المبحث السابع : عنايته بالغريب.
المبحث الثامن : موقفه من الاسرائيليات.
المبحث التاسع : موقفه من آيات الصفات.
المبحث العاشر : تحرز ابن دريد في التفسير.
القسم الثاني :
أقوال ابن دريد في التفسير
وفيه أذكر أقوال ابن دريد وفق المنهج العلمي المتبع.
منهج العمل في الرسالة :
أما منهج العمل في هذه الرسالة فكما يأتي :
١. جمعت أقواله من كتبه، بعد تحديد الطبعات التي رجعت إليها.
٢. رَتَّبْتُ المادة العلمية المستخرَجة حسب ترتيب الآيات في المصحف.
٣. ذكرت اسم السورة في أعلى كل صفحة.
٤. وضعت كل آية أو مجموعة آيات قبل كلام ابن دريد فيها.
٥. التزمت بنص ابن دريد، مع التعليق في الحاشية على ما يحتاج إلى تعليق.
٦. أشرت إلى موضع كلام ابن دريد عند انتهاء نقله.
٧. إذا تكرر الكلام بنصه أو قريباً منه ؛ نقلت أوفاه، و أحلت على الموضع الآخر في الحاشية.
٨. رَقَّمْتُ المادة العلمية المستخرَجة، ووضعت لها رقمين : الأول رقم عام، والثاني رقم خاص بالسورة.
٩. دَرَسْتُ أقوال ابن دريد التفسيرية، وذَكَرْتُ أقوال أهل العلم في المسألة التي يذكرها، وإن كان ثَم اختلاف أَوْرَدْتُ الأدلة، والمناقشة، و الترجيح.
١٠. أَرْجَعْتُ القراءات : متواترها، وشاذها إلى مظانها في الكتب المعتمدة، وذَكَرْتُ مَن قرأ بها.
١١. أَحَلْتُ كلام أهل العلم إلى مواضعه في كتبهم.
١٢. عَزَوْتُ الآيات التي ترد في أثناء الدراسة.
١٣. خَرَّجْتُ الأحاديث، وعَزَوْتُها إلى مصادرها، و نَقَلْتُ كلام أهل العلم على ما لم يروه الشيخان أو أحدهما.
١٤. عَزَوْتُ الشعر إلى قائله، ودَلَلْت على بعض مواضع إنشاده.
١٥. عَرَّفْتُ بالأعلام، و الفرق، و الأماكن، و البلدان، في أول موطن يرد فيه ذكرها، وذلك في أثناء قول دراسة الأقوال.
١٦. أَوْضَحْتُ ما يوجد من غريب الكلمات، وضَبَطتُّ بالشكل ما يُظن التباسه.
وقال شمس الدين محمد الذهبي، ت سنة ٧٤٨ هـ :( العلامة شيخ الأدب ) وقال :( كان آية من الآيات في قوة الحفظ ) (١).
وقال ابن قاضي شهبة، ت سنة ٨٥١ هـ :( كان رأساً في اللغة، وأشعار العرب ) (٢).
ويلاحظ فيما سلف من ثناء العلماء على ابن دريد، أن العلوم التي كانوا يثنون عليه بها : الأدب : شِعْرُه ونَثْرُه، ولغة العرب، والأنساب.
- - - - -
المبحث السادس : الانتقادات الموجهة إليه
أَشَرْتُ قبل هذا إلى أن أبا بكر ابن دريد لم يَسْلَم من الناقدين والطاعنين، وسأُوْرِد في هذا المبحث – إن شاء الله – المطاعن عليه، وأتناولها بالرد إن أمكن الاعتذار له، وإلا فهو بشر يجوز منه الخطأ والصواب عقلاً.
فمن انتقاداتهم له (٣) :
(٢) ٦ ) انظر : طبقات الشافعية ١ / ١١٦.
(٣) ١ ) جعلت انتقاداتهم على قسمين : الأول : انتقادات في شأن علمه، الثاني : انتقادات في شأن خُلُقه وديانته.
وربما يُلحَظ هنا قلة ضرب الأمثلة على هذا المصدر، وما ذاك إلا أن نصيباً من الأمثلة ذهب في أثناء الكلام عن المصدرين السابقين : أبي حاتم، وأبي عبيدة.
ومن جهة أخرى فإن الأصمعي - على جلالة قدره في العلم - كان مشهوراً عنه التحرّز من القول في كلام الله (١).
٤. أبو منذر، هشام بن محمد ابن الكلبي النسّابة ت سنة ٢٠٦ هـ : فيُعَدُّ ما قال ابن الكلبي رافداً من روافد التفسير عند ابن دريد، حيث نقل من أقواله.
ومن شواهد استفادته من ابن الكلبي :
" قوله :( وذكر ابن الكلبي أن شعيب بن ذي مِهْدَم النبي - عليه السلام - وليس بشعيب موسى - بعثه الله عز وجل إلى أهل حَضور فقتلوه ؛ فسلط الله عليهم بُخْتَ نَصَّرَ وهو الذي ذُكِر في التنزيل في قوله جل وعز :﴿ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ﴾ (٢) إلى قوله تبارك اسمه :﴿ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾ (٣)، والله أعلم ) (٤).
" وقوله :( ورُوي عن ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : الصُّواع : إناء كان الملك يشرب فيه ) (٥).
واستزادة من شواهد في هذا، انظر في الجزء الأول من الجمهرة صفحة :[ ٥٩٣ ].
وفي الجزء الثاني منها انظر صفحة :[ ١٠٩٦ ].
وفي الاشتقاق انظر صفحة :[ ٥٨ ] و [ ٣١٦ ].
وما كان ينقله ابن دريد عن ابن الكلبي - حين التفسير - كان يدور حول السِّيَر وأيام العرب، والأنساب ؛ التي يعين العلم بها على فهم الآية.
(٢) ١ ) الأنبياء : ١٢.
(٣) ٢ ) الأنبياء : ١٥
(٤) ٣ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٥١٦ ؛ والاشتقاق ٥٢٧.
(٥) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ٨٨٨.
