ثمّ بيّن كيفيّة إظهاره، فذكر أنّ: " جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين الأمّيين. فقهر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الأمّيين، حتّى دانوا بالإسلام طوعاً وكرهاً. وقَتَل من أهل الكتاب، وسبى، حتّى دان بعضهم بالإسلام، وأعطى بعضهم الجزية صاغرين، وجرى عليهم حكمه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ. وهذا ظهور الدين كلّه "(١).
ويؤيّد ذلك: ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " لا يذهب الليل والنهار حتّى تعبد اللات والعزّى ". فقلت: يا رسول الله، إن كنتُ لأظنّ حين أنزل الله: ﴿ هو الذي أرسل رسولَه بالهُدَى ودين الحقّ لِيظْهِرَه على الدين كلِّه ولو كره المشركون ﴾ أنّ ذلك تامّاً. قال: " إنّه سيكون من ذلك ما شاء الله. ثمّ يبعث الله ريحاً طيّبة، فَتَوفَّى كلَّ مَنْ في قلبه مثقالُ حبّةِ خردلٍ من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم "(٢).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتّى تعبد دوس ذا الخلصة: ص٧٣٥، برقم: ٢٩٠٧.