحْن ) عندهم المَلْء وإتمام الجَهَاز (٣).
- - - - -
( ١٦٢ ) [ ٥ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (١٤٨) ﴾
قال : أي : قد هضَمَ بعضُه بعضاً لتراكبه.
...... ( جمهرة اللغة، مادة [ ض م هـ ] ٢ / ٩١٢ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد قوله تعالى :﴿ هَضِيمٌ ﴾ بأنه الذي هضم بعضه بعضاً لتراكبه، وهذا أحد الأقوال التي فُسّر بها الحرف ؛ وقد اختلف أهل التأويل في معناه على أقوال بلغ عددها اثني عشر قولاً :
o أحدها : أنه الرطب اللين، قاله عكرمة.
o الثاني : هو المُذَنِّب من الرطب، قاله سعيد بن جبير.
o الثالث : أنه الذي ليس فيه نوى، قاله الحسن.
o الرابع : أنه المتهشّم المتفتّت إذا مُسّ تفتت، قاله مجاهد، وأبو العالية.
o الخامس : هو الذي قد ضمر بركوب بعضه بعضاً، قاله الضحاك، ومقاتل.
o السادس : أنه المتلاصق بعضه ببعض، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو صخر.
o السابع : أنه الطلع حين يتفرق ويخضر، قاله الضحاك أيضاً.
o الثامن : أنه اليانع النضيج، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -.
(٢) ٢ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣٣٠.
(٣) ٣ ) انظر معنى ( الفلك ) في : الصحاح ٤ / ١٣١٦ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٤٥٣ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٤٧٩. وانظر معنى ( المشحون ) في : تهذيب اللغة ٤ / ١٠٩ ؛ والصحاح ٥ / ١٧٢٤ ؛ وتاج العروس ٩ / ٢٥١.
ذكر ابن دريد اختلاف القراء في قراءة :﴿ سَبَإٍ ﴾ على ما يأتي :
" الأولى : عدم إجرائه - عدم صرفه - بحيث يُقرأ بهمز مفتوح بغير تنوين ؛ على أنه اسم للقبيلة، قراءة أبي عمرو، والبزي (١) عن ابن كثير.
" الأخرى : إجراؤه - صرفه - بحيث يُقرأ بهمز مجرور منوّن، قراءة الباقين ؛ على أنه اسم لرجل (٢).
- - - - -
( ١٧٠ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٤) ﴾
قال : والصرح : الأرض المملَّسة، ويقال : بل القصر المملَّس صرح، وهذا خطأ لأنهم يقولون : صَرْحة الدار، يريدون ساحتها. والتنزيل يدل على أن الصرح الساحة لقوله جل ثناؤه :﴿ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ﴾ ؛ قال المفسرون : مُثّلت الصرحة بالبحر فشمرت عن ساقها لتخوض (٣).
...... ( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر ص ] ١ / ٥١٤ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد معنى ( الصرح )، والاختلافَ في معناه ؛ مرجحاً أن المراد به : الساحة. وقد ذَكَرَ من الأقوال اثنين، وهذا ذِكر ما قيل في الحرف :
o أولها : القصر، قاله أبو عبيدة (٤).
o ثانيها : الصحن أو كهيئة السطح، قاله ابن جرير (٥).
(٢) ٤ ) انظر : السبعة ٤٨٠ ؛ والنشر ٢ / ٣٣٧ ؛ وجامع البيان ١٩ / ١٤٧. ( والقراءتان سبعيتان ).
(٣) ١ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١٦٩ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٤٩٨ ؛ والتفسير الكبير ٨ / ٥٥٩.
(٤) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٩٥.
(٥) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١٦٨.
ومن الباب العورة، واشتقاقها من الذي قدمنا ذِكره وأنه مما حُمِل على الأصل، كأن العورة شىء ينبغي مراقبته ؛ لخلوّه، وعلى ذلك فُسِّر قوله تعالى :﴿ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ﴾ قالوا : كأنها ليست بحَرِيْزَة ) (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : قائل هذا الكلام :﴿ bخ)َّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ :
نسب ابن دريد الكلام إلى مُعَتّب بن قشير، ولم أر أحداً نص على اسمه إلا ابن دريد، إذ إن جمهور المفسرين يقولون : أوس بن قَيْظِيّ ومن وافقه على رأيه (٢).
أما الذي ثبت عن معتّب فهو قوله : وعَدَنا محمد أن تُفتح لنا مدائن اليمن وقصور الروم وبيض المدائن، وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قُتِل ؟ هذا والله الغرور ؛ فأنزل الله :﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ (٣)، والله أعلم.
- - - - -
( ١٨٠ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٩) ﴾
(٢) ١ ) انظر : جامع البيان ٢١ / ١٣٥ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٥ / ٣٣١ ؛ والكشف والبيان ٨ / ١٩ ومعالم التنزيل ٣ / ٦٢١.
(٣) ٢ ) الأحزاب : ١٢.
وانظر : جامع البيان ٢١ / ١٣٣ ؛ و النكت والعيون ٤ / ٣٨١ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٦٢٠.
" إما أن يكون الحرف مشتقاً من نأش، إذا طلب. فالمعنى : وكيف لهم طلب الإيمان في الآخرة، وهو المكان البعيد.
" وإما أن يكون مشتقاً من ناش ينوش، إذا تناول. لكن لما انضمت الواو أبدلوا منها همزة كما في وُقِّتت وأُقّتت ؛ وعلى هذا فالقراءتان بمعنى واحد (١).
- - - - -
" الأخرى :﴿ فَاكِهُونَ ﴾ بألف بعد الفاء، قراءة باقي القراء، وهي سبعية (١).
وقد بيّن ابن دريد معنى كل قراءة :
" أما ﴿ فَاكِهُونَ ﴾ فذكر أنه من المزاح والمفاكهة.
" وأما ﴿ tbqكgإ٣ù ﴾ فقال : من اللهو.
وقال المفسرون في معناهما : هما لغتان كالحاذر والحذر، والفارهِ والفَرِهِ.
وقال الكسائي : الفاكه والفاكهة مثل شاحم ولاحم ولابن وتامر.
والذين قالوا : إنهما بمعنى واحد اختلفوا في معناهما على أقوال :
....................................................................................
- - - - - - -
o أوَّلُها : فَرِحُون، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -.
o ثانيها : مُعْجَبُون، قاله مجاهد، والضحاك.
o آخرها : ناعمون، قاله السدي (٢).
ومادة ( فَكَه ) في لغة العرب لها معان مردُّها إلى ٍ: الطِّيْب والاستطابة (٣).
وعلى هذا فإن جميع ما ذكر المفسرون متداخل بعضه في بعض.
- - - - -
( ١٨٧ ) [ ٤ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) ﴾
قال : والجِبِلَّة : الأُمّة من الناس، وكذلك الجُبُلَّة. وقد قرئ بهما في قوله جل وعز :﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ﴾..
وقال : والجِبْل من الناس : الجماعة. قال الهذلي (٤) :
(٢) ١ ) انظر : معاني القراءات ٤٠٣ ؛ وجامع البيان ٢٣ / ١٩ ؛ وتفسير الثعلبي ٨ / ١٣٢ ؛ والمحرر الوجيز ١٣ / ٢٠٨ ؛ والبحر المحيط ٩ / ٧٥.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٦ / ١٩ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٤٤٦ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٣٢ - ٣٣ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٥٢٣.
(٤) ١ ) انظر البيت في : ديوان الهذليين ١ / ٣٨ ؛ والمحكم والمحيط الأعظم ٨ / ٥٥٤.
والهذلي هو : أبو ذؤيب الشاعر المشهور، و اسمه خويلد بن خالد بن محرِّث بن رُبيد بن مخزوم، يجتمع مع ابن مسعود في مخزوم. مات في مغزى له نحو المغرب فدلاه عبد الله بن الزبير في حُفرته. قال عمر بن شيبة :( كان مقدّماً على جميع شعراء هذيل )، وكان فصيحاً، كثير الغريب، متمكناً في الشعر. عاش في الجاهلية دهراً، وأدرك الإسلام فأَسْلَمَ، وعامة شِعره بعد إسلامه. انظر : الإصابة ٤ / ٦٥ ؛ ومعجم الأدباء ٤ / ٢٢٣.
قال : والغَوْل : مصدر غاله يَغوله غَوْلاً، إذا دبّ في هلاكه، وبذلك سُمّي الشيطان غُولاً والحيّة غُولاً، ومنه قول امرئ القيس (١) :
أيقتلني والمَشْرَفيّ (٢) مُضاجعي ومسنونةٌ زُرْقٌ كأنياب أغوالِ
أي : كأنياب الشياطين. قال أبو حاتم (٣) : قوله : كأنياب أغوال يريد أن يكثِّر بذلك ويعظّم. ومنه قوله : تبارك وتعالى :﴿ كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾، وقُريش لم تر رأس شيطان قطُّ، وإنما أراد تعظيم ذلك في صدورهم. وقال أبو بكر أيضاً : ولم يصف امرؤ القيس أنياب الشياطين لأنهم رأوها وعرفوها ولكنه على التهويل والتعظيم لأن العرب تسمّى كل ما استفظعته شيطاناً. ومنه قوله جلّ وعزّ. ﴿ كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾، لم يمثِّلها جلّ وعزّ لهم بما لم يرَوا ولكنه خاطبهم بما يعرفون.
( جمهرة اللغة، مادة [ غ ل و ] ٢ / ٩٦١ )
- - - - - - -
رأى ابن دريد أن التشبيه هنا في الآية جاء على ما اعتادت العرب، وتعارفت عليه من وجوه الخطاب ؛ حيث يسمّون كل ما استفظعوه شيطاناً.
............
....................................................................................
- - - - - - -
وهذا توجيه لتشبيه طلع هذه الشجرة برؤوس الشياطين، مع أنه لا علم عندنا بمقدار قبح رؤوس الشياطين.
وقد ذكر أهل العلم في ذلك تخريجات منها ما أشار إليه ابن دريد، أما التخريجات فهي ما يلي :
(٢) ٢ ) المَشرفي : هو السيف، منسوب إلى المَشارف قرى من أرض اليمن، وقيل : من أرض العرب تدنو من الريف. انظر لسان العرب ٩ / ١٧٤.
(٣) ٣ ) لم أهتد إليه فيما وقفت عليه من كتبه.
من ذلك قول ابن فارس :( المحراب : وهو صدر المجلس، والجمع محاريب. ويقولون : المحراب الغرفة.. ) (١).