قال ابن القيم في شأن تفسير الصحابة :( لا ريب أن أقوالهم في التفسير أصوب من أقوال مَن بعدَهم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تفسيرهم في حكم المرفوع، قال أبو عبد الله الحاكم في مستدركه :(( وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع )) ومراده أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج، ولا أنه إذا قال الصحابي في الآية قولاً فلنا أن نقول : هذا القول قول الرسول - ﷺ -، أو قال رسول الله - ﷺ -. وله وجه آخر : هو أن يكون في حكم المرفوع بمعنى أن رسول الله - ﷺ - بيّن لهم معاني القرآن وفسّره كما وصفه تعالى بقوله :﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ (١) فبيّن لهم القرآن بياناً شافياً كافياً، وكان إذا أشكل على أحد منهم معنى سأله عنه فأوضحه له.. ) وقال في موضع ثانٍ :( والمحظور إنما هو خُلُوّ عصرهم عن ناطق بالصواب، واشتمالُه على ناطق بغيره فقط، فهذا هو المحال.. ) وقال في موضع آخر :( والأكثرون يفرّقون بين الصحابي والتابعي، ولا يخفى ما بينهما من الفروق، على أن في الاحتجاج بتفسير التابعي عن الإمام أحمد روايتين، ومَن تَأَمَّلَ كُتُب الأئمة ومَن بَعْدَهم وَجَدَها مشحونة بالاحتجاج بتفسير التابعي ) (٢).
وإن مضينا نتتبع تفسير ابن دريد كشْفاً عن هذا الضرب من التفسير، وجدنا نماذج شحيحة من هذا، ومن أمثلته :
" قوله :( وكلّ ما بَدَأْتَ به فقد استفتحتَه، وبه سميت الحمد : فاتحة الكتاب، والله أعلم.. قال أبو بكر : قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :((كنت لا أدري ما فاتحة الكتاب حتى.......................
قالت لي الكِنْدِيّة : هلمّ فاتحتي، أي : حاكمتي )) (٣).
(٢) ٢ ) النقول كلها عن ابن القيم في إعلام الموقعين ٤ / ١٢٤ - ١٢٦.
(٣) ١ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٣٨٦.
" الثانية :﴿ مَالِك ﴾ ؛ قراءة : عاصم (١)، والكسائي (٢)، ويعقوب (٣) وخلف (٤) في اختياره، وهي قراءة كثير من الصحابة والتابعين (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
توجيه القراءتين :
" أما قراءة ﴿ مَلِك ﴾ فاحتج من قرأ بها بحجج أذكر منها :
(٢) ٥ ) هو : علي بن حمزة بن عبدالله الأسدي، الكوفي، أبو الحسن، الكسائي، إمام في اللغة والنحو والقراءة ولد في إ حدى قرى الكوفة، و تنقل في البادية، وسكن بغداد، وهو مؤدب الرشيد العباسي وابنه الأمين. توفي بالري سنة ١٨٩ هـ. انظر: تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم، للقاضي التنوخي المعري ١٩٠؛ طبقات القراء ١ / ٦٥.
(٣) ٦ ) هو : الإمام أبو محمد، يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، مقرئ البصرة، قال أبو حاتم السجستاني :( هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله، ومذاهبه، ومذاهب النحو )، و كان أبو حاتم من تلامذته. توفي سنة ٢٠٥ هـ. انظر: طبقات القراء ١ / ١٧٥ ؛ وغاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٣٨٦.
(٤) ٧ ) هو : الإمام أبو محمد، خلف بن هشام بن ثعلب، البغدادي البزار المقرئ، قال الدارقطني :( كان عابداً فاضلاً ). مات سنة ٢٢٩ هـ. انظر: تاريخ بغداد ٨ / ٣١٨ ؛ طبقات القراء ١ / ٢٤٥.
(٥) ٨ ) انظر القراءتين في : التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني ١٨ ؛ و النشر في القراءات العشر لابن الجزري ١ / ٢٧١ ؛ و البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي ١ / ٣٦. ( والقراءتان سبعيتان ).
وحدثنا أبو حاتم (١) عن الأصمعي(٢) أنه قال : قرأت على أبي عمرو بن العلاء :﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾، فقال لي : مَرْض، يا غلام.
وأصل المَرَض الضعف، وكل ما ضَعُف فقد مَرِض، ومنه قولهم : امرأة مريضة الألحاظ ومريضة النظر، أي : ضعيفة النَّظَر.
ومرَّض الرجل في كلامه، إذا ضَعَّفَه. ومرّض في الأمر، إذا لم يبالغ فيه. وريح مريضة، إذا ضعف هبوبها.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ض م ] ٢ / ٧٥٢ )
- - - - - - -
فيما ذكر ابن دريد مسألتان :
الأولى : تفسير المرض : بأنه ضد الصحة، وأن أصله من الضعف :
وتفسيره هذا تفسير لغوي (٣)، قال ابن فارس :( الميم، والراء، والضاد أصل صحيح..........
.....................................................................................
- - - - - - -
يدل على ما يخرج به الإنسان عن حَدّ الصحة في أيِّ شيء كان.. والنفاق مرض في قوله تعالى :﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ ) (٤).............
ولم يحدد ابن دريد نوع المرض الذي سكن قلوبهم، وللمفسرين في ذلك أقوال :
(٢) ٢ ) هو : عبد الملك بن قُرَيْب بن عبد الملك بن علي بن أصمع، أبو سعيد. صاحب اللغة والنحو والغريب والأخبار والمُلَح. قال عمر بن شَبّة :( سمعت الأصمعي يقول : أحفظ ست عشرة ألف أرجوزة ). اختلف في وفاته فقيل : ٢١٠ هـ، وقيل غيرذلك. انظر : تاريخ خليفة ٤٧٥ ؛ وإنباه الرواة ٢ / ١٩٧.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ٢٦ ؛ والصحاح ٣ / ٩٢٨ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٣١١.
(٤) ١ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٣١١.
فهو كُلُّ حركة أَشَرْتَ بها لبيان ما يختلج في نفسك ؛ بأي شيء كانت تلك الحركة : فم أو يد، أو حاجب، أو غير ذلك.
وبهذا، يصح أن تحمل المعاني التي جاءت في القولين كليهما على قوله :﴿ رَمْزًا ﴾.
- - - - -
( ٢٦ ) [ ٤ ] قول الله تعالى :﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) ﴾
قال : والبَهْلَة : اللعنة، من قولهم : عليه بَهْلَة الله لِلَّهِ أي : لعنة الله. وفي التنزيل :﴿ نَبْتَهِلْ ﴾، أي : نتلاعن، والله عز وجل أعلم.
( الاشتقاق ٢٧٤ )
وقال : مِن قولهم : تَبَاهَلَ القوم، إذا تلاعنوا، كأنهم يقولون : افعل بأكذَبِنا، وافعل وافعل لِلَّهِ
( الاشتقاق ٥٣٤ )
- - - - - - -
اتفق المفسرون على معنى ( المباهلة ) في الآية ؛ ورغم أن في تعبيراتهم عن المعنى نوع تباين إلا أنها تدور حول : الاجتهاد والإخلاص في الدعاء باللعنة.
جاء تفسير البهلة بما ذُكِر عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومقاتل بن حيان (١)، في آخرين (٢).
ومن أقوالهم في معنى الحرف :
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - في قوله تعالى :﴿ ِ¢OèO نَبْتَهِلْ ﴾ قال :( نتضرّع في الدّعاء ) (٣).
.....................................................................................
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٩٦ ؛ وابن جرير في جامع البيان ٣ / ٢٩٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢٣ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٤٤٤ ؛ والسمعاني في تفسيره ١ / ٣٢٧ والزمخشري في الكشاف ١ / ٥٦٤ ؛ والخازن في تفسيره ١ / ٤٦٦ ؛ وابن كثير في تفسيره ١ / ٣٤٧.
(٣) ١ ) انظر : الكشف والبيان ٣ / ٨٤.
- - - - - - -
والسدي، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان (١)، في غيرهم (٢).
o الثاني : تَضِلُّوا، قاله مجاهد (٣).
o الثالث : تَفْتَقِروا، قاله سفيان بن عيينة (٤).
o آخرها : يَكْثُر مَنْ تَعُوْلُوْن، قال به جابر بن زيد (٥)، وزيد بن أسلم (٦)
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ١ / ١٧٩ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ١١٧ ؛ وغلام ثعلب في ياقوتة الصراط ١٩٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ١ / ٣٣٢ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ١٤٤ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ١٦ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ١٠٩ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ١٧٧ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٣٩٠ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٢ / ٩٧ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٤ / ٢٢٨ والقاسمي في محاسن التأويل ٣ / ٢١.
(٣) ٣ ) انظر : النكت والعيون ١ / ٤٥٠ ؛ وزاد المسير ٢ / ١٠.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٣ / ٨٦٠.
(٥) ٥ ) انظر : المحرر الوجيز ٤ / ١٧ ؛ والجامع لأحكام القرآن ٥ / ٢٧.
وجابر بن زيد هو : الأزدي اليحمدي، مولاهم، البصري. كان عالم البصرة في زمانه هو، والحسن وابن سيرين، ومن كبار تلاميذ ابن عباس - رضي الله عنهم -. قال ابن عباس - رضي الله عنهم - فيه :( لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسَعَهم علماً عما في كتاب الله ). توفي سنة ٩٣ هـ. انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٨١ وغاية النهاية ١ / ١٨٩.
(٦) ٦ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٣ / ٨٦٠ ؛ وسنن الدارقطني، كتاب : النكاح، باب : المهر [ ٣ / ٢٤٤ ] [ ح : ٢٥٧ ] ؛ والمحرر الوجيز ٤ / ١٧.
وزيد بن أسلم هو : أبو عبد الله، وقيل : أبو أسامة العمري العَدَويّ المدنيّ، الثقة الفقيه. أدرك جماعة من الصحابة وسمع من بعضهم، كانت له حلقة عِلْمٍ في مسجد رسول الله - ﷺ -، وله تفسير يرويه عنه ابنه عبدالرحمن. توفي سنة ١٣٦هـ. انظر : التاريخ الكبير ٣ / ٣٨٧ ؛ وتذكرة الحفاظ ١ / ١٥٢.
قال : واليَنْع : الثمر المدرِك (١) ؛ أينع الشجر، إذا أدرك ثمره فهو مونِع، ويَنَعَ فهو يانِع وقالوا : أَيْنَعَ إيناعاً ويَنَعَ ينْعاً. وفي التنزيل :﴿ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ﴾، ويانِعه، ويُنْعه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ن ي ] ٢ / ٩٥٦ )
- - - - - - -
تناول ابن دريد مسألتين :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ وَيَنْعِهِ ﴾ :
حيث ذكر أن المراد به : إدراك الثمر.
و هذا المعنى بنحو ما قال ابن عباس، والبراء - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي، والضحاك (٢)................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
وغيرهم من المفسرين (٣)، ليس بينهم في هذا الحرف اختلاف.
وكذلك هو عند أهل اللغة (٤).
فعن قتادة في معنى قوله تعالى :﴿ وَيَنْعِهِ ﴾ قال :( ونُضجه ) (٥).
(٢) ٢ ) انظر : سؤالات نافع بن الأزرق ٣١ ؛ وتفسير الصنعاني ١ / ٢٠٧ ؛ وجامع البيان ٧ / ٢٩٥ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٤ / ١٣٦٠ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ١٥٢.
(٣) ١ ) كالفراء في معاني القرآن ١ / ٢٣٦ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٠٢ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ١٤٠ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٢ / ٤٦٤ ؛ والواحدي في الوسيط ٢ / ٣٠٥ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٧٨ ؛ والراغب في المفردات ٥٧٨ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ١٦٤، وابن جزي في التسهيل ١ / ٢٧٨ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٦٥١ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٧ / ٤٠٣.
(٤) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ١٤٠ ؛ والصحاح ٣ / ١٠٨٥ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٤٩٢؛ ولسان العرب ٨ / ٤١٥.
(٥) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٠٧.
والسجستاني (١)، في آخرين (٢).
وبمثله قال علماء اللغة (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال الزجاج :( أي : ليلاً، أي : أفأمِنَت الأُمة التي كذّبت النبي محمد - ﷺ - أن يأتيهم بأسنا بياتاً، أي : ليلاً ) (٤).
وقال الراغب :( والبُيوت : ما يفعل بالليل ) (٥).
قال ابن فارس :( الباء، والياء، والتاء أصل واحد وهو المأوى، والمآب، ومجمع الشمل.. والبَيَات والتَّبييت : أن تأتي العدو ليلاً، كأنك أخذته في بيته.. ) (٦).
- - - - -
( ٦١ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣) ﴾
(٢) ٤ ) منهم : السمرقندي في تفسيره ١ / ٥٧٧ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٢٦٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٢ / ٣٨٩ ؛ والسمعاني في تفسيره ٢ / ٢٠٠ ؛ والراغب في المفردات ٦٥ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ٢١٧ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ٤٧٩ ؛ والخازن في تفسيره ٢ / ٥٥٣ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٦٨ ؛ وابن كثير في تفسيره ٢ / ٢٢٤ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٥ / ١٥٨.
(٣) ٥ ) انظر: تهذيب اللغة ١٤ / ٢٣٨ ؛ والصحاح ١ / ٣١٨ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ٣٢٤ - ٣٢٥ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٨٦ ؛ و لسان العرب ٢ / ١٦.
(٤) ١ ) انظر : معاني القرآن و إعرابه ٢ / ٣٦٠.
(٥) ٢ ) انظر : مفردات القرآن ٦٥.
(٦) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٣٢٤ - ٣٢٥.
o الثاني : أنه الضحك المعروف، قاله الأكثرون، منهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة والكلبي، ومحمد بن قيس (١)، والسدي (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
و من العلماء من ينكر أن يكون قوله تعالى :﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ بمعنى : حاضت ؛ بحجة أن ذلك لم يعرف عن الثقات، قال الفراء :( أما قوله :﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ حاضت فلم نسمعه من ثقة ) (٣)، والزجاج يقول :( فأما من قال :﴿ ضَحِكَتْ ﴾ حاضت فليس بشيء ) (٤).
ويعقّب النحاس على قول من قال :﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ فحاضت فيقول :( وهذا قول لا يُعرف ولا يصح ) (٥).
وقبل ذكر الرأي المختار، لابدّ من تعليقة بسيطة على أقوال الأئمة السالفة، التي فيها إنكار لاستعمال ﴿ ضَحِكَتْ ﴾ بمعنى حاضت، فأقول : إنه قد ثبت عند أهل اللسان استعمال الضحك بإرادة الحيض من ذلك قول الشاعر :
(٢) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٦٧ ؛ وجامع البيان ١٢ / ٧٢ - ٧٤ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٣٣. وأصحابُ القول الثاني فيما بينهم على رأيين في سبب الضحك : فمنهم من قال : سروراً، ومنهم من قال : تعجباً. ولهذا كان الماوردي في النكت ٢ / ٤٨٤، وابن الجوزي في زاد المسير ٤ / ١٣٠ يحكيان الخلاف في معنى ( ضحكت ) على ثلاثة أقوال.
(٣) ١ ) انظر : معاني القرآن ١ / ٣٣٨.
(٤) ٢ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٦٢.
(٥) ٣ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ٣٦٤.
ذكر ابن دريد أن المراد بقوله تعالى :﴿ شَغَفَهَا ﴾ وصل إلى غلاف قلبها.
.....................................................................................
- - - - - - -
وهذا بنحو قول ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وابن جريج (١) في غيرهم (٢).
قال السمعاني :( روي عن ابن عباس - رضي الله عنهم - أنه قال :(( ﴿ شَغَفَهَا حُبًّا ﴾ أي : غلبها )) وروي عنه - أيضاً - أنه قال :(( ﴿ شَغَفَهَا حُبًّا ﴾ أي : دخل الحب في شغاف قلبها )) ؛ وشغاف القلب : داخل القلب، وقيل شغاف القلب : جلدة القلب، كأن الحب خرق الجلدة وأصاب القلب وغلب عليه ) (٣).
ومعاجم اللغة تعطي الحرف معانيَ تدور حول : وصول الحب إلى حجاب القلب وغلبته عليه (٤).
- - - - -
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ١ / ٣٥٤ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٣٠٨ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٨٦ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٥ / ٢١٦ ؛ والراغب في المفردات ٢٦٩ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢٦٢ ؛ والخازن في تفسيره ٣ / ٣٦٧ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٢٨ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ٤٠٤ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٢٧١ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١١٢ / ٢٦٠ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٦ / ١٧٢.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٣ / ٢٥.
(٤) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٤٤ ؛ والصحاح ٣ / ١١٤١ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٥١٢ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ١٩٥ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٧٩ ؛ وتاج العروس ٦ / ١٥٧.
- - - - - - -
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( إن الدابة تأكل العَلَف، فإذا استقر في كَرِشها طحنه الكبد فكان أسفله فرثاً، وأوسطه لَبَناً، وأعلاه دماً، والكَبِد مسلّط على هذه الأصناف الثلاثة فيَقسِم الدم فيجري في العروق، ويجري اللبن في الضرع، ويبقى الفرث كما هو في الكرش ) (١).
وقال النحاس :( الفَرْث : ما يكون في الكَرِش، يقال : أفرثت الكَرِش، إذا أخرجت ما فيها.
والمعنى : أن الطعام يكون فيه ما في الكَرِش ويكون منه الدم ثم يخلص اللبن من الدم ) (٢).
وقال ابن فارس :( الفاء، والراء، والثاء أصيل يدل على شيء متفتت. يقال : فَرَثَ كَبِده فتَّها، والفَرْث : ما في الكَرِش ) (٣).
- - - - -
( ١٠٧ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ﴾
قال : والوحي من الله - جل وعز ثناؤه - نبأ و إلهام، ومن الناس إشارة. قال الله جل ثناؤه :﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ﴾، وقال في قصة زكريا :﴿ ة#سyr÷rr'sù إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾ (٤).
( جمهرة اللغة، مادة [ ح أ و ي ] ١ / ٢٣١ )
- - - - - - -
فرّق ابن دريد بين الوحي من الله، والوحي من الناس من حيث المعنى : فجعله من الله : نبأً وإلهاماً، ومن الناس : إشارةً، وعليه سأجعل الكلام حول كل معنى على حِدة :
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن ٤ / ٨١.
(٣) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٤٩٨.
(٤) ١ ) مريم : ١١.
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ﴾ :
فسّر ابن دريد نَغْض الرؤوس في الآية هنا بأنه : تَحَرُّكُها واضطرابها، وهو بمثل ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة (١)، في آخرين (٢).
ومعنى الحرف عند أهل اللغة هو على ما قال ابن دريد لا خُلف في ذلك (٣).
ومن أقوال أهل التأويل واللغة في معنى الآية :
عن قتادة قال :( يحركون به رؤوسهم ) (٤).
وقال ابن أبي زمنين :( أي : يحركونها تكذيباً واستهزاءً ) (٥).
وقال ابن فارس :( والإنغاض : تحريك الإنسان رأسه نحو صاحبه كالمتعجب منه ) (٦).
- - - - -
( ١١٩ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (٧٦) ﴾
وجاء فلانٌ خَلْفَ فلان وخِلافَ فلان، إذا جاء بعده. وقد قرئ :﴿ لَا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ ﴾ وخِلافك.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ف ل ] ١ / ٦١٥ )
- - - - - - -
تحدّث ابن دريد هنا عن مسألتين :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ خِلَافَكَ ﴾ :
(٢) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٥٢ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٣٨٢ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٤٤ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٤٦٢ ؛ والواحدي في الوسيط ٣ / ١١١ ؛ والراغب في المفردات ٥٢١ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٣٠٥ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٥٨٥ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٢ / ٣١٥ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٤ / ١٣٦.
(٣) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٥٥ ؛ والصحاح ٣ / ٩٣٠ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٤٥٣ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٣٨.
(٤) ٥ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٣٢٣.
(٥) ٦ ) انظر : تفسيره ١ / ٤٦٢.
(٦) ٧ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٤٥٣.
" الأخرى :( وِدًّا ) بكسر الواو، قرأ بها جَنَاح بن حُبَيش (١).
وهما بمعنىً واحد، والله أعلم (٢).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة في معنى الحرف :( المحبة ) (٣).
وبمثله قال أهل اللغة (٤).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : البحر المحيط ٧ / ٣٠٥ ؛ والدر المصون ٧ / ٦٥٣.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٦ / ١٣٢ ؛ ومعاني القرآن للنحاس ٤ / ٣٦٥.
(٤) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ١٦٥ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ٧٥.
وقال الآخر (١) :
لم يمنع الشُّرْبَ منها غيرَ أن نطقتْ حمامةٌ في غصونٍ ذاتِ أَوْقالِ
أي : على غصون.
( جمهرة اللغة، [ أبواب النوادر ] ٣ / ١٣١٦ )
- - - - - - -
جمهور المفسرين قالوا في هذا الحرف، بنفس المعنى الذي فسره به ابن دريد (٢)
.....................................................................................
- - - - - - -
وأهل اللغة على ذلك كذلك (٣).
قال الزمخشري في علة التعبير بـ (( في )) دون (( على )) :( شبه تمكّن المصلوب في الجذع بتمكن الشيء الموعَى في وعائه.. ) (٤).
و احتمل السَّمينُ إرادةَ المعنى الحقيقي في هذا الحرف ؛ ذاكراً أنه جاء عن المفسرين : أن فرعون نَقَر جذوع النخل حتى جوّفها، ووضعهم فيها حتى ماتوا جوعاً وعطشاً (٥).
- - - - -
( ١٤٠ ) [ ٥ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦) ﴾
(٢) ٣ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ٢ / ١٠٢ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٢٣ ؛ وجامع البيان ١٦ / ١٨٨ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٨ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٣٤٩ ؛ والوسيط ٣ / ٢١٤ ؛ وتفسير السمعاني ٣ / ٣٤٢ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٢٦٨ ؛ والكشاف ٤ / ٩٧ ؛ والتحرير والتنوير ١٦ / ٢٥٦.
(٣) ١ ) انظر : الخصائص ٢ / ٣١٣ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٦٨.
(٤) ٢ ) انظر : الكشاف ٤ / ٩٧.
(٥) ٣ ) انظر : الدر المصون ٨ / ٧٦.
فإنْ تَسْأَلِيْنَا فِيْمَ نَحْنُ فإِنَّنَا عَصَافِيْرُ مِنْ هذا الأنامِ المُسَحَّرِ
ويقال : المُسَحَّر : المرزوق الذي يأكل الرزق، وقال امرؤ القيس (١) :
أَرَانَا مُوْضِعِيْنَ لِحَتْمِ غَيْبٍ ونُسْحَرُ بالطَّعَامِ وَبِالشَّرَابِ
عَصَافِيرٌ وذِبَّانٌ ودودٌ وأَجْرَأُ من مجلِّحَة الذِّئابِ
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر س ] ١ / ٥١١ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في معنى :﴿ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ على قولين (٢) :
.....................................................................................
- - - - - - -
o الأول : معناه : إنما أنت من المسحورين، قاله مجاهد، و قتادة.
o الآخر : معناه : من المخلوقين، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -.
وذكر ابن جرير (٣) أن بعض أهل البصرة، وبعض نحويي الكوفة قولهم في معناه متقارب ؛ وهو : أن كل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحّر.
وعلّل البصريون ذلك بأن له سَحراً يُقْرِي ما أكل فيه (٤) ؛ أما الكوفيون فقالوا : أُخِذَ من قولك : انتفخ سحرك ؛ أي : أنك تأكل الطعام والشراب ؛ فتسحّر به وتعلّل.
ورجّح ابن كثير القول الأول : وهو أن المراد : من المسحورين، لا عقل لك (٥).
وامرؤ القيس : هو ابن حُجْر بن الحارث بن عمرو، أحد ملوك كِندة وابن ملوكهم، من شعراء الجاهلية وأول من فتح باب الشعر. انظر : طبقات فحول الشعراء ١ / ٥١ ؛ وبغية الطلب، لابن أبي جرادة ٤ / ١٩٩١.
(٢) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١٠٢ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٩ / ٢٨٠٤ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٣٣٢.
(٣) ١ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١٠٢ - ١٠٣.
(٤) ٢ ) قُلْت : لعله تشبيه له بالمِقْراة، وهي الإناء يوضع فيه قِرى الضيف.
(٥) ٣ ) انظر : تفسيره ٣ / ٣٣٣.
" آخرها : أنها في عبد الله بن أُبي، قال ذلك ابن عباس - رضي الله عنهم - (١).
وأشهر الأقوال هو القول الأول (٢)، ولا مانع من أن تكون عامة في كل من أنكر البعث عدا القول بأنها في عبد الله بن أُبي فإنه لا يصح ؛ لأن السورة مكية وابن أُبي ابن سَلول إنما كان بالمدينة (٣).
- - - - -
(٢) ٣ ) انظر : تفسير السمعاني ٤ / ٣٨٩.
(٣) ٤ ) انظر : تفسير ابن كثير ٣ / ٥٥٩.
قال : والعَرَاء بالمد : الفضاء لا يُستَر به، قال الله تعالى :﴿ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ ﴾.
( شرح المقصور والممدود ٢٧ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن معنى العراء : الفضاء لا يستر به. و هذا الحرف لا خلاف بين أهل التأويل في معناه، حيث جاء القولُ فيه بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي والكلبي، ومقاتل بن حيان (١)، وغيرهم (٢) ؛ ومن أقوالهم في معنى الآية :
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - :( بالساحل ) (٣).
وعن قتادة :( أرض ليس فيها نبات ولا شيء ) (٤).
وعن السدي :( بالأرض ) (٥).
وما قاله المفسرون في الحرف، هو ذات المعنى عند أهل اللسان، فالعراء عندهم : ما اتسع من فضاء الأرض، أو وجهُ الأرض الخالي(٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٧٥ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣١٣ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٣٠ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ١٢٤ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٢١٩ ؛ والراغب في المفردات ٣٤٤ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١١٥ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٧ / ١٦٠ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٥ / ٣٣٨ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٣ / ١٧٧.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٤٢٣.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٣ / ١٠١.
(٥) ٥ ) انظر : الكشف والبيان ٨ / ١٧٠.
(٦) ٦ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ١٠٠ ؛ ومقاييس اللغة ٤ / ٢٩٨ ؛ و لسان العرب ٤ / ١٥١.
- - - - - - -
o آخِرها : أنه جعل يمسح أعراف (١) الخيل وعَرَاقيبها (٢) : حُبًّا لها. وهذا القول لابن عباس - رضي الله عنهم - (٣).
والمشهور القول الأول، وعليه جمهور المفسرين.
وقد رجح ابن جرير القول بأنه جعل يمسح الغبار عن أعرافها وعراقيبها، حُبًّا لها. واعتَرض على القول الأول بأن كيف يوجّه العقوبة للحيوان ولا ذنب له، فيتشفّى منه بقتله وهذا يشبه فعل الجبّارين، لا فعل الأنبياء ؟
ويُجاب على هذا الاعتراض فيقال : إنه لم يكن ليفعل ذلك إلا وقد أبيح له، وجائز أن يُباح له ما يُمنع منه في شرعنا، على أنه إذا ذبحها كانت قرباناً، و أكْل لحمها جائز، فما وقع تفريط (٤). وقد كانت عادة الصالحين، أنهم إذا أعجبهم شيء واستحسنوه تصدقوا به، كما روي عن ابن عمر، أنه أعجبه غلام فأعتقه (٥).
وبهذا يمكن الجمع بين قولي ابن عباس الواردين في القول الأول والآخر ؛ فيقال : إنه مَسَحَ أعناقها وعراقيبها ؛ حُبّاً لها وإعجاباً بها، ثم تصدّق بها فعقرها في سبيل الله ؛ والله تعالى أعلم.
- - - - -
( ١٩٨ ) [ ٥ ] قول الله تعالى :﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤) ﴾
(٢) ٢ ) العراقيب : جمع عرقوب، والعُرْقُوب : عَقِب مُوَتَّر خلف الكعبين. انظر : تهذيب اللغه ٣ / ١٨٥.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٤٢٧ ؛ وجامع البيان ٢٣ / ١٠٠.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٣١ ؛ وزاد المسير ٧ / ١٣٢.
(٥) ٥ ) ألمح إلى هذا المعنى النحاس في معاني القرآن ٦ / ١١٣.
" وابن زيد (١) ؛ فيكون المعنى : ما كان للرحمن ولد، فأنا أول مَنْ عَبَد اللهَ على يقينٍ أنه لا وَلَدَ له. وقال أبو عبيدة (٢) : الفاء على هذا القول بمعنى الواو ) (٣).
والراجح كما قال ابن جرير ووافقه عليه غير واحد (٤) : أنّ (( إنْ )) بمعنى الشرط المقتضي الجزاء ؛ فيكون المعنى : قل يا محمد لمشركي قومك الزاعمين أن الملائكة بنات الله : إن كان للرحمن ولد فأنا أول عابديه بذلك منكم، ولكنه لا ولد له، فأنا أعبده بأنه لا ولد له، ولا ينبغي أن يكون له.
فيكون الكلام بهذا على وجه الإلطاف في الكلام وحسن الخطاب، كما قال جل ثناؤه :﴿ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ (٥) وقد علم أن الحق معه، وأن مخالفيه في الضلال المبين (٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٠٦ ونص كلامه :( والفاء مجازها مجاز الواو : ما كان للرحمن ولد، وأنا أول العابدين ).
(٣) ٣ ) انظر : زاد المسير ٧ / ٣٣١ - ٣٣٢.
(٤) ٤ ) كابن عطية في المحرر الوجيز ١٤ / ٢٦٨ استئناساً ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ١٣٨.
(٥) ٥ ) سبأ : ٢٤.
(٦) ٦ ) بتصرف - يسير - من كلام ابن جرير، انظر : جامع البيان ٢٥ / ١٠٣.
وقد اتفقت كلمة المفسرين على تفسير ﴿ يَلِتْكُمْ ﴾ بـ : ينقصكم، حيث ورد القول بذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة (١)، في آخرين (٢).
وهو معنىً متواضعٌ عليه عند أهل اللسان (٣).
قال قتادة :( لن يظلمكم من أعمالكم شيئاً ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الراغب :( قال :﴿ يَلِتْكُمْ ﴾، أي : لا ينقصكم من أعمالكم، لات وألات بمعنى : نَقَصَ، وأصله مِن رَدِّ الّليت، أي : صفحة العنق ) (٥).
وقال ابن منظور :( لاته حقه، يَلِيتُه لَيْتاً و ألاته : نقصه، والأولى أعلى ) (٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٢ / ٣٥٩ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٤٤ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٥٠٣ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣٣٩ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٣٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ١٦٠ ؛ والراغب في المفردات القرآن ٤٧٧ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٤ / ٢٦٩ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٧ / ٦٥٨ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٢٢٠ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٨ / ٥٤٢.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ٢٢٨ ؛ والصحاح ١ / ٢٣٥ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٢٢٣ ؛ ولسان العرب ٢ / ١٠٨.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٤٣.
(٥) ١ ) انظر : المفردات ٤٧٧.
(٦) ٢ ) انظر : لسان العرب ٢ / ٨٦.
ومراده من قوله :( والأول أعلى ) أي : أن لاته أعلى لغةً من ألاته.
فالأول : قولهم : قاناه إذا خالطه كاللون يقاني لوناً آخر غيره.. ومن ذلك قولهم : ما يقانيني هذا ؛ أي : ما يوافقني، ومعناه : أنه ينبو عنه فلا يخالطه، ومن الباب : قَنَى الشيء واقتناه : إذا كان ذلك معدّاً له، لا للتجارة ) (١).
أما القول بأن معناه :( أفقر ) فبعيد ؛ قال ابن عطية :( وهذه عبارات لا تقتضيها اللفظة ) (٢).
- - - - -
(٢) ٥ ) انظر : المحرر الوجيز ١٥ / ٢٨٣ ؛ وبنحو كلام ابن عطية قال ابن كثير. انظر : تفسيره ٤ / ٢٦١.
٢٣٩ ) [ ٥ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦) ﴾
قال : أي : لم يمسسهن، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ث ط م ] ١ / ٤٢٦ ؛ والاشتقاق ٣٧٤ )
- - - - - - -
تنوعت عبارات المفسرين في معنى ( الطمث ) من قول الله - عز وجل - :﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ ﴾ بيد أنها تجتمع في نهاية الأمر على أن المراد : لم يصبهنّ بالجماع أحد قبل أزواجهن (١).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( كذلك نساء أهل الجنة، لم يدن منهن غير أزواجهن ) (٢).
وقال ابن زيد :( لم يمسهن شيء، إنس ولا غيره ) (٣).
وقال الثعلبي :( لم يجامعهن ) (٤).
وقال السمين :( الطمث في الأصل دم الحيض ودم الافتضاض، ثم تُجُوّز به عن نفس الافتضاض فيقال : طمث فلان فلانة أي : أصابها فأدماها ) (٥).
....................
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : سؤالات نافع ٢٢٧ ؛ وجامع البيان ٢٧ / ١٥١ ؛ والدر المنثور ٧ / ٦٢٧.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٥١.
(٤) ٤ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ١٩١.
(٥) ٥ ) انظر : عمدة الحفاظ ٣٢٤.
وقال السجستاني :( ويقال : المعنى تجعلون شكر رزقكم التكذيب، فحُذِف الشكر وأُقيم الرزق مُقامه، كقوله :﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ (١) : أي أهل القرية ) (٢).
- - - - -
( ٢٤٧ ) [ ٤ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ رُسy÷r وَرَيْحَانٌ ﴾، و ﴿ رَسy÷r وَرَيْحَانٌ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر و ] ١ / ٥٢٦ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد اختلاف القراء في حرف :﴿ فَرَوْحٌ ﴾ على مذهبين :
" الأول :﴿ رُسy÷r ﴾ بضم الراء، قراءة يعقوب. وهي المروية عن أم المؤمنين عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم -، وغيرهما.
" الآخر :﴿ رَسy÷r وَرَيْحَانٌ ﴾ بفتح الراء، قراءة الباقين (٣). وهي سبعية.
قال الأزهري :( من قرأ :﴿ فرُسy÷r وَرَيْحَانٌ ﴾ فمعناه : فحياة دائمة لا موت فيها. و (( ريحان )) أي : رزق دارٌّ عليكم. ومن قرأ :﴿ سy÷rtچsù ×b$ptّ†u'ur ﴾ فالرَّوْح : الفرَج كأنه قال : فأما إن كان من المقربين فله روح وريحان.
وقد يكون الرَّوح، بمعنى : الاستراحة والبرد ) (٤).
- - - - -
(٢) ٥ ) انظر : نزهة القلوب ١٧٢.
(٣) ١ ) انظر القراءتين في : المبسوط في القراءات العشر ٤٢٨ ؛ والنشر في القراءات العشر ٢ / ٣٨٣ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٥٣١ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٩٥.
(٤) ٢ ) انظر : معاني القراءات ٤٧٩. وانظر أيضاً : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٧ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٣٨٦ ؛ وتفسير المشكل ٢٦٠.
وما قرره ابن دريد، يشهد له حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : كنا إذا صلينا مع النبي - ﷺ - قلنا : السلام على الله قَبْلَ عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان، فلما انصرف النبي - ﷺ - أقبل علينا بوجهه فقال :( إن الله هو السلام.. الحديث ) (١).
وبما ثبت في كلام الله تعالى، وسنة رسوله - ﷺ - قال جابر بن زيد، و قتادة (٢)............................
.....................................................................................
- - - - - - -
و قرره آخرون (٣).
عن قتادة في قوله :﴿ السَّلَامُ ﴾، قال :( الله السلام ) (٤).
وقال الزجاج :( اسم من أسماء الله عز وجل، وقيل : السلام الذي قد سلم الخلق من ظلمه ) (٥).
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٢٩ ؛ وجامع البيان ٢٨ / ٥٤.
(٣) ١ ) منهم : الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٥٠ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٤٨ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٠٤ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٢٧٩ ؛ والسمعاني ٥ / ٤٠٩ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ٦٦ ؛ والراغب في مفرداته ٢٤٥ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢١٥ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ١٧٨ ؛ والخازن في تفسيره ٦ / ١٦٩؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٣٤٣ ؛ ومحاسن التأويل ٩ / ١٩٦.
(٤) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٢٩.
(٥) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٥٠.
قال : وقرئ :﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا سَفَر ﴾ و ﴿ أَسْفَرَ ﴾ على اللغتين. سَفَر الصبح سَفْراً، وأَسفرْنا نحن إذا دخلنا في سَفَر الصبح.
( الاشتقاق ١٦٧ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد اختلاف القراء في حرف :﴿ أَسْفَرَ ﴾ على وجهين :
" الأول :﴿ سَفَر ﴾ ثلاثياً ؛ قراءة ابن السميفع (١)، وعيسى بن الفضل (٢).
" الآخر :﴿ tچxےَ™r& ﴾ رباعياً ؛ قراءة الجمهور.
وهما لغتان، يقال : أسفر وجه فلان، وسَفَر وجهه : إذا أضاء (٣).
- - - - -
(٢) ٢ ) لم أهتد إلى ترجمته.
(٣) ٣ ) انظر القراءتين وتوجيههما في : المحرر الوجيز ١٦ / ١٦٤ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٨٢ ؛ والدر المصون ١٠ / ٥٥١ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٣٣٦.
الشعوب : النسب البعيد.. )) ( مجاهد وقتادة )................................ ٥٥١ (( شغفها حباً، أي : دخل الحب.. )) ( ابن عباس )............................ ٢٩٨ (( شغفها حباً، أي : غلبها )) ( ابن عباس )................................... ٢٩٨ (( صفوان : يعني الحجر )) ( ابن عباس )......................................... ١٤٤ (( ضغثاً من الكلأ فيه أكثر من مئة عود.. )) ( عبد الرحمن بن زيد ).............. ٥٠٩ (( ضَمَّها إليه )) ( الربيع بن أنس ).............................................. ١٥٥ (( طائف من الشيطان : الغضب )) ( مجاهد )................................... ٢٥٥ (( طائف من الشيطان : اللمة من..)) ( ابن عباس )...................... ٢٥٤ - ٢٥٥ (( طرائق بيضٌ وحُمْرُ وسُود.. )) ( الضحاك )................................. ٤٨٠ (( عَبِدْتُ فصَمَتّ )) ( علي بن أبي طالب )................................ ٧٢ - ٥٢٦ (( العبد يعمل بالذنوب فتحيط بالقلب.. )) ( الحسن )......................... ٦٩٥ (( العَرِبة : الحسنة التبعل.. )) ( تميم بن حذلم ).................................. ٦٠١ (( الغاسق : الظلمة. والوَقْب : شدّ سواده.. )) ( ابن عباس ).................... ٧٢٧ (( غدقاً : كثيراً، والماء : المال )) ( أبو مالك ).................................... ٦٥٤ (( الغُلُوّ : فِرَاق الحق.. )) ( عبد الرحمن بن زيد )................................ ١٩٧ (( غَوْراً : أي : ذاهباً )) ( الضحاك )............................................ ٦٣٦ (( فأوعى يعي : فأمسكه فلم يُؤَدِّ حقَّ الله تعالى )) ( مقاتل )...................... ٦٤٧ (( الفحشاء : الزنى )) ( ابن عباس )............................................. ٣٤٧ (( فسكت فلم يجبه بشيء )) ( سفيان بن عيينة )..................................
طاوس بن كيسان اليماني....................................................... ١٠٨ طلحة بن مُصَرِّف بن عمرو.................................................... ٢٣٨ عائشة بنت أبي بكر الصديق.................................................... ٤٠٠ عاصم بن أبي النجود............................................................ ٩٦ عامر بن شراحيل الشعبي....................................................... ٢٩٥ عبادة بن الصامت بن قيس....................................................... ٩٢ عبد الحق بن غالب بن عبد الملك ( ابن عطية الغرناطي )....................... ٣١٨ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد، الجلال، السيوطي.............................. ٩١ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي........................ ١٠٢ عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.............................................. ٥٥٥ عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم ( أبو شامة المقدسي )........................... ٩٨ عبد الرحمن بن الأسْوَد بن يزيد................................................. ٤٨٤ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.................................................... ١٠٧ عبد الرحمن بن صخر الدوسي ( أبو هريرة )..................................... ١٩٥ عبد الرحمن بن علي بن محمد ( أبو الفرج ابن الجوزي ).......................... ٢٥٨ عبد الرحمن بن مُلّ ( أبو عثمان النهدي )..................................... ٣٥٣ عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي القرشي.................................... ١٨٣ عبد الله بن زيد الجَرمي ( أبو قِلابة ).......................................... ٦٧٢ عبد الله بن زيد بن يزيد المكي.................................................. ٢١٦ عبد الله بن سعد بن أبي سرح...................................................
٦٢- تأويل مختلف الحديث، تأليف : أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ت. محمد زهري النجار، ط. دار الجيل، بيروت، لبنان، سنة ١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م.
٦٣- التبيان في إعراب القرآن، تأليف : أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري ت. علي محمد البجاوي، ط. مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه.
٦٤- التبيان في تفسير غريب القرآن، تأليف : شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري ت. فتحي أنور الدابلوي، ط ١. دار الصحابة للتراث، طنطا، مصر، سنة ١٤١٢هـ ١٩٩٢م.
٦٥- تحرير ألفاظ التنبيه، تأليف : يحيى بن شرف بن مري النووي، ت. عبد الغني الدقر ط ١. دار القلم، دمشق، سوريا، سنة ١٤٠٨ هـ.
٦٦- التحرير والتنوير، تأليف : السيخ محمد الطاهر ابن عاشور، ط. الدار التونسية سنة ١٩٨٤ م.
٦٧- تحفة المودود بأحكام المولود، تأليف : محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، ت. بشير محمد عيون، ط٣. ن. مكتبة المؤيد، الطائف، السعودية، سنة ١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م.
٦٨- تذكرة الأريب في تفسير الغريب، للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، ت. الدكتور علي البواب، ط ١. ن. مكتبة المعارف، الرياض، السعودية سنة ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م.
٦٩- تذكرة الحفاظ، للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت. محمد الكوثري ط ١. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢ م.
٧٠- التسهيل لعلوم التنزيل، تأليف : أبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي المالكي، ت. عبد الرزاق المهدي، ط ١. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٥ هـ ٢٠٠٤ م.
٧١- التعريفات، تأليف : علي بن محمد الجرجاني، خدمه : محمد بن عبد الحكيم القاضي ط ١. ن. دار الكتاب المصري و دار الكتاب اللبناني، سنة ١٤١١هـ - ١٩٩١ م.
قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ.. } ( ٤٣ )............ ٢٧٦
﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ.. ﴾ ( ٧٠ ).......... ٢٧٨ - ٢٧٩
﴿ وَامْرَأَتُهُ ×pyJح !$s% فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ.. ﴾ ( ٧١ )..... ٧٤ - ٢٨٠
الآية ورقمها موضع ورودها
﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا.. ﴾ ( ٧٨ )............... ٢٨٣
﴿ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ.. ﴾ ( ٨١ )...... ٧٤ - ٢٨٦
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا.. ﴾ ( ١٠٨ )............... ٢٨٨
سورة يوسف
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا.. ﴾ ( ٢ )........................................ ١٥
﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ.. ﴾ ( ١٣ )......................... ٢٩٠
﴿ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ.. ﴾ ( ١٩ )........................... ٢٩١
﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ zدd؛u'yٹ مَعْدُودَةٍ.. ﴾ ( ٢٠ ).................... ٢٩٣
﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ.. ﴾ ( ٣٠ )....... ٥٤ - ٢٩٦
﴿ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ.. ﴾ ( ٣١ )................ ٥٦ - ٢٩٩
﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ.. ﴾ ( ٣٣ )......................... ٧٨- ٣٠١
﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ.. ﴾ ( ٥١ ).......... ٣٠٣
﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ.. ﴾ ( ٧٦ )........................... ٣٠٥
﴿ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا.. ﴾ ( ٨٠ )........................... ٣٠٧