٦- ومما يؤكد أهمية الموضوع والبحث فيه أن الدراسات المتخصصة في القرآن وعلومه قد عنيت بجمع أقوال العلماء في التفسير ممن ليس لهم مؤلفات خاصة، ولا ريب أن أقوال الصحابة أولى بالعناية من أقوال غيرهم؛ فهم خير القرون، ومعرفة أقوالهم في العلم والدين، وأعمالهم خير وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين.
هدف البحث:
جمع أقوال جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) في التفسير ودراستها وإبراز ميزات تفسيره.
الدراسات السابقة:
بعد البحث تبين لي أن تفسير جابر ( - رضي الله عنه - ) لم يسجل في رسالة علمية، ولم يبحث، فأحببت أن أتشرف بالمشاركة في جمع تفاسير الصحابة ودراستها؛ حيث إن هذا النوع من الدراسة قد طرق كثيراً، ولعل هذا العقد أن يكتمل وبخاصة إن كثيراً من تفاسير الصحابة قدمت في رسائل علمية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- تحقيق المروي عن ابن عباس ( - رضي الله عنه - ) (رسالة ماجستير) لمحمد بن عبد الله الفالح. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب ( - رضي الله عنه - ) (رسالة دكتوراه) لإبراهيم بن حسن. جامعة الزيتونية.
- عبدا لله بن مسعود ( - رضي الله عنه - ) مفسراً، تحقيق المروي عنه من أول سورة (الروم) حتى نهاية سورة (ق)، (رسالة ماجستير) لمحمد بن إبراهيم السويد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- عبد الله بن عمر ( - رضي الله عنه - ) وآثاره الواردة في تفسير القرآن من الكتب المشهورة بالتفسير بالمأثور، جمع ودراسة وتحقيق. (رسالة ماجستير) لإسماعيل الميمني. جامعة أم القرى.
وأما أقوال جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) في التفسير فإنها لم يتم جمعها ودراستها بعد، وأرجو أن أوفق في هذه الرسالة العلمية لتحقيق هذا المقصد.
منهج البحث:
المنهج الذي اتبعته في هذا البحث كما يلي:
أولا: المنهج في قسم الدراسة:
١- أعتمد على منهج الاستقراء والتحليل.
٢- أمهد للمباحث بما يناسبها.
قال الحاكم(١)- رحمه الله -: " فأما ما نقول في تفسير الصحابي مسند فإنه كما أخبرناه..." وذكر حديث جابر ( - رضي الله عنه - ) السابق وساقه بإسناده، ثم قال: "هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها، وليست بموقوفة، فإن الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل، فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند" (٢).
ولما ذكر الخطيب البغدادي (٣) - رحمه الله - حديث جابر ( - رضي الله عنه - ) السابق قال: " فهذا يُتوهم موقوفاً لأنه لا ذكر فيه للنبي ( - ﷺ - ) وليس بموقوف، وإنما هو مسند؛ لأن الصحابي الذي شاهد الوحي، إذا أخبر عن آية أنها نزلت في كذا وكذا كان ذلك مسنداً " (٤). وتابعهما على ذلك: الحافظ ابن الصلاح(٥)،

(١) الحاكم: محمد بن عبد الله بن حمدويه، أبو محمد المشهور بالحاكم، من مؤلفاته: المستدرك، وتاريخ نيسابور وغيرها. مات -رحمه الله- سنة خمس وأربع مائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٧/١٦٢)، والبداية والنهاية (١١/٣٥٥)، والأعلام للزركلي (٧/١٠١).
(٢) معرفة علوم الحديث (ص: ٥٠).
(٣) الخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، يكنى أبا بكر، واشتهر بالخطيب البغدادي، أحد الأئمة المشهورين والمصنفين المكثرين والحفاظ المتقنين، من أشهر مصنفاته تاريخ بغداد، والجامع لأخلاق الراوي، مات - رحمه الله - سنة ثلاث وستين وأربع مائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (٣ / ١٣٥ )، والبداية والنهاية (١٢ / ١٠١ )، والنجوم الزاهرة (٥ / ٨٧ ).
(٤) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/٢٩٢).
(٥) الحافظ ابن الصلاح: هو أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري، الحافظ المفتي الشافعي. مات -رحمه الله- سنة ثلاث وأربعين وست مائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (٤/١٤٣٠)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/١٤٢)، والبداية والنهاية (٣/١٦٨).

ثم رجع ( - رضي الله عنه - ) مع غيره من الأنصار الذين بايعوا تلك الليلة يدعون إلى الله، ويترقبون قدومه ( - ﷺ - ) حتى إذا هاجر إليهم، وأذن الله تعالى له بالقتال شهد ( - رضي الله عنه - ) مع رسول الله ( - ﷺ - ) معركة بدر(١) وأحد(٢)، وقتل حينئذٍ في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة (٣).
(١) معركة بدر: وهي كبرى معارك الإسلام وقعت يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة وفيها أعز الله الإسلام وأهله ودمغ الشرك وأهله، مع قلة عدد المسلمين وعدتهم، وكثرة المشركين وعتادهم، وسميت بهذا الاسم لوقوعها عند بدر، وهو ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء. ، بينه وبين المدينة ١٦٠ كيلو مترا.
انظر: تاريخ الطبري (٢/١٩-٤٨)، وتاريخ خليفة (١/٥٨)، ومعجم البلدان (١/٣٥٧)، ومعجم معالم الحجاز (١/١٩٠).
(٢) معركة أحد: من أشهر معارك الإسلام وقعت في شوال في السنة الثالثة للهجرة ابتلي فيها المسلمون بلاء عظيما وانهزموا لمخالفة الرماة أمر رسول الله ( - ﷺ - )، وسميت بأحد لوقوعها عند جبل أحد وهو جبل أحمر تلقاء المدينة بينه وبينها قرابة ميل. قال فيه ( - ﷺ - ): (هذا جبل يحبنا ونحبه).
انظر: تاريخ خليفة (١/٥٨-٧٣)، وتاريخ اليعقوبي (٢/٤٥)، ومعجم ما استعجم (١/١١٧)، ومعجم البلدان (١/١٠٩)، وصحيح البخاري (ك: الزكاة، ب: خرص التمر) (٢/٥٣٩) (ح رقم: ١٤١١).
(٣) انظر: الطبقات الكبرى (٣ / ٥٦١)، الطبقات لخليفة (ص: ١٠١).

قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ tûüدZح !$y‚ù=دj٩ خَصِيمًا (١٠٥) ﴾ (١) وقال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) ﴾ (٢).
وغير ذلك كثير من الآيات الدالة على منزلة السنة من القرآن، وأن فيها بيانه وإيضاحه، ولهذا قال ( - ﷺ - ): (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)(٣).
قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "والسنة تفسر الكتاب، وتعرف الكتاب وتبينه"(٤).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فإن أعياك ذلك - يعني تفسير القرآن بالقرآن - فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له"(٥).
فرسول الله ( - ﷺ - ) فسر لأصحابه الكثير من معاني القرآن، وكل ما دعت الحاجة إلى تفسيره، وذلك ببيان آيات الأحكام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والإجابة على الأسئلة التي كان يسأل عنها حول بعض المعاني، وأحياناً ببيانه لبعض المعاني ابتداءاً بدون مسألة، إلى غير ذلك مما نقل عنه من بيان وإيضاح حول آيات القرآن الكريم.
(١) سورة النساء، الآية: ١٠٥.
(٢) سورة النحل، الآية: ٤٤.
(٣) أخرجه أبو داود في السنن (ك: السنة، ب: لزوم السنة) (ص: ٦٩٠) (ح رقم: ٤٦٠٤) من حديث المقدام بن معد يكرب، وقال الشيخ الألباني -رحمه الله-: صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير (١ / ٥١٦) (ح رقم: ٢٧٤٣).
(٤) الكفاية في علم الرواية (ص : ١٥).
(٥) مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية (ص: ٩٣).

فهذه الآثار عن الصحابة تدل على عِظَم البَسْملة وفضلها، وقد جاء عنه ( - ﷺ - ) في ذلك أحاديث كثيرة ومنها قوله ( - ﷺ - ) لعمر بن أبي سلمة(١): (يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)(٢).
وقوله ( - ﷺ - ): (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه)(٣)، وغير ذلك كثير حيث ندب الشرع إلى ذكر البسملة في أول كل فعل، كالأكل والشرب والنحر والجماع والطهارة وغيرها مما يدل على عِظَم البسملة وفضلها.
(١) عمر بن أبي سلمة: بن عبد الأسد، ربيب النبي ( - ﷺ - )، أمه أم سلمة أم المؤمنين روى عن النبي ( - ﷺ - ). مات ( - رضي الله عنه - ) في المدينة سنة ثلاثا وثمانين.
انظر: طبقات خليفة (١/٢٠)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/٥٩٢)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/١١٥٩).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (ك: الأطعمة وقول الله تعالى: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾، ب: التسمية على الطعام والأكل باليمين) (٥ / ٢٠٥٦) (ح رقم: ٥٠٦١). ومسلم في صحيحه (ك: الأشربة، ب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما) (٣ / ١٥٩٩) (ح رقم: ٢٠٢٢).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة: (ك: الطهارة، ب: التسمية على الوضوء) (ص: ٢٠) (ح رقم: ١٠١). قال الشيخ الألباني - رحمه الله - صحيح، وأخرجه ابن ماجة في سننه: (ك: الطهارة، ب: ما جاء في التسمية في الوضوء) (ص: ٨٧) (ح رقم: ٣٩٩). قال الشيخ الألباني -رحمه الله- حسن.

ارتضيته ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك من قول وعمل، وذلك هو الصراط المستقيم؛ لأن من وفق لما وفق له من أنعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء، فقد وفق للإسلام وتصديق الرسل، والتمسك بالكتاب والعمل بما أمر الله به، والانزجار عما زجره عنه، واتباع منهج النبي ( - ﷺ - ) ومنهاج أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وكل عبد لله صالح، وكل ذلك من الصراط المستقيم"(١).
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة فإن من اتبع النبي ( - ﷺ - ) واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدِّق بعضها بعضاً"(٢).
(١) جامع البيان (١ / ١٠٤).
(٢) تفسير القرآن العظيم (١ / ٤٢).

وما بين قدميه الأنهار والعيون"(١).
± رجال الإسناد:
­ الوليد بن أبان: بن توبة. قال الذهبي: "الحافظ الثقة أبو العباس الأصبهاني". حدث عنه أبو الشيخ وغيره، مات سنة عشر وثلاث مائة(٢).
­ عبد الرزاق بن محمد الطبري: لم أقف -بعد البحث- على ترجمته.
­ باقي الإسناد تقدم في الأثر السابق.
± درجة الإسناد:
يتوقف في الحكم على الإسناد؛ لأن فيه عبد الرزاق بن محمد الطبري لم أقف له - بعد البحث- على ترجمة.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة كما تقدم، وفيه عبد الرزاق الطبري لم أقف له على ترجمة، وأورده السيوطي(٣)، وعزاه إلى أبي الشيخ.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "لما أهبط الله آدم أهبطه بأرض الهند ومعه غرس من شجر الجنة فغرسه بها، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهون عليه وحدته، فغمز غمزة فتطأطأ(٤) إلى سبعين ذراعاً، فأنزل الله إني منزل عليك بيتاً يطاف حوله كما تطوف الملائكة حول عرشي، ويصلى عنده كما تصلي الملائكة حول عرشي، فأقبل نحو البيت، فكان موضع كل قدم قرية، وما بين قدميه مفازة، حتى قدم مكة فدخل من باب الصفا، وطاف بالبيت وصلى عنده، ثم خرج
إلى الشام فمات بها "(٥).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "أهبط آدم بالصفاء وحواء بالمروة "(٦).
(١) كتاب العظمة (٥ / ١٥٧٦).
(٢) انظر: تذكرة الحفاظ (٣/٧٨٤)، وطبقات المحدثين بأصبهان (٤/٢١٧).
(٣) الدر المنثور (١ / ٢٨).
(٤) تطأطأ: تطامن، ومنه حديث عثمان ( - رضي الله عنه - ) (تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاةِ) أَي خَفَضْتُ لكم نَفْسِي كَما يخفضها المستقون بالدلاء، وتواضعت لكم وانحنيت.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: طأطأ) (٣/١١٠)، ولسان العرب (مادة: طأطأ) (١/١١٣).
(٥) الدر المنثور (١ / ١٢٦).
(٦) الدر المنثور (١ / ١٢٥).

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) ﴾ (١).
٢٣ - قال: الحافظ أبو بكر بن مردويه - رحمه الله - : حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر، قال: قدم على النبي ( - ﷺ - ) العاقب(٢) والطيب(٣)، فدعاهما إلى الملاعنة(٤)،
(١) سورة آل عمران الآية: ٦١.
(٢) العاقب: اسمه عبد المسيح، وهو رجل من كندة، وهو أميرهم وصاحب مشورتهم والذي يصدرون عن رأيه.
انظر: فتح الباري (٨/٩٤).
(٣) الطيب: هكذا وقع في هذه الرواية، والظاهر أنه وهم من أحد الرواة أو تحريف؛ لأنه في سائر المصادر التي ذكرت قصة وفد نجران جاء فيها أن اسمه (السيد).
وانظر على سبيل المثال: صحيح الإمام البخاري (ك: المغازي، ب: قصة أهل نجران) (٤/١٥٩٢) (ح رقم: ٤١١٩)، وسنن النسائي الكبرى (ك: مناقب أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار والنساء، ب: أبو عبيدة بن الجراح) (٥/ ٥٧) (ح رقم: ٨١٩٦)، وصحيح ابن حبان (١٥ / ٤٦١) (ح رقم: ٧٠٠٠)، وجامع الترمذي (٥ / ٦٦٧) (ح رقم: ٣٧٩٦)، وجامع البيان (٣ / ٢٩٧) (أثر رقم: ٧١٧٦). وغير ذلك من المصادر. واسم السيد: الأيهم وكان صاحب رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك. وكان معهم أيضاً أبو الحارث بن علقمة، وكان أسقفهم وإمامهم وحبرهم وصاحب مدراسهم.
انظر: طبقات ابن سعد (١ / ٣٥٧)، وفتح الباري (٨ / ٩٤).
(٤) الملاعنة: صيغة مفاعلة لا تكون إلا بين اثنين فصاعدا وهي المباهلة، وصفتها: أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: بهل) (١/١٦٧)، ولسان العرب (مادة: بهل) (١١/٧٢).

وعلي بن أبي طالب(١)، وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين(٢).
القول الثاني: العفائف، أي: فإنهن حرام على الرجال إلا بعقد نكاح، أو ملك يمين. وهذا قول عمر بن الخطاب(٣)، وابن عباس(٤)رضي الله عنهما.
القول الثالث: الحرائر، فالمعنى: أنهن حرام بعد الأربع اللواتي ذكرن أول السورة، وأحل لكم ما ملكت أيمانكم، فيكون الاستثناء منقطعاً. روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما(٥).
وأقرب الأقوال - والله تعالى أعلم - أنَّ المراد بالمحصنات في هذه الآية: هن ذوات الأزواج؛ لأن القول الأول فيه حمل ملك اليمين على ما يشمل ملك النكاح، وملك اليمين لم يرد في القرآن إلا بمعنى الرق كقوله تعالى: ﴿ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (٦)،
(١) انظر: جامع البيان (٤ / ٧) (رقم الأثر: ٩٠٠٥)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٨١).
(٢) انظر: جامع البيان (٤ / ٤ - ٥) (رقم الآثار: ٨٩٧٣، ٨٩٧٤، ٨٩٧٥)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥/ ٨١).
(٣) انظر: جامع البيان (٤ / ٦) (رقم الأثر: ٨٩٩٥)، وزاد المسير (٢ / ١٠٦ - ١٠٧).
(٤) انظر: جامع البيان (٤ / ٧) (رقم الأثر: ٨٩٩٩)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥ / ٨١).
(٥) انظر: زاد المسير (٢ / ١٠٧).
(٦) سورة النساء الآية: ٢٥.

أخرجه عبد الرزاق كما سبق، والبيهقي في السنن الكبرى(١)، كلاهما من طريق ابن جريج عنه به، وزاد البيهقي: "لا يرثن مسلماً ولا يرثهن ".
وأورده السيوطي (٢) وعزاه إلى عبد الرزاق وابن المنذر، والأثر بهذا الإسناد صحيح.
وأخرج ابن جرير في تفسيره (٣)، والطبراني في الأوسط(٤)، كلاهما من طريق شَرِيك بن عبد الله النخعي(٥) عن أشعث بن سَوّار عن الحسن البصري(٦)، عن جابر عن النبي ( - ﷺ - ) قال: "نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا "، وهذا لفظ ابن جرير والطبراني نحوه، وقال الإمام الطبراني - رحمه الله -: "لم يرو هذا الحديث عن أشعث بن سَوّار إلا شريك "، وأشعث ضعيف كما تقدم(٧)، وشريك سيء الحفظ، يخطئ كثيراً(٨)، فمثله لا يقبل تفرده، بل يعد ما تفرد به منكراً.
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف وفي رفعه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) نكارة.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
للصحابة في نكاح نساء أهل الكتاب قولان:
(١) سنن البيهقي الكبرى (ك: النكاح، ب: ما جاء في تحريم حرائر أهل الشرك دون أهل الكتاب...) (٧/١٧٢) (ح رقم: ١٣٧٥٨)
(٢) الدر المنثور (٣ / ٢٧)
(٣) جامع البيان (٢ / ٣٩٠) (رقم الأثر: ٤٢٢٧).
(٤) المعجم الأوسط (٨ / ٣٧٤) (ح رقم : ٨٩١٦).
(٥) شريك بن عبد الله النخعي تأتي ترجمته في الأثر رقم (٧٧).
(٦) الحسن البصري: هو الحسن بن يسار الأنصاري مولاهم ثقة فاضل مشهور. مات سنة عشر ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٦٠)، وتهذيب التهذيب (٢/٢٦٣)، والكاشف (١/٢٢٠).
(٧) انظر (ص: ٢٦٨).
(٨) قال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً ". تقريب التهذيب (ص: ٢٦٦).

الوجه الثاني: أن معنى قوله: ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) ﴾ أي: كما خلقكم أولاً ولم تكونوا شيئاً فإنه يعيدكم مرة أخرى، ويبعثكم من قبوركم أحياء بعد أن متم وصرتم عظاماً رميماً. والآيات الدالة على هذا الوجه كثيرة جداً كقوله: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا ﴾ (١)... إلى أن قال -رحمه الله- :"وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أنه قد يكون في الآية وجهان وكل منهما حق، ويشهد له القرآن، فنذكر الجميع؛ لأنه كلَّه حق والعلم عند الله تعالى"(٢).
(١) سورة: الأنبياء، الآية: ١٠٤.
(٢) انظر: أضواء البيان (٢ / ١٢ - ١٣)....

٦٣ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج، عن أبي الزبير، عن جابر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ (١) قال: "لا يقرب المسجد الحرام بعد عامه هذا مشرك ولا ذمي "(٢).
± رجال الإسناد:
­ أحمد بن إسحاق: ابن عيسى الأهوازي البزار، صاحب السلعة، أبو إسحاق، صدوق. مات سنة خمسين ومائتين(٣).
­ أبو أحمد: محمد بن عبد الله الزبيري، ثقة(٤).
­ عبَّاد بن العوام: ابن عمر الكُلابي، مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة. مات سنة خمس وثمانين ومائة(٥).
­ الحجَّاج: هو ابن أرطاة بن ثور بن هُبيرة النخعي، أبو أرطاة الكوفي القاضي، صدوق كثير الخطأ والتدليس. مات سنة خمس وأربعين ومائة. عده ابن حجر في المرتبة الرابعة من طبقات المدلسين(٦).
­ أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٧).
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه الحجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالسماع.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه ابن جرير في تفسيره، وإسناده ضعيف كما تقدم.
(١) سورة التوبة الآية: ٢٨.
(٢) جامع البيان (٦ /٣٤٨) (رقم الأثر: ١٦٦٢٩).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٧٧)، وتهذيب التهذيب (١ / ١٢)، والكاشف (١/١٩٠).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢١).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٩٠)، وتهذيب التهذيب (٥ / ١٨٦)، والكاشف (٢ / ١٠٠).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٥٢)، وتهذيب التهذيب (٢ / ١٧٢)، والكاشف (١/ ٣١١)، وطبقات المدلسين (ص: ٤٩).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).

القول الثالث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ قال: "فقد شاء أن يخلد هؤلاء في النار، وأن يخلد هؤلاء في الجنة "(١).
قلت: وعلى هذا المعنى يكون المراد بالذين شقوا الكفار ولا يدخل عصاة الموحدين في ﴿ الَّذِينَ شَقُوا ﴾ ؛ لأنه يلزم من ذلك القول بتخليد صاحب الكبيرة، وهذا قول مردود ومخالف لنصوص الكتاب والسنة.
القول الرابع: أن الاستثناء من قوله تعالى ﴿ فَفِي النَّارِ ﴾ كأنه قال: إلا ما شاء ربك من تأخير قوم عن ذلك.
وهذا القول رواه أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، وجابر -رضي الله عنهما-(٢)، وهو قول لا يخالف النصوص، لأن عصاة الموحدين تحت المشيئة إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم وهو الغفور الرحيم، وهو من الفضل الذي يتفضل الله به على عباده، والاستثناء على هذا القول يكون من الدخول.
القول الخامس: ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ يعني الذين كانوا في النار حين أذن في الشفاعة لهم، فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، وهذا قول ابن عباس -رضي الله عنهما-(٣). وعلى هذا تكون ما شاء بمعنى: من شاء وهم قوم يخرجون من النار ويدخلون الجنة فيقال لهم الجهنميون(٤).
(١) الدر المنثور (٤ / ٤٢٥).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٩ / ٩٩).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٨٦) (رقم الأثر: ١١٢٣٣).
(٤) انظر: تفسير النسفي (٢ / ١٧٢).

بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا... إلى أن قال: فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول: ارفع محمد، وقل يسمع، واشفع تشفع، وسل تعط، فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، فيحد لي حداً، فأخرج فأدخلهم الجنة...) الحديث(١).
قال الإمام ابن عطية(٢) :"ومن غريب حديث الشفاعة اقتضابه المعنى، وذلك أن صدر الحديث يقتضي أن النبي ( - ﷺ - ) يستنهض للشفاعة في أن يحاسب الناس، وينطلقون من الموقف فيذهب لذلك، وينص بإثر ذلك أنه شفع في إخراج المذنبين من النار فمعناه الاقتضاب والاختصار، لأن الشفاعة في المذنبين لم تكن إلا بعد الحساب والزوال من الموقف، ودخول قوم الجنة ودخول قوم النار، وهذه الشفاعة لا يتدافعها الأنبياء بل يشفعون، ويشفع العلماء...) (٣).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (ك: التوحيد، ب: وجوه يومئذ ناضرة) (٦ / ٢٧٠٨) (ح رقم ٧٠٠٢) وهو حديث الشفاعة الطويل وقد جاء في مواضع كثيرة غير هذا الموضع.
(٢) ابن عطية: هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي، أبو محمد، مفسر فقيه أندلسي من أهل غرناطة، عارف بالأحكام والحديث، من مؤلفاته: المحرر الوجيز، والمجموع وغيرها. مات -رحمه الله- سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
انظر: بغية الوعاة (٣/٧٣)، ونفح الطيب (٣/٢٦٩)، والأعلام للزركلي (٣/٢٨٢).
(٣) المحرر الوجيز (٣ / ٤٧٩).

وأخرجه أحمد (١) بلفظ مسلم أيضاً من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً من أوله إلى آخره.
وبنحوه الطبراني (٢)، وقد خالف ابن لهيعة الثقات - رَوْح بن عبادة، وأبا عاصم - في رفع الحديث. ومثله لا يقبل تفرده فكيف إذا خالف.
وأورد السيوطي(٣) نحواً من الطرف الأول من رواية مسلم إلى قوله نورا، وعزاه إلى أحمد، ومسلم، والدارقطني.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
روي عن الصحابة في معنى الورود في الآية أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالورود الممر على الصراط وهذا معنى قول جابر السابق، وروي أيضا عن ابن عباس(٤)، وعبد الله بن مسعود(٥)، وأبي هريرة(٦) رضي الله عنهم أجمعين.
القول الثاني: الدخول: روي هذا المعنى عن علي بن أبي طالب(٧)، وابن عباس(٨)، وابن مسعود(٩)، وعبد الله بن رواحة(١٠) (١١)، وعن عثمان بن مظعون(١٢)
(١) مسند أحمد (٢٣ / ٦٣-٦٤) (ح رقم : ١٤٧٢١).
(٢) المعجم الأوسط (٩ / ٣٨) (ح رقم : ٩٠٥٧).
(٣) الدر المنثور (٨ / ٣٢٧).
(٤) التمهيد (٦ / ٣٥٦).
(٥) الكشاف للزمخشري (٣ / ٣٦).
(٦) جامع البيان (٨ / ٣٦٧) (رقم الأثر: ٢٣٨٥٧).
(٧) تفسير النسفي (٣ / ٤٤).
(٨) تفسير مجاهد (١ / ٣٨٨).
(٩) تحفة الأحوذي (٨ /٤٨٠).
(١٠) عبد الله بن رواحة: بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري، يكنى: أبا محمد، الشاعر المشهور، أحد النقباء يوم العقبة شهد بدرا وما بعدها، واستشهد في معركة مؤتة ( - رضي الله عنه - ).
انظر: الاستيعاب بمعرفة الأصحاب (٢/٥٣٦)، وسير أعلام النبلاء (١/٢٣٠)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/٨٢).
(١١) حلية الأولياء (١ / ١١٨).
(١٢) عثمان بن مظعون: بن حبيب بن وهب القرشي الجمحي، أبو السائب أسلم قديما. شهد بدرا، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة اثنتين، وهو أول من دفن بالبقيع.
انظر: التاريخ الأوسط (١/٢٠)، والإكمال لرجال أحمد (ص: ٢٩٠)، وحلية الأولياء (١/١٠٢).

فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله عن ذلك، فأتى عاصم النبي فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله المسائل(١)، فسأله عويمر، فقال: إن رسول الله كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله: قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك...)(٢) الحديث.
وأخرج الإمام النسائي: (أن رجلاً من الأنصار من بني زريق(٣)
(١) لأهل العلم تنبيه لطيف على هذا الموضع وهو قوله :"فكره رسول الله المسائل" ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري (٩ / ٤٤٩ - ٤٥٠) قال: "وسبب كراهة ذلك ما قال الشافعي كانت المسائل فيما لم ينزل فيه حكم زمن نزول الوحي ممنوعة لئلا ينزل الوحي بالتحريم فيما لم يكن قبل ذلك محرماً فيحرم، ويشهد له الحديث المخرَّج في الصحيح: (أعظم الناس جُرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته)، وقال النووي المراد كراهة المسائل التي لا يحتاج إليها، لاسيما ما كان فيه هتك ستر مسلم أو إشاعة فاحشة أو شناعة عليه، وليس المراد المسائل المحتاج إليها إذا وقعت، فقد كان المسلمون يسألون عن النوازل فيجيبهم ( - ﷺ - ) بغير كراهة، فلما كان في سؤال عاصم شناعة، ويترتب عليه تسليط اليهود والمنافقين على أعراض المسلمين كره مسألته وربما كان في المسألة تضييق وكان ( - ﷺ - ) يحب التيسير على أمته، وشواهد ذلك في الأحاديث كثيرة ".
(٢) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: قوله عز وجل ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ﴾ ) (٤ / ١٧٧١) (ح رقم: ٤٤٦٨).
(٣) بني زريق: بطن من الخزرج من الأزد، من القحطانية وهم: بنو زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، تنسب إليهم سكة بني زريق بالمدينة.
انظر: تاج العروس (٦/٣٦٩)، ومعجم قبائل العرب (٢/٤٧١).

وقد روي عن رسول الله ( - ﷺ - ) أنه قال: (خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال(١)، ومهجع(٢) مولى رسول الله ( - ﷺ - ))(٣).
(١) بلال: بن رباح، مولى أبي بكر الصديق، ومؤذن رسول الله ( - ﷺ - ) من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، شهد بدرا، وشهد له النبي ( - ﷺ - ) بالجنة. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة عشرين.
انظر: الاستيعاب (١/١٧٨)، وصفة الصفوة (١/٤٣٤)، والإصابة في تمييز الصحابة (١/٣٢٦).
(٢) مهجع مولى رسول الله ( - ﷺ - ): ذكره ابن حجر في الإصابة وقال: "ذكره الحاكم في صحيحه وأشار إلى الحديث السابق ثم قال: وأخشى أن يكون الذي بعده" يعني مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب وكان من السابقين إلى الإسلام وشهد بدرا واستشهد بها، وكان أول من قتل ذلك اليوم. ولم يذكر ابن عبد البر إلا مهجع مولى عمر. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع عند قوله: (ومهجع مولى رسول الله): "هذه الزيادة ثابتة عند الحاكم فاستدركتها منه، وهي مما يدل على ضعف الحديث فإن مهجعا هذا ليس حبشيا، ولا من مواليه ( - ﷺ - ) وإنما هو عربي مولى عمر.
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٦/٢٣١)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/١٤٨٦)، وضعيف الجامع (ص: ٤٢٥).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه (ك: معرفة الصحابة) (٣ / ٣٢١) (ح رقم: ٥٢٤٢). والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته (ص: ٤٢٥) (ح رقم: ٢٨٩٢).

وعثمان بن عفان، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وابن عمر، وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين(١).
القول الثاني: أنه إسماعيل روي ذلك عن ابن عباس(٢)، وابن عمر، وأبي هريرة(٣)، وأبي الطفيل، ومعاوية بن أبي سفيان ( - رضي الله عنهم - )(٤).
والذي يظهر أن الذبيح هو إسماعيل؛ لموافقة ذلك لظاهر الآية؛ ولأنه لم يصح عن رسول الله ( - ﷺ - ) ما يخالفه، وما روي عن الصحابة من أنه إسحاق فالظاهر أنه مما نقل عن أهل الكتاب.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدّس الله روحه - يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره، وفي لفظ وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده، والذي غر أصحاب هذا القول أن في التوراة التي بأيديهم: اذبح ابنك إسحاق، قال: وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم، لأنها تناقض قوله: اذبح بكرك ووحيدك، ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرف وأحبوا أن يكون لهم، وأن يسوقوه إليهم ويحتازوه لأنفسهم دون العرب، ويأبى الله إلا أن يجعل فضله لأهله..." ثم ساق - رحمه الله - أدلة كثيرة رجّح بها أن الذبيح إسماعيل عليه السلام(٥).
(١) المستدرك (ك: تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين) (٢ / ٦٠٩) (ح رقم: ٤٠٤٨).
(٢) تفسير مجاهد (٢ / ٥٤٣).
(٣) المصدر السابق.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤ / ٢٥).
(٥) زاد المعاد (١ / ٧١).