وقول ابن جرير :( المحراب : مُقَدَّم كل مجلس وبيت وأشرفه ) (٢).
.........
.....................................................................................
- - - - - - -
وقول الزجاج :( والمحراب : أرفع بيت في الدار، وكذلك هو أرفع مكان في المسجد والمحراب ههنا كالغرفة ) (٣).
وبهذا يمكن القول بأن المحراب : غرفة تكون في أشرف مكان في الدار.
آخرها : معنى التسوّر في قوله تعالى :﴿ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن ( التَّسَوٌّر ) لا يكون إلا من سُفْل إلى عُلْو، وهذا الكلام الذي ذكره ابن دريد هو المشهور عند أهل اللغة (٤)، والمفسرين (٥)، ولم أر لهم مخالفاً إلا السجتساني حيث قال :( أي : نزلوا من ارتفاع، ولا يكون التَّسَوّر إلا من فوق ) (٦).
ويبدو لي أن في كلام السجستاني نظراً ؛ إذ إن قوله بعيد عن المعنى المتبادر للذهن وحَمْل اللفظ على المعنى القريب أحسن من حمله على البعيد.
- - - - -
(٢) ٨ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ١٤١.
(٣) ١ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٢٥.
(٤) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ١١٥ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٤٨١ ؛ ولسان العرب ٤ / ٣٨٦.
(٥) ٣ ) كالزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٢٥ ؛ و النحاس في معاني القرآن ٦ / ٩٤ ؛ و السمرقندي في تفسيره ٣ / ١٣٢ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٥٤٦ ؛ و الراغب في المفردات ٢٥٤ ؛ والزمخشري في الكشاف ٥ / ٢٥٤ ؛ والسمين في الدر المصون ٩ / ٣٦٨ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٦ / ٣٧٣ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٥ / ٣٥٥ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٣ / ٢٣٢.
(٦) ٤ ) انظر : نزهة القلوب ١٦٩.
قال ابن فارس :( الخاء، والصاد، والميم أصلان. أحدهما : المنازعة ) (١).
- - - - -
( ٢٠٧ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) ﴾
قال : وأَبْرَمْتُ الأمرَ إبراماً، إذا أحكمتُه. وأَبْرَمْتُ الأمرَ فهو مُبْرَم. والإبرام : خلاف النَّقض. وفي التنزيل :﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر م ] ١ / ٣٢٩ ) )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن الإبرام إحكام، وأنه خلاف النقض.
وقول ابن دريد ليس ببعيد مما جاء عن مجاهد، وقتادة (٢)، في آخرين (٣).
كما أن هذه المعاني التي ذكرها المفسرون ليست خارجة عن المقرر عند أهل اللغة (٤).
قال قتادة :( أم أجمعوا أمراً فإنا مجمعون ) (٥).
وقال الثعلبي :( أحكموا أمراً في المكر برسول الله - ﷺ - ) (٦).
وقال ابن منظور :( وأبرم الأمر و برمه أحكمه. والأصل فيه إبرام الفتل إذا كان ذا طاقين و أبرم الحبل ) (٧).
- - - - -
(٢) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٦٦ ؛ وجامع البيان ٢٥ / ١٠٠ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٣٧.
(٣) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٠٦ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٢٠ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٩٨ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٦ / ٣٨٦ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٢١٣ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ٣٤٥ ؛ والسمعاني في تفسيره ٥ / ١١٧ ؛ والراغب في المفردات ٤٢ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٤ / ١٧٠ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٢٩٦ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٧.
(٤) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ١٦٠ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٢٣١ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٤٣.
(٥) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٦٦.
(٦) ٥ ) انظر : الكشف والبيان ٨ / ٣٤٥.
(٧) ٦ ) انظر : لسان العرب ١٢ / ٤٣.
وقال ابن منظور :( وحَمَيْتَ عن كذا حميّة بالتشديد و مَحْمِيَّة، إذ أنفتَ منه وداخلك عار وأنفة أن تفعله ) (١).
- - - - -
- - - - - - -
قال ابن عباس :( التنابز بالألقاب : أن يكون الرجل عمل السيئات وتاب منها، وراجع الحق، فنهى الله أن يعيّر بما سلف من عمله ) (١).
وقال ابن مسعود :( أن يقول إذا كان الرجل يهودياً فأسلم : يا يهودي يا نصراني يا مجوسي، ويقول للرجل المسلم : يا فاسق ) (٢).
قال ابن جرير بعد أن ساق اختلاف العلماء :( والذي هو أولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذِكْرُه نهى المؤمنين أن يتنابزوا بالألقاب ؛ والتنابز بالألقاب : هو دعاء المرء صاحبه بما يكرهه من اسم أو صفة، وعمَّ الله بنهيه ذلك ولم يخصص به بعض الألقاب دون بعض، فغير جائز لأحد من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهه، أو صفة يكرهها.
وإذا كان ذلك كذلك صحت الأقوال التي قالها أهل التأويل في ذلك التي ذكرناها كلها ولم يكن بعض ذلك أولى بالصواب من بعض ؛ لأن كل ذلك مما نهى الله المسلمين أن ينبز بعضهم بعضاً ) (٣).
- - - - -
( ٢٢٠ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا ں@ح !$t٧s%ur لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٠٤ ؛ والدر المنثور ٧ / ٤٩٠ ؛ وفتح القدير ٥ / ٩٤.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٣٣.
قال : وقد قرئ :﴿ وإtچ"t/÷ٹ السُّجُودِ ﴾ ﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ ؛ فمن قرأ بالكسر، فهو مصدر أَدْبَر يُدْبِر إدباراً، ومن قرأ أدبار فهو جمع دُبُر، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب د ر ] ١ / ٢٩٦ )
- - - - - - -
تحدث ابن دريد عن القراءتين الواردتين في حرف :﴿ وإtچ"t/÷ٹ السُّجُودِ ﴾، مشيراً إلى توجيه كل قراءة من حيث اللغة، والقراءتان هما :
" القراءة الأولى :﴿ وإtچ"t/÷ٹ السُّجُودِ ﴾ بكسر الهمزة ؛ قرأ بها نافع، وابن كثير وحمزة، وأبو جعفر، وخلف.
" القراءة الأخرى :﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ بفتح الهمزة ؛ قرأ بها الباقون.
فأما القراءة بكسر الهمزة فعلى أنه مصدر أدبر، بمعنى : مضى.
والمعنى على القراءة بفتح الهمزة : جمع دبر، وهو آخر الصلاة وعقبها، وجُمع باعتبار تعدد السجود (١).
- - - - -
قيل لهم : هذا التأويل فاسد من وجوه : أحدها : أن ( الأيد ) ليس جمعاً لليد ؛ لأن جمع ( يد ) أيدي، وجمع ( اليد ) التي هي نعمة أيادي، وإنما قال تعالى :﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ ؛ فبطل بذلك أن يكون معنى قوله :﴿ بِيَدَيَّ ﴾ معنى قوله :﴿ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ﴾.
وأيضاً فلو كان أراد القوة، لكان معنى ذلك : بِقُدْرَتَيّ، وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم ؛ لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين !
وأيضاً فلو كان الله تعالى عنى بقوله :﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ : القدرة، لم يكن لآدم - ﷺ - على إبليس مزية في ذلك، والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم - ﷺ - (١) ؛ إذ خلقه بيديه دونه، ولو كان خالقاً لإبليس بيده كما خلق آدم - ﷺ - بيده لم يكن لتفضيله عليه................
.....................................................................................
- - - - - - -
بذلك وجه، وكان إبليس يقول محتجاً على ربه فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم - ﷺ - بهما.
فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخاً له على استكباره على آدم - ﷺ -.. أن يسجد له ﴿ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾ دلَّ على أنه ليس معنى الآية : القدرة ؛ إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعاً بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم - ﷺ - في أن خُلِقَ بهما ) (٢).
- - - - -
(٢) ١ ) انظر : الإبانة ١٢٩ - ١٣٢.
" القراءة الأولى :﴿ أَفَرَأَيْتُمُ | M"¯=٩$#ّ ﴾ بتشديد التاء مع المد ؛ قرأ بها رويس عن يعقوب ؛ وهي قراءة ابن عباس - رضي الله عنهم -.
" الأخرى :﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ ﴾ بتخفيفها ؛ قراءة الباقين، وهي سبعيّة.
أما ما وجهت به القراءتان، فقيل في قراءة التخفيف : إنه اسم صنم.
وأما قراءة التثقيل فقيل : إنه اسم فاعل من لتّ، إشارة إلى الرجل الذي كان يلت السويق عند صخرة، ويطعمه الحاج، فلما مات عبدوا الحجر الذي كان عنده ؛ إجلالاً لذلك الرجل، وسموه باسمه (١). وإلى هذا التوجيه أشار ابن دريد.
- - - - -
( ٢٣١ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢) ﴾
قال : الضَّيْز : الاعوجاج، وقالوا : النقصان ؛ يقال : ضازني حقّي يَضيزني، إذا بخسك إياه. ومنه :﴿ قِسْمَةٌ ضِيزَى ﴾، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ز ض ي ] ٢ / ٨١٣ )
- - - - - - -
أورد ابن دريد حرف :﴿ ضِيزَى ﴾ في سياق بيانه معنى الضَّيْز، حيث ذكر أنه : اعوجاج ونقصان. وللمفسرين في معناه أقوال :
o أولها : جائرة ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة (٢).
o ثانيها : عوجاء ؛ قاله مجاهد، ومقاتل (٣).
o ثالثها : منقوصة ؛ قاله مجاهد، وسفيان، والضحاك (٤).
o رابعها : مخالفة ؛ قاله ابن زيد (٥).
(٢) ١ ) انظر : سؤالات نافع ١٢ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ٦١ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٣٠٩.
(٣) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٦٠ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٤٦؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٣٠٩.
(٤) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٦١ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٤٦ ؛ والدر المنثور ٧ / ٥٧٥.
(٥) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٦١ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٤٦ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٣٩٩.
ماجاء عن مجاهد قال :( السفن ) (١).
وقال ابن فارس :( الجيم، والراء، والياء أصل واحد ؛ وهو انسياح الشيء. يقال : جرى الماء يجري جَرْيَة وجَرْياً وجَرَيَاناً.. فأما السفينة فهي الجارية وكذلك الشمس، وهو القياس.. ) (٢).
- - - - -
( ٢٣٧ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (٣١) ﴾
قال : يقول : البصريون فَرَغْتُ إلى الشيء : إذا عَمِدتُ إليه وقَصَدْتُه، ومنه قوله - عز وجل - :﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ك ل ] ١ / ٣٧٦ )
- - - - - - -
الفراغ لا يكون إلا عن شغل، والله - عز وجل - لا يشغله شأن عن شأن، ولذا دفع المفسرون التوهم الذي ربما ورد على الذهن، فذكروا في معنى :﴿ سَنَفْرُغُ ﴾ أقوالاً :
o أولها : أن هذا وعيد وتهديد من الله - سبحانه وتعالى - لهم، كقول القائل : لأتفرغنّ لك، وما به شغل ؛ وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والضحاك.
o ثانيها : أن الله - سبحانه وتعالى - وعد على التقوى وأوعد على الفجور، ثم قال : سنفرغ لكم مما أوعدناكم وأخبرناكم، فنحاسبكم ونجازيكم، وننجز لكم ما وعدناكم ونوصل كلاً إلى ما وعدناه، فيتم ذلك ويفرغ منه ؛ وهذا قول الحسن، ومقاتل وابن زيد.
o ثالثها : أن الفراغ للفعل هو : التوفر عليه دون غيره ؛ قال ابن كيسان.
(٢) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٤٤٨.
وهذا التأويل بنحو قول ابن عباس، وأبو بريدة، وزيد بن أسلم - رضي الله عنهم -، وقتادة، والحسن ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة، وتميم بن حَذْلم (١)، والضحاك (٢)، وغيرهم (٣).
والعرب تستعمل هذا اللفظ، واصفة المرأة به إن كانت كذلك (٤).
قال تميم بن حذلم :( العَرِبة : الحسنة التبعل. قال : وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل : إنها لَعَرِبة ) (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال السمرقندي :( يعني : محبات عاشقات لأزواجهن، لا يُرِدْن غيرهم ) (٦).
(٢) ٢ ) انظر : سؤالات نافع ١٦٦ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢١٩ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ١٨٧ - ١٨٨ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٣٢ ؛ والكشف والبيان ٩ / ٢٠٩ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٩٤.
(٣) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ٣٣ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٥١ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٦٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٣٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٢ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣١٦ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣٨٣ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٥٨ وابن الجوزي في تكرة الأريب ٢ / ٢٠٢ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٨٥ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٣٧٥ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٧ / ٣٠١.
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٣٠٠ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٦٤١ ؛ ولسان العرب ١ / ٥٩١.
(٥) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٨٧.
(٦) ١ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣١٦.
o سابعها : أنها ضرب من النخل، يقال لتمره : اللون، تمره أجود التمر ؛ وهو شديد الصفرة، يُرى نواه من خارجه، ويغيب فيه الضرس، النخلةُ منها أحب إليهم من وصيف ؛ قاله مقاتل (١).
o ثامنها : أنها النخلة القريبة من الأرض. وأنشد الأخفش :
قد شجاني الحَمام حين تغنّى بفِراق الأحباب من فوق لِيْنَه (٢)
o تاسعها : أن اللينة الفسيلة ؛ لأنها أَلْين من النخلة. ومنه قول الشاعر :
غَرَسُوا لِيْنَها بِمَجْرَى مَعِينِ ثم حَفُّوا النَّخِيل بالآجامِ (٣)
.....................................................................................
- - - - - - -
o عاشرها : أن اللينة الأشجار كلها ؛ لِلِيْنها بالحياة ؛ قاله الضحاك، ومجاهد (٤).
o آخر الأقوال : أنها الدَّقَل ؛ قاله الأصمعي، قال : وأهل المدينة يقولون : لا ننحّي الموائد حتى توجد الألوان ؛ يعنون : الدقل (٥). وهذا في معنى قول ابن دريد.
قال ابن العربي :( والصحيح ما قاله الزهري ومالك ؛ لوجهين :
" أحدهما : أنهما أعرف ببلدهما وأشجارهما.
(٢) ٥ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ٢٧١ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٢؛ والبحر المحيط ١٠ / ١٤٠.
(٣) ٦ ) انظر : النكت والعيون ٥ / ٥٠٢ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٢ - ١٣. والبيت فيهما بغير نسبة ولم أهتد إلى قائله.
والآجام : الحصون. انظر : لسان العرب ١٢ / ٨.
(٤) ١ ) انظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٤٣
(٥) ٢ ) انظر : أحكام القرآن، لابن العربي ٤ / ٢١٠ ؛ و الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٣.
فكان مكروهاً لأحد من الناس لزوم أخلاق المذمومين في أخلاقهم، الكافرين في أديانهم الكاذبين.
وكان الأولى بأهل الإيمان لزوم أخلاق المؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، وما كانوا عليه من المذاهب المحمودة، والأقوال الصادقة التي حمدهم الله تعالى عليها رضوان الله عليهم، ورحمته وبالله التوفيق ) (١).
- - - - -
- - - - - - -
فأما الآية الأولى وهي قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾ فذكر أنها في أبي سلمة بن عبد الأسد.
وأما الأخرى وهي : قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴾ فذكر أنها في أخيه الأسود بن عبد الأسد، وبهذا القول - أيضاً - قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، والضحاك ومقاتل (١).
