وهناك نقاط اختلاف كبيرة بين الدراستين وبين ما أنا بصدده، فمما تتميز به هذه الدراسة :
١. جمع أقوال ابن دريد التفسيرية من كتبه المطبوعة.
٢. دراسة أقواله التفسيرية.
٣. دراسة منهجه في التفسير.
محتويات الرسالة :
تتكون خطة البحث من : مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة، وفهارس ؛ وهذا تفصيلها :
المقدمة :
وتتضمن أهمية الموضوع و أسباب اختياره، وأهداف البحث، والدراسات السابقة وخطة البحث، ومنهجه.
التمهيد :
وفيه بيان الارتباط بين التفسير واللغة.
القسم الأول :
ابن دريد ومنهجه في التفسير ومصادره
وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : عصر ابن دريد
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الحالة السياسية.
المبحث الثاني : الحالة الاجتماعية.
المبحث الثالث : الحالة العلمية.
الفصل الثاني : حياة ابن دريد الشخصية والعلمية
وفيه تسعة مباحث :
المبحث الأول : اسمه، وكنيته، ونَسَبه، ولقبه، ونشأته.
المبحث الثاني : طلبه للعلم، ورحلاته.
المبحث الثالث : شيوخه.
المبحث الرابع : تلاميذه.
المبحث الخامس : مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.
المبحث السادس : الانتقادات الموجهة إليه.
المبحث السابع : عقيدته، ومذهبه الفقهي.
المبحث الثامن : وفاته.
المبحث التاسع : آثاره.
الفصل الثالث : مصادره في التفسير
وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : مصادره التي صرح بها.
المبحث الثاني : مصادره التي لم يصرح بها.
المبحث الثالث : طريقته في النقل من المصادر.
المبحث الرابع : أغاليطه فيما نسبه إلى أبي عبيدة.
الفصل الرابع : منهج ابن دريد في التفسير
وفيه عشرة مباحث :
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة.
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
المبحث الرابع : تفسير القرآن باللغة.
المبحث الخامس : عنايته بالقراءات، وتوجيهها.
المبحث السادس : اهتمامه بعلوم القرآن.
قول المؤرخ علي المسعودي، ت سنة ٣٤٦ هـ عنه :( وكان ممن برع في زماننا هذا في الشعر، وانتهى في اللغة، و قام مقام الخليل بن أحمد فيها، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين.. ) (١).
وقال أبو الطيب عبد الواحد اللغوي، ت سنة ٣٥١ هـ :( وبرع من أصحاب أَبي حاتم : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد.. فهو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علماً، وأقدرهم على الشعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلفٍ الأحمر و ابن دريد.. وتصدّر في العلم ستين سنة ) (٢).
وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزَّبيدي، ت سنة ٣٧٩ هـ :( وكان أعلم الناس في زمانه باللغة، والشعر، وأيام العرب، وأنسابها، وله أوضاع جمة ). ونقل الزبيدي عن أبي بكر بن عبد الملك قال :( كان ابن دريد – رحمه الله – لا يمسك شيئاً، وينفق كل شيء يقع بيده، و يتوجه إليه ) (٣).
وقال الخطيب البغدادي، ت سنة ٤٦٣ هـ :( وكان رأس أهل العلم، والمقدَّم في حفظ اللغة، والأنساب، وأشعار العرب ) (٤).
وقال – أيضاً – :( سمعت أبا بكر بن محمد بن رزق بن علي الأسدي يقول : كان يقال : إن أبا بكر ابن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء ) (٥).
وقال – أيضاً – :( قال أبو الحسن : وكان أبو بكر واسع الحفظ جداً، ما رأيت أحفظ منه ) (٦).
وقال أبو البركات كمال الدين ابن الأنباري، ت سنة ٥٧٧هـ :( وكان من أكابر علماء العربية، شاعراً كثير الشعر ) (٧).
(٢) ٢ ) انظر : مراتب النحويين، لأبي الطيب عبد الواحد بن علي ٨٤.
(٣) ٣ ) انظر : طبقات النحويين، للزبيدي ٢٠١.
(٤) ١ ) انظر : تاريخ بغداد ٢ / ١٩٢.
(٥) ٢ ) انظر : تاريخ بغداد ٢ / ١٩٢.
(٦) ٣ ) انظر : تاريخ بغداد ٢ / ١٩٣.
(٧) ٤ ) انظر : نزهة الألباء، لأبي البركات ابن الأنباري ١٩١.
وفي الجزء الثاني من الجمهرة، انظر الصفحات التالية :
[ ٦٤٨ ] و [ ٦٥٤ ] و [ ٧٠٨ ] و [ ٧٣٩ ] و [ ٧٤٥ ] و [ ٨٢١ ] و [ ١٠١٨ ].
وفي الجزء الثالث من الجمهرة، انظر صفحة :[ ١٣١٨ ].
وانظر في الاشتقاق الصفحات التالية :
[ ١٦٣ ] و [ ١٦٧ ] و [ ٤٧٨ ] و [ ٥٣٤ ].
ولو طُلِبَ تبريرات لكثرة اعتماد ابن دريد على أبي عبيدة في تفسيره، لكان أظهرها : أنه شيخ شيخه أبي حاتم، ومن جهة أخرى : كون أبي عبيدة وابن دريد بصريين.
٣. الأصمعي، أبو سعيد عبدالملك بن قُرَيْب ت سنة ٢١٦ هـ : وبلا ريب فإن ابن دريد لم يُفِد من الأصمعي مباشرة، بل كانت بواسطة تلاميذه، الذين صاروا أشياخاً له ؛ وأولئك هم : أبو حاتم، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي وغيرهم.
أو لعل ابن دريد اطلع على كُتُب الأصمعي مباشرة.
ومن شواهد ما أفاد من الأصمعي ما مَرّ في المصدرين السابقين، ومنها أيضاً :
" قوله :( والسِّفْر : الكتاب، والجمع أسفار وكذلك هو في التنزيل :﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ (١) ويقولون : أسماؤنا في السِّفر الأول، أي : في الكتاب الأول، هكذا يقول الأصمعي ) (٢).
" وقوله :( والمحراب : صدر البيت وأشرف موضع فيه. والمحراب : الغرفة. ويدلك على ذلك قوله جل ثناؤه :﴿ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ (٣)، والتسوّر لا يكون إلا من سُفْل إلى عُلْو. وقال أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي : المحراب الغرفة.
وأنشدوا عن الأصمعي :
رُبّة محرابٍ إذا جئتها لم أَدْنُ حتى أرتقي سُلّما ) (٤).
وانظر شواهد هذا المصدر أيضاً في الجزء الأول من الجمهرة صفحة :[ ٥١١ ].
وفي الجزء الثاني من الجمهرة صفحة :[ ١٠٤٤ ].
وفي الجزء الثالث من الجمهرة صفحة :[ ١٢٥٩ ].
(٢) ٢ ) انظر : الجمهرة ٢ / ٧١٧.
(٣) ٣ ) ص : ٢١.
(٤) ٤ ) انظر : الاشتقاق ٧٥.
ولعل لذلك أسباباً، منها : رغبته في الاختصار، أو سلوكه مسلك غيره من العلماء أو قلة بضاعته في الحديث من حيث الحكم عليها صحة أو ضعفاً، والله أعلم.
- - - - -
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين
يأتي من وراء تفسير القرآن بالقرآن والسنة في الأهمية، تفسيره بأقوال الصحابة ثم التابعين.
وهذا النوع من التفسير أَجْمَع على أهميته والأخذ به، المحققون ؛ لأن الصحابة عاصروا التنزيل، وحملوا عن النبي - ﷺ - ما لم يتمكن غيرهم منه ؛ أما التابعون فهم الواسطة بين أصحاب رسول الله - ﷺ - وبين عامة الناس.
وأبو عمرو (١)، وحمزة (٢)، و نافع (٣)، وكثير من الصحابة والتابعين.
(٢) ٢ ) هو : أبو عمارة، حمزة بن حبيب بن عمارة، الزيات، الكوفي، الفرضي، ولد بالكوفة وبها نشأ، كان إماماً حجة قيّماً، كان الأعمش إذا رآه أقبل قال : وبشر المخبتين، هذا حبر القرآن. توفي سنة ١٥٦ هـ وقيل غير ذلك. انظر: طبقات القراء ١ / ١١٢ ؛ و أحاسن الأخبار ٣٠٣.
(٣) ٣ ) هو : الإمام أبو رويم المقرئ المدني، نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم الليثي، قرأ على طائفة من التابعين قال مالك :( نافع إمام الناس في القراءة )، توفي سنة ١٦٩ هـ. انظر: طبقات القراء ١ / ١٠٤ ؛ و غاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٣٣٠.
وقد تابع السمينُ الحلبيُّ (١) الراغبَ، فلم يجوّد إطلاق تفسير (( الريب )) بأنه : الشك بل رأى أن (( الريب )) أخص من الشك، فهو : شك بتهمة (٢).
والذي يظهر لي : أن ما ذهب إليه الراغب والسمين ؛ ليس قولاً مخالفاً من كل وجه لقول عامة المفسرين. إنما قيّدا فقالا : الشك بتهمة ؛ لأن الشك أحد معاني الريب، وسبب فيه.
قال الكفوي (٣) :( والشك سبب الريب، كأنه شك أولاً ؛ فيوقعه شكه في الريب فالشك مبدأ الريب، كما أن العلم مبدأ اليقين ) (٤). وهذا كلام حسن، فيه من الدقة ما لا يخفى، والله أعلم.
- - - - -
( ٤ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) ﴾
قال : والمرض ضد الصحة ؛ مَرِضَ يَمْرَض مَرَضاً ومرْضاً فهو مريض ومارض.
(٢) ٢ ) انظر: الدر المصون ١ / ٨٥ ؛ وعمدة الحفاظ ٢١٦.
(٣) ٣ ) هو : أيوب بن موسى الحسيني القُريمي الكَفَويّ، أبو البقاء، كان من قضاة الأحناف، عاش وولي القضاء في (( كَفَه )) بتركيا، وبالقدس، وببغداد، له كتب أخرى غير الكليات باللغة التركية. توفي سنة ١٠٩٣ هـ. انظر : الأعلام، للزركلي ٢ / ٣٨.
(٤) ٤ ) انظر : الكليات ٥٢٨.
قال : والرَّمْز : الإيحاء والإيماء ؛ رَمَزَ يَرْمُزُ رَمْزاً ؛ وفي التنزيل :﴿ twخ) رَمْزًا ﴾ أي : إشارة، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ز م ] ٢ / ٧٠٩ )
- - - - - - -
أتى ابن دريد هنا بمعنى :﴿ رَمْزًا ﴾ فذكر أنه : الإشارة ؛ ولأهل التأويل فيه قولان :
o أحدهما : الإيماء بالشفتين ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وروي عن عكرمة وخُصَيْف (١) نحوه (٢).
o الآخر منهما : الإيماء والإشارة (٣) ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وسعيد بن جبير، وقتادة والسدي، والربيع (٤)، في آخرين (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
وبالنظر إلى المعنى اللغوي للرمز يتبين أن القول الثاني أقرب للصحة ؛ لعمومه، ولأن الرمز أصله دالّ على : حركة واضطراب (٦).
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٣ / ٢٦٠ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٢ / ٦٤٥ - ٦٤٦ ؛ والدر المنثور ٢ / ١٨٥.
(٣) ٣ ) وهذا القول أعم من سالفه. إذ الإيماء والإشارة هنا تكون بأي شيء.
(٤) ٤ ) انظر : سؤالات نافع ٨٥ ؛ وجامع البيان ٣ / ٢٦١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٢ / ٦٤٦.
(٥) ٥ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ١ / ١٥١؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٩٣ ؛ والزجاج في معاني القرآن ١ / ٤٠٩ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٤٩ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ١ / ٤٣٨ ؛ والسمين في العمدة ٢١٠.
(٦) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٤١ ؛ والصحاح ٢ / ٧٤٦ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٣٩ ؛ ولسان العرب ٥ / ٣٥٦.
" في القراءة بضم الحاء قالوا : إنها اسم للمَصْدَر، وقيل : مَصْدَر (١).
- - - - -
( ٣٥ ) [ ٣ ] قول الله تعالى :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (٣) ﴾
قال : أي : تَجُوْروا، والله أعلم. قال الشاعر (٢) :
- وعَالُوا في المَوَازِيْنِ (٣) -
أي : جَارُوا فيها.
( الاشتقاق ٢٨٦ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد قوله تعالى :﴿ تَعُولُوا ﴾ فقال : تجوروا ؛ مستشهداً على ذلك بالشعر. وقوله هذا وإن كان عليه أكثر أهل العلم ؛ إلا أنه قد جاء القول بخلافه.
وإليك ذكر الأقوال الواردة في تفسير هذا الحرف :
o الأول : تجوروا وتميلوا، قال به - كما تقدم - أكثر المفسرين : ابن عباس - رضي الله عنهم - ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وإبراهيم النخعي، وأبو مالك، وقتادة...................
.....................................................................................
(٢) ١ ) هو : عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي القرشي، شاعر من الصحابة. قُتِل باليمامة، وقيل : بالطائف سنة ١١ هـ. انظر : أسد الغابة ٣ / ٢٠٦ ؛ والإصابة ٢ / ٢٩٢.
(٣) ٢ ) جزء من عجز البيت :
أنا اتَّبعنا رسولَ الله واطّرَحوا | قولَ الرسول وعالوا في الموازين |
ليس بينهما ذَكَر، روي ذلك عن ابن المسيب (١).
o والثالث : أنها الشاة تنتج عشر إناثٍ متتابعاتٍ في خمسة أَبطُن، فيَدْعونها الوصيلة وما ولدت بعد ذلك فللذكور دون الإناث، قاله ابن إسحاق.
o والرابع : أنها الشاة تنتج سبعة أبطن، عناقين عناقين، فإذا وَلَدَتْ في سابعها عناقاً وجَدْياً قيل : وَصَلتْ أخاها، فَجَرت مجرى السائبة، قاله الفراء.
o والخامس : أن الشاة، كانت إذا وَلَدَتْ أنثى فهي لهم وإذا ولدت ذَكَراً جعلوه لآلهتهم فإن وَلَدَتْ ذَكَراً وأنثى، قالوا : وصلت أخاها فلم يذبحوا الذَّكَر لآلهتهم قاله الزجاج (٢).
ولعل سبب التباين في معاني هذه الأوصاف، راجع إلى اختلاف عادات قبائل العرب وتعاملها مع هذه المصطلحات، والله تعالى أعلم.
- - - - -
( ٢ ) راجع الأقوال في : معاني القرآن، للفراء ١ / ٢١٩ ؛ ومجاز القرآن ١ / ١٧٧ ؛ وتفسير الصنعاني ١ / ١٩١ ؛ وجامع البيان ٧ / ٨٦ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢١٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٤ / ١٢٢٠ والنكت والعيون ٢ / ٧٣ ؛ والوسيط ٢ / ٢٣٤ ؛ ومعالم التنزيل ٢ / ٩٣ ؛ وزاد المسير ٢ / ٤٣٦ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ١٠١ - ١٠٣.
أوضح ابن دريد معنى ﴿ سَكَنًا ﴾ في الآية، فذكر أن المراد : تسكن فيه الحركات. وهذا ما نُقِل عن قتادة (١)، والكلبي (٢)، في آخرين (٣).
وبه اطّرد المعنى عند أهل اللغة (٤).
عن قتادة في قوله :﴿ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ﴾ قال :( يسكن فيه كل طير ودابة ) (٥).
وقال ابن فارس :( السين، والكاف، والنون أصل واحد مطّرد، يدل على خلاف الاضطراب، والحركة..) (٦).
- - - - -
( ٤٨ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : الوسيط ٢ / ٣٠٣.
(٣) ٣ ) منهم : ابن جرير في جامع البيان ٧ / ٢٨٤ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٦٤ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٢٣٧ ؛ والسمعاني في تفسيره ٢ / ١٢٨ ؛ والراغب في المفردات ٢٤٢ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ١٤٦ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ٣٧٧ ؛ والخازن في تفسيره ٢ / ٤١٧ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٢ / ٦٧٩ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٢ / ٤١٨ ؛ والشنقيطي في أضواء البيان ٢ / ١٥٦.
(٤) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٤٠ ؛ والصحاح ٥ / ١٧١٩ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٨٨ ؛ و لسان العرب ١٣ / ٢١١.
(٥) ٥ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٤ / ١٣٥٤.
(٦) ٦ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٨٨.
" الأولى :﴿ نَكِدًا ﴾ بفتح النون، وكسر الكاف ؛ على أنه حال من المضمر وهي قراءة جمهور الناس، وجميع السبعة.
" الثانية :( نَكَداً ) بفتح النون، والكاف ؛ على أنه مصدر أي : ذا نكد، وهي قراءة أبي جعفر بن القعقاع.
" الآخرة :( نَكْداً ) بإسكان الكاف ؛ للتخفيف، قراءة طلحة بن مصرّف (١).
- - - - -
( ٦٠ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ tbqكJح !$tR (٩٧) ﴾
قال : وبيَّتُّ القوم إذا أوقعت بهم ليلاً. والمصدر التَّبْيِيْت، والاسم البَيَات. وفي التنزيل :﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ tbqكJح !$tR ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ت ي ] ١ / ٢٥٧ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد المراد بالبَيَات في قوله :﴿ بَيَاتًا وَهُمْ tbqكJح !$tR ﴾ وأنه : الإيقاع ليلاً. وجميع المفسرين على هذا التأويل، حيث قال به : الزجاج (٢)، والنحاس (٣)
(٢) ١ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٣٦٠.
(٣) ٢ ) انظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٥٨.
والزجّاج هو : إبراهيم بن السَّري بن سهل، أبو إسحاق النحوي، كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد له مؤلفات حِسان في الأدب. توفي سنة ٣١١ هـ. انظر : إنباه الرواة ١ / ١٩٤ ؛ ومعجم الأدباء ١ / ١٣١.
قال : وكل مائل إلى الشيء فقد جنح إليه. وفي التنزيل :﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ح ن ] ١ / ٤٤٢ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد المراد بقوله :﴿ جَنَحُوا ﴾ مبيناً أنه الميل ؛ وهذا على نحو ما جاء عن أئمة التفسير السدي، وابن إسحاق (١)، في آخرين (٢).
قال ابن إسحاق :( أي : إن دَعَوْك إلى السَّلم إلى الإسلام فصالحهم عليه ) (٣).
وقال القرطبي :( يقول : إن مالوا للسلم، أي : الصلح، فمل إليها.. ) (٤).
وقد مضى تقرير هذا المعنى لغةً بما يغني عن تكراره (٥).
- - - - -
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٥٠ ؛ واليزيدي في غريب القرآن ١٥٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٤٢٢ والنحاس في معاني القرآن ٣ / ١٦٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٢٤ والثعلبي في الكشف والبيان ٤ / ٣٧٠ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ٣٠٧ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٨ / ٤٢ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ١٠١ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٣ / ٢٣٧.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٠ / ٣٤.
(٤) ٤ ) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٨ / ٤٢
(٥) ٥ ) انظر : صفحة ١٣١ - ١٣٢.
قال قتادة :( كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير، وأنه يحدّث نفسه بشر.. ) (١).
- - - - -
( ٧٩ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ وَامْرَأَتُهُ ×pyJح !$s% فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١) ﴾
قال : ذكر المفسرون أنها حاضت، والله أعلم. قال أبوبكر [ ابن دريد ] : ليس في كلامهم ضحِكَتْ في معنى حاضت إلا في هذا.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ض ك ] ١ / ٥٤٦ )
- - - - - - -
أورد ابن دريد أحد أقوال المفسرين في معنى :﴿ فَضَحِكَتْ ﴾، وهو أن المراد به : حاضت ؛ ثم جوّز أن يكون كذلك. والمفسرون في تأويل هذا الحرف على قولين، هما :
o الأول : أن معنى ﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ : فحاضت، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد وعكرمة (٢).
(٢) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٦٧ ؛ وجامع البيان ١٢ / ٧٣ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٦ / ٢٠٥٥ وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٣٣ ؛ والدر المنثور ٤ / ٤٠٢ - ٤٠٣.
" أخراهما :﴿ شَعَفَها ﴾ بعين مُهملة مفتوحة، قرأ بها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعلي بن الحسين، وابنه محمد بن علي (١)، وابنه جعفر بن محمد (٢)، والشعبي وأبو رجاء، ويحيى بن يعمر، وعوف الأعرابي (٣)، وابن محيصن.
وذكر في معناهما : أن ﴿ شَعَفَها ﴾ بالعين معناه : وصل حبه إلى قلبها، فكاد يحرقه لحدّته.
أما ﴿ ô$ygxےtَx© ﴾ بالغين معجمة فتأويله : أنه خرّق شغاف قلبها، ووصل إلى قلبها (٤).
و من خلال ما قيل في توجيه القراءتين، يظهر- والله أعلم - أنه لا فرق بين القراءتين من حيث معناهما.
الأخرى : تأويل قوله تعالى :﴿ شَغَفَهَا ﴾ :
(٢) ٢ ) هو : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي أبو عبد الله، الإمام المعروف بالصادق، المدني. قال عمرو بن أبي المقدام :( كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين ) توفي سنة ١٤٨ هـ. انظر : تهذيب الكمال ٥ / ٩٦ ؛ و لسان الميزان، لابن حجر ٧ / ١٩٠.
(٣) ٣ ) هو : ابن أبي جميلة، أبو سهل العبدي الهجري، ويقال : الأعرابي ولم يكن بالأعرابي. واسم أبي جميلة بندويه. قال أبو عبيدة الحداد : سمعت عوفاً يقول : أنا أكبر من قتادة بسنتين. مات سنة ١٤٦ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٧ / ٥٨ ؛ وتهذيب التهذيب ٨ / ١٤٢.
(٤) ٤ ) انظر القراءتين ومعناهما في : المحتسب ١ / ٣٣٩ ؛ والمحرر الوجيز ٩ / ٢٨٦ ؛ والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٧٣٠ ؛ والبحر المحيط ٦ / ٢٦٦.
وحيث إن معْنَيْ الحرف ثابتان له لغة (١) ؛ فالظاهر أن الجمع بين المعنيين أحسن ؛ إذ لا منافاة بينهما لو جُمعا فقيل بهما، وفيهما من المعنى الزائد ما يدل على التنكيل والمجازاة بالمثل ؛ إذ لمّا كانوا يعجلون إلى معصية الله ويتأخرون عن طاعة الله جُوْزوا بالمثل، فعُجّل بهم إلى النار وتُركوا فيها، والله أعلم.
- - - - -
( ١٠٦ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا $Zَح !$y™ لِلشَّارِبِينَ (٦٦) ﴾
قال : والفَرْث : ما ألقي من الكَرِش. وفي التنزيل :﴿ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ ﴾.
وكلُّ شيء أَخْرَجْتَه مِن وِعاء فَنَثَرْتَه فقد فَرَثْتَه. ومنه : فَرْثُ جُلَّةِ التمر، إذا أُخْرِج ما فيها.
والفُراثة : ما أُخْرِج مِن الكَرِش.
والمَفارث : المواضع التي تَفْرُث فيها الغنم وغيرها.
( جمهرة اللغة، مادة [ ث ر ف ] ١ / ٤٢٢ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى قوله تعالى :﴿ فَرْثٍ ﴾ فقال : الفرث ما أُلقي من الكرش ؛ وهذا بنحو قول ابن عباس - رضي الله عنهم - (٢)، وغيره (٣)، وبه جاء القول في معاجم اللغة (٤).
.....................................................................................
(٢) ١ ) انظر : نزهة القلوب ٣٥٣ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٤ / ٨١ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ١ / ٤٣٩ والكشف والبيان ٦ / ٢٧ ؛ وتفسير المشكل ١٣١ ؛ والوسيط ٣ / ٧٠ ؛ وتفسير السمعاني ٣ / ١٨٤ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٨٥ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٠ / ١٣١ ؛ والتسهيل ١ / ٤٥٣ ؛ وعمدة الحفاظ ٤١٧ ؛ ونظم الدرر ٤ / ٢٨٤ ؛ وفتح القدير ٣ / ٢٤٧.
(٣) ٢ ) انظر : تفسير السمرقندي ٢ / ٢٤٠.
(٤) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٥٨ ؛ والصحاح ١ / ٢٥٥ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٤٩٨ ؛ ولسان العرب ٢ / ١٧٦.
١١٨ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (٥١) ﴾
قال : والنّغْض : مصدر نَغَضَ ينغِض نَغْضاً، وأنغضَ إنغاضاً، وهو كثرة الحركة والاضطراب ؛ ومن ذلك نَغَضَتْ ثنيّتُه إذا تحرّكت. وبه سُمّي الظّليم (١) نَغْضاً ونِغْضاً بفتح النون وكسرها أيضاً. قال الراجز (٢) :
والنَّغْضُ مثلُ الأجربِ المدجَّلِ
المدجَّل المَطْليّ بالقَطِران. قال الشاعر (٣) :
ظعائنُ لم يسكنَّ أكنافَ قريةٍ بسِيفٍ ولم تُنْغَض بهن القناطرُ
أي : لم يمشين عليها فتضطرب تحتهن. وفي التنزيل :﴿ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ض غ ن ] ٢ / ٩٠٧ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
.......................................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
الأولى : اللغات في ( نَغَض ) :
ذكر ابن دريد أن الحرف يُصاغ من الثلاثي ( نغض )، ومن الرباعي ( أنغض ) والمعنى واحد ؛ وبمثل ما حكى ابن دريد قال أهل اللسان (٤).
(٢) ٢ ) هو : أبو النَّجْم. انظر : المعاني الكبير ٣٣٣ ؛ ومعجم مقاييس اللغة ٥ / ٤٥٤.
(٣) ٣ ) البيت لذي الرِّمة. انظر : ديوانه ٢٤٤ ؛ وعجز البيت في لسان العرب ٨ / ٢٣٩. الأكناف : جمع كَنَف وهي : ناحية الشيء. انظر : اللسان ٩ / ٣٠٨. والقناطر : جمع قنطرة وهي: الجسر. انظر : اللسان ٥ / ١١٨.
(٤) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٥٤ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٣٨.
جمهرة اللغة، مادة [ ر س و ] ٢ / ٧٢٢ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد احتمال أن يراد بقوله تعالى :﴿ الصُّورِ ﴾، الجمع الذي واحدته صورة وقد سبقه إلى ذلك أبو عبيدة (١)، غير أن العلماء لم يوافقوه على ذلك، وردّوا عليه بأوجهٍ من اللغة صِرفة، وبدلائل عقلية مدعومة بالقرآن.
ولعله يُكتفى من القول :( بأنه لو كان المراد نفخ الروح في تلك الصُّوَر، لأضاف تعالى ذلك النفخ إلى نفسه ؛ لأن نفخ الأرواح في الصُّوَر يضيفه الله إلى نفسه، كما قال :﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾ (٢)، وقال :﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ﴾ (٣)، وقال :﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ ﴾ (٤) وأما نفخ الصُّوْر بمعنى النفخ في القرن، فإنه تعالى يضيفه لا إلى نفسه، كما قال :﴿ فَإِذَا نُقِرَ...............
.....................................................................................
- - - - - - -
'خû النَّاقُورِ ﴾ (٥)، وقال :﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ `tBur 'خû اعِ'F{$# wخ) `tB uن!$x© ھ!$#
NèO y‡دےçR دmٹدù ٣"tچ÷zé& #sŒخ*sù ِNèd ×P$uٹد% tbrمچفàZtƒ ﴾
(٦) ) (٧).
- - - - -
(٢) ٢ ) الحجر : ٢٩.
(٣) ٣ ) الأنبياء : ٩١.
(٤) ٤ ) المؤمنون : ١٤.
(٥) ١ ) المدثر : ٨
(٦) ٢ ) الزمر : ٦٨.
(٧) ٣ ) انظر : التفسير الكبير ٥ / ٢٨.
وهذه المصادر أوردتها معاجم اللغة باتفاق (١).
- - - - -
( ١٣٤ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) ﴾
قال : قوله : أَدعو، أي : أجعل ؛ هكذا يقول البصريون. قال الله عزّ وجلّ :﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾ أي : جعلوا.
( جمهرة اللغة، [ باب ما اتفق عليه أبو زيد وأبو عبيدة.. ] ١ / ٥٦ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد قوله تعالى :﴿ دَعَوْا ﴾ في هذا الموضع بـ ( جعلوا )، وفي هذا الحرف قولان :
o أحدهما : جعلوا، قال به أبو عبيدة (٢)، وابن جرير (٣)، وآخرون (٤)، وقد قال به ابن دريد ؛ إذ إن هذا رأي البصريين، وهو معدود فيهم.
o الآخَر : سَمَّوا، قال في البحر :( وهو قول الأكثرين ) (٥).
والمعنيان جائزان، جوّزهما غير واحد من المفسرين (٦) ؛ فإنهما أمران متلازمان ؛ إذ لا تُتَصور التسمية إلا بالجَعْل، والله أعلم.
- - - - -
( ١٣٥ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦) ﴾
قال : والوُدّ من الوِداد، وقالوا الوِد أيضاً. وقد قرئ :﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦) ﴾ ووِدًّا.
( جمهرة اللغة، مادة [ د و و ] ١ / ١١٥ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد قراءتين في قوله عز وجل :﴿ وُدًّا ﴾ :
" الأولى :﴿ وُدًّا ﴾ بضم الواو، قرأ بها الجمهور، وهي المتواترة.
(٢) ١ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٢.
(٣) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٦ / ١٣١.
(٤) ٣ ) كالبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٢٥٢ ؛ والخازن في تفسيره ٤ / ٢٣٩.
(٥) ٤ ) ٧ / ٣٠٣.
(٦) ٥ ) كالزمخشري في الكشاف ٤ / ٥٨ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٥٩١ ؛ والسمين الحلبي في الدر المصون ٧ / ٦٥٠.
" أولاهما :﴿ فَيَسْحَتَكم ﴾ بفتح الياء والحاء ؛ قرأ بها أبو جعفر، وابن كثير وابن عامر، وأبو عمرو، وشعبة عن عاصم، ورَوح (١) وزيد (٢) عن يعقوب.
" أخراهما :﴿ فَيُسْحِتَكُمْ ﴾ بضم الياء وكسر الحاء ؛ قرأ بها حمزة، والكسائي وحفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب، وخلف.
وهما لغتان في هذا الحرف معناهما واحد (٣).
- - - - -
( ١٣٩ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١) ﴾
قال : وقال اللّه جلّ ثناؤه :﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ أي : على جذوع النخل. وقالت امرأة من العرب (٤) :
ونحن صلبنا الرأسَ في جِذع نخلةٍ فلا عَطَستْ شيبانُ إلاّ بأجْدَعا
(٢) ٢ ) هو : ابن أحمد بن إسحاق الحضرمي، ابن أخي يعقوب. انظر : غاية النهاية ١ / ٢٩٦.
(٣) ٣ ) انظر القراءتين وتوجيههما في : السبعة ٤١٩ ؛ والمبسوط ٢٩٥ ؛ والتيسير ١٥١ والنشر ٢ / ٣٢٠ ومعاني القراءات ٢٩٤ - ٢٩٥ ؛ والكشف عن وجوه القراءات ٢ / ٩٨ - ٩٩. ( والقراءتان سبعيتان ).
(٤) ١ ) البيت لسويد بن أبي كاهل اليشكري في ديوانه ٤٥. وانظر : الصحاح ٢ / ٧٩٥ ؛ و الخصائص ٢ / ٣١٣ ؛ ومغني اللبيب، لابن هشام ١ / ١٦٨. وأجدع : الأنف المقطوع. انظر: لسان العرب ٨ / ٤١.
وقيل : إن معناهما واحد كالنَّول والنَّوال، والمعنى جُعلاً يُخرجونه من أموالهم (١).
- - - - -
( ١٥٣ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (١٠٤) ﴾
قال : والكَلَح : مصدر كلِح يكلَح كَلَحاً، إذا تقلصت شفتاه من الكَرْب. وفي التنزيل :﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ ؛ والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج خ ر ] ١ / ٤٤٣ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى ( الكَلَح )، فذكر أن المراد به : تقلّص الشفتين من الكرب ؛ وهذا المعنى صحيح قال بنحوه ابن مسعود، وابن عباس - رضي الله عنهم -، وابن زيد (٢)، وغيرهم (٣).
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - في معنى :﴿ كَالِحُونَ ﴾ قال :( عابسون ) (٤).
وقال الواحدي :( عابسون ؛ لتقلُّص شفاههم بالانشواء ) (٥).
وعند أهل اللغة، أن الكلوح : بدوّ الأسنان عند التكشّر والعبوس (٦).
- - - - -
(٢) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٤٢ ؛ وجامع البيان ١٨ / ٥٦ ؛ والكشف والبيان ٧ / ٥٧ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٢٤٩.
(٣) ٢ ) منهم : الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٤٢١ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٢٩٨ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٣٧٦ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١١ / ٢٤٥ والبيضاوي في تفسيره ٦ / ١٨٥ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٦٥ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٤٩٨ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٢ / ٤٦١.
(٤) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٨ / ٥٦.
(٥) ٤ ) انظر : الوسيط ٣ / ٢٩٨.
(٦) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٦٣ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ١٣٤ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٧٤.
وكل هذه الأقوال لها حظها من النظر ؛ يظهر ذلك بالرجوع إلى أصل الحرف لغة، وما له من معانٍ مقررة عند أهل اللسان (١).
قال ابن فارس :( الهاء، والضاد، والميم أصل صحيح يدل على كَسْر، وضَغْط، وتداخل وهضمت الشىء هضماً، كسرته.
ومزمار مهضّم لأنه فيما يزعمون أكسار يُضم بعضها إلى بعض. والهاضوم : الذي يهضم الطعام وأراه مولداً.
وكَشْح مهضّم، وامرأة هضيمة الكشحين : لطيفتهما كأنهما ضُغِطا.
والهضم انضمام أعلى البطن وهو في الخيل عيب ؛ قال الأصمعي : لم يسبق الحَلْبَة فَرَسٌ أهضم قط.
.....................................................................................
- - - - - - -
والطلع الهضيم : الداخل بعضه في بعض. وهضمت لك من حقي طائفة : تركته والمتهضم الظالم..) (٢).
وليس قول من تلك الأقوال إلا ولصاحبه مُتَعلّق يتعلق به من هذه المعاني، بالإضافة إلى تداخل هذه الأقوال بعضها في بعض، والله أعلم.
- - - - -
( ١٦٣ ) [ ٦ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ﴾
قال : واختلف الناس في قوله جل وعز :﴿ أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ فقال قوم : من المرزوقين الذين لا بد لهم من الغذاء، وقال آخرون : كل ما كان له سَحْر فهو مسحَّر، والمعنيان متقاربان، وقال أبو عبيدة (٣) في قوله جل وعز :﴿ أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ أي : ممن له سَحْر ؛ يريد المخلوقين، قال الشاعر (٤) :
(٢) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٦ / ٥٥.
(٣) ١ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٨٩.
(٤) ٢ ) هو لبيد بن ربيعة العامري، انظر البيت في : ديوانه ٥٦ ؛ والعين ٣ / ١٣٥ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٨٩ والزاهر في معاني كلمات الناس ١ / ٢٠٦ ؛ وتهذيب اللغة ٤ / ١٧٠. وفي مجاز القرآن : في هذا الأنام.
وهذا المعنى لا خلاف فيه بين أهل التأويل. وقد جاء تأويل ابن دريد بنحو المعنى (١) الذي قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن، وابن جريج (٢)، في آخرين (٣).
فعن ابن جريج في قوله :﴿ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ قال :( السِّرّ ) (٤).
وقال الراغب :( الكِنّ : ما يُحْفَظ فيه الشيء، يقال : كَنَنْتُ الشيء كَنّاً، جعلْتُه في كِنّ.
.....................................................................................
- - - - - - -
وخُصَّ كننت بما يُستر ببيت أو ثوب وغير ذلك من الأجسام، قال تعالى :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ (٥).. وأكننت بما يُستَر في النفس، قال تعالى :﴿ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ﴾ (٦) ) (٧).
وأصل الكَنِّ في اللغة : السَّتْر، والتغطية، والصَّوْن (٨).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٠ / ١١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٩ / ٢٩١٨ - ٢٩١٩ ؛ والدر المنثور ٦ / ٣٣٥.
(٣) ٣ ) منهم : السجستاني في نزهة القلوب ١٧٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ٥٠٤ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٧ / ٢٢٢ ؛ والسمعاني في تفسيره ٤ / ١١٢ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٣٨٤ ؛ والراغب في مفردات القرآن ٤٥٩ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٥١٢ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣ / ٢٤٠ والسمين في عمدة الحفاظ ٥٠٣ ؛ والألوسي في روح المعاني ١٠ / ٢٢٨.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٠ / ١١.
(٥) ١ ) الصافات : ٤٩.
(٦) ٢ ) البقرة : ٢٣٥.
(٧) ٣ ) انظر : المفردات ٤٥٩.
(٨) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ١٢٣ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ١٤٨ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٦٠ ؛ وتاج العروس ٩ / ٣٢٣.
ذكر ابن دريد أن في الحرف لغتين، إحداهما أعلى من الأخرى.
وقد ذكر أهل اللغة في الحرف من اللغات مثل الذي حكى ابن دريد (١).
قال الأزهري :( والسينُ فيهِ أكثرُ من الصّادِ ) (٢).
ونقل الأزهري عن الفراء أنه قال :( جائز في العربية صلقوكم، والقراءة سُنَّة ) (٣).
- - - - -
(٢) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٣٠٨.
(٣) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٢٨٧.
ومعنى كلام الفراء : أنه وإن جاز في اللغة ( صلقوكم ) إلا أن القراءة به لا تجوز ؛ لأنه لم ترد به قراءة والقراءة سنّة.
ونص كلام الفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٣٠ ( والعرب تقول : صلقوكم. ولا يجوز في القراءة ).
الثانية : اختلاف القراء في قراءة قوله تعالى :﴿ جِبِلًّا ﴾ :
أشار ابن دريد إلى بعض القراءات الواردة في هذا الحرف :
" الأولى :﴿ جِبِلًّا ﴾ بكسر الجيم والباء، وتشديد اللام ؛ قرأ بها أبو جعفر، ونافع وعاصم.
" الثانية :﴿ جُبُyx ﴾ بضم الجيم والباء، وتشديد اللام ؛ قرأ بها يعقوب برواية روح.
....................................................................................
- - - - - - -
" الآخِرة :﴿ جُبْلاً ﴾ بضم الجيم، وتسكين الباء، وتخفيف اللام ؛ قرأ بها أبو عمرو وابن عامر.
والقراءتان الأولى والآخرة سبعيتان.
أما باقي القراء فقراءتهم :﴿ جُبُلاً ﴾، وهي سبعية (١).
ومعنى هذه القراءات كلها واحد (٢).
- - - - -
( ١٨٨ ) [ ٥ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) ﴾
قال : وفي أُبيّ بن خلف (٣) نزلت :﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ﴾ فإنه جاء النبيَّ - ﷺ - بعظمٍ حائل، فجعل يفُتُّه وينفُخُه في الريح ويقول : مَن يحيي هذا يا محمد ؟
( الاشتقاق ١٢٩ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن الآية نزلت في أُبيّ بن خلف، والمفسرون في ذلك على أقوال ثلاثة :
" أولها : أنها نزلت في أُبي بن خلف، روي ذلك عن مجاهد، وقتادة، والسدي.
" ثانيها : أنها في العاص بن وائل، روي ذلك عن سعيد بن جبير.
(٢) ٢ ) انظر : إعراب القراءات السبع وعللها ٢ / ٢٣٨ ؛ ومعاني القراءات ٤٠٤.
(٣) ١ ) مِن بني جُمَح قتله رسول الله - ﷺ - يوم أُحُد ؛ خدشه خَدْشاً لطيفاً فكانت مَنيَّتهُ منها. انظر : المختصر الكبير في سيرة الرسول - ﷺ -، لابن جماعة ١/ ٧٨.
ذكر ابن دريد أن الشَّوْب مصدر شُبْتُ، وهو بمعنى خَلَطْتُ. والمعنى الذي ذكره صحيح قال به أو بنحوه جمهور المفسرين، كابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي، و ابن زيد (١) وغيرهم (٢).
....................................................................................
- - - - - - -
ومن أقوالهم في معنى الآية :
قول ابن عباس - رضي الله عنهم - :( يعني شرب الحميم على الزَّقُّوم ) (٣).
وقول قتادة :( مِزاجاً من حميم ) (٤).
وقول الراغب الأصفهاني :( الشَّوْب الخَلْط ) (٥).
وما قاله المفسرون في الحرف، هو ذات المعنى عند أهل اللسان (٦).
قال ابن فارس :( الشين، والواو، والباء أصل واحد وهو الخَلْط. يقال : شُبْتُ الشيء أَشُوبُه شَوْباً.. ) (٧).
- - - - -
( ١٩٣ ) [ ٥ ] قوله تعالى :﴿ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) ﴾
(٢) ٤ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٧٠ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٧٠ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣١٧ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ١١٦ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٢١٢ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٠٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ٥٢٦ ؛ والراغب في المفردات ٢٧٧ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٥ / ٨٩ ؛ وأبي حيان في البحر المحيط ٩ / ١٠٧ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٦ / ٣١٦ والقاسمي في محاسن التأويل ٨ / ٢١١.
(٣) ١ ) انظر : تفسير ابن كثير ٤ / ١٢.
(٤) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٢٣.
(٥) ٣ ) انظر : مفردات الراغب ٢٧٧.
(٦) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ٢٩٥ ؛ والصحاح ١ / ١٤٢ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٢٢٥ ؛ و لسان العرب ١ / ٥١٠.
(٧) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٢٢٥.
وقال الأزهري :( وقول الله جلّ وعزّ :﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ فالْخُلَطَاءُ - ههنا - الشُّرَكاءُ الذين لا يتميَّز مِلْكُ كل واحدٍ من مِلْكِ أَصْحابه إلا بالقِسْمة ) (١).
- - - - -
( ١٩٧ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣) ﴾
قال : ومسحت العضو بالسيف إذا قطعته من قوله عز وجل :﴿ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾. وقال مرة أخرى : ومسح فلان القوم قتلاً إذا أوجع فيهم وأحسبه من قوله جل وعز :﴿ فَطَفِقَ.. ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح س م ] ١ / ٥٣٥ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد المَسْح في قوله تعالى :﴿ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾ بالقطع والقَتْل. ولأهل التأويل في ذلك أقوال :
o أوَّلُها : أنه عَقَرها فَضَرَبَ سُوْقَها، وأعناقَها. وهو قول ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة والسدي، والحسن (٢)، في آخرين (٣). وبنحو هذا قول ابن دريد.
o ثانيها : حَبَسها في سبيل الله ؛ فَكَوَى سوقها وأعناقها بكيّ الصدقة (٤).
.....................................................................................
(٢) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ١٥٦ ؛ والوسيط ٣ / ٥٥٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٣٥ ؛ والدر المنثور ٧ / ١٥٤.
(٣) ٢ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٨٣ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٢٣٠ ؛ والراغب في مفردات القرآن ٤٨٧ ؛ والزمخشري في الكشاف ٥ / ٢٦٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١٢٠ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٧ / ٢٠١ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٥٤٢.
(٤) ٣ ) ذكر هذا القول السمرقندي في تفسيره ٣ / ١٣٥ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ٢٠١ ؛ ولم ينسباه لأحد من أهل التفسير.
وقال الزجاج (١) : معناه إن كنتم تزعمون للرحمن ولداً فأنا أول الموحدين.
" والثالث : فأنا أول الآنفين لله مما قلتم. قاله ابن السائب (٢)، وأبو عبيدة (٣). قال ابن قتيبة (٤) : يقال : عبدت من كذا أَعبَد عَبَداً، فأنا عَبِد وعابِدٌ، قال الفرزدق (٥) :
أولئك قومٌ إنْ هَجَوني هَجَوتُهم وأَعْبَدُ أَنْ تُهْجَى تميمٌ بِدارِمِ
أي : آنَف. وأنشد أبو عبيدة (٦) :
وأعْبَدُ أَنْ أَسُبَّهُمُ بقَومِي وأُوْثِرُ دارِماً وبَنِي رَزَاحِ
" والرابع : أنّ معنى الآية : كما أني لستُ أول عابد لله، فكذلك ليس له ولد ؛ وهذا كما تقول : إن كنتَ كاتباً فأنا حاسبٌ، أي : لستَ كاتباً ولا أنا حاسبٌ حكى هذا القول الواحدي عن سفيان بن عيينة (٧).