واجتمع الناس إليه، فقرأ عليهم ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) ﴾، فقال رجل من أصحاب رسول الله ( - ﷺ - ): أي رسول الله وفتح هو؟ قال: أي والذي نفس محمد بيده إنه لفتح...)(١).
قال الإمام الزهري - رحمه الله -: "ما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه، إنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس كلّم بعضهم بعضاً، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد في الإسلام يعقل شيئاً إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين، مثل من كان دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر"(٢).
وقال العلامة الشنقيطي - رحمه الله -: ".. وذلك يوضح أن الصلح المذكور من أعظم الفتوح؛ لكونه سببا لقوة المسلمين وكثرة عددهم، وليس المراد بالفتح المذكور فتح مكة، وإن قال بذلك جماعة من أهل العلم، وإنما قلنا ذلك؛ لأن أكثر أهل العلم على ما قلنا؛ ولأن ظاهر القرآن يدل عليه؛ لأن سورة الفتح هذه نزلت بعد صلح الحديبية في طريقه ( - ﷺ - ) راجعاً إلى المدينة، ولفظ الماضي في قوله: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا y ﴾ يدل على أن ذلك الفتح قد مضى فدعوى أنه فتح مكة ولم يقع إلا بعد ذلك بقرب سنتين خلاف الظاهر، والآية التي في فتح مكة دلت على الاستقبال لا على المضي، وهو قوله تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ﴾ (٣) "(٤).
(١) أخرجه أبو داود (ك: الجهاد، ب: فيمن أسهم له سهم) (ص: ٤١٦) (ح رقم: ٢٧٣٦). وأخرجه أحمد في المسند (٣ / ٤٢٠) (ح رقم: ١٥٥٠٨). وابن أبي شيبة في مصنفه (١٤ / ٤٣٧). وغيرهم كلهم من طرق عن مجمع بن يعقوب، قال: سمعت أبي، يقول: عن عمه عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه مجمع بن جارية به. قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: ضعيف.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام (٢ / ٣٢٢).
(٣) سورة النصر الآية: ١.
(٤) أضواء البيان (٧ / ٣٩٣).

أخرجه ابن جرير كما سبق. والبخاري (١)، ومسلم (٢)، والنسائي (٣)، وأحمد (٤)، وابن حبان (٥)، وأبو يعلى(٦) بنحوه، وأخرجه أيضاً من طريق آخر ابن حبان(٧)، وأبو يعلى(٨)، والطيالسي(٩) من طرق كثيرة عن يحيى بن أبي كثير عنه بمعناه.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول سورة نزلت من القرآن ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ "(١٠).
­ وعن أبي موسى ( - رضي الله عنه - ) مثل ذلك(١١).
­ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام..."(١٢).
(١) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: وربك فكبر) (٤ / ١٨٧٥) (ح رقم: ٤٦٤٠).
(٢) صحيح مسلم (ك: الإيمان، ب: بدء الوحي إلى رسول الله ( - ﷺ - )) (١ / ١٤٤) (ح رقم: ١٦١).
(٣) السنن الكبرى (ك: التفسير، ب: سورة المدثر) (٦ / ٥٠٢) (ح رقم: ١١٦٣٣).
(٤) مسند أحمد (٢٢ / ١٩٢) (ح رقم: ١٤٢٨٧).
(٥) صحيح ابن حبان (ك: الوحي، ب: ذكر خبرٍ أوهم من لم يحكم صناعة الحديث..) (١ / ٢٢٠) (ح رقم: ٣٤).
(٦) مسند أبي يعلى (٣ / ٤٥٣) (ح رقم: ١٩٤٩).
(٧) صحيح ابن حبان (ك: الوحي، ب: ذكر القدر الذي جاور المصطفى ( - ﷺ - ) بحراء عند نزول الوحي) (١/٢٢١) (ح رقم: ٣٥).
(٨) مسند أبي يعلى (٣ / ٤٥١) (ح رقم: ١٩٤٨).
(٩) مسند الطيالسي (١ / ٢٣٥) (ح رقم: ١٦٨٨).
(١٠) الإتقان في علوم القرآن (١ / ٧٤).
(١١) الإتقان في علوم القرآن (١ / ٧٤).
(١٢) صحيح البخاري (ك: فضائل القرآن، ب: تأليف القرآن) (٤ / ١٩١٠) (ح رقم: ٤٧٠٧).

وقال القاضي ابن أبي العز الدمشقي - رحمه الله -: "وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام(١) المنسوبون إلى السنة والجماعة "(٢).
(١) أهل الكلام: هم الذين انتهجوا في العقيدة منهجا عقليا مخالفا لما عليه السلف في القرون المفضلة.
انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٤/٩٥)، وموقف المتكلمين من نصوص الكتاب والسنة (١/١٩-٢٩)، ومقدمات في الأهواء والافتراق والبدع (ص: ١٣٧).
(٢) شرح العقيدة الطحاوية (١ / ٢٠٨).

-: "واختلف في المراد بذلك، فقيل: إنه الصبح يتفلق عنه الليل، وقيل: الحب والنوى، وقيل: هو جب في جهنم، وقال بعض المفسرين: كل ما فلقه الله عن غيره كالليل عن الصبح، والحب والنوى عن النبت، والأرض عن النبات، والجبال عن العيون، والأرحام عن الأولاد، والسحاب عن المطر.
وقال الإمام ابن جرير: إن الله أطلق ولم يقيد، فتطلق كذلك كما أطلق، والذي يظهر أن كل الأقوال ما عدا القول بأنه جب في جهنم من قبيل اختلاف التنوع، وأنها كلها محتملة. أما القول بأنه جب في جهنم، فلم يثبت فيه نص، وليست فيه آية مشاهدة يحال عليها للدلالة على قدرة الله تعالى كما في الأشياء الأخرى المشاهدة..."(١).
(١) أضواء البيان (٩ / ١٥٨).

٣٢. الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستغربين، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين- بيروت- لبنان- ١٩٨٦م.
٣٣. إغاثة اللهفان للإمام ابن القيم تحقيق: محمد بن حامد الفقي- طبعة دار الكتب العلمية – بيروت- ١٤١٢ هـ.
٣٤. الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني- دار الكتب المصرية- القاهرة- ١٣٧١ هـ-١٩٥٢م.
٣٥. الإقناع لمحمد الشربيني الخطيب- تحقيق: مكتب البحوث والدراسات- دار الفكر- بيروت- ١٤١٥ هـ.
٣٦. إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال للعلامة علاء الدين مغلطاي ابن قليج بن عبد الله البكجيري- تحقيق: أبي عبد الرحمن عادل بن محمد وأبي محمد أسامة بن إبراهيم- الفاروق للطباعة والنشر- الطبعة الأولى- ١٤٢٢ هـ.
٣٧. الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال لمحمد بن علي الحسيني المتوفى سنة (٧٦٥ هـ)- تحقيق: عبد المعطي قلعجي- جامعة الدراسات الإسلامية- كراتشي- باكستان- الطبعة الأولى- ١٤٠٩ هـ.
٣٨. الإكمال لعلي بن هبة الله بن أبي نصر بن ماكولا- المتوفى سنة (٤٧٥ هـ)- دار الكتب العلمية- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤١١ هـ.
٣٩. الإلماع للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المتوفى سنة (٥٤٤ هـ)- مصر.
٤٠. الأم للإمام محمد بن إدريس الشافعي- المتوفى سنة (٢٠٤) دار المعرفة- بيروت- الطبعة الثانية- ١٣٩٣ هـ.
٤١. إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ للحافظ أحمد بن حجر- طبع بإعانة وزارة المعارف الهندية- الطبعة الأولى- ١٣٨٧ هـ-١٩٦٧ هـ.
٤٢. الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء للإمام ابن عبد البر - دار الكتب العلمية- بيروت.
٤٣. الأنساب للسمعاني: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي- مكتبة المثنى ببغداد عن طبعة ليدن.
٤٤. الإنصاف لعلي بن سليمان المرداوي المتوفى سنة (٨٨٥ هـ)- تحقيق محمد حامد الفقي- دار إحياء التراث- بيروت.
ڑْïد%©!$#ur اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا }... ١٠٧... =... ٣٢٩
﴿ ؟ô`yJsùr& أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ ﴾... ١٠٩... =... ٣٢٩
﴿ ؟؟‰s)©٩ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾... ١١٧... =... ٣٣٥
﴿ ؟'n؟tمur الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ ﴾... ١١٨... =... ٣٣٩
٩... ﴿ ؟Iwr& إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾... ٦٢... يونس... ٨٩
﴿ ؟ڑْïد%©!$# آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾... ٦٣... =... ٨٩
١٠... ﴿ ؟$¨Br'sù الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ ﴾... ١٠٦... هود... ٣٤٥، ٣٤٧، ٣٤٩
﴿ ؟ڑْïد$خ#"yz فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾... ١٠٧... =... ٣٤٥، ٣٤٩
١١... ﴿ ؟tA$s% اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ﴾... ٥٥... يوسف... ٣٥٢
١٢... ﴿ ؟!$uZّ٩t"Rr&ur إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ﴾... ٤٤... النحل... ٩٢
﴿ ؟wخ) مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾... ١٠٦... =... ٣٧٨
١٣... ﴿ ؟ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾... ٢٤... الإسراء... ١٧
﴿ ؟z`دBur اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى ﴾... ٧٩... =... ٩٠، ٢٧٦، ٣٥٤
١٤... ﴿ ؟bخ)ur مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ ﴾... ٧١... مريم... ٣٦٢
﴿ ؟

NèO نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ ﴾... ٧٢... =... ٣٦٦

١٥... ﴿ ؟$yJx. بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا ﴾... ١٠٤... الأنبياء... ٣١٥
١٦... ﴿ ؟tûïد%©!$#ur هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾... ٥، ٦... المؤمنون... ٢٣١
١٧... ﴿ ؟tûïد%©!$#ur يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ﴾... ٤... النور... ٣٧١، ٣٧٢
﴿ ؟tûïد%©!$#ur يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ ﴾... ٦-١٠... =... ٣٦٩
﴿ ؟ة#دے÷ètGَ،uٹّ٩ur الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى ﴾... ٣٣... =... ٣٧٤
﴿ ؟tûïد%©!$#ur يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾... ٣٣... =... ٢٣١
{ ؟
"إِنَّما أنزل في رمضان في ليلة القدر..."... عبد الله بن عباس... ١٤٦
٦٢... "إنما كانت بيعة الرضوان بيعة الشجرة في عثمان بن عفان..."... جابر بن عبد الله... ٤٣٩
٦٣... "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل..."... عائشة... ٤٦٢
٦٤... "إنما هو شرط شرطه الله..."... عبد الله بن عباس... ٤٥٧
٦٥... "أنه طلق امرأته فمتعها..."... أنس بن مالك... ١٨٨
٦٦... "أنه طلق امرأته له..."... عبدالرحمن بن عوف... ١٨٨
٦٧... "أنه قال في الرجل يتزوج..."... عبد الله بن عباس... ١٨٩
٦٨... "إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ.. ﴾ "... علي بن أبي طالب... ٥٣
٦٩... "أنه كره بيعها.."... جابر بن عبد الله... ١٣٦
٧٠... "إنهم كانوا يقترئون من رسول الله ( - ﷺ - ) عشر آيات... أبو عبدالرحمن السلمي... ٢١
٧١... "أنهم كانوا يوم الحديبية أربع عشرة مائة..."... جابر بن عبد الله... ٤٤٥
٧٢... " ﴿ أَنَّى ﴾ بمعنى: متى"... عبد الله بن عباس... ١٦٤
٧٣... " ﴿ أنَّى ﴾ بمعنى أين شئتم وحيث شئتم"... عبد الله بن عمر... ١٦٤
٧٤... "أهبط آدم بالصفاء وحواء بالمروة "... عبد الله بن عمر... ١٣٤
٧٥... " ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ الطريق"... عبد الله بن عباس... ١٢٧
٧٦... " ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ : الإسلام..."... جابر بن عبد الله... ١٢٥
٧٧... " ﴿ اهْدِنَا xق؛uژإ_ا٩$#... ﴾ ألهمنا الطريق الهادي..."... عبد الله بن عباس... ١٢٧
٧٨... " ﴿ اهْدِنَا xق؛uژإ_ا٩$#... ﴾ ألهمنا دينك الحق، وهو..."... عبد الله بن عباس... ١٢٧
٧٩... "أهل طاعة الله الذين يعلمون الناس.."... عبد الله بن عباس... ٢٥٠
٨٠... "أول سورة نزلت من القرآن ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ "... عائشة... ٤٦٢
٨١... "أول سورة نزلت من القرآن..."... عائشة، وأبو موسى الأشعري... ٤٦٢
٨٢... " ﴿ أُولِي الأَمْرِ ﴾ هم الأمراء،... أبو هريرة... ٢٥٠
٨٣... " ﴿ أُولِي الأَمْرِ ﴾ هم أمراء السرايا"... أبو هريرة... ٢٥٠
٨٤... " ﴿ أُولِي الأَمْرِ ﴾ يعني الأمراء"... عبد الله ابن عباس... ٢٥٠
٨٥... " ﴿ أُولِي الأَمْرِ ﴾ أهل العلم"... عبد الله بن عباس... ٢٥٠
١٥٨... سلمة بن دينار... ١٥٩
١٥٩... سلمة بن الفضل... ٤٤٠
١٦٠... سلمة بن يزيد... ٣٨٢
١٦١... سليمان بن أحمد بن أيوب (الطبراني)... ٢٠٥
١٦٢... سليمان بن أشعث (أبو داود)... ١٥٨
١٦٣... سليمان بن داود بن الجارود (الطيالسي)... ٢٦١
١٦٤... سليمان بن طرخان... ٣٤٥
١٦٥... سليمان بن عبد الله بن محمد... ٢٨٢
١٦٦... سليمان بن قيس (اليشكري)... ٦٩
١٦٧... سليمان بن مهران... ٣٤٠
١٦٨... سليمان بن موسى... ١٤٩
١٦٩... سمرة بن جندب بن حبيب ( - رضي الله عنه - )... ١٧٦
١٧٠... سهل بن حنيف ( - رضي الله عنه - )... ٤٣١
١٧١... سهل بن سعد بن مالك ( - رضي الله عنه - )... ٣٧٠
١٧٢... سهيل بن أبي صالح... ١٦٠
١٧٣... سويد بن نصر... ٢٤١
١٧٤... السيد... ٢٠٤
١٧٥... شريح صاحب رسول الله ﷺ... ٣٠٩
١٧٦... شريك بن عبد الله... ٣٧٦
١٧٧... شعبة بن الحجاج... ٢٩٢-٢٩٣
١٧٨... صدقة بن عبد الله... ٣٨٨
١٧٩... صدي بن عجلان ( - رضي الله عنه - )... ١٧٣
١٨٠... ضحاك بن مزاحم... ٣٤٣
١٨١... طلحة بن عمرو... ٣٩٥
١٨٢... طلحة بن نافع... ٧٤-٨٠
١٨٣... طلق بن حبيب... ٢٨٠
١٨٤... عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنها)... ١٤٦
١٨٥... عاصم بن أبي النجود... ٣٣٤
١٨٦... عاصم بن سليمان... ٤٢٥
١٨٧... عاصم بن عدي ( - رضي الله عنه - )... ٣٧٠
١٨٨... عاصم بن علي بن صهيب... ٢٧٩
١٨٩... العاقب (عبد المسيح)... ٢٠٤
١٩٠... عامر بن الأضبط... ٢٥٦
١٩١... عامر بن سعد بن أبي وقاص... ٢٠٨
١٩٢... عامر بن شراحيل... ٨٠-٨١
١٩٣... عامر بن واثلة - رضي الله عنه -... ٤١٠
١٩٤... عباد بن العوام... ٣٢٢
١٩٥... عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -... ٤٥٠
١٩٦... العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -... ٤١٠
١٩٧... عبد الأعلى بن عبد الأعلى... ٢٢٧
١٩٨... عبد بن حميد... ١٢٦
١٩٩... عبد الحق بن عبد الرحمن (عبد الحق الإشبيلي)... ٧٢
٢٠٠... عبد الحق بن غالب (ابن عطية)... ٣٥٧
٢٠١... عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد (السيوطي)... ٥٥
٢٠٢... عبد الرحمن بن أبي ليلى... ١٨٤
٢٠٣... عبد الرحمن بن أبي هريرة... ٣١٠
٢٠٤... عبد الرحمن بن أحمد بن رجب... ١٦٣
٢٠٥... عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو (دحيم)... ٣٩١
٢٠٦... عبد الرحمن بن صخر (أبو هريرة - رضي الله عنه - )... ١٧٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟$ygoƒr'¯"tƒ الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ ڑْïد%©!$#؟؟؟ ﴾ ؟[المائدة: ٤١].... ٢٨٣ - ٢٩١
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ ؤ

ّے¨Z٩$$خ/... ﴾ [المائة: ٤٥].... ٢٩٢ - ٢٩٦

تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ çژإ£ّٹyJّ٩$#ur؟؟؟ ﴾ ؟[المائدة: ٩٠-٩١].... ٢٩٧ - ٣٠٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ ¼çmمB$yèsغur... ﴾ [المائدة: ٩٦].... ٣٠١ - ٣١٠
o سورة الأعراف:... ٣١١
تفسير قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ... ﴾ [الأعراف: ٢٩].... ٣١٢ - ٣١٥
o سورة التوبة:... ٣١٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ Nèdçژإe³t٦مƒ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ... ﴾ [التوبة: ٢١].... ٣١٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟$ygoƒr'¯"tƒ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ س

pgwU؟؟؟ ﴾ ؟[التوبة: ٢٨].... ٣١٨ - ٣٢٥

تفسير قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ ٣"y‰كgّ٩$$خ/... ﴾ [التوبة: ٣٣].... ٣٢٦ - ٣٢٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ô`yJsùr& أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ "!$#؟؟؟ ﴾ ؟[التوبة: ١٠٩].... ٣٢٩ - ٣٣٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى ؤcسة<¨Z٩$#... ﴾ [التوبة: ١١٧].... ٣٣٥ - ٣٣٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟'n؟tمur الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ (#qàےدk=نz؟؟؟ ﴾ ؟[التوبة: ١١٨].... ٣٣٩ - ٣٤٣
o سورة هود:... ٣٤٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ڑْïد$خ#"yz فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ قعِ'F{$#ur؟؟؟ ﴾ ؟[هود: ١٠٧].... ٣٤٥ - ٣٥٠
o سورة يوسف:... ٣٥١
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟tA$s% اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ؟؟؟ ﴾ ؟[يوسف: ٥٥].... ٣٥٢
o سورة الإسراء:... ٣٥٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟z`دBur اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً y٧©٩؟؟؟ ﴾ ؟[الإسراء: ٧٩].... ٣٥٤ - ٣٦٠
o سورة مريم:... ٣٦١
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟bخ)ur مِنْكُمْ إِلَّا $ydكٹح'#ur؟؟؟ ﴾ ؟[مريم: ٧١].... ٣٦٢ - ٣٦٧
o سورة النور:... ٣٦٨


الصفحة التالية
Icon