وعلى هذا فإن أبا سلمة وأخاه سبب في نزول الآيات، وإن كانت الآيات تعم أهل السعادة من المؤمنين وأهل الشقاوة من الكافرين حسب القاعدة المعروفة في أسباب النزول.
- - - - -
وأصل اللبد في اللغة - كمال قال ابن فارس - دالّ على : تَكَرُّس الشيء بعضِه فوق بعض من ذلك قولهم : صار الناس عليه لبداً، إذا تجمعوا عليه (١).
قلت : والتعبير بهذا اللفظ أبلغ من غيره، سواء حملناه على القول الأول، أو الآخر.
فعلى القول الأول : يدل على شدة عجب الجن مما كان عليه من صلاة وتلاوة للوحي أما على القول الآخر : فيدل على ما كان عليه الكافرون من حرص على ثَني النبي - ﷺ - عن دعوته، إلى حَدّ التحزب والاجتماع عليه، حتى تكاثروا فكاد بعضهم يركب بعضاً !
- - - - -
قال : وأَثَرْتُ الحديثَ آثُره أَثْراً فهو مأثور، إذا رويته. وفي الحديث (( أنا آثِرٌ )) (١) وفي حديث عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - :(( واللّه ما قُلتها ذاكراً ولا آثراً )) (٢)، ومنه قوله جل ثناؤه :﴿ t÷bخ) هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يوثر ﴾ بغير همز.
( جمهرة اللغة، مادة [ ث ر - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٣٥ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى :﴿ يُؤْثَرُ ﴾ :
من كلام ابن دريد يُفْهم أن معنى ﴿ يُؤْثَرُ ﴾ : يُرْوى ؛ أي : يرويه ويأخذه عن غيره. وهذا بنحو قول أبي رَزين (٣)، وعكرمة (٤)، في آخرين (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) بنحوه أخرج البخاري في صحيحه، كتاب : الأيمان والنذور ؛ باب : لا تحلفوا بآبائكم ؛ ( ٧ / ٢٢١ ) و مسلم في صحيحه، كتاب : الأيمان ؛ باب : النهي عن الحلف بغير الله تعالى ( ٢ / ١٢٦٦ ) [ ح : ٤ ].
(٣) ٣ ) هو : مسعود بن مالك الأسدي، كوفي ثقة. مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي. قيل : عاش إلى الجماجم بعد سنة ثمانين. انظر : تهذيب الكمال ٢٧ / ٤٧٧ ؛ والإصابة ٤ / ٧٤.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٦٣ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ٥٧.
(٥) ٥ ) كالسجستاني في نزهة القلوب ٩٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٢٢ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٦٣ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٧٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٨٣ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٩٤ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ١٧٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٥٦ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٣٩٨ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٨ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٢٢٨ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٩ / ٣١٠.
بيّن ابن دريد أن معنى الوَزَر في اللغة : الملجأ ؛ وحمل الحرف في الآية عليه، وبمثل هذا وبنحوه قال ابن مسعود، و ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومُطَرّف ابن الشِّخِّير (١)، والحسن ومجاهد، وأبو قِلابة (٢)، والضحاك، وابن جبير، وابن زيد (٣)، وغيرهم (٤).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( لا حرز ) (٥).
وقال - أيضاً - :( لا ملجأ ) (٦).
وقال مطرّف :( كلا لا جبل ) (٧).
.....................................................................................
(٢) ٢ ) هو : عبدالله بن زيد بن عامر الجرمي، كان من الفقهاء، ومن عبّاد أهل البصرة وزهّادهم، طُلِب للقضاء فهرب. توفي سنة ١٠٤ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٥ / ٩٢ ؛ وتاريخ مدينة دمشق ٢٨ / ٢٨٣.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٠٨ ؛ وسؤالات نافع ٩٩ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٦٦ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ١٨١- ١٨٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٨٦.
(٤) ٤ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ١٠٣ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٧٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٤٦٨ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٢٦ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٨٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٩١ ؛ والراغب في المفردات ٥٥٨ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٦ / ١٧٤ ؛ والسمين في الدر المصون ١٠ / ٥٧٠ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٦ / ٣٣٦ ؛ والألوسي في روح المعاني ١٥ / ١٥٥.
(٥) ٥ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٠٨.
(٦) ٦ ) انظر : سؤالات نافع ٩٩.
(٧) ٧ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٨٢.
٢٨٩ ) [ ٣ ] قول الله - عز وجل - :﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١) ﴾
قال : وقَتار النار معروف، وهو : الدخان. والقَتَرة الغَبَرة، وهو القَتَر. قال الشاعر (١) :
يا جفنةً كإزاء الحوض قد هَدَمُوا بِثِنْيِ صِفِّين يعلو فوقها القَتَرُ
وفي التنزيل :﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾.
( الاشتقاق ٣٧٠ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد القترة بالغَبَرَة، وبنحو ما ذكر قال المفسرون : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد وابن زيد، وعطاء، والسدي (٢)، في آخرين (٣).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( تغشاها ذلة ) (٤)، وقال أيضاً :( سواد الوجوه ) (٥).
وقال ابن زيد :( هذه وجوه أهل النار ؛ قال : والقَتَرَةُ من الغَبَرة، قال : وهما واحد ) (٦).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥١٩ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٦٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٠١ والنكت والعيون ٦ / ٢١٠ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٧٥.
