أقوال الوزير ابن هبيرة في التفسير

ولمعرفة اللغة العربية أهميةٌ بالغةٌ في فهم القرآن وتفسيره.
قال مالك(١): (( لا أُوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالاً(٢))).
وقال الشاطبي(٣): (( فمن أراد تفهمه-يعني القرآن-فمن جهة لسان العرب يُفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة(٤))).
ولابن هبيرة عنايةٌ بالغةٌ بتفسير القرآن باللغة، ويمكن بيان منهجه بالآتي:
أولاً: عنايته بمعاني المفردات وتفسير الغريب.
ومن الأمثلة على ذلك قوله: (( قد قالت امرأة عمران:﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ﴾ أي وقفاً على خدمتك (٥))).
وقوله: (( ثم قال-عز وجل-:﴿فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ يعني الخارجين على هذا الإجماع الذي انعقد من الأنبياء كلهم وأُخذ عليهم عهد الله-عز وجل- به. والفسق الخروج عن الطاعة(٦))).
وقوله: (( الحصِيْر المحبِس، قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ﴾ أي: محبِساً (٧))).
وقوله: (( وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ ﴾ ذا القوة(٨))).
ثانياً: ذكره معاني الحروف وأثرها في المعنى.