ومجاهد(١).
وحجّة من قال بالعموم:
١. ما ثبت في الصحيح من قبوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الشاة المشويّة التي أهدتها
له اليهوديّة، فنهش منها نهشة قبل أن يتبيّن له أنّ فيها سمّاً(٢).
٢. ما ثبت في الصحيح أيضاً من حديث عبد الله بن مغفّل ـ رضي الله عنه ـ أنّه يوم خيبر أخذ جراباً فيه شحم، وقال: لا أطعم اليوم من هذا أحداً، وقد سمعه النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فتبسّم، ولم ينكر عليه(٣).
٣. إجابة النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ دعوة يهودي إلى خبز شعير، وإهالة سنخة(٤).
ووجه الدلالة من هذه الأحاديث: أنّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لم يستفصل في شيء منها عن طعام أهل الكتاب هل فيه شيء ممّا حرّم عليهم، أم أنّهم نزعوه.

(١) ينظر: المغني لابن قدامة المقدسيّ ( الرياض: دار عالم الكتب، تحقيق د. التركي ): ١٣/ ٣١٢.
(٢) أ خرجه البخاري في كتاب الهبة، باب قبول الهديّة من المشركين ( دمشق: دار القلم ): ٢/ ٩٢٣، برقم: ٢٤٧. ومسلم في كتاب السلام، باب السمّ ( الرياض: مكتبة الرشد ): ص ٥٦٨، برقم: ٢١٩٠.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب وغيرهم: ٥/ ٢٠٩٧. ومسلم في كتاب الجهاد والسير: باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب: ص٤٦٢ برقم: ١٧٧٢. وعبد الله بن مغفّل صحابي جليل، من أهل بيعة الرضوان، حدّث عنه الحسن البصري، ومطرّف ابن الشّخّير، ومعاوية بن قرّة، وغيرهم، توفي سنة ستين. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٢/٤٨٣، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ( بيروت: دار المعرفة ): ٣/ ٣٩٨ ).
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ( بيروت المكتب الإسلاميّ ): ٣/ ٢٦٦، برقم: ١٣١٨٦. والإهالة: ما أذيب من الألية والشحم، وقيل: الدسم الجامد. والسنخة: المتغيرة الريح. ( النهاية: ١/٨٤ ).


الصفحة التالية
Icon