(٣) ٣ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٨٦ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٨٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٥٠ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٤٢٦ ؛ والراغب في المفردات ٤٠٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٧٢ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٥١٧ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٥٠٤ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٤٤٨ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٣٣٤ ؛ وابن عاشور في التحرير ٣٠ / ١٣٨.
(٤) ٤ ) انظر : تفسيره ٥١٩.
(٥) ٥ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٠١.
(٦) ٦ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ٦٣.
وقال السمعاني :( وقوله :﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴾، قطعوا ونقبوا، وهو في معنى قوله تعالى :﴿ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ ﴾ (١) ) (٢).
وقال ابن فارس :( الجيم، والواو، والباء أصل واحد، وهو خرق الشيء ) (٣).
الأخرى : اختلاف القراء في قوله تعالى :﴿ بِالْوَادِ ﴾ :
ساق ابن دريد الحرف بزيادة ياء في آخره، وذلك أحد الوجهين فيه، وهما :
" الأول :﴿ دٹ#uqّ٩$$خ/ي ﴾ بالياء الزائدة ؛ قراءة ورش في حال الوصل، وقرأ بها وصلاً ووقفاً يعقوبُ، وابن كثير بخلاف عن قنبل في الوقف.
" الآخر :﴿ بِالْوَادِ ﴾ بغير الياء الزائدة ؛ قراءة الباقين (٤).
- - - - -
(٢) ٤ ) انظر : تفسيره ٦ / ٢٢٠.
(٣) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٤٩١.
(٤) ٦ ) انظر : المبسوط ٤٧١، والسبعة ٦٨٣ ؛ والنشر ٢ / ٤٠٠. ( وهما قراءتان سبعيتان )
سورة الشعراء
﴿..tbrâ'ة‹"ym.. ﴾ ( ٥٦ ) متواترة........................................... ٤٣٦
﴿.. كûüدـ"u‹¤±٩$#.. ﴾ ( ٢١٠ ) شاذة.................................... ٧٨- ٤٤٧
سورة النمل
﴿.. ںw يَحْطِمَنَّكُمْ.. ﴾ ( ١٨ ) متواترة وشاذة............................... ٤٥٠
﴿.. ٌڑ¥*t٧y™.. ﴾ ( ٢٢ ) متواترة............................................... ٤٥٣
سورة القصص
﴿..u'د‰َءمƒ.. ﴾ ( ٢٣ ) متواترة............................................. ٤٥٨
سورة الروم
﴿.. ضَعْفٍ.. ﴾ ( ٥٤ ) متواترة.................................... ٤٦٥ - ٤٦٦
سورة السجدة
﴿..$uZù=n=|ت.. ﴾ ( ١٠ ) شاذة................................................. ٤٦٧
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة سبأ
﴿.. ق¸مr$oYF٩$#.. ﴾ ( ٥٢ ) متواترة............................................ ٤٧٨
سورة يس
﴿..Zpysّ‹|¹.. ﴾ ( ٢٩ ) شاذة.............................................. ٤٨٤
﴿.. فَاكِهُونَ.. ﴾ ( ٥٥ ) متواترة........................................... ٤٨٥
﴿.. جِبِلًّا.. ﴾ ( ٦٢ ) متواترة..................................... ٤٨٨ - ٤٨٩
سورة الزمر
﴿.. تَقْنَطُوا.. ﴾ ( ٥٣ ) متواترة.................................... ٥١٣- ٥١٤
سورة الشورى
﴿ ذَلِكَ çژإe³u; مƒ "د%©!$ اللَّهُ çnyٹ$t٧دم... ﴾ ( ٢٣ ) متواترة................ ٥٣ - ١٥٨
سورة الزخرف
﴿.. ڑ cr'‰إءtƒ.. ﴾ ( ٥٧ ) متواترة....................................... ٥٢٣
سورة ق
﴿.. أَفَعَيِينَا.. ﴾ ( ١٥ ) متواترة وشاذة..................................... ٥٥٥
﴿.. وَأَدْبَارَ.. ﴾ ( ٤٠ ) متواترة............................................ ٥٥٨
سورة النجم
﴿.. أَفَتُمَارُونَهُ.. ﴾ ( ١٢ ) متواترة......................................... ٥٦٨
{..
٤١٣ (( حوباً كبيراً : إثماً كبيراً )) ( ابن عباس )..................................... ١٨١ (( حوباً كبيراً : ظلماً كبيراً )) ( قتادة )...................................... ١٨١ (( خبت : سكنت )) ( ابن عباس ).............................................. ٣٦٧ (( خبت : طفئت )) ( مجاهد ).................................................. ٣٦٨........
الأثر قائله موضع وروده
((
بالآجامِ ( ــ )........................................................... ٦١٥ بِدارِمِ ( الفرزدق ).......................................................... ٥٢٧ سُلّما ( الأصمعي )...................................................... ٥٢ السّاسَما ( النَّمِر بن تولب )................................................. ٥٦٤ بنائمِ ( عَديّ بن الرقاع )............................................... ١٣٧ هَامَه ( يزيد بن مفرغ الحميري )................................... ٢٩٣....................
قافية البيت القائل موضع وروده
( ن )
مَنُونُ ( النابغة )............................................................... ٥٠٠ الكُثبانِ ( - )......................................................... ٦٢ المَوَازينِ ( عبد الله بن الحارث السهمي ).............................. ٤٧ - ١٨٣ لِيْنَه ( ــ )............................................................... ٦١٥ المِيزانِ ( الأخطل ).......................................................... ٦٢٧........................................................
...................
( ي )
اللِّقا ( ــ ).......................................................... ٢٨١ بَالِيْ ( عمرو ذو الكلب )................................................. ٢٦٦ وُدِينا ( الكُمَيْت )........................................................ ٢٨١ ورائيا ( الفرزدق )............................................................ ٣٢٣ الحاويهْ ( علي بن أبي طالب ).............................................. ٢٢٦....
()()()()()()()()()()()()()()()()()()
٩٦ حميد بن أبي المخارق زياد الخراط ( أبو صخر )................................. ٢٧١ خُصَيْف بن عبد الرحمن........................................................ ١٦٠ خُفَاف بن ندبة................................................................ ١٥٦............
اسم العَلَم موضع الترجمة
٣٣- الأفعال، تأليف : أبي القاسم علي بن جعفر السعدي، ط ١. عالم الكتب، بيروت لبنان، سنة ١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م.
٣٤- الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - ﷺ - والثلاثة الخلفاء، تأليف : أبي الربيع سليمان ابن موسى الكلاعي الأندلسي، ت. الدكتور محمد كمال الدين عز الدين علي ط ١. دار عالم الكتب، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٧هـ.
٣٥- الأُمّ، تصنيف : أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، خدم نصوصه الدكتور أحمد بدر الدين حَسُّون، ط ١. دار قتيبة، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م.
٣٦- الأمالي في لغة العرب، تأليف : أبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٣٩٨هـ - ١٩٧٨م.
٣٧- إنباه الرواة، تأليف : الوزير جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي، ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط ١. المكتبة العصرية، صيدا، لبنان، سنة ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤م.
٣٨- الأنساب، تأليف : أبي سعيد عبد الكريم بن محمد التميمي السمعاني، ت. عبد الله عمر البارودي، ط ١. دار الفكر، بيروت، لبنان، سنة ١٩٩٨م.
٣٩- الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف، تأليف : عبد الله ابن محمد بن السيد البطليوسي، ت. الدكتور محمد رضوان الداية، ط ٢. دار الفكر بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٣ هـ.
٤٠- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، تأليف : أبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري النحوي، ت. محمد محيي الدين عبد الحميد ط. دار الفكر، دمشق، سوريا.
٤١- أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تأليف : القاضي أبي سعيد عبد الله بن عمر البيضاوي ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م. ( مع حاشية زادة ).
سورة القمر.......................................................... ٥٧٥ – ٥٧٩
سورة الرحمن......................................................... ٥٨٠ – ٥٩٦
سورة الواقعة......................................................... ٥٩٧- ٦٠٥
سور الحديد.......................................................... ٦٠٦- ٦٠٩
سورة المجادلة......................................................... ٦١٠ – ٦١١
سورة الحشر.......................................................... ٦١٢ – ٦٢٢
سورة الممتحنة........................................................ ٦٢٣ – ٦٢٤
سورة الجمعة.......................................................... ٦٢٥- ٦٢٦
سورة المنافقون........................................................ ٦٢٧ – ٦٢٨
سورة التغابن......................................................... ٦٢٩ – ٦٣٢
سورة التحريم........................................................ ٦٣٣ – ٦٣٥
سورة الملك.......................................................... ٦٣٦ – ٦٣٧
سورة القلم........................................................... ٦٣٨ – ٦٤٠
سورة الحاقة........................................................... ٦٤١ -٦٤٦
سورة المعارج.............................................................. ٦٤٧
سورة نوح............................................................ ٦٤٨ -٦٥١
سورة الجن........................................................... ٦٥٢ – ٦٥٦
سورة المزمل.......................................................... ٦٥٧ – ٦٥٨
سورة المدثر........................................................... ٦٥٩ – ٦٦٨
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ.. } ( ١٤٥ )................. ١٩٥ - ١٩٦
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ... ﴾ ( ١٧٠ )............... ١٩٧
سورة المائدة
﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ.. ﴾ ( ٤ )..................................... ٢٠٠
﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا ٧pt٦ح !$y™.. ﴾ ( ١٠٣ )....................... ٢٠٢
سورة الأنعام
﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ.. ﴾ ( ١٤ )................. ٢٠٦
﴿.. أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ ( ٢٢ )....................... ٦٣٢
﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ.. ﴾ ( ٣٣ ).................... ٢٠٨
﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا.. ﴾ ( ٥٤ ).............. ٦٢١ - ٦٢٢
﴿.. مNn=÷ètƒur مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ.. ﴾ ( ٦٠ )................................. ٥٣١
﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ.. ﴾ ( ٨٢ )........................... ٦٦
الآية ورقمها موضع ورودها
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ.. ﴾ ( ٩٣ )........... ٨٠ - ٢٠٩ - ٢١٠
﴿ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ.. ﴾ ( ٩٤ )................................. ٦٣١
﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا.. ﴾ ( ٩٦ )......................... ٢١١
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً.. ﴾ ( ٩٨ ).......................... ٢١٢
﴿.. وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.. ﴾ ( ١٠٠ )................................. ٦٧
﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.. ﴾ ( ١٠٨ )................ ٢١٥