٥. دراسة بعنوان :( ابن دريد الأزدي شاعراً )، للطاهر أحمد مكي، وهي جزء من كتاب من صفحة ٢٦٩ إلى ٣١٢، وقد قام بنشرها دار المعارف، القاهرة، سنة ١٩٩٢ م.
٦. دراسة بعنوان :( أبو بكر ابن دريد الأزدي العماني أعلم الشعراء وأشعر العلماء ) قام بها : هادي حسن حمودي، في كتاب صغير الحجم يقع في خمسة وتسعين صفحة. وقد قام بنشرها وزارة التراث القومي والثقافة، في مسقط، سنة ١٤١٥ هـ / ١٩٩٤ م.
٧. مقال بعنوان :( أحاديث ابن دريد )، لزكي مبارك، في مجلة مصر، الصفحات من ٥٦١ إلى ٥٦٤، العدد ( ٥ )، ذو الحجة / ١٣٤٨ هـ، مايو / ١٩٣٠ م.
٨. مقال بعنوان :( ابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري )، لفاطمة هدى نجا، في المجلة العربية، الصفحات ٦٢ - ٦٣، العدد ( ٩ )، صفر / ١٤٠١ هـ، ديسمبر / ١٩٨٠ م.
٩. مقال بعنوان :( ابن دريد محمد بن الحسن )، لجابر قميحه، في مجلة المنهل الصفحات ٣٦، العدد ( ٥٠٤ )، شوال / ذو القعدة ١٤١٣ هـ، إبريل / مايو ١٩٩٣ م.
١٠. مقال بعنوان :( تحرج الأصمعي وابن دريد من تفسير ألفاظ القرآن الكريم ) لصبيح التميمي، في مجلة كلية الدعوة الإسلامية، من صفحة ٣٧٠ إلى ٣٨٢ العدد (١٠ )، سنة ١٤١٣ هـ / ١٩٩٣ م.
١١. مقال بعنوان :( ابن دريد ومنهجه في جمهرة اللغة )، لمحمد رياض السيد كريم في مجلة الأزهر.
١٢. بضع عشرة ورقة ضمَّنها الشيخ الدكتور : مساعد بن سليمان الطيار كتابه : التفسير اللغوي للقرآن الكريم ؛ في أثناء حديثه عن المصدر الرابع من مصادر التفسير اللغوي : كتب معاجم اللغة.
فقد تكلم عن جمهرة اللغة، وظواهر التفسير اللغوي في هذا المعجم.
ويتضح مما سبق أنه ليس هناك دراسات حول ابن دريد مفسراً إلا مقال :( تحرج الأصمعي وابن دريد من تفسير ألفاظ القرآن الكريم ) أو ما في كتاب الدكتور مساعد الطيار.
وقد تخرج في حلقات العلم – تلك الفترة – علماء أجلاء في مختلف الفنون، خدموا العلم خدمة جليلة تدعوا إلى الإعجاب ؛ بالرغم من تردي الحالتين السياسية والاجتماعية.
يؤكد ما قلت ؛ وفرةُ الأسماء التي طبّقت شهرتها الآفاق، من علماء محققين، أهل تصنيف وتدوين ؛ وإني ذاكر بعض هؤلاء الأعلام الذين عاصروا ابن دريد :
١. البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ت ٢٥٦ هـ.
٢. مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري ت ٢٦١ هـ.
٣. أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق ت ٢٧٥ هـ.
٤. أبو سعيد، عثمان بن سعيد الدارمي ت ٢٨٠ هـ.
٥. أبو العباس، أحمد بن يحيى الشيباني، المعروف بثعلب ت ٢٩١ هـ.
٦. أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النَّسائي ت ٣٠٣ هـ.
٧. أبو بكر، محمد بن القاسم ابن الأنباري ت ٣٠٤ هـ.
٨. أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري ت ٣١٠ هـ.
٩. أبو إسحاق، إبراهيم بن السَّريّ الزَّجَّاج ت ٣١١ هـ.
١٠. أبو بكر، أحمد بن محمد الخلال ت ٣١١ هـ.
١٢. أبو القاسم، ثابت بن حزم السَّرَقُسْطي ت ٣١٣ هـ.
١٣. أبو عبد الله، إبراهيم بن محمد، المشهور بنِفطويه ت ٣٢٣ هـ.
١٤. ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ت ٣٢٧هـ.
١٥. أبو محمد، الحسن بن علي بن خلف البربهاري ت ٣٢٨ هـ.
١٦. أبو بكر، محمد بن عزيز السجستاني ت ٣٣٠ هـ.
١٧. أبو جعفر، أحمد بن محمد النَّحَّاس ت ٣٣٨ هـ.
ولولا خشية الإطالة لسوّدت مزيداً من الأوراق، بمزيد من أسماء هؤلاء الأعلام في ذلك العصر الزاهر.
وقد برز هؤلاء العلماء في فنون، أهمها : علوم القرآن، والسنة، واللغة، ولهم في هذه الفنون مؤلفات، لها قيمتها المشهود بها.
- - - - -
وقد تميز هؤلاء العلماء في القراءات، والنحو، واللغة.
- - - - -
المبحث الثالث : تلاميذه
أخذ العلم عن ابن دريد تلاميذ كثيرون، أذكر أشهر مَن صرح أصحاب التراجم بأخذهم عنه، وأترك آخرين كثيرين تتلمذوا عليه، فمن هؤلاء المصرح بأخذهم عن ابن دريد :
١. أبو العباس، إسماعيل بن عبد الله بن ميكال، ت سنة ٣٦٢ هـ.
٢. أبو سعيد، الحسن بن عبد الله السيرافي، ت سنة ٣٦٨ هـ.
٣. أبو علي، إسماعيل بن القاسم القالي، ت سنة ٣٥٦ هـ.
٤. أبو الفرج، علي بن الحسين الأصبهاني، ت سنة ٣٥٦ هـ.
٥. أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ت سنة ٣٦٠ هـ.
٦. أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن خَالَوَيْه، ت سنة ٣٧٠ هـ.
٧. أبو القاسم، عبد الرحمن بن إسحاق الزَّجاجي، ت سنة ٣٣٩ هـ.
٨. أبو الحسن، علي بن الحسين المسعودي، ت سنة ٣٤٦ هـ.
٩. أبو عبيد، محمد بن عمران المَرْزَبَاني، ت سنة ٣٨٤ هـ (١).
- - - - -
المبحث الخامس : مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه
الحديث عن مكانة ابن دريد العلمية، يتسع اتساع علمه، ويغزر غزارة إنتاجه ؛ فهو العالم الذي تصدّر للتعليم ستين سنة، واللغوي الذي التف بعباءة اللغة، وراوية الأخبار والأشعار والنسّابة العالم بالنسب، و الشاعر محترف الأدب.
فرَجُل هذا شأنه ليس عجباً أن تنطق ألسنة العلماء بقدره، وتجري الأقلام بذكره.
ولا يعنى هذا سلامته من النقد، فما من أحد سلم من النقد، وللناس فيه موزاين متفاوتة.
وإني في هذا المبحث بصدد بيان مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، أما نقده فله موضع من البحث مستقل.
ومما قيل في الثناء على مكانته العلمية :
٢. أبو عبيدة مَعْمر بن المثنى ت سنة ٢١١ هـ : وقد ذَكَرْتُ قبلُ أن ابن دريد استفاد من أبي حاتم، وأن أبا حاتم قد يكون في ذلك ناقلاً عن أبي عبيدة.
وأياً ما كان، فإن أبا عبيدة يُعَدّ أحد مصادر ابن دريد في تفسيره، بل أكثر إلى الغاية القصوى من ذِكرِه في تضاعيف كلامه.
ثم إن ابن دريد في إفادته تلك يُسْنِد إلى أبي عبيدة بواسطة أبي حاتم، وأحياناً من غير إسناد.
أما كُتُب أبي عبيدة فنادراً ما كان ابن دريد يذكرها.
من أمثلة ما أفاد من أبي عبيدة :
" قوله :( والإلّ : العهد، فيما ذكر أبو عبيدة في قول الله عز وجل :﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ﴾ (١) ) (٢).
" وقوله :( وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ (٣) قال : اللوح المحفوظ )(٤).
" وقوله :( والأخدود : شقان مستطيلان غامضان في الأرض هكذا فسره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله تعالى :......................................................................................................................................................
﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴾ (٥) ) (٦)
" وقوله :( وأقنع الرجلُ إذا رفع رأسَه شاخصاً فهو مُقْنِع، وكذلك فسّره أبو عبيدة في كتاب المجاز في قوله جلّ ثناؤه :﴿ ڑسةëدYّ)مB رُءُوسِهِمْ ﴾ (٧) ) (٨).
ولمزيد من الأمثلة على هذا المصدر، ارجع في الجزء الأول من الجمهرة إلى هذه الصفحات :
[ ١٣٥ ] و [ ١٥٠ ] و [ ١٧٠ ] و [ ٢٠٩ ] و [ ٢٧١ ] و [ ٣٨٤ ] و [ ٣٩٤ ].
(٢) ٣ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٥٨.
(٣) ٤ ) الزخرف : ٤.
(٤) ٥ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٦٠.
(٥) ١ ) البروج : ٤.
(٦) ٢ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ١٠٤.
(٧) ٣ ) إبراهيم : ٤٣.
(٨) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٩٤٣.
وذُكر أن الإمام أحمد سئل عن قولِ :(( إن السنّة قاضية على الكتاب )) (١) فقال :( ما أجسُر على هذا أنْ أقولَه، ولكن السنة تفسر الكتاب وتعرّف الكتاب وتبينه ) (٢).
وإنْ بَحَثْنا في تفسير ابن دريد عن هذه السبيل، وجدناها ظاهرة المسالك، حيث لم يكن هذا النوع من التفسير غائباً عنده، وانظر شاهد ذلك في الأمثلة التالية :
" قوله :( وقال - ﷺ - لما انتهى إلى معد بن عدنان :(( كذب النسّابون ؛ قال الله تعالى :﴿ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾ (٣) )) ) (٤).
" وقوله :( وعشيرة الرجل : بنو أبيه الأدْنَون الذين يعاشرونه ؛ وهكذا ذكر أصحاب المغازي أن النبي - ﷺ - لما أنزل عليه :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ (٥) قام فنادى : يا بني عبد مَناف ) (٦).
" وقال :( وأَثَرْتُ الحديثَ آثُره أَثْراً فهو مأثور، إذا رويته. وفي الحديث :(( أنا آثِرٌ )) وفي حديث عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - :(( واللّه ما قُلتها ذاكراً ولا آثراً ))، ومنه قوله جل ثناؤه :﴿ t÷bخ) هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يوثر ﴾ (٧) بغير همز ) (٨).
ولمزيد من الأمثلة انظر في أول أجزاء الجمهرة الصفحات التالية :[ ٣٠٥ ] و [ ٥٧٠ ] و [ ٢٨٦ ].
وفي الجزء الثاني :[ ٨٠٧ - ٨٠٨ ].
بَيْد أن ابن دريد ما كان يسوق تلك السُّنة بالأسانيد، وما كانت لديه همة في تبيين صحيحها من ضعيفها.
(٢) ٦ ) انظر : الكفاية ١٥.
(٣) ١ ) الفرقان : ٣٨.
(٤) ٢ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٣١٩.
(٥) ٣ ) الشعراء : ٢١٤.
(٦) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٧٢٨.
(٧) ٥ ) المدثر : ٢٤.
(٨) ٦ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ١٠٣٥.
- - - - - - -
أشار ابن دريد هنا إلى مسألتين :
الأولى : اختلاف القراء في ﴿ مَالِكِ ﴾ :
ذكر ابن دريد قراءتين في الحرف :
" الأولى :﴿ مَلِك ﴾ ؛ قرأ بها : ابن عامر (١)، وابن كثير (٢)، وأبو جعفر (٣)......
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) هو : أبو محمد، أو أبو معبد، عبد الله بن كثير بن عمرو، الكناني الداري، الإمام العلم مقرئ مكة فارسي الأصل. لقي بمكة غير واحد من الصحابة وروى عنهم، قال جرير بن حازم :( رأيت عبدالله بن كثير فصيحاً بالقرآن )، مات سنة ١٢٠ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٥ / ١٨١ ؛ و غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٤٤٣.
(٣) ٣ ) هو : يزيد بن القعقاع، المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور القدر. قال أبو الزناد :( لم يكن أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر ). توفي سنة ١٣٠. انظر : طبقات القراء ١ / ٤٩ ؛ وغاية النهاية ٢/ ٣٨٢.
وقال ابن فارس :( الراء، والياء، والباء أُصَيل يدل على شك، أو شك وخوف فالريب : الشك. قال الله جل ثناؤه :﴿ الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (١) أي : لا شك فيه ) (٢).
ورغم كثرة الذاهبين إلى هذا المعنى إلا أن الراغب (٣) قد عاب هذا القول على القائلين به، حيث قال :( فبذلك يُعْرَف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته، نحو ذكره القلب مرة، والفؤاد مرة، والصدر مرة.. ونحو ذلك مما يَعُدّه مَن لا يحق الحق ويبطل الباطل أنه باب واحد، فيقدِّر أنه إذا فسَّر (( الحمد لله )) بقوله : الشكر لله، و (( لا ريب فيه )) بلا شك فيه ؛ فقد فسّر القرآن ووفاه التبيان ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ٢ / ٤٦٣.
(٣) ٦ ) والراغب : مختلف في اسمه، فقيل : الحسين بن محمد بن المفضل الأصبهاني، وقيل : المفضل بن محمد يُكْنى بأبي القاسم ؛ كان أديباً من الحكماء العلماء، يعتبر من أذكياء المتكلمين، وهو من أهل أصبهان، سكن بغداد واشتهر حتى كان يُقرن بالغزالي. توفي سنة ٥٠٢ هـ. انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٢٠ ؛ والوافي بالوفيات، للصفدي ١٣ / ٢٩.
(٤) ٧ ) انظر : آخر مقدمة الراغب في مفرداته.
مَدّ ابن دريد الحديث إلى ﴿ ژإe³u; مƒ اللَّهُ عِبَادَهُ ﴾ التي في الشورى ؛ مُوْرِداً ما في حرفها من اختلاف بين القراء ؛ فذكر :
" أن أبا عمرو، ومجاهداً (١) قرآها بالتخفيف :﴿ يَبْشُرُ ﴾.
وافقهما في هذا ابن كثير، وحمزة، والكسائي.
" والباقون بضم الياء، وكسر الشين مشدَّدة (٢).
وحجة مَن قرأ بالتخفيف هنا جاءت على لسان أبي عمرو إذ يقول :( وإنما قرأتُ هذا الحرف وحده (( يُبْشِر )) لأنه ليس معه (( به )) ) (٣).
فأبو عمرو بيّن سبب مخالفته أصله، بقراءته حرف الشورى مخففاً، فذكر أن هذا.................................
.....
..............
.....................................................................................
- - - - - - -
مراعاة لكون الفعل لم يُعدّ بالباء، وهذا يقتضي اختلاف المعنى.
فهذا الحرف حين يعدّى بالباء ؛ فهو من البُشرى، وحين يتجرد منها ؛ فهو من النضارة.
ولذا فرّق أبو عمرو مراعاة للمعنى، فما صَحِبَتْه الباء ثقّله ؛ لأنه من البشرى، وما سقطت منه الباء خفّفه ؛ لأنه من الحُسْن والنُّضْرَة.
قال ابن جني :( وجه هذه القراءة أقوى في القياس ) (٤).
- - - - -
( ٢٥ ) [ ٣ ] قوله - سبحانه وتعالى - :﴿ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (٤١) ﴾
(٢) ٥ ) انظر : المبسوط ١٦٣ ؛ والتيسير ٨٧ ؛ والنشر ٢ / ٢٣٩ وإتحاف فضلاء البشر ٢٢٣ ؛ والبحر المحيط ٣ / ١٣٠. ( والقراءتان سبعيتان ).
(٣) ٦ ) انظر : المحتسب ٢ / ٢٥١.
(٤) ١ ) المرجع السابق نفسه.
وقول ابن أبي زمنين (١) :( أي : ذنباً ) (٢).
يقول ابن منظور (٣) في معنى الحرف :( الحَوْب، والحُوْب، والحَاب : الإثم ) (٤).
الأخرى : القراءات الواردة في قوله تعالى :﴿ حُوبًا ﴾ :
أشار ابن دريد إلى قراءتين في هذا الحرف :
" الأولى :﴿ ؟َ$/q ﴾ بفتح الحاء ؛ قرأ بها : الحسن.
.....................................................................................
- - - - - - -
" الأخرى :﴿ حُوبًا ﴾ بضم الحاء ؛ قراءة متواترة عن الجمهور.
وقد قيل في توجيه القراءتين ما يأتي :
" في القراءة بفتح الحاء قالوا : إنها لغة تميم، وقيل : المفتوح مَصْدَر.
(٢) ٥ ) انظر : تفسيره ١ / ١٤٤.
(٣) ٦ ) هو : محمد بن مُكرَّم بن علي بن أحمد الأنصاري، الإفريقي، ثم المصري جمال الدين أبو الفضل، كان ينتسب إلى رويفع بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، وكان مُغْرىً باختصار كتب الأدب المطولة والتواريخ الكبار وكان لا يمل من ذلك، وجمع في اللغة كتابه لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة جوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح قال الذهبي كان عنده تشيع بلا رفض. ومات في شعبان سنة ٧١١ هـ. انظر : الدرر الكامنة ٦ / ١٥ - ١٦ ؛ وبغية الوعاة ١ / ٢٤٨.
(٤) ٧ ) انظر : لسان العرب ١ / ٣٤٠.
.....................................................................................
- - - - - - -
o الثالث : أنها الناقة إذا ولدت عشرة أبطُنٍ كلهنّ إناث ؛ سُيِّبَت فلم تُركب، ولم يُجَزّ لها وَبَرٌ، ولم يَشرب لبنَها إلا ضيفٌ، أو ولدُها حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء ذكره الفراء.
o الرابع : أنها البعير يُسَيّب بِنَذْرٍ يكون على الرَّجل إنْ سلّمه الله تعالى مِن مرض، أو بلّغه منزله أن يفعل ذلك، قاله ابن قتيبة. قال الزجاج : كان الرجل إذا نذر لشيء من هذا قال : ناقتي سائبة، فكانت كالبحيرة في أن لا ينتفع بها ولا تمنع من ماء ومرعى.
o الخامس : أنه البعير يُحَج عليه الحج فيُسيّب ولا يُستعمل شكراً لنجحها، حكي عن الشافعي.
" وأما الوصيلة ففيها خمسة أقوال :
o أحدها : أنها الشاة كانت إذا نُتِجَت سبعة أبطن، نظروا إلى السابع، فإن كان أنثى لم ينتفع النساء منها بشيء إلا أن تموت، فيأكلها الرجال والنساء، وإن كان ذَكَراً ذبحوه فأكلوه جميعاً، وإن كان ذَكَراً وأنثى قالوا : وصلت أخاها، فتترك مع أخيها فلا تذبح، ومنافعها للرجال دون النساء، فإذا ماتت اشترك فيها الرجال والنساء. روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهم - وذهب إلى نحوه ابن قتيبة، فقال : إن كان السابع ذَكَراً ذبح فأَكل منه الرجال والنساء وإن كان أنثى تركت في النَّعم، وإن كان ذَكَراً وأنثى قالوا : وَصَلتْ أخاها، فلم تذبح لمكانها، وكانت لحومها حراماً على النساء، ولبن الأنثى حراماً على النساء إلا أن يموت منها شيء فيأكله الرجال والنساء.
o الثاني : أنها الناقة البكر تبتكر في أول نتاج الإبل بالأنثى، ثم تثني بالأنثى فكانوا يَسْتَبْقونها لطواغيتهم، ويَدْعونها الوصيلة ؛ أي : وَصَلتْ إحداهما بالأخرى....
.....................................................................................
- - - - - - -
اختلف المفسرون فيمن نزلت فيه الآية على أقوال :
o أحدها : أن أوّلها إلى قوله :﴿ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴾ نزل في مُسيلمة الكذاب. وقوله :﴿ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ نزل في عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ؛ روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وعكرمة.
o ثانيها : أن الآية كلها في عبد الله بن سعد ؛ قاله السدي.
o ثالثها : أن الآية نزلت في النضر بن الحارث ؛ لأنه عارض القرآن فقال : والطاحنات طحناً والعاجنات عجناً، والخابزات خَبزاً، فاللاقمات لقماً ؛ قاله عكرمة.
o آخرها : أنها نزلت في مُسيلمة، والأسود العنسي ؛ قاله قتادة (١).
وأشهر هذه الأقوال هو القول الأول، وإن كان الواقع أن المذكورين يَصْدُق عليهم خبر الآية، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
- - - - -
( ٤٧ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٩٦) ﴾
قال : أي : تسكن فيه الحركات، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ س ك ن ] ٢ / ٨٥٦ )
- - - - - - -
" القراءة الأخرى :﴿ الجُمَّلُ ﴾ بضم الجيم وفتح الميم مشددة ؛ قرأ بها ابن عباس - رضي الله عنهم - ورواها عنه غير واحد، والمعنى على هذه القراءة مختلَف فيه على أقوال متقاربة : فقيل القُلوس وهو حبل السفينة تُجمع حبال وتُفتَل وتصير حبلاً واحداً ؛ وقيل : هو الحبل الغليظ من القِنَّب ؛ وقيل : الحبل الذي يُصعد به في النخل (١).
وأياً ما كان فإن المراد أنها من غلظها يستحيل دخولها في سَمّ الخياط، وهذا يصدق على ما قيل من معانٍ في الحرف.
الأخرى : اختلاف القراء في قراءة قوله تعالى :﴿ سَمِّ ﴾ :
ذكر ابن دريد قراءتين مما قرئ به الحرف :
" الأولى :﴿ سَمِّ ﴾ بفتح السين ؛ قرأ بها الجمهور، وهي سبعية.
" الأخرى :﴿ سُمِّ ﴾ بضمها ؛ وممن قرأ بها قتادة، وابن سيرين، وأبو حيوة وروي عنه الضم، والكسر.
ومعناها واحد : الثُّقب من الإبرة وغيرها (٢).
- - - - -
( ٥٩ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨) ﴾
قال : وقد قُرئ :﴿ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ ونَكَداً ونَكْداً (٣).
( جمهرة اللغة، باب اللغات عن أبي زيد ٣ / ١٢٩٥)
- - - - - - -
يشير ابن دريد في كلامه هذا إلى قراءتين أخريين واردتين في قوله :﴿ نَكِدًا ﴾ وعليه يكون في هذا الحرف ثلاث قراءات، من غير اختلاف في معناها، والقراءات هي :
( ٢ ) انظر : جامع البيان ٨ / ١٧٨ ؛ و المحرر الوجيز ٧ / ٦٠ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٥٢.
(٣) ١ ) انظر : إعراب القرآن، للنحاس ٢ / ١٣٤ ؛ ومشكل إعراب القرآن، لمكي ١ / ٢٩٥ ؛ وجامع البيان ٨ / ٢١١ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٨٠.
أشار ابن دريد إلى معنى قوله تعالى :﴿ تَثْقَفَنَّهُمْ ﴾ وأنه من : ثَقِفْتُ الرجل، إذا ظَفِرتُ به ؛ و هذا بنحو ما قال جمهور المفسرين (١).
قال الفراء في معنى الآية :( يريد : إنْ أَسَرْتَهم يا محمد فنكّل بهم مَن خلفَهم ممن تخاف نقضه للعهد ) (٢).
وقال السمعاني :( معناه : فإما تُصَادِفنَّهم في الحرب ) (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
والمعنى عند المفسرين قد جاء تماماً على الذي عند أهل اللغة (٤).
يقول ابن فارس :( الثاء، والقاف، والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع، وهو : إقامة دَرْء الشيء.. ويقال : ثقفت به، إذا ظفرت به.. فإن قيل : فما وجه قرب هذا من الأول قيل له : أليس إذا ثقفه فقد أمسكه، وكذلك الظافر بالشيء يمسكه، فالقياس بأخذهما مأخذاً واحداً ) (٥).
- - - - -
( ٧١ ) [ ٤] قول الله تعالى :﴿ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) ﴾
(٢) ٣ ) انظر : معاني القرآن ١ / ٢٧٨.
(٣) ٤ ) انظر : تفسيره ٢ / ٢٧٣.
(٤) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ٨١ ؛ والصحاح ٣ / ١١٠٢ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٣٨٢ - ٣٨٣ و لسان العرب ٩ / ١٩.
(٥) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٣٨٢ - ٣٨٣.
سَمّى ابن دريد بعض مَن نزلت فيهم الآية ؛ و خَبَرُ هؤلاء ومَن معهم ممن نزلت الآية فيهم مذكورٌ عند غير واحد من أهل السير والتفسير (١).
- - - - -
٧٨ ) [ ٣ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) ﴾
قال : ونَكِرْتُ فلاناً وأنكرته، إذا جَهِلتُه. وفيه [ التنزيل ] :﴿ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾، فهذا من نَكِرْتُ، والمفعول منكور.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ك ن ] ٢ / ٧٩٩ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : اللغات في نكر :
جعل ابن دريد نَكِر وأنكر بمعنى واحد، وكلامه متفق مع كلام جماهير أهل العلم (١).
وقد ذُكِر في معناها وجهان :
o أحدهما : أن معناهما مختلف ؛ فنَكِرَهم إذا لم يعرفهم، وأنكرهم إذا وجدهم على منكر.
وذكر الزمخشري في التفريق بينهما : أن نَكِر أبلغ من أنكر، وقيل : نَكِر بالقلب وأَنْكَرَ بالعين (٢).
o الوجه الآخر : أنهما بمعنى واحد (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ نَكِرَهُمْ ﴾ :
فسّر ابن دريد النُّكْران هنا في قوله :﴿ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ بأنه من نَكِرَ، بمعنى : جهل. ويصح أن تكون بمعنى : وجدهم على منكر.
ولذا ؛ كان بعض العلماء - كما مضى - يحكي فيها وجهين.
والظاهر - والله أعلم - أن المراد : وجدهم على منكر ؛ ووجهه، أنه رُبِط بعدم أكلهم من الطعام، إذ كانت عادتهم أنه إذا مسّ مَن يطرقهم طعامهم أمِنوه، وإلا خافوه.
(٢) ٢ ) انظر : أساس البلاغة ٢ / ٣٠٣.
(٣) ٣ ) انظر : النكت والعيون ٢ / ٤٨٣.
فهُم باعوه بثمن قليل، وكان ثمنه الذي قبضوه حراماً وظلماً ؛ إذ إن ثمن الحُر حرام ولذا كان منقوص البركة. والله أعلم.
- - - - -
( ٨٦ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ * وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٠) ﴾
قال : الشَّعَف : غلبة الحب على القلب ؛ شُعِفَ الرجل فهو مشعوف، وشعفني الشيء شَعَفاً، وقد قرئ :﴿ شَعَفَها حُبًّا ﴾ وشَغَفَها، جميعاً، والشَّغاف : غلاف القلب يقول : وصل الحب إلى غلاف قلبها. قال النابغة (١) :
وقد حالَ همٌّ دونَ ذلك شاغلٌ | مكانَ الشغافِ تبتغيه الأصابعُ |
- - - - - - -
في كلام ابن دريد على هذه الآية مسألتان :
الأولى : ما ورد في قوله تعالى :﴿ شَغَفَهَا ﴾ من قراءات :
أورد ابن دريد قراءتين من القراءات الواردة في هذا الحرف :
" أولاهما :﴿ شَغَفَهَا ﴾ بفتح الغين، وهذه قراءة الجمهور المتواترة.
.....................................................................................
- - - - - - -
والبيت يروى باختلاف في ألفاظه :
وقد حالَ همٌّ دونَ ذلك والجٌ | ولوج الشغافِ تبتغيه الأصابعُ |
وكما اختُلف في المراد من الحرف، كذلك اختُلف في الصواب من القولين على آراء :
" أولها : أن الراجح قول من قال : متروكون منسيون، قال ابن جرير :( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، القول الذي اخترناه [ يعني : متروكون منسيون ] وذلك أن الإفراط الذي هو بمعنى التقديم، إنما يقال فيمن قَدِمَ مَقْدَماً لإصلاح.....
.....................................................................................
- - - - - - -
ما يقدَم إليه إلى وقت ورود مَن قدّمه عليه، وليس بمقدّم من قُدّم إلى النار من أهلها لإصلاح شيء فيها لوارد يرد عليها فيها فيوافقه مُصلِحاً، وإنما تَقَدّم من قُدّم إليها لعذاب يُعجَّل له. فإذا كان معنى ذلك الإفراط الذي هو تأويل التعجيل ففسد أن يكون له وجه في الصحة، صحّ المعنى الآخر، وهو الإفراط الذي بمعنى التخليف والترك. وذلك أنه يُحكَى عن العرب : ما أفرطت ورائي أحداً، أي : ما خَلَّفْته وما فرّطته، أي : لم أخلفه ) (١).
" ثاني الآراء : أن القول الثاني أشهر في اللغة وأعرف، قاله النحاس (٢).
" آخرها : الجمع بين المعنيين، قال الزجاج :( ومعنى الفَرْط في اللغة : التقدم وقد فرط إليّ منه قول أي : تَقَدّمَ، فمعنى مُفْرَطون مُقَدَّمون إلى النار، وكذلك مفرَّطون، ومَن فَسَّر متروكون فهو كذلك، أي : قد جُعِلوا مُقَدَّمين في العذاب أبداً متروكين ) (٣).
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للنحاس ٤ / ٧٩.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٠٧ - ٢٠٨ ؛ وجمع بينهما أيضاً السمين في الدر المصون ٧ / ٢٤٨ وابن كثير في تفسيره ٢ / ٥٥٥.
قال : وسُمِّيَت القَوَافي في الشِّعْر ؛ لأن بعضها يَقْفُو بعضاً في الكلام، أي : يتلوه. وقفوتَ الرَّجُل، إذا اتَّبَعْتَه. وقَفَوْتَه، إذا قَرَفتَه بفجور. وفلان قِفْوتي، أي : تُهمتي وهو من قول الله جل و عز :﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ف ق و ] ٢ / ٩٦٨ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد وجهين في معنى قوله تعالى :﴿ وَلَا تَقْفُ ﴾ :
o أوّلهما : لا تقل ولا تتّبع ما لا تعلمه ؛ فتقول : رأيتُ ولم تَرَ، وسمعتُ ولم تَسْمَع وعلمتُ ولم تَعْلَم ؛ وبهذا التأويل قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة (١)، في آخرين (٢).
o الآخر منهما : لا تَرْمِ و لا تتهم ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد (٣).
وبَيِّنٌ أن التأويلين بمعنى واحد ؛ فهما لغة من قَفَوتُ الشيء أي : اتبعت أثره (٤).
والقائل بما لم يَرَ أو يَسمع أو يَعلم، والمتَّهِم غيره بفجور، مُتْبِعون أسماعَهم وأبصارَهم وأفئدتَهم ما ليس لهم به علم، والله أعلم.
- - - - -
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٣٧٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٣٩ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٢٦٨ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٣٦ ؛ والراغب في المفردات ٤٢٥ وابن جزي في التسهيل ١ / ٤٧١ ؛ وأبو حيان في البحر المحيط ٧ / ٤٧ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٦٤.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٥ / ٨٦ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٣٩ ؛ والدر المنثور ٥ / ٢٥٠.
(٤) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ٢٤٦ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٦٢ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٩٤.
وقد قرأ بها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، ويعقوب ؛ على أنها صفة مشبهة يقال : حَمِئَت البئر تَحْمَأ حَمْأً فهي حمئة، إذا صار فيها الطين الأسْوَد.
أما الباقون فقراءتهم :( حامية ) أي : حارّة (١).
- - - - -
( ١٢٨ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾، وسُداً.
( جمهرة اللغة، مادة [ د س س ] ١ / ١١١ )
- - - - - - -
تطرق ابن دريد إلى القراءتين الواردتين في حرف :﴿ سَدًّا ﴾ :
" الأولى :﴿ سَدًّا ﴾ بفتح السين، قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم.
" الأخرى :﴿ سُدًّا ﴾ بضم السين، قرأ بها الباقون.
وهما بمعنىً واحد قال ذلك الكسائي.
وقيل : ما كان من صنع الله فهو سُد، وما كان من صنع الآدميين فهو سَد (٢).
- - - - -
( ١٢٩ ) [ ٦ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) ﴾
قال أبو بكر [ ابن دريد ] في قول الله عز وجلّ :﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ﴾، كأنه جمع صورة أي : رُدّت فيها الأرواح ؛ وقال قوم : بل الصُّور القرن والله أعلم.
(٢) ١ ) انظر : القراءتين في : السبعة ٣٩٩ ؛ و المبسوط ٢٨٣ ؛ والنشر ٢ / ٣١٥ ؛ وإعراب القراءات السبع ١ / ٤١٧ ؛ ومعاني القراءات ٢٧٥ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٢٢٦. ( والقراءتان سبعيتان ).
وقول ابن دريد جاء بمثل ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والحسن، والضحاك وابن جبير، و ابن زيد (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
وبه - أيضاً - قال غيرهم (٢).
وهو المعنى المعروف عند أهل اللسان (٣).
ومما جاء عن أهل التأويل، واللغة في معنى الحرف :
قول ابن عباس - رضي الله عنهم - :( تغويهم إغواءً ) (٤).
وقول السمعاني :( قال ابن عباس - رضي الله عنهم - : تُزْعِجُهُم إزعاجاً، كأنه يحركهم ويحثهم، ويقول : أقدِموا على الكفر.
والهَزّ والأزّ، هو التحريك ) (٥).
وقال ابن منظور :( والأَزّ : التهييج والإغراء، وأَزَّه يؤزه أزاً، أغراه وهيّجه، وأَزّه حَثَّه ) (٦).
الأخرى : مصدر ( أزّ ) :
ذكر ابن دريد أن مصدر ( أَزَّ ) الأَزّ، والأَزيز، والأَزاز.
(٢) ١ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٨٩ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١١ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٤٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٦٣ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٤٩ ؛ والراغب في مفردات القرآن ١٢ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١١ / ٥٦ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ٣٣٣ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ١٦ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٢ / ٣٨٢.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٩٢ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ١٣ ؛ ولسان العرب ٥ / ٣٠٧.
(٤) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٣٣٨.
(٥) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣١٣.
(٦) ٥ ) انظر : لسان العرب ٥ / ٣٠٧.
قال : ويقال : سحت الشيء وأسحته، إذا استأصله هلاكاً. وقد قرئ :﴿ فَيَسْحَتَكم بِعَذَابٍ ﴾ و ﴿ فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ﴾. قال الفرزدق (١) :
وعَضُّ زمانٍ يا ابنَ مروانَ لم يَدَع | من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ |
( جمهرة اللغة، مادة [ ت ح س ] ١ / ٣٨٦ ؛ والاشتقاق ٥٠٩ )
- - - - - - -
تناول ابن دريد هنا مسألتين :
الأولى : معنى السَّحت في قوله تعالى :﴿ فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ﴾ :
فسّره ابن دريد بالاستئصال هلاكاً، وعلى هذا المعنى جمهور المؤولين : ابن عباس - رضي الله عنهم - وقتادة، وابن زيد، والسدي (٣)، في غيرهم (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : القراءات في قوله تعالى :﴿ فَيُسْحِتَكُمْ ﴾ :
أشار ابن دريد إلى القراءتين اللتين قرئ بهما في هذا الحرف :
قال أبو عبيدة في المجاز ٢ / ٢١ :( لم يدع : لم يبق، والمُسْحَت : المُهلك، والمُجلَّف : الذي قد بقي منه بقيّة ). وهنا يظهر فرق بين المسحت والمجلّف : فأما المجلف : فهلاك ببقية، وأما المسحت : فهلاك ليس فيه بقية.
(٢) ٢ ) الرواية التي في مجاز القرآن ٢ / ٢١ :(( يَدَع )) بالفتح، و (( مُسْحتٌ )) بالرفع لِلَّهِ
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٧ ؛ وجامع البيان ١٦ / ١٧٨ - ١٧٩ ؛ والوسيط ٣ / ٢١١.
(٤) ٤ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٩٩ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٠ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٤٩٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٣٤٦ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٥٣ ؛ والراغب في المفردات ٢٣١ ؛ والرازي في التفسير الكبير ٨ / ٦٥ ؛والخازن في تفسيره ٤ / ٢٥٧ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ١١.
بيّن أن المراد به : الإتاوة التي تؤخذ من الناس، وهذا بنحو قول قتادة، والحسن (١) في آخرين (٢).
وهو المعنى الذي عُرف عند أهل اللغة (٣).
عن الحسن في معنى :﴿ خَرْجًا ﴾ :( قال : أجراً ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن أبي زمنين :( ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا ﴾ أي : أجراً على ما جئتهم به ؛ لأنك لا تسألهم أجراً، ﴿ فَخَرَاجُ رَبِّكَ ﴾ يعني : ثوابهم في الآخرة خير من أجرهم لو أعطوك في الدنيا أجراً ) (٥).
الأخرى : القراءات في قوله تعالى :﴿ خَرْجًا ﴾ :
أشار ابن دريد إلى قراءتين قرئ بهما في هذا الحرف :
" أولاهما :﴿ خَرْجًا ﴾ بإسكان الراء، بلا ألف، قرأ بها نافع، وابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب.
" أخراهما :﴿ خَرَاجاً ﴾ بفتح الراء، وألف بعدها، قرأ بها حمزة، والكسائي وخلف.
وقد جاء في الفرق بينهما : أن ( الخَرْج ) ما يؤدَّى مرة واحدة كالأُجرة والجُعْل و ( الخراج ) ما يؤدَّى كالجزية في كل وقت.
(٢) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ١٤٣ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٦١ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ١٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٤١٨ ؛ و ابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٤ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٧ / ٥٢ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٢٩٥ ؛ والسمعاني في تفسيره ٣ / ٤٨٤ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٣٧١ ؛ والراغب في مفرداته ١٤٦.
(٣) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٢٥ ؛ والصحاح ١ / ٢٧٢.
(٤) ٥ ) انظر : جامع البيان ١٨ / ٤٣.
(٥) ١ ) انظر : تفسيره ٢ / ٤٤.
o التاسع : أنه المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر، حكاه ابن شجرة (١).
o العاشر : أنه الرخو، قاله الحسن.
.....................................................................................
- - - - - - -
o الحادي عشر : أنه الرَّخْص اللطيف أول ما يخرج وهو الطلع النضيد، قاله الكلبي، والهروي (٢).
o الثاني عشر : أنه البَرْني (٣)، قاله ابن الأعرابي.
o الثالث عشر : فعيل بمعنى فاعل أي : هنيء مريء من انهضام الطعام (٤).
(٢) ١ ) هو : أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عبيد الشافعي اللغوي المؤدِّب، صاحب (( الغريبين )) قال ابن خلكان :( سار كتابه في الآفاق، وهو من الكتب النافعة ). توفي سنة ٤٠١ هـ. انظر : معجم الأدباء ٢ / ١٧١ ؛ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ١٤٦.
(٣) ٢ ) البرني : ضرب من التمر أحمر مشرب بصفرة، كثير اللحاء، عذب الحلاوة. انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ١٥٤ ؛ ولسان العرب ١٣/ ٥٠.
(٤) ٣ ) انظر الأقوال مفرقة في : جامع البيان ١٩ / ٩٩ - ١٠٠ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٥ / ٩٥ - ٩٦ ؛ والنكت والعيون ٤ / ١٨٢ - ١٨٣ ؛ وزاد المسير ٦ / ١٣٨؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٣٣٢. وقد ذكرها القرطبي مجتمعة، في الجامع لأحكام القرآن ١٣ / ١٣٧.
o آخرها : أنه بركة أُلبست قوارير، قاله مجاهد، والسدي (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
والظاهر أنه لا مانع أن يكون المعنى في الأقوال جميعها ؛ أي : اتخذ قصراً عالياً، له ساحة وهي : بركة ماء ألبست قوارير ؛ ليريها ملكاً أعظم من ملكها.
قال مقاتل :( كان قصراً من قوارير بني على الماء وتحته السمك ) (٢).
والصرح في أصل اللغة البناء العالي، ويطلق على القصر، وعلى الصحن (٣).
- - - - -
( ١٧١ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٤) ﴾
قال : وأكننت الحديث في صدري، إذا كتمته. وفي التنزيل :﴿ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ فهذا من أكننت.
...... ( الاشتقاق ٢٨ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد معنى قوله تعالى :﴿ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ فذكر أن ﴿ تُكِنُّ ﴾ من : أكننت، بمعنى : كتمت.
(٢) ١ ) انظر : زاد المسير ٦ / ١٧٩.
وممن جمع بين هذه المعاني - أيضاً - ابن كثير في تفسيره ٣ / ٣٥٣.
(٣) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٣٤٧ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥١١.
قال : والسَّلْق : مصدر شدّة القول باللسان ؛ سلقه يسلُقه سَلْقاً، ومنه قوله جلّ وعزّ :﴿ ؛Nà٢qà)n=y™ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ﴾ بالسين والصاد، والسين أعلى.
( جمهرة اللغة، مادة [ س ق ل ] ٢ / ٨٥٠ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى ( السَّلْق ) :
فسّر ابن دريد السَّلق في قوله :﴿ ؛Nà٢qà)n=y™ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ﴾ بأنه شدة القول باللسان ؛ وهذا صحيح جاء على نحو تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة (١)، في آخرين (٢).
وهذا المعنى هو أحد المعاني لهذا الحرف في اللغة (٣)، وهو المناسب للسياق.
.....................................................................................
- - - - - - -
عن قتادة قال :( أما عند الغنيمة فأشح قوم، وأسوأ مقاسمة، أعطُوْنا أعطُوْنا فإنا قد شهدنا معكم، وأما عند البأس فأجبن قوم، وأخذله للحقّ ) (٤).
وقال ابن منظور :( سَلَقَه بلسانه يَسْلُقُه سلقاً، أَسْمَعَه ما يكره، فَأْكَثَرَ سلقَه بالكلام سلقاً إذا آذاه، وهو شدة القول باللسان ) (٥).
الأخرى : اللغات في الحرف :
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٣٠ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٣٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٦٨ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ١٦١ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٤ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ٢١ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٩٣ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٦٢٢ ؛ والرازي في التفسير الكبير ٩ / ١٦٢ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٢٤٦.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٣٠٨ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٩٦ ؛ ولسان العرب ١٠ / ١٥٩ - ١٦٠.
(٤) ١ ) انظر : تفسير ابن كثير ٣ / ٤٥٦.
(٥) ٢ ) انظر : لسان العرب ١٠ / ١٦٠.
منايا يُقَرِّبْن الحُتوفَ لأهلها | جِهاراً ويستمتعن بالأَنَس الجِبْلِ |
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ج ل ] ١ / ٢٦٩ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد هذا مسألتان :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ جِبِلًّا ﴾ :
ذكر ابن دريد أن المراد بالجِبِلّ : الأمة من الناس.
و هذا قد جاء بنحو تفسير مجاهد، وقتادة، والسدي، وسفيان بن عيينة (١)....................................................
....................................................................................
- - - - - - -
وقال بنحوه - أيضاً - غير واحد من المفسرين (٢).
عن مجاهد في معنى قوله :﴿ جِبِلًّا ﴾ قال :( خَلْقاً ) (٣).
وقال أبو عبيدة :( الخَلْق والجماعة ) (٤).
وقد ذكرت معاجم اللغة هذه المعاني في الحرف (٥).
قال ابن منظور :( و الجِبْلة و الجُبْلة و الجِبِلّ و الجِبِلَّة و الجَبِيْل و الجَبْل و الجُبْل و الجُبُلّ و الجِبْل، كل ذلك : الأُمَّة من الخلق والجماعة من الناس ) (٦).
(٢) ١ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٦٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن ٤ / ٢٩٣ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٩٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ١٠٤ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٠٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٥١٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١٠٦ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٨٧ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٦ / ٢٧٤ ؛ والشوكاني في فتح القدير ٤ / ٥٣٠.
(٣) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ٢٣.
(٤) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٦٤.
(٥) ٤ ) انظر : الصحاح ٤ / ١٣٥٤ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٥٠٢ ؛ ولسان العرب ١١ / ٩٩.
(٦) ٥ ) انظر : لسان العرب ١١ / ٩٩.
o أولها : أن يكون أراد رأس حية تسمى عند العرب شيطاناً، وهي قبيحة الرأس.
o ثانيها : أنه أراد شجراً بين مكة واليمن يسمى رؤوس الشياطين.
o آخرها : أن يكون مثّل ذلك برؤوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم، وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء، قال : كأنه شيطان (١).
والأوجه الثلاثة كما قال الفراء :( يذهب إلى معنى واحد في القبح ) (٢).
- - - - -
( ١٩٢ ) [ ٤ ] قوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ﴾
قال : والشَّوْب مصدر شُبْتُ الشيءَ أَشُوبه شَوْباً إذا خلطته. قال ابن مُقْبِل (٣) :
يا حُرَّ إنّ سواد الرأس خالَطَه شَيبُ القَذَالِ (٤) اختلاطَ الصَّفْوِ بالكَدَرِ
ويقولون : سقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ ؛ فالذَّوْب : العسل، والشَّوْب : ما شُبْتَه به من ماء أو لَبَن. وفي التنزيل :﴿ لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ش و ] ١ / ٣٤٦ )
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٢٧٠.
(٣) ١ ) هو : تميم بن أُبَيّ بن مقبل بن عَوف بن حنيف من بني عامر بن صعصعة. شاعر مُجيد، وكان جافياً فى الدين. انظر : طبقات فحول الشعراء ١ / ١٥٠.
والبيت في ديوانه ٧٣ وفيه : يا حُرَّ أمسى.
(٤) ٢ ) القَذَال من الإنسان : جِمَاع مؤخر الرأس، ومن الفرس : فوق فأس القفا. انظر : العين ٥ / ١٣٤ ولسان العرب١١ / ٥٥٣.
١٩٦ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) (٢٤) ﴾
قال : وفي التنزيل :﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ أي : الرَّجُلَين اللذَين قد خلطا أموالَهما بعضَها ببعض نحو الشريكين.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ط ل ] ١ / ٦١٠ )
- - - - - - -
أوّلَ ابن دريد قوله :﴿ الْخُلَطَاءِ ﴾، فجعله من الخُلْطة التي بمعنى المشاركة. وبهذا التأويل قال المفسرون (١)، و هو الذي عليه المعنى عند أهل اللغة (٢).
قال أبو عبيدة :( الخلطاء : الشركاء ) (٣).
وقال السمعاني في معنى قوله تعالى :﴿ مِنَ الْخُلَطَاءِ ﴾ :( أي : من الشركاء، يقال :............
....
.....................................................................................
- - - - - - -
هذا خَلِيْطي، أي : شَرِيْكي ) (٤).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ١٠٨ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٢٦٢ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٩٢.
(٣) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٨١.
(٤) ١ ) انظر : تفسير القرآن ٤ / ٤٣٥.
٢٠٨ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١) ﴾
قال : أي : الآنفين الجاحدين. وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (( عَبِدْتُ فَصَمَتُّ )) أي : أنِفتُ فسكتّ (١).
( الاشتقاق ١١ ) )
- - - - - - -
اختلف في معنى ﴿ الْعَابِدِينَ ﴾ على أقوال، والخلاف في معنى هذا الحرف راجع إلى الخلاف في معنى (( إنْ ))، وأحسن من رأيته تحدث عن الخلاف واستوعبه، ابن الجوزي ولذا فإني أنقل ما حرره بنصه.
يقول :( في (( إنْ )) قولان :
" أحدهما : أنها بمعنى الشرط. والمعنى : إن كان له ولد في قولكم وعلى زعمكم. فعلى هذا في قوله :﴿ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ أربعة أقوال :
" أحدها : فأنا أول الجاحدين، رواه ابن أبي طلحة (٢) عن ابن عباس (٣)، وفي رواية أخرى عن ابن عباس أن أعرابيين اختصما إليه، فقال أحدهما : إنّ هذا كانت لي في يده أرض فعَبَدنيها، فقال ابن عباس : الله أكبر فأنا أول العبادين الجاحدين........
....................................................................................
- - - - - - -
أنّ لله ولداً.
" والثاني : فأنا أول من عبد الله مخالفاً لقولكم. هذا قول مجاهد (٤).
(٢) ٢ ) هو : علي بن أبي طلحة سالم بن المخارق، والده مولى آل عباس بن عبد المطلب. روى عن كثير من التابعين وأتباعهم. وقد اشتهر بالتفسير والحديث. وقد روى تفسيراً من أقدم الروايات المدونة عن ابن عباس - رضي الله عنهم - توفي سنة ١٤٣ هـ. انظر : تاريخ بغداد ١١ / ٤٢٦ ؛ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٩٠.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٤٤٧، وفيها ( فأنا أول الشاهدين ).
(٤) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٦٦ ؛ وجامع البيان ٢٥ / ١٠١.
قال : والشَّعْب : الحي العظيم من الناس نحو حِمْيَر (١) وقُضاعة (٢) وجُرْهُم (٣) ومن أشبههم والجمع الشعوب. وفي التنزيل :﴿ شُعُوبًا ں@ح !$t٧s%ur ﴾ ؛ القبيلة دون الشعب.
قال الشاعر (٤) :
رأيت سُعوداً من شعوب كثيرة فلم أَرَ سعداً مثلَ سَعْد بن مالكِ
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ش ع ] ١ / ٣٤٣ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في معنى :( شعوب ) و ( قبائل ) على أقوال (٥)، وهي وإن تنوعت عباراتها إلا أنها في نهاية الأمر تجتمع في أن الشعب أعظم من القبيلة ؛ فالقبيلة داخلة...........
.....................................................................................
- - - - - - -
في الشعب. ومما قيل في معنييهما :
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - :( الشعوب : الجُمّاع - القبائل العظام -، والقبائل : البطون ) (٦).
(٢) ٢ ) هو : ابن مالك، والرأي في قضاعة مختلف أعدنانيون هم أم قحطانيون، وطائفة من العلماء على أنهم من قحطان. انظر : العقد الفريد ٣ / ٣٣٧ ولقطة العجلان، للملك محمد صديق حسن خان ١ / ١١٧.
(٣) ٣ ) من قبائل العرب العاربة و هم عرب اليمن من ولد قحطان، كانت مساكنهم بالحجاز. انظر : العقد الفريد ٣ / ٣٦٨ ؛ وأخبار مكة، للأزرقي ١ / ٩٠.
(٤) ٤ ) هو : طَرْفَة بن العبد. انظر : ديوانه ٧٢ ؛ والمحكم والمحيط الأعظم ١ / ٤٧٠.
(٥) ٥ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٢٠ ؛ والكشف والبيان ٩ / ٨٧ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٢٢٨.
(٦) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٣٩ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٠٦ ؛ والدر المنثور ٧ / ٥٠٤.
o آخرها : غير معتدلة ؛ قاله الحسن (١).
وهذه الأقوال لا تتنافر، فهي في المعنى سواء.
فالضَّيْز في كلام العرب مِن وراء هذا الحرف في التنزيل، فمعناه لغة ليس بخارج عما قاله أولئك العلماء (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن فارس :( الضاد، والواو، والزاء أصلان صحيحان، أحدهما : نوع من الأكل والآخر : دالّ على اعوجاج )..
وقال في موضع آخر :( الضاد، والياء، والزاء قد مضى ذكره وأصله فيما يقال : الواو وقد قيل : إنه من بنات الياء فلذلك ذكرناه ههنا، فالقسمة الضيزى الناقصة، يقال : ضِزْتُه حقه إذا منعتُه ) (٣).
- - - - -
( ٢٣٢ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨) ﴾
قال : والقِنْيَة من قولهم : اقتنيتَ قِنْيَةً حسنةً، وهو المال الذي احتجنتَه (٤)، وهو من قوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ﴾ أغنى بعد فقر، وأقنى : جعل له أصل مالٍ قِنْيَةً.
( جمهرة اللغة، مادة [ ق ن ي ] ٢ / ٩٧٩ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد أن القِنْية : احتجان المال، ومن ذلك [ أقنى ] في قول الله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ﴾ حيث ذكر أن معناه : جعل له أصل مال قنية. وللمفسرين في هذا الحرف أقوال متعددة :
(٢) ٦ ) انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ٢٨ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٣٧٨ - ٣٨٠ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٥٩٠.
(٣) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٣٧٨ - ٣٨٠.
(٤) ١ ) احْتجانُ المال : إصلاحُه، وجمْعُه، وضمُّ ما انتشر منه. انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٩٣ ؛ و لسان العرب ١٣ / ١٠٨.
o آخرها : أن معناه : سنقصدكم بعد الترك والإمهال، ونأخذ في أمركم. كما يقال للذي لا شغل له : قد فرغت لشتمي، أي : أخذت فيه، و أقبلت عليه ؛ وممن قال بهذا الكسائي، وهو الذي حكاه ابن دريد عن البصريين (١).
والظاهر أن هذه المعاني كلها صحيحة محتملة، وليس هناك مانع من حمل اللفظ عليها...............
.....................................................................................
- - - - - - -
والقول بها مجتمعة.
قال ابن جرير :( وأما تأويله فإنه وعيد من الله لعباده، وتهدّد. كقول القائل الذي يتهدد غيره ويتوعده ولا شغل له يشغله عن عقابه : لأتفرغنّ لك وسأتفرغ لك، بمعنى : سأجدّ في أمرك وأعاقبك. وقد يقول القائل للذي لا شغل له : قد فرغت لي، وقد فرغت لشتمي أي : أخذت فيه، وأقبلت عليه. وكذلك قوله جل ثناؤه :﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ ﴾ سنحاسبكم ونأخذ في أمركم أيها الإنس والجن، فنعاقب أهل المعاصي ونثيب أهل الطاعة.. وقد يحتمل أن يوجه معنى ذلك : إلى سنفرغ لكم من وعدناكم ما وعدناكم من الثواب والعقاب ) (٢).
وحسن أن يشار إلى الفائدة من التعبير بلفظ :﴿ سَنَفْرُغُ ﴾ هنا دون غيره، إذ جلاها المفسرون فقالوا :( وإنما حسن لفظ الفراغ لسبق ذكر الشأن، والمعنى : سنترك ذلك الشأن إلى هذا ) (٣).
(٢) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٣٦.
(٣) ٢ ) انظر : الوسيط ٤ / ٢٢٢ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٣٣٦.
وقال ابن فارس :(.. والأصل الآخر [ أي للعين والراء والباء ] : المرأة العَروب : الضحّاكة، الطيبة النفس وهن العُرُب ) (١).
- - - - -
( ٢٤٦ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) ﴾
قال : والرِّزق الشكر لغة سَرَويّة (٢). قال الشاعر (٣) :
مَنَنْتُ على رُجّال عمرٍو برازقيٍّ غيرِ مرزوق
أي : غير مشكور. ومنه :﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ﴾ أي : شكركم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ز ق ] ٢ / ٧٠٧ - ٧٠٨ )
- - - - - - -
تفسير ابن دريد الرزق هنا بـ : الشكر، تفسير صحيح ؛ يؤيده سبب نزول الآية المشتمل على تأويل النبي - ﷺ - للحرف، وحسبك بذلك مؤيداً.
(٢) ١ ) نسبة إلى السّرَاة، ونسبها الهيثم بن عدي - كما في جامع البيان ٢٧ / ٢٠٧ - إلى أزد شنوءة.
ويظهر لي أن القولين سواء قال في الصحاح ٢ / ٣٨٤ :( أَزْد : أبو حي من اليمن يقال : أزد شَنُوءَة، وأزد عُمَان، وأزد السَّراة ).
(٣) ٢ ) لم أقف على ما يفيد عن البيت وقائله، سوى تعليق د. منير البعلبكي على الجمهرة، حيث قال :( كذا روايته في :[ ل ]، ولم يَرِد في غيره، ووزنُه واضح الفساد ).
لكن لعل الصحيح حتى يستقيم البيت :
مَنَنْتُ على رُجّال عمرٍو بِرِزْقٍ غيرِ مرزوقِ
" الثاني : أن الاشتقاق يعضده، وأهل اللغة يصححونه، قالوا : اللينة وزنها لِونة واعتلّت على أصلهم، فآلت إلى لينة، فهوَ لون، فإذا دخلت الهاء كسر أولها كبَرْك الصدر - بفتح الباء - وبِركه بكسرها ؛ لأجل الهاء ) (١).
- - - - -
( ٢٥٣ ) [ ٣ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) ﴾
قال : ووجَفَ البعير يَجِف وجْفاً ووجيفاً : وهو ضرب من سير الإبل، وربما استعمل في الخيل. وأَوجفتُ البعير : إذا حَمَلتُه على الوَجيف. وفي التنزيل :﴿ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ﴾ أي : ما حملتموها في الوجاف.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ف و ] ١ / ٤٩٠ )
- - - - - - -
في ما ذكر ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى الإيجاف لغة :
ذكر ابن دريد أن الوَجيف ضرب من سير الإبل، وربما استعمل في الخيل.
وكلامه هذا صواب، مقرر في معاجم اللغة (٢).
قال ابن منظور :( الوَجْف : سرعة السير. وَجَفَ البعير والفرس يَجِفُ وَجْفاً و وَجِيْفاً : أسرع. و الوجيف : دون التقريب من السير ) (٣).
الأخرى : معنى الحرف في سياق الآية هنا :
أشار أن المعنى : حملتموها على الوِجَاف ؛ يعني بذلك : حملتموها على السير السريع.
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ١٤٥ ؛ والصحاح ٣ / ١١٨٨ ؛ ولسان العرب ٩ / ٣٥٢ ؛ وتاج العروس ٦ / ٢٦٤.
(٣) ٢ ) انظر : لسان العرب ٩ / ٣٥٢.
ومعنى الحرف - على هذه الصيغة - عند أهل اللغة، هو كما قرر ابن دريد (١).
قال أبو رزين في معنى ﴿ يُؤْثَرُ ﴾ :( يأخذه عن غيره ) (٢).
وقال ابن كثير :( أي : هذا سحر ينقله محمد عن غيره ممن قبله، ويحكيه عنهم ) (٣).
وقال ابن منظور :( والأَثْر، مصدر قولك : أثرت الحديث آثره، إذا ذكرته عن غيرك ) (٤).
الأخرى : اختلاف القراء في حرف :﴿ يُؤْثَرُ ﴾ :
أورد ابن دريد الحرف بغير همز، وهي إحدى القراءتين في هذا الحرف ونظائره، إلا ما استثني (٥)، إذ إنها تقرأ بوجهين :
" الأول :﴿ يوثر ﴾، بغير همز ؛ قراءة ورش، وأبي عمرو، وأبي جعفر.
" الآخر :﴿ يُؤْثَرُ ﴾، بهمز ؛ قراءة باقي القراء (٦).
- - - - -
( ٢٧٨ ) [ ٥ ] قول الله - عز وجل - :﴿ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) ﴾
قال : واللَّوْح أيضاً : تغيُّر الوجه من حَرٍّ أو تعب. ومنه :﴿ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ف ن ف ن ] ١ / ٢١٩ )
- - - - - - -
كشف ابن دريد عن معنىً من معاني اللَّوْح، فذكر أنه يجيء بمعنى : تغيّر الوجه من حَرٍّ أو تعب ؛ ثم أَجْرَى هذا المعنى على الحرف في قوله تعالى :﴿ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴾، أي : مغيّرة للبشر. وفي معنى الحرف وجوه :
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٥٧.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٤ / ٤٤٣.
(٤) ٤ ) انظر : لسان العرب ٤ / ٦.
(٥) ٥ ) انظر : المبسوط ١٠٤ ؛ والنشر ١ / ٣٩٠ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٧٥.
(٦) ٦ ) نفس المراجع السابقة. ( القراءتان سبعيتان ).
- - - - - - -
وقال السمرقندي :( يعني : حقاً لا جبل يلجؤون إليه فيمنعهم من النار، ولا شجر يواريهم ) (١).
والوَزَر في اللسان العربي يعني : الملجأ، وأصله الجبل المنيع، وكل مَعْقِل وَزَر (٢).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٦٦ ؛ والصحاح ٢ / ٧٢٠ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ١٠٨ ؛ ولسان العرب ٥ / ٢٨٢.
وقال الراغب :( وقوله :﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ نحو ﴿ غَبَرةٌ ﴾ وذلك شِبْه دخان يغشى الوجه من الكذب ) (١).
ولا يُظنّ أن القول بأن معنى القَتَرَة والغَبَرَة سواء، أن ذلك يقتضي المساواة من كل وجه بل هناك معنى خاص لكل حرف ؛ إذ لو ظننا ذلك لزم منه ما لا يصلح في شأن القرآن قال ابن عاشور في معنى القَتَرَة :( وهو غير الغبرة كما تقتضيه الآية ؛ لئلا يكون من الإعادة وهي خلاف الأصل، ولا داعي إليها ) (٢).
وقال ابن عطية :( و القترة : الغبار ؛ والغبرة : الأولى إنما هي العبوس والهم كما يرى على وجه المهموم والميت والمريض شبه الغبار، وأما القترة : فغبار الأرض ويقال : إن ذلك يغشاهم من التراب الذي تعوّدُه البهائم ) (٣).
وعليه يكون المعنى : غبار وسواد يعلوانها، فيعظم قبحها باجتماع الغبار والسواد، وهذا بنحو ما قال الزمخشري (٤).
والقَتَر في لغة العرب لفظ عام، يشمل الغبار، ودخان النار، ومعناه هنا : غَبَرة يعلوها سواد كالدخان، وذلك بسبب الكرب ونحوه (٥).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : التحرير والتنوير ٣٠ / ١٣٨.
(٣) ٣ ) انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٢٣٦.
(٤) ٤ ) انظر : الكشاف ٦ / ٣١٩.
(٥) ٥ ) انظر : تهذيب اللغه ٩ / ٦٠ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٥٥ ؛ ولسان العرب ٥ / ٧٣٠.
م|M"¯=٩$#.. } ( ١٩ ) متواترة............................................... ٥٧٠
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة الرحمن
﴿.. الْجَوَارِ.. ﴾ ( ٢٤ ) متواترة وشاذة...................................... ٥٨٤
﴿.. ﷺd"جچs)ِ٧tم.. ﴾ ( ٧٦ ) متواترة وشاذة.................................... ٥٩٥
سورة الواقعة
﴿.. يُنْزِفُونَ.. ﴾ ( ١٩ ) متواترة............................................. ٥٩٨
﴿.. سy÷rtچsù.. ﴾ ( ٨٩ ) متواترة.............................................. ٦٠٥
سورة نوح
﴿.. ے¼çnà$s!urur.. ﴾ ( ٢١ ) متواترة وشاذة...................................... ٦٤٨
﴿.. #tٹur.. ﴾ ( ٢٣ ) متواترة................................................. ٦٥١
سورة المزمل
﴿.. $[sِ٧y™.. ﴾ ( ٧ ) متواترة وشاذة........................................ ٦٥٧
سورة المدثر
﴿.. مچrO÷sمƒ.. ﴾ ( ٢٤ ) متواترة............................................... ٦٦٥
﴿..tچxےَ™r&.. ﴾ ( ٣٤ ) متواترة وشاذة......................................... ٦٦٨
سورة القيامة
﴿.. "چxےpRùQ$#.. ﴾ ( ١٠ ) متواترة وشاذة....................................... ٦٧١
سورة النازعات
﴿.. ZotچدƒھU.. ﴾ ( ١١ ) متواترة............................................... ٦٨١
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة التكوير
﴿.. &ûüدYںزخ/.. ﴾ ( ٢٤ ) متواترة............................................. ٦٩٢
سورة الانشقاق
﴿.. ¨ûمùx.÷ژtIs٩.. ﴾ ( ١٩ ) متواترة.................................... ٦٩٨ - ٦٩٩
سورة البروج
﴿.. (#qكJs)tR.. ﴾ ( ٨ ) متواترة وشاذة......................................... ٧٠١
سورة الفجر
﴿.. دٹ#uqّ٩$$خ/.. ﴾ ( ٩ ) متواترة............................................... ٧٠٦
سورة الضحى
{..
خرجاً : أجراً )) ( الحسن )................................................ ٤٢٤ (( خروج الناس من البلد إلى البلد )) ( قتادة )................................... ٦١٣ (( خضراوان من الري : إذا اشتدت.. )) ( قتادة )............................... ٥٩٠ (( خلا بعضهم ببعض )) ( ابن إسحاق )....................................... ٣٠٧ (( دُلُوك الشمس أن تميل عن كبد..)) ( ابن عباس )................................ ٧٢ (( دُلُوكها : غيوبها )) ( ــ )................................................... ٧٢ (( ذكر وأنثى من كل صنف )) ( مجاهد )........................................ ٢٧٥ (( الذنب على الذنب حتى يَعمَى القلب.. )) ( الحسن )......................... ٦٩٥ (( رحمة من عندنا )) ( قتادة )................................................... ٣٨١ (( زعم : كُنية الكذب )) ( ابن عمر ).......................................... ٦٣٠ (( زينة الحياة الدنيا )) ( قتادة ).................................................. ٤٠٧ (( السَّرد : المسامير التي في الحلق )) ( قتادة ).................................... ٤٧٥ (( السَّرد : حلق الحديد )) ( ابن عباس )........................................ ٤٧٥ (( سفينة حمُِل فيها من كل زوجين اثنين )) ( أبو مالك ).......................... ٤٤٠ (( السَّلَم : الصُّلْح )) ( الربيع بن أنس )........................................ ١٩١ (( السِّنَة والنوم كلاهما واحد.. )) ( علي بن أبي طالب ).......................... ١٣٨ (( سِنَة : نَعْسة )) ( الحسن وقتادة )...................................... ١٣٨ (( سواد الوجوه )) ( ابن عباس )............................................... ٦٨٧ (( شجر بينهم : أشكل عليهم )) ( ابن عباس )..................................
خلف بن هشام بن ثعلب........................................................ ٩٦ خويلد بن خالد ( أبو ذؤيب الهذلي )............................................ ٤٨٧ رؤبة بن العجاج............................................................ ٣٢١ الربيع بن أنس البكري......................................................... ١٠٣ رُفَيْع بن مِهران ( أبو العالية )................................................... ١٠٣ رَوْح بن عبد المؤمن.......................................................... ٣٩٥ زبّان بن العلاء ( أبو عمرو البصري )............................................. ٩٦ زرّ بن حبيش بن حُباشة....................................................... ٢٣٤ زُرَارة بن أَوْفى.............................................................. ٧٢٦ زياد بن معاوية ( النابغة الذبياني ).............................................. ٣٩٦ زيد بن أحمد بن إسحاق الحضرمي............................................ ٣٩٥ زيد بن أسلم.................................................................. ١٨٤ سعد بن أبي وقاص............................................................ ٢٥٢ سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي..................................... ٢٠٥ سعيد بن جبير بن هشام الأسدي................................................ ١٠٢ سعيد بن مَسْعَدة ( الأخفش ).................................................. ١١٢ سفيان بن عيينة الهلالي......................................................... ١٣٩ سلام بن سليمان الطويل....................................................... ٢١٦ سليمان بن طرخات التيمي...................................................
٤٢- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تأليف : جمال الدين ابن هشام الأنصاري ت. محمد محيي الدين عبد الحميد، ط ٥. دار الجيل، بيروت، لبنان سنة ١٣٩٩هـ ١٩٧٩م.
٤٣- الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب جلال الدين أبي عبد الله محمد عبد الرحمن القزويني، ت. الدكتور عبد الحميد هنداوي، ط ٢. ن. مؤسسة المختار للنشر والتوزيع القاهرة مصر، سنة ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م.
٤٤- البحر المحيط في التفسير، لأبي حيان الأندلسي محمد بن يوسف الغرناطي، بعناية صدقي محمد جميل، ط. دار الفكر، بيروت، لبنان، ١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م.
٤٥- البدء والتاريخ، تأليف : المطهر بن طاهر المقدسي، ن. مكتبة الثقافة الدينية بورسعيد.
٤٦- البداية والنهاية، تأليف : أبي الفداء الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير، ت. الدكتور أحمد أبو ملحم ورفاقه، ط١. دار الريان للتراث، القاهرة، سنة ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨م.
٤٧- البدر الطالع بمحاسن مَن بعد القرن السابع، تأليف : محمد بن علي الشوكاني، ت. الدكتور حسين بن عبد الله العَمْري، ط ١. دار الفكر، دمشق، سوريا، سنة ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م.
٤٨- البرهان في علوم القرآن، تأليف : الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م.
٤٩- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تأليف : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، ت. محمد علي النجار، ط. دار الكتب العلمية.
٥٠- بغية الطلب في تاريخ حلب، تأليف : كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة ت. الدكتور سهيل زكار، ط. دار الفكر.
٥١- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تأليف : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. المكتبة العصرية، لبنان، صيدا.
سورة القيامة.......................................................... ٦٦٩ – ٦٧٣
سورة الإنسان........................................................ ٦٧٤ – ٦٧٦
سورة المرسلات...................................................... ٦٧٧ – ٦٧٩
سورة النازعات...................................................... ٦٨٠ – ٦٨٢
سورة عبس.......................................................... ٦٨٣ – ٦٨٨
سورة التكوير........................................................ ٦٨٩ – ٦٩٢
سورة الانفطار........................................................... ٦٩٣
سورة المطففين......................................................... ٦٩٤ -٦٩٥
سورة الانشقاق....................................................... ٦٩٦ – ٦٩٩
سورة البروج......................................................... ٧٠٠ – ٧٠٢
سورة الفجر.......................................................... ٧٠٣ – ٧٠٦
سورة الشمس........................................................ ٧٠٧ – ٧١٠
سورة الضحى........................................................ ٧١١ – ٧١٣
سورة العلق........................................................... ٧١٤ – ٧١٥
سورة العاديات....................................................... ٧١٦ – ٧١٩
سورة القارعة......................................................... ٧٢٠ -٧٢١
سورة الهمزة.......................................................... ٧٢٢ – ٧٢٣
سورة الماعون.............................................................. ٧٢٤
سورة الكوثر............................................................. ٧٢٥
سورتا الإخلاص.......................................................... ٧٢٦
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ.. } ( ١١١ ).......................... ٢١٧
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا.. ﴾ ( ١١٢ ).......................... ٢٢٠
﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ.. ﴾ ( ١٢٥ )................. ٢٢٢
﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ.. ﴾ ( ١٢٧ )........................................... ٦٢٠
﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ.. ﴾ ( ١٣٦ )...................... ٦٣١
﴿ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ.. ﴾ ( ١٣٨ )....................... ٦٣١
﴿ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا.. ﴾ ( ١٤٢ ).......................... ٢٢٤
﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ.. ﴾ ( ١٤٦ )........... ٢٢٦
﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ.. ﴾ ( ١٥١ )..... ٢٢٨ - ٢٢٩
الآية ورقمها موضع ورودها
سورة الأعراف
﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا.. ﴾ ( ١٨ )............... ٢٣١ - ٢٣٢
﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا.. ﴾ ( ٢٦ )......................... ٢٣٣
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا.. ﴾ ( ٤٠ ).............. ٢٣٦
﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ.. ﴾ ( ٥٨ )................... ٢٣٨
﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا.. ﴾ ( ٩٧ )....................... ٢٣٩
﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ.. ﴾ ( ١٢٩ )...................... ٦٣٤
﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ.. ﴾ ( ١٤٣ )................. ٢٤١
﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا.. ﴾ ( ١٤٨ )........ ٢٤٣
{..