١. قوله تعالى: ﴿ ولو أنّهم رضوا ما ءاتهم اللهُ ورسولُه وقالوا حسبنا الله.. ﴾[التوبة: ٥٩]، "أمرهم أن يقولوا: (حسبنا الله)، ولا يقولوا: (ورسوله). فإذا لم يجز أن يكون الله ورسوله حسب المؤمن؛ فكيف يكون المؤمنون مع الله حسباً لرسوله".
٢. أنّ "المؤمنين محتاجون إلى الله كحاجة الرسول إلى الله، فلا بدّ لهم من حسبهم، ولا يجوز أن يكون معونتهم وقوّتهم من الرسول، وقوّة الرسول منهم، فإّن هذا يستلزم الدور. بل قوّتهم من الله، وقوّة الرسول من الله، فالله وحده يخلق قوّتهم، والله وحده يخلق قوّة الرسول"(١).
وقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في مواضع أخرى أنّ هذا القول: " هو الصواب المقطوع به في هذه الآية "(٢)، " وهو الذي اتّفق عليه السلف "(٣).
الدراسة، والترجيح:
وافق الشيخ فيما ذهب إليه: الحارث المحاسبيّ(٤)، وهود بن محكم(٥)، والطبريّ(٦)، والواحديّ(٧)، وابن الجوزيّ(٨).

(١) منهاج السنّة النبويّة: ٤/ ٥٥، ٥٦.
(٢) مجموع الفتاوى: ٢٧/ ١٠٥.
(٣) جامع المسائل: ٤/ ٢٩٨، ورسالة في إهداء الثواب للنبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ( الرياض: أضواء السلف): ص١١٩. وينظر: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيّم ( بيروت: مؤسّسة الرسالة ): ١/ ٣٥ ـ ٣٧.
(٤) ينظر: فهم القرآن ومعانيه ( بيروت: دار الكندي، دار الفكر ): ص٤٧٨.
(٥) ينظر: تفسير كتاب الله العزيز: ٢/ ١٠٣.
(٦) ينظر: جامع البيان: ٦/ ٢٨١، ٢٨٢. وأشار إلى القول الثاني، ونسبه إلى أهل العربيّة، ولم ينكره.
(٧) ينظر: الوجيز: ١/ ٤٤٧.
(٨) ينظر: زاد المسير: ص٥٦٠. واختاره من المتأخّرين: ابن كثير: ٢/٣٢٤، والقاسميّ في محاسن التأويل ( دار إحياء الكتب العربيّة ): ٨: ٣٠٣٠، والسعديّ: ٣/١٨٧، والشنقيطيّ: ٢/٤١٦، والمراغي في تفسيره: ٤/٢٩.


الصفحة التالية
Icon