؟ قوله تعالى: ﴿ بديع السموات والأرض.. ﴾[الأنعام: ١٠١]. قال الشيخ ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية: " أي: مبدعهما، كما ذكر مثل ذلك في البقرة. وليس المراد أنّهما بديعة سماواته وأرضه، كما تحتمله العربيّة لولا السياق، لأنّ المقصود: نفي ما زعموه من خرق البنين والبنات له، ومن كونه اتّخذ ولداً "(١).
٣- الردّ على القبوريّين(٢): ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربّي شيئاً..﴾[ الأنعام: ٨٠]. رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الاستثناء في هذه الآية منقطع، والمعنى: لكن إن شاء ربّي شيئاً كان. وقد جاء ذلك في معرض ردّه على البكريّ(٣)لمّا قال ـ مهدّداً الشيخ، ومستعدياً عليه حاكم عصره ـ: " لقد خشيت على كثير من أهل الأقاليم بسبب تقاعدهم عن نصرة الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بإهلاكه، وإهلاك أمثاله، خصوصاً أهل الدولة، وأصحاب الحكم.. "، فهو يرى أنّ قعود أهل الأقاليم عن إهلاك الشيخ وأمثاله من الموحّدين الناهين عن الاستغاثة بالمخلوقين، نصرة للرسول بزعمه، موجب لعقابهم، وزوال دولتهم!(٤).

(١) مجموع الفتاوى: ٢/٤٤٤. وينظر دراسة اختيار الشيخ ص: ٣٤٨ من هذه الرسالة.
(٢) القبوريون من المشركين، لكنّهم ينتسبون إلى الإسلام، ويشاركون المسلمين في صلاتهم وعباداتهم، لذا أفردتهم بالذكر.
(٣) هو نور الدين أبو الحسن عليّ بن يعقوب بن جبريل البكريّ، الشافعيّ، المصريّ. صوفيّ قبوريّ ـ كما يتّضح من ردّه على الشيخ ـ من شيوخه: ابن الجزريّ ـ وقد أنكر عليه ردّه على الشيخ ـ، وابن الرفعة، له كتاب في البيان، وآخر في تفسير سورة الفاتحة. مات سنة: أربع وعشرين، وسبع مئة. ( ينظر: طبقات الشافعيّة الكبرى للسبكيّ: ١٠/٣٧٠، والبداية والنهاية: ١٤/ ٧٦، ١٢٥ ).
(٤) ينظر: الاستغاثة في الردّ على البكريّ ( الرياض: دار الوطن ): ١/ ١٦٠. وينظر دراسة اختيار الشيخ ص: ٣٤٣ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon