٤. الفصل بين طائفتين: فالشيخ ـ رحمه الله ـ قد ينصب نفسه حكماً بين طائفتين، فيقضي بينهما بما يراه الصواب، ومن ذلك ما ذكره ـ رحمه الله ـ من اختلاف الناس في قوله تعالى: ﴿.. وما كنّا غائبين ﴾[ الأعراف: ٧]، مع قوله تعالى: ﴿ الذين يؤمنون بالغيب.. ﴾[ البقرة: ٣]، وهل يسمّى الله غائباً؟ ثمّ ذكر فصل الخطاب في ذلك(١).
٥. تأكيد أقوال المفسّرين وتأييدها: ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. فقتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمن لهم لعلّهم ينتهون ﴾[ التوبة: ١٢]، فإنّه قال: " واليمين هنا المراد بها: العهود لا القسم بالله فيما ذكره المفسّرون، وهو
كذلك.. "(٢).
؟ قوله تعالى: ﴿.. أو بأيدينا ﴾[ التوبة: ٥٢]، فإنّه قال: " قال أهل التفسير: ( أو بأيدينا )، بالقتل. إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلناكم، وهو كما قالوا.. "(٣).
٦. توضيح معنى خَفِيَ أو قَصَّرَ عنه كثير من المفسّرين: ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ وجعلوا لله شركاء قل سمّوهم.. ﴾[الرعد: ٣٣]، فقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ حاصل أقوال المفسّرين في معنى هذه الآية، ثمّ قال: " وقد حام حول معناها كثير من المفسّرين، فما شفوا عليلاً، ولا أرووا غليلاً، وإن كان ما قالوه صحيحاً "(٤).
؟ قوله تعالى: ﴿ قال هذا صرط عليّ مستقيم ﴾[الحجر: ٤١].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " فصل في آيات ثلاث متناسبة، متشابهة اللفظ والمعنى، يخفى معناها على أكثر الناس.. "، فذكر هذه الآية، وآيتين أخريين من سورة النحل والليل(٥).
٧. توجيه المتشابه:
وهو كثير في القرآن، ومن ذلك:

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٤/٥١، ودقائق التفسير: ١/٢٠١. وينظر: ص٣٨٩ من هذه الرسالة.
(٢) الصارم المسلول: ص١٧. وينظر: ص٥٠١ من هذه الرسالة.
(٣) السابق: ص٣٤٥.
(٤) مجموع الفتاوى: ١٥/١٩٦. وينظر دراسة هذا الاختيار ص٦٦٧ من هذه الرسالة.
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٥/١٩٨. وينظر دراسة اختيار الشيخ ص٦٨٢ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon