... وكان من أهم الأسباب في بلوغ الحركة العلمية غايتها في النهضة الواسعة استخدامُ الورق، واتسعت صنعةُ الوراقة وقد مضى العلماء حينئذ يفيدون منها، فاتَّخذوا لأنفسهم ورَّاقين ينقلون عنهم كتبهم ويذيعونها في الناس، وقد أخذ كثير من الأفراد يُعنَون باقتناء المكتبات.
... ولم تكن الكتب والمساجد هي كلُّ ما هيَّأ لازدهار الحركة العلمية حينئذ، فقد هيَّأت لها أيضاً مجالس الخلفاء والوزراء والأمراء ؛ إذ تحوَّلوا بها إلى ما يشبه ندوات علمية يتناظر فيها العلماء من كل صنف.
... وحقاً لقد تغلغلت المعرفة والثقافة في جميع الأوساط حتى في أوساط العامة، وأصبحت غذاءً لجميع العقول والقلوب، وبرزت صفوة من العلماء كان جمهورها من أبناء هؤلاء العامة قادوا الحركة العلمية قيادة باهرة)(١).
* ثانياً: حياة الحسين بن الفضل:
ويتضمن ما يلي :
١- اسمه ونسبه ومولده:
ولقد تبين ممَّا سبق كيف كان الحسين يفسر الآيات ببيان معناها اللغوي، وقد أجاد رحمه الله في هذا المجال، وأبدع، كيف لا وهو البحر في اللغة والمعاني!
ثانياً : بيان أساليب اللغة الواردة في الآيات:
وهي عنده على النَّحو التالي:
١- أسلوب الخطاب العربي في ( ما ):
كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا ڑcrكٹح'¨ur ﴾ [الأنبياء: ٩٨ ].
قال الحسين بن الفضل: (إنما أراد بقوله (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) الأوثان دون غيرها ؛ لأنه لو أراد الملائكة والناس لقال: ( ومن تعبدون) حيث استخدم أسلوب الخطاب العربي في ( ما ) و ( مَن ).
٢-أسلوب الكناية:
كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا ستپr& لَهُ سىَ، د@ tbqمèَ، د@ur نَعْجَةً z'ح
قال الحسين بن الفضل: (هذا تعريض للتَّفهيم والتَّنبيه ؛ لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغيٌ، وإنما هو كقول الناس : ضرب زيدٌ عمراً وظلم عمروٌ زيداً واشترى بكر داراً، وما كان هناك ضرب ولا ظلم ولا شراء).
٣-أسلوب الحذف (١):
قال ابن فارس :" ومن سُنن العرب الحذف والاختصار، يقولون :( والله أفعلُ ذاك ) يريد لا أفعل. وأتانا عند مغيب الشمس، أو حين أرادت أو حين كادت تغيب " الصاحبي ص : ١٥٦، ومهما تردد المحذوف بين الحسن والأحسن، وجب تقدير الأحسن ؛ لأن الله وصف كتابه بأنه أحسن الحديث فليكن محذوفه أحسن المحذوفات، كما أن ملفوظه أحسن الملفوظات، ينظر : الإتقان للسيوطي ٣/١٧٩. وسيأتي بإذن الله الحذف وبيانه عند الحسين أثناء الدراسة.
ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد بمثلها حتى فجئه الحقُّ وهو في غار حراء.
فجاءه الملك، فقال: اقرأ: فقال رسول الله - ﷺ - : ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطَّني(١) حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثَّانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثَّالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ
y٧خn/u' الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) ù&uچّ%$# وَرَبُّكَ مPuچّ.F{$# ﴾ [سورة العلق] الآيات إلى قوله ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ôMn=÷ètƒ ﴾ (٢) [ سورة العلق : ٥ ]
وقالت عائشة رضي الله عنها أول سورة نزلت من القرآن ﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ (٣).
وروي عن مجاهد (٤): ( أن أوَّل ما نزل من القرآن، ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ (٥) [ القلم : ١ ].
(٢) صحيح البخاري، (كتاب التفسير )، ح : ٤٩٥٣ ص ٨٨٦ /٨٨٧ وينظر شرحه في فتح الباري ٨/٩٢٦-٩٣٧ وصحيح مسلم ( كتاب الإيمان ) ح : ٤٠٣ ص ٨٠-٨١. وينظر في شرح النووي لصحيح مسلم ٢/١٦٩-١٧٧
(٣) رواه عنها الحاكم في المستدرك على الصحيحين ح ٣٩٥٤، ٢/٥٧٦ وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
(٤) مجاهد : مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي، مولاهم المكي، إمام في التفسير والعلم، توفي سنة ( ١٠١ هـ ) وقيل : بعدها بسنة، وقيل : بسنتين، وقيل : بثلاث. ، ينظر : تذكرة الحفاظ ( ١/٩٢)، التقريب (٦٤٨١ ).
(٥) رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ٢/١٩٩.
ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد بمثلها حتى فجئه الحقُّ وهو في غار حراء.
فجاءه الملك، فقال: اقرأ: فقال رسول الله - ﷺ - : ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطَّني(١) حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثَّانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثَّالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ
y٧خn/u' الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) ù&uچّ%$# وَرَبُّكَ مPuچّ.F{$# ﴾ [سورة العلق] الآيات إلى قوله ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ôMn=÷ètƒ ﴾ (٢) [ سورة العلق : ٥ ]
وقالت عائشة رضي الله عنها أول سورة نزلت من القرآن ﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ (٣).
وروي عن مجاهد (٤): ( أن أوَّل ما نزل من القرآن، ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ (٥) [ القلم : ١ ].
(٢) صحيح البخاري، (كتاب التفسير )، ح : ٤٩٥٣ ص ٨٨٦ /٨٨٧ وينظر شرحه في فتح الباري ٨/٩٢٦-٩٣٧ وصحيح مسلم ( كتاب الإيمان ) ح : ٤٠٣ ص ٨٠-٨١. وينظر في شرح النووي لصحيح مسلم ٢/١٦٩-١٧٧
(٣) رواه عنها الحاكم في المستدرك على الصحيحين ح ٣٩٥٤، ٢/٥٧٦ وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
(٤) مجاهد : مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي، مولاهم المكي، إمام في التفسير والعلم، توفي سنة ( ١٠١ هـ ) وقيل : بعدها بسنة، وقيل : بسنتين، وقيل : بثلاث. ، ينظر : تذكرة الحفاظ ( ١/٩٢)، التقريب (٦٤٨١ ).
(٥) رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ٢/١٩٩.
٢١ ] قال الحسين بن الفضل: ( لأنَّ الله تعالى أحيا قلبه بالطاعة حتى لم يعص ولم يهُمَّ بمعصية )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/١١٨(٢)
الدراسة
يحيى اسم سمَّاه الله به ولم يسم به أحدٌ قبله(٣)قال تعالى :﴿ !$ƒحچں٢u""tƒ إِنَّا x٨مژإe³u;çR بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [ مريم : ٧ ] وقيل : إنه أعجميٌّ مُنع من الصرف للتعريف والعجمة، كموسى وعيسى، وقيل : إنَّه عربيٌّ ومنع للتعريف ووزن الفعل.(٤)
والقائلين بعربيته لعلهم أخذوه من وجه تسميته بذلك(٥)ثم اختلفوا لم سمي يحيى بهذا الاسم على أقوال منها :
١- قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : لأن الله أحيا به عقر أمه.(٦)
٢- قال قتادة : لأن الله أحياه بالإيمان.(٧)
٣- قال مقاتل : لأنه أحياه بين شيخ وعجوز(٨)، وهذا يؤول إلى قول ابن عباس.
(٢) ت : عبد الله أبو طعيمة، ج : أم القرى.
(٣) رواه ابن المنذر في تفسيره عن السري ص : ١٨٦ وينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/٤٠٦. وأضواء البيان ٤/٢٣٢
(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١/٤٠٦ والكشاف ١/٣٨٨ والمحرر الوجيز ١/٤٢٩ وتفسير النسفي ١/١٥٢ والبحر المحيط ٢/٤٦٥ والدر المصون ٢/٨٣ وروح المعاني ٣/١٤٦.
(٥) روح المعاني ٣/١٤٦ وينظر: البحر المحيط ٢/٤٦٦.
(٦) ينظر : تفسير الرازي ٢١/١٥٩ وتفسير البغوي ١/٣٤٨ وزاد المسير ١/٣٨٢ وتفسير أبى السعود ٢/٣٢ وروح المعاني ٣/١٤٦ وذكره السمر قندي في تفسيره ١/٢٣٥ والقرطبي في تفسيره ٤/٧٧ ولم ينسباه.
(٧) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٣/٢٩٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/٢٣٤/٦٤١ ت: حكمت بشير ياسين، وابن المنذر في تفسيره ص : ١٨٦.
(٨) ينظر : زاد المسير ١/٣٨٢ و البحر المحيط ٢/٤٦٦.
وأما ما ذكره الحسين بأن الكبيرة ما سمَّاه الله في كتابه كبيراً أو عظيماً ومثَّل له ببعض الآيات وهو من قبيل تفسير القرآن بالقرآن، وهذا من أصح الطرق التي يفسر بها القرآن.. لكن هل يصح أن يكون هذا ضابطاً لها أو محققاً لمعناها؟
الجواب: حتماً، لا.
وذلك لأمور عدة منها :
" أن الرسول - ﷺ - ذكر أموراً كثيرة تعد من الكبائر ولم يُطلق عليها في القرآن كبيراً وعظيماً.
" أن السنة النبوية استقلت ببيان الحكم على معاصي بعينها أنها من الكبائر ولم تذكر في القرآن. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى.
ما القول الأمثل في تلك الجرائم التي قبحها القرآن وبيَّن شناعتها وعظيم عقوبة أهلها، كاللواط، مع العلم بأنه لم يطلق عليها مسمى كبيراً أوعظيماً، وكذلك ماذا يطلق على رجل قتل معصوماً ثم تبين أنه مستحقٌّ لدمه ؟
فهذه الأخيرة كبيرة على قول الجويني وغيره لأنه لم يكترث بأحكام الشريعة..
وأيضاً ماذا يكون الحال فيما يكثر عرضه اليوم من وسائل الإعلام بأساليبها المتنوعة التي لا يقرُّها عقل صحيح، أو فطرة سليمة، فضلاً عن الشريعة الحنيفية السمحة !!، وغير هذا كثير.
ولذا وذاك يصح أن يكون كلام الحسين على سبيل ضرب المثل ليس إلا، ولا يمكن بحال أن يقال عنه إنه ضابط للكبيرة أو محقق لمعناها.
ولقد قرأت كلاماً لابن الصلاح هو أدقُّ بكثير مما ذكره الحسين ـ رحمه الله ـ يحسن إيراده قال في ( فتاواه ) :" وقد قلت في ذلك قولاً رجوت الله أنه صواب وهو أن الكبيرة كل ذنب كَبُر وعَظُم عظماً يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبيرة ووصف بكونه عظيماً على الإطلاق، فهذا فاصل لها عن الصغيرة التي وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى مادونها فليست كبيرة يطلق عليها الوصف بالكبر والعظم إطلاقاً، ثم إن لكبر الكبيرة وعظمها أمارات معرفة بها، منها إيجاب الحد ومنها الإيعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب والسنة، ومنها وصف فاعلها بالفسق
لا سيما أنه لم يرد خبر عن الرسول - ﷺ - يقطع العذر بأن ذلك من أيّ (١).
وقوله تعالى :﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ﴾
قال ابن جرير :" إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم الذي نهوا فيه عن العمل شرَّعاً، يقول : شارعة ظاهرة على الماء من كل طريق وناحية كشوارع الطرق.. ويوم لا يعظمونه تعظيمهم السبت، وذلك سائر الأيام غير يوم السبت لا تأتيهم الحيتان ". (٢)
وذكر الحسين أن في هذا دلالة على أن الحلال لا يأتيك إلا قوتاً والحرام يأتيك جزفاً جزفاً، وهذا أيضاً يوافق أحد الأوجه التفسيرية في قوله تعالى :﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى دps)ƒحچ©ـ٩$# Nكg"sYّ‹s)َ™{ مَاءٍ غَدَقًا (١٦) ﴾ [ الجن : ١٦]
أي : وأن لو استقاموا على الضلالة لأعطيناهم سعة من الرزق وذلك لنستدرجهم بها. (٣)
فالحلال قد لا يأتي بسرعة وقد يكون قليلاً أيضاً بينما الحرام يأتي بسرعة وقد يكون كثيراً ؛ اختباراً وامتحاناً من الله لعباده، وهذا مشاهد فما أكثر الآن سبل الكسب الحرام وطرقه ولكنه ممحوق البركة.
وأحيانا قد يسلك العبد الطرق المحرمة ويبذل في ذلك وسعه، ولكن لا يأخذ من الرزق إلا ما قُدِّر له، فيجمع بين الحرمان والعصيان قال تعالى :﴿ مَنْ كَانَ ك‰ƒحچمƒ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ ك‰ƒحچœR ثُمَّ $sYù=yèy_ لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ [ الإسراء : ١٨]
(٢) تفسيره ٩/١١١.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٢٩/١٣٧.
... قال عبد الرحمن السعدي :" وليس المراد هنا نجاسة البدن، فإنَّ الكافر كغيره طاهر البدن، بدليل أن الله تعالى أباح وطء الكتابية ومباشرتها، ولم يأمر بغسل ما أصاب منها، والمسلمون ما زالوا يباشرون أبدان الكفار، ولم ينقل عنهم أنهم تقذروا منها، تَقَذُّرهم من النجاسات، وإنما المراد كما تقدم نجاستهم المعنوية بالشرك، فكما أن التوحيد والإيمان طهارة فالشرك نجاسة ".(١)...
... والحمد لله رب العالمين على فضله وسماحة أحكامه.
سورة التوبة
قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ¼çnuچخgّàم‹د٩ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ onحچں٢ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [ التوبة : ٣٣ ]
[ ٣٧ ] قال الحسين بن الفضل : معناه :( ليظهره على الأديان كلها بالحجج الواضحة والبراهين اللائحة، فتكون حجة هذا الدين أقوى ).
الكشف والبيان للثعلبي(٢)ص : ١٦٣.(٣)
الدراسة
قوله ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ ﴾ محمد - ﷺ - ( بالهدى ) قيل بالقرآن(٤)، وقيل ببيان الفرائض(٥)( ودين الحق ) هو الإسلام(٦).
( ليظهره ) اختلفوا في عود الضمير على قولين : أولهما أنّ الهاء عائدةٌ إلى رسول الله - ﷺ - (٧).
قال ابن عباس :" ليظهر الله نبيه على أمر الدين كله، فيعطيه إياه كله، ولا يخفى عليه منه شيء(٨).
(٢) وافقه البغوي ٢/٢٧٥.
(٣) ت : جمال ربعين، ج : أم القرى.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٢/٧٤، وفتح القدير ٢/٤٤٣.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ١٠/١٣٣ وتفسير البغوي ٢/٢٧٤.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ١٠/١٣٣.
(٧) ينظر: الكشاف ٢/٢٦٥، وزاد المسير ٣/٤٢٧، وتفسير القرطبي ٨/١١١، وتفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٤/٤٥٧، وفتح القدير ٢/٤٤١.
(٨) رواه الطبري عن ابن عباس في تفسيره ١٠/١٣٣/١٣٤، وابن أبى حاتم في تفسيره ٦/١٧٨٦.
أحدهما : أن تكون المخاطبة لرسول الله - ﷺ -، والمراد غيره من الشكاك، لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول مُتمثّلهم :( إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة ) (١) ومثله قوله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ z`ƒحچدے"s٣ّ٩$# وَالْمُنَافِقِينَ إِن اللَّهَ كَانَ $¸Jٹد=tم $VJٹإ٣xm ﴾ [الأحزاب : ١ ]... (٢) إلى أن قال : والتأويل الآخر : أن الناس كانوا في عصر النبي - ﷺ - أصنافاً : منهم كافر به مكذِّب، لا يرى إلا أن ما جاء به الباطل.
وآخر : مؤمن به مصدِّق يعلم أن ما جاء به الحق. وشاكٌّ في الأمر لا يدري كيف هو، فهو يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى.
فخاطب الله ــ سبحانه ــ هذا الصنف من الناس فقال : فإن كنت أيها الإنسان في شكٍّ مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد - ﷺ -، فسل الأكابر من أهل الكتاب والعلماء الذين يقرؤون الكتاب من قبلك... (٣) إلى أن قال " وهذا وإن كان جائزاً حسناً، فإن المذهب الأول أعجب إلي َّ؛ لأن الكلام اتصل حتى قال :﴿ أَفَأَنْتَ çnحچُ٣è؟ النَّاسَ ٤س®Lxm يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [ يونس : ٩٩ ] وهذا لا يجوز أن يكون إلا لرسول الله - ﷺ - " (٤)
وقال الزجاج :" هذه آية قد كثر سؤال الناس عنها وخوضهم فيها جداً، وفي السورة ما يدل على بيانها وكشف حقيقتها:-
(٢) تأويل مشكل القرآن ص : ١٦٧.
(٣) ص : ١٦٨ وينظرفي القولين أيضاً : تفسير البغوي ٢/٣٧٨
(٤) ص : ١٦٩ وينظر: ص : ٥٥
وثانيهما: ما قاله مجاهد وقتادة وغيرهما (١)، أنَّ المراد نساء أمته (٢) وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته (٣)
ويقويه: قراءة أبي بن كعب (٤) وابن مسعود ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ ِNخkإ¦àےRr& ے¼çmم_¨urّ-r&ur أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب : ٦ ] وهو أبٌ لهم (٥).
قال سعيد بن جبير : في قول لوط ﴿ هَؤُلَاءِ 'دA$uZt/ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾. يعني: نساءهم هنَّ بناته هو نبيّهم. وقال في بعض القراءة ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ ِNخkإ¦àےRr& ے¼çmم_¨urّ-r&ur أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ وهو أبٌ لهم. (٦)
وفي هذا اعتراض على القول الأول ودلَّلوا عليه بأمور منها :
أولاً: إن إقدام الإنسان على عرض بناته على الأوباش والفجّار مستبعد، لا يليق بأهل المروءة والخير فكيف بأكابر الأنبياء (٧).
(٢) ينظر : تفسير الطبري ١٢/١٠١، ومعاني القرآن للفراء ٢/٢٣، ومعاني القرآن وإعرابه ٣/٦٧، وتفسير البغوي ٢/٤١٦، وتفسير القرطبي ٩/٦٧.
(٣) تفسير البغوي ٢/٤١٦ وينظر : زاد المسير ٤/١٣٨.
(٤) أبيُّ بن كعب : ابن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي، أبو المنذر، سيّد القراء، من فضلاء الصحابة، اختلف في سنة وفاته اختلافاً كثيراً قيل سنة (١٩ هـ )، وقيل سنة (٣٢ هـ )، وقيل غير ذلك، ينظر : السير (١/٣٨٩ )، التقريب (٢٨٣ ).
(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢/٢٣ ولم ينسبه، وتفسير البغوي ٢/٤١٦ ونسبه لأبي بن كعب والمحرر الوجيز ٣/١٩٤
(٦) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ١٢/١٠٢ وروى نحوها ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/٢٠٦٢
(٧) ينظر : تفسير الرازي ١٨/٢٧.
فقوله هذا يخالف ترتيب الآية المفهوم، وليس هناك لبس في الترتيب يدعو إلى القول بالتقديم والتأخير.
وقرَّر الطبري قاعدة التقديم والتأخير فقال: "وهذا القول وإن كان غير مدفوع... غيرُ صواب عندي، بخلاف تأويل أهل التأويل على أن الحرف إنما يُحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير، إذا لم يكن لوجه مفهوم إلا بتقديمه عن موضعه أو
تأخيره، فأمّا وله في موضعه وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه في التقديم والتأخير ". (١)
وقال في موضع آخر :" ولا وجه لتقديم شيء من كتاب الله عن موضعه أو تأخيره عن مكانه إلا بحجة واضحة". (٢)
وكذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية "... والتقديم والتأخير على خلاف الأصل، فالأصل إقرار الكلام على نظمه وترتيبه لا تغيير ترتيبه". (٣)
والحاصل : أن معنى الآية على ترتيبها صريح وواضح، وهذا القول من الحسين خلاف الأولى، ولعله بُني على التحرير العقلي، وأثرت عليه الصنعة.
مع أن اللام المكسورة جائز في اللغة إتيانها بمعنى( لئلا )، لكن ما الداعي إلى مثل هذا التفسير في مثل هذه الآية الواضحة والتي أغنانا السلف ببيانها.
سورة طه
قال تعالى ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ مچھ.x‹tFtƒ أَوْ يَخْشَى ﴾ [ طه : ٤٤ ]
[ ٥٥] قال الحسين بن الفضل: ( هو مصروف إلى غير فرعون، مجازه: لكي يتذكر متذكر أو يخشى خاشٍ إذا رأى برّي وإلطافي بمَنْ خلقتهُ ورزقته وصححت جسمه وأنعمت عليه ثم ادعى الربوبية دوني ).
الكشف والبيان للثعلبي(٤)٢/٧٣(٥).
الدراسة
مرَّ سابقاً(٦)المقصد من كلمة ( مجازه ).
(٢) ١٣/٨١.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٦/٢٨١.
(٤) نسب البغوي نحوه في تفسيره ٣/١٢٤ إلى الحسين بن الفضل.
(٥) ت : صالح بن نمران الحارثي، ج : أم القرى.
(٦) عند قوله تعالى ﴿ مَا $uZّ٩u"Rr& عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا Zouچإ٢ُ‹s؟ لِمَنْ يَخْشَى ﴾ ) [ طه ٢، ٣].
وعلى رأسهم الإمام الطبري، وقال: " ولا شك أن الذين سبقت لهم منا الحسنى إنما هم إما ملائكة وإما إنس أو جان، وكل هؤلاء إذا ذكرتها العرب فإن أكثر ما تذكرها بـ ( من ) لا بـ ( ما )، والله تعالى ذكره إنما ذكر المعبودين الذين أخبر أنهم حصب جهنم بـ ( ما )، قال: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ ﴾ إنما أريد به ما كانوا يعبدون من الأصنام والآلهة والحجارة والخشب، لا من كان من الملائكة والإنس".(١)
والنحاس بقوله :" وإنما يراد به الأصنام، واللغة تدل على هذا لأنَّ ( ما ) لما لا يعقل، فقد علم أن معنى ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ لا يكون للمسيح وهذا أصحُّ ما قيل في قوله تعالى ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ ﴾(٢)
و كذلك وافقهما ابن عطية(٣)والشوكاني، وقال :" قال كثير من أهل العلم : ولا يدخل في هذه الآية عيسى وعزير والملائكة، لأن ( ما ) لمن لا يعقل، ولو أراد العموم لقال ومن يعبدون "(٤)وغيرهم(٥)
(٢) معاني القرآن ٦/٣٧٨، وينظر : إعراب القرآن له ٣/٥٧.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٤/١٠١.
(٤) فتح القدير ٣/٥٣٢.
(٥) كأبي حيان في البحر المحيط ٦/٣١٥ وأبي السعود في تفسيره ٦/٨٥، وقال :" أصنامهم التي يعبدونها كما يفصح عنه كلمة ( ما ).. "
قال الطبري :" ولا قول في ذلك أصحُّ مما قال الله جلَّ ثناؤه : وهو أن يقال : فداه الله بذبح عظيم، وذلك أن الله عمَّ وصفه إياه بالعظم دون تخصيصه، فهو كما عمَّه به "(١).
وذكر ابن العربي أنه لا خلاف بين العلماء أن الركوع هاهنا السجود لأنه أخوه، إذ كل ركوع سجود وكل سجود ركوع وقال :" فإن السجود هو الميل والركوع هو الانحناء وأحدهما يدل على الآخر ولكنه قد يختص كل واحد منهما بهيئة، ثم جاء على تسمية أحدهما بالآخر فسمي السجود ركوعاً "(١)
وقال ابن عاشور :" قلتُ : الخلاف موجود "(٢)
وقال الحسن : لأنه لا يكون ساجداً حتى يركع.(٣)
وقيل إنه عبر عن السجود بالركوع(٤)لجامع الإنحناء.
قال الزمخشري :" وعبر بالراكع عن الساجد، لأنه ينحني ويخضع كالساجد"(٥).
أو ذكره لأنه أول أحوال الخرور(٦)وقيل في معنى الآية غير ذلك.(٧)
والآية كما قال الرازي في تفسيره تدل على الركوع وقال :" وأما السجود فقد ثبت بالأخبار "(٨).
وقال الآلوسي :" وقال الحسين بن الفضل : أي خرَّ من ركوعه أي سجد بعد أن كان راكعاً، وظاهره إبقاء الركوع على حقيقته، وجعل ( خرَّ ) بمعنى سجد "(٩)
(٢) التحرير والتنوير ٢٣/١٣٩.
(٣) ينظر : الكشاف ٣/٨٨ والبحر المحيط ٧/٣٧٧.
(٤) ينظر : تفسير السمعاني ٤/٤٣٦ وتفسير البغوي ٣/٦٩٨ وتفسير القرطبي ١٥/١٦١ والبحر المحيط ٧/٣٧٧.
(٥) الكشاف ٣/٨٨.
(٦) ينظر: البحر المحيط ٣/٣٧٧ وتفسير أبي السعود ٧/٢٢٢.
(٧) ينظر: الكشاف ٤/٨٨ وتفسير القرطبي ١٥/١٦١ والتحرير التنوير ٢٣/١٣٩ و تفسير النسفي ٤/٣٧.
(٨) تفسيره ٢٦/١٧٣ وينظر في كونها من عزائم السجود أم لا : صحيح البخاري كتاب ( سجود القرآن ) باب سجدة ص ح : ١٠٦٩ ص : ١٧٣ و( كتاب التفسير ) باب سورة ص ح : ٤٨٠٦، ٤٨٠٧، ص : ٨٤٦ وعمدة القارئ ٧/٩٧ وأحكام القرآن للجصاص ٥/٢٥٧ و تفسير القرطبي ١٥/١٦١/١٦٢ وتفسير ابن كثير ٤/٣١/٣٢.
(٩) روح المعاني ٢٣/١٨٣.
ولكن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما ظهر منه، وليس في ظاهر هذا على هذا التأويل دليلٌ على باطنه، فلا بد أن يكون فيما أبقى دليل على ما ألغى فقد تقدم أن الأصل في الكلام هو عدم الحذف وإذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان الحمل على عدمه أولى ؛ لأن الأصل عدم التغيير(١).
ولا أرى في الآية دليلاً على قول الحسين ولا حتى قرينةً تشير إليه وقد يكون فيه تعظيمٌ للرسول - ﷺ - من جهة عدم نسبه إلى عدم معرفة الإيمان - والله أعلم -
غاية ما هنالك : اختلاف العلماء في هذه الآية فظاهر الآية يدل على أنه ما كان قبل الوحي متصفاً عليه الصلاة والسلام بالإيحاء(٢)مع الإجماع أنه لا يجوز أن يقال إن الرسل كانوا قبل الوحي على الكفر وذكروا في الجواب وجوهاً منها ما ذكره الحسين بن الفضل(٣)ولكن ما أيسر أن يجاب بما ذكره السلف واختاره أهل السنة مما تقدم.
(٢) ينظر في هذا ومناقشته : تفسير القرطبي ١٦/٥٠-٥٣.
(٣) ينظر : تفسير الرازي ٢٧/١٦٤.
وهو سبحانه لم يقل إنه فعل الأول ليفعل هو الثاني، ولا ليفعل بهم الثاني فلم يذكر أنه خلقهم ليجعلهم هم عابدين، فإن ما فعله من الأسباب لما يفعله هو من الغايات يجب أن يفعله لا محالة، ويمتنع أن يفعله أمراً ليفعل أمراً ثانياً ولا يفعل الأمر الثاني، ولكن ذكر أنه فعل الأول ليفعلوا هم الثاني، فيكونون هم الفاعلين له فيحصل بفعلهم سعادتهم، وما يحبه ويرضاه لهم، فيحصل ما يحبُّه هو وما يحبونه هم، كما تقدم أن كل ما خلقه وأمر به غايته محبوبة لله ولعباده، وفيه حكمة له، وفيه رحمة لعباده "(١)
قال البغوي: " ومعنى العبادة في اللغة : التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجا عمَّا خُلق عليه "(٢)
والذي يتضح من قول الحسين ـ رحمه الله ـ أنه يذهب إلى كون الآية عامة في الثَّقلين.
قال ابن عطية :" وتحتمل الآية أن يكون المعنى ما خلقت الجنّ والإنس إلا مُعَدِّين ليعبدون، وكأن الآية تعديد نعمه، أي خلقت لهم حواساً وعقولاً وأجساماً منقادة نحو العبادة وهذا كما نقول البقر مخلوقة للحرث والخيل للحرب، وقد يكون منهما مالا يحارب به أصلاً فالمعنى أنَّ الإعداد في خلق هؤلاء إنما هو للعبادة لكن بعضهم تكسب صرف نفسه عن ذلك، ويؤيد هذا المنزع قول النبي - ﷺ - ( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له ) ".(٣)
(٢) تفسيره ٤/٢٣٥.
(٣) المحرر الوجيز ٥/١٨٣.
٨٧ ] وأما الجامع بين قوله عزَّ وجلَّ ﴿ أَلَّا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾ [ العنكبوت : ١٣ ] ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [ العنكوب : ١٣ ] فهو ما قال الحسين بن الفضل ( ﴿ أَلَّا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾ طوعاً ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ كرهاً.
الكشف والبيان ٢/٣٧٣(١)
الدراسة
في معنى قوله تعالى ﴿ أَلَّا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾ أي كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو بشيء من الذنوب فإنما الإثم عليها لا يحمله عنها أحد كما قال تعالى ﴿ وَإِنْ تَدْعُ ى's#s)÷WمB إِلَى $ygد=÷H؟q لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [ فاطر : ١٨ ](٢)
فإن قيل : ما وجه تحمُّلهم بعض أوزار غيرهم المنصوص عليها بقوله ﴿ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [ النحل : ٢٥ ] وقوله ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ مع أن الله تعالى يقول :﴿ أَلَّا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾ ويقول ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ﴾ إلى غير ذلك من الآيات.
فالجواب ـ والله أعلم ـ أن رؤساء الضلال وقادتهم تحملوا وزرين، أحدهما : وزر ضلال أنفسهم.
والثاني : وزر إضلالهم غيرهم ؛ لأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً، وإنما أخذ بعمل غيره لأنه هو الذي سنَّه وتسبب فيه، فعوقب عليه من هذه الجهة لأنه من فعله، فصار إذن غير مناف لقوله :﴿ أَلَّا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾(٣)
(٢) ينظر : تفسير ابن كثير ٤/٢٥٨.
(٣) ينظر في الجواب : أضواء البيان ٣/٢٣٣.
وقال مجاهد: من شأنه أن يعطي سائلاً، ويفك عانياً، ويجيب داعياً ويشفي سقيماً(١).
وقال الفراء :" في كل يوم أن يميت ميتاً، ويولد مولوداً، ويغني ذا، ويفقر ذا، فيمالا يحصى من الفعل "(٢).
فالمفسرون(٣)على أنه من شأنه أن يحيي ويميت، ويرزق، ويعزَّ قوماً ويذلَّ قوماً، ويشفي مريضاً، ويفكَّ عانياً، ويفرج مكروباً، ويجيب داعياً، ويعطي سائلاً، ويغفر ذنباً إلى مالا يُحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء(٤).
قال ابن عطية : أي يظهر شأنٌ من قدرته التي قد سبقت في الأزل في ميقاته من الزمن من إحياء وإماته ورفعة وخفض، وغير ذلك من الأمور التي لا يعلم نهايتها إلا هو تعالى "(٥).
وقال السعدي :" وهذه الشؤون التي أخبر أنه تعالى ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ هي تقاديره وتدابيره التي قدرها في الأزل وقضاها، لا يزال تعالى يمضيها وينفذها في أوقاتها التي اقتضتها حكمته، وهي أحكامه الدينية التي هي الأمر والنهي، والقدرية التي يجريها على عباده مدة مقامهم في هذه الدار، حتى إذا تمت هذه الخليقة وأفناهم الله تعالى، وأراد تعالى أن ينفذ فيهم أحكام الجزاء، ويريهم من عدله وفضله وكثير إحسانه، ما به يعرفونه ويوحدونه، نقل المكلفين من دار الابتلاء والامتحان إلى دار الحيوان "(٦).
(٢) معاني القرآن ٣/١١٦.
(٣) ينظر على سبيل المثال تفسير الصنعاني ٣/٢٦٣/٢٦٤ و تفسير ابن جرير ٢٧/١٥٧ وتفسير ابن أبى حاتم ١٠/٣٣٢٥ وتفسير ابن كثير ٤/٢٧٣ والمستدرك للحاكم ٢/٥١٦..
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٤/٢٨٧ ٠
(٥) المحرر الوجيز ٥/٢٢٩.
(٦) تفسيره ص: ٨٣٠.
٦٠... ﴿ ِNهk®Xخ*sù عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ يعني إلا من عبد رب العالمين.... ٢٧٧
٦١... ﴿ إِلَّا مَنْ 'sAr& اللَّهَ بِقَلْبٍ ٥Oٹد=y™ (٨٩) ﴾ سليم من آفة المال والبنين.... ٢٧٩
٦٢... ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ $ygد=ِ٧s% وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴾ شبَّهوا عليها فشبَّهت عليهم وأجابتهم على حسب سؤالهم، ولو قالوا: هذا عرشك لقالت: نعم).... ٢٨٢
٦٣... ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ِNهk¨]tƒد‰÷ks]s٩ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾... ٢٨٥
فيه تقديم وتأخير، مجازه: والذين هديناهم سبيلنا جاهدوا فينا.
