o الثالث: أنّ الإخوة إذا كانوا محجوبين بالأب، فلا يحجبون الأمّ عن شيء، بل لها الثلث. وذكر أنّ هذا القول: " رجّحه الإمام أبو العبّاس ابن تيميّة "(١).
هذا ما ظهر لي من الصور الدالّة على أثر اختيارات الشيخ وترجيحاته في التفسير على الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ، وهناك صور أخرى خالف فيها الشيخ، وأخرى توقّف فيها.
فممّا خالف فيه الشيخ:
؟ قوله تعالى: ﴿ إنّما النسي ء زيادة في الكفر.. ﴾[ التوبة: ٣٧ ].
فقد اختار ابن رجب أنّ المراد بالنسيء: " أنّهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً، فيحلّونه بذلك. ويمتنعون من القتال فيه عاماً، فيحرّمونه بذلك "(٢).
وهذا خلاف ما اختاره الشيخ ـ رحمه الله ـ، فإنّه اختار قول مجاهد، وقد سبق قريباً(٣).
؟ وأصرح من ذلك: إنكاره تفسير الحسنة بلا إله إلا الله، وهو القول الذي اختاره الشيخ ـ رحمه الله ـ(٤).
وسبب إنكاره لهذا التفسير: ما ذكره من " ظنّ طوائف من الفقهاء والصوفية أنّ ما يوجد في هذه الدنيا من هذه العبادات، أفضل ممّا يوجد في الجنّة من النعيم، قالوا: لأنّ نعيم الجنّة حظّ العبد. والعبادات في الدنيا حقّ الربّ. وحقّ الربّ أفضل من حظّ العبد ".
قال ـ رحمه الله ـ: " وهذا غلط. ويقوّي غلطهم قول كثير من المفسّرين في قوله تعالى: ﴿ من جاء بالحسنة فله خير منها.. ﴾[ النمل: ٨٩ ]، قالوا: الحسنة: لا إله إلا الله، وليس شيء خيراً منها. ولكنّ الكلام على التقديم والتأخير، والمراد: فله منها خير. أي: له بسببها ولأجلها ".

(١) جامع العلوم والحِكَم ( الرياض: الرئاسة العامّة لإدارات البحوث العلميّة والإفتاء والدعوة والإرشاد ): ص٣٥٣، ٣٥٤. وروائع التفسير: ١/ ٢٨٧.
(٢) جامع العلوم والحكم: ص ١٨٠. وروائع التفسير: ١/١٠٨.
(٣) ينظر ص ١٢١.
(٤) ينظر: ص ٣٨٢ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon