قال ابن عبد الهادي ـ رحمه الله ـ حاكياً حال الشيخ بعد دخوله السجن: " وأقبل في هذه المدّة على العبادة والتلاوة، وتصنيف الكتب، والردّ على المخالفين. وكتب على تفسير القرآن العظيم جملة كبيرة تشتمل على نفائس جليلة، ونكت دقيقة، ومعانٍ لطيفة. وأوضح مواضع كثيرة أشكلت على خلق من المفسّرين. وكتب في المسألة التي حُبس بسببها مجلّدات عدّة، وظهر بعض ما كتبه، واشتهر، وآل الأمر إلى أن مُنع من الكتابة والمطالعة، وأخرجوا ما عنده من الكتب، ولم يتركوا عنده دواة ولا قلماً ولا ورقة، وكتب عقيب ذلك بفحم.."(١).
وقال ابن رشيق في أسماء مؤلّفات الشيخ: " فمن ذلك ما ألّفه من تفسير القرآن العزيز ـ غير ما جمعه من أقوال مفسّري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم ـ فكتب على جميع القرآن ما أمكنه من النقول عن السلف شيء كثير "(٢).
وهذا نقل مجرّد بدون استدلال.
ثمّ قال ـ رحمه الله ـ: " وكتب في أوّله [ أي: في أوّل القرآن ] قطعة كبيرة بالاستدلال "(٣).
ثمّ قال: " ورأيت له سوراً وآيات يفسّرها، ويقول في بعضها: كتبته للتّذكّر، ونحو ذلك "(٤).
وقال الإمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ في نونيّته المشهورة(٥):
هذا وليس يُقصّر التفسير عن عشر كبار ليس ذا نقصانِ
وقد فصّل ابن رشيّق ما كتبه الشيخ في التفسير، في كتابه ( أسماء مؤلّفات ابن تيميّة )، المنسوب خطأ إلى ابن القيّم ـ رحمه الله ـ.

(١) طبقات علماء الحديث: ٤/٢٩٤.
(٢) الجامع لسيرة الشيخ: ص٢٨٢، ٢٨٣. وهذا النصّ غير موجود في النسخة المطبوعة المنسوبة إلى ابن القيّم.
(٣) السابق: ص٢٨٣.
(٤) السابق: ٢٨٣.
(٥) متن القصيدة النونيّة ( القاهرة: مكتبة ابن تيميّة ): ص ٢٣١.


الصفحة التالية
Icon