٨٥ ـ قوله تعالى: ﴿ فإمّا تثقفنّهم في الحربِ فشرّدْ بهم مَن ْ خَلْفَهم.. ﴾ [الأنفال: ٥٧].
اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الثقف المذكور في الآية، معناه المصادفة، وأنّ قوله ( شرّد بهم من خلفهم ) أي: افعل بهم ما يتفرّق به غيرهم من الكفّار.
قال ـ رحمه الله ـ: " فأمر الله رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا صادف الناكثين للعهد في الحرب، أن يشرّد بهم غيرهم من الكفّار، بأن يفعل بهم ما يتفرّق به أولئك "(١).
الدراسة، والترجيح:
وافق الشيخ في اختياره: الزجّاج(٢)، والجصّاص(٣).
واختار كثير من المفسّرين أنّ المراد بالثقف: الغلبة والظفر.
وممّن اختار ذلك: هود بن محكم(٤)، والواحديّ(٥)، وابن العربيّ(٦)، وابن عطيّة ـ وأنكر القول الأوّل ـ(٧)، وابن الجوزيّ(٨)، والرازي(٩)،.......................................

(١) الصارم المسلول: ص٢٨٩.
(٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه: ٢/ ٤٦٤.
(٣) ينظر: أحكام القرآن: ٣/ ٦٧. واختاره من المتأخّرين: السعدي، وقال موضّحاً ذلك: " ( فإمّا تثقفنّهم في الحرب ) أي: تجدنّهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق، ( فشرّد بهم من خلفهم ) أي: نكّل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون به عبرة لمن بعدهم..". تيسير الكريم الرحمن: ٣/ ١٨٠، ١٨١.
(٤) ينظر: تفسير كتاب الله العزيز: ٢/ ١٠٠.
(٥) ينظر: الوجيز: ١/ ٤٤٥.
(٦) ينظر: أحكام القرآن: ٢/ ٨٧١.
(٧) ينظر: المحرّر الوجيز: ٦/ ٣٤٦.
(٨) ينظر: تذكرة الأريب: ١/ ٢٠٦.
(٩) ينظر: التفسير الكبير: ٥/ ٤٩٧.


الصفحة التالية
Icon