فإن كتاب الله هو الكتاب المبين، الفارق بين الهدى والضلال، والغي والرشد، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي آياته، ولا تتناقض دلالاته، فهو نور البصائر، وشفاء الصدور، وحياة القلوب، أهله أهل الله وخاصته، نالوا الخيرية في الدنيا والآخرة وقد شهد لهم بذلك النبي ( - ﷺ - ) في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(١)؛ فأولى ما صرفت فيه الأوقات، وكُدت فيه العقول والفهوم، علوم الكتاب المصون، وعلم التفسير أحد علوم القرآن وهو من أجلها، لما فيه من الوقوف على معاني كتاب الله ومعرفة مراد الله تعالى منه، وأصح الطرق في ذلك، أن نفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر، ثم نفسره بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له. فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا إلى أقوال الصحابة، فهم أفضل القرون وقد أثنى عليهم الله تعالى في قوله: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠) ﴾ (٢).
(٢) سورة التوبة الآية: ١٠٠.
"والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"(١).
وقال أيضا: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"(٢).
وقال أبو عبد الرحمن السلمي(٣): "حدثنا من كان يقرئنا القرآن من أصحاب النبي ( - ﷺ - ) إنهم كانوا يقترئون من رسول الله ( - ﷺ - ) عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل"(٤).
ومن هنا تتبين عنايتهم ( - رضي الله عنهم - ) بكتاب الله - عز وجل - الأمر الذي يبرز مكانة تفسير الصحابة، فهو المصدر الثالث من مصادر التفسير بعد كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه ( - ﷺ - ).
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١ / ٨٠ )، من طريق شقيق عن ابن مسعود، وقال أحمد شاكر - رحمه الله - إسناد صحيح.
(٣) أبو عبد الرحمن السلمي: عبد الله بن حبيب بن ُربيعة، الضرير، المقري، كوفي تابعي ثقة ثبت، قرأ على عثمان وعلي و ابن مسعود ( - رضي الله عنهم - )، وسمع منهم. مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٩٩)، وتهذيب التهذيب (٥/١٦١)، والكاشف (١ / ٥٤٤ ).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣٨/ ٤٦٦ ) (ح رقم: ٢٣٤٨٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/١١٧). من طريق عطاء بن السائب عنه به، وقال محققوا المسند: " إسناده حسن من أجل عطاء ".
قال: "جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، وكان يكنى أبا عبد الله"(١).
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "يكنى أبا عبد الله، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد على أقوال"(٢).
أمَّا أبوه: فعبد الله بن عمرو بن حرام، يكنى أبا جابر، سيد من سادات الخزرج، وشريف من أشرافها، أسلم وشهد العقبة الثانية(٣) (٤) مع السبعين من الأنصار، وهو أحد النُّقباء(٥)
(٢) الإصابة في تمييز الصحابة (١ / ٤٣٤).
(٣) جرى ابن إسحاق وغيره على عد هذه العقبة الثانية وما قبلها الأولى، لأن هذه والتي قبلها هما اللتان حصلت فيهما المبايعة، ومن لم ينظر إلى المبايعة عد العقبات ثلاث، وعلى هذا جرى صاحب المواهب.
انظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة للدكتور/ محمد أبو شهبة (١ / ٤٣٦) هامش رقم (١).
(٤) بيعة العقبة الثانية: وقعت في السنة الثالثة عشر للبعثة حين اجتمع ثلاث وسبعون رجلا من الأنصار ومعهم امرأتان لميعاد رسول الله ( - ﷺ - ) بالعقبة بين منى ومكة من أوسط أيام التشريق فبايعهم ( - ﷺ - ) على حرب الأحمر والأسود، وأخذ لنفسه واشترط على القوم لربه، وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة.
انظر: تهذيب سيرة ابن هشام (ص: ١٢٢)، والكامل في التاريخ (١/٦١٢-٦١٥).
(٥) النقباء: جمع نقيب، وهو شاهد القوم وضمينهم.
مختار الصحاح: (مادة: ن ق ب) (١ / ٢٨١)، وانظر: النهاية لابن الأثير(مادة: نقب) (٥ / ١٠٠).
ومن الأمثلة على ذلك: قوله - سبحانه تعالى -: ﴿ أَلَا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) ﴾ (١)، ثم فسر أولياء الله بقوله - تعالى - في الآية التي تليها: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) ﴾ (٢).
وأمثال هذا في القرآن كثيرة، مما يلفت أنظار المؤمنين إلى أنه - سبحانه وتعالى - جعل بعض القرآن بياناً وتفصيلاً لبعض.
إلا أن هذا البيان ليس على درجة واحدة من الوضوح، فمنه ما يدرك بداهة كما في الآيتين السابقتين، ومنه ما يحتاج إلى نظر وإعمال فكر، ومعرفة بقواعد التفسير وأصوله، وغيرها مما يلزم المفسر لكلام الله - عز وجل -، ومنه ما يظهر لشخص دون غيره.
وقد كان ( - ﷺ - ) وهو أعلم البشر بكتاب الله - عز وجل - يفسر القرآن بالقرآن، كما صح عنه ( - ﷺ - ) أنه قال: (مفاتح الغيب خمس: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤) ﴾ (٣)) (٤).
وكذا سلك الصحابي الجليل جابر ( - رضي الله عنه - ) هذا المنهج في تفسيره كغيره من عامة المفسرين من الصحابة حتى أصبح سمة بارزة في تفسيرهم ( - رضي الله عنهم - ).
(٢) سورة يونس، الآية: ٦٣.
(٣) سورة لقمان، الآية: ٣٤.
(٤) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: ﴿ * وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ ) (٤/١٦٩٣) (ح رقم: ٤٣٥١).
عمر بن ذر: ابن عبد الله بن زرارة الهَمْداني، أبو ذر الكوفي، ثقة، رمي بالإرجاء(١). مات سنة ست وخمسين ومائة(٢).
عطاء بن أبي رباح - واسم أبي رباح أسلم - القرشي مولاهم المكي ثقة، فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، وقيل: تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه، مات سنة أربع عشرة ومائة، وقيل: خمس عشرة(٣).
± درجة الإسناد:
لم يذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - إسناد ابن مردويه إلى عبد الكبير بن المعافى بن عمران؛ ولذا فإنه يتوقف عن الحكم على الإسناد حتى الوقوف عليه.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أورد هذا الأثر السيوطي في تفسيره(٤)، وعزاه إلى ابن مردويه،
والثعلبي(٥)، ولم يمكن الوقوف على إسنادهما فيتوقف في الحكم عليه حتى الوقوف على إسناد له.
انظر: الملل والنحل (١/١٣٧)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (٧/٥٤٣).
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤١٢)، وتهذيب التهذيب (٧ / ٣٩٠)، والكاشف (٢ / ٦٠).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٩١)، وتهذيب التهذيب (٧ / ١٧٩)، والكاشف (٢ / ٢١).
(٤) الدر المنثور (١ / ٢٢)
(٥) الثعلبي: هو الإمام المفسر المؤرخ أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق. من كتبه: عرائس المجالس في قصص الأنبياء، والكشف والبيان في تفسير القرآن، ويعرف بتفسير الثعلبي وكلاهما مطبوعان. مات -رحمه الله- سنة سبع وعشرين وأربع مائة.
انظر: إنباه الرواة (١/١١٩)، ووفيات الأعيان (١/٢٢).
حسن، فيه عبد الله بن محمد بن عقيل صدوق. وقد صححه الحاكم في المستدرك(١)، ولم يتعقبه الذهبي، وصححه أيضاً الشيخ أحمد شاكر في جامع البيان(٢)، وذلك بناءاً على توثيقهما لعبد الله بن محمد بن عقيل.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير في تفسيره، والحاكم في المستدرك كما سبق، كلاهما من طريق الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه، به.
وأخرجه ابن جرير كذلك من طريق علي بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه به.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"(٣) ولم يتعقبه الذهبي.
وأورده السيوطي(٤)، وزاد نسبته إلى وكيع(٥)، وعبد بن حميد(٦)، وابن المنذر(٧) والمحاملي(٨). والأثر بهذا الإسناد حسن.
(٢) جامع البيان (١/ ١٧٣) رقم الأثر (١٧٨).
(٣) المستدرك على الصحيحين (٢ / ٢٥٩).
(٤) الدر المنثور (١ / ٣٤).
(٥) وكيع ابن الجراح ستأتي ترجمته -إن شاء الله- في الأثر رقم (٧).
(٦) عبد بن حميد: بن نصر الإمام الحافظ، أبو محمد الكسِّي، وقيل: الكشِّي. مصنف المسند والتفسير وغير ذلك من الأئمة الثقات. مات -رحمه الله- سنة تسع وأربعين ومائتين.
انظر تذكرة الحفاظ (٢/٥٣٤)، وسير أعلام النبلاء (١٢/٢٣٥)، ونزهة الألباب في الألقاب (٢/١٢)، واللباب في تهذيب الأنساب (٣/١٠٠).
(٧) ابن المنذر: محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري، أبو بكر الفقيه الحافظ، ألف عدة كتب في التفسير والحديث والفقه وغيرها. مات -رحمه الله- سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
انظر: وفيات الأعيان (١/٤٦١)، سير أعلام النبلاء (١٤/٤٩٠)، طبقات الشافعية (٢/٩٨).
(٨) المحاملي: الحسين بن إسماعيل الضبي أبو عبد الله القاضي. كان فاضلا صادقا دينا، ولي قضاء الكوفة ستين سنة صنف وجمع. مات -رحمه الله- سنة ثلاثين وثلاث مائة.
انظر: تاريخ بغداد (٨/١٩)، وتذكرة الحفاظ (٣/٨٢٥).
موسى بن هارون: بن عبد الله الحمال، ثقة، حافظ كبير بغدادي. مات سنة أربع وتسعين ومائتين(١).
قُتَيبة بن سعيد: بن جَميل بن طَرِيف الثقفي، أبو رجاء البَغْلاني، يقال: اسمه يحيى، وقيل: علي. ثقة، ثبت. مات سنة أربعين ومائتين، وله تسعون سنة(٢).
معاوية بن عمار بن أبي معاوية الدهني: صدوق من الثامنة(٣).
أبو الزبير: محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي، مولاهم المكي. اختلف فيه العلماء والذي يظهر أن حديثه عن جابر صحيح. مات سنة ست وعشرين ومائة(٤).
± درجة الإسناد:
قال الحافظ ابن منده: "هذا إسناد صحيح. أخرج مسلم بهذا الإسناد حديثا".
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن منده في كتاب "التوحيد" كما سبق، وابن عساكر(٥) في "تاريخ دمشق"(٦)، كلاهما من طرق عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر به.
وقد صحح إسناده الحافظ ابن منده كما سبق.
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٥٤)، وتهذيب التهذيب (٨/٣٢١)، والكاشف (٢/١٣٤).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٣٨)، وتهذيب التهذيب (١٠/١٩٣)، والكاشف (٢/٢٧٦).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٠٦)، تهذيب التهذيب (٩ / ٣٩٠)، الكاشف (٢ / ٢١٦)، وتقدم في المبحث الرابع من الفصل الأول الحديث عن محمد بن مسلم باعتباره من المكثرين في التفسير عن جابر ( - رضي الله عنه - ).
(٥) ابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم الدمشقي. ولد سنة تسع وتسعين وأربع مائة. له مؤلفات عديدة منها: تاريخ دمشق. مات سنة إحدى وسبعين وخمس مائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (٤ / ١٣٢٨)، سير أعلام النبلاء (٢٠ / ٥٥٤)، الأعلام للزركلي (٥ / ٨٢).
(٦) ٧/٤٣٧).
صحيح، والزبيري وإن كان قد يخطئ في حديث الثوري، إلا أنه توبع كما في الأثر التالي، فدل على أنه لم يخطئ في هذا الأثر.
٢٢ - قال الإمام ابن أبي حاتم - رحمه الله -: ذكر أبي، ثنا مقاتل بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل: قد بقي شيء لم تنالوه، رضواني "(١).
± رجال الإسناد:
أبي: هو أبو حاتم، محمد بن إدريس، إمام مشهور(٢).
مقاتل بن محمد النصراباذي الرازي، وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة. روى عن وكيع وغيره وعنه أبو حاتم وأبو زرعة، وغيرهما(٣).
وكيع: ابن الجراح الرُّؤَاسي، أبو سفيان، ثقة(٤).
سفيان: الثوري، ثقة(٥).
محمد بن المنكدر: ثقة(٦).
± درجة الإسناد:
صحيح.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم كما سبق، كلاهما من طرق عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر عن جابر ( - رضي الله عنه - ) به، وإسناده صحيح.
وأخرج نحوه الحاكم (٧)، والجرجاني(٨) في تاريخ جرجان (٩)، من طريق الفريابي عن الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر ( - رضي الله عنه - ) مرفوعاً.
وأخرجه الطبراني من طريق عبد الله بن المغيرة(١٠)،
(٢) تقدمت ترجمته في القسم الأول من البحث (ص: ٧١).
(٣) انظر الجرح والتعديل (٨ / ٣٥٥).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٧).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢١).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٠).
(٧) المستدرك (ك: الإيمان) (ح رقم: ٢٧٦) (١ / ١٥٦).
(٨) الجرجاني: حمزة بن يوسف أبو القاسم، الحافظ صنف التصانيف وخرج وعدل وعلل. مات -رحمه الله- سنة سبع وعشرين وأربع مائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (٣/١٠٨٩)، وتهذيب الكمال (٧/٣٤٣).
(٩) ١ / ١١٥).
(١٠) عبد الله بن المغيرة من أهل مصر يروي عن الثوري، قال ابن حبان: "يغرب ويفرد".
انظر: الثقات لابن حبان (٨/٢٤٤)، ولسان الميزان (٣/٣٦٥).
سعيد: هو ابن أبي عَرُوبة، مِهْران اليَشْكُري مولاهم أبو النضر البصري، ثقة، حافظ، له تصانيف، كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة. مات سنة ستٍ وخمسين ومائة، عده ابن حجر من المرتبة الثانية في طبقات المدلسين(١).
قتادة: بن دعامة السدوسي، ثقة، ثبت إلا أنه يدلس (٢).
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه قتادة مدلس لم يصرح بالسماع.
٣١ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، أن أبي بن كعب وجابراً وابن عباس قالوا: "بيعها طلاقها"(٣).
± رجال الإسناد:
محمد بن المثنى: العنزي أبو موسى البصري، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة، ثبت. مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين (٤).
باقي الإسناد تقدم في الأثر السابق.
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه قتادة مدلس ولم يصرح بالسماع.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه ابن جرير كما تقدم، وعبد الرزاق في مصنفه(٥) من طريق قتادة، والأثر بهذا الإسناد ضعيف لتدليس قتادة.
(٢) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٣) جامع البيان (٤ / ٥) (رقم الأثر: ٨٩٧٩).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٠٥)، وتهذيب التهذيب (٩/٣٧٧)، والكاشف (٢/٢١٤).
(٥) مصنف عبد الرزاق (ك: النكاح، ب: الأمة تباع ولها زوج) (٧ / ٢٨٠) (ح رقم: ١٣١٧٠).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، الأسدي، اختلف فيه العلماء والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح(١).
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه أشعث بن سَوّار ضعيف.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير كما سبق، وإسناده ضعيف.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
جاء عن الصحابة في المراد بالإحصان في الآية قولان:
القول الأول: أن المراد بالإحصان العفة كما يدل عليه ما تقدم عن جابر ( - رضي الله عنه - )(٢)، وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "المحصنات العفيفات العاقلات "(٣).
القول الثاني: الحرية، جاء ما يدل على هذا المعنى عن عمر بن الخطاب ( - رضي الله عنه - )(٤).
والذي يظهر والله أعلم بالصواب أن المراد بالإحصان في هذه الآية الحرية لأنه عز وجل لم يأذن بنكاح الإماء إلا أن يكن مؤمنات وشرط لذلك شروطا كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (٥).
قال الإمام ابن جرير - رحمه الله - :"وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، قول من قال: عنى بقوله: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ حرائر المؤمنين وأهل الكتاب. لأن الله جل ثناؤه لم يأذن بنكاح الإماء الأحرار في الحال التي أباحهن، إلا أن يكن مؤمنات، فقال عز ذكره:
﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ | ﴾ الآية فلم يبح منهن إلا المؤمنات. |
(٢) وبتأمل قوله ( - رضي الله عنه - ) تظهر مناسبته للآية، وسبب إيراد المفسرين له عندها إذ يدل قوله على المنع من الزواج بمن تفجر فيكون المراد بالإحصان عنده العفة.
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٦ / ٥٣).
(٤) انظر: جامع البيان (٤ / ٤٤٤)....
(٥) سورة النساء الآية: ٢٥.
صدوق، سيء الحفظ. مات في حدود الستين ومائة(١).
الربيع: بن أنس البكري أو الحنفي، بصري نزل خراسان صدوق، له أوهام. مات سنة تسع وثلاثين ومائة(٢).
عن رجل: لم يُصرح باسم الراوي عن جابر ( - رضي الله عنه - ).
± درجة الإسناد:
ضعيف؛ من أجل الراوي المبهم.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه ابن جرير كما سبق، وفي إسناده رجل مبهم.
وأخرجه عبد الرزاق (٣) من وجه آخر، فرواه عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله بنحوه، وهذا إسناد صحيح؛ فالأثر بهذا الإسناد صحيح.
وأخرجه مسلم (٤)، وأحمد (٥)، وابن حبان (٦)، والحاكم (٧)، وابن جرير في تفسيره(٨)، كلهم من طريق أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع - عن جابر قال: (سمعت النبي يقول: يبعث كل عبد على ما مات عليه).
وأخرجه ابن حبان (٩) من طريق وهب بن منبه عن جابر مرفوعاً بنحوه.
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٠٥)، تهذيب التهذيب (٧ / ٢٠٧)، الكاشف (١ / ٣٩١).
(٣) مصنف عبد الرزاق (ك: الجنائز، ب: فتنة القبر) (٣ / ٥٨٦) (ح رقم: ٦٧٤٦).
(٤) صحيح مسلم (ك: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ب: حسن الظن بالله تعالى عند الموت) (٤/٢٢٠٦) (ح رقم: ٢٨٧٨)....
(٥) مسند أحمد (٢٢/٤١٣) (ح رقم: ١٤٥٤٣).
(٦) صحيح ابن حبان (ك: إخباره ( - ﷺ - ) عن مناقب الصحابة، ب: إخباره ( - ﷺ - ) عن البعث وأحوال الناس) (١٦/٣١٢) (ح رقم: ٧٣١٣).
(٧) مستدرك الحاكم في كتاب الجنائز وصححه (١ / ٤٩٠) (ح رقم : ١٢٥٩).
(٨) جامع البيان (٥ / ٤٦٦) (رقم الأثر: ١٤٤٩٥).
(٩) صحيح ابن حبان (ك: إخباره ( - ﷺ - ) عن مناقب الصحابة، ب: إخباره ( - ﷺ - ) عن البعث وأحوال الناس) (١٦/٣٠٥) (ح رقم: ٧٣١٩).
± رجال الإسناد:
ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة يدلس ويرسل(١).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٢).
± درجة الإسناد:
صحيح، وقد صرح ابن جريج بالسماع فانتفت علة التدليس.
٦٢ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حجاج، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في هذه الآية: " ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ﴾ : إلا أن يكون عبدا أو أحدا ً من أهل الجزية"(٣) (٤).
± رجال الإسناد:
زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: الوادعي، أبو زائدة الكوفي، صدوق من الحادية عشرة(٥).
حجاج: بن محمد المصيصي، ثقة، ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد، قبل موته(٦).
ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة يدلس ويرسل(٧).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح(٨).
± درجة الإسناد:
حسن، فيه زكريا ابن يحيى صدوق، وقد صرّح ابن جريج بالسماع فانتفت علة التدليس.
(٢) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
(٣) الجزية: لغة مأخوذة من المجازاة. واصطلاحا: عقد تأمين ومعاوضة وتأبيد من الإمام أو نائبه على مال مقدر يؤخذ من الكفار كل سنة برضاهم في مقابلة سكنى دار الإسلام.
التعاريف للمناوي (ص: ٢٤٣)، وانظر لسان العرب (مادة: جزى) (١/٤٤).
(٤) جامع البيان (٦ / ٣٤٨) (رقم الأثر: ١٦٦٢٧).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢١٦)، تهذيب التهذيب (٣ / ٢٨٩)، الجرح والتعديل (٣ / ٦٠١).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥).
(٨) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره كما سبق، ومن طريقه ابن جرير في تفسيره(١)، والأثر بهذا الإسناد صحيح.
وأورده السيوطي، وزاد نسبته إلى ابن الضريس(٢)، وابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في الأسماء والصفات.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
جاء عن الصحابة في معنى الاستثناء في الآية خمسة أقوال:
القول الأول: عن ابن عباس ( - رضي الله عنه - ) في قوله تعالى ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ قال: "استثنى الله أمر النار أن تأكلهم "(٣).
وعن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) قال: "لا يموتون فيها ولا يخرجون منها ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ وهو أن يأمر النار فتأكلهم وتفنيهم، ثم يجدد خلقهم" (٤).
القول الثاني: عن أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ) قال: سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد، وقرأ ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي ح'$¨Z٩$#... ﴾ الآية(٥)، وعن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) نحوه(٦)، وعن عمر بن الخطاب ( - رضي الله عنه - ): "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج(٧)، لكان لهم يوم يخرجون فيه"(٨).
(٢) ابن الضريس: محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس أبو عبد الله البجلي، الحافظ الثقة، الرازي صاحب كتاب فضائل القرآن. مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٣/٤٤٩)، وتذكرة الحفاظ (٢/٦٤٣).
(٣) الدر المنثور (٤ / ٤٢٥).
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٩ / ٦٧).
(٥) الدر المنثور (٤/٤٢٥).
(٦) معالم التنزيل (٤/٢٠٢).
(٧) رمل عالج: رمال بين فيد والقريات ينزلها بنو بحتر من طيء وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة لا ماء بها، وقيل: رمل عالج يصل إلى الدهناء والدهناء فيما بين اليمامة والبصرة.
انظر: معجم ما استعجم (٣/٩١٣)، ومعجم البلدان (٤/٧٠).
(٨) الدر المنثور (٤/٤٢٥).
فيخرجون كأنهم عيدان السماسم(١)، قال: فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه؛ فيخرجون كأنهم القراطيس. فرجعنا قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله، فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد، أو كما قال أبو نعيم(٢).
± رجال الإسناد:
الحجاج بن الشاعر: هو حجاج بن أبي يعقوب - يوسف بن حجاج الثقفي - البغدادي المعروف بابن الشاعر، ثقة، حافظ. مات سنة تسع وخمسين ومائتين(٣).
الفضل بن دكين: الكوفي، أبو نعيم الملائي، ثقة، ثبت(٤).
أبو عاصم: محمد بن أبي أيوب: الثقفي، الكوفي، كان بعضهم يقول فيه محمد بن
أيوب فيخطئ، وهو صدوق من السابعة(٥).
يزيد بن صهيب، الفقير، ثقة(٦).
± درجة الإسناد:
صحيح.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
سبق تخريجه عند الأثر رقم (٤٦)، والأثر صحيح.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
(٢) = ليؤخذ حبها دِقاَقا سودا كأنها محترقة فشبه بها هؤلاء الذين يخرُجون من النار وقد امتحشوا وطالَما تطلبتُ معنى هذه الكلمة وسألتُ عنها فلم أر شافيا ولا أُجبت فيها بمقنع. وما أشبه أن تكون هذه اللفظة محرفة وربَّما كانت كأنهم عِيدان السماسم وهو خَشب أسْود كالآبِنُوس. واللّه أعلم".
النهاية لابن الأثير (مادة: سمس) (٢/٤٠٠)، وانظر: مشارق الأنوار (٢/٢٢١).
( ) صحيح مسلم (ك: الإيمان، ب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها) (١ / ١٧٩) (ح رقم: ١٩١).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٥٣)، تهذيب التهذيب (٢ / ١٨٤)، الكاشف (١ / ٣١٣).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٥).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٦٩)، تهذيب التهذيب (٩ / ٦٠)، الكاشف (٢ / ١٥٩).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٤١).
فوق الناس، فتدعى الأمم بأوثانها، وما كانت تعبد الأول فالأول، فينطلق بهم ويتبعونه، قال: ويعطى كل إنسان منافق ومؤمن نورا ويغشى ظلمة ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب(١) تأخذ من شاء الله، فيطفأ نور المنافق، وينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة كالقمر ليلة البدر، وسبعون ألف بلا حساب عليهم، ثم الذين يلونهم كأضوء نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله ممن في قلبه وزن شعيرة من خير، ثم يلقون تلقاء الجنة، ويهرق عليهم أهل الجنة الماء، فينبتون نبات الشيء في السيل، ثم يسألون فيجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها(٢).
± رجال الإسناد:
ابن بشار: محمد بن بَشّار البصري، ثقة(٣).
أبو عاصم: محمد بن أبي أيوب، صدوق(٤).
ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة، يدلس ويرسل(٥).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٦).
± درجة الإسناد:
حسن، فيه أبو عاصم صدوق، وقد صرح ابن جريج بالسماع، فانتفت علة التدليس.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
انظر: غريب الحديث لابن سلام (٢/٢٥)، ومشارق الأنوار (مادة: (ك ل ب) (١/٣٤٠).
(٢) جامع البيان (٨ / ٣٦٧) (رقم الأثر: ٢٣٨٥٥).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٣).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٨١).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥).
وقال: "رواه البزار بإسناد جيد "(١).
وكذا أورده الهيثمي(٢)، وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات "(٣).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
لم أجد لغير جابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين قولاً في معنى ما ذكر عنه إلا ما ورد في سبب نزول الآية من سؤال بعض الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) رسول الله ( - ﷺ - ) عن الرجل يجد مع زوجته رجلاً فما يصنع؟ ومراجعتهم لرسول الله ( - ﷺ - ) في ذلك.
ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد(٤): (أن عويمراً(٥)
(٢) الهيثمي: هو علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، أبو الحسن محدث حافظ وافق العراقي في السماع ولازمه. من تصانيفه: مجمع الزوائد، وموارد الضمان في زوائد ابن حبان وغيرهما، مات -رحمه الله- سنة سبع وثمان مائة.
انظر: طبقات الحفاظ (١/٥٤٥)، وذيل تذكرة الحفاظ (١/٢٣٩)، والضوء اللامع للسخاوي (٥/٢٠٠).
(٣) مجمع الزوائد (١ / ١٥٨).
(٤) سهل بن سعد: بن مالك بن ساعدة الأنصاري الساعدي، يكنى أبا العباس من مشاهير الصحابة ( - رضي الله عنهم - ). مات النبي ( - ﷺ - ) وهو ابن خمس عشرة سنة. اختلف في وقت وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين وهو ابن ست وتسعين، وقيل: سنة إحدى وتسعين وقد بلغ مائة سنة.
انظر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب (٢ / ٦٦٤)، والإصابة في تمييز الصحابة (٣ / ٢٠٠).
(٥) عويمر: بن أبيض العجلاني الأنصاري. وقال الطبراني: هو عويمر بن الحارث بن زيد بن جابر بن الجد بن العجلان وأبيض لقب لأحد آبائه.
انظر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب (٣ / ١٢٢٦)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤ / ٧٤٦).
" (١).
والذي يظهر - والله أعلم بالصواب - أن الآية تحتمل المعنيين، واللفظ عام فيشمل كل ما هو زينة من المال واللباس والأثاث والجاه.
قال الراغب الأصبهاني(٢) -رحمه الله- :"وقوله: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ﴾ ) هي الزينة الدنيوية من المال والأثاث والجاه، يقال زانه كذا وزينه إذا أظهر حسنه إما بالفعل أو القول "(٣).
وقال العلامة الشوكاني - رحمه الله -: "وقد ذكر المفسرون في هذه الزينة التي خرج فيها روايات مختلفة، والمراد أنه خرج في زينة انبهر لها من رآها؛ ولهذا تمنى الناظرون إليه أن يكون لهم مثلها كما حكى الله عنهم بقوله: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ $u‹÷R'‰٩$# |Mّ‹n="tƒ $oYs٩ ں@÷WدB !$tB ڑ†خAré& مbrمچ"s% ¼çm¯Rخ) rن%s! >eلym ٥Oٹدàtم اذزب ﴾ " (٤).
(٢) الراغب الأصبهاني: الحسين بن محمد بن مفضل من أهل أصبهان، أديب من الحكماء، صنف العديد من المصنفات منها: كتاب في تفسير القرآن، وكتاب في مفردات القرآن. مات -رحمه الله- سنة اثنتين وخمسمائة.
انظر: تاريخ حكماء الإسلام (ص: ١١٢)، وكشف الظنون (ص: ١٧٧٣)، والأعلام للزركلي (٢/٢٧٩).
(٣) المفردات في غريب القرآن (ص: ٢١٨).
(٤) فتح القدير (٤ / ٢٤٦).
روي نحواً من قول جابر عن ابن عباس وابن مسعود (١)، وابن عمر(٢) رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أخرج الإمام الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله ( - ﷺ - ) قال: (لا تبيعوا القينات(٣)، ولا تشتروهن، ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام "في مثل ذلك أنزلت هذه الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ ٥Où=دو... ﴾ إلى آخر الآية)(٤).
فالآية فيما يظهر لي - والله أعلم بالصواب - تشمل الغناء والاستماع له والقينات وشرائهن وكل باطل يشغل عن طاعة الله ويدخل الغناء دخولاً أولياً.
قال الإمام البخاري - رحمه الله - في ترجمة الباب الثاني والخمسين من كتاب الاستئذان: "باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، وقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ د]ƒد‰ysّ٩$#.... ﴾ " (٥). فكأنه يرى التعميم.
وقال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: "عني به كل ما كان من الحديث ملهياً عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عم بقوله: ﴿ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ ولم يخصص بعضا دون بعض فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدل على خصوصه"(٦).
(٢) معاني القرآن للنحاس (٥ / ٢٧٨).
(٣) القينات: جمع قينة، والقينة الأمة غنت أم لم تغن والماشطة وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء.
النهاية لابن الأثير (مادة: قين) (٤/١٣٥)، وانظر: لسان العرب (مادة: قين) (١٣/٣٥٢).
(٤) سنن الترمذي (ك: تفسير القرآن، ب: ومن سورة لقمان) (ص: ٧٢٢) (ح رقم: ٣١٩٥). قال الترمذي - رحمه الله -: "هذا حديث غريب ". وقال ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (١١/١٩): "سنده ضعيف". وقال الشيخ الألباني -رحمه الله-: حسن.
(٥) صحيح البخاري (٥ / ٢٣٢١).
(٦) جامع البيان (١٠ / ٢٠٥).
أحد بني حارثة: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة من العدو وذلك عن ملأ من رجال قومه، وطلبوا من رسول الله ( - ﷺ - ) أن يأذن لهم في الرجوع إلى بيوتهم، وما أرادوا بذلك إلا الفرار من القتال ومن نصرة رسول الله ( - ﷺ - )، وقد فضح الله أمرهم(١).
من ثبير قد نوحه(١)، فذكر حديثاً طويلاً"، قال الواقدي: وحدثنا محمد بن عمرو الأويسي عن أبي الزبير عن جابر ( - رضي الله عنه - ) قال: "لما رأى إبراهيم في المنام أن يذبح إسحاق أخذ بيده فذكره بطوله"(٢).
± رجال الإسناد:
أبو عبد الله بن بطة: عبيد الله بن محمد بن بطة العَكْبُري الفقية قال الإمام الذهبي: "إمام، لكنه لين صاحب أوهام". مات سنة سبع وثمانين وثلاث مائة(٣).
الحسن بن الجهم: بن جبلة بن مصقلة التيمي، يكنى أبا علي، كان عنده كتاب المغازي عن الواقدي سمعه من الحسين بن الفرج، لم يذكر بجرح ولا تعديل(٤).
الحُسين بن الفَرَج: الخيّاط يكنى أبا علي وأبا صالح. قال ابن معين: " كذاب يسرق الحديث "، وقال أبو زرعة: "ذهب حديثه"(٥).
محمد بن عمر بن واقد: الأسلمي الواقدي، المدني القاضي نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه. مات سنة سبع ومائتين وله ثمان وسبعون(٦).
محمد بن عمرو الأويسي: لم أجد له ترجمة.
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٧).
انظر: لسان العرب (مادة: نوح) (٢/٦٢٧)، والقاموس المحيط (ص: ٣١٤).
(٢) المستدرك على الصحيحين (ك: تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين) (٢ / ٦٠٩) (رقم الأثر: ٤٠٤٨).
(٣) انظر: المغني في الضعفاء (٢/٤١٧)، ميزان الإعتدال (٥ / ٢٠)، لسان الميزان (٤ / ١١٢).
(٤) انظر: طبقات المحدثين بأصبهان (٣ / ٣٩٠).
