وجوّز القولين طائفة من المفسّرين، دون اختيار أو ترجيح، منهم: النحّاس(١)، والكرمانيّ(٢)، والبغويّ(٣)، والزمخشريّ(٤)، وابن عطيّة(٥)، والعكبريّ(٦)، والقرطبيّ(٧)، والبيضاويّ(٨)، والنسفيّ(٩)، وابن الأنباريّ(١٠)، وغيرهم.
والراجح: هو القول الأوّل الذي رجّحه الشيخ ـ رحمه الله ـ، لأنّه هو الموافق للاعتقاد الصحيح، والتوحيد الخالص الذي جاءت به الرسل. وقد نهى النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أن يساوى الخالق سبحانه بالمخلوق، فقال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثمّ شاء فلان "(١١). وذلك أنّ الواو تقتضي المساواة، وهي كذلك في هذه الآية على قول من قال إنّ المعنى: حسبك الله ومتّبعوك من المؤمنين. فوجب أن تكون الواو هنا بمعنى مع. وما ذكره الشيخ ـ رحمه الله ـ من الوجوه كاف في ترجيح هذا القول.

(١) ينظر: معاني القرآن: ٣/ ١٦٨.
(٢) ينظر: غرائب التفسير: ١/ ٤٤٤.
(٣) ينظر: معالم التنزيل: ٣/ ٣٧٤.
(٤) ينظر: الكشّاف: ٢/ ١٣٣.
(٥) ينظر: المحرّر الوجيز: ٦/ ٣٦٧.
(٦) ينظر: التبيان: ص١٨٠.
(٧) ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٤٣.
(٨) ينظر: أنوار التنزيل: ٣/ ١٢٠.
(٩) ينظر: مدارك التنزيل: ٢/ ٧٢.
(١٠) ١٠) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن ( الهيئة المصريّة العامّة للكتاب ): ١/ ٣٩١. ومن المتأخّرين: الشوكانيّ: ٢/ ٣٩٦.
(١١) ١١) أخرجه أحمد في المسند: ٥/ ٤٧٨، برقم: ٢٣٢٥٧، وأبو داود في كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسي: ٥/ ٣٤٥، برقم: ٤٩٤١، عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ. وصحّحه النوويّ في كتاب الأذكار ( بيروت: دار القلم): ص٣١٨.


الصفحة التالية
Icon