وأمّا من قال إنّه العهد والحِلْف.. فهو وإن كان سائغاً في اللغة، إلاّ أنّه غير سائغ في هذه الآية، لأنّ الله عطف عليه الذمّة، وهي العهد، فدلّ على أنّ له معنى مغايراً لمعنى العهد، لأنّ العطف يقتضي المغايرة، ولا سيّما مع إعادة ( لا ) النافية.
وأمّا من قال إنّ الإلّ بمعنى الله.. فلا يصحّ في هذه الآية لوجوه:
؟ أحدها: أنّه جاء منكّراً، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم.
؟ الثاني: أنّ الله لم يسمّ نفسه بهذا الاسم، ولم يسمّه به رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، وغاية ما ذكره بعض المفسّرين وأهل اللغة، أنّ الإلّ هو اسم الله بالسريانية(١)،
وعُرّب!.
؟ الثالث: أنّه غير مسموع عند العرب. قاله الفرّاء(٢).
والله تعالى أعلم.
٩٢ ـ قوله تعالى: ﴿ فقتلوا أَئمّةَ الكفر إنّهم لا أَيمن َ لهم لعلّهم ينتهون ﴾ [التوبة: ١٢].
اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ المراد بالأيمان في هذه الآية: العهود. وليس المراد القسم بالله.
والسريانيّة هي لغة الإنجيل، وقيل هي لغة إبراهيم ـ عليه السلام ـ، ذكر ذلك ابن حزم، وزعم أنّ ذلك منقول بالاستفاضة الموجبة لصحّة النقل. ( ينظر: الإحكام: ١/ ٣٤، وتحفة الأحوذيّ للمباركفوري ( بيروت: دار الكتب العلميّة ): ٧/ ٤١٢ ).
(٢) ينظر: لسان العرب: ١/ ١١٣.