٣- أدقق في نقل الاقتباس بحيث أضمن عدم الخطأ في النقل ما استطعت وإذا وقع في الاقتباس ما لا يلزم ذكره جعلت مكانه ثلاث نقط على الأقل.
٤- إذا كان النص المقتبس بالنص وضعته بين قوسين، وإن كان بالمعنى لا أضع القوسين، وتكون الإحالة في آخر النص إلا إذا صدَّرت بذكر اسم الكتاب المقتبس منه فتكون الإحالة عند ذكر اسم الكتاب.
ثانيا: المنهج في قسم الجمع:
١- أجمع أقوال جابر ( - رضي الله عنه - ) من مظانها مع مراعاة تقديم ما جاء في كتب التفسير، بمعنى أنه لو وجد القول في كتاب تفسير وحديث أجعل ما رواه أهل التفسير هو الأصل، وأذكر ما جاء في كتب الحديث في التخريج، وإن كان أعلى إسنادا أو أصح لتعلق الدراسة بكتب التفسير.
٢- الدراسة لا تشمل رواياته ( - رضي الله عنه - ) لأسباب النزول، لأنها مرفوعة حكما، والدراسة لأقوال جابر ( - رضي الله عنه - ) موقوفة عليه.
٣- أعتمد من أقواله ( - رضي الله عنه - ) ما ذكره أهل التفسير بالأثر، أو ما كان مقرونا بالآية في كتب الحديث وغيرها ولم أجده في كتب التفسير، أو ما كان فيه إضافة معنى لما سبق ذكره من كتب التفسير، أما ما عدا ذلك فيبين في التخريج.
٤- إذا روي القول عن جابر ( - رضي الله عنه - ) بأكثر من إسناد في كتب التفسير -أو غيرها على ما سبق بيانه- أجعل لكل إسناد رقما، وأرتبها بحسب وفاة المصنف، إلا ما أخرج المتأخر من طريق المتقدم مثل ما أخرج الإمام ابن جرير من طريق عبد الرزاق وهو عنده في تفسيره، فأكتفي بذكر ذلك في التخريج.
٥- إذا جاء في الكتاب الواحد أكثر من إسناد لقول جابر ( - رضي الله عنه - ) أوردها على حسب الترتيب الذي أوردها المصنف عليه دون مراعاة لأصح الروايات.
٦- في حالة تشابه الأسانيد وكونها تدور على راو معين يكون الترتيب في هذه الحالة على هذا الاعتبار وإن خالف ما تقدم في (٤ -٥) لأهمية ذلك في جمع الطرق.
والإمام النووي(١)، والإمام البقاعي(٢) (٣).
لكن قال الحافظ ابن حجر(٤)- رحمه الله -: "ما ذكروه من أن سبب النزول مرفوع يعكر على إطلاقه ما إذا استنبط الراوي السبب كما في حديث زيد بن ثابت(٥):
انظر: تذكرة الحفاظ (٤/١٤٧٠)، والطبقات الكبرى للشافعية للسبكي (٨/٣٩٥)، ومعجم المؤلفين (١٣/٢٠٢).
(٢) الإمام البقاعي: إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّباط، البقاعي الشافعي، محدث ومفسر له كتاب كبير في التفسير يسمى: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور". مات -رحمه الله- سنة خمس وثمانين وثمان مائة.
انظر: شذرات الذهب (٧/٣٣٩)، وطبقات المفسرين للسيوطي (١/٣٤٧)، والبدر الطالع (١/١٩).
(٣) انظر: مقدمة علوم الحديث (ص: ٥٠)، والتقريب مع التدريب (١/١٥٦-١٥٧)، والنكت الوفية للبقاعي (ص: ٥٧).
(٤) الحافظ ابن حجر: شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، الشافعي الإمام العلم، نشأ يتيماً، واشتغل في صغره بالعلم، له تصانيف مشهورة منها فتح الباري وهو من أعظم الكتب في بابه، وغيره كثير، مات - رحمه الله - سنة اثنتين وخمسين وثمان مائة.
انظر: الضوء اللامع (٢ / ٣٣ )، والبدر الطالع (ص: ١٠٣)، والأعلام للزركلي (١ / ١٧٨ ).
(٥) زيد بن ثابت: بن الضحاك بن زيد النجاري الأنصاري الخزرجي، أبو سعيد، وقيل: أبو ثابت، يقال أول مشاهده الخندق، وهو أحد أصحاب الفتوى وأحد كتاب الوحي. اختلف في وفاته ( - رضي الله عنه - ) ما بين خمس وأربعين إلى ست وخمسين.
انظر: الطبقات الكبرى (٢/٣٥٨)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/٥٣٧)، والإصابة في تمييز الصحابة (٢/٥٩٢).
يقول جابر ( - رضي الله عنه - ): (جيء بأبي يوم أحد قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله، وقد سجي ثوباً، فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله فرفع، فسمع صوت صائحة، فقال: من هذه؟ فقالوا: ابنة عمرو أو أخت عمرو. قال: فلم تبكي أو لا تبكي، فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع)(١).
