والقرطبيّ(١)، وأبو حيّان(٢)، والسمين الحلبيّ(٣).
وجمع بعض المفسّرين بين المعنيين، منهم: الطبريّ(٤)، والنحّاس(٥)، والبغويّ(٦)، والزمخشريّ(٧)، والبيضاويّ(٨)، والنسفي(٩).
وسبب هذا الاختلاف يرجع إلى أصل معنى كلمة ( ثقف ) في اللغة، فإنّها تطلق على المصادفة، كما تطلق على الظفر بالشيء وإدراكه(١٠).
والراجح: ما ذهب إليه مَنْ جمع بين المعنيين، فيكون المراد بالثقف: الظفر المترتّب على المصادفة والملاقاة، وأنّه لا يكون ظفر إلاّ بالمصادفة والملاقاة(١١)، والله تعالى أعلم.
٨٦ ـ قوله تعالى: ﴿ يأَيّها النّبي ُّ حسبُك اللهُ ومَن اتّبعك مِن َ المؤمنين ﴾ [الأنفال: ٦٤].

(١) ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٢.
(٢) ينظر: البحر المحيط: ٤/ ٥٠٤.
(٣) ينظر: عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ ( بيروت: عالم الكتب ): ١/ ٣٢٢. واختاره من المتأخّرين: ابن عاشور: ٩/ ١٤٠. والسمين الحلبي هو أحمد بن يوسف بن عبد الدائم، نزيل القاهرة، نحويّ مفسّر، من تصانبفه "تفسير القرآن"، و " الدر المصون"، وغيرها، مات سنة ستّ وخمسين وسبع مئة. ( ينظر: غاية النهاية في طبقات القرّاء لابن الجزري ( بيروت: دار الكتب العلميّة ): ١/ ١٥٢، والدرر الكامنة: ١/ ٣٣٩ ).
(٤) ينظر: جامع البيان: ٦/ ٢٧٠.
(٥) ينظر: معاني القرآن: ٣/ ١٦٤.
(٦) ينظر: معالم التنزيل: ٣/ ٣٦٩.
(٧) ينظر: الكشّاف: ٢/ ١٣٢.
(٨) ينظر: أنوار التنزيل: ٣/ ١١٧.
(٩) ينظر: مدارك التنزيل: ٢/ ٧٠. ومن المتأخّرين: الشوكانيّ: ٢/ ٣٦٤.
(١٠) ١٠) ينظر: معجم مقاييس اللغة: ١/ ٣٨٣، والقاموس المحيط: ٣/ ١٢١.
(١١) ١١) ينظر: روح المعاني: ١٠/ ٢٢.


الصفحة التالية
Icon