وقال في موضع آخر: " وهذه الحرم المذكورة في قوله: ﴿ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.. ﴾ ليس المراد الحرم المذكورة في قوله: ﴿.. منها أربعة حرم..﴾[التوبة: ٣٧]، ومن قال ذلك فقد غلط غلطاً معروفاً عند أهل العلم، كما هو مبسوط في موضعه "(١).
الدراسة، والترجيح:
وافق الشيخ في ترجيحه: الواحديّ(٢)، وابن العربيّ(٣)، وابن الجوزيّ(٤)، والرازي(٥)،
والبيضاوي(٦).
وحجّتهم بيّنها ابن كثير بقوله: " لأنّ عود العهد على مذكور، أولى من مقدّر. ثمّ إنّ الأشهر الأربعة المحرّمة سيأتي بيان حكمها في آية أخرى بعدُ في هذه السورة الكريمة "(٧).
واختار القول الثاني الذي أنكره الشيخ: الفرّاء(٨)، والطبريّ(٩)، والنحّاس(١٠)، والكيّا الهرّاسي(١١)، والبغويّ(١٢)، وابن عطيّة(١٣).
وحجّتهم: أنّ اسم الأشهر الحرم لا يتعارف منه غير المعهود، ولا يصير بسبب العهد مسمّى بالأشهر الحرم(١٤).

(١) منهاج السنّة النبويّة: ٤/ ٢٧٩. وينظر: الصفديّة: ٢/ ٣٢٠، والمستدرك: ١/ ١٨٢.
(٢) ينظر: الوجيز: ١/ ٤٥٢.
(٣) ينظر: أحكام القرآن: ٢/ ٩٠١.
(٤) ينظر: تذكرة الأريب: ١/ ٢١٠.
(٥) ينظر: التفسير الكبير: ٥/ ٥٢٨.
(٦) ينظر: أنوار التنزيل: ٣/ ١٢٩. ورجّحه من المتأخّرين: ابن كثير: ٢/ ٣٣٦، والبقاعي: ٣/ ٢٧١، والألوسيّ: ١٠/ ٤٩، والسعديّ: ٣/ ٢٠٠، والشنقيطيّ: ٢/ ٤٣٠.
(٧) تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٣٣٦.
(٨) ينظر: معاني القرآن: ١/ ٤٢١.
(٩) ينظر: جامع البيان: ٦/ ٣٠٨.
(١٠) ينظر: الناسخ والمنسوخ: ١/ ٤٨٨.
(١١) ينظر: أحكام القرآن له: ٤/ ١٧.
(١٢) ينظر: معالم التنزيل: ٤/ ٩.
(١٣) ينظر: المحرّر الوجيز: ٦/ ٤٠٢. ومن المتأخّرين: الثعالبيّ: ٢/ ١١٥، والكرميّ في قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن (الكويت: دار القرآن الكريم ): ١/ ١١٦.
(١٤) ينظر: أحكام القرآن للكيّا الهرّاسي: ٤/ ١٧.


الصفحة التالية
Icon