وهو قول أكثر فقهاء الشام وغيرهم(١).
وفي رواية لأحمد: لا يحرم، وإن سمّوا غير الله، وهو قول عطاء(٢)، ومجاهد، ومكحول(٣)، والأوزاعيّ(٤)، والليث(٥).
ومنشأ الاختلاف في ذلك، أنّ هذا الحكم قد تنازعه عمومان:
؟ أحدهما: قوله تعالى: ﴿ وما أهلّ لغير الله به.. ﴾[المائدة: ٣].

(١) ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم: ٢/٥٥٨.
(٢) هو التابعيّ الجليل عطاء بن أبي رباح، أبو محمد القرشيّ مولاهم المكيّ، روى عن عائشة، وأم سلمة، وأبي
(٢) هريرة وابن عباس وعدّة من الصحابة وغيرهم. وروى عنه مجاهد بن جبر وأبو إسحاق السبيعي وأبو الزبير وخلق كثير، كان ثقة، فقيهاً، عالماً، وكان ينادى في الحجّ: لا يفتي الناس إلا عطاء، توفي سنة خمس عشرة ومئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٥/٧٨، وتهذيب التهذيب لابن حجر، بيروت: دار الفكر: ٧/١٧٩ ).
(٣) هو عالم أهل الشام، يكنى أبا عبد الله، سمع من بعض الصحابة، كأنس، وواثلة بن الأسقع. وهو من أقران الزهريّ، روى عن طائفة من قدماء التابعين كأبي مسلم الخولاني ومسروق وغيرهما، روى عنه الزهري، وربيعة الرأي وآخرون، مات سنة اثنتي عشرة ومئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٥/١٥٥، وتهذيب التهذيب: ١٠/٢٥٨ ).
(٤) هو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمَد، أبو عمرو، عالم أهل الشام، حدّث عن عطاء، وأبي جعفر الباقر،
وعمرو بن شعيب، وآخرين، روى عنه: الزهري، ويحيى بن أبي كثير ـ وهما من شيوخه ـ، وشعبة والثوري وخلق كثير، مات سنة سبع وخمسين ومئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٧/١٠٧، وتهذيب التهذيب: ٦/٢١٦).
(٥) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن، عالم الديار المصرية. سمع من عطاء، وابن أبي مليكة، والزهري، وخلق كثير، وروى عنه خلق كثير، منهم ابن عجلان شيخه، وابن لهيعة، وهشيم، وابن المبارك، مات سنة خمس وسبعين ومئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٨/١٣٦، وتهذيب التهذيب: ٨/٤١٢ ).


الصفحة التالية
Icon