وشهد لهم النبي - عليه الصلاة والسلام- بالخيرية والفضل في قوله: (خير أمتي قرني)(١)، فلهم العدالة التامة ولهم الميزة في الفضل والسبق والإيمان، والحرص الشديد على دينهم، مما ليس لغيرهم من الأمة، ولا غرو في ذلك؛ وقد صحبوا رسول الله ( - ﷺ - ) ونقلوا عنه القرآن لفظاً ومعنىً وعاصروا نزوله طيلة ثلاثٍ وعشرين سنة، فكان حرياً بنا أن نعرف سيرتهم، ونقف على مسالكهم، وننظر في آرائهم، وننهل من معينهم الصافي الذي لا كدر فيه.
ومن هذا المنطلق أحببت أن يكون لي شرف المشاركة في جمع ودراسة أقوال الصحابة رضي الله عنهم، فبدأت مستعينة بالله بجمع أقوال واحد من كبار الصحابة، وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ).
وقد بلغ عدد الآثار المروية عنه في التفسير - فيما وقفت عليه - والتي شملتها الدراسة في هذا البحث سبعة ومائة أثر.
أهمية البحث وأسباب اختياره:
تنتظم أهمية البحث، وأسباب اختياره فيما يلي:
١- أن أولى ما يفسر به القرآن الكريم بعد الكتاب والسنة ما أثر عن الصحابة -رضوان الله عليهم- لقربهم من رسول ( - ﷺ - )، ومعاصرتهم نزول الوحي، ولما لهم من الفهم والعلم.
٢- مكانة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) فهو من علماء الصحابة، ومن المكثرين من رواية الحديث.
٣- أن أقوال جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) في التفسير لم تحظ بالجمع والدراسة.
٤- أن لجابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) أقوالاً في التفسير تستحق الجمع والدراسة كما تبين ذلك من خلال جمع مادة البحث.
٥- تميزت أقواله المروية عنه بطرق وروايات مختلفة عن طرق ابن عباس وابن مسعود و غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم.
ولا غرو أن حظي تفسير الصحابة بهذه المكانة، فالصحابة ( - رضي الله عنهم - ) أصدق الناس بعد الأنبياء في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأعمقهم علماً وأقلهم تكلفا وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب(١).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(٢) - رحمه الله -: "وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح " (٣).
وتفسير الصحابي - إذا صح سنده - له حكم الرفع في حالتين:
الحالة الأولى: إذا كان في بيان سبب نزول الآية كقول جابر ( - رضي الله عنه - ): (كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ )(٤) (٥).
(٢) شيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، ثم الدمشقي الحنبلي، أبو العباس الإمام، له شهرته وإمامته في علوم الإسلام من المنقول و المعقول، مات - رحمه الله - سنة ثمان و عشرين وسبع مائة.
انظر: البداية والنهاية (١٤ / ٣٠٣ )، والدرر الكامنة (١ / ١٦٨ ).
وألف في ترجمته -رحمه الله- كتب كثيرة منها: " العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية" لابن عبد الهادي، وكتاب الرد الوافر لابن ناصر الدمشقي.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٣ / ٣٦٤ ).
(٤) سورة البقرة الآية: ٢٢٣.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (ك: التفسير، ب: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا ِNن٣rOِچym... ﴾ ) (٤/١٦٤٥) (ح رقم: ٤٢٥٤)، ومسلم في صحيحه (ك: النكاح، ب: جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها.. ) (٢/١٠٥٩) (ح رقم: ١٤٣٥)، واللفظ للبخاري.
الاثني عشر(١).
يقول كعب بن مالك(٢)( - رضي الله عنه - ): "... فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو جابر سيد من سادتنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر، إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثم دعوته إلى الإسلام، وأخبرته بميعاد رسول الله، فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا"(٣).
انظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (١ / ٤٥٢)، وصحيح السيرة النبوية (ص: ١٥٧).
(٢) كعب بن مالك: بن أبي كعب الخزرجي الأنصاري يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الرحمن، كان أحد شعراء رسول الله ( - ﷺ - )، شهد أحدا والمشاهد بعدها إلا تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين خُلفوا، وذكرهم القرآن. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة خمسين، وقيل: ثلاث وخمسين.
انظر: معجم الصحابة (٢/٣٧٤)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/١٣٢٢)، والإصابة في تمييز الصحابة (٥/٦١١).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢٥/ ٩١) (ح رقم: ١٥٧٩٨).
وقال الحافظ الهيثمي - رحمه الله - في مجمع الزوائد (٦ / ٤٢ -٤٥): "رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجاله رجال الصحيحين غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع".
وقال محققوا المسند: حديث قوي، وهذا إسناد حسن.
ومن الأمثلة على تفسير جابر ( - رضي الله عنه - ) القرآن بالقرآن، ما رواه الإمام ابن أبي حاتم - رحمه الله - عن يزيد الفقير أنه قال: "جلست إلى جابر بن عبد الله وهو يحدث، فحدث أن ناساً يخرجون من النار، قال: وأنا يومئذ أنكر ذلك، فغضبت وقلت: ما أعجب من الناس، ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أن الله يخرج ناساً من النار، والله يقول: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ﴾ الآية(١)، فانتهرني أصحابه، وكان أحلمهم، فقال: دعوا الرجل إنما ذلك للكفار فقرأ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَن لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ حتى بلغ ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٣٧) ﴾ (٢) أما تقرأ القرآن ؟ قلت: بلى قد جمعته، قال: أليس الله يقول: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩) ﴾ (٣) فهو ذلك المقام، فإن الله تعالى يحتبس أقواماً بخطاياهم في النار ما شاء، لا يكلمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم، قال: فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به "(٤).
والذي يظهر من خلال تتبع أقوال جابر ( - رضي الله عنه - ) في التفسير أنه مقل في هذا الجانب، وغاية ما ظهر لي فيما اطلعت عليه من أقواله أربعة أقوال (٥).
السنة النبوية هي المصدر الثاني لتفسير القرآن الكريم، ففيها تفصيل مجمله وبيان مشكله وبسط مختصره.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٣٦، ٣٧.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٧٩.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢ / ٧٦ )، وصححه أحمد شاكر - رحمه الله - في عمدة التفسير (١/٦٧٤)، وسيأتي إن شاء الله. انظر الأثر رقم (٤٦ ) في القسم الثاني من البحث.
(٥) انظر: الآثار رقم (٤٦، ٧٣، ٩٠، ١٠٣) في القسم الثاني من البحث.
وهذا إخبار بغيب لا مجال للرأي ولا الاجتهاد فيه، ولم يرو عن جابر إلا من هذا الطريق فيما وقفت عليه. قال العلاَّمة الشوكاني(١) -رحمه الله- بعد أن ذكر هذا الأثر وغيره: "وهذه الأحاديث ينبغي البحث عن أسانيدها والكلام عليها بما يتبين بعد البحث إن شاء الله"(٢).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ): "من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، فيجعل الله له من كل حرف منها جنة من
كل واحد"(٣).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "استرق الشيطان من الناس أعظم آية في
القرآن: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ "(٤).
انظر: ترجمته لنفسه في كتابه البدر الطالع (٢/٢١٤)، ومقدمة التحقيق لكتابه نيل الأوطار (١/٦٣-٧٥) تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد.
(٢) فتح القدير (١/٢٣).
(٣) ذكره ابن عطية والقرطبي - رحمهما الله - من غير إسناد ووجهه ابن عطية ونصره من حيث المعنى.
انظر: المحرر الوجيز (١/٦١)، والجامع لأحكام القرآن (١/٦٥-٦٦)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/٢٨).
(٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: (ك: الصلاة، ب: افتتاح القراءة في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم) (٥/٥٠) (ح رقم: ٢٢٤١) من طريق عمر بن ذر عن أبيه عنه به، وقال: "وهو منقطع ". وأورده السيوطي في الدر (١ / ٢٠) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور في سننه، وابن خزيمة في كتاب البسملة.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من أصحاب النبي ( - ﷺ - ) قريباً من قول جابر ( - رضي الله عنه - ) أن الصراط المستقيم هو الإسلام(١).
وعن علي، وابن مسعود -رضي الله عنهما-: "الصراط المستقيم كتاب الله تعالى ذكره "(٢).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "هو رسول الله وصاحباه"(٣).
وعنه ( - رضي الله عنه - ): ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) ﴾ قال:"الطريق "(٤).
وعنه ( - رضي الله عنه - ): "ألهمنا دينك الحق، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له "(٥).
وعنه ( - رضي الله عنه - ): "ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عوج له "(٦).
وعن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) قال:" ﴿ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ الذي تركنا عليه رسول الله ( - ﷺ - )" (٧).
وعنه ( - رضي الله عنه - ): "الصراط المستقيم تركنا رسول الله ( - ﷺ - ) على طرفه والطرف الآخر في الجنة"(٨).
والذي يظهر - والله أعلم بالصواب - أن هذه الأقوال كلها صحيحة وتحتملها الآية، واختلافها اختلاف تنوع لا تضاد، ويدل عليه ورود أكثر من تفسير للصراط المستقيم عن الصحابي الواحد كابن عباس وابن مسعود -رضي الله عنهما- وقد جمع هذه المعاني الإمام ابن جرير - رحمه الله - في تأويله هذه الآية، حيث قال: "والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي - أعني - " ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ " أن يكون معنياً به وفقنا للثبات على ما
(٢) جامع البيان (١ / ١٠٤- ١٠٥).
(٣) الدر المنثور (١ / ٣٦).
(٤) جامع البيان (١ / ١٠٥).
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (١ / ٣٠).
(٦) الدر المنثور (١ / ٣٤).
(٧) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٢).
(٨) الدر المنثور (١ / ٣٥).
وأورده السيوطي(١)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا(٢) في مكايد الشيطان(٣).
٤ - قال الحافظ أبو الشيخ(٤) - رحمه الله -: حدثنا الوليد بن أبان، حدثنا عبد الرزاق بن محمد الطبري، حدثنا قتيبة، حدثنا معاوية بن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر بن ( - رضي الله عنه - ) قال: "إن آدم لما أهبط إلى الأرض، شكا إلى ربه الوحشة، فأوحى الله - عز وجل - إليه: أن انظر بحيال(٥) بيتي الذي رأيت ملائكتي يطوفون به، فاتخذ بيتاً فطف به كما رأيت ملائكتي يطوفون به. قال: فكان ما بين يديه مفاوز(٦)،
(٢) ابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا، أبو بكر القرشي الأموي البغدادي. الحافظ ولد سنة ثمان ومائتين، له مصنفات عديدة منها: اليقين، وذم الدنيا وغيرها. مات سنة إحدى وثمانين ومائتين.
انظر: تاريخ بغداد (١٠/٨٩)، وسير أعلام النبلاء (١٣/٣٩٧)، والبداية والنهاية (١١/٧١).
(٣) لم أجده عند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان مسنداً، ولكن أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/٤٣٩) من طريق ابن أبي الدنيا قال: نا صالح بن عبد الله الترمذي، نا معاوية بن عمار، نا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) بنحوه إلا أنه لم يذكر طرفه الأول.
(٤) الحافظ أبو الشيخ: عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو محمد المعروف بأبي الشيخ، محدث أصبهان الإمام الحافظ صاحب التصانيف. مات - رحمه الله - سنة تسع وستين وثلاث مائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (٣ / ٩٤٥)، سير أعلام النبلاء (١٦ / ٢٧٦)، والعبر في خبر من غبر (٢/١٣٢).
(٥) بحيال بيتي: أي بإزائه.
انظر: لسان العرب (مادة: حول) (١١/١٩٤)، ومختار الصحاح (مادة: ح و ل) (ص: ٦٨).
(٦) مفاوز: جمع مفازة، والمفازة البرية القفر، وسميت بذلك لأنها مهلكة من فوز إذا مات.
انظر: النهاية بن الأثير (مادة: فوز) (٢/٤٧٨)، ولسان العرب (مادة: فوز) (٥/٣٩٦).
عن الثوري عنه به بنحوه. وقال: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان مرفوعا ً، إلا عبد الله بن المغيرة والفريابي(١)"(٢).
قلت: قد تابعهما عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي(٣)، فرواه عن الثوري مرفوعاً، أخرج طريقه الحاكم وصححه(٤).
وأشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى حديث جابر ( - رضي الله عنه - ) وقال: "عند البزار وصححه ابن حبان"(٥)، ولم أقف عليه عند البزار، وله شاهد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: (قال رسول الله ( - ﷺ - ): إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك. فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ً)(٦).
فقول جابر ( - رضي الله عنه - ) في حكم المرفوع، لأنه إخبار بغيب لا مجال للرأي ولا الاجتهاد فيه، ويؤيد ذلك ما تقدم في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ( - رضي الله عنه - ).
(٢) المعجم الأوسط (٩ / ٢٦) (ح رقم ٩٠٢٥).
(٣) عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي: ثقة مأمون أثبت الناس كتابا في الثوري. مات -رحمه الله- سنة اثنتين وثمانين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٧٣)، وتهذيب التهذيب (٧/٣١)، والكاشف (١/٦٨٤).
(٤) ك: الإيمان) (١ / ١٥٦) (ح رقم: ٢٧٦، ٢٧٧).
(٥) فتح الباري (١١/٤٢٢).
(٦) صحيح البخاري (ك: التوحيد، ب: صفة الجنة والنار) (٥/٢٣٩٨)(ح رقم: ٦١٨٣)، صحيح مسلم (ك: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ب: إحلال الرضوان على أهل الجنة) (٤/٢١٧٦) (ح رقم: ٢٨٢٩).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - )(١):
أولاً: أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) في المراد بالمحصنات(٢) في الآية:
القول الأول: ذوات الأزواج. وهذا قول ابن عباس(٣)، وجابر بن عبد الله(٤)،
(٢) أصل الإحصان: المنع، والتحصن: التمنع، ومنه قوله تعالى ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ أي: لتمنعكم، ومنه الحِصان - بكسر الحاء - للفرس، لأنه يمنع صاحبه من الهلاك.
والحَصان - بفتح الحاء - المرأة العفيفة، والمرأة تكون محصنة بالإسلام والعفاف والحرية وبالتزويج.
انظر: النهاية في غريب الأثر (مادة: حصن) (١ / ٣٩٧)، ولسان العرب (مادة: حصن) (٢ / ٩٠٢)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٧٩ - ٨٠).
(٣) انظر: جامع البيان (٤ / ٣) (رقم الآثار: ٨٩٦٢، ٨٩٦٣، ٨٩٦٤)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥/٨٠).
(٤) كما نسبه إليه بعض المفسرين. انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٨١)، وأحكام القرآن للجصاص (٣/٨١).
ولم أقف لجابر ( - رضي الله عنه - ) على قول يصرح فيه بذلك، ولعله فهم من لازم قوله ( - رضي الله عنه - ) بيع الأمة طلاقها. والله أعلم.
فلو كان مراداً بقوله: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾، العفائف لدخل العفائف من إمائهم في الإباحة، وخرج منها غير العفائف من حرائرهم وحرائر أهل الإيمان...)(١).
قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٥) ﴾ (٢).
٤٥ - قال الإمام عبد الرزاق - رحمه الله - : أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية، فقال: "تزوجوهن زمان الفتح بالكوفة مع سعد بن أبي وقاص، ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيراً فلما رجعنا طلقناهن، قال: "ونساءهم لنا حل، ونساؤنا عليهم حرام"(٣).
± رجال الإسناد:
ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة يدلس ويرسل(٤).
أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٥).
± درجة الإسناد:
صحيح، وقد صرح ابن جريج بالسماع، فانتفت علة التدليس.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
(٢) سورة المائدة الآية: ٥.
(٣) مصنف عبد الرزاق (٧ / ١٧٨) (رقم الأثر: ١٢٦٧٧).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
وأورده السيوطي(١) موقوفاً، وعزاه إلى ابن جرير.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
في الآية عن الصحابة قولان:
القول الأول: كما بدأكم في الخلق شقياً وسعيداً فكذلك "تعودون" سعداء وأشقياء(٢). روي هذا المعنى عن جابر كما تقدم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما (٣).
القول الثاني: كما أنشأكم ابتداء يعيدكم، احتج عليهم في إنكارهم الإعادة بابتداء الخلق(٤).
وروي هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما(٥).
والذي يظهر - والله أعلم بالصواب - أن الآية تحتمل المعنيين، وليس بينهما تناقض، وإن كان المعنى الأول أظهر كما يدل عليه سياق الآية.
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله - :"في هذه الآية الكريمة للعلماء وجهان من التفسير:
الوجه الأول: أن معنى ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) ﴾ أي كما سبق لكم في علم الله من سعادة أو شقاوة، فإنكم تصيرون إليه فمن سبق له العلم بأنه سعيد صار إلى السعادة، ومن سبق له العلم بأنه شقي صار إلى الشقاوة، ويدل لهذا الوجه قوله بعده: ﴿ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ﴾ (٦) وهو ظاهر كما ترى، ومن الآيات الدالة عليه أيضاً قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ﴾ (٧)، وقوله: ﴿ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ (٨). أي ولذلك الاختلاف إلى شقي وسعيد خلقهم.
(٢) تفسير الواحدي (١ / ٩١).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٥ / ١٤٦٢) (رقم الأثر: ٨٣٦٤).
(٤) انظر: تفسير النسفي (٢ / ٩).
(٥) زاد المسير (٣ / ١٠٦).
(٦) سورة الأعراف، الآية: ٣٠.
(٧) سورة: التغابن، الآية: ٢.
(٨) سورة: هود، الآية: ١١٩.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره كما سبق، وأخرجه في المصنف كذلك (١)، ومن طريقه ابن جرير (٢) بنحوه، وابن أبي حاتم (٣)، وابن خزيمة (٤) بلفظه.
وأورده السيوطي(٥) موقوفا ًعلى جابر وعزاه إلى عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وأخرجه الإمام أحمد(٦)، وابن أبي حاتم (٧)، من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي(٨)، عن أشعث بن سَوّار، عن الحسن، عن جابر ( - رضي الله عنه - ) عن النبي ( - ﷺ - ): (لا يدخل مسجدنا هذا مشرك بعد عامنا هذا غير أهل الكتاب وخدمهم)، وهذا لفظ الإمام أحمد وابن أبي حاتم بمعناه.
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره بعد أن ساق رواية الإمام أحمد: "تفرد به الإمام أحمد مرفوعاً والموقوف أصح إسنادا ً"(٩). وهو كما قال، فإن أشعث ضعيف، وظاهر الحال أنه قد تفرد به، ومثله لا يقبل تفرده، كيف وقد خالف كما هو الحال هنا.
(٢) جامع البيان (٦ / ٣٤٨) (رقم الأثر: ١٦٦٢٥).
(٣) تفسير ابن أبي حاتم (٦ / ١٧٧٥) (رقم الأثر: ١٠٠١١).
(٤) صحيح ابن خزيمة (ك: الصلاة، ب: إباحة دخول عبيد المشركين وأهل الذمة المسجد) (٢ / ٢٨٥) (ح رقم: ١٣٢٩).
(٥) الدر المنثور (٤ / ١٥٠).
(٦) مسند أحمد (٣ / ٣٩٢) (ح رقم: ١٥٢٢١)، واللفظ المذكور أخرجه في (٢٣/١٨) (ح رقم: ١٤٦٤٩).
(٧) تفسير القرآن العظيم (٦ / ١٧٧٥) (رقم الأثر: ١٠٠١٠).
(٨) شريك بن عبد الله النخعي: ستأتي ترجمته -إن شاء الله- في الأثر رقم (٧٧).
(٩) تفسير القرآن العظيم (٢ / ٤٥٦).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "أثر عمر منقطع(١)، ولو ثبت حمل على الموحدين"(٢).
قلت: فهذه الآثار عن الصحابة - إن صحت - تحمل على خروج أهل التوحيد من النار كما ثبت في أحاديث الشفاعة، أما حملها على أهل الشرك فلا يصح، لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة الصريحة في خلود أهل الشرك في النار وتأبيدهم فيها.
قال الإمام البغوي - رحمه الله - بعد إيراده لأثر ابن مسعود وأبي هريرة: "ومعناه عند أهل السنة - إن ثبت - أنه لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان، وأما مواضع الكفار فممتلئة أبدا"(٣).
وقال الإمام أبو حيان(٤) - رحمه الله -: "والذي روي ونقل عن ابن مسعود وغيره أنها تخلو من النار، إنما هو الدرك الأعلى المختص بعصاة المؤمنين وهو الذي يسمى جهنم، وسمي الكل به تجوزاً "(٥).
تدريب الراوي (١/٢٠٧، ٢٠٨)، وانظر: المنهل الراوي (ص: ٤٦)، وفتح المغيث (١/١٥٦).
(٢) فتح الباري (١١ / ٤٢٢).
(٣) معالم التنزيل (٤ / ٢٠٢).
(٤) الإمام أبو حيان: محمد بن يوسف بن علي الأندلسي الغرناطي النفزي -قبيلة من البربر- نحوي مفسر ومحدث وأديب ومؤرخ، من مؤلفاته: البحر المحيط في التفسير، واتحاف الأريب بما في القرآن من غريب وغيرها كثير. مات -رحمه الله- سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
انظر: معرفة القراء الكبار (٢/٧٢٣)، وشذرات الذهب (٣/١٤٥)، وطبقات الشافعية (٣/٦٧).
(٥) البحر المحيط (٦ / ٢١٣).
جاء عن الصحابة في معنى قوله تعالى: ﴿ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩) ﴾ أربعة أقوال:
القول الأول: الشفاعة لعصاة الموحدين في خروجهم من النار، وهو معنى قول جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) كما تقدم، وروي أيضاًُ عن أبي سعيد الخدري ( - رضي الله عنه - )(١).
القول الثاني: الشفاعة العظمى في أهل الموقف؛ لإراحتهم من كربات الموقف وفصل القضاء، وروي هذا المعنى عن عبد الله بن مسعود(٢)، وعن ابن عمر(٣)، وعن سلمان الفارسي(٤)، وعن حذيفة بن اليمان(٥) رضي الله عنهم أجمعين.
القول الثالث: مطلق الشفاعة روي هذا المعنى عن ابن عباس(٦)، وعن ابن مسعود، وسلمان الفارسي (٧) رضي الله عنهم.
القول الرابع: جلوسه ( - ﷺ - ) على الكرسي، روي هذا عن عبد الله بن سلام ( - رضي الله عنه - )(٨)، وعن ابن عباس، وابن مسعود -رضي الله عنهما- يقعده على العرش(٩)، وفي رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- يجلسه فيما بينه وبين جبريل ويشفع لأمته فذلك المقام المحمود(١٠).
قلت: ويحتج للقول الثاني بما صح عنه ( - ﷺ - ) من حديث أنس أن النبي ( - ﷺ - ) قال: (يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهمّوا(١١)
(٢) المستدرك (ك: الفتن والملاحم) (٤ / ٥٤١) (ح رقم : ٨٥١٩).
(٣) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا..) (٤/١٧٤٨) (ح رقم : ٤٤٤١).
(٤) الترغيب والترهيب (٤ / ٢٣٥) (ح رقم: ٥٥٠٢).
(٥) مسند الحارث (زوائد الهيثمي) (ك: البعث، ب: في المقام المحمود) (٢ / ١٠٠٧) (ح رقم : ١١٢٩).
(٦) طبقات المحدثين بأصبهان (٣ / ٤٧٤).
(٧) التمهيد (١٩ / ٦٤).
(٨) كشف القناع (٥ / ٣٣).
(٩) زاد المسير (٥ / ٥٤).
(١٠) المعجم الكبير (١٢ / ٦١) (ح رقم : ١٢٤٧٤).
(١١) يهموا: من الهم يقال: همني الأمر هما أحزنني وغمني وهمني إذا بالغ في ذلك.
مشارق الأنوار (٢/٢٧٠)، وانظر: لسان العرب (مادة: همم) (١٢/٦٢٠).
أخرجه ابن جرير كما سبق، والإمام مسلم (١)، والإمام أحمد (٢) كلهم من طرق عن ابن جريج عنه، ولفظ الإمام مسلم بنحو لفظ ابن جرير، وفيه هذه الزيادة: (ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون، فيقولون: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه...) وآخر الرواية نحو رواية ابن جرير.
قال القاضي عياض(٣) - رحمه الله -: "هذا الحديث جاء كله من كلام جابر موقوفا عليه وليس هذا من شرط مسلم إذ ليس فيه ذكر النبي ( - ﷺ - ) وإنما ذكره مسلم وأدخله في المسند، لأنه روي مسنداً من غير هذا الطريق فذكر ابن أبي خيثمة عن ابن جريج يرفعه بعد قوله يضحك"(٤).
ويحتمل أنَّ الإمام مسلما أخرجه، لأنه مرفوع حكماً ولو كان موقوفاً لفظاً؛ لأن مثله مما لا يقال بالرأي، ولا مجال للاجتهاد فيه، ولعل القاضي - رحمه الله - يشير إلى رواية الإمام أحمد في المسند(٥) فإنها بلفظ مسلم فأوله موقوف على جابر ( - رضي الله عنه - ) ثم رفعه إلى النبي ( - ﷺ - ) من قوله: (فينطلق بهم فيتبعونه...).
(٢) مسند أحمد (٣ / ٣٨٤) (ح رقم: ١٥١٥).
(٣) القاضي عياض: هو بن موسى بن عياض بن عمر اليحصبي. إمام وقته ببلاد المغرب في الحديث وعلومه والنحو واللغة. وله مصنفات منها: مشارق الأنوار، وشرح كتاب مسلم. مات -رحمه الله- سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
انظر: وفيات الأعيان (٣/٤٨٣-٤٨٥)، والأعلام للزركلي (٥/٩٩)، وكتاب "أزهار الرياض في أخبار عياض".
(٤) شرح النووي على مسلم (٣ / ٤٨).
(٥) مسند أحمد (٢٣ / ٣٢٨) (ح رقم : ١٥١١٥). قال محققوا المسند: "إسناده صحيح على شرط مسلم ".
أتى عاصم بن عدي(١) سيد بني عجلان(٢)
انظر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب (٢ / ٧٨١)، والإصابة في تمييز الصحابة (٣ / ٥٧٢).
(٢) بني عجلان: وهم بنو العجلان بن زيد بن غَنْم بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج.
انظر: تاج العروس (٨/٦)، ومعجم قبائل العرب (٢/٧٥٨).
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) ﴾ (١).
٨٦ - قال الإمام ابن أبي حاتم - رحمه الله -: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " قلت لجابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: ما انتهى إليكم من شأن لقمان عليه السلام؟ قال: كان قصيراً، أَفْطَس(٢) من النُّوبة(٣) "(٤).
± تخريج الأثر:
أورده السيوطي (٥)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وهو عند السيوطي عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: قلت لجابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ): "ما انتهى..." الخ.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان لقمان عبداً حبشياً(٦)" (٧).
والذي يظهر أن قول ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه من الحبشة لا يعارض ما تقدم عن جابر ( - رضي الله عنه - ) أنه من النوبة؛ فالنوبة تشمل الحبشة وغيرها، وهذا الأثر فيما يظهر لي -والله أعلم بالصواب- أنه من الإسرائيليات.
(٢) الفَطَس: عِرَض قصبة الأنف، وطمأنينتها، وقيل الفَطَس بالتحريك انخفاض قصبة الأنف وتطامنها وانتشارها، والاسم الفَطَْسة لأنها كالعاهة وقد فَطِس فَطَساً وهو أفْطََس، والأنثى فَطساء.
لسان العرب (مادة: فطس) (٦ / ١٦٤)، وانظر: مختار الصحاح (مادة: ف ط س) (ص: ٢١٢).
(٣) النُّوبة: بلاد عريضة في جنوب مصر.
انظر: معجم البلدان (٥ / ٣٠٩).
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٩٧) (رقم الأثر: ١٧٥٢٩) ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً فيما وقفت عليه. وهو عند ابن أبي حاتم ليس من أصل التفسير وإنما مما جمع من مروياته المفقودة.
(٥) الدر المنثور (٦ / ٤٤٨).
(٦) حبشي: الحبش والحبشة والأحبش جنس من السودان.
القاموس المحيط (ص: ٤٥٩).
(٧) تفسير السمرقندي (٢ / ٢١).
± درجة الإسناد:
ضعيف جداً، فيه الحسين بن الفرج كذاب يسرق الحديث، والواقدي متروك.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه الحاكم كما سبق، وفي إسناده الحسين بن الفرج كذاب يسرق الحديث. وأورده السيوطي (١)، وعزاه إلى الحاكم.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
روي عن الصحابة في الذبيح قولان:
القول الأول: أنه إسحاق كما روي عن جابر ( - رضي الله عنه - )، وكما جاء عن عمر، والعباس بن عبد المطلب(٢) (٣)، وعن علي(٤)، وابن عباس في رواية عنه(٥)، وعن أبي هريرة، وعبدالله بن سلام، وعمير بن قتادة الليثي(٦)، وأبو الطفيل(٧)،
(٢) العباس بن عبد المطلب: أبو الفضل عم رسول الله ( - ﷺ - ) من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام. شهد وقعة حنين مع النبي ( - ﷺ - )، وكان ممن ثبت حين انهزم الناس. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة اثنتين وثلاثين.
انظر: الطبقات لخليفة (ص: ٤)، والطبقات الكبرى (٤/٥)، والإصابة في تمييز الصحابة (٣/٦٣١).
(٣) التفسير الكبير (٢٦ / ١٣٣).
(٤) أحكام القرآن للجصاص (٥ / ٢٥٢).
(٥) المحرر الوجيز (٤ / ٤٨٠).
(٦) عمير بن قتادة الليثي: الجندعي والد عبيد بن عمير التابعي المشهور، شهد فتح مكة. روى عن النبي ( - ﷺ - ) وروى عنه ابنه عبيد.
انظر: الطبقات الكبرى (٥/٤٥٦)، والاستيعاب بمعرفة الأصحاب (٣/١٢١٩)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/٧٢٤).
(٧) أبو الطفيل: عامر بن واثلة بن عبد الله الكناني الليثي، مشهور باسمه وكنيته، وهو آخر من مات من الصحابة. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة اثنتين ومائة، وقيل: عشر ومائة بمكة.
انظر: الطبقات لخليفة (ص: ٢٧٩)، ومشاهير الأمصار (ص: ٣٦)، والإصابة في تمييز الصحابة (٧/٢٣٠).
فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله)(١).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وقد ثبت في الصحيح أن النبي ( - ﷺ - ) قال: (إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى...) الحديث ثم قال وهذه الصعقة قد قيل: إنها رابعة وقيل إنها من المذكورات في القرآن، وبكل حال النبي ( - ﷺ - ) قد توقف في موسى هل هو داخل فيمن استثناه الله أم لا، فإذا كان النبي ( - ﷺ - ) لم يجزم بكل ما استثناه الله، لم يمكن أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بقرب الساعة وأعيان الأنبياء، وأمثال ذلك مما لم يخبر به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر والله أعلم "(٢).
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٦ / ٣٦).
"وفيهم مقاماتٌ حِسانٌ وجوهُها | وأَنديةٌ يَنْتَابُها القولُ والفعلُ(١) "(٢) |
(٢) معاني القرآن للنحاس (٥ / ٨٢).
(٣) روح المعاني للألوسي (٢٥ / ١٢٣).
جاء ذلك عن أنس ( - رضي الله عنه - )(١)، وعن عائشة -رضي الله عنها- مثل ذلك(٢).
القول الثالث: أنه فتح خيبر، قاله أنس ( - رضي الله عنه - ) في رواية عنه(٣).
والصحيح عن أنس ما أخرجه البخاري عنه وهو قوله الحديبية؛ لصحة السند في ذلك؛ ولموافقته لأقوال الصحابة رضي الله عنهم؛ ولما يدل عليه قول جابر ( - رضي الله عنه - ): "ما كنا نعد الفتح إلا يوم الحديبية"، وقول البراء ( - رضي الله عنه - ): "ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية" من اتفاق الصحابة في هذا القول، وأنه مشتهر عندهم رضي الله عنهم أجمعين.
وعليه فالمراد بالفتح في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) ﴾ صلح الحديبية. وقد بين ذلك النبي ( - ﷺ - ) كما في حديث مُجَمِّع بن جارية قال: (شهدنا الحديبية فلما انصرفنا عنها إذا الناس ينفرون الأباعر(٤) فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس. قالوا: أوحي إلى رسول الله ( - ﷺ - )، فخرجنا مع الناس نوجف(٥)، حتى وجدنا رسول الله ( - ﷺ - ) على راحلته عند كراع الغميم(٦)،
(٢) زاد المسير (٧ / ١٦١).
(٣) الدر المنثور (٧ / ٤٤٨).
(٤) ينفرون الأباعر: نفرت الدابة تنفر نفارا وتنفر نفورا، ونفر الحاج من منى من باب ضرب وأنفره عن الشيء ونفره تنفيرا واستنفره كله بمعنى.
مختار الصحاح (مادة: ن ف ر) (ص: ٢٨٠)، وانظر: غريب الحديث الحديث لابن سلام (مادة: نفر) (٣/٢٤٧).
(٥) نوجف: الإيجاف سير حثيث دون الجهد.
غريب الحديث لابن قتيبة (٢/٢)، وانظر: النهاية لابن الأثير (مادة: وجف) (٥/١٥٦).
(٦) كراع الغميم: هو واد أمام عسفان ويقع بالقرب منه جبل أسود سمي الكراع فأضيف إليه فقيل كراع الغميم. ويعرف اليوم ببرقاء الغميم وهو طرف من حرة صنجنان يمتد شمالا غربا بين شامية ابن حمادي والصفو على بعد (١٦) كيلا من عسفان على طريق مكة.
انظر: معجم البلدان (٤/٤٤٣)، ومعجم معالم الحجاز (٦/٢٦٥)، (٧/٢١٣).
ثقة. مات سنة تسع ومائتين(١).
ابن المبارك: عبد الله بن المبارك، ثقة ثبت(٢).
يحيى: بن أبي كثير الطائي، مولاهم أبو نصر اليمامي، ثقة، ثبت، لكنه يدلس ويرسل. مات سنة تسع وعشرين ومائة. عدة ابن حجر من المرتبة الثانية في طبقات المدلسين(٣).
أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة، مكثر. مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة، وكان مولده سنة بضع وعشرين(٤).
± درجة الإسناد:
صحيح.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
(٢) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣٣).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص٥٩٦)، تهذيب التهذيب (١١ / ٢٣٥)، الكاشف(٢ / ٣٧٣)، طبقات المدلسين (ص: ٣٦).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٦٤٥)، تهذيب التهذيب (١٢ / ١٢٧)، الكاشف (٢ / ٤٣١).
وقد صح عنه ( - ﷺ - ) إثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، وأنهم يرونه عيانا، فقد أخرج الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (قال النبي ( - ﷺ - ): إنكم سترون ربكم عياناً )(١).
وأخرج الإمام البخاري أيضاً عن أبي سعيد الخدري ( - رضي الله عنه - ) قال: (قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا، قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما...) الحديث(٢).
فهذان الحديثان وغيرهما يدلان على إثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة.
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله-: "وقد ثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة(٣) عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها... وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام وهداة الأنام "(٤).
(٢) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣) ﴾ ) (٦/٢٧٠٦) (ح رقم: ٧٠٠١).
(٣) متواترة: المتواتر لغة: المتتابع والتواتر التتابع. واصطلاحا: ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة، بأن يكونوا جمعا لا يمكن تواطؤهم على الكذب على مثلهم من أوله إلى آخره.
قواعد التحديث للقاسمي (ص: ١٤٦)، ونخبة الفكر (ص: ١)، والتعاريف للجرجاني (ص: ٦٣٤).
(٤) تفسير القرآن العظيم (٤ / ٥٧٨).
القول الخامس: شجرة في النار، روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما(١).
القول السادس: جب(٢) في جهنم، روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-(٣)، وعن عمرو بن عبسة(٤)( - رضي الله عنه - ) مثله(٥)، وروي نحوه عن بعض الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) (٦).
والذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أن القول الأول والثاني تحتملهما الآية واختلافهما اختلاف تنوع. أما الأقوال الأخرى، فإنها تحتاج إلى نص صريح عن رسول الله ( - ﷺ - ) ولم يصح في ذلك شيء، لذلك تحمل الآية على القولين الأولين.
قال - متمّم أضواء البيان(٧)
(٢) الجب: داخل البير من أسفلها إلى أعلاها، والجب أيضا البير غير مطوية.
مشارق الأنوار (١/١٣٦، ١٣٧)، وغريب الحديث لابن سلام (٢/٢٦٨).
(٣) الجواهر الحسان (٤ / ٤٥٢).
(٤) عمرو بن عبسة: بن خالد بن عامر بن غاضرة السلمي أبو نجيح. أسلم قديما بمكة ثم رجع إلى بلاده، ثم هاجر إلى المدينة وكان ( - رضي الله عنه - ) اعتزل الأصنام قبل أن يسلم. مات ( - رضي الله عنه - ) في خلافة عثمان.
انظر: الطبقات الكبرى (٤/٢١٤)، والاستيعاب بمعرفة الأصحاب (٣/١١٩٢)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/٦٥٨).
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤ / ٧٤٦).
(٦) الكشاف للزمخشري (٤ / ٨٢٥).
(٧) هو الشيخ عطية بن محمد بن سالم، ولد بمصر، درس على الشيخ عبد الرحمن الإفريقي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، من مؤلفاته: عمل أهل المدينة، وهداية المستفيد من كتاب التمهيد. مات رحمه الله بالمدينة سنة عشرين وأربع مائة وألف.
انظر مقدمة كتابه: الدماء في الإسلام (ص: ٥-١٢).
١٦- أن كثيرا من الرسائل العلمية في جميع التخصصات قد طرقت موضوعات مهمة وطرحت طرحا متميزا، وحظيت بمتابعة وعناية وتدقيق وتحر من باحثين ومرشدين ومشرفين وغيرهم، ثم يؤول هذا الجهد العلمي إلى رفوف مكتبات الجامعات ومراكز البحوث فلا تكون الاستفادة منها كما لو طبعت ونشرت، ولذا فإنني أدعو جامعتنا العريقة إلى تبني مشروع خيري لطباعة الرسائل العلمية التي تنفع في تخصصها، فإن تضافرت الجهود وصحت العزائم سهل السبيل بتوفيق الله العلي القدير.
وختاما: فإني قد بذلت طاقتي وصرفت همتي، واستقصيت ما في وسعي، ولا أدعي الكمال فيما وصلت إليه، فإني على يقين أن غيري قد يطَّلِع على ما خفي عليَّ من معنى أدق أو وجه أحق، وتفسير أوضح أو تقرير أفصح، وأن غيري قد يقف على عثرات أو يعثر على زلات، فإن التحرز عن الخطأ والخلل، والنجاة من الهفوة والزلل يعجز عنه كافة البشر، والكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله.
هذا ما يسعني أن أختم به، وكيف لا وقد ختم بمثل هذه الأسطر أئمة المصنفين وجهابذة المؤلفين من السابقين واللاحقين ولله دَرُّ أبي الطيِّب المُتَنَبِي(١) لمَّا قال:
وما كلُّ هاو للجميلِ بفاعلٍ | وما كلُّ فعَّال له بِمُتَمِّمِ(٢) |
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
انظر: الوافي بالوفيات (٦/٢٠٨)، ووفيات الأعيان (١/١٢٢).
(٢) شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي (٢/١٩٦).
٢٢. الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة تأليف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة (٤٦٣هـ) تحقيق: د. عز الدين السيد- مكتبة الخانجي- القاهرة- مصر- الطبعة الثالثة- ١٤١٧هـ.
٢٣. أسماء من يعرف بكنيته لمحمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي الموصلي المتوفى سنة (٣٧٤ هـ)- تحقيق: أبو عبد الرحمن إقبال- الدار السلفية- الهند- الطبعة الأولى- ١٤١٠ هـ-١٩٨٩ م.
٢٤. الأسماء والصفات لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة (٤٥٨)- حققه: عبد الله بن محمد الحاشدي- مكتبة السوادي- الطبعة الأولى- ١٤١٣ هـ.
٢٥. الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني المتوفى سنة (٨٥٢ هـ)- تحقيق: علي محمد البجاوي- دار الجيل- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤١٢ هـ.
٢٦. أصول التفسير وقواعده للشيخ خالد عبد الرحمن العك- دار النفائس- بيروت- لبنان- الطبعة الثانية- ١٤٠٦ هـ-١٩٨٦ م.
٢٧. أصول الفقه للإمام محمد بن أحمد أبو زهرة المتوفى سنة (١٩٧٤ م)- دار الثقافة العربية- مصر.
٢٨. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي – المتوفى سنة (١٣٩٣ هـ) – تحقيق: مكتب البحوث والدراسات- دار الفكر للطباعة- بيروت- ١٤١٥هـ.
٢٩. اعتقاد أهل السنة لهبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي المتوفى سنة (٤١٨ هـ)- تحقيق: د. أحمد سعد حمدان- دار طيبة- الرياض- ١٤٠٢ هـ.
٣٠. إعراب القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس المتوفى سنة (٣٣٩ هـ)- تحقيق: د. زهير غازي زاهد- عالم الكتب- بيروت.
٣١. أعلام الموقعين عن رب العالمين لمحمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي (ابن القيم)- المتوفى سنة (٧٥١ هـ) تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد- دار الجيل- بيروت- ١٩٧٣م.
ڑcrك‰ƒجچمƒ؟br&؟(#qم_مچّƒs†؟z`دB؟ح'$¨Y٩$#؟$tBur؟Nèd؟ڑ }... ٣٧... =... ٩٠، ٢٧٦، ٢٧٨، ٤٦٤
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ ﴾... ٤١... =... ٢٨٣
﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ﴾... ٤١... =... ١١٠
﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾... ٤٥... =... ٢٩٢
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ﴾... ٩٠-٩١... =... ٢٩٧، ٣٠٠
﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾... ٩٣... =... ٣٠٠
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ ﴾... ٩٦... =... ٣٠١، ٣١٠
٦... ﴿ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ ﴾... ١٠٥... الأنعام... ٨٨
﴿ ؟tûïد%©!$# آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾... ٨٢... =... ٩٣
٧... ﴿ ؟üب J!٩# (١) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ﴾... ١-٢... الأعراف... ٤١٦
﴿ ؟tA$s% اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾... ٢٤... =... ١٣٥
﴿ ؟ِ@è% أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ ﴾... ٢٩... =... ٣١٢، ٣١٥
﴿ ؟$¸)ƒجچsù هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ﴾... ٣٠... =... ٣١٥
﴿ ؟ِ@è% إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ ﴾... ٣٣... =... ١١٢
﴿ ؟$£Jn=sù تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾... ١٤٣... =... ٤١٩
٨... ﴿ ؟ِNèdçژإe³t٦مƒ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ ﴾... ٢١... التوبة... ٣١٧
﴿ ؟$ygoƒr'¯"tƒ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾... ٢٨... =... ٣١٨، ٣١٩، ٣٢٢، ٣٢٤، ٣٢٥
﴿ ؟(#ےrن‹sƒھB$# أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا ﴾... ٣١... =... ٣٢٣، ٣٢٥
﴿ ؟uqèd الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾... ٣٣... =... ٩٣، ٣٢٦
﴿ ؟ںwur عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ﴾... ٩٢... =... ٣٣٨
﴿ ؟(#q©٩uqs؟ وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا ﴾... ٩٢... =... ٣٤٣
﴿ ؟ڑcqà)خ٦"، ،٩$#ur الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ﴾... ١٠٠... =... ٦
{ ؟
٧١... "ما أنا بقارئ..."... ٤٦٢
٧٢... "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم"... ٢٩٠
٧٣... "مرحباً بك يا جبير"... ٤٠
٧٤... "مفاتح الغيب خمس..."... ٨٩
٧٥... "مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج"... ١٦٠
٧٦... "ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى"... ١٧٨
٧٧... "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي"... ٤٩
٧٨... "من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار"... ٤٦
٧٩... "من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موؤدة"... ٦٢
٨٠... "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"... ١١٢
٨١... "من قال في كتاب الله - عز وجل - برأيه فأصاب فقد أخطأ"... ١١٢
٨٢... "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة"... ١٥٠
٨٣... "نتزوج نساء أهل الكتاب..."... ٢٧٢
٨٤... "نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان"... ١٤٥
٨٥... "هذا جبل يحبنا ونحبه"... ٣٦
٨٦... "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا"... ٤٧٠
٨٧... "هي الشفاعة"... ٣٥٨
٨٨... "والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي"... ٢٠٥
٨٩... "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم مقسطا"... ٩٤
٩٠... "والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا ً فليكسرن الصليب"... ٣٢٨
٩١... "وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياماً وركباناً"... ١٨١
٩٢... "يا أبا فلان، أما علمت أن الله حرمها!"... ٢٩٨
٩٣... "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك"... ١٢٢
٩٤... "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم!"... ٣٧٢
٩٥... "يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل..."... ٣٥٨
٩٦... "يبعث كل عبد على ما مات عليه..."... ٣١٤
٩٧... "يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا..."... ٣٥٧
٩٨... "يحشر الناس يوم القيامة حفاة غرلاً بهماً..."... ٦٢
٩٩... "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه..."... ٢٨٢
٤١... "إن الصراط المستقيم هو الإسلام"... عبدالله بن عباس... ١٢٧
عبدالله بن مسعود
٤٢... "أن الصلاة الوسطى هي صلاة الصبح"... ابن عباس، وأبو أمامة، وأنس، وعمر وابن عمر، وأبو موسى، ومعاذ... ١٧٣
٤٣... "إن الله حرم المشركات على المؤمنين"... عبد الله بن عمر... ٢٧٣
٤٤... "أن الوسطى هي الظهر"... زيد بن ثابت... ٢٤
"إن أمركم محمد ما أنتم عليه فاقبلوه، وإن خالفكم فاحذروه "... عبد الله بن عباس... ٢٨٩
٤٥... "إن أمركم محمد ما أنتم عليه.."... عبد الله بن عباس... ٢٨٩
٤٦... "إن أوتيتم هذا الجلد فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا الرجم"... جابر بن عبد الله... ٢٨٨
٤٧... "إن أوتيتم هذا الجلد..."... جابر بن عبد الله... ٢٨٨
٤٨... "إن أول ما أهبط الله تعالى آدم أهبطه إلى أرض الهند"... عبد الله بن عباس... ١٣٤
٤٩... "إن خشي العنت"... جابر بن عبد الله... ٢٤١
٥٠... "إن طافيه ميتة"... أبو هريرة... ٣١٠
٥١... "إن كان ذا طول فلا. قيل: إن وقع حب الأمة في نفسه؟"... جابر بن عبد الله... ٢٣٩
٥٢... "إنا كنا معشر قريش"... عبد الله بن عمر... ١٦٥
٥٣... "أنا وأبي وخالاي من أصحاب العقبة"... جابر بن عبد الله... ٣٨
٥٤... "أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين.."... عبد الله بن عباس... ١٤٦
٥٥... "أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان"... جابر بن عبد الله... ١٤٣
٥٦... "أنزلت الصحف الأولى في أول يوم من رمضان"... عائشة... ١٤٦
٥٧... "أنزلت هذه الآية: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾ في مرداس"... جابر بن عبد الله... ٢٥٤
٥٨... ﴿ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾ رسول الله ( - ﷺ - ) وعلي..."... جابر بن عبد الله... ٢٠٥
٥٩... إنكم تجعلون الخاص عاماً، هذه للكفار"... جابر بن عبد الله... ٢٧٨
٦٠... ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ... ﴾ قال: لا، إلا أن يكون عبدا أو أحدا ً من أهل الذمة"... جابر بن عبد الله... ٣١٨
٦١... ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ سpgwU... ﴾ : إلا أن يكون عبداً أو أحدا ً من أهل الجزية"... جابر بن عبد الله... ٣١٩
١٠٣... حصين بن جندب... ٣٩٩
١٠٤... حفص بن غياث... ٣٠٧
١٠٥... حفصة بنت عمر بن الخطاب (أم المؤمنين رضي الله عنها)... ١٧٦
١٠٦... حكيم بن حزام بن خويلد ( - رضي الله عنه - )... ٦٦
١٠٧... حماد بن أسامة... ٣٤١
١٠٨... حماد بن زاذان... ٢٩٢
١٠٩... حماد بن زيد... ٣٨١
١١٠... حماد بن سلمة بن دينار... ٢٤٠
١١١... حمزة بن يوسف (الجرجاني)... ٢٠٢
١١٢... حميد بن عبد الرحمن بن حميد... ١٢٥
١١٣... خارجة بن الحارث بن رافع... ٥٠
١١٤... خالد بن زيد (أبو أيوب - رضي الله عنه - )... ١٧٥
١١٥... خالد بن النضر... ١٥٧
١١٦... خالد بن الوليد ( - رضي الله عنه - )... ٤٦
١١٧... خديجة بنت خويلد (أم المؤمنين رضي الله عنها)... ٤٥٩
١١٨... داود بن أبي هند... ٢٠٦
١١٩... داود بن عبد الرحمن... ٤٠٨
١٢٠... دعلج بن أحمد... ٢٧٩
١٢١... ذكوان السمان... ٦٥
١٢٢... ذواد بن علبة... ١٧٩
١٢٣... الذيال بن حرملة... ٤٣٨
١٢٤... الربيع بن أنس... ٣١٣
١٢٥... رجاء بن حيوة... ٦٢
١٢٦... رملة بنت أبي سفيان بن حرب (أم المؤمنين رضي الله عنها )... ١٧٦
١٢٧... روح بن عبادة... ٤٦٩
١٢٨... زر بن حبيش... ٣٣٤
١٢٩... زكريا بن أبي زائدة... ٢٨٤
١٣٠... زكريا بن عدي... ٣٣٥-٣٣٦
١٣١... زكريا بن محمد بن أحمد... ٢٧٥
١٣٢... زكريا بن يحيى... ٣١٩
١٣٣... زهير بن أبي سلمى... ٤٢٧
١٣٤... زهير بن محمد... ٣٨٨-٣٨٩
١٣٥... زهير بن معاوية... ١٦٨
١٣٦... زيد بن أخزم... ١٦١
١٣٧... زيد بن ثابت ( - رضي الله عنه - )... ٢٤
١٣٨... سالم بن أبي الجعد... ٤٣٧
١٣٩... سالم بن أبي أمية... ١٦٥
١٤٠... سريج بن يونس... ٢٤٧
١٤١... سعد بن مالك ( أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - )... ١٧٤
١٤٢... سعيد بن أبي عروبة... ٢٢٧-٢٢٨
١٤٣... سعيد بن بشير... ١٧٢
١٤٤... سعيد بن جبير... ٤٠٨
١٤٥... سعيد بن سالم... ١٥١
١٤٦... سعيد بن شرحبيل... ٤٤٧
١٤٧... سعيد بن عمرو... ٢٥٨
١٤٨... سعيد بن المسيب... ٤٣٦
١٤٩... سعيد بن منصور... ١٨٤
١٥٠... سعيد بن المهلب... ٢٨٠
١٥١... سعيد بن يحيى بن سعيد... ٤٤٩
١٥٢... سعيد بن يسار (أبو الحباب)... ١٦٤
١٥٣... سفيان بن سعيد ( الثوري )... ١٩٩
١٥٤... سفيان بن عيينة... ٢٠٩
١٥٥... سفيان بن وكيع... ١٤٣
١٥٦... سلمان الفارسي ( - رضي الله عنه - )... ٢٥٣
١٥٧... سلمة بن الأكوع ( - رضي الله عنه - )... ٤٤١
تفسير قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا ِNخkدX¨uq÷z﴾ (#rك‰yès%ur... } [آل عمران: ١٦٨].... ٢١٧ - ٢١٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟!$sY/u'؟y٧¯Rخ)؟`tB؟ب@½zô‰è؟؟u'$¨Z٩$#؟ô‰s)sù؟¼çmtF÷ƒu"÷zr&؟؟ ﴾ ؟[آل عمران: ١٩٢].... ٢٢٠ - ٢٢٥
o سورة النساء:... ٢٢٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟àM"sY|ءَsكJّ٩$#ur؟z`دB؟دن!$|، دiY٩$#؟wخ)؟$tB؟ôMs٣n=tB؟ِNà٦مY"yJ÷ƒr&؟؟؟ ﴾ ؟؟النساء: ٢٤].... ٢٢٧ - ٢٣٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ "wِqsغ... ﴾ [النساء: ٢٥].... ٢٣٥ - ٢٤٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ِNs٩r&؟uچs؟؟'n<خ)؟ڑْïد%©!$#؟(#qè؟ré&؟$Y٧ٹإءtR؟؟؟ ﴾ ؟[النساء: ٥١].... ٢٤٣ - ٢٤٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمYtB#uن أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا tAqك™
چ٩$#... ﴾
[النساء: ٥٩].... ٢٤٥ - ٢٥٠تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟#sŒخ)ur حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ !$pk÷]دB؟؟؟ ﴾ [النساء: ٨٦].... ٢٥١ - ٢٥٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ "!$#.. ﴾ [النساء: ٩٤].... ٢٥٤ - ٢٥٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟#sŒخ)ur؟÷Lنêِ/uژںر؟'خû؟اعِ'F{$#؟؟؟ ﴾ ؟[النساء: ١٠١- ١٠٢].... ٢٥٨ - ٢٦٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ ِNكg"sYَء|ءs% عَلَيْكَ... ﴾ [النساء: ١٦٤].... ٢٦٤ - ٢٦٦
o سورة المائدة:... ٢٦٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ دM"oYدB÷sكJّ٩$#... ﴾ [المائدة: ٥].... ٢٦٨ - ٢٧٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [المائدة: ٥].... ٢٧١ - ٢٧٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَن لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ $YèٹدHsd... ﴾ [المائدة: ٣٦-٣٧].... ٢٧٦ - ٢٨٢