لقد سبق في ترجمة الشيخ أنّ من أسباب محنته: تعرّضه لبعض ملاحدة الصوفيّة ـ كمحيي الدين ابن عربيّ(١)وغيره ـ ومن يعظّمهم من علماء السوء والسلطان، وهذا السبب هو الذي دفعه إلى الحديث عن آيات لم يختلف فيها علماء المسلمين، لولا إلحاد هؤلاء الملاحدة في تفسيرها، ومن ذلك:
؟ قوله تعالى عن فرعون: ﴿ يقدم قومه يوم القيمة فأوردهم النار.. ﴾[هود: ٩٨]، فقد قرّر الشيخ ـ رحمه الله ـ دخول فرعون في الورود المذكور في الآية، وسبب هذا التقرير ـ مع وضوحه ـ الردّ على بعض الملاحدة ـ كابن عربيّ وأمثاله ـ الذين قالوا إنّ فرعون إنّما أورد قومه النار ولم يدخلها، وبنوا على ذلك أنّه كان مؤمناً، وأنّه لا يدخل النار(٢).
٢- الردّ على المشركين: ومن ذلك:

(١) هو محيي الدين أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد الطائيّ، الحاتميّ، المرسي، نزيل دمشق، المعظّم عند الصوفيّة، له كتاب الفصوص، ذكر الذهبيّ ـ رحمه الله ـ أنّه من اردأ تواليفه، وقال: " فإن كان لا كفر فيه؛ فما في الدنيا كفر! نسأل الله العفو والنجاة، فوا غوثاه بالله ". وحكى عن شيخه ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ أنّه سمع الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ يقول عن ابن عربيّ: " شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرّم فرجاً ". مات سنة: ثمان وثلاثين، وستّ مئة. ( ينظر: التكملة لوفيّات النقلة للمنذريّ ( بيروت: مؤسسة الرسالة): ٣/ ٥٥٥، وسير أعلام النبلاء للذهبيّ: ٢٣/٤٨).
(٢) ينظر: دقائق التفسير: ٢/ ٢٥٤- ٢٥٧. وينظر دراسة هذا الاختيار ص: ٦٠٥ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon