سبق أنّ الإمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ من أخصّ تلاميذ الشيخ، وأكثرهم ملازمة له، فلا غرابة أن يكون أكثرهم تأثّراً به، بل غلا بعضهم فذكر أنّ ابن القيّم ما هو إلاّ " نسخة مكرّرة من شيخه "، وأنّ: "شخصيته ذابت في شخصيّة شيخه" على حدّ تعبيرهم(١). وأصل هذه المقالة، صدرت ـ بأدب ـ من الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ(٢)، فإنّه قال في وصف ابن القيّم: " وكان جريء الجنان، واسع العلم، عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حبّ ابن تيميّة حتّى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك.. "(٣)إلى آخر ما ذكر.
(١) قائل ذلك هو زاهد الكوثريّ ـ عامله الله بما يستحقّ ـ، فإنّه قال في كتابه (حاشية السيف الصقيل ص: ١٩٢ ) :" ويجد القارىء في كتابنا هذا الردّ على ابن تيميّة، كما يجد فيه الردّ على ابن القيّم، باعتبار أنّ الثاني إنّما يردّد صدى الأوّل في أبحاثه كلّها دون أن تكون له شخصيّة خاصّة، بل هو ظلّ الأوّل في كلّ آرائه، وجميع أهوائه، فلينتظمهما الردّ ".
وليس ذلك منه بغريب، وقد امتلأ صدره غيظاً على ابن القيّم وشيخه لتصدّيهما لأهل البدع، حتّى قال في مقالاته: " وقد سئمت من تتبّع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتّى البدع وفي تكملتنا على السيف الصقيل ما يشفي غلّة كلّ غليل في تعقّب مخازي ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم ". ( مقالات الكوثري (حمص: مطبعة الأندلس ): ص٣٩٩
(٢) هو شهاب الدين، أبو الفضل، أحمد بن عليّ بن محمّد ابن حجر، العسقلانيّ، الشافعيّ، طلب العلم وهو صغير، ورحل إلى كثير من البلدان، بلغ عدد شيوخه نحو الخمس مئة، وتتلمذ على يديه كثيرون منهم: السخاويّ، والبقاعيّ، مات سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة. ( ينظر: الضوء اللامع للسخاويّ ( القاهرة: دار الكتاب الإسلاميّ): ٢/٣٦، وشذرات الذهب: ٧/٢٧٠ ).
(٣) الدرر الكامنة: ٥/ ١٣٨.
وليس ذلك منه بغريب، وقد امتلأ صدره غيظاً على ابن القيّم وشيخه لتصدّيهما لأهل البدع، حتّى قال في مقالاته: " وقد سئمت من تتبّع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتّى البدع وفي تكملتنا على السيف الصقيل ما يشفي غلّة كلّ غليل في تعقّب مخازي ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم ". ( مقالات الكوثري (حمص: مطبعة الأندلس ): ص٣٩٩
(٢) هو شهاب الدين، أبو الفضل، أحمد بن عليّ بن محمّد ابن حجر، العسقلانيّ، الشافعيّ، طلب العلم وهو صغير، ورحل إلى كثير من البلدان، بلغ عدد شيوخه نحو الخمس مئة، وتتلمذ على يديه كثيرون منهم: السخاويّ، والبقاعيّ، مات سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة. ( ينظر: الضوء اللامع للسخاويّ ( القاهرة: دار الكتاب الإسلاميّ): ٢/٣٦، وشذرات الذهب: ٧/٢٧٠ ).
(٣) الدرر الكامنة: ٥/ ١٣٨.