؟ ومثال الثاني: قوله تعالى: ﴿.. ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا.. ﴾[ التوبة: ٥٢ ]. فقد نقل ابن القيّم ـ رحمه الله ـ عبارة الشيخ في هذه الآية، مع اختلاف طفيف، وتهذيب لطيف، وفيما يلي ذكر النصّين ليتبيّن الفرق:
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: " قال أهل التفسير: ( أو بأيدينا ) بالقتل. إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلناكم، وهو كما قالوا؛ لأنّ العذاب على ما يبطنونه من النفاق بأيدينا لا يكون إلا القتل لكفرهم، ولو كان المنافق يجب قبول ما يُظهر من التوبة بعد ما ظهر نفاقه وزندقته؛ لم يمكن أن يتربّص بهم أن يصيبهم الله تعالى بعذاب من عنده أو بأيدينا، لأنّا كلّما أردنا أن نعذّبهم على ما أظهروه، أظهروا التوبة "(١).
وقال ابن القيّم ـ رحمه الله ـ: " قال السلف في هذه الآية: ( أو بأيدينا ) بالقتل إن أظهرتم ما في قلوبكم، وهو كما قالوا، لأنّ العذاب على ما يبطنونه من الكفر بأيدي المؤمنين لا يكون إلا بالقتل، فلو قبلت توبتهم بعد ما ظهرت زندقتهم، لم يمكن المؤمنين أن يتربّصوا بالزنادقة أن يصيبهم الله بأيديهم، لأنّهم كلّما أرادوا أن يعذّبوهم على ذلك، أظهروا الإسلام، فلم يُصابوا بأيديهم قطّ.. "(٢).
؟ ومثال الثالث: قوله تعالى: { ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفية إنّه لا يحبّ المعتدين * ولا تفسدوا في
(٢) إعلام الموقّعين: ٣/١٤٤.