؟ قوله تعالى: ﴿ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب.. ﴾ [الإسراء: ٥٧]، فقد جاء ترجيح الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذه الآية، في معرض ردّه على البكريّ أيضاً، فقال: " وأمّا دعاء الميّت وسؤاله بلفظ الاستغاثة وغيرها، كقول الداعي: أطلبُ منك المغفرة أو الرحمة، أو قضاء الدين، أو النصر على العدوّ، فهذا ممّا نهى عنه القرآن، قال تعالى: ﴿ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضرّ عنكم ولا تحويلاً * أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذوراً ﴾[الإسراء: ٥٦، ٧٥] "(١).
٤- الردّ على المتفلسفة والمتكلمين:
إنّ ممّا شغل الشيخ في حياته، واستنزف الكثير من وقته: الردّ على المتفلسفة والمتكلّمين بالبراهين الدامغة والحجج الواضحة، وتفنيد آرائهم ونظريّاتهم الفلسفيّة التي شغلوا بها المسلمين، ولمّا كان هؤلاء المتفلسفة ربّما احتجّوا ببعض الآيات، فقد تصدّى لهم الشيخ، وبيّن زيف استدلالهم، وبطلان حجّتهم، ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. قال لا أحبّ الآفلين ﴾[ الأنعام: ٧٦]، فقد أكثر الشيخ الكلام في هذه الآية في مواضع عدّة من كتبه، وقرّر أنّ الأفول هو المغيب والاحتجاب باتّفاق أهل التفسير واللغة، وذلك ردّاً على طوائف من المتفلسفة والمتكلّمين، الذين زعموا أنّ الأفول بمعنى الحركة والانتقال، ليتوصّلوا إلى القول بحدوث العالم، ونفي الصفات(٢).
؟ قوله تعالى: {.. فمن أظلم ممّن كذّب بأيت الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون
(٢) ينظر: درء تعارض العقل والنقل: الرياض: جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة ): ١/ ١٠٩، و٣١٠، والردّ على المنطقيّين ( لاهور: إدارة ترجمان السنّة ): ص٣٠٤. وينظر ص: ٣٣٨ من هذه الرسالة.