الأرض بعد إصلحها وادعوه خوفاً وطمعاً إنّ رحمت الله قريب من المحسنين }[ الأعراف: ٥٥، ٥٦ ]. فقد نقل ابن القيّم كلام الشيخ حول هاتين الآيتين بطوله بلا تصريح بذلك، مع زيادات يسيرة جدّاً لا تكاد تذكر(١)، ثمّ أضاف إلى ذلك مبحثاً قيّماً حول السرّ في إخباره سبحانه عن الرحمة وهي مؤنّثة؛ بمذكّر وهو قوله ( قريب )(٢).
؟ ومثال الرابع: قوله تعالى: ﴿.. قال إنّي أنا أخوك.. ﴾[ يوسف: ٦٩ ]. فقد استدلّ بهذه الآية وغيرها أرباب الحيل المجوّزون لها، وقد صنّف الشيخ ـ رحمه الله ـ كتاباً في الردّ عليهم، وإبطال ما استدلّوا به، سمّاه: ( إقامة الدليل على إبطال التحليل )(٣)، تحدّث فيه عن هذه الآية، وأبطل استدلالهم بها(٤).
وقد نقل ابن القيّم ـ رحمه الله ـ كلام الشيخ حول هذه الآية بنصّه، مصدّراً ذلك بقوله: " قال شيخنا رضي الله عنه.. "(٥).
؟ ومثال الخامس: قوله تعالى: ﴿ قال هذا صرط عليّ مستقيم ﴾[ الحجر: ٤١ ].
فقد ذكر ابن القيّم ـ رحمه الله ـ حول هذه الآية كلاماً قريباً من كلام الشيخ،
موافقاً له فيما اختاره، ثمّ ذكر في آخر كلامه أنّ هذا هو اختيار الشيخ(٦).
؟ ومثال السادس: قوله تعالى: ﴿ قل لو كان معه ءالهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً ﴾[ الإسراء: ٤٢ ].
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٥/١٠- ٢٨. وبدائع الفوائد لابن القيّم ( دار الفكر ): ٣/ ٢- ٣٥.
(٣) نُشر ضمن الفتاوى الكبرى: ٣/ من ٩٧- ٤٠٥.
(٤) ينظر: الفتاوى الكبرى: ٣/ ٢٠٩- ٢١٥.
(٥) ينظر: إعلام الموقّعين: ٣/ ٢٢٤- ٢٣٠. وينظر ـ للاستزاده ـ: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( بيروت: دار الكتب العلميّة ): ص٢٠٢، مع ص: ٢٠٧ من هذه الرسالة.
(٦) ينظر: مدارج السالكين: ١/١٥- ١٨. وينظر: ص ٥٣٨ من هذه الرسالة.