وقد اختار هذا القول ابن رجب ـ رحمه الله ـ فذكر قريباً من كلام الشيخ، فإنّه قال: " فأخبر أنّ قصد السبيل ـ وهو الطريق القاصد ـ عليه، يعني أنّه يوصل إليه. وأنّ من السبيل ما هو جائر عن القصد، غير موصل. فالسبيل القاصد هو الطريق المستقيم. والسبيل الجائر هو سبيل الشيطان الرجيم، وقد وحّد طريقه في أكثر المواضع، وجمع طرق الضلال، لأنّ طريق الحقّ أصله شي واحد، ودين الإسلام العامّ كما سبق، وهو توحيد الله وطاعته. وطرق الضلالة كثيرة متنوعة، وإن جمعها الشرك والمعصية "(١).
؟ قوله تعالى: ﴿ ويكون الدين كلّه لله.. ﴾[ الأنفال: ٣٩ ].
فقد رجّح الشيخ أنّ المراد بالدين في هذه الآية: الطاعة(٢). وقد وافقه ابن رجب في ذلك، فذكر أنّ المقصود: " أن يكون الدين كلّه لله، والطاعة له "(٣).
ومثال الثاني:
؟ قوله تعالى: ﴿ إنّما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم.. ﴾[ الأنفال: ٢ ].
فقد بسط الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ الكلام في هذه الآية وأمثالها، ثمّ ختم ذلك بقوله: " وهذا الجواب ملخّص من كلام شيخ الإسلام أبي العبّاس ابن تيميّة ـ رحمه الله ـ "(٤).
ومثال الثالث:
؟ قوله تعالى: ﴿.. إنّما يخشى الله من عباده العلمؤا.. ﴾[ فاطر: ٢٨].

(١) شرح حديث مثل الإسلام.. عن روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبليّ جمع: طارق بن عوض الله ( الرياض: دار العاصمة ): ١/ ٨٠، ٨١.
(٢) ينظر: ص ٤٧١ من هذه الرسالة.
(٣) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ( دمشق: دار ابن كثير ): ص٤٠٣، وروائع التفسير: ١/ ٢٠٧.
(٤) الكلام على قوله تعالى: ﴿ إنّما يخشى الله من عباده العلمؤا.. ﴾[ فاطر: ٢٨]، عن روائع التفسير: ٢/ ١١٠- ١١٤. وينظر: ص ٤٤٨ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon