هذه هي الخطوط العريضة لهذا الجانب، وقد اكتفيت بها من غير تفصيل تجنباً للتكرار، وخشية الإطالة. وتفاصيلها في المرجع المذكور.(١)
الجانب الثاني : منهجه في التفسير :
يمكن حصر أهم معالم منهج ابن القيم في التفسير فيما يلي :
المعلم الأول : اعتماده أحسن طرق التفسير :
اعتمد ابن القيم فيما يذكره من مباحث التفسير على أحسن طرق التفسير التي قررها شيخه ابن تيمية، وطبقها عملياً في الكثير من مسائل التفسير.
وأحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة (٢)، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين.
ومن أقوال ابن القيم في تقرير هذا، وبيانه :
قال رحمه الله :( إن تفسير القرآن بعضه ببعض هو أولى التفاسير ما وجد إليه السبيل ؛ ولهذا كان يعتمده الصحابة - رضي الله عنهم -، والتابعون، والأئمة بعدهم.)(٣)
وقال :( وتفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير.)(٤)
(٢) الأولى أن يقال هكذا :(تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة )، وأما ما ذكره ابن تيمية في مقدمته في التفسير ص٨٢ :( إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن... فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة ) ففيه تجوز في العبارة ؛ لأن السنة يرجع إليها في التفسير مع القرآن، لا بعد القرآن ؛ فكليهما وحي. والكلام في هذه المسألة يحتاج إلى بسط وذكر أمثلة، وقد نبّه إلى ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني في رسالة له بعنوان :" كيف يجب أن نفسر القرآن؟ ".
(٣) مختصر الصواعق المرسلة ٣/١٠٢٠.
(٤) التبيان في أقسام القرآن ص١٨٥. وبدائع التفسير ٥/١٥.