وفي تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة والتابعين تبرز الصور التطبيقية التالية :
" اعتماده على تفسيرهم لآيات القرآن، وتقديمه على تفسير من بعدهم، بل يرى وجوب الرجوع إليه في معرفة الحق في مسائل العقيدة خاصة، والأحكام عامة - كما سبق بيان ذلك في النقول السابقة عنه -.
" حرصه على ذكر أقوالهم في التفسير، وعزوها إليهم، وخاصة المشهورين منهم بالتفسير. وهذا كثير جداً في تفسيره للآيات.
" يحيل إلى الكتب التي تذكر أقوالهم، وخاصة في مسائل التفسير المختلف فيها، كقوله :( ومن أحب الوقوف على معنى "المقام المحمود " فليقف على ما ذكره سلف الأمة من الصحابة والتابعين فيه في تفسير هذه السورة، كتفسير ابن أبي حاتم، وابن جرير، وعبد بن حميد، وغيرها من تفاسير السلف.)(١)
" يحرص على توجيه أقوالهم، ويبحث لها عن مخرج صحيح، ويحملها على أحسن المحامل، تقديراً منه لهم، وثقة منه بحسن فهمهم، وثاقب نظرهم.
" يذكر طريقتهم في التفسير، ويبين عادتهم في ذلك حتى لا يفهم قولهم فهماً خاطئاً. قال رحمه الله :( ولكن عادة السلف أن يذكر أحدهم في تفسير اللفظة بعض معانيها، أو لازماً من لوازمها، أو الغاية المقصودة منها، أو مثالاً ينبه السامع على نظيره. وهذا كثير في كلامهم لمن تأمله.)(٢)
" ومع ذلك كله ؛ فإنه لا يجد حرجاً في ردّ ما تبين له خطؤه من أقوالهم، خاصة إذا خالفت حديثاً مرفوعاً.(٣)
المعلم الثاني : اعتماده على اللغة العربية كمصدر من مصادر التفسير :
(٢) مختصر الصواعق ٣/١٠٤٨.
(٣) انظر إعلام الموقعين ٦/ ٣٣ فقد ذكر بعض أقوالهم التي خالفوا فيها أحاديث مرفوعة، وبيّن الموقف منها.