والراجح هو الأوّل، لدلالة السياق عليه. وأمّا الثاني، فهو مردود لوجوه:
؟ أحدها: أنّه مخلّ بالنظم، لورود الفاء التي تفيد الترتيب.
؟ الثاني: أنّ الأشهر الحرم ليست متوالية، فلا يقال فيها ( فإذا انسلخت )، فإنّ الثلاثة إذا انسلخت، بقي رجب، وإنّما يستعمل لفظ ( انسلخ ) في الزمن المتّصل.
؟ الثالث: أنّ جمهور الفقهاء على أنّ القتال في الأشهر الحرم مباح، فكيف يأمر بقتال
المشركين بعد انسلاخها، وقد أباح القتال فيها؟(١).
وقولهم: إنّ اسم الأشهر الحرم لا يتعارف منه غير المعهود.. مردود من وجهين:
؟ أحدهما: دلالة السياق التي تقتضي توالي هذه الأشهر كما سبق.
؟ الثاني: أنّ ذكر الأشهر الحرم المعروفة بعد ذلك في قوله تعالى: ﴿.. منها أربعة حرم..﴾[ التوبة: ٣٧] دون تعريف، يدلّ على أنّها ليست المذكورة في أوّل السورة.
٩١ ـ قوله تعالى: ﴿ كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقُبوا فيكم إلاًّ ولا ذمّة..﴾ [التوبة: ٨].
اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ ( الإلّ ) في هذه الآية هو القرابة(٢).
الدراسة، والترجيح:
حاصل الأقوال في معنى ( الإل ) ثلاثة(٣):
؟ أحدها: أنّه القرابة. هو مرويّ عن ابن عبّاس، والضحّاك، والسدّي. وهو الذي اختاره الشيخ.
؟ الثاني: أنّه الله ـ عزّ وجلّ ـ.
؟ الثالث: أنّه العهد.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢٩/ ١٤٠، والفتاوى الكبرى: ٣/ ٤٧٨، والعقود: ص٦٤، والصارم المسلول: ص١٣.
(٣) ينظر: جامع البيان: ٦/ ٣٢٦.