... الحقيقة أن الكلام عن هذا العالم في كتب التراجم نادر، والذي أطنب في ترجمته هو الحاكم (١)في كتابه ولعله ( تاريخ نيسابور ) وهو ـ على حسب علمي ـ كتاب مفقود، ولذا فإنَّ الذين نقلوا شيئاً من ترجمته كانت ـ على حد اطِّلاعي - عن طريق كتاب الحاكم، ومنهم الإمام الذهبي(٢) حيث قال: " قال الحاكم : الحسين بن الفضل بن عمير بن قاسم بن كيسان البجلي المفسِّر إمام عصره في معاني القرآن ". (٣) أبو علي البجلي الكوفي ثم النَّيسابوري(٤).
أما مولده فقد وُلد كما قال الذهبي: " قبل الثَّمانين ومائة " (٥) ولعل ولادته تكون فيما يقارب عام ١٧٨ هـ، ذلك لأن وفاته كانت في عام ٢٨٢ هـ، وهو ابن ١٠٤ سنة (٦).
٢- نشأته وطلبه للعلم:

(١) الحاكم : محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدوية، أبو عبد الله بن البيع الضبي النيسابوري، الشافعي، الحافظ الناقد العلامة، له مصنفات كثيرة، منها : المستدرك، تاريخ نيسابور، معرفة علوم الحديث، توفي سنة (٤٠٥ هـ ) ينظر : السير(١٧/١٦٢)، الأعلام (٦/٢٢٧)
(٢) الذهبي : محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الأصل، الدمشقي، الشافعي، أبو عبد الله، المعروف بالذهبي، أحد كبار المؤرخين والحفاظ والقراء، له تصانيف كثيرة، منها : سير أعلام النبلاء، تذكرة الحفاظ، ميزان الاعتدال، توفي سنة ( ٧٤٨ هـ ). ينظر : ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني ( ص : ٣٤ )، الأعلام ( ٥/٣٢٦ ).
(٣) سير أعلام النبلاء (١٣/٤١٤) وينظر : لسان الميزان لابن حجر (٢/٣٠٧).
(٤) ينظر : السير(١٣/٤١٤).
(٥) المصدر السابق
(٦) ينظر في وفاته وعمره : السير (١٣/٤١٤) ومرآة الجنان لأبي محمد اليافعي (٢/١٤٥).

أ - في قوله تعالى ﴿ ِNهk®Xخ*sù عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الشعراء : ٧٧ ].
قال الحسين بن الفضل: (يعني إلا من عبد ربَّ العالمين). ب- في قوله تعالى ﴿ y٧د٩¨x‹x.ur !$uZّ‹xm÷rr& إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ $tRحچّBr& مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ çm"sYù=yèy_ نُورًا "د‰÷k®X بِهِ مَنْ âن!$t±°S مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ ü"د‰÷kyJs٩ إِلَى ٧ق¨uژإہ ٥Oٹة)tGَ،-B ﴾ [ الشورى: ٥٢].
قال الحسين بن الفضل: (أي ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان، وهو من باب حذف المضاف؛ أي من الذي يؤمن؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما).
ج-في قوله تعالى ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا $uZè؟$uٹxm الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا !$uZن٣د=÷kç‰ إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [ الجاثية : ٢٤ ]
قال الحسين بن الفضل :( مجازه : فإن الله هو مُدهر الدُّهور )
د ــ في قوله تعالى ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا #¶ژچإ™r&ur ﴾ [ الإنسان : ٨ ] قال الحسين بن الفضل :( على حب إطعام الطعام ).
ولا يخفى مما سبق أن الحسين ـ رحمه الله ـ استخدم هذا الأسلوب في تفسيره لبعض الآيات.
٤- أسلوب التقديم والتأخير(١):
(١) أسلوب التقديم والتأخير من الأساليب البلاغية التي يستعملها الفصحاء في كلامهم، ولعله لا يجري تحت قاعدة مطردة، وعليه ينبغي الحذر عند الكلام في هذا الباب فيوضح ما تبين دونما تكلف، ولا يجوز أن يحمل كلام الله مالا يحتمل ؛ لأنَّ البعض من المفسرين أولعوا بحمل بعض الآيات على هذا الأسلوب ولو أن معناها واضحٌ مرتبٌ لا يحتاج إلى الأخذ به، وأخشى من خلال دراسة أقوال الحسين أنَّه ممن يستعمل هذه الطريقة في بعض الآيات، وسيأتي مزيد بحث وبيان لهذا الأسلوب، وكيف استخدمه الحسين أثناء الدراسة بإذن الله.

قال القاضي أبو بكر الباقلاني (١) " وقد اختلف الصَّحابة ومَن بعدهم في أوَّل ما نزل من القرآن وآخره، ورُوِيَت في ذلك روايات كلُّها محتملة التأويل، فقال قوم منهم : أول شيء أُنزل :﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [ المدثر : ١ ]. وقال آخرون أول ما أُنزل :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [ سورة العلق : ١ ] وقال قوم أول ما أُنزل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الفاتحة : ١] إلى آخر فاتحة الكتاب...
ثم قال : فأما من قال: إنَّ أوَّل سورة أنزلت الفاتحة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فإنهم يروون ذلك من طريق إسرائيل بن إسحاق(٢) عن أبي ميسرة قال :.. وساق الحديث فقال : وهذا الخبر منقطعٌ غيرُ متَّصل السند، لأنه موقوف
على أبى ميسرة، وأثبتت الأقاويل من خلاف الصَّحابة قولَ من قال: إنَّ أول ما أُنزل :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ؟ ﴾ وما يليه في القوة قول جابر، ومن قال: أول ذلك ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [ المدثر: ١] (٣) [ المدثر : ١].
قال النَّوويُّ(٤):
(١) أبو بكر الباقلاني : محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر البصري ثم البغدادي، أحد كبار المتكلمين، صاحب التصانيف، توفي سنة ( ٤٠٣ هـ ). ينظر : السير ( ١٧/١٩٠).
(٢) إسرائيل بن أبي إسحاق : إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي : الهمداني، أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، توفي سنة ( ١٦٠ هـ ) وقيل بعدها. ينظر : السير (٧/٣٥٥)، التقريب (٤٠١ ).
(٣) الانتصار ١/٢٣٩ /٢٤١
(٤) النووي : يحي بن شرف بن مري الحزامي الحوراني، محيي الدين أبو زكريا الشافعي، صاحب التصانيف النافعة، منها : رياض الصالحين، الأذكار، شرح صحيح مسلم، توفي سنة (٦٧٦ هـ ). ينظر : تذكرة الحفاظ ( ٤/١٤٧٠ ).

قال القاضي أبو بكر الباقلاني (١) " وقد اختلف الصَّحابة ومَن بعدهم في أوَّل ما نزل من القرآن وآخره، ورُوِيَت في ذلك روايات كلُّها محتملة التأويل، فقال قوم منهم : أول شيء أُنزل :﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [ المدثر : ١ ]. وقال آخرون أول ما أُنزل :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [ سورة العلق : ١ ] وقال قوم أول ما أُنزل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الفاتحة : ١] إلى آخر فاتحة الكتاب...
ثم قال : فأما من قال: إنَّ أوَّل سورة أنزلت الفاتحة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فإنهم يروون ذلك من طريق إسرائيل بن إسحاق(٢) عن أبي ميسرة قال :.. وساق الحديث فقال : وهذا الخبر منقطعٌ غيرُ متَّصل السند، لأنه موقوف
على أبى ميسرة، وأثبتت الأقاويل من خلاف الصَّحابة قولَ من قال: إنَّ أول ما أُنزل :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ؟ ﴾ وما يليه في القوة قول جابر، ومن قال: أول ذلك ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ (٣) [ المدثر : ١].
قال النَّوويُّ(٤):
(١) أبو بكر الباقلاني : محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر البصري ثم البغدادي، أحد كبار المتكلمين، صاحب التصانيف، توفي سنة ( ٤٠٣ هـ ). ينظر : السير ( ١٧/١٩٠).
(٢) إسرائيل بن أبي إسحاق : إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي : الهمداني، أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، توفي سنة ( ١٦٠ هـ ) وقيل بعدها. ينظر : السير (٧/٣٥٥)، التقريب (٤٠١ ).
(٣) الانتصار ١/٢٣٩ /٢٤١
(٤) النووي : يحي بن شرف بن مري الحزامي الحوراني، محيي الدين أبو زكريا الشافعي، صاحب التصانيف النافعة، منها : رياض الصالحين، الأذكار، شرح صحيح مسلم، توفي سنة (٦٧٦ هـ ). ينظر : تذكرة الحفاظ ( ٤/١٤٧٠ ).

٤- قال الزجاج : لأنه حَيىَ بالعلم والحكمة التي أوتيها(١).
٥- قال أبو القاسم بن حبيب : سمى يحيى أنه استشهد، والشهداء أحياء عند ربهم.(٢)
أما عن قول ابن عباس فدلَّ عليه قوله تعالى ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ zسة_tَn=t/ مژy٩إ٦ّ٩$# 'دAr&uچّB$#ur عَاقِرٌ قَالَ y٧د٩¨x‹x. اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [ آل عمران : ٤٠ ]
والعاقر : عَقَرته أعقِرهُ عَقْراً فهو عقيٌر ومعقور.. وعُقْر الدار وعَقْرها : ساحتها(٣)... وامرأة عاقر لا تلد وكذلك الرجل...(٤)
قال الزجاج : والعقار كل ماله أصل.. وعُقْرُ دار قوم أصل مُقَامهم الذي عليه مُعَوَّلهم(٥)والعقر مشتق من العَقْر وهو القتل، كأنهم تخيلوا فيه قَتْل أولاده(٦).
وكانت زوجة زكريا عليه السلام عاقراً ولذلك حيا رحمها بحملها بيحيي عليه السلام.
(١) معاني القرآن وإعرابه ٣/٣٢٠ وينظر: زاد المسير ١/٣٨٢، والبحر المحيط ٢/٤٦٦، والدر المصون ٢/٨٣ ولم يذكر الحكمة وروح المعاني ٣/١٤٦ ولم ينسبه.
(٢) ينظر: تفسير الرازي ٢١/ ١٥٩ والبحر المحيط ٢/٤٦٦.
(٣) الاشتقاق ص : ٣٤٦ / ٣٤٧.
(٤) المصدر السابق وينظر : مجاز القرآن ٢/١ وتفسير الطبري ٣/٢٥١ وتفسير البغوي ١/٣٤٩ وتفسير القرطبي ٤/٨٠ والدر المصون ٢/٨٧ ونظم الدرر ٢/٧٨ وحاشية شيخ زاده ٣/٥٩ وأضواء البيان ٤/٢٢٩..
(٥) معاني القرآن وإعرابه ١/٤٠٨.
(٦) الدر المصون ٢/٨٧.

نصَّاً، ومنها اللعن كما في قوله - ﷺ - ( لعن الله من غير منار الأرض ) (١) في أشباه لذلك لا نحصيها وعند هذا يعلم أن عدة الكبائر غير محصورة والله أعلم".(٢).
والفرق بين القولين واضح.
و لذا قيَّد الحسين الأمثلة التي ذكر بأنها لا تخرج عن مسمى كبيراً وعظيماً.
وقال كقوله تعالى ﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى ِNوhs٩¨uqّBr& وَلَا تَتَبَدَّلُوا y]ٹخ٧sƒù:$# بِالطَّيِّبِ وَلَا (#ûqè=ن.ù's؟ ِNçlm;¨uqّBr& إِلَى ِNن٣د٩¨uqّBr& إِنَّهُ كَانَ حُوبًا #[ژچخ٦x. ﴾ [ النساء : ٢ ]
والمعنى : هو أن أكلَكم أموال أيتامكم مع أموالكم حوب كبير، والهاء في قوله إنه داله على اسم الفعل، أي الأكل. وأما الحوب : فإنه الإثم، يقال منه حاب الرجل يحوب حَوْباً وحيابةً، ويقال منه : قد تحوب الرجل من كذا، إذا تأثم منه (٣) وقد قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ tA¨uqّBr& الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ #[ژچدèy™ (١٠) ﴾ [ النساء : ١٠ ].
وروي عن أبى هريرة، أن رسول الله - ﷺ - قال :( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : يارسول الله لِلَّهِ وما هنَّ ؟ قال " الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) (٣).
(١) جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه ( كتاب الأضاحي ) ح : ١٥٢٤، ص : ٨٨٣.
(٢) ص : ٢١.
(٣) رواه البخاري في صحيحه ( كتاب الوصايا ) باب قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ tA¨uqّBr& الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ #[ژچدèy™ ﴾ ح : ٢٧٦٦ ص : ٤٥٨، ومسلم في صحيحه ( كتاب الإيمان ) ح : ٢٦٢، ص : ٥٣-٥٤.

ولا يعني هذا أن الكثرة ومحق البركة، متلازمان، بل قد يمنُّ الله على العباد بكثرة الرزق المبارك، هذا إذا ما آمنوا واتقوا، ومصداق ذلك قوله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ #"uچà)ّ٩$# آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا Nخkِژn=tم ;M"x.uچt/ مِنَ السَّمَاءِ والأرضِ ﴾ [ الأعراف : ٩٦]
وقوله تعالى ﴿ وَلَوْ ِNهk®Xr& أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا tAح"Ré& Nخkِژs٩خ) مِنْ ِNخkحh٥

' (#qè=ں٢{ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ Oخgد=م_ِ'r& ﴾ [ المائدة : ٦٦].

وقيل إنَّ هذه القصة حصلت في زمن داود عليه السلام ـ والله أعلم ـ بصحة ذلك.(١)
قال القرطبي :" ورُوي في قصص هذه الآية أنها كانت في زمن داود عليه السلام ".(٢)
سورة الأعراف
قال تعالى ﴿ فَلَمَّا آَتَاهُمَا $[sد="|¹ جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٩٠ ]
[ ٣٣] قال عكرمة : لم يخصَّ بها آدم ولكن جعلها عامة لجميع بنى آدم بعد آدم.
قال الحسين بن الفضل :(وهذا أعجب (٣) إلى أهل النظر لما في القول الأول من إلصاق العظائم بنبي الله آدم عليه السلام ).
الكشف والبيان للثعلبي (٤) ٤/٣١٦ (٥)
الدراسة
ذكر العلماء قولين معروفين مشهورين في المقصود في قوله تعالى :﴿ فَلَمَّا آَتَاهُمَا $[sد="|¹ جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا ﴾

(١) ذكر البغوي في تفسيره ٢/١٦٢، أن داود عليه السلام لعن المعتدين فيهم.
(٢) تفسيره ٧/٢٦٩.
(٣) أعجب ) أثبتها من نهاية البيان لوضوحها وهي في الكشف والبيان ( حجب ).
(٤) وافقه المعافي الموصلي في نهاية البيان ص : ٤٨١، والقرطبي في تفسيره ٧/٢٩٧.
(٥) ت : ابن عاشور.

قال أبو حيان :" والظاهر أن الضمير في ( ليظهره ) عائد على الرسول - ﷺ - لأنه المحدث عنه "(١).
قال الشافعي :" فقد أظهر الله -جل ثناؤه -دينه الذي بعث به رسوله على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره، بأن جماع الشرك، دينان، دين أهل الكتاب ودين الأميين، فقهر رسول الله - ﷺ - الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعاً وكرهاً، وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعضهم الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه - ﷺ - وهذا ظهور الدين كلِّه... "(٢)
والآخر : أنَّ الهاء راجعة إلى دين الحق، أي إلى الإسلام.
ثم إن في معنى الكلام قولان:
الأول : ليظهر هذا الدين على سائر الأديان(٣)وإن كان معه غيره كان دونه(٤)
وقال أبو هريرة والضحاك : وذلك عند نزول عيسى ابن مريم، لا يبقي أهل دين إلا دخل الإسلام(٥).
روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - في نزول عيسى عليه السلام، قال: (فيهلك الله في زمانه الملل كلَّها إلا الإسلام)(٦).
وكأنَّ أصحاب هذا القول ذهبوا إلى إظهاره على أتمِّ وجوهه حتى لا يبقى معه دين آخر(٧). وأما الذي قبله فلا يحتاج إلى نزول عيسى عليه السلام بل حصل في صدر هذه الأمة.
(١) البحر المحيط ٥/٣٤.
(٢) أحكام القرآن ٢/٤٩/٥٠.
(٣) رواه ابن أبى حاتم عن الضحاك في تفسيره ٦/١٧٨٦ وينظر: الكشاف ٢/٢٦٥، وزاد المسير ٣/٤٢٧، وتفسير القرطبي ٨/١١١، وفتح القدير ٢/٤٤١، والتحرير والتنوير ١٠/٧٤.
(٤) البحر المحيط ٥/٣٤.
(٥) رواه عن أبى هريرة الطبري في تفسيره ١٠/١٣٣ وينظر: تفسير البغوي ٢/٢٧٤، وزاد المسير ٣/٤٢٨، وتفسير القرطبي ٨/١١١.
(٦) جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسنده ح : ٩٢٥٩ ص : ٦٧٤، وراجع ح : ٩٦٣٠.
(٧) ينظر : المحرر الوجيز ٣/٢٦، والبحر المحيط ٥/٣٤.

والمعنى أن الله ـ جلَّ وعزَّ ـ خاطب النبي - ﷺ - وذلك الخطاب شامل للخلق، فالمعنى: إن كنتم في شكٍّ فاسألوا، والدليل على ذلك قوله في آخر السورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ سة_ƒدٹ فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ يونس : ١٠٤ ]
فهذا أحسن الأقوال وفيها قولان آخران : فإن كنت في شكٍّ مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون، كما تقول للرجل : إن كنت أبي فتعطف عليَّ، أي إن كنت أبى فواجبٌ أن تتعطف عليَّ، ليس أنه شك في أنه أبوه (١).
وفيها وجه ثالث (٢) : أن تكون ( إن ) في معنى ( ما ) فيكون المعنى ما كنت في شك مما أنزلنا إليك، فأسأل الذين يقرؤون، أي لسنا نأمرك لأنك شاك، ولكن لتزداد... " (٣) وقيل : أقوالاً غير هذه. (٤)
وقال ابن عطية :" والصواب في معنى الآية أنَّها مخاطبة للنبي - ﷺ - والمراد بها سواه، من كل من يمكن أن يشكَّ أو يعارض ". (٥) والأكثرون على أن معنى الآية أن الخطاب للنبي - ﷺ - والمراد غيره من الشاكين. (٦)
(١) وهذا القول مرويٌّ عن الفراء وينظر: المحرر الوجيز ٣ /١٤٣ والبحر المحيط ٥/١٩٠/١٩١.
(٢) وهذا هو الوجه الثاني من الوجهين الآخرين اللذين ذكرهما.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٣/٣٢/٣٣ وينظر معاني القرآن للنحاس ٣/٣١٦/٣١٧.
(٤) ينظر: الشفا ص : ٢٨٨ وتفسير القرطبي ٨/٣٤٠ والبحر المحيط ٥/١٩١.
(٥) المحرر الوجيز ٣/١٤٢ وينظر تفسير القرطبي ٨/٣٣٩.
(٦) ينظر: زاد المسير ٤/٦٣.

ثانياً: قيل: إنَّ له عليه السلام بنتين(١) فإن صحت هذه الرواية فلا يصح الجمع
ذلك لأنه ثبت أنّ أقل الجمع ثلاثة (٢).
قال أبو حيان: " ويدلّ عليه أنه فيما قيل: لم يكن له إلا بنتان، وهذا بلفظ الجمع"(٣).
وأجاب ابن الجوزي: " فإن قيل كيف جمع وقد كنّ اثنتين، فالجواب : أنه قد يقع الجمع على اثنتين، كقوله :( وكنا لحكمهم شاهدين ) [ الأنبياء ٧٨] (٤) ويُردُّ عليه أيضاً أنَّه روي أنَّهنَّ ثلاث بنات (٥).
ثالثاً: وأيضاً فإنه لا يمكن أن يزوّج بناته من جميع قومه، أما نساء أمته فتكفي للكل(٦).
رابعاً: وقيل : إنما كان الكلام مدافعة، ولُم يُردْ إمضاءه (٧).
قال الشيخ السعدي في تفسيره :" وهذا كما عَرض سليمان عليه السلام على المرأتين أن يشقَّ الولد المختصم فيه لاستخراج الحق، ولعلمه أنَّ بناته ممتنعٌ منالُهُنَّ، ولا حقَّ لهم فيهنَّ والمقصود الأعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى". (٨)
وقد ضعف القول الثالث ابن عطية وقال :" وهذا التنطع ليس من كلام الأنبياء صلوات الله عليهم ". (٩)
(١) ينظر : تفسير القرطبي ٩/٦٧ و تفسير الرازي ١٨/٢٧ والبحر المحيط ٥/٢٤٧ وفتح القدير٢/٦٣٦.
(٢) ينظر : تفسير الرازي ١٨/٢٧.
(٣) البحر المحيط ٥/٢٤٧.
(٤) زاد المسير ٤/١٣٧
(٥) ينظر: تفسير القرطبي ٩/٦٧ والبحر المحيط ٥/٢٤٧ وفتح القدير ٢/٦٣٦
(٦) ينظر : تفسير الرازي ١٨/٢٧ ويراجع : البحر المحيط ٥/٢٤٧.
(٧) ينظر : المحرر الوجيز ٣/١٩٤ وتفسير القرطبي ٩/٦٧( ونسباه لأبي عبيده ) ولم أجده في موضعه في مجاز القرآن وتفسير البغوي ٢/٤١٦ وفتح القدير ٢/٦٣٦.
(٨) ص : ٣٨٦.
(٩) المحرر الوجيز ٣/١٩٤

قوله :( لعله يتذكر أو يخشى ). لعل حرف نصب(١)له معانٍ.(٢)
قال الكفوي(٣): " وأعلم أن جمهور أئمة اللغة اقتصروا في بيان معناها الحقيقي على الترجي والإشفاق، وعدم صلوحها لمجرد العلّية والفرضية مما وقع عليه الاتفاق. تقول :" دخلت على المريض كي أعوده، وأخذت الماء كي أشربه. ولا يصح فيه لعل "(٤).
وبعد بيان معنى (لعلَّ ) وأن الله يستحيل منه الترجي وهو عدم الوثوق بحصول الأمر، فكيف قال ( لعله يتذكر ) وقد سبق في علمه أنه لا يتذكر ولا يخشى ؟.
الجواب على النحو الآتي:
(١) الجر بلعل لغة عقيلية. ينظر : شرح ابن عقيل ٢/٤ وهمع الهوامع شرح جمع الجوامع للسيوطي ٢/٣٣.
(٢) أحدهما: التوقع، وهو ترجي المحبوب والإشفاق من المكروه، الثاني : التعليل، الثالث : الاستفهام ينظر : فيما سبق وفي فوائد تخص ( لعل ) : مغني اللبيب لابن هشام ١/٣١٧-٣١٨.
(٣) الكفوي : أيوب بن موسى الحسيني القريمي، أبو البقاء الكوفي، صاحب الكليات، كان من قضاة الأحناف، وله كتب بالتركية، توفي سنة (١٠٩٤ هـ )، ينظر : الأعلام ٢/٣٨.
(٤) الكليات ص : ٧٩٤.

ولكن يُعكر على ما سبق ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال :( لما نزلت ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا ڑcrكٹح'¨ur ﴾ فقال المشركون : الملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله، فقال ( لو كان هؤلاء الذين يعبدون آلهةً ما وردوها )، قال : فنزلت ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ عيسى وعزير والملائكة.(١)
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/٤١٦ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وروى نحوه الطبراني في الكبير ١٢/١٥٣، وابن جرير في تفسيره ١٧/١١٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/٢٤٦٨ وأبو عبد الله المقدسي في المختارة ١٠/٣٠٤ وأخرج نحوه ابن أبي شيبه في مصنفة ٦/٣٤٠ عن سعيد بن جبير وقال الهيثمي في المجمع: ٧/٦٩ " رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة ".

وإذا عُلم أن قوله ( خرَّ ) أي ألقى بنفسه نحو الأرض متطامناً متواضعاً، والركوع والسجود الانخفاض والترامي نحو الأرض وخصصتها الشرائع على هيئات مخصوصة.(١)نتج عنه احتمال المعنى لما ذكر وقيل، مع أن قول الحسين بن الفضل قريب من قول الحسن.
قال ابن كثير :" أي ساجداً.. ويحتمل أنه ركع أولاً ثم سجد بعد ذلك "(٢)وفي نظري أن رأيه في أنه لا يقال للراكع ( خرّ) يحتاج إلى مزيد تأمل لأن ( خرّ) معناها لغة السقوط فينطبق على الركوع والسجود ولو كان في السجود أعم قال تعالى :﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا $w‹إ٣ç/ur ﴾ [ مريم : ٥٨ ]. والله تعالى أعلم.
سورة ص
قال تعالى ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) ﴾ [ ص: ٧٧ ].
[ ٧٠] قال الحسين بن الفضل :( وهذا تأويل صحيح ؛ لأن إبليس تجبر وافتخر بالخلقه فغير الله تعالى خلقه: فاسودَّ بعد ما كان أبيضَ، وقبُح بعد ما كان حسناً، وأظلم بعد أن كان نورانياً ). الكشف والبيان للثعلبي(٣)١/٢٨٣(٤).
الدراسة
قال تعالى في سورة الأعراف ﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا (١٨) ﴾ وفي سورة الحجر ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) ﴾ وقال تعالى كذلك هنا ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾
وقوله ﴿ t فَاخْرُجْ مِنْهَا ﴾ يعني من الجنة، وهذا هو اختيار الطبري(٥)والنحاس(٦)والقرطبي(٧)وغيرهم.(٨)
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٤/٥٠١.
(٢) تفسيره ٤/٣١.
(٣) نسب نحوه البغوي في تفسيره ٣/ ٧١٤ إلى الحسين بن الفضل.
(٤) ت : ساعد بن سعيد الصاعدي، ج : أم القرى.
(٥) ينظر : تفسيره ٢٣/٢١٨.
(٦) ينظر : إعراب القرآن ٣/٣١٨.
(٧) ينظر : تفسيره ١٥/٢٠١.
(٨) كالشنقيطي في الأضواء ٣/١٣٠.

وقال العيني :" ومعنى الآية في الجملة أن الله تعالى لم يخلقهم للعبادة خلق جبلة واختيار وإنما خلقهم لها خلق تكليف واختبار، فمن وفقه وسدده أقام العبادة التي خلق لها ومن خذله وطرده حرمها وعمل بما خلق له كقوله :- ﷺ - (اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وفي نفس الأمر هذا سر لا يطلع عليه غير الله تعالى، وقال ﴿ ںw م@t"َ،ç" $­Hxه م@yèّےtƒ ِNèdur ڑcqè=t"َ،ç" ﴾(١)[ الأنبياء : ٢٣ ]
(١) عمدة القارئ ١٩/١٩٢.

والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الآية الأولى التي قال فيها: " طوعاً " أنه أراد أنه لا تزر نفس وزر أخرى ابتداءً، فالله لا يحملها ما لا تعمله، أما إذا أضلت غيرها فقد حملت هذا الوزر، وستحمل وزر من أضلته " كرهاً: أي رغماً عنها.
سورة النجم
قال تعالى ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [ النجم : ٣٩ ]
[ ٨٨ ] دعا عبد الله بن طاهر، والي خراسان الحسين بن الفضل فقال له : أشكلت عليَّ ثلاث آيات دعوتك لتكشفها لي قال : وما هنَّ أيها الأمير قال :.. وقوله :﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ فما بال الأضعاف، فقال الحسين بن الفضل :( وأما قوله ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) ﴾ يعني من طريق العدل. ومجاز الآية: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ عدلاً وَلي أن أجزيهُ بواحدة ٍ ألفا ً ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٣٧٦/ ٣٧٧(٢).
الدراسة
قال الزجاج :" ومعناه، ليس للإنسان إلا جزاء سعيه، إن عَمل خيراً جُزي خيراً، وإن عمل شرَّاً جُزي شراً "(٣).
واختلف العلماء في هذه الآية على أقوال :(٤)
(١) نسب نحوه ابن عطية في المحرر الوجيز ٥/٢٠٦وأبو حيان في البحر المحيط ٨/١٦٤ ونسب الجواب ابن الجوزي في زاد المسير ٨/٨١ إلى الحسين بن الفضل.
(٢) ت : فريدة الغامدي، ج : أم القرى.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٥/٧٦.
(٤) ينظر في هذه الأقوال : تفسير البغوي ٤/٢٦٣/٢٦٤ وزاد المسير ٨/١٨.

فسبحان الكريم الوهاب، الذي عمت مواهبُه أهل الأرض والسموات، والحاصل : أن قول الحسين بن الفضل صحيح وجمعه بين الآية وما ورد من أن القلم قد جفَّ بما هو كائن إلى يوم القيامة صحيح أيضاً، وهنا مسألة دقيقة أشار إليها الحسين بن الفضل وهي التي استشكلت على الأمير وطلب تخريجها من الحسين وبينها ابن عطية والسعدي فيما نقلتُ عنهما، وهي متعلقة بالقدر وكونه لا يبدو له شيء سبحانه فيتغير له المكتوب، بل الأمر أنه يمضي ما قدّره في الكتاب المسطور؛ لأن كل مقادير الأشياء مكتوبة فيه فلقد أمر الله سبحانه القلم ليكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ولا بد من وقوعه في وقته.
فهو سبحانه قدّر مقادير الخلائق، وكتب أعمال العباد قبل أن يعملوها، ثم إنه يأمر الملائكة بكتابتها بعدما يعملونها، فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنه، فلا يكون بينهما تفاوت.
ومعنى جفَّ القلم: أي فرغت الكتابة، وفيه إشارة إلى أن الذي كُتب في اللوح المحفوظ لا يتغير حكمه، فهو كناية عن الفراغ من الكتابة؛ لأن الصحيفة حال كتابتها تكون رطبة أو بعضها وكذلك القلم فإذا انتهت الكتابة جفت الكتابة والقلم(١)، قال ابن حجر :" قلتُ: وفيه إشارة إلى أن كتابة ذلك انقضت من أمد بعيد ".(٢)
وقد روى البخاري عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال لي النبي - ﷺ - :( جفَّ القلم بما أنت لاقٍ)(٣).
وفي حديث جابر عند مسلم ( فيما العمل اليوم ؟ أفيما جفَّت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نسْتَقْبِل ؟ قال : لا بل، فيما جفَّت به الأقلام وجرت به المقادير )(٤).
(١) ينظر : الفتح ١١/٦٠٠.
(٢) المصدر السابق ١١/٦٠٠/٦٠١.
(٣) كتاب القدر باب : جفَّ القلم على علم الله، ص : ١١٤١. وينظر : فتح الباري ١١/٦٠١.
(٤) كتاب ( القدر ) ح : ٦٧٣٥ ص : ١١٥٤.

قلت: لا، قال: فما معنى الآية؟ قلت: معناها فخرَّ بعد أن كان راكعاً، أي سجد.
٧٠... ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) ﴾ وهذا تأويل صحيح؛ لأن إبليس تجبر وافتخر بالخلقه فغير الله تعالى خلقه: فاسودَّ بعد ما كان أبيضَ، وقبُح بعد ما كان حسناً، وأظلم بعد أن كان نورانياً.... ٣١٠
٧١... ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ هذه ناسخة لقوله ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.... ٣١٢
٧٢... ﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ $Z"ّ‹x© y٧د٩¨x‹x. يُضِلُّ اللَّهُ z`ƒحچدے"s٣ّ٩$# ﴾ (يعني لم نكن نصنع من شيء، أي: ضاعت عبادتنا لها، فلم نكن نصنع شيئاً).... ٣١٦
٧٣... روى الثعلبي عن أبى بكر المؤمن قوله: سألت الحسين بن الفضل لِمَ قطع ﴿ حم (١) عسق ﴾ ولم تقطع ﴿ كهيعص ﴾ ﴿ المر ﴾ ﴿ المص ﴾ ؟... ٣١٨
قال: لكونها من سور أوائلها ($Om )، فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها، وكان (Om ) مبتدأ، و (،û، ےم) خبره، ولأنها آيتان، وعدت أخواتها التي كتبت موصولة آية واحدة.
٧٤... ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ ¾دnدٹ$t٧دèخ/ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ قال: في القرآن وتيسيره.... ٣٢٠
٧٥... ﴿ y٧د٩¨x‹x.ur !$uZّ‹xm÷rr& إِلَيْكَ رُوحًا ﴾ يعني أهل الإيمان من يؤمن ومن لا يؤمن.... ٣٢٤
٧٦... ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا $sYôJs)tGR$# مِنْهُمْ ِNكg"sYّ%uچّîr'sù أَجْمَعِينَ ﴾ (خالفونا).... ٣٢٧
٧٧... ﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى... ﴾ قال: في هذه الآية تقديم وتأخير، مجازها: أفرأيت من اتخذ هواه إلهه.... ٣٢٩
٧٨... ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا $uZè؟$uٹxm الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا !$uZن٣د=÷kç‰ إِلَّا مچ÷d¤$!$#... ﴾ مجازه: فإن الله هو مدهر الدهور.... ٣٣٢
٩٤- تفسير أبي السعود : محمد بن محمد العماري ( أبو السعود )، دار إحياء التراث، بيروت.
٩٥- تفسير أسماء الله الحسنى: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سهل الزجاج، تحقيق : أحمد بن يوسف الدقاق، دار الثقافة العربية.
٩٦- تفسير البسيط : أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، من أول سورة النساء إلى الآية( ٥٠ )من سورة المائدة، دراسة وتحقيق، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه، أعدها الطالب : محمد بن حمد المحيميد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، قسم القرآن وعلومه -١٤١٦ هـ.
٩٧- تفسير الثوري : سفيان بن سعيد الثوري، دار لكتب العلمية، بيروت، ط الأولى – ١٤٠٣ هـ.
٩٨- تفسير الثعالبي : عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، مؤسسة الاعلمي، بيروت.
٩٩- تفسير الجلالين : لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، دار الحديث، القاهرة، ط الأولى.
١٠٠ ــ تفسير جزء عمَّ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، اعتنى به وخرج أحاديثه: فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، مطابع الحرس الوطني.
١٠١ ــ تفسير السمعاني: أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني، تحقيق : ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس، دار الوطن، الرياض، السعودية، ط الأولى -١٤١٨ هـ.
١٠٢ ــ تفسير السمرقندي المسمى ( بحر العلوم ) : نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي، تحقيق : د. محمود مطرجي، دار الفكر بيروت.
١٠٣ ــ تفسير القرآن : عبد الرازق بن همام الصنعاني، تحقيق : مصطفى مسلم محمد، مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى -١٤١٠ هـ.
١٠٤ ــ تفسير القرآن العظيم : أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي، مكتبة دار التراث، القاهرة.
ـ قال تعالى: ﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو... ﴾ [ ٧٤ ]....................... ٣١٦
سورة الشورى:
ـ ﴿ حم (١) عسق (٢) ﴾ [١، ٢]................................................................. ٣١٨
ـ ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ [١٩]...................................................................... ٣٢٠
ـ ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [٥٢]............................................ ٣٢٤
سورة الزخرف:
ـ قال تعالى ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا $sYôJs)tGR$# مِنْهُمْ... ﴾ [ ٥٥ ]................................... ٣٢٧
سورة الجاثية:
ـ قال تعالى ﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ... ﴾ [ ٢٣ ]................................... ٣٢٩
ـ قال تعالى ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا $uZè؟$uٹxm الدُّنْيَا... ﴾ [ ٢٤ ]............................. ٣٣٢
سورة الأحقاف:
ـ قال تعالى ﴿ ِژة٩ô¹$$sù كَمَا صَبَرَ... ﴾ [ ٣٥ ].................................................... ٣٣٧
سورة محمد:
ـ قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ... ﴾ [ ١٩ ]....................................... ٣٣٩
سورة الفتح:
ـ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ... ﴾ [ ٢٧ ]......................... ٣٤١
سورة الذاريات:
ـ قال تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ... ﴾ [ ٥٠ ]..................................................... ٣٤٤
ـ قال تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ £`إgù:$# وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [ ٥٦]........................... ٣٤٧
سورة النجم:
ـ قال تعالى: ﴿ مLنê÷ƒuنuچsùr& اللَّاتَ وَالْعُزَّى... ﴾ [ ١٩ـ٢٠ ]...................................... ٣٥٢


الصفحة التالية
Icon