٤. الاستشهاد بسورة كاملة.
٥. الاستشهاد بالآية على سبيل الاستعارة.
٦. الاستفتاح بالآية ـ أو الآيات ـ وجعلها أساساً يُبنى عليه ما بعده.
التفصيل:
١. كثرة الاستشهاد بالآيات:
وهذه سمة بارزة جدّاً في مصنّفات الشيخ ـ رحمه الله ـ حتّى لا تكاد تخلو صفحة من كتب الشيخ من آية أو أكثر، إلا في القضايا والمسائل المنطقيّة العقلية؛ فقد يقلّ استشهاده بالآيات لما يقتضيه المقام من التركيز على الحجج العقليّة وإبرازها، كما في كتابه ( الردّ على المنطقيّين ) و ( بغية المرتاد )، ونحوهما.
وفي هذا دليل واضح على شدّة ارتباط الشيخ بكتاب الله، وتمسّكه به، واللوذ بجنابه. هذا مع عنايته بنصوص السنّة الصحيحة، المبيّنة لمجمل الكتاب، وبأقوال السلف الصالح، ومنهجهم في فهم هذه النصوص، خلافاً لأهل البدع والأهواء.
٢. الاستشهاد بأكثر من آية، من سور متعدّدة:
الشيخ ـ رحمه الله ـ على كثرة استشهاده بالآيات واستدلاله بها، لا يكتفي ـ في الغالب ـ بآية واحدة، بل يسوق ما يستحضره من الآيات من سور متعدّدة، ليدعم بها قوله، مع الشرح والتوضيح بما يقنع المخالف، ويقطع حجّته(١).
وحتّى وهو يسوق حجج الخصم، يذكر ما استدلّوا به من الآيات، ولا يقتصر على آية واحدة(٢). لكنّه لا يلتزم ـ عند إيراده للآيات ـ بترتيب المصحف، بل يسوق الآيات غير مرتّبة، ويبدأ بما هو أقرب للاستدلال بالآية.

(١) ينظر ـ على سبيل المثال ـ: مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيميّة ( جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم ) : ١/٦، و١/١٥، و٢٤/٢٥٤، و٢٦/٢٥، و٢٧/٦٥، ٦٦، ٨٧، و٣٥/١٢١، ١٢٢، والجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح ( الرياض: دار العاصمة ): ١/٦٢- ٦٨، و٢/١٢٠، والصفديّة ( مصر: دار الهدي النبوي ): ١/١٥٧، والتسعينيّة ( الرياض: مكتبة المعارف ): ١/١٢٧.
(٢) ينظر: الجواب الصحيح: ١/١٢١، ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon