وهذا الذي قرّره الشيخ، ردّ على احتجاج النصارى بهذه الآية وأمثالها على زعمهم الاستغناء برسل الله إليهم عن رسالة محمّد ـ صلّى الله عليهم وسلّم ـ(١).
٧- الردّ على نفاة الصفات:
لقد كان للشيخ ـ رحمه الله ـ أثر بارز في إحياء مذهب السلف، وتقرير عقيدتهم، لا سيّما في باب الأسماء والصفات، والردّ على النفاة، وإبطال شبههم وأقاويلهم، ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ هل ينظرون إلا تأويله.. ﴾[ الأعراف: ٥٣].
رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ المراد بالتأويل في هذه الآية وأمثالها: حقيقة ما يؤول إليه الكلام، وإن وافق ظاهره.. ، وذكر أنّ هذا هو المعنى الذي يراد بلفظ التأويل في الكتاب والسنّة، خلافاً لما اصطلح عليه المتأخّرون من قولهم: إنّ التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره، إلى ما يخالف ذلك، لدليل يقترن به(٢).
؟ قوله تعالى: ﴿.. ثمّ استوى على العرش.. ﴾[ الأعراف: ٥٤ ].
رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذه الآية وأمثالها: مذهب السلف الصالح، وهو إثبات صفة الاستواء لله سبحانه على الوجه اللائق به، خلافاً للمعطّلة والمؤوّلة. وقد أسهب ـ رحمه الله ـ في تقرير هذه المسألة في مواضع كثيرة من كتبه، فكان له الفضل ـ بتوفيق الله ـ في إحياء مذهب السلف(٣).
٨- سدّ الباب على أهل البدع:
ومن ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ يبني ءادم قد أنزلنا عليكم لباساً يوري سوء تكم وريشاً.. ﴾[الأعراف: ٢٦].

(١) ينظر: السابق: ٢/٨٦. وينظر ص: ٦٦٣ من هذه الرسالة. وينظر للاستزادة: الجواب الصحيح: ١/١٥٧، ومجموع الفتاوى: ٢/٤٤٢- ٤٤٤.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٧/٣٦٨، ٣٦٩.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى: ٥/١١٣- ١١٧. وينظر: ص: ٣٣٩ من هذه الرسالة. وينظر للاستزاده: التدمريّة (الرياض: جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة ): ص٤١، ومنهاج السنّة: ١/٢١٦.


الصفحة التالية
Icon