" والقول الثاني : أنّ (( إنْ )) بمعنى :(( ما ))، قاله الحسن، ومجاهد، وقتادة...............................
....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٣ ) هو : الكلبي.
(٣) ٤ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٠٦.
(٤) ٥ ) انظر : تفسير غريب القرآن ٢٨٩.
(٥) ٦ ) البيت منسوب للفرزدق كما في مجاز القرآن ٢ / ٢٠٦ ؛ و إصلاح المنطق ٥٠ ؛ وتهذيب اللغة ٢ / ١٤١ و اللسان ٤/٢٦٥، وهو بغير نسبة في جمهرة اللغة ١ / ٢٩٩ ؛ والإنصاف ٢ / ٦٣٧.
(٦) ٧ ) لم أهتد إلى ما يفيد عن البيت.
(٧) ٨ ) انظر : الوسيط ٤ / ٨٣.
وعن مجاهد، وقتادة قالا :( الشعوب : النسب البعيد، والقبائل : دون ذلك ) (١).
أما السمرقندي فيقول :( ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا ں@ح !$t٧s%ur ﴾ يعني : رؤوس القبائل.. وقبائل يعني : الأفخاذ ) (٢).
وعند أهل اللسان الشعوب : جمع شَعْب، وهو : القبيلة العظيمة، وقيل : الحي العظيم أما القبيلة من الناس فهم : بنو أب واحد (٣).
- - - - -
( ٢٢١ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ * قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) ﴾
قال : أَلَتَه يألِته ألْتاً، إذا نقصه ؛ وآلتَه يُؤلته إيلاتاً كذلك. ويقال : وَلَتَه، قال الله عزّ وجلّ :﴿ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ت ل - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٣٢ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد أن معنى ( أَلَتَ ) : نقص.
(٢) ٣ ) انظر : تفسيره ٣ / ٢٦٦.
(٣) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١ / ٢٨١ و ٩ / ١٣٧ ؛ والصحاح ١ / ١٤٠ و ٤ / ١٤٦٣ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ١٩٠ و ٥ / ٥٣ ؛ ولسان العرب ١ / ٥٠٠ و ١١ / ٥٤٢.
o أولها : أقنى : بأن جعل لهم قِنية، وهي أصول الأموال ؛ قاله أبو صالح (١) والضحاك (٢).
o ثانيها : أقنى : أخدم ؛ قاله مجاهد، والحسن، وقتادة (٣).
o ثالثها : أقنى : رضّى ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وعكرمة (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
o رابعها : أقنى : أفقر ؛ قاله مجاهد، وسليمان التيمي (٥)، وابن زيد (٦).
والغالب من كلام المفسرين يدور حول القول الأول، وهو الذي فسّر به ابن دريد الحرف إذ قال :( جعل له أصل مال قِنية )، وهو الذي يؤيده الكلام العربي (٧).
قال ابن فارس :( القاف، والنون، والحرف المعتل أصلان، يدل أحدهما : على ملازمة ومخالطة، والآخر : على ارتفاع في شيء.
(٢) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٧٥ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٥٦ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٣١٧.
(٣) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٠٥ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ٧٥ - ٧٦ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٦١.
(٤) ٥ ) انظر : تفسير ابن عباس ٤٧١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣١٩ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ٧٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٢٩٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٦١.
(٥) ١ ) هو : ابن طَرْخان التيمي، أبو المعتمر البصري، ولم يكن من بني تيم وإنما نزل فيهم، قال الذهبي عنه :( كان مقدماً في العلم والعمل ) توفي سنة ١٤٣ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٤ / ٢٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٩٥ - ١٩٦.
(٦) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٧٦ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٣١٧ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٦١.
(٧) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ٢٣٧ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٢٩ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٢٠١.
قال الزمخشري :( ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها، وتنتهي عند ذلك شؤون الخلق التي أرادها بقوله :﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ (١) فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم، فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل ) (٢).
- - - - -
( ٢٣٨ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧) ﴾
قال : أي : حمراء، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ د ر و ] ٢ / ٦٤١ )
- - - - - - -
ترددت عبارات المفسرين في قوله :﴿ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾ بين معنيين :
o الأول : أن المراد به : وردة النبات التي تكون حمراء، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (٣).
o الآخر : أن المراد به : الفَرَس الورد يكون في الربيع أصفر، فإذا اشتد البرد احمرّ فإذا كان بعد ذلك اغبرّ، وهذا تشبيه للوردة بالدهن في اختلاف ألوانه، بنحو هذا المعنى قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو صالح، والحسن البصري، والسدي والضحاك (٤) والقتبي (٥)، في آخرين (٦).
وبكل حال فإن العبرة من المثل هنا : العلم بتغير لون السماء من هول ذلك اليوم.
قال قتادة :( هي اليوم خضراء كما ترون، ولونها يوم القيامة لون آخر ) (٧).
- - - - -
(٢) ٤ ) انظر : الكشاف ٦ / ١٣.
(٣) ١ ) انظر : تفسير السمعاني ٥ / ٣٣١.
(٤) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٤١ ؛ و البحر المحيط ١٠ / ٦٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٧٧ ؛ والدر المنثور ٧ / ٦١٩.
(٥) ٣ ) انظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٠٩.
(٦) ٤ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ٢٥ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠١ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٥٤ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٢٢٣ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٤ / ٣٣٧ ؛ والرازي في التفسير الكبير ١٠ / ٣٦٥ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١٩٧.
(٧) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٤١.
فعن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال : مُطِر الناس على عهد النبي - ﷺ - فقال النبي - ﷺ - :( أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر ؛ قالوا : هذه رحمة الله، وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا ) قال : فنزلت هذه الآية :﴿ * فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ حتى بلغ :﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
وبهذا التأويل قال جمع من المفسرين (٢)، وعليه قراءة علي، وابن عباس - رضي الله عنهم -، حيث إنهما كانا يقرآن على سبيل التفسير :﴿ وَتَجْعَلُونَ شُكْركم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ (٣).
قال الفراء :( جاء في الأثر : تجعلون رزقكم : شكركم، وهو في العربية حسن أن تقول : جعلتَ زيارتي إياك أنك استخففتَ بي، فيكون المعنى : جعلت ثواب الزيارة، الجفاء. كذلك جعلتم شكر الرزق، التكذيب ) (٤).
(٢) ١ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ٣ / ٣٦ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ٢٠٧ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٣٤ ونزهة القاوب ١٧٢ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٣١٩ ؛ والوسيط ٤ / ٢٤٠ ؛ وتفسير البيضاوي ٨ / ٩٨ وعمدة الحفاظ ٢٠٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٩٩ - ٣٠٠ ؛ وروح المعاني ١٤ / ١٥٥.
(٣) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٢١ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٣٦٠ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٧ / ٢٢٠ والبحر المحيط ١٠ / ٩٣.
(٤) ٣ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ٣٦.
وبنحو تأويل ابن دريد قال جمهور المفسرين (١).
قال قتادة :( ما قطعتم إليها وادياً، ولا سرتم إليها سيراً ) (٢).
وقال السمرقندي :( أجريتم ) (٣).
وقال الثعلبي :( أوضعتم ) (٤).
- - - - -
( ٢٥٤ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) ﴾
قال : وللسّلام مواضع في التنزيل فذكر قوم أن السّلامَ اللهُ عزّ وجلّ، وهو في التنزيل :﴿ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ﴾.
