ومن الظواهر التطبيقية التي رصدها الدكتور صبري لابن القيم وهو يفسر القرآن بالسنة :
" أنه يحذر من تفسير القرآن بأحاديث لا أصل لها، ويعد ذلك من أسباب الضلال في التفسير. كما يحذر من التفسير بالأحاديث الموضوعة، والإسرائليات، والمنقولات الباطلة عموماً.
" أنه يتحرى التفسير بالأحاديث الصحيحة، وخاصة عند الكلام في المسائل التفسيرية العقدية. وأوضح الأمثلة على ذلك ما ذكره من الأحاديث عند تفسيره لآيات رؤية الرب جل وعلا.(١)
" أنه يذكر الأحاديث التي تتعلق بدلالة الآية، ثم يربط بينها وبين الآية، ويزيل الإشكالات التي قد يفهم منها التعارض بين الآية والحديث، أو بين الأحاديث المختلفة في الظاهر.
" أنه يوضح الأحكام الفقهية التي وردت في القرآن مجملة بالأحاديث النبوية التي تبين الإجمال.(٢)
ويضاف إلى ما سبق (٣):
" اعتماده على السنة في الترجيح بين الأقوال في التفسير، كما يعتمد عليها في ردّ بعض الأقوال الضعيفة - كما سيأتي عند ذكر منهجه في الاختيار والترجيح -.
" اعتماده على السنة النبوية في بيان معنى بعض المفردات القرآنية.
" أنه يستخدم في التفسير أسلوب التناظر بين كلام الله - عز وجل - وكلام رسوله - ﷺ - حيث يذكر أن أسلوب هذه الآية نظير أسلوب النبي - ﷺ - عندما يقرر نفس المعنى الذي دلت عليه الآية.(٤)

(١) انظر بدائع التفسير ٢/٣٩٨-٤٠٢.
(٢) انظر كتاب :"منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم - دراسة موضوعية لجهود ابن القيم التفسيرية " للدكتور صبري المتولي ص١٤٧-١٦٧.
(٣) ذكر هذه الصور جاسم محمد سلطان المهداوي في رسالته : منهج ابن القيم في تفسير القرآن الكريم ص١٠٠-١٠٣. [ غير مطبوعة ]
(٤) انظر لبيان هذه الصورة كلامه في تفسير قول الله - عز وجل - :﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ (هود: من الآية٥٦) في هذا البحث.


الصفحة التالية
Icon