٢١. " وهذا التقدير - وإن كان حقاً - ففي كونه مراداً بالآية نظر ؛ فإن السياق إنما قُصد لغيره، ويأباه قوله تعالى... ". مرة واحدة.(١)
٢٢. " فراجع أقوالهم تجدها لا تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً ". مرة واحدة.(٢)
فهذه الصيغ التي رأيت ابن القيم استعملها في الترجيح، ويُلحظ عليها ما يلي :
أولاً - أكثر الصيغ التي يستعملها ابن القيم عند الترجيح هي صيغ النفي ؛ أي : نفي صحة القول المرجوح، أو بيان خطئه أونكارته أو فساده وبطلانه.
ثانياً - يغلب على الصيغ المستعملة في كلام ابن القيم في الترجيح الشدة، والمبالغة، والتوكيد. وتأمل هذه الصيغ :"لم يصنع شيئاً "، " وهذا ليس بشيء "، " وهذه كلها تأويلات باردة ركيكة، لا تليق بالآية، ومن تأملها جزم ببطلانها "، " فراجع أقوالهم تجدها لا تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً "، ونحوها.
وإذا كان حكمه مطابقاً للحقيقة في بعض المسائل ؛ فإنه قد خالفها في مواضع أخرى، خاصة عندما تكون الأقوال التي يبالغ في ردها ثابتة عن السلف، أو عندما يكون من أخبر عنه بأنه لم يصنع شيئاً من أئمة التفسير.
ثالثاً - ليس لابن القيم عادة مطردة في استعمال هذه الصيغ عند الترجيح، ولا طريقة واحدة معروفة في اختيار تلك الصيغ، بل يذكر منها ما يؤدي المعنى الذي يريد إيضاحه وبيانه.
وأختم الحديث عن الصيغ واستعمالاتها بتنبيه أراه مهماً، وأحسبه جديراً بالعناية من قبل الباحثين، وهو :
(٢) انظر المسألة السابعة والخمسين ص ٥٠٠.