؟ أن يذكر أكثر من آية، ويبني عليها، كما فعل في ( قاعدة في توحيد الإلهيّة )، فإنّه استفتح بذكر خمس عشرة آية، جعلها كالأساس، ثمّ بنى عليها(١).
؟ أن يستفتح بآية، فحديث يفسّرها، ثمّ يسوق بعد ذلك من الآيات والبراهين ما يشهد لمعنى الآية والحديث، كما فعل في كلامه على قوله تعالى: ﴿ اهدنا الصرط المستقيم. صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين ﴾ [الفاتحة: ٦، ٧](٢).
هذا ما ظهر لي من السمات في منهج الشيخ في الاستدلال بالآيات والاستشهاد بها.
وأمّا أثر ذلك في الاختيار والترجيح؛ فيتجلّى في أمرين:
؟ أحدهما: وفرة الاختيارات والترجيحات، إذ كلّما كثر استدلال الشيخ بالآيات، والاستشهاد بها، والتعليق عليها؛ كثرت اختياراته وترجيحاته، وهذا ظاهر.
؟ الثاني: أنّ الاستدلال بأكثر من آية من سور متعدّدة، وجه من وجوه الترجيح ـ كما سيأتي ـ(٣)، وهو ما يسمّى بالنظائر. والله تعالى أعلم.
القسم الأوّل:
﴿ الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيميّة ﴾
وفيه تمهيد وأربعة فصول:
التمهيد : الفرق بين الاختيار والترجيح، وأثر ذلك في التفسير.
الفصل الأوّل : أسباب الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيميّة.
الفصل الثاني: صيغ الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيميّة.
الفصل الثالث : وجوه الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيميّة.
الفصل الرابع: أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته في التفسير على
مَنْ بعده.
﴿ تمهيد ﴾
الفرق بين الاختيار والترجيح
وأثر ذلك في التفسير
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١/٦٤.
(٣) ينظر: ص ٩٣ من هذه الرسالة.