لابن القيم رحمه الله عنايةٌ كبيرة بلغة القرآن، واهتمامٌ بالغ باستخراج كنوزها وأسراها من خلال التدبر العميق في دلالات الألفاظ والتراكيب، وبيان ما تضمنته من المعاني البديعة، والمفاهيم الدقيقة.
ومن تصفح كتابه بدائع الفوائد ظهر له بجلاء أن أكثر المباحث التفسيرية في هذا الكتاب تعد من باب التفسير اللغوي للآيات.
ومن الصور التطبيقية لهذا المعلم من معالم منهجه في التفسير التي تظهر للناظر في تفسيره:
" عنايته بالجانب البلاغي في التفسير، وأوضح مثال لذلك ما أورده من مسائل في تفسيره لسورة الكافرون.(١) ومن العلوم البلاغية التي اهتم بها ابن القيم : علم البيان؛ فقد ظهر اهتمامه بهذا العلم من خلال تفسيره لأمثال القرآن وبيان ما فيها من أركان التشبيه، وما تضمنته من المعاني الجليلة.
" اهتمامه بالنواحي الإعرابية في التفسير، وكثرة تعرضه للمسائل النحوية في توجيه الأقوال، والقراءات. وهذا كثير جداً في تفسيره.(٢)
" حرصه على بيان معاني الألفاظ القرآنية، وذكر تصريفها، والتوسع في ذكر اشتقاقها، وكشفه لجماليات المفردات القرآنية.(٣)
" استشهاده بالأبيات الشعرية لتقرير المسائل التفسيرية ؛ فقد كان رحمه الله على دراية واسعة بالشعر، بل كان ينظم الشعر، وله قصائد مشهورة. وفي تفسيره للقرآن الكثير من الاستشهادات الشعرية. (٤)
(٢) انظر كتاب : الإمام ابن قيم الجوزية وآراؤه النحوية لأيمن الشوّا ؛ فقد استمد أكثر آراءه النحوية من خلال إعرابه للنصوص القرآنية.
(٣) انظر كتاب :"منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم - دراسة موضوعية لجهود ابن القيم التفسيرية " للدكتور صبري المتولي ص٣٩٤-٤١٠.
(٤) انظر رسالة : منهج ابن القيم في تفسير القرآن الكريم لجاسم المهداوي ص١٢٠-١٢١.