٦. عكس الأسلوب السابق، وهو أن يبدأ بذكر الأقوال التي قيلت في معنى الآية أو الكلمة، ثم يذكر القول المختار أخيراً، مع ذكر سبب اختياره باختصار.(١)
٧. أن يقتصر على القول المختار، ويذكره بصيغة تدل على أن هناك أقوال أخرى ليست في قوته.(٢)
٨. أن يذكر أقوال السلف في تفسير آية من غير ترتيب، ويذكر خلالها بعض النقول عن المفسرين، ويذكر القول المختار في سياق الكلام، مع بيان وجه اختياره. ويمكن أن يقال في هذا الأسلوب : هو أسلوب غير مضبوط بضابط، ولا له طريقة محددة. (٣)
وبهذا يتبيّن أنه ليس لابن القيم منهج واحد في الأساليب التي يتناول بها مسائل الخلاف ثم يختار القول الذي يراه مقدماً على غيره من الأقوال. ولعل السبب في ذلك هو ما أشرت إليه أكثر من مرة، وهو أن ذكره للخلاف في التفسير، واختياره لما يختار من الأقوال يأتي تبعاً لا استقلالاً ؛ فهو يأتي في الغالب في سياق تقرير مسائل علمية أخرى.
المبحث الثاني : قواعد الاختيار عند ابن القيم :
القواعد : جمع قاعدة، والقاعدة في اللغة : أساس الشيء، سواء كان هذا الشيء حسياً، كقواعد البيت، كما قال تعالى :﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ (البقرة: من الآية١٢٧)، أو معنوياً، كقولنا : قواعد الدين، أي دعائمه التي يقوم عليها (٤).
(٢) انظر المسألة الثامنة والأربعين ص٤٢٨.
(٣) انظر المسألة الثالثة والستين ص٥٥٠.
(٤) انظر : كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي ٣/٣٨٣، ومختار الصحاح للرازي ص ٤٧٩ مادة ( ق ع د )، وانظر : كتاب القواعد الفقهية، تأليف : علي أحمد الندوي ص ٣٩.