وأمَّا أمُّه: فأنيسة(٢) بنت عَنَمة بن عدي بن سنان بن نابىء بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمها جهيزة بنت القين بن كعب من بني سلمة(٣)،
(٢) جاء في الاستيعاب (١ / ٢٢٠)، وأسد الغابة (١ / ٣٧٧) "نسيبة " وفي غيرهما كما ذكرت.
(٣) بني سلمة: بطن من الخزرج من الأزد من القحطانية، وهم: بنو سلمة بن سعد بن علي بن راشد بن ساردة بن تزيد بن جشم من الخزرج ينسب إليهم كثير من الصحابة (رضي الله عنهم)، ومنهم جابر كما تقدم، وكانت منازلهم بالطرف الشمالي من الحرة الغربية قريبا من وادي العقيق غربي سلع وتبعد عن المسجد النبوي الشريف نحو ٣. ٥ كيلو متر.
انظر: الأنساب للسمعاني (٧/١٨٤)، ومعجم قبائل العرب (٢/٥٣٧)، وفضائل المدينة النبوية وقبائلها (ص: ٣٦).
ومن أمثلة تفسيره ( - ﷺ - ) ما أخرجه الشيخان عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) قال: (لما نزلت ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ (١) شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني، لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)(٢).
وغير ذلك كثير مما صح عنه ( - ﷺ - )، حيث كان الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) يرجعون إليه ( - ﷺ - ) في استيضاح وبيان ما أشكل عليهم.
وجابر ( - رضي الله عنه - ) ممن اعتمد على السنة في تفسيره اعتمادا ملحوظا، ويتضح ذلك من خلال تتبع أقواله ( - رضي الله عنه - ) في التفسير(٣)، ولذا يعد هذا الجانب - أي تفسير القرآن بالسنة - سمة بارزة في تفسيره ( - رضي الله عنه - ).
ومن الأمثلة على ذلك: ما جاء عنه ( - رضي الله عنه - ) في معنى قوله تعالى: ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ (٤) قال: "خروج عيسى عليه الصلاة والسلام"(٥).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (ك: التفسير، ب: قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾ ) (٣/١٢٦٢ ) (ح رقم: ٣٢٤٦). ومسلم في صحيحه (ك: الإيمان، ب: صدق الإيمان وإخلاصه ) (١/١١٤) (ح رقم: ١٢٤). واللفظ للبخاري.
(٣) انظر الآثار رقم: (٢١، ٢٣، ٤٣، ٤٧، ٥٩، ٦١، ٦٢، ٦٣، ٦٤، ٧٣، ٧٤، ٧٨، ٧٩، ٩٣، ١٠١، ١٠٣).
(٤) سورة التوبة، الآية: ٣٣.
(٥) سنن سعيد بن منصور (٥/٢٤٨) (ح رقم: ١٠١٣)، وسيأتي في القسم الثاني من البحث، انظر أثر رقم (٦٤).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:"إن أول ما أهبط الله تعالى آدم أهبطه إلى أرض الهند"(١).
وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "لما خلق الله آدم كان رأسه يمس السماء، فوطأه الله إلى الأرض حتى صار ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضاً "(٢).
وعن علي بن أبي طالب ( - رضي الله عنه - ) قال: "أطيب أرض في الأرض ريحا، أرض الهند أهبط بها آدم فعلق شجرها من ريح الجنة"(٣).
والذي يظهر -والله أعلم بالصواب- أن هذه الآثار ونحوها(٤) من الأخبار الإسرائيلية. ولم يصح عن رسول الله ( - ﷺ - ) في ذلك شيء. إذ ليس في معرفة مكان هبوطه فائدة ولا في جهله مضرة على مكلف، ولعل اختلافها وتضاربها مما يدل على عدم استنادها إلى دليل، وإنما هو سماع من بني إسرائيل.
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير قوله تعالى: ﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٢٤) ﴾ (٥): "وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات والله أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم لذكرها الله تعالى في كتابه أو رسوله ( - ﷺ - )"(٦).
(٢) الدر المنثور (١ / ١٢٥).
(٣) تاريخ الطبري (١ / ٧٩).
(٤) أورد السيوطي في الدر المنثور (١ / ١٢٤ - ١٣١)، وابن جرير في تاريخه (١ / ٧٩ -٨٧) وغيرهما آثاراً عديدة في هبوط آدم من الجنة، واكتفيت بما ذكر لعدم الإطالة.
(٥) سورة الأعراف الآية: ٢٤.
(٦) تفسير القرآن العظيم (٢ / ٢٧٨).
فواعداه على أن يلاعناه الغداة قال: فغدا رسول الله ( - ﷺ - ) فأخذ بيد علي وفاطمة(١)
والحسن(٢) والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج(٣)، قال: فقال رسول الله ( - ﷺ - ): والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي نارا قال جابر: "وفيهم نزلت ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) ﴾ قال جابر ﴿ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾ رسول الله ( - ﷺ - ) وعلي بن أبي طالب و ﴿ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ﴾ الحسن والحسين و ﴿ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ﴾ فاطمة "(٤).
± رجال الإسناد:
انظر: الاستيعاب (٤/١٨٩٣)، وصفوة الصفوة (٢/٩)، والإصابة في تمييز الصحابة (٨/٦٠).
(٢) الحسن: بن علي بن أبي طالب، أبو محمد سبط الرسول (×) وريحانته وابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها. كان ورعا حليما كريما، ولي الخلافة بعد مقتل أبيه ثم تنازل عنها لمعاوية جمعا لشمل المسلمين. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة تسع وأربعين.
انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (١/٣٦٩)، وتهذيب الأسماء واللغات (١/١٥٨).
(٣) الخراج: ما يخرج من غلة الأرض، ثم سمي ما يأخذه السلطان خراجا فيقال أدى فلان خراج أرضه وأدى أهل الجزية خراج رؤوسهم يعني الجزية.
انظر: أنيس الفقهاء (ص: ١٨٥)، ولسان العرب (مادة: خرج) (٢/٢٥١).
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٨٤).
وقوله: ﴿ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ﴾ (١)، وقوله: ﴿ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ (٢)، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ في الموضعين(٣) فجعل ملك اليمين قسماً آخر غير الزوجية، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ (٤) فهذه الآيات تدل على أن المراد بما ملكت أيمانكم الإماء دون المنكوحات كما هو ظاهر.
وأما القول الثاني فغير ظاهر، لأن المعنى على هذا: وحرمت عليكم الحرائر إلا ما ملكت أيمانكم، وهذا خلاف الظاهر من معنى لفظ الآية، وصرح الإمام ابن القيم بأن هذا القول مردود لفظاً ومعنى فظهر أن سياق الآية يدل على أن المراد ذوات الأزواج(٥).
ثانياً: أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ) في معنى قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ :
إذا ترجح القول بأن المراد بالمحصنات: ذوات الأزواج، فإن للصحابة ( - رضي الله عنهم - ) في معنى الاستثناء قولين:
القول الأول: أن معناه: إلا ما ملكت أيمانكم من السبايا(٦) في الحروب، فإن السبي يقطع الزوجية، وعلى هذا تأول الآية علي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وابن عمر ( - رضي الله عنهم - )، وكان هؤلاء لا يرون بيع الأمة طلاقاً(٧).
(٢) سورة النساء الآية: ٣٦.
(٣) سورة المؤمنون الآية: ٥-٦، وسورة المعارج الآية: ٢٩-٣٠.
(٤) سورة النور الآية: ٣٣.
(٥) انظر: أضواء البيان (١ / ٢٣٤) [بتصرف يسير].
(٦) السبايا: السبي النهب وأخذ الناس عبيدا وإماء والسبية المرأة المنهوبة جمعها سبايا.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: سبا) (٢/٣٠٠)، والقاموس المحيط (مادة: سبي) (ص: ١٦٦٨).
(٧) انظر: زاد المسير (٢ / ١٠٧).
القول الأول: القول بجواز نكاح نساء أهل الكتاب، روي عن جابر كما تقدم، وروي أيضا عن عمر، وعثمان، وطلحة(١)، وحذيفة(٢)، وسلمان(٣)، وعن ابن عباس مثل ذلك رضي الله عنهم أجمعين (٤).
القول الثاني: القول بكراهة ذلك من غير تحريم روي هذا عن عمر ( - رضي الله عنه - )(٥).
وعن نافع أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سئل عن نكاح النصرانية واليهودية قال: "إن الله حرم المشركات على المؤمنين، ولا أعلم من الإشراك شيئاً أكبر من أن تقول المرأة: ربها عيسى وهو عبد من عباد الله"(٦).
وعن عبد الله بن نافع(٧)، عن ابن عمر أنه كان لا يرى بأسا بطعام أهل الكتاب، وكره نكاح نسائهم(٨).
قلت: ويحمل قول ابن عمر على الكراهة، لا على التحريم كما جاء صريحا في رواية عبد الله بن نافع: أنه كره نكاح نسائهم.
(٢) حذيفة: حسيل بن جابر العبسي، أبو عبد الله، من كبار الصحابة صاحب سر رسول الله ( - ﷺ - ) في المنافقين يعرف بحذيفة بن اليمان. مات ( - رضي الله عنه - ) سنة ست وثلاثين.
انظر: الطبقات الكبرى (٧/٣١٧)، والإصابة في تمييز الصحابة (٢/٤٤).
(٣) انظر: المصنف لعبد الرزاق (٧ / ١٧٦ - ١٧٩)، وسنن البيهقي (٧/ ١٧٠ - ١٧٣)، والمغني (٧/٩٩).
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢ / ١٠٥) (ح رقم ١٢٦٠٧). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/٣٧٤): "رواه الطبراني ورجاله ثقات ".
(٥) انظر: مصنف عبد الرزاق (٧ / ١٧٦ - ١٧٧، ١٧٨)، وفتح الباري (٩ / ٤١٧).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه معلقا (ك: الطلاق، ب: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ... ﴾ ) (٥/٢٠٢٤) (ح رقم : ٤٩٨١).
(٧) عبد الله بن نافع: مولى ابن عمر المدني، ضعيف من السابعة. مات -رحمه الله- سنة أربع وخمسين.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٢٦)، تهذيب التهذيب (٦/٤٨)، الكاشف (١/٦٠٣).
(٨) أحكام القرآن للجصاص (٢/١٥).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - )(١):
اختلف قول جابر ( - رضي الله عنه - ) في تفسير الآية على قولين:
القول الأول: أن المشركين يمنعون من دخول المسجد الحرام، إلا أن يكون عبداً لمسلم أو أحداً من أهل الذمة، وهذا أصح إسناداً.
القول الثاني: أن المشركين كلهم من أهل الكتاب وغيرهم يمنعون من دخول المسجد الحرام، وإسناده ضعيف كما تقدم، ولذا لم ينسب إليه هذا القول فيما وقفت عليه من كتب العلم، وإنما اشتهر عنه القول الأول.
والذي يظهر -والله أعلم بالصواب- أن القول الثاني أولى؛ لموافقته لظاهر الآية، فهي عامة في كل مشرك، وقد نص القرآن على شرك أهل الكتاب، قال تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١) ﴾ (٢)؛ ولأن في قوله تعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ تنبيها على العلة التي رتب الحكم عليها، وهي موجودة فيهم.
قال الإمام النحاس(٣)
(٢) سورة التوبة الآية ٣١.
(٣) النحاس: أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي أبو جعفر صاحب التصانيف ارتحل إلى بغداد وأخذ عن الزجاج، ومن مؤلفاته: إعراب القرآن، والناسخ والمنسوخ وغيرهما. مات -رحمه الله- سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٥/٤٠١)، والوافي بالوفيات (٧/٣٩٦)، وطبقات الشافعية الكبرى (٣/٤٣).
قلت: وهذا القول - فيما يظهر لي - أولى الأقوال بالصواب فهو استثناء في أهل التوحيد من أهل الكبائر؛ لأنه سبحانه قال: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ (١) وهذا أسلوب تأبيد، ثم استثنى أهل الكبائر الموحدين الذين شقوا بالمعصية استثناهم من الخلود فيها، حيث لا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وهذا المعنى دلت عليه السنة المطهرة.
قال ابن أبي العز(٢) - رحمه الله -: "وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار، وأن هذا حكم مختص بهم "(٣).
(٢) ابن أبي العز: علي بن علي بن محمد بن صالح بن أبي العز الأذرعي الأصل الدمشقي الحنفي، من مؤلفاته: شرح العقيدة الطحاوية، والتنبيه على مشكلات الهداية. مات -رحمه الله- سنة اثنتين وتسعين وسبع مائة.
انظر: إنباء الغمر بأنباء العمر (٢/٩٥)، والدليل الشافي على المنهل الصافي لابن تغري (١/٤٦٥).
(٣) شرح العقيدة الطحاوية (٢ / ٦٢٩).
ويؤيد ذلك أيضاً ما أخرج ابن حبان عن كعب بن مالك أن رسول الله ( - ﷺ - ) قال: (يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلّ، فيكسوني ربي حلة خضراء، فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود)(١).
وما أخرج الترمذي وحسّنه عن أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ) قال: (قال رسول الله ( - ﷺ - ) في قوله ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩) ﴾ سئل عنها قال: هي الشفاعة) (٢).
وما أخرج الحاكم وصحّحه عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) قال: (جاء ابنا مليكة وهما من الأنصار....) إلى أن قال: (يا رسول الله، وما المقام المحمود؟ قال: يوم ينزل الله فيه على كرسيه يئط(٣) به كما يئط الرحل من تضايقه كسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم حفاة عراة غرلا(٤)، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام يقول الله (عز وجل) اكسوا خليلي ريطين(٥)
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٥ / ٤٨٥).
(٢) جامع الترمذي (ك: تفسير القرآن، ب: سورة الإسراء) (ص: ٧٠٤) (ح رقم : ٣١٣٧). قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: صحيح.
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٥ / ٤٨٥).
(٣) يئط: الأطيط صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها. والمراد هنا: أنه يعجز عن حمله وعظمته إذ كان معلوما أن أطيط الرجل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: أطط) (١/٥٤)، ولسان العرب (مادة: أطط) (٦/٢٥٦).
(٤) غرلا: أي غير مختونين والواحد أغرل.
انظر: مشارق الأنوار (مادة: غ ر ل) (٢/١٣٢)، وغريب الحديث للحربي (٢/٤٥٨).
(٥) ريطين: الريط كل ثوب رقيق لين والجمع ريط ورياط.
انظر: مشارق الأنوار (مادة: ر ي ط) (١/٣٠٤)، والنهاية لابن الأثير (مادة: ريط) (٢/٢٨٩).
(١).
القول الثالث: الحضور، روي هذا المعنى عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - )(٢) رضي الله عنهم أجمعين.
القول الرابع: الوقوف، روي هذا المعنى أيضا عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - )(٣).
والذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط كما فسره النبي ( - ﷺ - ) في الرواية المرفوعة من حديث جابر ( - رضي الله عنه - ).
وأخرج مسلم عن أم مبشر(٤) أنها سمعت النبي ( - ﷺ - ) يقول عند حفصة: (لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها. قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾. فقال النبي ( - ﷺ - ): قد قال الله عز وجل: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢) ﴾ (٥))(٦) فقد بين ( - ﷺ - ) أن ورود النار لا يقتضي دخولها.
(٢) تفسير النسفي (٣ / ٤٤).
(٣) أضواء البيان (٣ / ٤٨١).
(٤) أم مبشر: أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة لها صحبة روت عن النبي ( - ﷺ - ) وعن حفصة بنت عمر وجابر رضي الله عنهم أجمعين.
انظر: الطبقات الكبرى (٨/٤٥٨)، والاستيعاب بمعرفة الأصحاب (٤/١٩٥٧)، والمقتنى في سرد الكنى (٢/١٧١).
(٥) سورة مريم الآية: ٧٢.
(٦) صحيح مسلم (ك: فضائل الصحابة، ب: من فضائل أصحاب الشجرة) (٤/١٩٤٢) (ح رقم: ٢٤٩٦).
قذف امرأته فأتى رسول الله فردد ذلك أربع مرات على رسول الله؛ فأنزل الله آية الملاعنة...)(١) الحديث.
وأخرج الإمام أحمد: عن ابن عباس قال: (لما نزلت ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ﴾ (٢) قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: أهكذا نزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله: يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم! قالوا: يا رسول الله، لا تلمه، فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة له قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله يا رسول الله، إني لأعلم أنها حق وأنها من الله تعالى، ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاع(٣) تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه(٤)
(٢) سورة النور، الآية: ٤.
(٣) لَكَاعِ: بفتح اللام والكاف وكسر العين غير منون مثل حذام، ويقال ذلك لكل من يستحقر وللعبد والأمة والوغد من الناس والجاهل والقليل العقل. والذكر لكع والأنثى لكاع، ومعناه يا ساقط ويا ساقطه ونحوه.
انظر: مشارق الأنوار (مادة: ل ك ع) (١ / ٤٥٧)، وغريب الحديث لابن الجوزي (باب: اللام مع الكاف) (٢/٣٣٠).
(٤) أهيجه: أزعجه وأنفره.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: هاج) (٥ / ٢٢٨٥)، ولسان العرب (مادة: هوج). (٢ / ٣٩٥)
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - بعد أن ساق ما جاء عن الصحابة في أن المراد إسحاق: "وهذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذه من كعب الأحبار(١)، فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر ( - رضي الله عنه - ) عن كتبه قديما فربما استمع له عمر ( - رضي الله عنه - ) فترخص الناس في استماع ما عنده..." (٢).
انظر: تذكرة الحفاظ (١/٥٢)، ومشاهير الأمصار (ص: ١١٨)، وتهذيب الكمال (٢٤/١٨٩).
(٢) تفسير القرآن العظيم (٤ / ٢٤).
قال تعالى :﴿ * لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨) ﴾ (١).
٩٥ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: ثني ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، أنه قيل له:"إنَّ جابر بن عبد الله يقول: إن أصحاب الشجرة كانوا ألفاً وخمس مئة، قال سعيد: نسي جابر هو قال لي كانوا ألفاً وأربع مائة "(٢).
± رجال الإسناد:
ابن بشار: محمد بن بشار البصري، ثقة(٣).
ابن المثنى: محمد بن المثنى، العنزي، ثقة، ثبت(٤).
ابن أبي عدي: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وقد ينسب لجده، وقيل: هو إبراهيم أبو عمرو البصري، ثقة. مات سنة مائة وأربع وتسعين(٥).
سعيد: بن أبي عروبة اليشكري، ثقة(٦).
قتادة: بن دعامة السدوسي، ثقة، ثبت إلا أنه يدلس(٧).
سعيد بن المسيب: بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي، المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. قال ابن المديني:"لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه"، وقال الذهبي: "ثقة حجة ". مات سنة أربع وتسعين وقد ناهز الثمانين(٨).
± درجة الإسناد:
(٢) جامع البيان (١١ / ٣٤٩) (رقم الأثر: ٣١٥٢٤).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣١).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٦٥)، تهذيب التهذيب (٩ / ١٢)، الكاشف (٢ / ١٥٤).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣٠).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٨) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٤١)، تهذيب التهذيب (٤ / ٧٤)، الكاشف (١ / ٤٤٤).
والذي يظهر أن أول ما نزل على الإطلاق سورة اقرأ؛ لصحة الخبر في ذلك، فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان أول ما بدئ به رسول الله الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ فقال رسول الله ( - ﷺ - ) ما أنا بقارئ...) إلى أن قالت: (فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) ﴾ الحديث) (١). فهذا نص صريح في أن أول ما نزل من القرآن سورة اقرأ.
أما قول جابر ( - رضي الله عنه - ) فالمراد بالأولية فيه أي بعد فترة الوحي؛ فالمعنى أن أول ما نزل بعد فترة الوحي ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) ﴾ ويوضح ذلك ما جاء في رواية الزهري لحديث جابر حيث ذكر فيه (فترة الوحي)، وقوله ( - ﷺ - ): (فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض) كما في الصحيحين(٢).
(٢) صحيح البخاري (ك: التفسير، ب: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) ﴾ ) (٤ / ١٨٧٥) (ح رقم: ٤٦٤١). صحيح مسلم (ك: الإيمان، ب: بدء الوحي) (١ / ١٤٣) (ح رقم: ١٦١).
٤٥. أنيس الفقهاء لقاسم بن عبد الله بن أمير علي القوني- المتوفى سنة (٩٧٨ هـ)- تحقيق: د. أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي- دار الوفاء- جدة- الطبعة الأولى- ١٤٠٦ هـ.
٤٦. الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري المتوفى سنة (٣١٨ هـ)- تحقيق: د. أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف- دار طيبة- الرياض- الطبعة الأولى- ١٩٨٥ م.
٤٧. الإيضاح الجلي في نقد مقولة (صححه الحاكم ووافقه الذهبي) تأليف: د. خالد بن منصور بن عبد الله الدريس- دار المحدث للنشر والتوزيع- الرياض- المملكة العربية السعودية- الطبعة الأولى- ١٤٢٥ هـ.
٤٨. الإيمان للحافظ محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده المتوفى سنة (٣٩٥ هـ)- تحقيق: د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي- مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الثانية- ١٤٠٦ هـ.
٤٩. الباعث الحثيث للحافظ إسماعيل بن عمرو بن كثير المتوفى سنة (٧٧٤ هـ)- تحقيق: علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري- مكتبة دار المعارف- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١٧ هـ-١٩٩٦ م.
٥٠. البحث المسيفر عن تحريم كل مسكر ومفتر تأليف: العلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة (١٢٥٠هـ)- حققه وعلق عليه: عبد الكريم بن صنيتان العمري الحربي أستاذ مشارك بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- دار البخاري- بريدة- المدينة الطبعة الأولى- ١٤١٥ هـ.
٥١. البحر المحيط لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي المتوفى سنة (٧٥٤ هـ)- دار الفكر- بيروت- لبنان.
٥٢. بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لعلاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني المتوفى سنة (٥٨٧ هـ)- دار الكتاب العربي- بيروت- الطبعة الثانية- ١٩٨٢ م.
٥٣. البداية والنهاية للحافظ ابن كثير - مكتبة المعارف- بيروت.
٥٤. البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للإمام الشوكاني- دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت.
ِ@è% أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن }... ٥٤... =... ٣٨٠، ٣٨٢
﴿ ؟#sŒخ*sù؟OçFù=yzyٹ؟$Y؟qم‹ç/؟(#qكJدk=|،sù؟#'n؟tم؟ِNن٣إ،àےRr&؟Zp¨ٹدtrB؟ ﴾... ٦١... =... ٣٨٦
﴿ ؟مNن٣Rة‹ّ"tGَ،uٹد٩ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾... ٥٨... =... ٣٨٤
﴿ ؟#sŒخ)ur؟r بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ﴾... ٥٩... =... ٣٨٣
١٨... ﴿ ؟¼çm¯Rخ)ur لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾... ١٩٢-١٩٥... الشعراء... ٩٦
١٩... ﴿ ؟yltچy‚sù عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ ﴾... ٧٩... القصص... ٣٩٥، ٣٩٧
﴿ ؟¨bخ) الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ ﴾... ٨٥... =... ٥٣
٢٠... ﴿ ؟(# qن٩qè%ur آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾... ٤٦... العنكبوت... ١٠٥
﴿ ؟z`دBur النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾... ٦... لقمان... ١١١، ٣٩٩، ٤٠١
﴿ ؟ô‰s)s٩ur آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾... ١٢... =... ٤٠٢
﴿ بbr& ِچà٦ô©$# 'ح< y٧÷ƒy‰د٩؛uqخ٩ur ﴾... ١٤... =... ١٧
﴿ ؟¨bخ) ©!$# ¼çny‰Yدم مNù=دو دptم$، ،٩$# ع^حi"tمƒur ﴾... ٣٤... =... ٨٩
٢١... ﴿ ؟!$yJ¯=ن. (#ےrكٹ#u'r& br& (#qم_مچّƒs† !$pk÷]دB (#rك‰‹دمé& $pkژدù ﴾... ٢٠... السجدة... ٥٤، ٣٥٤، ٤٦٤
﴿ ؟$¨Br&ur tûïد%©!$# (#qà)|،sù مNكg١urù'yJsù â'$¨Y٩$# ﴾... ٢٠... =... ٤٦٤
٢٢... ﴿ ؟ّŒخ)ur Ms٩$s% ×pxےح !$©غ ِNهk÷]دiB ں@÷dr'¯"tƒ z>خژّYtƒ ںw tP$s)مB ﴾... ١٣... الأحزاب... ٤٠٥
﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ گسة<¨Z٩$# @è% y٧إ_؛urّ-X{ bخ) £`çFZن. ﴾... ٢٨... =... ١٨٩
﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (# qمZtB#uن #sŒخ) قOçFَss٣tR دM"oYدB÷sكJّ٩$# ﴾... ٤٩... =... ١٨٩
﴿ ؟$tBur ôMs٣n=tB y٧مY‹دJtƒ !$£JدB uن!$sùr& ھ!$# ڑپّ‹n=tم ﴾... ٥٠... =... ٢٣١
﴿ ؟$pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن (#qà)®؟$# ©!$# (#qن٩qè%ur Zwِqs% ﴾... ٧٠، ٧١... =... ٥
٢٣... ﴿ ؟$Hs>sù x÷n=t/ çmyètB zس÷ë، ،٩$# tA$s% ¢سo_ç٦"tƒ 'خoTخ) ٣"u'r& ﴾... ١٠٢... الصافات... ٤٠٨
٢٤... ﴿ ؟üة ةb#uنِچà)ّ٩$#ur "دŒ جچّ. دe%!$# ﴾... ١... ص... ٤١٤
{ ؟
٨٦... "أولي الفقه والخير "... جابر بن عبد الله... ٢٤٦
٨٧... "أي الذين بعثوا منهم من بعثوا وتخلفوا"... أبو هريرة... ٢٨٩
٨٨... "أي القرآن أنزل أول؟..."... جابر بن عبد الله... ٤٥٩
٨٩... "أيما حرٌ نكح أمة فقد أرق نصفه"... عمر... ٢٣٨
٩٠... "بعث الله محمداً ليظهره على الدين كله فديننا..."... عبد الله بن عباس... ٣٢٧
٩١... "بعد أحد صبحنا الخمر يوم أحد حين خرجنا إلى القتال"... جابر بن عبد الله... ٢٩٧
٩٢... "بيعها - أي الأمة - طلاقها"... جابر بن عبد الله... ٢٢٧
٩٣... "بيعها طلاقها"... سعيد وقتادة وأبي وجابر وابن عباس... ٢٢٩
٩٤... "تزوجوهنَّ زمان الفتح"... جابر بن عبد الله... ٢٧١
٩٥... "تضرب مائة وتنفى سنة، وترد على زوجها ما أخذت منه"... جابر بن عبد الله... ٢٦٨
٩٦... "تعس من أخاف رسول الله"... جابر بن عبد الله... ٤٩
٩٧... "تنظر إلى وجه ربها"... عبد الله بن عباس... ٤٧٠
٩٨... "الثلاثة الذي خلفوا..."... مجمع بن جارية... ٣٤٢
٩٩... "جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت..."... جابر بن عبد الله... ٣٧٨
١٠٠... "جابر بن عبد الله يسأل عن الرجل، أَيُهِلُّ بالحج قبل أشهر الحج؟ فقال: لا"... جابر بن عبد الله... ١٥١
١٠١... "جالست جابراً وابن عمر وابن عباس"... عمرو بن دينار... ٨١
١٠٢... "جاورت جابراً ستة أشهر بمكة"... طلحة بن نافع... ٧٧
١٠٣... "الجبت والطاغوت يقول: الشرك "... عبد الله بن عباس... ٢٤٤
١٠٤... "جلست إلى جابر بن عبد الله..."... يزيد الفقير... ٨٩، ٢٧٦
١٠٥... "جلوسه على الكرسي"... عبد الله بن سلام وعبدالله بن مسعود وعبد الله بن عباس... ٣٥٦
١٠٦... "جهنم في الأرض ثم تلا: ﴿ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾ "... عبد الله بن مسعود... ٣٣٣، ٣٣٤
١٠٧... "حدثنا من كان يقرئنا القرآن"... أبو عبد الرحمن السلمي... ٢١
١٠٨... "خرج على البغال الشهب"... عبد الله بن عباس... ٣٩٦
١٠٩... "خرجوا في غزوة تبوك..."... ابن عقيل... ٣٣٦
١١٠... "خروج عيسى عليه الصلاة والسلام"... جابر بن عبد الله... ٩٣
١١١... ﴿ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ﴾ قال: عسرة الظهر، وعسرة الزاد، وعسرة الماء".... جابر بن عبد الله... ٣٣٥
٢٠٧... عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة... ٢٥٩
٢٠٨... عبد الرحمن بن علي بن محمد (ابن الجوزي)... ٢٠٦
٢٠٩... عبد الرحمن بن غنم... ٢٩٩
٢١٠... عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ابن أبي حاتم)... ٦٩
٢١١... عبد الرحمن بن مغراء... ٢٢٣
٢١٢... عبد الرحمن بن مهدي بن حسان... ٨٣
١١٣... عبد الرحمن بن ناصر (السعدي)... ٢٩٦
٢١٤... عبد الرحمن الدشتكي... ٢٢٣
٢١٥... عبد الرحيم بن الحسين (أبو الفضل العراقي)... ٣٦٩-٣٧٠
٢١٦... عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمر (الأوزاعي)... ٤٤٩
٢١٧... عبد الرزاق بن محمد... ١٣٣
٢١٨... عبد الرزاق بن همام... ١٥٨
٢١٩... عبد العزيز بن عبيد الله... ٣٠٨
٢٢٠... عبد العزيز بن المختار... ٣٢٩
٢٢١... عبد الكبير بن المعافى بن عمران... ١٢٠
٢٢٢... عبد الله بن الزبير بن عيسى... ٢١٢
٢٢٣... عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -... ٤٤٢
٢٢٤... عبد الله بن أبي حدرد ( - رضي الله عنه - )... ٢٥٦
٢٢٥... عبد الله بن أبي داود (ابن أبي داود)... ١٣٦
٢٢٦... عبد الله بن أبي بن سلول... ٢١٧
٢٢٧... عبد الله بن أبي نجيح... ٢٢٢
٢٢٨... عبد الله بن أحمد بن زكريا (ابن أبي ميسرة)... ٢١٢
٢٢٩... عبد الله بن أحمد بن محمد (ابن قدامة)... ٤٢
٢٣٠... عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -... ٦١
٢٣١... عبد الله بن حبيب بن ربيعة... ٢١
٢٣٢... عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -... ٣٦٥
٢٣٣... عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه -... ٤٨
٢٣٤... عبد الله بن الزبير بن عيسى (الحميدي)... ٢١٢
٢٣٥... عبد الله بن سعيد بن حصين... ١٣٦
٢٣٦... عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -... ٢٦
٢٣٧... عبد الله بن شقيق... ١٦٩
٢٣٨... عبد الله بن عباس رضي الله عنهما... ٥٣
٢٣٩... عبد الله بن عثمان بن خيثم... ٤٠٨
٢٤٠... عبد الله بن عدي بن عبد الله (ابن عدي)... ٦٨
٢٤١... عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما... ٤٢
٢٤٢... عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -... ٢٦
٢٤٣... عبد الله بن إدريس... ١٣٦
٢٤٤... عبد الله بن قيس بن زائدة (ابن أم مكتوم) - رضي الله عنه -... ٢١٥
٢٤٥... عبد الله بن قيس بن الأشعري - رضي الله عنه -... ١٧٣
٢٤٦... عبد الله بن لهيعة... ٢٥٤-٢٥٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟tûïد%©!$#ur يَرْمُونَ ِNكgy_؛urّ-r&؟؟؟ ﴾ ؟[النور: ٦-١٠].... ٣٦٩ - ٣٧٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ %·n%s٣دR... ﴾ [النور: ٣٣].... ٣٧٤ - ٣٧٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟ِ@è% أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا tAqك™
چ٩$#؟؟؟ ﴾
؟[النور: ٥٤].... ٣٨٠ - ٣٨٢تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ zOè=كsّ٩$#... ﴾ [النور: ٥٩].... ٣٨٣ - ٣٨٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟#sŒخ*sù دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى ِNن٣إ،àےRr&؟؟؟ ﴾ ؟[النور: ٦١].... ٣٨٦ - ٣٩٣
o سورة القصص:... ٣٩٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟yltچy‚sù عَلَى قَوْمِهِ فِي ¾دmدFt^ƒخ-؟؟؟ ﴾ ؟[القصص: ٧٩].... ٣٩٥ - ٣٩٧
o سورة لقمان:... ٣٩٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ؟z`دBur النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ د]ƒد‰ysّ٩$#؟؟؟ ﴾ ؟[لقمان: ٦].... ٣٩٩ - ٤٠١
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ spyJُ٣دtّ:$#... ﴾ [لقمان: ١٢].... ٤٠٢ - ٤٠٣
o سورة الأحزاب:... ٤٠٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ Œخ)ur قَالَتْ ×pxےح !$©غ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ z>خژّYtƒ... ﴾ [الأحزاب: ١٣].... ٤٠٥ - ٤-٦
o سورة الصافات:... ٤٠٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ zس÷ë، ،٩$#... ﴾ [الصافات: ١٠٢].... ٤٠٨ - ٤١٢
o سورة ص:... ٤١٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ ص بb#uنِچà)ّ٩$#ur ذِي حچّ. دe%!$# (١) ﴾ [ص: ١].... ٤١٤ - ٤١٦
o سورة الزمر:... ٤١٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي ح'qگء٩$#... ﴾ [الزمر : ٦٨].... ٤١٨ - ٤٢٠
o سورة الشورى:... ٤٢١
تفسير قوله تعالى: ﴿ y٧د٩¨x‹x.ur !$uZّ‹xm÷rr& إِلَيْكَ %[nrâ'... ﴾ [ الشورى: ٥٢].... ٤٢١ - ٤٢٣
o سورة الدخان:... ٤٢٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ ٥Oƒحچx. اثدب ﴾ [الدخان: ٢٦].... ٤٢٥ - ٤٢٧
o سورة الفتح:... ٤٢٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ $¯Rخ) $sYَstFsù y٧s٩ $[s÷Gsù $YZ خ٧-B اتب ﴾ [الفتح: ١].... ٤٢٩ - ٤٣٤