٦٤... ﴿ إِنَّا $sYôتuچtم الْأَمَانَةَ عَلَى دN¨uq"uK، ،٩$# وَالْأَرْضِ ةA$t٦إfّ٩$#ur... ﴾ قال: ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ عند الملائكة لا عند الله.... ٢٨٨
٦٥... ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ âنûqك™ ¾د&ح#uHxه çn#uنuچsù $YZ|،xm ﴾ فيه تقديم وتأخير، مجازه: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.... ٢٩١
٦٦... ﴿ بَلْ |Mِ٧إftم وَيَسْخَرُونَ ﴾ العجب من الله عز وجل إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب وقد جاء في الخبر (عجب ربكم من ألّكم وقنوطكم).... ٢٩٤
٦٧... ﴿ çm"sY÷ƒy‰sùur بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) ﴾ لأنه كان من عند الله عزّ وجلّ.... ٣٠٠
٦٨... ﴿ إِنَّ هَذَا ستپr& لَهُ سىَ، د@ tbqمèَ، د@ur نَعْجَةً z'ح
٦٩... ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ y٧دGyf÷ètR... ﴾ قال: سألني عبد الله بن طاهر وهو الوالي عن قوله سبحانه (فخرّ راكعاً) هل يقال للراكع خرَّ؟... ٣٠٧
٨٤- ترجيحات الإمام ابن جرير في التفسير من أول الكتاب إلى نهاية تفسير الحزب الثالث من القرآن، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه، أعدها الطالب : حسين بن علي الحربي، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين، قسم القرآن وعلومه – ١٤٢١ هـ.
٨٥- تذكرة الحفاظ: أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
٨٦- تذكرة الأريب في تفسير الغريب : أبو الفرج ابن الجوزي، بدون.
٨٧- التذكرة في أصول الموتى و أمور الآخرة : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الريان للتراث، القاهرة، ط – ١٤٠٧ هـ.
٨٨- التسهيل لعلوم التنزيل : محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، دار الكتاب العربي، لبنان، ط الرابعة – ١٤٠٣ هـ.
٨٩- التعريفات للجرجاني: علي بن محمد بن علي الجرجاني، تحقيق : إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط الأولى – ١٤٠٥ هـ.
٩٠- تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء : شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق : عبد العزيز الخليفة، دار الصميعي، الرياض، ط الثانية – ١٤٢٥ هـ.
٩١- تفسير القرآن : أبو بكر محمد بن المنذر النيسابوري، تحقيق : د. سعد بن محمد السعد، دار المآثر المدينة المنورة، ط الأولى – ١٤٢٣ هـ.
٩٢- تفسير القرآن العظيم مسنداً عن الرسول - ﷺ - والصحابة والتابعين : ابن أبي حاتم الرازي، تحقيق : د. أحمد عبد الله الزهراني في(سورة البقرة) تحقيق: د. حكمت بشير ياسين، (سورة آل عمران) مكتبة الدار، المدينة المنورة ودار طيبة بالرياض، ودار ابن القيم بالدمام، ط الأولى ـ ١٤٠٨هـ.
٩٣- تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله - ﷺ - والصحابة والتابعين ابن أبي حاتم الرازي، تحقيق : أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط الثانية -١٤٢٤ هـ.
ـ قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ... ﴾ [ ١٥ ]...................... ٢٦٨
سورة النور:
ـ قال تعالى ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ tûüإsد="¢ء٩$#ur... ﴾ [ ٣٢ ـ ٣٣ ].............. ٢٧٢
سورة الشعراء:
ـ قال تعالى: ﴿ ِNهk®Xخ*sù عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ ٧٧ ]................................ ٢٧٧
ـ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ 'sAr& اللَّهَ بِقَلْبٍ ٥Oٹد=y™ (٨٩) ﴾ [ ٨٩ ]............................. ٢٧٩
سورة النمل:
ـ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ... احثب ﴾ [ ٤٢ ]...................... ٢٨٢
سورة العنكبوت:
ـ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ِNهk¨]tƒد‰÷ks]s٩ سُبُلَنَا... ﴾ [ ٦٩]..................... ٢٨٥
سورة الأحزاب:
ـ قال تعالى: ﴿ إِنَّا $sYôتuچtم الْأَمَانَةَ عَلَى دN¨uq"uK، ،٩$# وَالْأَرْضِ... ﴾ [ ٧٢ ]............... ٢٨٨
سورة فاطر:
ـ قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ âنûqك™ ¾د&ح#uHxه çn#uنuچsù $YZ|،xm... ﴾ [ ٨ ]..................... ٢٩١
سورة الصافات:
ـ قال تعالى: ﴿ بَلْ |Mِ٧إftم وَيَسْخَرُونَ ﴾ [ ١٢ ]............................................. ٢٩٤
ـ قال تعالى: ﴿ çm"sY÷ƒy‰sùur بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) ﴾ [ ١٠٧]..................................... ٣٠٠
سورة ص:
ـ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا ستپr& لَهُ سىَ، د@ tbqمèَ، د@ur نَعْجَةً... ﴾ [ ٢٣]..................... ٣٠٢
ـ قال تعالى: ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ... ؟ ﴾ [٢٤]............................. ٣٠٧
ـ قال تعالى: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) ﴾ [٧٧]............................. ٣١٠
سورة الشورى:
ـ قال تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ... ﴾ [ ٨٦ ]................................. ٣١٢
سورة غافر: