والخوارج(١)، والمعتزلة، قال ـ رحمه الله ـ: " وذلك لأنّ نفي الإيمان، وكونه من المؤمنين؛ ليس المراد به ما بقوله المرجئة: أنّه ليس من خيارنا، فإنّه لو ترك ذلك؛ لم يلزم أن يكون من خيارهم. وليس المراد به ما يقوله الخوارج: أنّه صار كافراً. ولا ما يقوله المعتزلة من أنّه لم يبق معه من الإيمان شيء، بل هو مستحقّ للخلود في النار، لا يخرج منها، فهذه كلّها أقوال باطلة، قد بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع، ولكنّ المؤمن المطلق في باب الوعد والوعيد، وهو المستحقّ لدخول الجنّة بلا عقاب، وهو المؤدّي للفرائض، المجتنب المحارم. وهؤلاء هم المؤمنون عند الإطلاق، فمن فعل هذه الكبائر؛ لم يكن من هؤلاء المؤمنين، إذ هو متعرّض للعقوبة على تلك الكبيرة "(٢).
؟ قوله تعالى: ﴿ لا تدركه الأبصار.. ﴾[الأنعام: ١٠٣].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " فالآية دالّة على إثبات رؤيته، ونفي الإحاطة به. نقيض ما تظنّه الجهميّة من أنّها دالّة على نفي الرؤية "(٣).
٦- الردّ على النصارى:
(٢) الفتاوى الكبرى: ٤/٢٩٦. وينظر دراسة اختيار الشيخ ص: ٤٤٨ من هذه الرسالة.
(٣) الصفديّة: ١/٩١. وينظر دراسة اختيار الشيخ ص: ٣٥١ من هذه الرسالة.
وينظر للاستزادة: مجموع الفتاوى: ٢/٣٣١، و٧/٢٢٨، ومنهاج السنّة النبويّة: ٢/١٢٨، و٤/٣٩، ٢٧٢، والتسعينيّة: ٢/٦٧٠، والنبوّات ( بيروت: دار الكتب العلميّة ): ص١٠٨.