المبحث الثامن : اهتمامه بالمناسبات.
المبحث التاسع : تدبره واستنباطه.
المبحث الأول: تفسيره القرآن بالقرآن:
تكفّل الله-سبحانه وتعالى-ببيان كتابه وتفصيله، وقد دلَّ على ذلك آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ (البقرة: من الآية١٨٧)، وقوله: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ (القيامة: ١٩).
ومن بيان القرآن ما جاء في القرآن نفسه، إذ إن تفسير القرآن بالقرآن من أصح طرق التفسير، وهو المصدر الأول من مصادره.
قال ابن تيمية: (( فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فُسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فإنه قد بُسط في موضع آخر(١))).
وقال: (( ومن تدبَّر القرآن وجد بعضه يفسر بعضا(٢))).
وقال ابن القيم(٣): (( وتفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير(٤))).
لذا كان لا بد لمن يتعرَّض لتفسير كتاب الله أن يعتمد هذا المصدر، وقد فسر ابن هبيرة القرآن بالقرآن لكن مع قلة، ولعل ذلك راجع إلى كونه لم يفسر القرآن كاملاً حتى يتضح اعتماده عليه، ويتبين منهجه في تفسير القرآن بالقرآن من خلال الآتي:
أولاً: الاستشهاد للمعنى الذي يذكره في تفسيره، ومن أمثلته:
(٢) مجموع الفتاوى(١٦/٢٨٨)...
(٣) ابن القيم: هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي ثم الدمشقي الحنبلي، المشهور بابن قيم الجوزية، له تصانيف في فنون عديدة منها بدائع الفوائد، وزاد المعاد في هدي خير العباد، ومفتاح دار السعادة ت: ٧٥١هـ مترجم له في الذيل على طبقات الحنابلة(٢/٤٤٧)، طبقات الداوودي(٢/٩٣)...
(٤)التبيان في أقسام القرآن(١١٧)...