وقد واجهتني في كتابة الكثير من مسائله صعوبة بالغة ؛ فقد كانت اختيارت ابن القيم وترجيحاته مشوبة في كثير من المسائل بما يعكر صفوها، ويزيد غموضها، مع كون قدر ليس باليسير منها متعلقاً بآيات تعد مما أشكل تفسيره.
وبعد ؛ فإني أكرر الحمد والشكر لله، فهو أهل الحمد والثناء، وهو المنعم أولاً وآخراً، وقديماً وحديثاً ؛ فله الحمد دائماً وأبداً وعلى كل حال.
وأُثني بالشكر لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - ممثلة في كلية أصول الدين - على رعايتها لي أثناء كتابتي لهذا البحث، ولجامعة الملك خالد على الموافقة على التفرغ والابتعاث.
ثُمَّ أشكر كل من أعانني على كتابة هذا البحث برأي أو مشورة أو توجيه أو تشجيع. وأخص بالشكر والدعاء فضيلةَ الأستاذ الدكتور : إبراهيم بن سعيد الدوسري - الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين - الذي تفضل مشكوراً بالإشراف على هذا البحث؛ أشكره شكراً جزيلاً على متابعته لي في جميع مراحل هذا البحث، بالتوجيهات الكريمة، والتصويبات السديدة؛ كل ذلك بتواضع جمَّ، وصدر رحب.
وأخيراً ؛ أسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن يجعل هذا العمل عوناً لي على طاعته، وسبيلاً من سبل تحصيل العلم الموصلة إلى جناته، وأن يغفر لي ما حصل فيه من التقصير والخطأ، وأن يعينني على السداد، ويوفقني للصواب.
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ = وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ = وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (الصافات: ١٨٠-١٨٢).
...

التَمهيد

الناظر في أقوال السلف في تفسير القرآن، والقارئ لكتب التفسير يجد أن الكثير من الآيات تحتمل أكثر من قول. وهذه الأقوال التي ترد في التفسير متفاوتة في القوة، ومختلفة في المعنى، كما أنها لا تخلو من أقوال يناقض بعضها بعضاً.


الصفحة التالية
Icon