وذكر أن في الاحتجاج بتفسير التابعي خلافاً بين الأئمة(١)، ثم قال :( ومن تأمل كتب الأئمة ومن بعدهم وجدها مشحونة بالاحتجاج بتفسير التابعي.)(٢)
والنقولات السابقة عن ابن القيم هي الجانب النظري التأصيلي في هذا المعلم من معالم منهجه في التفسير، وأما الجانب التطبيقي له فقد بيّنه الدكتور صبري المتولي عند دراسته لمنهج ابن القيم ؛ فقد أفرد فصلاً كاملاً ذكر فيه اعتماد ابن القيم لهذه الطرق في تفسيره للقرآن وبيّن الصور التطبيقية التي تدل على اعتماده كل طريق من هذه الطرق.
ومن الصور التطبيقية لتفسير القرآن بالقرآن في تفسير ابن القيم :
" أنه يفسر القرآن بالقرآن لمعالجة قضية لغوية أو نحوية أو صرفية.
" أنه يفسر القرآن بالقرآن لتوضيح المبهم.
" أنه يفسر القرآن بالقرآن لحل ما أشكل على المفسرين.
" أنه يفسر القرآن بالقرآن لإزالة أوهام بعض المفسرين، وتصحيح أخطائهم.
" التفسير الموضوعي لقضية من القضايا القرآنية، ومنزلة من منازل العبودية.
" تحديد المفهوم الصحيح للمصطلحات الدينية الشرعية الكبرى من خلال استعراض النصوص القرآنية التي ذكرت فيها.(٣)
ويضاف إلى ما ذكره الدكتور صبري المتولي من الصور التطبيقية لتفسير القرآن بالقرآن صورة مهمة اعتنى بها ابن القيم، وبنى عليها الكثير من ترجيحاته واختياراته في التفسير، وهي: عرف القرآن، والمعهود من استعماله. وهذه الصورة كما هو ظاهر مبنية على استقراء النصوص القرآنية، وتتبع أساليبه وطرقه في استعمال الألفاظ والمصطلحات. وسيأتي لهذه الصورة مزيد بيان - إن شاء الله -.
(٢) إعلام الموقعين ٦/٣٨-٣٩.
(٣) انظر كتاب :"منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم - دراسة موضوعية لجهود ابن القيم التفسيرية " للدكتور صبري المتولي ص١٢٥-١٤٧.