؟ الثالث: أنّ الترادف المحض غير موجود في اللغة عند جمع من أهل اللغة، نعم قد يكون اللفظان متّفقين في الدلالة على معنى واحد، لكن يمتاز أحدهما على الآخر بزيادة في المعنى، بوجه من الوجوه، ومثال ذلك: لفظ السيف والصارم والمهنّد، فلفظ السيف يدلّ عليه مجرّداً، ولفظ الصارم يدلّ على صفة الصرم وهي القطع، ولفظ المهنّد يدلّ على النسبة إلى الهند(١)، فكلّ صارم ومهنّد سيف، وليس كلّ سيف صارماً ومهنّداً. ويشبه ذلك: الاختيار والترجيح.
هذا ما ظهر لي من الفرق بين الاختيار والترجيح، فالقول بعدم التفريق فيه تجوّز واضح، ومع ذلك يبقى الأمر كما قال أهل العلم: ( لا مشاحّة في الاصطلاح ).
وأمّا أثر ذلك في الاختيار والترجيح في التفسير، فيظهر من وجوه عدّة:
؟ أحدها: التفريق بين الأقوال الضعيفة والمرجوحة ممّا لا تحتمله الآية، وبين الأقوال المحتملة التي تتنوّع اختيارات المفسّرين فيها بحسب النظر والاجتهاد.
ويوضّح ذلك الوجه:
؟ الثاني: وهو التأكيد على ما هو مقرّر في أصول التفسير من اختلاف التنوّع، واختلاف التضادّ(٢). فالاختيار يدلّ على الأوّل، والترجيح يدلّ على الثاني.
ويشهد لهذين الوجهين، الوجه:
؟ الثالث: وهو أنّ ذلك أدلّ على مراد أئمّة التفسير وعباراتهم وصيغهم في ترجيح بعض الأقوال على بعض. والله تعالى أعلم.
﴿ الفصل الأوّل ﴾
أسباب الاختيار والترجيح في التفسير
عند ابن تيميّة
وفيه مبحثان:
المبحث الأوّل: أسباب الاختيار في التفسير
عند ابن تيميّة
المبحث الثاني: أسباب الترجيح في التفسير
عند ابن تيميّة
أسباب الاختيار والترجيح عند ابن تيميّة
ــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢٠/ ٤٢٣، ٤٢٤.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٣/٣٣٣. وينظر: فصول في أصول التفسير لمساعد الطيّار ( الرياض: دار النشر الدوليّ ) : ص٥٥.


الصفحة التالية
Icon