٥- ما بين الأقواس هو نصُّ قول الحسين بن الفضل، وأما ما قبله فقد يكون زيادة توضيح كتبتها ليتبين للقارئ المراد من القول.
٦- أناقش ذلك القول مناقشة علمية تبين صحة قوله أو عدمه.
٧- في غالب الدراسات أبدأ بذكر الأقوال الواردة في الآية، ومن ثمَّ أناقش قول الحسين بن الفضل، وأختمها بما توصلت إليه من الحكم على قوله.
٨- في دراسة بعض الأقوال استطردت استطراداً رأيته مفيداً في دراسة هذا القول.
٩- أوثق أقوال أهل العلم من كتبهم المعتمدة، إلا ما لم أجده فأحلت إلى كتب من نقله عنهم.
١٠- أعزو الآيات وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية.
١١- أُخرِّج ما تيسر من الأحاديث الواردة مكتفية بالصحيحين أو أحدهما إن كان فيهما أو أحدهما. وإن كان في غيرهما خرَّجتها مع بيان حكم العلماء عليها إن وجد.
١٢- أعرف بالأماكن والقبائل المذكورة.
١٣- أوضح الغريب من الألفاظ.
١٤- أثناء دراستي لأقوال الحسين أقوم بتوثيق قوله من مصدره وأترجم للأعلام وغير ذلك مما سبق بيانه، ولذا فإنِّي لا أعيد ذلك عندما أنقل بعض تلك الأقوال كأمثلة في بيان منهج الحسين بن الفضل، وكذلك فعلت في الأمثلة التي سقتها في عقيدته.
١٥ـ قمت بترقيم أقوال الحسين وذلك في الجانب الأيمن من المتن.
الخاتمة :
وتشتمل على أهم ما توصلت إليه من نتائج.
الفهارس:
وفيها كشف وبيان لمحتويات الرسالة وهي كما يلي :
١- فهرس الآيات القرآنية.
٢- فهرس الأحاديث النبوية.
٣- فهرس أقوال الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ.
٤- فهرس الآثار.
٥- فهرس الأعلام.
٦- فهرس المصادر والمراجع.
٧- فهرس محتويات الرسالة.
والله وليُّ التوفيق
... وجاءت أيام المأمون ولم تزل الإمارات المستقلة مقتصرة على الجناح الغربي من الدولة الإسلامية، ولم يتغير وضع الإمارات كثيراً في مغرب الدولة وإنما كانت استمراراً لما حدث في عهد أسلاف المأمون، وهكذا في أيام المعتصم، ومع انتهاء حكم المتوكل على الله انتهى العصر العبَّاسيُّ الأول وهو عصر القوة، وبدأ عصر الضعف حيث تسلَّط العسكر على الحكم، فحكموا من وراء الخلفاء الذين كانوا صورة بل ألعوبة أحياناً بيد العسكريين، وأذلُّوا الشعب وبالتالي بدأت الدولة تتداعى وينهدُّ منها ركنٌ بعد ركن حتى تهاوت على أيدي التتار، وقد تراخى أبناؤها وذلَّ أفرادها..
... وكانت بداية العصر العباسي الثاني هي بداية عهد الضعف الذي أصاب المسلمين واستمر مدة زادت على عشرة قرون، ونشأت دويلات في مشرق الدولة إضافة إلى ما نشأ في مغربها، ونشوء هذه الدويلات راجع إلى الضعف الذي حلَّ بالدولة، ولقد وُجد أكثرُ من خليفة في بلاد المسلمين وتعدَّدت الدُّول المنفصلة عن جسم الخلافة(١)وعليه كانت البلاد الإسلامية في تلك الفترة من التَّاريخ مضطربة وغير مستقرة.
٢- الحالة الاجتماعية :
أ - (وقد روى عن الحسن وجعفر الصادق التشديد، وهو قول الحسين بن الفضل من أمَّ إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك، ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ tP#uچutù:$# ﴾ [ المائدة : ٤٢ ] فاستشهد بالقرآن على معنى آمين، واعتمد في ذلك على بيان المعنى اللغوي.
ب - في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠) ﴾ [البقرة: ٣٠].
وقال أهل المعاني :( فيه إضمار واختصار معناه : قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء أم تجعل فيها من لا يفسد فيها ولا يسفك الدماء كقوله عزَّ وجل: ﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ ﴾ [الزمر: ٩] يعني كمن هو غير قائم وهو اختيارالحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ.
فاستشهد بالآية الأخرى على أسلوب الخطاب، وعلى وجود المعادل.
المبحث الثاني
منهجه في تفسير القرآن بالسنة
من المعلوم أن السنة هي الأصل الثاني الذي يجب الرجوع إليه، والتعويل عليه بعد كتاب الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فهي توضح القرآن، وتبين المراد منه، تفصِّل مجمله، وتقيِّد مطلقه، وتخصِّص عمومه كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: ٤٤].
وقد فسَّر الحسين ـ رحمه الله ـ بهذا النوع أكثر من أربع آيات في القرآن، ويلحظ عليها ما يلي:
١- أنه يذكر الحديث دون ذكر السند.
٢- قد يحكم على الخبر.
وهو في ذلك مُقلٌّ من إيراد الأحاديث في تفسيراته وهذه أهم ملاحظة تحت هذا المبحث، وسأعرض أمثلة تبين ما ذكرناه.
أ في قوله تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [ الفاتحة : ١ ].
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية: "وفاتحة الكتاب مكيَّةٌ بلا ريب، كما دلَّ عليه قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ٩$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر: ٨٧ ].
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - ﷺ - أنه قال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أو تيته)(١)وسورة الحجر مكية بلا ريب، وفيها كلام مشركي مكة وحاله معهم، فدلَّ ذلك على أنَّ ما كان الله ينسؤهُ فيؤخِّر نزوله من القرآن كان يُنزل قبله ما هو أفضلُ منه"(٢).
وقال ابن كثير: " والأول أشبه - أي : نزولها بمكة ـ- لقوله تعالى :: ؟ ﴿ وَلَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ٩$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر : ٨٧ ](٣).
وقال ابن حجر: " يُستنبط من تفسير السَّبع المثاني بالفاتحة أنَّ الفاتحة مكية، وهو قول الجمهور خلافاً لمجاهد.
ووجه الدلالة أنه سبحانه امتنَّ على رسوله بها، وسورة الحجر مكية باتِّفاق، فيدل على تقدُّم نزول الفاتحة عليها(٤).
* سبب تسميتها أمَّ القرآن:
[ ٢ ] قال الحسين بن الفضل:
(سُمِّيت بذلك لأنَّها أمٌّ لجميع القرآن، تُقرأ في كل ركعة، وتُقدم على كل سورة، كما أنَّ أمَّ القرى إمامٌ لأهل الإسلام).
الكشف والبيان للثعلبي ٢/ ٦٠٧(٥).
الدراسة
... عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله :- ﷺ - (الحمدُ لله أمُّ القرآن وأمُّ الكتاب والسَّبعُ المثاني)(٦).
(٢) الفتاوى ١٧/١٩٠.
(٣) ينظر : تفسيره ١/٨.
(٤) فتح الباري ٨/٢٠١.
(٥) ت : خالد العنزي، ج : أم القرى.
(٦) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ( كتاب التفسير ) باب ومن سورة الحجر، ح : ٣١٢٤ ص : ٧٠٦.
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية: "وفاتحة الكتاب مكيَّةٌ بلا ريب، كما دل عليه قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ٩$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر: ٨٧ ].
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - ﷺ - أنه قال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أو تيته)(١)وسورة الحجر مكية بلا ريب، وفيها كلام مشركي مكة وحاله معهم، فدلَّ ذلك على أنَّ ما كان الله ينسؤهُ فيؤخِّر نزوله من القرآن كان يُنزل قبله ما هو أفضلُ منه"(٢).
وقال ابن كثير: " والأول أشبه - أي : نزولها بمكة - لقوله تعالى : ؟ ﴿ وَلَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ٩$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر : ٨٧ ](٣).
وقال ابن حجر: " يُستنبط من تفسير السَّبع المثاني بالفاتحة أنَّ الفاتحة مكية، وهو قول الجمهور خلافاً لمجاهد.
ووجه الدلالة أنه سبحانه امتنَّ على رسوله بها، وسورة الحجر مكية باتِّفاق، فيدل على تقدُّم نزول الفاتحة عليها(٤).
* سبب تسميتها أمَّ القرآن:
[ ٢ ] قال الحسين بن الفضل:
(سُمِّيت بذلك لأنَّها أمٌّ لجميع القرآن، تُقرأ في كل ركعة، وتُقدم على كل سورة، كما أنَّ أمَّ القرى إمامٌ لأهل الإسلام).
الكشف والبيان للثعلبي ٢/ ٦٠٧(٥).
الدراسة
... عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله :- ﷺ - (الحمدُ لله أمُّ القرآن وأمُّ الكتاب والسَّبعُ المثاني)(٦).
(٢) الفتاوى ١٧/١٩٠.
(٣) ينظر : تفسيره ١/٨.
(٤) فتح الباري ٨/٢٠١.
(٥) ت : خالد العنزي، ج : أم القرى.
(٦) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ( كتاب التفسير ) باب ومن سورة الحجر، ح : ٣١٢٤ ص : ٧٠٦.
وكأن القول الأخير هذا هو الذي مال إليه الحسين ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية، والظاهر أن الأخذ بقول بعينه دون غيره، تخصيص ليس في الكلام ما يدل عليه، والأولى أن يحمل على جهة التمثيل لا الحصر في المراد(١).
قال الشوكاني :" والظاهر شموله لما يصدر عليه اسم الملك من غير مخصص "(٢)
لكن ليس هناك أشرف من ملك الجنة وسعادة الآخرة.
قال ابن عطية :" والصحيح أنه مالك الملك كله مطلقاً في جميع أنواعه وأشرف ملك يؤتيه سعادة الآخرة "(٣)
وهل يرجى لعبد أهانه الله وسلب منه الهداية ثم أدخله النار من سعادة.. ؟
وهو سبحانه الذي دعا عباده إلى الحسنى، فعمَّهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً، فخصَّ بالهداية والتوفيق من شاء منةً منه وفضلاً، ولم يجبه من لم يرفع بها رأساً فحق عليه الخلود في نار جهنم أبداً. فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم.
ونظير الملك الذي فسره الحسين ما ورد في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا #¶ژچخ٧x. ﴾ [ الإنسان : ٢٠ ]
يقول ـ جلَّ ذكره ـ: إذا رأيت يا محمد " ثَمَّ " أي هناك في الجنة ونعيمها وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحبرة، والسرور " :﴿ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا #¶ژچخ٧x. ﴾ أي مملكة لله هناك عظيمة وسلطاناً باهراً(٤)
﴿ وَمُلْكًا #¶ژچخ٧x. ﴾ أي عظيماً واسعاً لا يريدون شيئا إلا قدروا عليه(٥)، والكبير هنا مستعار للعظيم وهو زائد على النعيم لأن فيه رفعةً وتذليلاً للمصاعب(٦).
(٢) فتح القدير ١/٤١٨.
(٣) المحرر الوجيز ١/٤١٦، وينظر : تفسير الثعالبي ١/٢٥٤.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/٤٥٦/٤٥٧.
(٥) زاد المسير ٨/٤٣٩.
(٦) ينظر: التحرير والتنوير ٢٩/٣٦٩.
وأجابوا عن الآية التي احتج بها أهل القول الأول وهي قوله تعالى ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا uچح !$t٦ں٢ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ [ النساء : ٣١ ] أن المراد : الشرك (١)، ويؤيده قراءة ابن مسعود وابن جبير ( كبير )(٢) على إرادة الجنس (٣).
وقد قال الفراء : من قرأ ( كبائر ) فالمراد بها (كبير ) وكبير الإثم هو الشرك (٤)
وقالوا: وعلى الجمع فالمراد أجناس الكفر (٥).
قال ابن الصلاح (٦) :" وقد اختلف الناس في الصغائر والكبائر في وجوه : منهم
من نفى الفرق في الأصل وجعل الذنوب كلها كبائر وهو مذهب مطرح". (٧)
والصحيح ما ذهب إليه الجمهور.
قال النووي :" وقد تظاهر على ذلك دلائل من الكتاب والسنة واستعمال سلف الأمة وخلفها.
(٢) في قوله تعالى: ﴿ كَبَائِرَ الْإِثْمِ ﴾ في(الشورى: ٣٧) و(النجم: ٣٢) قرأ حمزة والكسائي وخلف (كبِيرَ) على التوحيد وقرأ الباقون كبائر على الجمع. ينظر: الكشف عن وجوه القراءات لمكي ٢/٢٥٣ والنشر ٣/٢٩١) وينظر: المحرر الوجيز ٢/٤٣ والدر المصون ٢/٣٥٤، وابن جبير هو : سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، قال هبة الله الطبري : هو( ثقة إمام حجة على المسلمين) قتل بين يدي الحجاج سنة (٩٥ هـ)، ينظر : تهذيب الكمال (٣/١٤١ )، التقريب (٢٢٧٨).
(٣) ينظر: تفسير أبي السعود ٢/١٧١ وروح المعاني ٥/١٧.
(٤) ينظر : معاني القرآن ٢/٢٥، وينظر : فتح الباري ١٠/٥٠٢.
(٥) ينظر: تفسير القرطبي ٥/١٥٢ والبحر المحيط ٣/٢٤٣.
(٦) تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان، أبو عمرو المعروف بابن الصلاح، الشيخ العلامة مفتي الشام ومحدِّثه. كان ديِّنا زاهداً ورعاً ناسكاً على طريق السَّلف الصالح، صنَّف كتباً كثيرة مفيدة في علوم الحديث وفي الفقه، توفي سنة (٦٤٣ هـ ). ينظر : مرآة الجنان (٤/٨٥)، البداية والنهاية (١٧/٢٨١ ).
(٧) فتاواه ص : ٢٠.
٢٧ ] فقال الحسين بن الفضل : يجوز أن لا يكون ندمُ قابيل توبةً له، ويكون ندم هذه الأمة توبة لها؛ لأنَّ الله تعالى خصَّ هذه الأمة بخصائص لم يشركهم فيها غيرهم من الأمم، وفيه قول آخر وهو أنَّ ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل، وإنما كان ندَمُه على حمله..)
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٣٧٧.(٢)
الدراسة
قوله ﴿ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾
الندم والندامة هو التحسر من تغيرُّ رأي في أمر فائت(٣)
وذكر في ندم قابيل أقوال منها :
قيل : لم يكن ندمه ندم توبة، بل ندم لفقده لا على قتله.(٤)
وقيل : حيث رأى إكرام الله لهابيل بأن قيض له الغراب حتى واراه ولم يكن ذلك منه ندم توبة(٥)
وقال الزمخشري :﴿ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ على قتله لما تعب فيه من حمله وتحير في أمره، وتبين له من عجزه، وتلمذته للغراب، واسوداد لونه، وسخط أبيه ولم يندم ندم التائبين(٦).
والحق أن القرآن لم يذكر التفاصيل الدقيقة لهذه القصة، ولذا كثرت النقول عن أهل الكتاب فيها، ويكفي أن نتدبر هذه القصة في سورة المائدة وفيها غنى عما ورد مما هو مشكوك في صحته.
وأما ما ذكره الحسين من كون الندم توبة، خاص بهذه الأمة فهو تفسير معقول قال الطبري :" ﴿ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ على ما فرط منه من معصيته الله عز ذكره في قتله أخاه(٧)".
(٢) ت : فريدة بنت محمد الغامدي، ج : أم القرى.
(٣) المفردات ص ٤٨٩.
(٤) ينظر :: المحرر الوجيز ٢/١٨١، وتفسير القرطبي ٦/١٣٦ وفتح القدير ٢/٤١.
(٥) ينظر :: زاد المسير لابن الجوزي ٢/٣٣٩، تفسير القرطبي ٦/١٣٦.
(٦) الكشاف ١/٦٢٦ وينظر : تفسير الرازي ١١/١٦٦ وتفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٣/٥١٥ ونظم الدرر ٢/٤٤٨ وروح المعاني ٦/٧٧.
(٧) تفسير الطبري ٦/٢٣٩.
الوَلْيُ القرب والدُّنُوُّ، والوَلِيُّ : الاسم منه.(١)والوَلِي له معان كثيرة، منها :(المحب ) و ( الصديق ) و ( النصير)(٢)وفي لسان العرب الولي هو الناصر وقيل المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها.(٣)
وذكر ابن جرير والقرطبي وغيرهم في ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾ أي ناصرهم.(٤)
وذكر بعضهم في ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾ أي متولي إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم.(٥)
قال الزمخشري في ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾ " مواليهم ومحبهم أو ناصرهم على أعدائهم "(٦)
وقال الرازي :" وهذا إخبار بأنه تعالى متكفل بجميع مصالحهم في الدين والدنيا ويدخل فيها الحفظ والحراسة والمعونة والنصرة وإيعاد الخيرات ودفع الآفات والبليات(٧)"
... وقال السعدي في تفسير ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾ :" الذي يتولى تدبيرهم وتربيتهم، ولطف بهم في جميع أمورهم، وأعانهم على طاعته، ويسر لهم كل سبب موصل إلى محبته، وإنما تولاهم بسبب أعمالهم الصالحة..(٨)"
والظاهر والله أعلم أن ما ذُكر كله داخل في معنى ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾
(٢) ينظر : القاموس المحيط ( الولي ) وتاج العروس ( ولى ).
(٣) ولي ) وينظر : المفردات ص : ٥٤٧.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ٨/٤١، وتفسير السمرقندي ١/٥٠٠، وتفسير القرطبي ٧/٧٤، وتفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ١٤/٢٢٢، وتفسير ابن كثير ٢/١٧٦، والدر المصون ٣/١٧٨، وفتح القدير ٢/٢٠٠، والتحرير والتنوير ٤/٤٩.
(٥) زاد المسير ٣/١٢٢.
(٦) الكشاف ٢/٦٤ وينظر : البحر المحيط ٤/٢٢٢.
(٧) تفسيره ١٣/١٥٥.
(٨) تفسير السعدي ص : ٢٧٣.
١-إن فيها أمراً ونهياً فأمرهم الله أن يعملوا بما أمرهم بعمله ويتركوا ما نهاهم عنه، فالمأمور به أحسن من العمل بالمنهي عنه(١).
قال الزمخشري :" على قولك :( الصيف أحر من الشتاء ) "(٢)
قال أبو حيان :" وذلك على أن في الشتاء حراً، ويمكن الاشتراك فيهما في الحسن بالنسبة إلى الملاذ، وشهوات النفس، فيكون المأمور به أحسن من حيث الامتثال وترتب الثواب عليه، ويكون المنهيُّ عنه حسناً باعتبار الملاذ والشهوة، فيكون بينهما قدر مشترك في الحسن وإن اختلف متعلَّقه "(٣)
٢- وقال بعضهم الحسن يدخل تحته الواجب والمندوب والمباح وأحسن ذلك الواجبات والمندوبات(٤).
٣- وقيل ﴿ بِأَحْسَنِهَا ﴾ بأحسن الأمرين في كلِّ شيء، كالعفو فهو أحسن من القصاص، والصبر أحسن من الانتصار(٥).
قال تعالى :﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ uچxےxîur إِنَّ y٧د٩¨sŒ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [ الشورى : ٤٣ ]
وقال سبحانه :﴿ وَلَمَنِ uچ|ءtGR$# بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا Nخkِژn=tم مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [ الشورى : ٤١ ](٦)
(٢) الكشاف ٢/١٥٨.
(٣) البحر المحيط ٤/٣٨٦/٣٨٧ و ينظر : المحرر الوجيز ٢/٤٥٣.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٢/١٥٢، وزاد المسير ٣/٢٥٩، وتفسير القرطبي ٧/٢٤٩، وتفسير الرازي ١٤/١٩٣، وتفسير البيضاوي وحاشيته لشيخ زاده ٤/٢٩٤.
(٥) ينظر : معاني القرآن للنحاس ٣/٧٧، ومعاني القرآن وإعرابه ٢/٣٧٥، والكشاف ٢/١٥٨، وزاد المسير ٣/٢٥٩، وتفسير القرطبي ٧/٢٤٩، وتفسير الرازي ١٤/١٩٣، وتفسير البيضاوي وحاشيته لشيخ زاده ٤/٢٩٤، وتفسير السعدي ص ٣٠٣.
(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢/٣٧٥.
قال النحاس :" وهو صحيح جيد بيّن، لأن إحداهما لا تنفي الأخرى، قال :﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ك]ّ‹xm وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ ﴾ أي خذوهم أسرى للقتل أو المن أو الفداء، فيكون الإمام ينظر في أمور الأسارى على ما فيه الصلاح من القتل أو المَنِّ أو الفداء، وقد فعل هذا كله رسول الله - ﷺ - في حروبه... " (١)
قال القرطبي: " وهو الصحيح(٢) ونسبه ابن الجوزي إلى جابر بن زيد(٣) وعامة الفقهاء (٤) ورجحه مكي (٥) وغيره ". (٦).
وقال الترمذي : في جامعه بعد ما روى ( أن النبي - ﷺ - فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين ) (٧) " والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - ﷺ - وغيرهم، أن للإمام أن يَمُنَّ على من شاء من الأسارى، ويقتل من شاء منهم ويفدي من شاء... " (٨).
(٢) تفسير القرطبي ٨/٧٠.
(٣) جابر بن زيد : أبو الشعثاء الأزدي، ثقة فقيه، من التابعين، توفي سنة ( ٩٣ هـ ) وقيل بعد ذلك، ينظر : السير ( ٤/٤٨١ )، التقريب (٨٦٥ ).
(٤) ينظر: نواسخ القرآن ص : ١٧٣، وزاد المسير ٣/٣٩٩، ويراجع الأم ٤/٣٦١، والمغني لابن قدامة ١٣/٤٤.
(٥) ينظر : الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص٣١٠ ومكي هو مكي بن أبي طالب بن محمد القيسي، أبو محمد، العلاَّمة المقرئ، عالم في علوم القرآن والعربية، له تصانيف كثيرة، منها التبصرة في القراءات والهداية إلى بلوغ النهاية، توفي سنة ( ٤٣٧هـ )، ينظر : إنباه الرواة (٣/٣١٣)، مرآة الجنان (٣/٤٥ )..
(٦) على سبيل المثال ابن عطية في المحرر الوجيز ٣/٨، والشوكاني في فتح القدير ٢/٤٢٠و ٥/٣٩.
(٧) كتاب السير ) باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء، ح : ١٥٦٨ ص : ٣٨١، وقال هذا حديث حسن صحيح.
(٨) المصدر السابق.
للعموم صيغ كثيرة(١)أفردها بعضهم في التصنيف(٢).
قال الإمام الشافعي :" ولا يُقال بخاصٍّ، في كتاب الله، ولا سنة، إلا بدلالة فيهما أوفىِ واحد منهما، ولا يقال بخاص حتى تكون الآية تحتمل أن يكون أريد بها ذلك الخاص، فأما ما لم تكن محتملة له فلا يقال فيها بما لم تحتمل الآية "(٣).
ومما يفيد العموم، المفردُ المضافُ(٤).
في قوله تعالى :﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ ¾دmدFuH÷quچخ/ur ﴾ فالفضل والرحمة هنا عموم.(٥)
ذكر فيها العلماء أقوالاً كثيرة منها :
قال أبو سعيد الخدري(٦): فضل الله : القرآن، ورحمته : أن جعلنا من أهله(٧).
وقال ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم : فضل الله : الإسلام، ورحمته : القرآن (٨).
وعن مجاهد في بعض الروايات عنه: أن الفضل هو الدين (٩).
(٢) ألف العلائي كتاباً في صيغ العموم سماه ( تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم ).
(٣) الرسالة ص : ٢٠٧.
(٤) ينظر: القواعد الحسان ص : ٢٣.
(٥) ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل ٢/٩٥.
(٦) أبو سعيد الخدري : سعد بن مالك بن سنان الأنصاري، أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ، له ولأبيه صحبه، واستصغر بأحد ثم شهد ما بعدها، وروى الكثير، توفي سنة (٦٣ هـ ) وقيل (٧٤هـ )، ينظر : السير ( ٣/١٦٨ )، التقريب (٢٢٥٣ ).
(٧) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ١٢/١٤٤، وابن أبى حاتم في تفسيره ٦/١٩٥٨، وينظر: تفسير القرطبي ٨/٣١٦
(٨) رواه عنهم ابن جرير في تفسيره ١١/١٤٤/١٤٥، وينظر: تفسير ابن أبي حاتم ٦/١٩٥٩.
(٩) رواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/١٩٥٨، ينظر: تفسير البغوي ٢/٣٦٦ وزاد المسير ٤/٤٠٠.
وهذا أعجب إليَّ، لأنه يقول :( ومن قبله كتاب موسى ) يعني التوراة ". (١)
وقال الزمخشري :" أي شاهد يشهد بصحته، وهو القرآن ". (٢)
وقال الرازي :" والمراد بالشاهد هو القرآن " (٣).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" يعني القرآن شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه ". (٤)
سورة هود
قال تعالى ﴿ قَالَ دQِqs)"tƒ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى ٧psYةi t/ مِنْ 'دn١' سة_٨s؟#uنur مِنْهُ ZpuH÷qu' فَمَنْ 'دTمچفءZtƒ مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا سة_tRrك‰ƒح"s؟ غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴾ [ هود : ٦٣]
[ ٤٧ ] قال الحسين بن الفضل :(لم يكن صالح في خسارة حين قال لهم :﴿ فَمَا سة_tRrك‰ƒح"s؟ غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴾ وإنما المعنى : ما تزيدونني بما تقولون إلا نسبتي إياكم إلى الخسارة(
الكشف والبيان للثعلبي (٥) ص : ٩٥ (٦)
الدراسة
في قوله ( فما تزيدونني غير تخسير ) أمور :
الأمر الأول :-
الخُسْر والخسران هو النقصان(٧)، وكذلك التخسير(٨)، والفعل : خَسِرَ يَخْسَرُ خُسْراناً (٩).
ا لأمر الثاني :
في معنى ( فما تزيد ونني غير تخسير ) :
من المعلوم أن صالحاً ـ عليه السلام ـ لم يكن في خسارة فما معنى ( فما تزيدونني غير تخسير )
قال ابن عباس : فما تزيدونني غير بصارة في خسارتكم (١٠).
وقال مجاهد : يقول : ما تزدادون أنتم إلا خساراً(١١).
(٢) الكشاف ٢/٣٨٥.
(٣) تفسيره ١٧/١٦١.
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٥/١٧.
(٥) وافقه الثعالبي في تفسيره ٢/٢١٠ والبغوي في تفسيره ٢/٤١٠.
(٦) ت : عبد الله القبيسي، ج : أم القرى
(٧) ينظر : العين ١/٤٠٧ وتهذيب اللغة ١/١٠٢٨.
(٨) ينظر : زاد المسير ٤/١٢٤.
(٩) العين : ١/٤٠٧
(١٠) ينظر : تفسير البغوي ٢/٤١٠ وزاد المسير ٤/١٢٤ وتفسير القرطبي ٩/٥٣ والبحر المحيط ٥/٢٤٠
(١١) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ١٢/٧٧.
... ولا يخفى أن كل ما سبق من الأقوال ينطبق على سورة الفاتحة، وفي قول أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )(١)وغيره مما روي في هذا المعنى نصٌّ في أن الفاتحة هي السبع المثاني، ولكن لا ينافي هذا وصف غيرها بذلك(٢).
والأولى - والله أعلم - بالمراد في الآية هي الفاتحة.
قال الشوكاني :" ولا يخفى عليك أن تسميه الفاتحة مثاني، لا تستلزم نفي تسمية غيرها بهذا الاسم. وقد تقرر أنها المرادة بالآية "(٣)
وأما قول الحسين إنها نزلت مرتين فهذا محتمل، ولقد بينتُ سابقاً في سورة الفاتحة(٤)أنها سورة مكية. لكن هذا لا يمنع من أن تكون نزلت مرتين، مرة بمكة ومرة بالمدينة، لا سيَّما وأن ابن كثير ذكر أنَّ أبا هريرة ومجاهداً والزهري وعطاء بن يسار قالوا بمدنيتها(٥)، فكأن هذا القول جمع بين القولين.
( ويمكن نزولها مرة ثانية بالمدينة معلماً بفضلها وأهميتها، وأيضاً لا يمنع أن يمن الله بها على رسوله في سورة الحجر المكية وقد نزلت الفاتحة قبلها، مع العلم بأن الله تعالى قد امتنَّ على رسوله - ﷺ - بأمر قبل وقوعه مثل قوله تعالى ﴿ إِنَّا $sYَstFsù لَكَ فَتْحًا $YZ خ٧-B (١) ﴾ [ الفتح : ١ ](٦).
(٢) ينظر في هذا النص : تفسير ابن كثير ٢/٥٥٧.
(٣) فتح القدير ٣/١٧٦.
(٤) عند قول الحسين في بداية الفاتحة ( لكلِّ عالم هفوة، وهذه نادرة من مجاهد.. ).
(٥) ينظر : تفسير ابن كثير ١/٨.
(٦) ينظر : كلام محقق الكشف والبيان ( قاري خوشي محمد ) في آية [ الحجر : ٨٧] ص ١٠٢.
وصفات النفي عن الله عزَّ وجلَّ كثيرة، لكن الإثبات أكثر، لأن صفات الإثبات كلها صفات كمال... ولهذا فأن صفات النفي تأتي كثيراً عامة غير مخصصة بصفة معينة، والمخصص بصفة معينة لا يكون إلا لسبب(١)، كقوله ﴿ وَقُلِ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾ رداً لقول من قال : إن لله ولداً.
فله وحده سبحانه الأسماء الحسنة والصفات العلى، وهو سبحانه وتعالى إذا أثنى على نفسه بثناء فُهم منه تنزهه سبحانه عن خلافه، ومن هنا يُفهم وجه قول الحسين ( عرفني ) فالتعريف من لوازم سياق الآية - والله أعلم -
قال الشنقيطي - رحمه الله - " أمر الله جلّ وعلا في هذه الآية الكريمة الناس على لسان نبيه - ﷺ -، لأن أمر القدرة أمر لا تباعه.. أن يقول ( الحمد لله )
أي كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله، ثابت له، مبيناً أنه منزَّه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء، سبحانه وتعالى عن ذلك كله علواً كبيراً "(٢).
سورة الإسراء
قال تعالى ﴿ وَقُلِ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ çnِژةi٩x.ur تَكْبِيرًا ﴾ [ الإسراء : ١١١]
[ ٥٢] قال الحسين بن الفضل :( ولم يكن له وليٌ من الذل ) يعني من لم يذل فيحتاج إلى ولي ولا ناصر لعزته وكبريائه ).
الجامع لأحكام القرآن ١٠/٢٩٩.
الدراسة
يبين تعالى أنه لم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره وإعانته، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلاً مهيناً يحتاج إلى ناصر ومعين (إلهاً يطاع )(٣).
(٢) الأضواء ٣/٥٧٧.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ١٥/٢١٧.
قال ابن القيم:" ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه، ومؤثراً فيه كان أحب الأسماء إلى الله ما اقتضى أحبَّ الأوصاف إليه، كعبد الله وعبد الرحمن، وكان إضافة العبودية إلى اسم الله، واسم الرحمن أحب إليه من إضافتها إلى غيرها كالقاهر، والقادر، فعبدُ الرحمن أحب إليه من عبد القادر، وعبدُ الله أحبٌّ إليه من عبد ربه، وهذا لأن التعلق الذي بين العبد وبين الله إنما هو العبودية المحضة ؟ فبرحمته كان وجوده وكمالُ وجوده، والغاية التي أوجده لأجلها أن يتأله له وحده محبةً وخوفاً، ورجاءً وإجلالاً وتعظيماً، فيكون عبداً لله وقد عبده لما في اسم الله من معنى الإلهية التي يستحيل أن تكون لغيره، ولما غلبت رحمته غضبه وكانت الرحمة أحبَّ إليه من الغضب، كان عبدُ الرحمن أحبَّ إليه من عبد القاهر... (١)
وما قاله الحسين بن الفضل جزء من المعنى. والنفي للعلم، فلا يُعلْم له سميٌّ، جلّ وعلا، وليس ذلك محصوراً في تسمية غيره بأسمائه على الحقيقة، بل يشمل ذلك ويشمل عبادته وربوبيته وغير ذلك من حقوقه وخصائصه.
وروى القاضي عياض عن الربيع بن أنس، قال : كان النبي - ﷺ - إذا صلى قام على رِجل ورفع الأخرى فأنزل الله تعالى :(طه) [ طه : ١ ] يعني طأ الأرض يا محمد ﴿ مَا $uZّ٩u"Rr& عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ﴾ (١) فالمعنى أنك تُتعب نفسك وتنهكها بالعبادة، وما بعثناك إلا بالحنيفية السمحة.(٢) وهذا يدل على قوله تعالى ( ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾ [ الحج: ٧٨ ] وقوله ﴿ ك‰ƒحچمƒ اللَّهُ بِكُمُ uچَ، مٹّ٩$# وَلَا ك‰ƒحچمƒ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [ البقرة : ١٥٨] وقيل : المعنى : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، أي لتتعب تعباً شديداً، وتتأسف لفرط كفرهم وتتحسر على تقدم إيمانهم (٣)، وقد جاء هذا في قوله :﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ ِNخkِژn=tم رضي الله عنN¨uژy£xm ﴾ [ فاطر : ٨] وقوله :
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ِNدdحچ"rO#uن إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [ الكهف : ٦ ] إلى غير هذا من الآيات.
ولعل المراد أنَّ المعنى يعمُّ ذلك كلَّه لاسيما والقرآن يشهد لبعضها.
المسألة الثالثة: وتحتها ثلاثة أغراض :
الغرض الأول :
ما التذكرة، والخشية ؟
التذكرة :
هي الموعظة التي تلين لها القلوب، فتتمثل أوامر الله وتجتنب ما نهى عنه(٤)والذكرى اسم للتذكرة.(٥)والخشية هي الخوف.(٦)
الغرض الثاني :
(٢) ينظر : تفسير القرطبي ١١/١٥٤ وأضواء البيان ٤/٤٣٤، وهناك أقوال حول هذا المعنى نسبها السيوطي لابن عباس وغيره. ينظر : الدر المنثور ٥/٤٥٩/٥٥٠ واللباب في أسباب النزول ص : ١٧٤/١٧٥.
(٣) ينظر : تفسير القرطبي ١١/١٥٣ وأضواء البيان ٤/٤٣٣/٤٣٤، وحول هذا تفسير الطبري ١١/١٥٩.
(٤) ينظر : أضواء البيان ٤/٤٣٥.
(٥) تهذيب اللغة ٢/١٢٨٧.
(٦) ينظر: المصدر السابق ١/١٠٣٦.
قال ابن تيمية :" سورة الأنبياء سورة الذكر، وسورة الأنبياء الذين عليهم نزل الذكر افتتحها بقوله :﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ﴾ الآية، وقوله :﴿ (#ûqè=t"َ،sù أَهْلَ حچٍ٢دe%!$# إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [ الأنبياء : ٧ ] وقوله ﴿ لَقَدْ !$uZّ٩u"Rr& ِNن٣ّ‹s٩خ) كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ﴾ [ الأنبياء : ١٠ ] وقوله ﴿ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ 'د=ِ٧s% ﴾
[ الأنبياء : ٢٤ ] وقوله ﴿ #Xچّ. دŒur لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ الأنبياء : ٤٨ ] وقوله :﴿ وَلَقَدْ $sYِ;tFں٢ فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ حچّ. دe%!$# ﴾(١)[ الأنبياء ١٠٥ ]
وقال الشنقيطي في قوله تعالى ﴿ وَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن مِنْ لَدُنَّا #Xچٍ٢دŒ ﴾ [ طه : ٩٩ ] " : أي أعطيناك من عندنا ذكرا وهو هذا القرآن العظيم، وقد دلّت على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله ﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ î٨u'$t٦-B çm"sYّ٩u"Rr& أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [ الأنبياء : ٥٠ ] وقوله تعالى ﴿ y٧د٩¨sŒ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ حچّ. دe%!$#ur الْحَكِيمِ ﴾ [ آل عمران ٥٨ ] وقوله تعالى ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [ الأنبياء : ٢] وقوله: ﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي tAحh"çR عَلَيْهِ الذِّكْرُ y٧¯Rخ) لَمَجْنُونٌ ﴾ [ الحجر : ٦ ] وقوله تعالى :﴿ ص بb#uنِچà)ّ٩$#ur ذِي حچّ. دe%!$# ﴾ [ ص : ١ ] وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ] وقوله ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا uچّ. دe%!$# وَإِنَّا لَهُ tbqفàدے"utm: ﴾ [ الحجر : ٩ ] إلى غير ذلك من الآيات "(٢).
وقال تعالى ﴿ وَمَا Nخkژد؟ù'tƒ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ tûüإتحچ÷èمB ﴾ [ الشعراء: ٩ ].
(٢) أضواء البيان ٤/٥٤٤ ٠
وذهب النحاس (١) والسجستاني (٢) والزجاج (٣) والحسين بن الفضل إلى أن قوله ﴿ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB ﴾ متعلقة بقوله ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾، وأجاب الزجاج بقوله :" والمعنى انكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن أردنا تحصينا ﴿ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB ﴾ ومعنى ﴿ وَلَا (#qèdحچُ٣è؟ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB ﴾ أي لا تكرهوهن على البغاء البتة وليس المعنى : لا تكرهوهنَّ إن أردن تحصُّناً وإن لم يردن فليس لنا أن نكرههنَّ. (٤)
وقد يفهم من قول الحسين أيضاً أنه من أراد أن يلزم الحصانة فليتزوَّج. (٥)
وقال ا بن عطية (٦) والقرطبي (٧) وأبو حيان (٨). وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين، فقال بعضهم، قوله ﴿ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB ﴾
راجع إلى الأيامى وزاد أبو حيان :" وهذا فيه بعد وفصل كثير " (٩)
وقال ابن جُزي الكلبي :" وهذا بعيد " (١٠)
(٢) ينظر : غريب القرآن ١/١٣٢ وأبو حاتم السجستاني هو سهل بن محمد بن عثمان السجستاني ثم البصري، أبو حاتم، المقرئ النحوي اللغوي، صاحب التصانيف، له : إعراب القرآن، اختلاف المصاحف، وغيرها، توفي سنة (٢٥٥ هـ )، ينظر : السير( ١٢/٢٦٨ )، بغية الوعاة ( ١/٦٠٦ ).
(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤/٤٠.
(٤) المصدر السابق، وللفائدة يراجع الإحكام للآمدي ٣/١٠١.
(٥) ينظر : في هذا التوجيه عمدة القارئ ١٢/١٠٤.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ٤/١٨٢.
(٧) ينظر : تفسير القرطبي ١٢/٢٣٢.
(٨) ينظر : البحر المحيط ٦/٤١٦.
(٩) المصدر السابق.
(١٠) التسهيل لعلوم التنزيل ٣/٦٧.
وقال أبو عثمان النيسابوري(١): هو القلب السالم من البدعة المطمئن إلى السنة.(٢)
والظاهر والله أعلم أنه لا منافاة بين هذه الأقوال، لأنها من الألفاظ الجوامع وهذا من أعظم الأدلة على أنه تنزيل من حكيم حميد.
وقد ذكر فيها شيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً، فقال :" وهو سلامة القلب عن الاعتقادات الفاسدة، والإرادات الفاسدة، وما يتبع ذلك.(٣)
وقال تلميذه ابن القيم :" وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك، أنه قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره... "(٤).
وأما ما فسّر به الحسين ـ رحمه الله ـ الآية فهو من باب المثل لنوع من أنواع سلامة القلب. ولعل تقييده هذا المعنى بقوله ( آفة ) لكي يخرج المال والبنون الذين كانوا سبباً في نفع أصحابهم.
كمن أنفق ماله في وجوه الخير أو من خلَّف ولداً صالحاً يدعو له.
وربما كان السبب في ذكر الحسين هذا المعنى في الآية مراعاته للناحية الإعرابية(٥)لأن قوله ﴿ إِلَّا مَنْ 'sAr& اللَّهَ بِقَلْبٍ ٥Oٹد=y™ ﴾ استثناء وقد قال قبله ﴿ tPِqtƒ ںw كىxےZtƒ ×A$tB ںwur tbqمZt/ ﴾، وعلى كل حال فمن نجا من كون ماله وولده سبباً في هلاكه فقد سلم.
(٢) ينظر : الكشف والبيان ٢/٧٥٩ بنفس التحقيق السابق الذي نقلت عنه قول الحسين، وتفسير البغوي ٣/٣٦٣، وتفسير القرطبي ١٣/١٠٧، وتفسير ابن كثير ٣/٣٣٩.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٠/٣٣٧.
(٤) إغاثة اللهفان ص : ١١.
(٥) يراجع في الأوجه الإعرابية : إملاء ما منَّ به الرحمن ٢/١٦٨ والدر المصون ٥/ ٢٧٨/٢٧٩.
لكن لا سبيل لمعرفة حقيقة الأمر فهل هي عرفته أم أنه اشتبه الأمر عليها، إلا بنقل صحيح لأن المغيبات لا تثبت إلا بالنقل، ثم إنه لا فائدة لنا مرجوة من وراء معرفة ذلك، فللَّه الحمد والمنَّة.
وقد قال الآلوسي :" ويفهم من كلام الطيبي أن فاء ( فلا تذهب ) جزائية وفاء (فإنَّ الله ) للتعليل، وأن الجملة مقدَّمة من تأخير فقد قال إنه - ﷺ - كان حريصاً على إيمان القوم وأن يسلك الضالين في زمرة المهتدين فقيل له عليه الصلاة والسلام على سبيل الإنكار لذلك: أفمن زين له سوء عمله من هذين الفريقين، كمن لم يزين له فلا بد أن يقر بالنفي ويقول لا، فحينئذ يقال له فإذا كان كذلك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فقدم وأخر. انتهى وفيه نظر "(١)والحسرات هي أشد الندامة.(٢)
(٢) ينظر : تذكرة الأريب ص: ٦٥.
وبذلك يعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة الأخوين فيها إثبات العجب لله تعالى ذكره فهي إذاً من آيات الصفات مع هذه القراءة، وقد تقدم في آخر سورة الأعراف الحديث عن صفة الاستواء ومذهب السلف في الإيمان بها والقول في بعض الصفات كالقول في الكل.
والعجب كذلك صفة من صفات الله الثابتة لله بالكتاب والسنة وإجماع السلف فقد روى البخاري عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - قال :( عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل )(١)، وعنه - رضي الله عنه - قوله - ﷺ - ( قد عجب الله من صنيعكما بضيْفِكُما الليلة )(٢)وغيره مما روي(٣).
وفي هذا رد على الجهمية وغيرهم الذين ينفون العجب ويؤوِّلون ذلك بتأويلات فاسدة. و العجب من الصفات الفعلية فنثبتها لله سبحانه وتعالى على حسب ما جاءت به الأدلة وليس في إثباتها محذور البتة، فإنه عجب ليس كمثله شيء، فالقول في الصفات كالقول في الذات، فكما أننا نعتقد أن لله ذاتاً لا يشبهها ذوات المخلوقين، فالصفات يحذى فيها حذو الذات.(٤)
(٢) رواه الشيخان في صحيحيهما في حديث طويل واللفظ لمسلم ( كتاب الأشربة ) ح : ٥٣٥٩ ص : ٩١٧، ولفظ البخاري ( لقد عجب الله - عز وجل - أو ضحك من فلان وفلانة) كتاب ( التفسير ) باب قوله ( ويؤثرون على أنفسهم ) ح : ٤٨٨٩، ص : ٨٦٧
(٣) ينظر على سبيل المثال : الشريعة للآجري ص : ٢٨٦-٢٨٧، والأسماء والصفات ( باب ما جاء في العجب ) ٢/٤١٥-٤١٧.
(٤) التنبيهات السنية ص : ١٦٣ بتصرف.
قال أبو حيان :" والظاهر : إبقاء لفظ النعجة على حقيقتها من كونها أنثى الضأن، ولا يكنى بها عن المرأة، ولا ضرورة تدعو إلى ذلك، ثم قال :" والذي يُذهب إليه ما دلّ عليه ظاهر الآية من أن المتسورين المحراب كانوا من الإنس دخلوا عليه من غير المدخل، وفي غير وقت جلوسه للحكم، وأنه فزع منهم ظاناً أنهم يغتالونه إذ كان منفرداً في محرابه لعبادة ربه، فلما اتضح له أنهم جاؤوا في حكومة، وبرز منهم اثنان للتحاكم كما قصّ الله تعالى وأن داود - عليه السلام - ظنّ دخولهم عليه في ذلك الوقت ومن تلك الجهة إنقاذ من الله له أن يغتالوه فلم يقع ما كان ظنه، فاستغفر من ذلك الظن حيث أخلف، ولم يكن يقع مظنونه، ... "(١)
وذكر أبو شهبة أن الرجلين خصمان حقيقة، وليسا ملكين كما زعموا، والنعاج على حقيقتها، وليس ثمة رموز ولا إشارات، وهذا التأويل هو الذي يوافق نظم القرآن ويتفق وعصمة الأنبياء فالواجب : الأخذ به، ونبذ الخرافات والأباطيل التي هي من صنع بني إسرائيل، وتلقفها القصاص وأمثالهم مما لا علم عندهم، ولا تمييز بين الغث والسمين، ثم ذكر بعض الأقوال التي وردت في صنع داود الذي فتن بسببه، ثم قال :" وهذه الأقوال الثلاثة ونحوها لست منها على ثلج، ولا اطمئنان، فإنها وإن كانت لا تُخلُّ بالعصمة لكنها تخدشها، ثم هي لا تليق بالصفوة المختارة من الخلق، وهم الأنبياء فالوجه الجدير بالقبول في تفسير الآيات هو الأول، فعُضَّ عليه، واشدد به يديك "(٢)
(٢) الإسرائيليات والموضوعات ص : ٢٦٩/٢٧٠.
وقال الراغب: " وقد يُعبَّر باللطائف عما لا تدركه الحاسة، ويصح أن يكون وصف الله تعالى به على هذا الوجه وأن يكون لمعرفته بدقائق الأمور، وأن يكون لرفقه بالعباد في هدايتهم، قال تعالى :﴿ الله لَطِيفٌ ¾دnدٹ$t٧دèخ/ ﴾ ﴿ إِنَّ 'دn١u' لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ [ يوسف : ١٠٠ ] (٢)
وفي قوله تعالى ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ ¾دnدٹ$t٧دèخ/ ﴾
قال ابن عباس حفيَّ بهم
وقال عكرمة : بارٌّ بهم
وقال السدي : رفيق
وقال مقاتل : لطيف بالبرِّ والفاجر، حيث لم يهلكهم جوعاً بمعاصيهم، يدل عليه قوله :﴿ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ وكل من رزقه الله من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممكن يشاء الله أن يرزقه.
وقال : جعفر الصادق : اللطف في الرزق من وجهين، أحدهما : أنه جعل رزقك من الطيبات.
والثاني : أنه لم يدفعه إليك بمرة واحدة(١)
وذكر الزجاج أن وصف الله بهذا الوصف يفيد أنه المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون وهذا مثل قوله تعالى :﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [ الطلاق : ٣ ](٢)
وقال ابن جرير :" الله ذو لطف بعباده، يرزق من يشاء فيوسع عليه ويقتر على من يشاء منهم(٣)، ذكر الشوكاني أنه يجري لطفه على عباده في كل أمورهم ومن جملة ذلك الرزق الذي يعيشون في الدنيا وهو معنى قوله ﴿ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ منهم كيف يشاء فيوسع على هذا ويضيق على هذا(٤).
(٢) ينظر : تفسير البغوي ٤/٧٨ /٧٩ وتفسير القرطبي ١٦/١٦/١٧ وفي بعض هذا فتح القدير ٤/٦٥٩.
(٤) ينظر : تفسير أسماء الله الحسنى ص : ٤٤.
(٣) تفسيره ٢٥/ ٢٧ وينظر : تفسير ابن كثير ٤/١١٠.
(٤) فتح القدير ٤/٦٥٩.
وروى كذلك قوله - ﷺ - :( لا يقولنَّ أحدُكم يا خيبةَ الدَّهر، فإنَّ الله هو الدَّهر )(١).
قال الإمام الشافعي في تفسير رواية أبى هريرة السَّابق ذكرُها في المتن: تأويل ذلك - والله أعلم - أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر وتذمه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هدم أو ذهاب مال أو غير ذلك من المصائب، وتقول أصابتنا قوارع الدهر، وأبادهم الدهر وأتى عليهم الدهر والليل والنهار يفعل ذلك بهم فيذمون الدهر بذلك ويسبونه.
قال رسول الله - ﷺ - ( لا تسبوا الدهر ) على أنه الذي يفعل بكم ذلك فإنكم إذا سببتم فاعل ذلك وقع سبكم على الله عزّ وجلّ فهو الفاعل بذلك كله وهو فاعل الأشياء ولا شيء إلا ما شاء الله العلي العظيم ".(٢)
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم :
" قوله فإن الله هو الدهر، وهذا لا ينبغي لأحد من أهل الإسلام أن يجهل وجهه، وذلك أن أهل التعطيل يحتجون به على المسلمين... وإنما تأويله عندي - والله أعلم - أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر وأتى عليهم الدهر فيجعلونه الذي يفعل ذلك فيذمونه عليه وقد ذكروه في أشعارهم "(٣)
(٢) الاستذكار لابن عبد البر ٨/٥٥٣.
(٣) غريب الحديث ٢/١٤٥/١٤٦.
قال البخاري :" ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون(١). وقال بعضهم : خلقهم ليفعلوا، ففعل بعض ٌ وترك بعض(٢)، وليس فيه حجة لأهل
(٢) روى ابن جرير في تفسيره ٢٧/١٧ وابن أبى حاتم في تفسيره ١٠/٣٣١٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله ( إلا ليقروا بالعبودية طوعاً وكرها ) واختاره ابن جرير ٢٧/١٧.
واختلف العلماء في معنى هذه الآية، فقال قوم : هذا استثناء متصل، واللمم من الكبائر والفواحش، ومعنى الآية: إلا أن يلم بالفاحشة مرة ثم يتوب، ويقع الوقعة ثم ينتهي وهو قول أبي هريرة ومجاهد والحسن ورواية عطاء عن ابن عباس، وقال آخرون: هو استثناء منقطع معناه : لكن اللمم، ولم يجعلوا اللمم من الكبائر والفواحش، ثم اختلفوا في معناه : فقال بعضهم : هو ما سلف في الجاهلية فلا يؤاخذُهم الله به، وذلك أنَّ المشركين قالوا للمسلمين : إنهم كانوا يعملون معنا بالأمس ؟ فأنزل الله هذه الآية، وهذا قول زيد بن ثابت(١)وزيد بن أسلم.
وقال بعضهم :"هو صغار الذنوب كالنظرة والغمزة والقبلة وما كان دون الزنا " وذلك قول ابن مسعود وأبي هريرة والشعبي ورواية عن ابن عباس(٢).
وفي رواية ابن عباس أنَّ اللَّمم هو دون حدّ الدنيا وحدّ الآخرة(٣).
وذكر العلماء غير ذلك في معنى اللمم(٤). والجمهور على أنه استثناء من الكبائر، وهو منقطع أي لكن يقع منهم اللَّمم(٥).
(٢) ينظر : تفسير الطبري ٢٧/٧٦-٨٠ وتفسير البغوي ٤/٢٦٠ وفي بعض ما ذكر : تفسير القرطبي ١٧/٩٤-٩٦، وتفسير ابن كثير ٤/٢٥٥/٢٥٦.
(٣) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٢٧/٨٠.
(٤) ينظر : زاد المسير ٨/٧٦ وتفسير القرطبي ١٧/٩٦ والبحر المحيط ٨/١٦٢.
(٥) مدارج السالكين ١/٣٢٢.
وقال في موضع آخر : وأما تكرار :﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ فإنه عدَّد في هذه السورة نعماءه، وأذْكرَ عباده آلاءه ونبههم على قدرته ولطفه بخلقه، ثم أتبع ذكر كل خلَّة وصفها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين، ليُفَهّمهم النعم ويُقرِّرهم بها، وهذا كقولك للرجل أجل أحسنتَ إليه دهرك وتابعت عنده الأيادي، وهو في ذلك يُنكرك ويَكفرك : ألم أبوِّئك منزلاً وأنت طريد ؟ أفتنكر هذا ؟ وألم أحملك وأنت راجل ؟ ألم أحج بك وأنت صَرُورة(١)؟ أفتنكر هذا ؟"(٢).
فقول الحسين ( لطرد الغفلة ) تنبيه على أن التكرار يجعل القارئ أو السامع ينشط للسمَّاع، وهناك بعض أشعار العرب التي فيها تكرار تُعَدُّ من مليح الشعر، ونفيس المعاني المرتبطة بالمقام، فالتكرار له ارتباط بالمقام، فلما كان هناك مقام تعداد نعم حسن تكرار هذه العبارة
(٢) ص : ١٥١/١٥٢ ويراجع : تفسير الثعلبي ٢/٤٨٦بنفس التحقيق السابق الذي نقلت عنه قول الحسين، وتفسير البغوي ٤/٢٨٥.
البطن : خلاف الظهر وهو مذكر، وِبطانَةُ الثوب : خلاف ظِهارته، وبطنتُ الوادي دخلته وبطنتُ هذا الأمر عرفت باطنه، وبطانة الرجل وليجَتُهُ(١)
وقد يحمل على أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء، مطلع على كل شيء ولو لم يره خلقه.
وفي شرح العقيدة الواسطية :"( والباطن ) أي الذي ليس دونه شيء، كما فَّسره الرسول - ﷺ - : بطن سبحانه بعلمه فلا يحجبه شيء "(٢)
ولكنِّي أرى أنه من الأفضل عدم إطلاق مثل هذه العبارات أعني بها عبارات الحسين بن الفضل حتى ولو كانت صحيحة ذلك لأنها تُعبِّد طرقاً كثيرة وتفتح أبواباً عديدة لأهل الزيغ والانحراف، فمثل هذه الألفاظ حمَّالة؛ فقد يُفهم منها معنى بحين يفهم منها الآخر معنى ثانياً - والله أعلم -.
سورة الحديد
قال تعالى ﴿ لِكَيلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا (#qمmuچّےs؟ بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [ لحديد : ٢٣ ]
[٩٤] قال الحسين بن الفضل:(حمد(٣)الله المؤمنين بهذه الآية على مضض(٤)الصبر على الفائت وترك الفرح بالآتي والرضا بقضائه تعالى في الحالين جميعاً ).
الكشف والبيان ٢/٣٠٠(٥)
الدراسة
(٢) للشيخ العلامة عبد العزيز بن رشيد المسمى بالتنبيهات السنية ص : ٥٥.
(٣) في الكشف والبيان، ت : أبي محمد عاشور، دار ٩/٢٤٦.( حمل )باللام لا بالدال ولعلها أصح.
(٤) أمضَّني الأمر، أي : بلغ مني المشقة، ومَضِضت منه، وكذلك الهم : يُمِِضُّ القلبَ أي يُحرِقه. ينظر : العين ٤/١٤٨.
(٥) ت : هبة الله بنت صادق أبو عرب، ج : أم القرى.
قال الإمام مالك بن أنس :( ما أضلّ من كذب بالقدر، لو لم يكن عليهم فيه حجة إلا قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ِ/ن٣ZدJsù ضچدù%ں٢ /ن٣ZدBur ض`دB÷s-B ﴾ لكفى بها حجة(١).
وبالنسبة لقول الحسين فقد مرَّ معنَا في سورة التكاثر قوله في النعيم أنه ( تخفيف الشرائع وتيسر القرآن ) والنعيم من الخير الذي يعطيه الله العبد. فكأني أراه جعل تخفيف الشرائع وتيسير القرآن نعمة على الأمة وعلى النبي خاصة كذلك وهذا صحيح ولكن أن يكون المقصود من الآية فلا أظن، وأستطيع أن أقول: إنه من الخير الذي أُعطيَهُ رسول الله - ﷺ - بل إن القرآن الكريم من أعظم الخير الذي أوتيه - ﷺ - وقد قال تعالى ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾ [ الحج : ٧٨ ] وقال تعالى ﴿ $sY/u' لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ !$uZٹإ،°S أَوْ أَخْطَأْنَا $sY/u' وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا #Xچô¹خ) كَمَا ¼çmtFù=yJxm عَلَى الَّذِينَ مِنْ $uZد=ِ٦s% رَبَّنَا وَلَا $sYù=دdJysè؟ مَا لَا طَاقَةَ $sYs٩ بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ $sYs٩ !$uZôJxmِ'$#ur أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [ البقرة : ٢٨٦].
وقال - ﷺ - ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه )(١)و في رواية مسلم إن الله تعالى قال :( قد فعلت )(٢).
(٢) كتاب ( الإيمان )ح : ٣٣٠، ص : ٦٧.
ـ (ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم... )........................................ ١٣٣
ـ (ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ ـ أو فيُسبغُ ـ الوضوء ثم يقول...)............... ٤٠٢
ـ (الملائكة يتعاقبون: ملائكة بالليل، و...)................................................. ١٨٠
ـ (من أذنب ذنباً وعلم أن له رباً يغفر...)............................................. ٢٩/١٣٣
ـ (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة...)..................................... ٤٠٧
ـ (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).......................................... ٥٠
ـ ( والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم...).......................................... ٤٠٨
ـ (والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم...)................................... ١٣٧
ـ (والذي نفسي بيده لَيُوشِكَنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم...)............................. ١٣٠
ـ (والله لا أشك ولا أسأل)......................................................................... ٢٩
ـ (وإنَّ هذا المال خضرة حلوة، فنِعم...)..................................................... ٤٠٠
ـ (وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل...)................................................ ٤٠٠
ـ (وَكّل الله بالرحم ملكاً فيقول: أي ربِّ................................................. ٣٨٥
ـ (يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً...)...................................................... ١٣٠
ـ (يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم...)................................................. ١٣١
ـ (كان إذا برز سمع منادياً...)...................................................................... ٥٢
***
٣١... (#rن‹è﴿ù'tƒ { بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ معنى قوله: (أحسنها) أن يكون للكلمة معنيان أو ثلاثة فيصرف إلى الأشبه بالحق.... ١٦٦
٣٢... سئل الحسين بن الفضل هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتاً، والحرام يأتيك جزفاً جزفاً؟. قال: نعم في قصة داود وتأويله: ﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ﴾.... ١٦٨
٣٣... ﴿ فَلَمَّا آَتَاهُمَا $[sد="|¹ جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا ﴾... ١٧٣
قال عكرمة: لم يخصَّ بها آدم ولكن جعلها عامة لجميع بنى آدم بعد آدم. قال الحسين بن الفضل :(وهذا أعجب إلى أهل النظر لما في القول الأول من إلصاق العظائم بنبي الله آدم - عليه السلام - ).
٣٤... ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا tbrمژة٩ُ٣tGَ،o" ﴾ قد يعبد الله غير الملائكة وإنما المعنى من عند ربك جاءهم التوفيق والعصمة.... ١٧٨
٣٥... ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ﴾ نُسِخَت بهذه الآية كل آية في القرآن فيها الإعراض والصبر على أذى الأعداء.... ١٨٣
٣٦... ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ هذه نجاسة الحكم لا نجاسة العين، فسموا نجساً على الذم.... ١٨٨
٣٧... ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ¼çnuچخgّàم‹د٩ ﴾ ليظهره على الأديان كلها بالحجج الواضحة والبراهين اللائحة، فتكون حجة هذا الدين أقوى.... ١٩١
٣٨... ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ çnuچ|ءtR اللَّهُ إِذْ çmy_uچ÷zr& الَّذِينَ كَفَرُوا z'دT$rO بû÷üsYّO$# إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ﴾ من قال: إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله - ﷺ - فهو كافر؛لإنكاره نص القرآن، وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعاً، لا يكون كافراً،... ١٩٤
٣، ٣٤، ٤٢، ٤٨، ٥١، ٥٧، ٦٣، ٦٧، ٦٩، ١٠٠، ١٠٣، ١٠٦، ١٠٨، ١١٨، ١٢٦، ١٣٢، ١٣٣، ١٣٩، ١٥٥، ١٥٨، ١٦١، ١٦٨، ١٧٣، ١٨٣، ١٩١، ١٩٩، ٢٠٣، ٢٠٦، ٢٠٩، ٢١٢، ٢١٨، ٢٢٢، ٢٢٩، ٢٣٥، ٢٣٨، ٢٤٦، ٢٥٤، ٢٥٩، ٢٦٣، ٢٦٨، ٢٧٢، ٢٧٧، ٢٧٩، ٢٨٢، ٢٩١، ٢٩٤، ٣٠٠، ٣٠٧، ٣١٠، ٣١١، ٣١٤، ٣١٥، ٣١٦، ٣١٨، ٣٢٠، ٣٢٤، ٣٢٨، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٣٩، ٣٤١، ٣٤٤، ٣٥٢، ٣٥٥، ٣٦٩، ٣٧٣، ٣٧٧، ٣٧٨، ٣٨٥، ٣٨٨، ٣٩٠، ٣٩٢، ٣٩٦، ٣٩٧، ٤٠١، ٤٠٤، ٤٠٧، ٤١٠، ٤١٤، ٤١٧.
جابر بن عبد الله:
٥٣، ٥٥، ٢٧٣، ٣٧٥.
جابر بن زيد:
١٨٦.
جبريل عليه السلام:
٧٩، ١٢٤، ١٢٥، ٢٠٤، ٢١٩، ٤١٠.
جرير بن عطية الخطفي:
٩٤.
جعفر الصادق:
٢٧، ٧٠، ٣٢١، ٣٨٤.
الجوهري:
٧٠، ١٢٦، ٢٧٢، ٢٧٣، ٣٠٠، ٣٠٧، ٣٤٤، ٤١٤.
الحاكم:
١٤، ١٩، ٢٠، ٢١.
حذيفة بن اليمان:
٢٢٥.
الحسن البصري :
٢٧، ٧٠، ٨٣، ١٠١، ١٣١، ١٣٤، ١٤٣، ١٤٤، ١٧٦، ١٨٥، ١٨٩، ٢١٠، ٢١٥، ٢١٦، ٢١٩، ٢٣٠، ٢٧٩، ٣٠٠، ٣٠٨، ٣٠٩، ٣١١، ٣١٤، ٣٥٥، ٣٥٩، ٣٦٦، ٣٨٨، ٣٩٠، ٣٩٧، ٤١٥.
الحسين بن علي رضي الله عنه:
٢١٩.
الحسين بن قتيبة المدائني:
١٥.
الحسين بن محمد بن الحسن:
١٦٨.
حمزة:
٢٩٤.
حواء:
١٧٦، ١٧٧.
خديجة:
٥٣.
الخضر عليه السلام:
١٠٤، ١٠٥، ٣٨٥.
الخطابي:
٥٨، ٣٢١، ٣٣٤، ٣٨٠، ٤١٥.
الخليل بن أحمد الفراهيدي:
٣٥٢، ٣٩٧، ٤١١.
داود:
٤٢، ١٧٢، ٣٠١، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦.
الذهبي:
١٤، ١٥، ١٩، ١٥٠.
الرازي:
٨٤، ١٢٤، ١٥٧، ١٦٠، ١٦١، ٢٠٠، ٢٢١، ٢٢٤، ٢٢٨، ٢٤٤، ٢٥٩، ٢٦٦، ٢٧٧، ٢٨٤، ٢٨٩، ٣٠٨، ٣١٩.
الراغب الأصفهاني:
١٢٣، ١٤٠، ١٦٩، ٢٩٤، ٣٢١.
الربيع بن أنس:
٧٥، ٧٦، ٨٢، ٨٧، ١٢٨، ٢٣٢، ٢٤٨، ٢٨٦، ٣٥٨، ٣٦٣، ٣٧٨.
ربيعة بن عبد الرحمن:
١٨١.
الرشيد:
٩.
الزجاج:
٧٦، ٩٢، ٩٧، ٩٨، ١٠١، ١٠٦، ١٠٩، ١١٣، ١١٩، ١٢١، ١٢٧، ١٤٠، ١٤٩، ١٥٢، ١٥٩، ١٦٥، ١٧٥، ١٧٨، ١٨٨، ٢١٤، ٢٢٥، ٢٣١، ٢٤٠، ٢٤٤، ٢٤٩، ٢٥٥، ٢٧٥، ٢٧٧، ٢٩٢، ٢٩٥، ٣١٣، ٣٢١، ٣٢٨، ٣٣٧، ٣٣٩، ٣٤٢، ٣٤٤، ٣٦٢، ٣٦٦، ٣٨٠، ٣٨٦، ٣٨٩، ٣٩١، ٣٩٧، ٤٠٥، ٤١١، ٤١٥، ٤١٦.
الزَّركشيّ:
٣٤- إعراب القرآن : أبو جعفر أحمد بن محمد ( النحاس)، وضع حواشيه وعلق عليه: عبد المنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط الأولى - ١٤١١ هـ
٣٥- الأعلام: خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط العاشرة - ١٤١٤ هـ.
٣٦- إعلام الموقعين عن رب العالمين : شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيِّم الجوزية، تحقيق : محمد عبد السلام هارون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان- ١٤١٧ هـ.
٣٧- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان : أبو عبد الله محمد بن أبي بكر( ابن قيم الجوزية )، تحقيق : مجدي فتحي السيد، دار الحديث، القاهرة.
٣٨- الأغاني : أبو الفرج الأصفهاني، دار مكتبة الحياة، دار الفكر، بيروت، ١٣٧٨ هـ.
٣٩- الإقناع في القراءات السبع: أبو جعفر أحمد بن علي بن خلف الأنصاري، تحقيق : أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط الأولى – ١٤١٩ هـ.
٤٠- الإكسير في علم التفسير : سليمان بن عبد القوي الصرصري البغدادي، تحقيق : عبد القادر حسين، مكتبة الآداب، القاهرة.
٤١- الألفية في الآداب الشرعية: شمس الدين محمد بن عبد القوي الحنبلي، اعتنى بها وضبطها: محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، لبنان، ط الثانية – ١٤٢١ هـ.
٤٢- أمالي المرتضى المسمى غرر الفوائد ودرر القلائد : الشريف المرتضى على بن الحسين الموسوي، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط الأولى -١٤٢٥ هـ.
٤٣- الأمالي : أبو علي إسماعيل بن القاسم الغالي البغدادي، مطبعة السعادة، مصر، ط الثالثة -١٣٧٣ هـ.
٤٤- الإمام محمد بن جرير الطبري وأثره في الفقه الإسلامي : رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير، أعدها عبد العزيز بن سيد عبد العال هلال، جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون، شعبة الفقه المقارن
ـ سبب تسميتها أم القرآن:.......................................................................... ٥١
ـ ما أول سورة أُنزلت؟........................................................................ ٥٢
ـ قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [ ١]............................................. ٥٧
ـ قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [ ١ ]............................................. ٥٨
ـ قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ ٢ ]............................................... ٦١
ـ قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ ٢ ]................................................. ٦٣
ـ قال تعالى ﴿ إ٧د="tB يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [٤]............................................................... ٦٥
ـقال تعالى: ﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# ﴾ [ ٦ ]............................................. ٦٧
ـ قال تعالى ﴿ xق¨uژإہ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ... (٧) ﴾ [ ٧ ].............................................. ٦٩
ـ في قول: [tûüدiB!# ]....................................................................................... ٧٠
سورة البقرة:
ـ قال تعالى :﴿ الم ﴾ [ ١ ]........................................................................ ٧٢
ـ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ t... ﴾ [ ٣ ]............................................. ٨٤
ـ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ y٧ڑ/u' لِلْمَلَائِكَةِ 'دoTخ) ×@دم%y`... ﴾ [ ٣٠ ].............................. ٨٨
ـ قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ دo٤qn=¢ء٩$#ur... ﴾ [ ٤٥ ]................................... ١٠٠