وقد اقتصر المؤلف رحمه الله في كتابه هذا على ذكر القسم الصريح، ولم يتعرض لغير الصريح (١)، وكان يركز على الناحية الشرعية في القسم وإثبات المقسم عليه. وفيه بعض الاستطرادات المفيدة والطويلة أحياناً كما عند قوله تعالى :﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ (الذريات: ٢١).)(٢)
وهذا الكتاب يعتبر من أكثر كتبه التي حوت مادة تفسيرية، بل هو كله في التفسير - إذا استُثنيت مواضع الاستطراد فيه -. كما أنه مليء بالترجيحات والاختيارات، غير أنّ جُلَّها في القسم الأخير من القرآن الكريم ؛ لأن أكثر آيات القسم في حزب المفصل.
ومن كتبه في هذا المجال : أصول التفسير ؛ فقد ذكره في " جلاء الأفهام " في معرض بحثه لتفسير اللفظ بلازمه، وجزءِ معناه. قال :( ونظائر ذلك كثيرة قد ذكرناها في أصول التفسير.)(٣)
وذكر في بدائع الفوائد ما يدل على أنه عازم على تصنيفه، فقد قال بعد أن ذكر أصلاً مهماً من أصول التفسير :( وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بياناً وبسطاً في الكلام على أصول التفسير ؛ فهذا أصل من أصوله بل من أهم أصوله.)(٤)
وهذا الكتاب لم يعثر عليه إلى الآن - فيما أعلم -، فهو في حكم المفقود.

(١) القسَم غير الصريح هو المدلول عليه باللام الموطئة، نحو :﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ﴾ (آل عمران: من الآية١٨٧)، ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ ﴾ (الاسراء: من الآية٨٨). انظر مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص٣٠٨. ويدخل في القسم غير الصريح ما يلحق به من الألفاظ الجارية مجرى القسم. انظر تفصيل ذلك في كتاب : القسَم في القرآن الكريم للدكتور حسين نصار ص٧٢-٨٦.
(٢) نقلاً من مقدمة الباحث حمزة العسيري لكتاب التبيان.
(٣) جلاء الأفهام ص٢٥٨.
(٤) بدائع الفوائد ٣/٨٧٧.


الصفحة التالية
Icon