المبحث الثاني: التفسير في عصر الوزير ابن هبيرة:
شهد العصر الذي عاش فيه الوزير ابن هبيرة حركة علمية واسعة، حيث اتسعت العلوم ودوِّنَت، وتشعَّبَت فروعها وكثر الاختلاف، وأُثيرت مسائل الكلام، وظهر التعصب المذهبي، واختلطت العلوم العقلية بالعلوم النقلية، وحرص أصحاب المذاهب والفرق على نصرة مذاهبهم، وقد تأثر التفسير بهذه الأجواء فاشتغل به من ليس من أهله وتحوَّل مساره إلى أن يعتني أرباب العلوم بما يوافق علومهم، وأصبح المفسرون يعتمدون في تفسيرهم على الفهم الشخصي، ويتجهون اتجاهات متعددة، وتحكَّمت فيهم الاصطلاحات العلمية والعقائد المذهبية واهتم كل مفسر بما برع فيه من فنون العلم فالنحوي لا هم له إلا الإعراب، وذكر ما يحتمل في ذلك من أوجه، والفقيه يعتني بالفروع الفقهية ويرد على من خالف مذهبه، وصاحب التاريخ يعنى بالقصص والأخبار، وصاحب العلوم العقلية يعنى بأقوال الحكماء ويورد الشبه ويرد عليها، وصاحب البدع ليس له قصد إلا أن يؤول كلام الله وينزله على مذهبه الفاسد ويستدل بالقرآن على صحة مذهبه، وأصحاب التصوف قصدوا ناحية الترغيب والترهيب بما يتوافق مع مشاربهم.
وهكذا أصبحت كتب التفسير في مجملها تحمل في طيَّاتها الغثَّ والثمين، والنافع والضار والصالح والفاسد، مما أفقد التفسير وظيفته الأساسية في الهداية ومعرفة أحكام الدين(١).
القسم الأول
منهج الوزير ابن هبيرة في التفسير
وفيه فصلان:
الفصل الأول: منهجه في التفسير.
الفصل الثاني: الموازنة بين منهجه ومنهج ابن عقيل الحنبلي في التفسير.
الفصل الأول
منهجه في التفسير
وفيه مباحث:
المبحث الأول: تفسيره القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني: عنايته بالقراءات.
المبحث الثالث: تفسيره القرآن بالسنة.
المبحث الرابع : تفسيره القرآن باللغة.
المبحث الخامس : اهتمامه بأسباب النزول.
المبحث السادس : موقفه من آيات الصفات.
المبحث السابع : عنايته بآيات الأحكام.


الصفحة التالية
Icon