له مصنّفات عدّة، من أشهرها: اختصار علوم الحديث، والبداية والنهاية، وتفسير القرآن العظيم، مات سنة: أربع وسبعين وسبع مئة(١).
وقد ترجم ابن كثير للشيخ ترجمة حافلة في كتابه البداية والنهاية(٢)، بل إنّه في تراجم خصومه يذكره وينتصر له، كما فعل في ترجمة شيخه ابن الزملكاني، فإنّه قال: " وكان في نيّته إذا رجع إلى الشام متولّياً أن يؤذي شيخ الإسلام ابن تيميّة، فدعا عليه، فلم يبلغ أمله ومراده، فتوفّي في سحَر يوم الأربعاء.. "(٣).
أثر اختيارات الشيخ وترجيحاته على ابن كثير.
سبق قريباً أنّ الحافظ ابن كثير كان محبّاً للشيخ، كثير الأخذ عنه، فلا غرابة أن يكون لاختيارات الشيخ وترجيحاته أثر على ابن كثير، لا سيّما وأنّ ابن كثير ـ رحمه الله ـ قد صنّف مصنّفاً مستقلاً في التفسير، وهو من أشهر التفاسير وأنفعها.
وقد قمت بتتبّع اختيارات ابن كثير وترجيحاته في الآيات التي هي محلّ الدراسة، ومقارنتها باختيارات الشيخ وترجيحاته، فألفيتها لا تخرج عن ثلاثة أقسام:
؟ أحدها: ما وافق فيه الشيخ، وهو الأكثر.
؟ والثاني: ما اقتصر فيه على ذكر الأقوال دون اختيار أو ترجيح.
؟ والثالث: ما خالف فيه الشيخ. وهو قليل.
وأثر الشيخ على ابن كثير إنّما يظهر في القسم الأوّل. ويتجلّى في الصور التالية:
١. أن يذكر الأقوال فيختار أحدها، ثمّ ينصّ على أنّه اختيار الشيخ ـ رحمه الله ـ بلا واسطة.
٢. أن يذكر الأقوال، فيختار أحدها ـ فيما يظهر ـ ثمّ ينصّ على أنّه اختيار الشيخ لكن بواسطة.
٣. أن يذكر اختيار الشيخ مع أقوال أخرى، ويقتصر عليه دون التصريح باختياره هو. وظاهر صنيعه اختيار القول الذي اختاره الشيخ.
(٢) ينظر: البداية والنهاية: ١٨/ ٢٩٥- ٣٠٤.
(٣) السابق: ١٨/ ٢٨٧، ٢٨٨.