(٥) انظر: تاريخ بغداد (٨ / ٨٤)، والجرح والتعديل (٣ / ٦٢)، ولسان الميزان (٢ / ٣٠٧).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٩٨)، تهذيب التهذيب (٩ / ٣٢٣)، الكاشف (٢ / ٢٠٥).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
وأما الحكمة منها فبيان إعجاز القرآن الكريم وأن الخلق عاجزون عن الإتيان بمثله مع أنه مؤلف من هذه الحروف التي ينطقون بها.
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله - "أما القول الذي يدل استقراء القرآن على رجحانه فهو أن الحروف المقطعة ذكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها... ووجه شهادة استقراء القرآن لهذا القول؛ أن السور التي افتتحت بالحروف المقطعة يذكر فيها دائماً عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه.
وذكر ذلك بعدها دائماً دليل استقرائي على أن الحروف المقطعة قصد بها إظهار إعجاز القرآن، وأنه حق.
قال تعالى في البقرة: ﴿ الم (١) ﴾ (١) وأتبع ذلك بقوله: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ (٢)،
وقال في آل عمران: ﴿ الم (١) ﴾ (٣) وأتبع ذلك بقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾ (٤)، وفي الأعراف: ﴿ المص (١) ﴾ (٥) ثم قال: ﴿ كِتَابٌ tAج"Ré& y٧ّ‹s٩خ) ﴾ (٦)... وذكر جميع السور التي افتتحت بهذه الحروف"(٧).
(٢) سورة البقرة الآية: ٢.
(٣) سورة آل عمران الآية: ١.
(٤) سورة آل عمران الآية: ٢-٣.
(٥) سورة الأعراف الآية: ١.
(٦) سورة الأعراف الآية: ٢.
(٧) أضواء البيان (٢ / ١٦٧). وانظر: جامع البيان (١١/١١٨-١٢٨) فهو أوسع من تكلم في المسألة فيما وقفت عليه.
وقول أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ) جاء عن رسول الله ( - ﷺ - ) ما يوافقه فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ): (عن رسول الله ( - ﷺ - ) أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم شهداء الله عز وجل) (١).
وقول ابن عباس -رضي الله عنهما- روي نحوه عن رسول الله ( - ﷺ - ) لكن سنده ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "... وجاء نحو هذا مسنداً في حديث أنس أخرجه البيهقي وابن مردويه بلفظ: (فكان ممن استثنى الله ثلاثة جبريل وميكائيل وملك الموت...) الحديث ثم قال: "وسنده ضعيف وله طريق أخرى عن أنس ضعيفه أيضاً عند الطبري وابن مردويه وسياقه أتم "(٢).
أما الجزم بأن موسى عليه السلام ممن استثنى الله ففيه نظر لأن رسول الله ( - ﷺ - ) توقف في موسى -عليه السلام- هل هو ممن استثنى الله أم لا.
أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهما عن أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ) قال: (استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم: والذي اصطفى محمد على العالمين فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين قال: فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى رسول الله فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله: لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون في أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش(٣)،
(٢) فتح الباري (١١ / ٣٧١).
(٣) باطش بجانب العرش: أي متعلق به بقوة، والبطش الأخذ القوي الشديد.
النهاية لابن الأثير (مادة: بطش) (١/١٣٥)، ولسان العرب (مادة: بطش) (٦/٢٦٧).
فيه يحيى بن فضيل ذكره ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل، ولم يذكره بجرح ولا تعديل، فهو مستور كما قرره الحافظان ابن كثير وابن حجر - رحمهما الله - وغيرهما(١).
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ولم يتعقبه الذهبي(٢).
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه الحاكم كماسبق، وفيه يحيى بن فضيل مستور، وقد صححه الحاكم.
وتقدم هذا الأثر بإسناد حسن(٣).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
تقدم ذكر أقوال الصحابة في المراد بالصراط المستقيم، عند قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) ﴾ (٤) في الأثر رقم (٢)(٥).
(٢) انظر: المستدرك (ك: التفسير) (٢ / ٤٨٤).
(٣) انظر (ص: ١٢٦).
(٤) سورة الفاتحة الآية: ٦.
(٥) انظر (ص: ١٢٧ - ١٢٨).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (١).
± درجة الإسناد:
ضعيف جدا، فيه عاصم بن سليمان متهم بالكذب.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه العقيلي كما سبق، وفيه عاصم بن سليمان الكوزي وقد كذبه غير واحد، كما قال الإمام الذهبي في "المغني في الضعفاء"(٢). وقد انفرد بهذا الأثر.
قال العقيلي في كتاب "الضعفاء" (٣) بعد أن ساق الأثر السابق: "لا يعرف إلا به". فالأثر بهذا الإسناد منكر.
وأورده السيوطي (٤)، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
روي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم مثل ما روي عن جابر( - رضي الله عنه - ) (٥).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "المقام الكريم المنازل الحسنة" (٦).
والذي يظهر -والله أعلم بالصواب- أن الآية تشمل القولين، لأن المقام في اللغة الموضع فهي عامة في كل موضع كانوا يشرفونه ويعظمونه من المنابر والمنازل الحسنة وغيرها.
قال الإمام النحاس -رحمه الله- :"المقام في اللغة الموضع، من قولك قام يقوم، وكذلك المقامات واحدها مقامة، كما قال الشاعر(٧):
(٢) المغني في الضعفاء (١ / ٣٢٢)....
(٣) الضعفاء الكبير (٣ / ٣٣٧).
(٤) الدر المنثور (٧ / ٣٥٦).
(٥) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣ / ٧١).
(٦) إعراب القرآن للنحاس (٤ / ١٣٠).
(٧) الشاعر هو: زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني كان جاهليا لم يدرك الإسلام، وأدركه ابناه كعب وبحير سماه عمر بن الخطاب ( - رضي الله عنه - ) شاعر الشعراء، وكان شعره يدل على إيمانه بالبعث، عمر طويلا، ومات قبل البعثة بسنة.
انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة (ص: ٧٣-٨٣)، وتاريخ آداب العرب لمصطفى الرافعي (٣/٢٣٦).
أخرجه الطبري من طريقين كما سبق من طريق المثنى، وإسناده حسن، ومن طريق يحيى بن إبراهيم المسعودي، وفيه إبراهيم المسعودي لم أقف له على ترجمة.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
للصحابة في المراد بالفتح في الآية ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يوم الحديبية، وهو قول جابر ( - رضي الله عنه - ) وجاء مثله عن عبد الله بن مسعود(١)، وسهل بن حنيف(٢)، والمسور بن مخرمة(٣) (٤)،
وابن عباس (٥)، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك(٦) رضي الله عنهم.
القول الثاني: أنه فتح مكة(٧)،
(٢) سهل بن حنيف: بن واهب الأنصاري الأوسي، يكنى أبا سعد وأبا عبد الله، من أهل بدر، وممن ثبت يوم أحد حين انكشف الناس. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة ثمان وثلاثين.
انظر: الطبقات لخليفة (ص: ٨٥)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/٦٦٢)، والإصابة في تمييز الصحابة (٣/١٩٨).
(٣) المسور بن مخرمة: بن نوفل القرشي الزهري، يكنى أبا عبد الرحمن. قدم المدينة بعد الفتح وهو ابن ست سنين. روى عن النبي ( - ﷺ - ). مات ( - رضي الله عنه - ) في حصار ابن الزبير سنة أربع أو خمس وستين.
انظر: الطبقات لخليفة (ص: ١٥)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/١٣٩٩)، والإصابة في تمييز الصحابة (٦/١١٩).
(٤) الناسخ والمنسوخ للنحاس (١ / ٦٧٦).
(٥) إعراب القرآن للنحاس (٤ / ١٩٥).
(٦) صحيح البخاري (ك: المغازي، ب: غزوة الحديبية) (٤ / ١٥٢٥، ١٥٣٠) (ح رقم: ٣٩١٩، ٣٩٣٩).
(٧) فتح مكة: وقعت غزوة فتح مكة في السنة الثامنة في شهر رمضان المبارك. ودخلها ( - ﷺ - ) ومعه عشرة آلاف مسلم من الثنية العلياء. وقد أحل الله تعالى له القتال ساعة من نهار ثم عادت حرمتها، فظهر الحق وأزيلت الأصنام وبايع الناس رسول الله ( - ﷺ - ).
انظر: المعرفة والتاريخ للفسوي (٣/٢٨٦، ٢٨٧)، وأخبار مكة للفاكهي (٢/٢٤٦-٢٤٩).
قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: " ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ يقول: لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله. محكي عن العرب فلان يقدم بين يدي إمامه، بمعنى يعجل بالأمر والنهي دونه"(١).
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآية: "أي لا تسارعوا في الأشياء بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور، حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي حديث معاذ ( - رضي الله عنه - ) حيث قال له النبي ( - ﷺ - ) حين بعثه إلى اليمن: (بم تحكم؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال ( - ﷺ - ): فإن لم تجد؟ قال ( - رضي الله عنه - ): بسنة رسول الله ( - ﷺ - )، قال ( - ﷺ - ): فإن لم تجد؟ قال ( - رضي الله عنه - ): أجتهد رأيي، فضرب في صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ( - ﷺ - ) لما يرضي رسول الله ( - ﷺ - ))، وقد رواه أحمد(٢) وأبو داود(٣) والترمذي(٤) وابن ماجه(٥) فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله"(٦).
(٢) مسند الإمام أحمد(٥/٢٤٢) (ح رقم: ٢٢١٥٣) وقال محققوا المسند: "إسناد ضعيف لإبهام أصحاب معاذ، وجهالة الحارث بن عمرو".
(٣) سنن أبي داود (ك: الأقضية، ب: اجتهاد الرأي في القضاء) (ص: ٥٤٤). قال الألباني -رحمه الله-: "ضعيف".
(٤) سنن الترمذي (ك: الأحكام، ب: ما جاء في القاضي كيف يقضي) (ص: ٣١٣) (ح رقم: ١٣٢٧).
(٥) ولم أقف عليه عند ابن ماجة.
(٦) تفسير القرآن العظيم (٤ / ٢٦٠).
والذي يظهر أن أقوال الصحابة متقاربة، وليس بينها تناقض، وقد جاء عن رسول الله ( - ﷺ - ) ما يؤيدها، فقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث أم سلمة الأنصارية، أنها قالت: (قالت امرأة من النسوة ما هذا الذي ينبغي لنا أن لا نعصيك فيه قال: لا تنحن...) الحديث(١).
وهذا لا يمنع من أن تكون الآية عامة في كل ما يأمر به ( - ﷺ - ) لأنه لا يأمر إلا بمعروف.
قال العلامة ابن سعدي -رحمه الله-: ﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ﴾ أي: لا يعصينك في كل ما تأمرهن به، لأن أمرك لا يكون إلا بمعروف، ومن ذلك طاعتهن لك في النهي عن النياحة، وشق الجيوب، وخمش الوجوه، والدعاء بدعوى الجاهلية)(٢).
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص: ٨٥٨).
منه - ولقيت خديجة(١)، فقلت: دثروني(٢)، فدثروني وصبوا علي ماء، فأنزل الله عليّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) ﴾ (٣)(٤).
± رجال الإسناد:
ابن المثنى: محمد بن المثنى العنزي، ثقة، ثبت(٥).
عثمان بن عمر بن فارس: العبدي، بصري أصله من بخارى(٦)،
= أولاده كلهم إلا إبراهيم، بشرها رسول الله ( - ﷺ - ) ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، ماتت -رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها خمس وستون سنة.
انظر: الطبقات الكبرى (٨/٥٢)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/١٨١٨)، والإصابة في تمييز الصحابة (٧/٦٠٠).
(٢) دثروني: أي غطوني بما أدفأ به.
النهاية لابن الأثير (مادة: دثر) (٢/١٠٠)، وانظر: مشارق الأنوار (١/٢٥٣).
(٣) سورة المدثر الآية: ١، ٢.
(٤) جامع البيان (١٢ / ٢٩٧) (رقم الأثر: ٣٥٣٠٨)، الأثر الذي أثبته من نسخة مركز البحوث والدراسات الإسلامية، تحقيق الدكتور عبد الله التركي (٢٣ / ٤٠١)، وقد أشار في تحقيقه لهذا الأثر إلى وجود سقط في أول الإسناد وأنه أثبته من صحيح مسلم وتاريخ الطبري، وعليه فالأثر رقم (٣٥٣٠٨) في نسخة دار الكتب العلمية - المعتمدة في البحث - أصله أثرين: الأول بالإسناد المذكور في هذه النسخة إلى قوله فقال: "يا أيها المدثر "، والثاني الذي أثبتُه في المتن وهما في النسخة المحققة المشار إليها.
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٨).
(٦) بخارى: من أعظم مدن ما وراء النهر، وكانت قاعدة ملك السامانية وهي مدينة قديمة كثيرة البساتين. فتحت زمن معاوية بن أبي سفيان ( - رضي الله عنه - ) وإليها ينسب الإمام البخاري.
انظر: معجم البلدان (١/٣٥٣)، ومعجم ما استعجم (١/٢٢٩).
عبيد الله بن سعيد: بن يحيى السرخسي، أبو قدامة، مولى بني يشكر، ثقة، مأمون. مات سنة إحدى وأربعين ومائتين(١).
إسحاق بن منصور: بن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة، ثبت. مات سنة إحدى وخمسين ومائتين(٢).
روح: بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسب، أبو محمد البصري، ثقة، فاضل، له تصانيف. مات سنة خمس ومائتين(٣).
ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة، يدلس ويرسل(٤).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٥).
± درجة الإسناد:
صحيح.
± تخريج الأثر:
سبق تخريجه عند الأثر رقم (٧٤).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى ﴿ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣) ﴾ قال: "نظرت إلى الخالق". وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "تنظر إلى وجه ربها"(٦).
وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "لا تدركه الأبصار في الدنيا ويراه المؤمنون في الآخرة؛ لإخبار الله بها في قوله: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣) ﴾ " (٧).
قلت: ولم ينقل عن أحد من الصحابة خلاف ذلك.
(٢) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٠٣)، وتهذيب التهذيب (١ / ٢١٨)، والكاشف (١ / ٢٣٩).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢١١)، وتهذيب التهذيب (٣ / ٢٥٣)، والكاشف (١ / ٣٩٨).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
(٦) فتح القدير (٥ / ٤٥١).
(٧) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧ / ٣٧).
١٠٧ - قال الإمام ابن أبي حاتم - رحمه الله -: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا حسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: "الفلق الصبح"(١).
± رجال الإسناد:
أحمد بن عصام: بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، أبو يحيى، ثقة صدوق. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين(٢).
أبو أحمد الزبيري: محمد بن عبد الله، ثقة(٣).
الحسن بن صالح: ثقة(٤).
عبد الله بن محمد بن عقيل: اختلف العلماء فيه، والذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن(٥).
± درجة الإسناد:
حسن، فيه عبد الله بن محمد بن عقيل لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم كما تقدم من طريقين عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ( - رضي الله عنه - ) به، والأثر بهذا الإسناد حسن.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
جاء عن الصحابة في معنى الفلق ستة أقوال:
القول الأول: الصبح وهو قول جابر ( - رضي الله عنه - ) وروي مثل ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-(٦).
القول الثاني: الخلق، روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-(٧).
القول الثالث: سجن في جهنم، روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضاً(٨).
القول الرابع: بيت في جهنم، روي عن أبي بن كعب ( - رضي الله عنه - )(٩).
(٢) انظر: الجرح والتعديل (٢ / ٦٦)، طبقات أصبهان (٣ / ٤٠)، سير أعلام النبلاء (١٣ / ٤١).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢١).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(٦) روح المعاني للألوسي (٣٠ / ٢٧٩).
(٧) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤ / ٧٤٦).
(٨) زاد المسير (٨ / ٣٣٢).
(٩) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢٠ / ٢٥٤).
٩- أن بعض المسائل المتعلقة بالتفسير، مثل حكم تفسير الصحابي، والتساهل في الروايات التفسيرية، لم أجد فيها – فيما وقفت عليه- دراسة شاملة، مع الحاجة إليها.
١٠- أنه بتأمل مناهج الصحابة في تفسيرهم يتضح أن لهم السبق في كثير من قواعد التفسير ومصطلحاته التي قررها العلماء بعدهم.
١١- أن هناك نسخا تفسيرية مبثوثة في كتب التفسير بالمأثور، وغيرها من كتب الآثار والمصنفات، لو جمعت ودرست لألف من مادتها تفاسير مستقلة تنسب لأصحابها مثل تفسير سنيد، وابن جريج وغيرها.
١٢- أنه مع تعرض تفسير الإمام الطبري للدراسات المباشرة وغير المباشرة فإن من شيوخه الذين أكثر عنهم -ومنهم من روى عن طبقة كثيرة من الشيوخ- ممن لم توجد لهم تراجم لم يحرر فيهم دراسة تبين هذا الغموض لحالهم.
١٣- أن دراسة مصادر كبار الأئمة في تفاسيرهم والعناية بها أمر يخدم الباحثين في هذا المجال ويزيل كثيراً من الإشكالات التي تعترض لهم.
١٤- تبين من خلال مطالعتي لكتب السلف دأبهم في طلب العلم، ودقة مناهجهم في التصنيف، وقوة عزيمتهم، وعلو همتهم، وخوضهم جميع التخصصات، وسبقهم في التنسيق والتنظيم مما ينبهر أمامه المسلم فيقر بعجزه وتقصيره، وما يملك إلا الدعاء لهم على ما قدموه في خدمة هذا الدين ونشره.
١٥- أن قول بعض الباحثين: إن كتب التفسير مهضومة الحق في التحقيق والتخريج لم يبعد عن الصواب، وأنا أضم صوتي إلى صوته، وأطالب بمزيد من العناية بهذه الكتب عناية فائقة حتى يستفاد منها في فهم كتاب الله.
١٢. الأدب المفرد للإمام محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري- المتوفى سنة (٢٥٦ هـ)- تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي- دار البشائر الإسلامية- بيروت- الطبعة الثالثة- ١٤٠٩ هـ-١٩٨٩ م.
١٣. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل لمحمد ناصر الدين الألباني- المكتب الإسلامي- الطبعة الثانية ١٤٠٥ هـ- ١٩٨٥ م.
١٤. أزهار الرياض في أخبار عياض لشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني- تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي- القاهرة- ١٩٢٤م.
١٥. الأسامي والكنى لأحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني المتوفى سنة (٢٤١ هـ)- تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع- مكتبة دار الأقصى- الكويت- الطبعة ألأولى- ١٤٠٦ هـ-١٩٨٥ م.
١٦. أسباب النزول لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة (٤٦٨ هـ)- تخريج وتدقيق: عصام بن عبد المحسن الحميدان- مؤسسة الريان- بيروت- لبنان- ١٤٢٠ هـ-١٩٩٩ م.
١٧. الاستذكار لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النميري- المتوفى سنة (٤٦٣ هـ)- تحقيق: سالم محمد عطا ومحمد علي معوض- دار الكتب العلمية- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤٢١هـ-٢٠٠٠م.
١٨. الاستيعاب في معرفة الأصحاب للإمام ابن عبد البر- تحقيق: علي محمد البجاوي- دار الجيل بيروت- الطبعة الأولى- ١٤١٢ هـ.
١٩. أسد الغابة في معرفة الصحابة للشيخ عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الوهاب الشيباني المعروف بابن الأثير المتوفى سنة (٦٣٠ هـ)- دار إحياء التراث العربي- بيروت- لبنان.
٢٠. الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير لـ. د. رمزي نعناعة- دار القلم- دمشق- الطبعة الأولى- ١٣٩٠ هـ- ١٩٧٠ م.
٢١. إسعاف المبطأ للإمام السيوطي - المكتبة التجارية- مصر- ١٣٨٩ هـ-١٩٦٩ م.
إِذْ هَمَّتْ بb$tGxےح !$©غ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا }... ١٢٢... =... ٢٠٩
﴿ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا ﴾... ١٦٨... =... ٢١٧
﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ ﴾... ١٨٨... =... ١٠٢
﴿ إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ﴾... ١٩٢... =... ٥٤، ٩٩، ٢٢٠، ٤٦٤، ٣٥٤،
٤... ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾... ١... النساء... ٥
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ ﴾... ٤... =... ٣٠٠
﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ ﴾... ٢٤... =... ٢٢٧
﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ ﴾... ٢٥... =... ٢٣٥، ٢٣٩، ٢٦٩
﴿ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ ﴾... ٢٥... =... ٢٣٠
﴿ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا ﴾... ٣٦... =... ٢٣١
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ﴾... ٥١... =... ٢٤٣
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾... ٥٩... =... ٢٤٥، ٢٤٦، ٢٤٧، ٢٤٨، ٢٤٩
﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ ﴾... ٨٣... =... ١٠٩
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ ﴾... ٩٤... =... ٢٥٤، ٢٥٥
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ﴾... ٩٤... =... ٢٥٧
﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ﴾... ١٠١-١٠٢... =... ٢٥٨
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ ﴾... ١٠٥... =... ٩٢
﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ﴾... ١٦٤... =... ٢٦٤
﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ ﴾... ٨٦... =... ٢٥١، ٢٥٢
٥... ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ ﴾... ٥... المائدة... ٢٦٨، ٢٧١
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَن لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ ﴾... ٣٦... =... ٩٠، ٢٧٦، ٢٧٨، ٢٨١
{ ؟
٣٦... "خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد..."... ٣٣٧
٣٧... "خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال"... ٤٠٣
٣٨... "خير أمتي قرني"... ٦
٣٩... "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"... ٥، ٢٠، ٣٩
٤٠... "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم"... ١٧٧
٤١... "شهدنا الحديبية فلما انصرفنا..."... ٤٣٢
٤٢... "صلَّى الله عليك وعلى زوجك"... ٤٠
٤٣... "صلى رسول الله صلاة الخوف..."... ١٨٢
٤٤... "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"... ١٧٠
٤٥... "غزوت مع رسول الله (×)..."... ٤٥
٤٦... "فإن كان خوف أشد من ذلك فرجالاً وركباناً"... ١٨٢
٤٧... "فكان ممن استثنى الله ثلاثة جبريل وميكائيل وملك الموت..."... ٤١٩
٤٨... "فيكشف الرب عن ساقه..."... ٩٨
٤٩... "فينطلق بهم فيتبعونه"... ٣٦٤
٥٠... "قال في الحامل المتوفى عنها زوجها: لا نفقة لها"... ١٨٥
٥١... "قال لنا رسول الله (×) يوم الحديبية..."... ٣٩
٥٢... "قالت امرأة من النسوة: ما هذا..."... ٤٥٧
٥٣... "قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك..."... ٣٧١
٥٤... "قد قال الله عز وجل: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ ﴾ "... ٣٦٦
٥٥... "قوله: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ﴾ سئل عنها..."... ٣٥٨
٥٦... "كان أول ما بدئ به رسول الله الرؤيا..."... ٤٦٢
٥٧... "كان بالمدينة يهودي..."... ٣٩
٥٨... "كانت اليهود تقول..."... ٢٢
٥٩... "كنا مع النبي في غزوة تبوك..."... ٣٣٧
٦٠... "لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن، ولا تعلموهن"... ٤٠٠
٦١... "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"... ١٠٥
٦٢... "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه"... ١٢٣
٦٣... "لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة"... ٣٦٦
٦٤... "لا يدخل مسجدنا هذا مشرك بعد عامنا هذا"... ٣٢٠
٦٥... "لا ينبغي لأحد أن يحرم بالحج إلا في أشهر الحج"... ١٥٢
٦٦... "لعن الله اليهود انطلقوا إلى ما حرم عليهم من شحوم البقر"... ٢٩٩
٦٧... "لما نزلت والذين يرمون المحصنات..."... ٣٧١
٦٨... "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"... ١١١
٦٩... "اللهم هؤلاء أهلي"... ٢٠٨
٧٠... "ليس ذلك إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان"... ٩٣
١٩... "إذا كانت المسايفة فليومئ برأسه حيث كان وجهه"... جابر بن عبد الله... ١٧٩
٢٠... "استثنى الله أمر النار أن تأكلهم..."... عبد الله بن عباس... ٣٤٦
٢١... "استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل "... جابر بن عبد الله... ٤١٨
٢٢... "استرق الشيطان من الناس أعظم آية في القرآن..."... عبد الله بن عباس... ١٢٢
٢٣... "استغفر لي النبي ( - ﷺ - ) ليلة البعير خمساً وعشرين مرة"... جابر بن عبد الله... ٤١
٢٤... "اشترط عليهن أن لا ينحن نياحة الجاهلية"... عبد الله بن عباس... ٤٥٦
٢٥... "اشترط عليهن أن لا ينحن"... جابر بن عبد الله... ٤٥٦
٢٦... "اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء"... جابر بن عبد الله... ٢٩٧
٢٧... "اصطبح والله أبي يوم أحد الخمر"... جابر بن عبد الله... ٢٩٨
٢٨... "أطيب أرض في الأرض ريحا، أرض الهند"... علي بن أبي طالب... ١٣٥
٢٩... "أكنتم تعدون الذنب فيكم شركاً..."... جابر بن عبد الله... ١٦٨
٣٠... "إلا ما ملكت أيمانكم من الإماء ذوات الأزواج بسبي "... جابر وابن مسعود وأبي بن كعب وأنس... ٢٣٢
٣١... "إلا ما ملكت أيمانكم من السبايا في الحروب"... عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وابن عمر وعلي... ٢٣١
٣٢... "ألهمنا الطريق الهادي.."... عبد الله بن عباس... ١٢٧
"ألهمنا دينك الحق.."... عبد الله بن عباس... ١٢٧
٣٣... "أن آدم - عليه السلام - لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند"... جابر بن عبد الله... ١٠٦، ١٣٠
٣٤... "إن آدم لما أهبط إلى الأرض شكا إلى ربه الوحشة"... جابر بن عبد الله... ١٣٣
٣٥... "إن اسم المقتول مرداس بن نهيك، من أهل فَدَكْ..."... عبد الله ابن عباس... ٢٥٥
٣٦... "إن أصحاب الشجرة كانوا ألفاً وخمس مائة..."... جابر بن عبد الله... ٤٣٥
٣٧... "إن الإحرام بالحج لا ينعقد إلا في أشهره"... عمر وابن مسعود... ١٥٣
٣٨... "أنَّ الجبت والطاغوت ها هنا: كعب بن الأشرف"... عبدالله بن مسعود... ٢٤٣
٣٩... "إن الذين قالوا بيوتنا عورة يوم الخندق: بنو حارثة بن "الحارث"... جابر بن عبد الله... ٤٠٥
٤٠... "إن الصخرة التي في أصل ثبير ذبح عليها إبراهيم"... عبد الله بن عباس... ٤٠٨
٤٨... إسحاق بن منصور بن بهرام... ٤٦٩
٤٩... إسماعيل بن أبان... ٣٨٣
٥٠... إسماعيل بن أمية... ٤٢٦
٥١... إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم... ٣٠٣
٥٢... إسماعيل بن عبد الرحمن (السدي)... ٣٤٣
٥٣... إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل... ١٩٤
٥٤... إسماعيل بن عمرو بن كثير... ١٠٦
٥٥... أسيد بن عاصم... ٢٨٦
٥٦... أشعث بن سوار... ٢٦٨
٥٧... أم مبشر الأنصارية ( رضي الله عنها )... ٣٦٦
٥٨... أنس بن مالك (رضي الله عنه)... ١٧٣
٥٩... أوس بن قيظي... ٤٠٥
٦٠... أيوب بن أبي تميمة... ٣٠٣
٦١... بحر بن كنيز... ٢٢٣
٦٢... البراء بن عازب ( - رضي الله عنه - )... ٢٨٩
٦٣... بريرة مولاة عائشة (رضي الله عنها)... ٢٣٢
٦٤... بسر بن أرطأة... ٤٨
٦٥... بشر بن مهران... ٢٠٦
٦٦... بقي بن مخلد... ٥٩
٦٧... بقية بن الوليد... ٢٥٨-٢٥٩
٦٨... بلال بن رباح ( - رضي الله عنه - )... ٤٠٣
٦٩... تميم بن أوس... ٢٩٩
٧٠... ثابت بن هرمز... ٣٢٦
٧١... جابر بن زيد ( أبو الشعثاء )... ٤٤
٧٢... الجد بن قيس... ٤٤٤
٧٣... الجراح بن منهال... ٤٣٩
٧٤... جرير بن حازم... ١٦٢
٧٥... الجعد بن دينار... ٣٨١
٧٦... جويبر بن سعيد... ٨٤
٧٧... الحارث بن أسد (المحاسبي)... ٢٣٣
٧٨... الحارث بن ربعي (أبو قتادة - رضي الله عنه - )... ٢٥٦
٧٩... الحارث بن مسلم... ٢٢٣
٨٠... حبان بن موسى... ٢٣٩
٨١... الحجاج بن أبي يعقوب... ٣٥٥
٨٢... الحجاج بن أرطاة... ٣٢٢
٨٣... حجاج بن محمد... ١٣٨
٨٤... حذيفة بن حسيل (ابن اليمان - رضي الله عنه - )... ٢٧٣
٨٥... حرب بن أبي العالية... ١٨٥
٨٦... حرمي بن عمارة... ٢٩٢
٨٧... الحسن بن الجهم... ٤٠٩
٨٨... الحسن بن صالح بن صالح... ١٢٥
٨٩... الحسن بن الصباح... ١٩٤
٩٠... الحسن بن عبد الرحيم ( شيخ الطبري)... ٣٩٩
٩١... الحسن بن علي بن أبي طالب... ٢٠٥
٩٢... الحسن بن علي بن عفان... ٤٢٢
٩٣... حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب... ٥١
٩٤... الحسن بن يسار( البصري)... ٢٧٢
٩٥... الحسين بن إسماعيل الضبي (المحاملي)... ١٢٧
٩٦... الحسين بن داود... ١٩٣
٩٧... الحسين بن علي بن أبي طالب... ٤٣
٩٨... الحسين بن الفرج الخياط... ٤٠٩
٩٩... الحسين بن محمد بن شيبة... ٢٧٧
١٠٠... الحسين بن محمد بن مفضل (الأصبهاني)... ٣٩٦
١٠١... الحسين بن مسعود بن محمد (البغوي )... ٢١٣
١٠٢... الحسين بن يزيد بن يحيى... ٣٠٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# (٦) ﴾ [الفاتحة: ٦].... ١٢٥ - ١٢٨
o سورة البقرة:... ١٢٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا... ﴾ [البقرة: ٣٦].... ١٣٠ - ١٣٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟×@÷ƒuqsù؟tûïد%©#دj٩؟tbqç٧çFُ٣tƒ؟|="tGإ٣ّ٩$#؟ِNخk‰د‰÷ƒr'خ/؟؟؟؟ ﴾ ؟[البقرة: ٧٩].... ١٣٦ - ١٤٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ مچ÷ky رَمَضَانَ الَّذِي tAح"Ré& فِيهِ مb#uنِچà)ّ٩$#... ﴾ [البقرة: ١٨٥].... ١٤٣ - ١٤٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ؟tûïد%©!$#؟(#qمZtB#uن؟|=دGن. ؟مNن٣ّ‹n=tو؟قة$|ءة)ّ٩$#؟؟؟ ﴾ ؟[البقرة: ١٧٨].... ١٤٨ - ١٥٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ گkutù:$# أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ... ﴾ [البقرة: ١٩٧].... ١٥١ - ١٥٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ِNن. نt!$|، دS؟س^ِچxm؟ِNن٣©٩؟؟؟؟ ﴾ [البقرة: ٢٢٣].... ١٥٥ - ١٦٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ (#qفàدے"xm عَلَى دN¨uqn=¢ء٩$#... ﴾ [البقرة : ٢٣٨].... ١٦٧ - ١٧٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟o٤qn=¢ء٩$#ur؟٤'sـَ™âqّ٩$#؟؟؟ ﴾ ؟؟البقرة : ٢٣٨].... ١٧١ - ١٧٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ َOçFّے½z "w$y_حچsù أَوْ رُكْبَانًا ﴾ [البقرة: ٢٣٩].... ١٧٩ - ١٨٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟tûïد%©!$#ur؟ڑcِq©ùuqtGمƒ؟ِNà٦YدB؟tbrâ'x‹tƒur؟%[`¨urّ-r&؟؟؟ ﴾ ؟[البقرة: ٢٤٠].... ١٨٣ - ١٨٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ إ$rقگ÷êyJّ٩$$خ/... ﴾ [البقرة : ٢٤١].... ١٨٧ - ١٩٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟Iw؟on#uچّ. خ)؟'خû؟بûïدe$!$#؟؟؟؟ ﴾ ؟[البقرة : ٢٥٦].... ١٩١ - ١٩٧
o سورة آل عمران:... ١٩٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ِ@è%؟/ن٣م¥خm;tRنtr&؟٩ژِچy‚خ/؟`دiB؟ِNà٦د٩¨sŒ؟؟؟؟ ﴾ ؟؟آل عمران : ١٥].... ١٩٩ - ٢٠٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ ةOù=دèّ٩$#.. ﴾ [آل عمران: ٦١].... ٢٠٤ - ٢٠٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ّŒخ)؟M£Jyd؟بb$tGxےح !$©غ؟ِNà٦YدB؟؟؟ ﴾ ؟[آل عمران: ١٢٢].... ٢٠٩ - ٢١٦