والسلام : التحية، وأحسبها راجعة إلى ذلك.
( جمهرة اللغة، مادة [ س ل م ] ٢ / ٨٥٩ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن للسلام مواضع في التنزيل، أورد اثنين منها :
" الأول : حكى عن قوم أن السلام : الله عز وجل، ثم أردف القول باستدلاله بما ثبت لله في كتابه.
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٨ / ٣٥.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣٤٤.
(٤) ٤ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ٢٧٢.
" أحدها : قول جمهور المفسرين، ومنهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو رزين، ومجاهد وقتادة، والضحاك، وهو رأي ابن دريد أن المراد : تحرق أبشارهم حتى تغيّر ألوانهم (١).
" ثانيها : تحرق البشر حتى تلوح العظم ؛ قاله عطية (٢).
" آخرها : أنها تلوح للناس حتى يروها عياناً ؛ قاله الحسن، وابن كيسان (٣).
وهذه المعاني لها حظها من النظر، إذ إنها تدور حول معنيين : التغيّر، والظهور، وهذان المعنيان في هذا الحرف متواضع عليهما لغة (٤).
ثم إنهما - أعني : التغيّر والظهور - بينهما تقارب إذ يجمعهما اللَّمَعان.
قال ابن فارس :( اللام، والواو، والحاء أصل صحيح معظمه مقاربة باب اللمعان.
.....................................................................................
- - - - - - -
يقال : لاح الشيء يلوح إذا لمح ولمع، والمصدر اللَّوح.. ومن الباب : لوّحه الحر، وذلك إذا حرقه وسوّده حتى لاح من بعد لمن أبصره ) (٥).
والنار جاء الخبر عنها في كتاب الله أنها تلفح الوجوه حتى تذرها كالحة، وأنها تبرز للناس حتى يروها. قال الله عز وجل :﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ (٦)، وقال :﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ﴾ (٧).
- - - - -
( ٢٧٩ ) [ ٦ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : تفسير السمعاني ٦ / ٩٥ ؛ والنكت والعيون ٦ / ١٤٣.
(٣) ٣ ) انظر : معالم التنزيل ٥ / ١٧٧ ؛ والتفسير الكبير١٠ / ٧٠٨ ؛ والتسهيل ٢ / ٤٧٧.
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٢٠ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٨٥.
(٥) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٢٠.
(٦) ٢ ) المؤمنون : ١٠٤.
(٧) ٣ ) النازعات : ٣٦.
$tB y٧tم¨ٹur.. } ( ٣ ) متواترة وشاذة..................................... ٧١١
﴿.. ِچygّ)s؟.. ﴾ ( ٩ ) متواترة وشاذة.......................................... ٧١٣
()()()()()()()()()()()()()()()()
١٨٩ (( شروه : باعوه )) ( الضحاك ).............................................. ٢٩٤ (( شطر المسجد الحرام : نحو المسجد الحرام.. )) ( قتادة )........................ ١٢٢ (( الشعوب : الجُمّاع – القبائل العظام –.. )) ( ابن عباس )............. ٥٥١...........................
الأثر قائله موضع وروده
((
٥٧٤ سليمان بن مِهران ( الأعمش )....................................... ٢٠٧ سهل بن محمد بن عثمان ( أبو حاتم السجستاني )................................ ١٠٦ شُريح بن يزيد الحضرمي ( أبو حَيْوَة )................................. ٢٠٧ الضحاك بن مزاحم الهلالي...................................................... ١٢٩..
اسم العَلَم موضع الترجمة
٥٢- البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، تأليف : محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، ت. محمد المصري، ط ١. جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت، سنة ١٤٠٧ هـ.
٥٣- تاج العروس من جواهر القاموس، تأليف : محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، ط ١. المطبعة الخيرية بجمالية مصر، سنة ١٣٠٦ هـ.
٥٤- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تأليف : شمس الدين محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي، ت. الدكتور عمر عبد السلام تدمرى، ط ١. دار الكتاب العربي بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م.
٥٥- تاريخ الأمم والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ط. دار الكتب العلمية بيروت لبنان، سنة ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م.
٥٦- تاريخ الخلفاء، تأليف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ت. محمد محي الدين عبد الحميد، ط ١. مطبعة السعادة، مصر، سنة ١٣٧١هـ - ١٩٥٢م.
٥٧- تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم، للقاضي أبي المحاسن التنوخي المعرّي، ت. الدكتور عبد الفتاح الحلو، ط ١. إدارة الثقافة والنشر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سنة ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م.
٥٨- تاريخ بغداد، للحافظ الخطيب البغدادي أبي بكر أحمد بن علي، ت. مصطفى عطا ط ٢. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م.
٥٩- تاريخ خليفة بن خياط، ت. الدكتور أكرم ضياء العَمري، ط ٢. ن. دار طيبة الرياض السعودية، سنة ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م.
٦٠- التاريخ الكبير، تأليف : أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي، ت. السيد هاشم الندوي، ط. دار الفكر.
٦١- تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، تأليف : أبي القاسم علي ابن الحسن ابن عساكر، ت. محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري ط. دار الفكر، بيروت، لبنان، سنة ١٩٩٥ م.
سور الفلق............................................................ ٧٢٧ – ٧٢٨
الخاتمة................................................................ ٧٢٩ – ٨٣١
الفهارس.............................................................. ٧٣٢ – ٨٣٥
فهرس الآيات القرآنية.................................................. ٧٣٣ - ٧٦٤
فهرس القراءات القرآنية................................................ ٧٦٥ - ٧٧٣
فهرس الأحاديث النبوية................................................ ٧٧٤ - ٧٧٥
فهرس الآثار.......................................................... ٧٧٦ - ٧٨٤
فهرس الأشعار........................................................ ٧٨٥ - ٧٨٩
فهرس الفرق، و القبائل، و الأماكن................................... ٧٩٠ - ٧٩١
فهرس الأعلام......................................................... ٧٩٢ - ٨٠١
فهرس المصادر والمراجع................................................ ٨٠٢ - ٨٢٩
فهرس المحتويات....................................................... ٨٣٠ - ٨٣٥
()()()()()()()()()()()()()()()
$uZن٣خ=ِkèEr& بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا.. } ( ١٥٥ )........................... ٢٤٧
﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً.. ﴾ ( ١٥٦ )................... ٢٤٦
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ.. ﴾ ( ١٦٩ )................. ٢٤٨
﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا.. ﴾ ( ١٧٥ ).................... ٢٥٠
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.. ﴾ ( ١٨٩ ).................... ٢٥٢
﴿ إِن الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ.. ﴾ ( ٢٠١ )................. ٢٥٤
الآية ورقمها موضع ورودها
سورة الأنفال
﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً.. ﴾ ( ٣٥ )................. ٢٥٧
﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ.. ﴾ ( ٤١ )........................... ٢٥٩
﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ.. ﴾ ( ٥٧ )...................... ٢٦١
﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا.. ﴾ ( ٦١ )........................... ٢٦٣
سورة براءة
﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً.. ﴾ ( ١٠ )............................. ٥٠
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ.. ﴾ ( ٢٨ )......... ٢٦٤
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ.. ﴾ ( ٧٢ )................ ٢٦٦
﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ.. ﴾ ( ٩٢ )................. ٢٦٨
سورة يونس
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ y ٧دRy‰t٧خ/.. ﴾ ( ٩٢ ).................... ٢٧١- ٢٧٢ - ٢٧٣
سورة هود
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ.. ﴾ ( ٤٠ )............ ٤٩ - ٢٧٤- ٢٧٥